
إن من ورائكم أيام الصبر
"إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم. قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: بل منكم".
صحيح - أخرجه المروزي في "السنة" (32)، والطبراني 17/ (289)، وفي "الأوسط" (3121)، وفي "مسند الشاميين" (17) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، حدثنا خالد بن يزيد بن صبيح المري، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عتبة بن غزوان أخي بني مازن بن صعصعة وكان من الصحابة، أن رسول الله ﷺ، قال: فذكره.
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن عتبة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إبراهيم بن أبي عبلة".
قلت: إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي ثقة، لكنه لم يدرك عتبة بن غزوان كما في "تهذيب الكمال" 19/ 317.
وله شواهد تشُدّ من عضده، عن عبد الله بن مسعود، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وابن عمر، ومعاذ بن جبل، وأبي ثعلبة الخشني، ومن مرسل القاسم أبي عبد الرحمن:
أما حديث عبد الله بن مسعود :
فأخرجه البزار (1776) حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا سهل بن عامر البجلي، قال : حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن كقبض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين، قالوا: يا رسول الله، خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال: خمسون منكم".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه".
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 282:
"رواه البزار والطبراني ... ورجال البزار رجال الصحيح، غير سهل بن عامر البجلي وثقه ابن حبان".
قلت: وما أدري لماذا لم يتعرض الهيثمي لإسناد الطبراني، وظاهر إسناده أنه حسن، إلا أن يراه خطأً، لا سيما أن سهل بن عامر:
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث روى لنا أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة كان يفتعل الحديث.
وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" 8/ 290، وقال:
"من أهل الكوفة يروي عن مالك بن مغول روى عنه يعقوب الفارسي".
وروى عنه الحسن بن علي بن عفان، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأحمد بن إشكاب وجماعة.
وقال ابن عَدِي: أرجو أنه لا يستحق الترك.
وإسناد الطبراني 10/ (10394) حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة ، ومحمد بن العباس الأخرم الأصبهاني، قالا : حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي،
حدثنا سهل بن عثمان (كذا) البجلي، حدثنا عبد الله بن نمير به.
فثبت عندي أنه خطأٌ، لأن أحمد بن عثمان إنما يروي عن ابن عامر كما في "الجرح والتعديل" 4/ 202، ولم أجد ممن يروي عن عبد الله بن نمير بهذا الاسم، إنما ذكروا عنه سهل بن عامر:
قال الخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 620:
"سهل بن عامر البجلي الكوفي حدث عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي، ومالك بن مغول، ويحيى بن سلمة بن كهيل، وعبد الله بن نمير...".
"إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن كقبض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين، قالوا: يا رسول الله، خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال: خمسون منكم".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه".
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 282:
"رواه البزار والطبراني ... ورجال البزار رجال الصحيح، غير سهل بن عامر البجلي وثقه ابن حبان".
قلت: وما أدري لماذا لم يتعرض الهيثمي لإسناد الطبراني، وظاهر إسناده أنه حسن، إلا أن يراه خطأً، لا سيما أن سهل بن عامر:
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث روى لنا أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة كان يفتعل الحديث.
وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" 8/ 290، وقال:
"من أهل الكوفة يروي عن مالك بن مغول روى عنه يعقوب الفارسي".
وروى عنه الحسن بن علي بن عفان، وأحمد بن عثمان بن حكيم، وأحمد بن إشكاب وجماعة.
وقال ابن عَدِي: أرجو أنه لا يستحق الترك.
وإسناد الطبراني 10/ (10394) حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة ، ومحمد بن العباس الأخرم الأصبهاني، قالا : حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي،
حدثنا سهل بن عثمان (كذا) البجلي، حدثنا عبد الله بن نمير به.
فثبت عندي أنه خطأٌ، لأن أحمد بن عثمان إنما يروي عن ابن عامر كما في "الجرح والتعديل" 4/ 202، ولم أجد ممن يروي عن عبد الله بن نمير بهذا الاسم، إنما ذكروا عنه سهل بن عامر:
قال الخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 620:
"سهل بن عامر البجلي الكوفي حدث عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي، ومالك بن مغول، ويحيى بن سلمة بن كهيل، وعبد الله بن نمير...".
وأما حديث أنس:
فأخرجه الترمذي (2260)، وفي "العلل الكبير" (611)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 114، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (30) من طريق إسماعيل ابن موسى الفزاري، عن عمر بن شاكر ( وعند ابن بطة : عمر بن سالم، وهو خطأ ) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ:
"يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر".
وقال الترمذي:
"هذا حديث غريب من هذا الوجه وعمر بن شاكر شيخ بصري قد روى عنه غير واحد من أهل العلم".
وقال في "العلل":
"سأل محمدا – يعني: البخاري - عن عمر بن شاكر فقال: هو مقارب الحديث روى عنه عثمان الكاتب وغير واحد".
قلت: عمر بن شاكر:
قال فيه أبو حاتم: ضعيف يروي عن أنس المناكير.
وقال ابن عدي:
"يحدث، عَن أنس بنسخة قريبا من عشرين حديثًا غير محفوظة "، ثم ساق منهن هذا الحديث.
وإسماعيل بن موسى الفزاري: صدوق يخطئ رمي بالرفض.
وله طريق أخرى عن أنس:
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الزهد" (539)، وفي "الأمر بالمعروف" (29) حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وأبو الشيخ في "الأمثال" (233)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 49 من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن أسلم بن عبد الملك، أنه سمع سعيد بن أبي الحسن، يذكر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ:
"أنتم اليوم على بينة من ربكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتجاهدون، في سبيل الله ثم تظهر فيكم السكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش وستحولون عن ذلك، فلا تأمرون بمعروف ولا تنهون عن منكر، ولا تجاهدون في سبيل الله، القائمون يومئذ بالكتاب والسنة لهم أجر خمسين صديقا، قالوا: يا رسول الله منا أو منهم قال: لا بل منكم".
وسقط من "الأمر بالمعروف" لابن أبي الدنيا: أنس بن مالك!
وسعيد بن أبي الحسن هو ابن يسار أخو الحسن البصري روى عن علي بن أبي طالب وأبي هريرة وابن عباس.
وأسلم بن عبد الملك: لم أجد له ترجمة.
وأخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (190) من طريق أسد بن موسى قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أسلم البصري، عن سعيد أخي الحسن يرفعه، قلت لسفيان: عن النبي ﷺ؟ قال: نعم. قال:
"إنكم اليوم على بينة من ربكم ...الحديث".
ولا شكّ أن مَن وصله أوثق وأكثر ممن أرسله لا سيما أن أحدهما الإمام إسحاق بن راهويه، ولكن تبقى علة الحديث جهالة أسلم بن عبد الملك !
"يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر".
وقال الترمذي:
"هذا حديث غريب من هذا الوجه وعمر بن شاكر شيخ بصري قد روى عنه غير واحد من أهل العلم".
وقال في "العلل":
"سأل محمدا – يعني: البخاري - عن عمر بن شاكر فقال: هو مقارب الحديث روى عنه عثمان الكاتب وغير واحد".
قلت: عمر بن شاكر:
قال فيه أبو حاتم: ضعيف يروي عن أنس المناكير.
وقال ابن عدي:
"يحدث، عَن أنس بنسخة قريبا من عشرين حديثًا غير محفوظة "، ثم ساق منهن هذا الحديث.
وإسماعيل بن موسى الفزاري: صدوق يخطئ رمي بالرفض.
وله طريق أخرى عن أنس:
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الزهد" (539)، وفي "الأمر بالمعروف" (29) حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وأبو الشيخ في "الأمثال" (233)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 49 من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن أسلم بن عبد الملك، أنه سمع سعيد بن أبي الحسن، يذكر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ:
"أنتم اليوم على بينة من ربكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتجاهدون، في سبيل الله ثم تظهر فيكم السكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش وستحولون عن ذلك، فلا تأمرون بمعروف ولا تنهون عن منكر، ولا تجاهدون في سبيل الله، القائمون يومئذ بالكتاب والسنة لهم أجر خمسين صديقا، قالوا: يا رسول الله منا أو منهم قال: لا بل منكم".
وسقط من "الأمر بالمعروف" لابن أبي الدنيا: أنس بن مالك!
وسعيد بن أبي الحسن هو ابن يسار أخو الحسن البصري روى عن علي بن أبي طالب وأبي هريرة وابن عباس.
وأسلم بن عبد الملك: لم أجد له ترجمة.
وأخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (190) من طريق أسد بن موسى قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أسلم البصري، عن سعيد أخي الحسن يرفعه، قلت لسفيان: عن النبي ﷺ؟ قال: نعم. قال:
"إنكم اليوم على بينة من ربكم ...الحديث".
ولا شكّ أن مَن وصله أوثق وأكثر ممن أرسله لا سيما أن أحدهما الإمام إسحاق بن راهويه، ولكن تبقى علة الحديث جهالة أسلم بن عبد الملك !
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه الدارقطني في " الفوائد المنتخبة " (88)، والشجري في "الأمالي الخميسية" (2170 - ترتيب ) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ( وهو في "الفوائد المنتخبة العوالي من المزكيات" (88) - انتقاء الدارقطني ) قال: أخبرنا أبو النضر بكر بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي قال: حدثنا محمد بن يوسف، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن من بعدي أيام الصبر، المتمسك فيهن بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين عاملا".
وأبو النضر بكر بن محمد بن اسحاق بن خزيمة: مجهول الحال.
وأخرجه أحمد 2/ 390 عن يحيى بن إسحاق، وحسن بن موسى، والفريابي في "صفة النفاق" (94) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، عن أبي يونس وهو سليم بن جبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ كان يقول:
"ويل للعرب من شر قد اقترب، فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، المتمسك منهم يومئذ على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضى".
قلت: وهذا إسناد جيد، ابن لهيعة: صدوق، خلط بعد احتراق كتبه،
ويحيى بن إسحاق السيلحيني من قدماء أصحابه كما في "تهذيب التهذيب"
2 / 420، وقد صرّح بالتحديث في "المسند" فزالت شبهة تدليسه.
"إن من بعدكم أياما الصابر فيها المتمسك بمثل ما أنتم عليه اليوم له أجر خمسين منكم. قيل: يا رسول الله، منهم ؟ قال: بل منكم".
قلت: وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:
الأولى: عدي بن الفضل، لم أهتد إليه، فقد راجعت تلاميذ ابن عجلان فلم أجد أحدا بهذا الاسم، وكذا شيوخ أسد بن موسى ليس فيهم عدي بن الفضل، وأما الجزم بأنه عدي بن الفضل التيمي البصري: المتروك، فهذا تحكم بلا دليل.
الثانية: محمد بن عجلان: ثقة لكنه مدلس وقد عنعنه.
الثالثة: لم أعرف مَنْ هو عبد الرحمن.
"إن من بعدي أيام الصبر، المتمسك فيهن بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين عاملا".
وأبو النضر بكر بن محمد بن اسحاق بن خزيمة: مجهول الحال.
وأخرجه أحمد 2/ 390 عن يحيى بن إسحاق، وحسن بن موسى، والفريابي في "صفة النفاق" (94) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، عن أبي يونس وهو سليم بن جبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ كان يقول:
"ويل للعرب من شر قد اقترب، فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، المتمسك منهم يومئذ على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضى".
قلت: وهذا إسناد جيد، ابن لهيعة: صدوق، خلط بعد احتراق كتبه،
ويحيى بن إسحاق السيلحيني من قدماء أصحابه كما في "تهذيب التهذيب"
2 / 420، وقد صرّح بالتحديث في "المسند" فزالت شبهة تدليسه.
وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (189) حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أسد بن موسى، حدثني عدي بن الفضل، عن محمد بن عجلان، عن عبد الرحمن، عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ، قال:"إن من بعدكم أياما الصابر فيها المتمسك بمثل ما أنتم عليه اليوم له أجر خمسين منكم. قيل: يا رسول الله، منهم ؟ قال: بل منكم".
قلت: وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:
الأولى: عدي بن الفضل، لم أهتد إليه، فقد راجعت تلاميذ ابن عجلان فلم أجد أحدا بهذا الاسم، وكذا شيوخ أسد بن موسى ليس فيهم عدي بن الفضل، وأما الجزم بأنه عدي بن الفضل التيمي البصري: المتروك، فهذا تحكم بلا دليل.
الثانية: محمد بن عجلان: ثقة لكنه مدلس وقد عنعنه.
الثالثة: لم أعرف مَنْ هو عبد الرحمن.
وأما حديث معاذ بن جبل:
فأخرجه البزار (2631) من طريق الحسن بن بشر، حدثنا المعافى بن عمران، عن أبي غسان المدني، عن عبادة بن نسي، عن الأسود بن ثعلبة، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إنكم على تقية من ربكم، ما لم تظهر فيكم سكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حب العيش، وأنتم تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتجاهدون في سبيل الله، فإذا ظهر فيكم حب الدنيا، ولا تأمرون بالمعروف، ولا تنهون عن المنكر، ولا تجاهدون في سبيل الله، القائلون يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار".
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 207:
"فيه الحسن بن بشر، وثقه أبو حاتم وغيره ، وفيه ضعف".
قلت: الحسن بشر: صدوق يخطئ، والأسود بن ثعلبة: لا يعرف كما قال الذهبي.
وأخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (220) من طريق الحارث بن نبهان، عن محمد بن سعيد، عن عبادة بن نسي به.
قلت: وإسناده تالف بمرّة، فإن محمد بن سعيد هو ابن حسان بن قيس القرشي الأسدي المصلوب.
قال الذهبي: هالك.
وقال الحافظ: كذبوه، وقال أحمد ين صالح: وضع أربعة آلاف حديث،
وقال أحمد: قتله المنصور على الزندقة وصلبه".
وعلّقه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 49 عن محمد بن قيس، عن عبادة بن نسي، عن الأسود بن ثعلبة، عن معاذ بن جبل به.
وقال المزي في "تهذيب الكمال" 3/ 221:
وروى له - يعني للأسود بن ثعلبة - أبو الشيخ عن محمد بن يحيى بن منده، عن العباس بن عبيد، عن مروان بن معاوية، عن محمد بن قيس، عن عبادة بن نسي، عن الأسود بن ثعلبة، قال: سمعت معاذ بن جبل به.
قلت: ومن تلاميذ المصلوب هذا: مروان بن معاوية، وإن هذا المصلوب قد تعددت أسماءه تعمية لأمره، قال المزي في "تهذيب الكمال" 25/ 264:
"محمد بن سعيد بن حسان بن قيس القرشي الأسدي المصلوب:
ويقال: محمد بن سعيد بن عبد العزيز.
ويقال: ابن أبي عتبة.
ويقال: ابن أبي قيس.
ويقال: ابن أبي حسان.
ويقال: ابن الطبري.
ويقال غير ذلك في نسبه، أبو عبد الرحمن.
ويقال: أبو عبد الله.
ويقال: أبو قيس، الشامي، الدمشقي.
ويقال: الأردني".
وفي رواية البزار غُنية عن رواية المصلوب هذا، وهي صالحة للاستشهاد.
"أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت: كيف تصنع بهذه الآية؟ قال: أية آية؟! قال: قلت: قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم﴾، قال: أما والله، لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله ﷺ، فقال: بل أنتم ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك نفسك، ودع عنك أمر العوام، فإن من ورائك أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا، يعملون مثل عمله".
وقال ابن المبارك:
"وزادني غيره – يعني عتبة بن أبي حكيم -: "قال: يا رسول الله، أجر خمسين منهم؟ قال: أجر خمسين منكم".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه " وأقره الذهبي.
قلت: إسناده ضعيف فيه عتبة بن حكيم: صدوق يخطئ كثيرا كما قال الحافظ في "التقريب".
وعمه عمرو بن جارية، قال في ترجمته من "التقريب":
"مقبول" يعني حيث يتابع، وإلا فلين الحديث، وكذا أبو أمية الشعباني: مقبول.
"إنكم على تقية من ربكم، ما لم تظهر فيكم سكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حب العيش، وأنتم تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتجاهدون في سبيل الله، فإذا ظهر فيكم حب الدنيا، ولا تأمرون بالمعروف، ولا تنهون عن المنكر، ولا تجاهدون في سبيل الله، القائلون يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار".
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 207:
"فيه الحسن بن بشر، وثقه أبو حاتم وغيره ، وفيه ضعف".
قلت: الحسن بشر: صدوق يخطئ، والأسود بن ثعلبة: لا يعرف كما قال الذهبي.
وأخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (220) من طريق الحارث بن نبهان، عن محمد بن سعيد، عن عبادة بن نسي به.
قلت: وإسناده تالف بمرّة، فإن محمد بن سعيد هو ابن حسان بن قيس القرشي الأسدي المصلوب.
قال الذهبي: هالك.
وقال الحافظ: كذبوه، وقال أحمد ين صالح: وضع أربعة آلاف حديث،
وقال أحمد: قتله المنصور على الزندقة وصلبه".
وعلّقه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 49 عن محمد بن قيس، عن عبادة بن نسي، عن الأسود بن ثعلبة، عن معاذ بن جبل به.
وقال المزي في "تهذيب الكمال" 3/ 221:
وروى له - يعني للأسود بن ثعلبة - أبو الشيخ عن محمد بن يحيى بن منده، عن العباس بن عبيد، عن مروان بن معاوية، عن محمد بن قيس، عن عبادة بن نسي، عن الأسود بن ثعلبة، قال: سمعت معاذ بن جبل به.
قلت: ومن تلاميذ المصلوب هذا: مروان بن معاوية، وإن هذا المصلوب قد تعددت أسماءه تعمية لأمره، قال المزي في "تهذيب الكمال" 25/ 264:
"محمد بن سعيد بن حسان بن قيس القرشي الأسدي المصلوب:
ويقال: محمد بن سعيد بن عبد العزيز.
ويقال: ابن أبي عتبة.
ويقال: ابن أبي قيس.
ويقال: ابن أبي حسان.
ويقال: ابن الطبري.
ويقال غير ذلك في نسبه، أبو عبد الرحمن.
ويقال: أبو عبد الله.
ويقال: أبو قيس، الشامي، الدمشقي.
ويقال: الأردني".
وفي رواية البزار غُنية عن رواية المصلوب هذا، وهي صالحة للاستشهاد.
وأما حديث أبي ثعلبة الخشني:
فأخرجه أبو داود (4341)، والترمذي (3058)، وابن ماجه (4014)، ونعيم بن حماد في "الفتن" (1741)، والقاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ" (524)، وابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (2)، وفي "الصبر" (2)، وفي "العقوبات" (41)، والمروزي في "السنة" (31)، وابن حبان (385)، وابن أبي عاصم في "ذكر الدنيا والزهد فيها" (266)، والطبراني 22/ (587)، وفي "مسند الشاميين" (753)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1171)، والحاكم 4/ 319، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 30، والبيهقي 10/ 90، وفي "الشعب" (7147) و (7148)، وفي "الاعتقاد إلى سبيل الرشاد" 1/ 204، وفي "الآداب" (151)، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (192)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (363)، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (293) و (294) و (295)، والبغوي في "شرح السنة" (4156) من طرق عن عتبة ابن أبي حكيم قال: حدثني عمي عمرو بن جارية، عن أبي أمية الشعباني، قال:"أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت: كيف تصنع بهذه الآية؟ قال: أية آية؟! قال: قلت: قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم﴾، قال: أما والله، لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله ﷺ، فقال: بل أنتم ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك نفسك، ودع عنك أمر العوام، فإن من ورائك أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا، يعملون مثل عمله".
وقال ابن المبارك:
"وزادني غيره – يعني عتبة بن أبي حكيم -: "قال: يا رسول الله، أجر خمسين منهم؟ قال: أجر خمسين منكم".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه " وأقره الذهبي.
قلت: إسناده ضعيف فيه عتبة بن حكيم: صدوق يخطئ كثيرا كما قال الحافظ في "التقريب".
وعمه عمرو بن جارية، قال في ترجمته من "التقريب":
"مقبول" يعني حيث يتابع، وإلا فلين الحديث، وكذا أبو أمية الشعباني: مقبول.
وأما مرسل القاسم أبي عبد الرحمن:
فأخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (191) من طريق أسد بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن غنيم الكلاعي، عن أبي حسان صفوان بن عمير، عن القاسم أبي عبد الرحمن: أن رسول الله ﷺ، قال:
"سينقض الإسلام، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، أو خبط الشوك".
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 21/ 273:
"سعيد بن غنيم أبو شيبة الكلاعي الحمصي والد عنبسة بن سعيد حدث عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأراه سمع منه بدمشق روى عنه إسماعيل بن عياش".
وقال الذهبي في "ذيل الضعفاء" (158):
"مجهول، روى عنه إسماعيل بن عياش وحده".
وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 368
قلت: وأبو حسان صفوان بن عمير: لم أجد له ترجمة.
وخلاصة القول أن الحديث صحيح بمجموع ما تقدّم، والحمد لله على توفيقه.
"سينقض الإسلام، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، أو خبط الشوك".
قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 21/ 273:
"سعيد بن غنيم أبو شيبة الكلاعي الحمصي والد عنبسة بن سعيد حدث عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأراه سمع منه بدمشق روى عنه إسماعيل بن عياش".
وقال الذهبي في "ذيل الضعفاء" (158):
"مجهول، روى عنه إسماعيل بن عياش وحده".
وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 368
قلت: وأبو حسان صفوان بن عمير: لم أجد له ترجمة.
وخلاصة القول أن الحديث صحيح بمجموع ما تقدّم، والحمد لله على توفيقه.
كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
27 - ذو القعدة - 1436 هجري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق