
لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة
"لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة".
حسن - أخرجه أحمد 5/ 251، وعنه عبد الله بن أحمد في "السنة" (764)، ومن طريقه - ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (4)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3872)، والحاكم 4/ 92، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 36/ 266 - وأبو بكر الخلال في "السنة" (1330)، والطبراني 8/ (7486)، وفي "مسند الشاميين" (1602)، والبيهقي في "الشعب" (7118)، وأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (407)، والبيهقي في "الشعب" (4894) عن أبي جعفر عبد الله بن محمد المسندي، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (294)، وابن حبان (6715) من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، ثلاثتهم (أحمد بن حنبل، وأبو جعفر المسندي، وإسحاق ابن إبراهيم) عن الوليد بن مسلم، حدثني عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله، أن سليمان بن حبيب حدثهم، عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي الدمشقي روى عنه جمع، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 5/ 377:
"ليس به بأس".
ووثقه ابن حبان 7/ 110، وباقي رجاله ثقات سليمان بن حبيب هو المحاربي الداراني.
وقد وقع في إسناد الحاكم (عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله) وقال الحاكم:
"عبد العزيز هذا هو ابن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، وإسماعيل: هو ابن عبيد الله بن أبي المهاجر، والإسناد كله صحيح، ولم يخرجاه".
فتعقبه الذهبي بقوله:
"عبد العزيز ضعيف".
قال الوادعي في "تتبعه أوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي" 4/ 191:
"الذهبي تبع في هذا الحاكم على أن عبد العزيز هو ابن عبيد الله الخ، وليس كذلك بل هو ابن اسماعيل بن عبيد الله كما في "مسند أحمد" وشيخه سليمان بن حبيب".
قلت: وهو كما قال، هو عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله فقد أخرجه الحاكم 4/ 92 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا الوليد بن مسلم به، فوقع عنده (عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله!) وهو وهم نجم عن تحرّف (بن) إلى (عن) فقد رواه عبد الله بن أحمد نفسه في "السنة" (764)، وأبو بكر الخلال في "السنة" (1330)، والطبراني 8/ (7486)، وفي "مسند الشاميين" (1602)، والبيهقي في "الشعب" (7118) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، كلهم عن الإمام أحمد ( وهو في "مسنده" 5/ 251 ) حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني عبد العزيز ابن إسماعيل بن عبيد الله به.
وهو كذلك عند كل من رواه عن الوليد بن مسلم، فقد أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (407)، والبيهقي في "الشعب" (4894) عن أبي جعفر عبد الله بن محمد المسندي، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (294)، وابن حبان (6715) من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، كلاهما عن الوليد بن مسلم به، والحديث مذكور في ترجمة عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله كما في "تاريخ دمشق" 36/ 265-266، و "تاريخ الإسلام" 4/ 439.
وله شاهدان:
1 - أخرجه أحمد 4/232 من طريق ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو، عن ابن فيروز الديلمي، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لينقضن الإسلام عروة، عروة كما ينقض الحبل قوة، قوة".
وهذا إسناد رجاله ثقات سوى ضمرة وهو بن ربيعة الفلسطيني: صدوق يهم قليلا كما في "التقريب".
وأخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (175) من طريق أسد بن موسى قال: حدثنا ضمرة، عن السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، قال:
"تذهب السنة سنة سنة، كما يذهب الحبل قوة قوة، وآخر الدين الصلاة، وليصلين قوم ولا خلاق لهم".
وهذا هو الصحيح أنه موقوف على ابن الديلمي، فقد تابعه عليه الأوزاعي: أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 386، ومن طريقه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (127) حدثنا محمد بن عقبة الشيباني، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (226) من طريق معاوية بن عمرو، كلاهما (محمد بن عقبة الشيباني، ومعاوية بن عمرو) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو، عن عبد الله الديلمي، قال:
"إن أول ذهاب الدين ترك السنة، يذهب الدين سنة سنة، كما يذهب الحبل قوة قوة".
وأخرجه الدارمي (97) أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن الديلمي، قال بلغني:
"أن أول ذهاب الدين ترك السنة يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 144، ومن طريقه ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص 14) من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن محيريز قوله.
وهذا إسناد ضعيف، محمد بن كثير الصنعاني: صدوق كثير الغلط كما في "التقريب".
2 - أخرجه أحمد في "الزهد" (1003)، وابن أبي شيبة 13/ 381، والخلال في "السنة" (1292)، والدولابي في "الكنى" (1420)، والطبري في "تهذيب الآثار" (1006) – مسند ابن عباس، والحاكم 4/ 469، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (8) و (716) و (1260)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 281، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (153) تاما ومختصرا من طريق عكرمة بن عمار، عن أبي عبد الله الفلسطيني، حدثني عبد العزيز بن أخي حذيفة، عن حذيفة رضي الله عنه، قال:
"أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، وليصلين النساء وهن حيض، ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، وحذو النعل بالنعل، لا تخطئون طريقهم، ولا يخطأنكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة فتقول إحداهما: ما بال الصلوات الخمس، لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله تبارك وتعالى: ﴿أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل﴾ لا تصلوا إلا ثلاثا، وتقول الأخرى: إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق، حق على الله أن يحشرهما مع الدجال" والسياق للحاكم، وقال:
"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه " وأقره الذهبي!
قلت: أنّى لإسناده الصحة، عبد العزيز بن أخي حذيفة: مستور الحال.
وأبو عبد الله الفلسطيني هو حميد بن زياد اليمامي وهو مجهول، قال ابن حبان في "الثقات" 6/ 191:
"حميد بن زياد اليمامي يروي عن عبد العزيز بن اليمان أخي حذيفة عن حذيفة (لتركبن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل) رواه موسى بن إسماعيل عن أبي عبد الله صاحب الصدقة عن حميد".
وقال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 4/ 1881:
"عبد العزيز بن اليمان أخو حذيفة، ذكره بعض المتأخرين، وهو وهم، وصوابه عبد العزيز بن أخي حذيفة بن اليمان".
وعكرمة بن عمار صدوق يغلط.
وأخرجه الداني في "السنن الواردة في الفتن" (271) من طريق ليث بن أبي سليم، عن ابن حصين، عن أبي عبد الله الفلسطيني، قال: سمعت حذيفة به.
وأخرجه أيضا (273) من طريق الأوزاعي، عن رجل من أهل الحجاز، عن الصنابحي، عن حذيفة.
وأخرجه أبو داود في "الزهد" (275)، والطبري في "تهذيب الآثار" (1007) من طريق يزيد بن الوليد، عن رجل من أهل الشام، عن عمه، عن حذيفة.
وعند أبي داود (عن عمر) بدل (عن عمه).
وأخرجه الآجري في "الشريعة" (35)، وعنه الداني في "السنن الواردة في الفتن" (225) و (274) حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي، قال: حدثنا هشام بن عمار الدمشقي قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن الصنابحي، عن حذيفة بن اليمان، قال:
"لتتبعن أثر من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، لا تخطئون طريقتهم ولا تخطئنكم، ولتنقضن عرى الإسلام عروة فعروة، ويكون أول نقضها الخشوع حتى لا يرى خاشعا، وحتى يقول أقوام: ذهب النفاق من أمة محمد فما بال الصلوات الخمس؟ لقد ضل من كان قبلنا حتى ما يصلون بينهم أولئك المكذبون بالقدر، وهم أسباب الدجال، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال".
وإسناده فيه ضعف من أجل عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين: صدوق ربما أخطأ، قال أبو حاتم: كان كاتب ديوان، ولم يكن صاحب حديث كما في "التقريب".
وقال الذهبي:
"وثقه أحمد، وضعفه دحيم".
وباقي رجاله ثقات، اسحاق بن أبي حسان الأنماطي البغدادي، وثقه الدارقطني، وهو أمثل إسناد عن حذيفة، وله حكم الرفع لأنه مما لا يُقال بالرأي.
كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
10 شهر الله المحرم - 1437 هجري.
إرسال تعليق