صلاة الفتح

قَالَت أم هانئ : 
"دخل النبي صلى الله عليه وسلم بيتها يوم فتح مكة، فصلى ثماني ركعات، ما رأيته صلى صلاة قط أخف منها، غير أنه كان يتم الركوع والسجود" رواه الشيخان .

 قيل: هي صلاة الضحى.

وأجيب عنه: بأنه لم يكن يواظب عليها في الحضر فكيف صلاها ذلك اليوم وقد كان مسافراً.... 
وأنه لم ينو الإقامة في مكة! ولهذا أقام فيها قريباً من تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة ويفطر هو وجميع الجيش، فالراجح أنها صلاة الفتح، لكن يرد على هذا تسميتها في الحديث صلاة الضحى كما في لفظ عند البخاري ومسلم لكنه من كلام الراوي، وجاء عند مسلم أنه وقت الضحى.

 قال شيخ الإسلام في (الفتاوى الكبرى): 
"ومثل ما صلى لما فتح مكة ثماني ركعات، وهذه الصلاة كانوا يسمونها صلاة الفتح؛ وكان من الأمراء من يصليها إذا فتح مصرا، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما صلاها لما فتح مكة.
ولو كان سببها مجرد الوقت كقيام الليل، لم يختص بفتح مكة" ...
 وقال : " وكانوا يستحبون عند فتح مدينة أن يصلي الإمام ثماني ركعات شكرا لله ويسمونها صلاة الفتح قالوا: لأن الاتباع يعتبر فيه القصد والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد الصلاة لأجل الوقت ولو قصد ذلك لصلى كل يوم أو غالب الأيام كما كان يصلي ركعتي الفجر كل يوم".

 وقال ابن القيم في (زاد المعاد): 
"وذكر الطبري في "تاريخه" عن الشعبي قال: (لما فتح خالد بن الوليد الحيرة، صلى صلاة الفتح ثمان ركعات لم يسلم فيهن، ثم انصرف) قالوا: وقول أم هانئ "وذلك ضحى". تريد أن فعله لهذه الصلاة كان ضحى، لا أن الضحى اسم لتلك الصلاة" .
 وقال : "وفي القصة ما يدل على أنها بسبب الفتح شكرا لله عليه، فإنها قالت: ما رأيته صلاها قبلها ولا بعدها".

قال السهيلي في (الروض الأنف ): 
"وذكر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم هانئ وهي صلاة الفتح تعرف بذلك عند أهل العلم وكان الأمراء يصلونها إذا افتتحوا بلدا. قال الطبري: صلى سعد بن أبي وقاص، حين افتتح المدائن، ودخل إيوان كسرى، قال فصلى فيه صلاة الفتح قال وهي ثماني ركعات لا يفصل بينها، ولا تصلى بإمام فبين الطبري سنة هذه الصلاة وصفتها، ومن سنتها أيضا أن لا يجهر فيها بالقراءة".

Comments