حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

أكرم الأضياف


أكرم الأضياف


أكرم الأضياف


عن أبي هريرة، قال: "خرج رسول الله
ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟، قالا: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا، فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة، قالت: مرحبا وأهلا، فقال لها رسول الله أين فلان؟، قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله وصاحبيه ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، قال: فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا من هذه، وأخذ المدية، فقال له رسول الله : إياك والحلوب. فذبح لهم فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا، قال رسول الله لأبي بكر وعمر: والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم".


أخرجه مسلم (2038) ومن طريقه ابن بشكال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 628، وابن ماجه (3180)، وأبو يعلى (6177) و (6181)، وأبو إسحاق الحربي في "إكرام الضيف" (98)، وأبو عوانة (8303) و (8304) و (8306)، والطبري في "التفسير" 30/ 287 وفي "تهذيب الآثار" (1027)، والطبراني (571)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (474)، والبيهقي في "الشعب" (4602) من طرق عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة به.
وأخرجه ماك في "الموطأ (3440) بلاغًا، وعنه حماد بن إسحاق في "تركة النبي" (32) وفي روايته، وأبي عوانة (8304) التصريح باسم الأنصاري وهو أبو الهيثم بن التيهان.
وله طريق أخرى عن أبي حازم:
أخرجه أبو عوانة (8305) من طريق زهير بن معاوية، قال: حدثنا بشيرأبو إسماعيل، أن أبا حازم أخبرهم، عن أبي هريرة به.
وله طريقان آخران عن أبي هريرة:
1 - أخرجه الترمذي (2369)، وفي "الشمائل" (134) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (6583) و (11633)، والبخاري في "الأدب المفرد" (256)، وابن المبارك في "الزهد" (1169)، والمعافى بن عمران في "الزهد" (242)، وأبو أمية الطرسوسي في "مسنده" (62)، والطبري في "التفسير" 30/ 287، وفي "تهذيب الآثار" (468) و (1028)، والطبراني (570)، والحاكم 4/ 131، وأبو الشيخ الأصبهاني في "أخلاق النبي " (851)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6021)، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" (ص 283)، وفي "حكايات الطفيليين" (ص 65)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24 / 343، وفي "الاستذكار" 8/ 378، والبغوي في "شرح السنة" (3612)  و (4119)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 239 من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:
"خرج النبي في ساعة لا يخرج فيها، ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر، فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ فقال: خرجت ألقى رسول الله ، وأنظر في وجهه، والتسليم عليه، فلم يلبث أن جاء عمر، فقال: ما جاء بك يا عمر؟ قال: الجوع يا رسول الله، قال: فقال رسول الله : وأنا قد وجدت بعض ذلك، فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري، وكان رجلا كثير النخل والشتاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبك؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها، فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي ، ويفديه بأبيه وأمه، ثم انطلق بهم إلى حديقته، فبسط لهم بساطا، ثم انطلق إلى نخلة، فجاء بقنو، فوضعه، فقال النبي : أفلا تنقيت لنا من رطبه؟ فقال: يا رسول الله، إني أردت أن تختاروا، أو قال: تخيروا، من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال رسول الله : هذا، والذي نفسي بيده، من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد، فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما، فقال النبي : لا تذبحن ذات در، قال: فذبح لهم عناقا، أو جديا، فأتاهم بها، فأكلوا، فقال النبي : هل لك خادم؟ قال: لا، قال: فإذا أتانا سبي، فائتنا، فأتي النبي برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي : اختر منها، فقال: يا نبي الله اختر لي، فقال النبي : إن المستشار مؤتمن، خذ هذا، فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفا، فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته، فأخبرها بقول رسول الله ، فقالت: ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي إلا أن تعتقه، قال: فهو عتيق، فقال النبي : إن الله لم يبعث نبيا، ولا خليفة، إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا، ومن يوق بطانة السوء، فقد وقي".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح غريب".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
2 - أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 359) من طريق كميل بن جعفر، حدثنا أبو جعفر أحمد بن يوسف البحيري، أخبرنا عبيد بن يعيش، حدثنا المحاربي، عن يحيى بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
"انطلقت أنا وعمر مع النبي إلى رجل يقال له الوامضي فأراد أن يذبح شاة فقال له رسول الله : إياك وذات الدر. قال: ثم جاءنا بثريد.... (هنا سقط) النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة".
وهذا إسناد ضعيف جدًا، وفيه علتان:
الأولى: جهالة عبيد الله بن عبد الله بن موهب القرشي، قال الامام أحمد:
" لا يعرف " ينظر سؤالات أبي داود للامام أحمد (565).
الثانية: يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب القرشي: متروك وأفحش الحاكم فرماه بالوضع.
وله طرق أخرى عن المحاربي ولكن صيّروه من مسند أبي بكر:
أخرجه أبو يعلى (78)، والمروزي في "مسند أبي بكر" (55) من طريق المحاربي، حدثنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: حدثني أبو بكر: فذكره مطولًا.

وله شواهد من حديث جابر بن عبد الله، وأبي عسيب، وابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، وأبي الهيثم بن التيهان، ومن مرسل المنذر بن مالك، وعطاء بن يسار، وأَبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، والشعبي، ويزيد بن رومان:

أما حديث جابر:

فأخرجه النسائي (3639)، وفي "الكبرى" (6433) وأحمد 3/ 338 و351، والطيالسي (1799)، وابن حبان (3411)، وأبو يعلى (1790) و (2161)، والطبري في "تفسيره" 30/ 286، والطبراني (572)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (470)، والبيهقي في "الشعب" (4599) و (4600)، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" (ص 282)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24 / 343: مطولًا ومختصرًا من طرق عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن جابر بن عبد الله، قال:
" كان ليهودي على أبي تمر، فقتل يوم أحد، وترك حديقتين، وتمر اليهودي يستوعب ما في الحديقتين، فقال النبي : هل لك أن تأخذ العام بعضه، وتؤخر بعضه؟، فأبى اليهودي، فقال النبي : يا جابر إذا حضر الجداد، فآذني فآذنته، فجاء هو وأبو بكر، فجعل يجد ويكال من أسفل النخل، ورسول الله يدعو بالبركة، حتى وفينا جميع حقه من أصغر الحديقتين فيما يحسب عمار، ثم أتيتهم برطب وماء، فأكلوا وشربوا، ثم قال: هذا من النعيم الذي تسألون عنه" والسياق للنسائي، وإسناده صحيح على شرط مسلم.

وأما حديث أبي عسيب:

فأخرجه أحمد 5/ 81، وابن أبي الدنيا في "الجوع" (272)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (468)، والطبري في "تفسيره" 24 / 607 و608، وأبو الحسين الكلابي في "أحاديثه" (62)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 27، وفي "معرفة الصحابة" 5/ 2968، والواحدي في "الوسيط" 4 / 550، والبيهقي في "الشعب" (4281)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4 / 134 و 295 من طرق عن حشرج بن نباتة، عن أبي نصيرة، عن أبي عسيب، قال:
"خرج رسول الله ذات ليلة، فمر بي فدعاني، فخرجت إليه، ومر بأبي بكر فدعاه، فخرج إليه، ثم مر بعمر فدعاه، فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: أطعمنا بسرا، فجاء بعذق، فوضعه، فأكل رسول الله وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، فأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر، قيل: يا رسول الله، إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: نعم، إلا من ثلاثة: خرقة تكف بها عورتك، وكسرة تسد بها جوعتك، وبيت تدخل فيه من الحر والقر".
وقال أبو نعيم:
"رواه أبو نعيم، وأبو الصلت، وأبو الوليد، ويونس بن محمد، وسعيد بن سليمان كلهم: عن حشرج، واختلفت ألفاظهم".
قلت: وإسناده ضعيف من أجل حشرج بن نباتة الأشجعي: وثقه أحمد وجماعة، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي، وفي أخرى قال: ليس به بأس.
وقال الساجي: ضعيف.
وقال ابن حبان: كان قليل الحديث، منكر الرواية، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وقال الحافظ: صدوق يهم.

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه ابن حبان (5216)، والطبراني في "الأوسط" (2247)، وفي "الصغير" (185)، والضياء في "الأحاديث المختارة" 12/ 122-123، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 630 من طريق علي بن خشرم، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن كيسان، قال: حدثنا عكرمة عن ابن عباس، قال:
"خرج أبو بكر بالهاجرة إلى المسجد، فسمع بذلك عمر، فقال: يا أبا بكر، ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حاق الجوع، قال: وأنا والله ما أخرجني غيره، فبينما هما كذلك، إذ خرج عليهما النبي ، فقال: ما أخرجكما هذه الساعة؟ قالا: والله ما أخرجنا إلا ما نجد في بطوننا من حاق الجوع، قال: وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره، فقوما، فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري، وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله طعاما أو لبنا، فأبطأ عنه يومئذ، فلم يأت لحينه، فأطعمه لأهله، وانطلق إلى نخله يعمل فيه، فلما انتهوا إلى الباب، خرجت امرأته، فقالت: مرحبا بنبي الله وبمن معه، فقال لها نبي الله : فأين أبو أيوب؟ فسمعه وهو يعمل في نخل له، فجاء يشتد، فقال: مرحبا بنبي الله وبمن معه، يا نبي الله، ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه، فقال له النبي : صدقت. قال: فانطلق، فقطع عذقا من النخل فيه من كل التمر والرطب والبسر، فقال النبي : ما أردت إلى هذا، ألا جنيت لنا من تمره؟  فقال: يا نبي الله، أحببت أن تأكل من تمره ورطبه وبسره، ولأذبحن لك مع هذا. قال: إن ذبحت، فلا تذبحن ذات در، فأخذ عناقا أو جديا، فذبحه، وقال لامرأته: اخبزي واعجني لنا وأنت أعلم بالخبز، فأخذ الجدي، فطبخه وشوى نصفه.
فلما أدرك الطعام، وضع بين يدي النبي وأصحابه، فأخذ من الجدي، فجعله في رغيف، فقال: يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة، فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام، فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة فلما أكلوا وشبعوا، قال النبي : خبز ولحم تمر وبسر ورطب. ودمعت عيناه، والذي نفسي بيده، إن هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه، قال الله جل وعلا: ﴿ثم لتسألن يومئذ عن النعيم﴾ [التكاثر:8]، فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة. فكبر ذلك على أصحابه، فقال: بل إذا أصبتم مثل هذا، فضربتم بأيديكم، فقولوا: بسم الله، وإذا شبعتم، فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا، وأنعم علينا وأفضل، فإن هذا كفاف بها. فلما نهض، قال لأبي أيوب: ائتنا غدا، وكان لا يأتي إليه أحد معروفا إلا أحب أن يجازيه، قال: وَإِنَّ أَبَا أيوب لم يسمع ذلك، فقال عمر: إن النبي أمرك أن تأتيه غدا، فأتاه من الغد، فأعطاه وليدته فقال: يا أبا أيوب، استوص بها خيرا، فإنا لم نرى إلا خيرا ما دامت عندنا، فلما جاء بها أبو أيوب من عند رسول الله قال: لا أجد لوصية رسول الله خيرا من أن أعتقها، فأعتقها".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن عبد الله بن كيسان إلا الفضل بن موسى".
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 317-318:
"رواه الطبراني في "الصغير" و "الأوسط" وفيه عبد الله بن كيسان المروزي، وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وقال ابن علان في "دليل الفالحين" 4/ 441:
"وحسن الحافظ الحديث وقال: وفيه غرابة من وجهين: ذكر أبي أيوب والمشهور في هذا قصة أبي الهيثم، والثاني: ما في آخره من التسمية والحمد".
قلت: في تحسين الحافظ نظر ذلك أن عبد الله بن كيسان المروزي: لا يحتج بحديثه.
قال المزي في "تهذيب الكمال":
"قال البخاري: له ابن يسمى إسحاق منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".
وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب":
"زاد (أي ابن حبان): يتقى حديثه من رواية ابنه عنه.
وقال في موضع آخر: يخطئ، وليس هو الذي روى عن عبد الله بن شداد.
وقال ابن عدي: له أحاديث عن عكرمة غير محفوظة، وعن ثابت كذلك، ولم يحدث عنه ابن المبارك.
وقال العقيلي: في حديثه وهم كثير.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال الحاكم: هو من ثقات المراوزة، ممن يجمع حديثه.
وقد ذكرت في ترجمة ابنه حديثا موضوعا رواه عن أبيه، عن عكرمة، وعنه
 عبد العزيز".
ولخّص الحافظ ترجمته بقوله: "صدوق يخطئ كثيرا".
وله طريق أخرى عن عكرمة:
أخرجه أبو يعلى (250)، والحاكم 3/ 286 و4/ 234 مختصرًا من طريق
 عبد الله بن عيسى، حدثنا يونس بن عبيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: "خرج رسول الله عند الظهيرة، فوجد أبا بكر في المسجد، فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟، قال: أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله، وجاء عمر ابن الخطاب، فقال: يا ابن الخطاب، ما أخرجك؟، قال: أخرجني الذي أخرجكما، يا رسول الله، فقعد عمر، وأقبل رسول الله يحدثهما، ثم قال: هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وظلا؟، قلنا: نعم، قال: مروا بنا إلى ابن التيهان أبي الهيثم الأنصاري، فتقدم رسول الله بين أيدينا فسلم، فاستأذن ثلاث مرات، وأم الهيثم وراء الباب تسمع الكلام وتريد أن يزيدها رسول الله ، فلما أراد رسول الله أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم، فقالت: يا رسول الله، قد والله سمعت تسليمك، ولكني أردت أن تزيدنا من سلامك، فقال لها رسول الله : خيرا، وقال: أين أبو الهيثم ما أراه؟، قالت: هو قريب، ذهب يستعذب لنا من الماء، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله، فبسطت لهم بساطا تحت شجرة، فجاء أبو الهيثم، وفرح بهم، وقرت عينه بهم، وصعد على نخلة فصرم لهم عذقا، وقال رسول الله : حسبك يا أبا الهيثم، قال: يا رسول الله، تأكلون من بسره ومن رطبه ومن تذنوبه، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه، فقال رسول الله : هذا من النعيم الذي تسألون عنه، وقام أبو الهيثم ليذبح لهم شاة، فقال له رسول الله : إياك واللبون، وقامت أم الهيثم تعجن لهم وتخبز، ووضع رسول الله وأبو بكر، وعمر رءوسهم للقائلة، فانتبهوا وقد أدرك طعامهم، فوضع الطعام بين أيديهم وأكلوا وشبعوا وحمدوا الله عز وجل، وردت عليهم أم الهيثم بقية الأعذاق، فأكلوا من رطبه ومن تذنوبه، فسلم عليهم رسول الله ودعا لهم".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
وأخرجه الضياء في "المختارة" 1/ 289-190 من طريق أبي يعلى به عن ابن عباس أنه سمع عمر.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (19463)، والبزار (205)، والطبراني 19/ (253)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 362 من طريق عبد الله بن عيسى به ولكن من رواية ابن عباس عن عمر!
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 316:
"رواه البزار وأبو يعلى والطبراني وفي أسانيدهم عبد الله بن عيسى أبو خلف وهو ضعيف".

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه الحاكم 4/ 132 تعليقًا بقوله: رواه بكار السيريني، حدثنا عبد الله ابن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر:
"أن رسول الله خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها وخرج أبو بكر فقال: ما أخرجك يا أبا بكر؟ قال: الجوع - الحديث.
وقال الذهبي في "التلخيص":
 "على شرط البخاري ومسلم!".
قلت: وما أدري لعلّه خطأ في طبعة "التلخيص"، فإن الحافظ الذهبي نفسه قال في موضع آخر متعقبًا الحاكم بقوله: "فيه بكّار السِّيرِيني، وهو ذاهب الحديث، قاله أبو زرعة".
وأيضًا العمري: ضعيف.
 وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 321:
"رواه الطبراني، وفيه بكار بن محمد السيريني، وقد ضعفه الجمهور، ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات".

وأما حديث ابن مسعود:

فأخرجه الطبراني (10496) من طريق همام بن يحيى، عن الكلبي، حدثني الشعبي، عن الحارث، عن عبد الله بن مسعود:
 "أن أبا بكر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن عمر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن النبي خرج عليهما، وأنهما أخبراه أنه لم يخرجهما إلا الجوع، فقال: انطلقوا بنا إلى منزل رجل من الأنصار يقال له أبو الهيثم بن التيهان، فإذا هو ليس في المنزل، ذهب يستسقي، قال: فرحبت المرأة برسول الله وبصاحبيه، وبسطت لهم شيئا فجلسوا عليه، فسألها النبي : أين انطلق أبو الهيثم؟ قالت: ذهب يستعذب لنا، فلم يلبث أن جاء بقربة فيها ماء، فعلقها وأراد أن يذبح لهم شاة، فكأن النبي كره ذاك لهم، قال: فذبح لهم عناقا، ثم انطلق فجاء بكبائس من النخل، فأكلوا من ذلك اللحم والبسر والرطب، وشربوا من الماء، فقال أحدهما، إما أبو بكر وإما عمر: هذا من النعيم الذي نسأل عنه، فقال النبي : المؤمن لا يثرب على شيء أصابه في الدنيا، إنما يثرب على الكافر".
وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 319:
 "رواه الطبراني، وفيه محمد بن السائب الكلبي، وهو كذاب".

وأما حديث أبي الهيثم بن التيهان:

فأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 360 أخبرنا أبو سعيد، قال: حدثنا
 أبو يحيى بن أبي مسرة، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه: أن رجلا أخبره عن أبي الهيثم بن التيهان: فذكره مطولًا.
وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن أبي الهيثم.

وأما مرسل المنذر بن مالك:

فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 13/ 233، والطبري في "تفسيره"
24/ 608 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن الجريري، عن أبي نضرة، قال:
"أكل رسول الله وناس من أصحابه أكلة من خبز شعير لم ينخل بلحم، وشربوا من جدول، وقال: هذه أكلة من النعيم، تسألون عنها يوم القيامة".

وأما مرسل عطاء بن يسار:

فأخرجه الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 481-482 أخبرنا محمد بن المكي، حدثنا الصائغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا فليح بن سليمان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار:
"أنه جاء - يعني: رسول الله - إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان ومعه أبو بكر وعمر، وقد خرج أبو الهيثم يستعذب الماء فدخلوا فلم يلبث أن جاء أبو الهيثم يحمل الماء قربة يزعبها ثم رقي عذقا له فجاء بقنو فيه زهوه ورطبه فأكلوا منه وشربوا من ماء الحسي، ثم قال: يا أبا الهيثم ألا أرى لك هانئا فإذا جاءنا السبي أخدمناك خادما".
قلت: وهو على إرساله ضعيف الإسناد فإن محمد بن المكي: مجهول، وفليح ابن سليمان: صدوق كثير الخطأ كما في "التقريب".

وأما مرسل أَبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف:

فأخرجه أحمد في "الزهد" (174)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (473) من طريقين عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه سمعه منه يقول:
"انطلق رسول الله في نفر من أصحابه إلى أبي الهيثم بن التيهان، وهو مالك ابن التيهان فدخل على امرأته، فقال: أين أبو الهيثم؟ قالت: ذهب يستعذب لنا فبينما هم كذلك إذ جاء، فقال لامرأته: ويحك! ما صنعت لرسول الله شيئا؟ قالت: لا، قال: قومي، فعمدت إلى شعير لها، فطحنته، وقام إلى غنم له، فذبح لهم شاة، فقال رسول الله : لا تذبحن ذات در. فطبخ لهم، وقدمه بين أيديهم، فأكلوا، ثم تناول شنا أو دلوا فشرب ومن معه، فقال رسول الله : لتسألن عن هذه الشربة".
قلت: عمر بن أبي سلمة: صدوق يخطئ.

وأما مرسل الشعبي:

فأخرجه أحمد في "الزهد" (172) حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عطاء بن السائب، عن عامر قال:
 " أكل النبي ، وأبو بكر، وعمر رضوان الله عليهما لحما، وخبز شعير، ورطبا، وماء باردا، فقال: هذا وربكما لمن النعيم".

وأما مرسل يزيد بن رومان:

فأخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 629 من طريق
 عبد الرحمن بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن دحيم، حدثنا إبراهيم بن حماد، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال: حدثنا ابن أبي أويس، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال، عن يزيد بن رومان أنه قال:
"خرج رسول الله إلى المسجد فجاء علي، وأبو بكر، وعمر ... فذكره.
وهذا إسناد ضعيف فيه ابن أبي أويس وهو إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله ابن أويس بن مالك بن أبي عامر وفيه ضعف، ومحمد بن اسحاق لم أعرفه، وباقي رجاله ثقات، عبد الرحمن بن أحمد التجيبي أبو بكر: فقيه قرطبي محدث مشهور.



 كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
15 - ربيع الأول - 1437 هجري.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015