
استقبال القبلة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي التطوع على ظهر راحلته حيث توجهت به فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة".
أخرجه البخاري (400) و (1099)، وأحمد 3/
305 و 330، والطيالسي (1907)، وابن أبي شيبة 2/ 494، والدارمي (1513)، والمروزي في
"السنة" (361)، والسراج في "حديثه" (2084)، وابن حزم في
"المحلى" 3/ 58، والبيهقي 2/ 6، وابن عبد البر في "التمهيد"
17/ 76 عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، والبخاري (1094)، ومن طريقه ابن حزم في
"المحلى" 3/ 57 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وابن الجارود في
"المنتقى" (227)، وابن خزيمة (976) و (1263)، وابن حبان (2521)، وابن دحيم
في "الفوائد" - مخطوط من طرق عن الأوزاعي، وأحمد 3/ 378، والمروزي في
"السنة" (362) عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (4510) و
(4516) ) حدثنا معمر، والطبراني في "مسند الشاميين" (2843) من طريقين عن
معاوية بن سلام، خمستهم عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد
الله: فذكره.
وفي لفظ " كان يصلي على راحلته نحو المشرق فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة".وفي لفظ "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة".وجاء من حديث ابن عمر، وعامر بن ربيعة، وسعد بن أبي وقاص:
أما حديث عبد الله بن عمر:
فأخرجه البخاري (1098) معلقا، ومسلم
(700-39)، وأبو داود (1224)، والنسائي (490) و (744)، وفي "السنن الكبرى"
(950)، والمروزي في "السنة" (369)، والطبري في "تهذيب الآثار"
(862) - مسند ابن عباس، وابن الجارود في "المنتقى" (270)، وابن خزيمة
(1090) و (1262)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 428، وابن المنذر في "الأوسط"
(2700) و (2796)، وأبو عوانة (2351) و (2352)، وابن حبان (2421)، والدارقطني 2/
363، والبيهقي 2/ 491، وفي "السنن الصغير" (859)، وفي "المعرفة"
(5263) من طريق ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على الراحلة أي وجه توجه،
ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي المكتوبة عليها".
وأخرجه البخاري (1000)، ومن طريقه البغوي في
"شرح السنة" (1036)، وفي "الأنوار" (631) من طريق جويرية بن أسماء،
والسراج في "مسنده" (1489)، وفي "حديثه" (1971) من طريق أسامة،
كلاهما عن نافع، عن ابن عمر، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته،
حيث توجهت به يومئ إيماء صلاة الليل، إلا الفرائض ويوتر على راحلته".
وأما حديث عامر بن ربيعة:
فأخرجه البخاري (1097)، وأحمد 3/ 446، والدارمي
(1514)، والبيهقي 2/ 7 من طريق ابن شهاب، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، أن عامر بن
ربيعة أخبره، قال:
"رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الراحلة يسبح، يومئ برأسه قبل أي وجه توجه، ولم يكن رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك في الصلاة المكتوبة".
وأما حديث سعد بن أبي وقاص:
فأخرجه
البزار (1090) حدثنا محمد بن مرزوق بن بكير، قال: حدثنا ضرار بن صرد، قال: حدثنا عبد
العزيز بن الدراوردي، عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، عن عمه ابن شهاب، عن عامر
بن سعد، عن أبيه، قال:
"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي السبحة على راحلته حيث
ما توجهت به، ولا يفعل ذلك في المكتوبة".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عامر بن
سعد عن أبيه إلا الزهري، ولا رواه عن الزهري إلا ابن أخيه عنه، وغير ابن أخي الزهري
يروي هذا الحديث عن الزهري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه".
وقال الدارقطني في "العلل"
(604):
"والمحفوظ
عن الزهري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وفي الباب حديث أبي هريرة، وحديث رفاعة بن رافع، وفيهما "ثم استقبل القبلة فكبر"، وقد استوفيت تخريجهما برقم (32)، وفي الباب أيضا عن ابن عمر، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، وعمارة ابن أوس، وتويلة بنت أسلم، وسهل بن سعد، وعبد الله بن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن عوف، ومعاذ بن جبل:
أما حديث ابن عمر:
فأخرجه البخاري (403) و (4491) و (4494) و
(7251)، ومسلم (526-13)، والنسائي (493) و (745)، وفي "الكبرى" (951) و
(10935)، وأحمد 2/ 113، والشافعي 1/ 64 و 65، وفي "الأم" 1/ 94، وفي
"السنن المأثورة" (35)، وفي "الرسالة" (365)، وابن المنذر في
"الأوسط" (1244)، وابن خزيمة (435)، وأبو عوانة (1167)، وابن حبان
(1715)، والبيهقي 2/ 2 و 11، وفي "السنن الصغير" (345)، وفي
"المعرفة" (2872)، وفي "دلائل النبوة" 2/ 572، والبغوي في
"شرح السنة" (445) عن مالك ( وهو في "الموطأ" 1/ 195 )، والبخاري
(4490)، والدارمي (1234)، وأبو عوانة (1168) من طريق سليمان بن بلال، والبخاري
(4493) من طريق عبد العزيز بن مسلم، والدارقطني 2/ 11 من طريق صالح بن قدامة، أربعتهم
عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال:
"بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ
أتاهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل عليه قرآن الليلة، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت
وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة".
وأخرجه البخاري (4488)، وأحمد 2/ 16 عن يحيى
بن سعيد، وأحمد 2/ 105 حدثنا إسماعيل بن عمر، كلاهما عن سفيان الثوري، عن عبد الله
بن دينار به.
وأخرجه الترمذي (341) و (2963)، وأحمد 2/
26، وابن أبي شيبة 1/ 335 عن وكيع، عن سفيان به.
ولفظ ابن أبي شيبة، والترمذي باختصار
"كانوا ركوعا في صلاة الصبح فانحرفوا وهم ركوع".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأما حديث أنس:
فأخرجه مسلم (527)، وأبو داود (1045)، والنسائي
في "الكبرى" (10941)، وأحمد 3/ 284، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"
1/ 242، وأبو يعلى (3826)، وابن خزيمة (430) و (431)، وأبو عوانة (1539)، والبيهقي
2/ 11 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس، فنزلت:
{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}، فمر
رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر، وقد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حولت،
فمالوا كما هم نحو القبلة".
وعند
أبي داود، وأبي يعلى، والبيهقي قرن بثابت حميد الطويل.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"
(406) من طريق مؤمل بن إسماعيل، حدثنا عمارة بن زاذان، عن ثابت البناني، عن أنس بن
مالك قال:
"صرف النبي صلى الله عليه وسلم عن القبلة وهم في صلاة، فانحرفوا
في ركوعهم".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن عمارة بن زاذان إلا مؤمل".
وعمارة بن زاذان، ومؤمل بن إسماعيل فيهما ضعف.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 334، والبخاري في
"التاريخ الكبير" 2/ 216، والبزار (7335)، والطبراني في "الأوسط"
(1545)، والدارقطني 2/ 12 عن زيد بن الحباب، قال: حدثنا جميل بن عبيد، قال: حدثنا ثمامة،
عن أنس قال:
"نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم أن القبلة قد حولت إلى البيت
الحرام، وقد صلى الإمام ركعتين، فاستداروا، فصلوا الركعتين الباقيتين نحو البيت الحرام".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن ثمامة إلا جميل،
تفرد به زيد".
وإسناده حسن.
وأما حديث البراء بن عازب:
فأخرجه
البخاري (4492)، ومسلم (525-12)، والنسائي (488)، وأحمد 4/ 289، والطبري في "التفسير"
(2152)، وابن خزيمة (428)، والروياني في "مسنده" (278)، وأبو عوانة
(1162)، وابن المقرئ في "المعجم" (687) من طريق سفيان الثوري، والبخاري
(40)، وأحمد 4/ 283، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 242 و 243، والمروزي
في "تعظيم قدر الصلاة" (339)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"
(2570)، والطبري في "التفسير" (2153)، وابن الجارود في "المنتقى"
(165)، وأبو عوانة (1165) و (1537) و (1538)، وابن منده في "الإيمان" (167)،
والبيهقي 2/ 2، وفي "السنن الصغير" (346) و (347)، وفي "المعرفة"
(2876)، وفي "دلائل النبوة" 2/ 573، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 48 من طريق
زهير، والبخاري (399) و (7252)، والترمذي (340) و (2962)، وأحمد 4/ 304، وعبد الرزاق
في "التفسير" (112)، وابن أبي شيبة 14/ 327-330 مطولا، وأبو عبيد في
"الناسخ والمنسوخ" (22)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"
2/ 625-628، وابن خزيمة (433)، وابن حبان (1716) و (6281) و (6870) مطولا، واللالكائي
في "شرح أصول الاعتقاد" (1506)، والبيهقي 2/ 2، وفي "دلائل النبوة"
2/ 571، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 52-53 و 23/ 135-136، والبغوي في
"شرح السنة" (444) عن إسرائيل بن يونس، ومسلم (525-11)، والطيالسي (755)،
وابن أبي شيبة 1/ 334، وسعيد بن منصور في "التفسير" (223)، وأبو عوانة
(1166) عن أبي الأحوص سلام بن سليم، والنسائي (489) و (742)، وفي "الكبرى"
(948) و (10933)، وأبو عوانة (1164) من طريق زكريا ابن أبي زائدة، والنسائي في
"الكبرى" (10934) و (10936)، والطيالسي (758)، وسعيد بن منصور في "التفسير"
(225)، ولوين في "حديثه" (85)، والخلال في "السنة" (1142)، والمروزي
في "تعظيم قدر الصلاة" (340)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"
(2113) و (2116) و (2117)، وابن خزيمة (437)، وابن منده في "الإيمان"
(168)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (1099)، واللالكائي في "شرح أصول
الاعتقاد" (1504) و (1505) و (1508) عن شريك، والطيالسي (758)، ولوين في
"حديثه" (83) و (84)، وسعيد بن منصور في "التفسير" (224) عن حديج
بن معاوية، وأبو عوانة (1163)، والروياني في "مسنده" (297) من طريق عمار
بن رزيق، ثمانيتهم (زهير، والثوري، وإسرائيل، وأبو الأحوص، وابن أبي زائدة، وشريك القاضي،
وحديج بن معاوية، وعمار بن رزيق) تاما ومختصرا عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس، ستة عشر
أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل
الله:
{قد
نرى تقلب وجهك في السماء}، فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس، وهم اليهود:
{ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط
مستقيم} فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل، ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو
بيت المقدس، فقال: هو يشهد: أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه توجه نحو الكعبة، فتحرف القوم، حتى توجهوا
نحو الكعبة".
وزاد البخاري، وغيره "وكان الذي مات على
القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: {وما كان
الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم}".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه الطبري في "التفسير"
(2151) من طريق يحيى بن آدم، والدارقطني 2/ 11 من طريق أبي هشام الرفاعي محمد بن يزيد،
كلاهما عن أبي بكر بن عياش، حدثنا أبو إسحاق به.
وأخرجه ابن ماجه (1010) حدثنا علقمة بن عمرو
الدارمي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق بإسناده، وفيه زيادات منكرة.
ولعل الآفة من علقمة بن عمرو الدارمي فإنه
صدوق له غرائب كما في "التقريب".
وأما حديث عمارة بن أوس:
فأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 335 حدثنا شبابة، قال:
حدثنا قيس، عن زياد ابن علاقة، عن عمارة بن أوس، قال:
"كنا نصلي إلى بيت المقدس إذ أتانا آت
وإمامنا راكع، ونحن ركوع، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه القرآن، وقد أمر
أن يستقبل الكعبة ألا فاستقبلوها، قال: فانحرف إمامنا وهو راكع، وانحرف القوم حتى استقبلوا
الكعبة، فصلينا بعض تلك الصلاة إلى بيت المقدس، وبعضها إلى الكعبة".
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"
1/ 243 و 4/ 382 أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا قيس بن الربيع بإسناده نحوه.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"
2/ 247، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5229) من طريق يحيى بن عبد الحميد،
حدثنا قيس بن الربيع بإسناده نحوه.
وأخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"
1/ 398 (السفر الثاني)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2078)، وأبو يعلى
(1509)، وفي "المفاريد" (ص 34)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"
3/ 633 عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا قيس بن الربيع، عن زياد بن علاقة، عن
عمارة بن أوس - وقد كان صلى القبلتين جميعا - قال:
"إني لفي منزلي إذا مناد ينادي على الباب:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حول القبلة، فأشهد على إمامنا والرجال والنساء والصبيان لقد صلوا
إلى ههنا - يعني بيت المقدس - وإلى ههنا - يعني الكعبة".
وقال البخاري في "التاريخ الكبير"
6/ 494:
"عمارة بن أوس، له صحبة، حديثه ليس بقائم
الإسناد".
وقال الحافظ في "الإصابة" 4/
274:
"تفرد به قيس وهو ضعيف، وأخرجه الطبراني
من رواية عبد الملك بن حسين، عن زياد بن علاقة، عن عمارة بن رؤيبة، فاللَّه أعلم".
قلت: رواية الطبراني أخرجها عنه أبو نعيم في
"معرفة الصحابة" (5227)، وعبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي الكوفي: قال
ابن معين: ليس بشيء.
وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم.
وقال أبو زرعة والدارقطني: ضعيف.
وأما حديث تويلة بنت أسلم:
فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"
(3461)، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 44، والطبراني 24/
(530)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4857) و (7548) من طريق إبراهيم
بن حمزة الزبيري، حدثنا إبراهيم بن جعفر بن محمود بن مسلمة الحارثي، عن أبيه، عن جدته
أم أبيه تويلة بنت أسلم، وهي من المبايعات، قالت:
"إنا لبمقامنا نصلي في بني حارثة، فقال:
عباد بن بشر بن قيظي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، استقبل بيت الحرام أو الكعبة فتحول الرجال مكان النساء، والنساء مكان
الرجال فصلوا السجدتين الباقيتين نحو الكعبة".
وهذا إسناد حسن.
وقال الحافظ في "الإصابة" 8/
338:
نويلة بنت أسلم أو مسلم، الأنصاريّة الحارثيّة:
ويقال أولها مثناة فوقانية، تقدمت في المثناة (8/ 59) وهذه التي بالنون رواية إسحاق
بن إدريس، عن جعفر بن محمود والتي تقدّمت رواية إبراهيم بن حمزة، وهو أوثق".
قلت: الذي في تفسير ابن أبي حاتم (73)، و"المعجم
الكبير" للطبراني 25/ (82) من طريق إسحاق بن إدريس، أخبرني إبراهيم بن جعفر بن
محمود به.
وفي مطبوع "المعجم الكبير" (أم نويلة
بنت مسلم) وفي "مجمع الزوائد" (تويلة بنت مسلم)، وفي "تفسير ابن أبي
حاتم" (تويلة ابنة أسلم)، وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 14-15:
"وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو ضعيف
متروك".
وأما حديث سهل بن سعد الساعدي:
فأخرجه الطبراني 6/ (5860) من طريق محمد بن
عثمان بن كرامة، والدارقطني 2/ 12-13 من طريق أبي الأزهر أحمد بن الأزهر، كلاهما عن
عبيد الله بن موسى، حدثنا عبد السلام بن مصعب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل بيت المقدس، فلما
حول انطلق رجل إلى أهل قباء، فوجدهم يصلون صلاة الغداة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يصلي إلى الكعبة، فاستدار
إمامهم حتى استقبل بهم القبلة".
وإسناده صحيح.
وأما حديث عبد الله بن عباس:
فأخرجه أحمد 1/ 325، وابن سعد في "الطبقات
الكبرى" 1/ 243، والبزار (4825) و (4935)، والطبراني 11/ (11066)، والدارقطني
في "حديث أبي الطاهر" (122)، والبيهقي 2/ 3، والضياء في "المختارة"
(134) و (135) و (136) عن يحيى بن حماد، أخبرنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، عن مجاهد،
عن ابن عباس، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يصلي نحو بيت المقدس
والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم وجه إلى الكعبة".
وهذا إسناد على شرط الشيخين.
وأخرجه الطبراني 12/ (12498) حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن
إسحاق، حدثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
"صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشام إلى القبلة، فصلى
إلى الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة".
وهذا إسناد ضعيف، محمد بن أبى محمد مولى زيد
بن ثابت: مجهول.
ومحمد بن عثمان بن أبى شيبة فيه اختلاف كثير،
ودافع عنه العلّامة المعلمي في "التنكيل" 2/ 694 - 696.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة"
2/ 575 من طريق أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني
محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال: حدثني سعيد بن جبير، أو عكرمة - شك محمد بن
أبي محمد - عن ابن عباس: فذكره مطولا.
وأحمد بن عبد الجبار هو العطاردي: ضعيف وسماعه
للسيرة صحيح كما في "التقريب".
وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"
(1327) من طريق سلمة بن الفضل، قال: قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد مولى آل زيد، عن
عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس:
"أن يهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا محمد، ما ولاك عن قبلتك
التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه؟، ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها
نتبعك ونصدقك، وإنما يريدون فتنته عن دينه، فأنزل الله {سيقول السفهاء من الناس ما
ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}".
وأخرجه أحمد 1/ 250 و350 و 357، وابن أبي شيبة
1/ 334، والطبراني 11/ (11751)، والضياء في "المختارة" (91) و (92) من طريق
سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:
"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم صرفت
القبلة بعد".
وسماك بن حرب روايته عن عكرمة فيها اضطراب.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى"
1/ 241 أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين،
عن عكرمة، عن ابن عباس مطولا.
وهذا إسناد ضعيف جدا، محمد بن عمر هو الواقدي:
متروك الحديث.
وإبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة: ضعيف.
وداود بن الحصين: ثقة إلا في عكرمة.
وأخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"
(21)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (1123) و (1326)، والحاكم 2/ 267-268،
وعنه البيهقي 2/ 12، وفي "المعرفة" (2874) من طريق ابن جريج، وعثمان بن عطاء،
عن عطاء، عن ابن عباس قال:
"أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا شأن
القبلة، قال الله: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله} فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس، وترك البيت العتيق، فقال الله تعالى:{سيقول
السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} يعنون بيت المقدس فنسختها،
وصرفه الله إلى البيت العتيق فقال الله تعالى:{ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام
وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}".
وليس عند الحاكم، والبيهقي عثمان بن عطاء،
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم
يخرجاه بهذه السياقة" وأقره الذهبي!
قلت: بل إسناده ضعيف، عطاء هو الخراساني: الراجح
أنه لم يرو له البخاري شيئا، وهو صدوق، يهم كثيرا ويرسل ويدلس كما في "التقريب"،
وقال الإمام أحمد: لم يسمع من ابن عباس.
وقال
أبو داود، والدارقطني، والخطيب البغدادي: لم يلق ابن عباس.
وقال إسحاق بن منصور: عن يحيى بن معين: لا
أعلمه لقي أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وابن جريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني
إنما أخذ الكتاب من ابنه ونظر فيه.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"
(2412)، والخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/ 249 من طريق يونس بن راشد،
عن عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
فأدخل عكرمة بين عطاء وابن عباس، وهذا أولى.
وأخرجه
ابن أبي حاتم في "التفسير" (1329) و (1355)، والبيهقي 2/ 12 من طريق أبي
صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:
"إن أول ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود، أمره الله أن يستقبل
بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بضعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام،
فكان يدعو الله وينظر إلى السماء، فأنزل الله عز وجل {قد نرى تقلب وجهك في السماء}
إلى قوله {فولوا وجوهكم شطره}، يعني نحوه فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا {ما ولاهم عن
قبلتهم التي كانوا عليها}، فأنزل الله تعالى {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم
وجه الله}، {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على
عقبيه}، قال ابن عباس: وليميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة قال الله عز وجل {وإن
كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله}، يعني تحويلها على أهل الشك {إلا على الخاشعين}،
يعني المصدقين بما أنزل الله تعالى".
وهذا إسناد ضعيف، كاتب الليث: صدوق كثير الغلط،
ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة كما في "التقريب".
وعلي بن أبي طلحة، عن عبد الله بن عباس: منقطع،
قال ابن حبان في "الثقات" 7/ 211:
"يروي عن ابن عباس الناسخ والمنسوخ ولم
يره".
وأما حديث سعد بن أبي وقاص:
فأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/
314، والإسماعيلي في "المعجم" (401)، والبيهقي 2/ 3، وفي "دلائل النبوة"
2/ 574 من طريق أحمد بن عبد الجبار، حدثنا محمد بن الفضيل، حدثنا يحيى بن سعيد، عن
سعيد بن المسيب قال: سمعت سعدا يقول:
"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما قدم المدينة ستة عشر
شهرا نحو بيت المقدس، ثم حول بعد ذلك قبل المسجد الحرام قبل بدر بشهرين".
وقال ابن عدي:
"وهذا الحديث غير محفوظ بهذا الإسناد،
وإنما جاءنا توصيله من رواية أحمد ابن عبد الجبار العطاردي".
وقال البيهقي:
"هكذا رواه العطاردي، عن ابن فضيل، ورواه
مالك، والثوري، وحماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب مرسلا دون ذكر سعد".
وأما حديث عمرو بن عوف المزني:
فأخرجه البزار (3399)، والطبراني 17/ (17)،
وابن عدي في "الكامل" 7/ 190 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، حدثني كثير بن
عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده، قال:
"كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فصلى نحو بيت
المقدس سبعة عشر شهرا، ثم حول إلى الكعبة".
وإسناده ضعيف جدا، كثير بن عبد الله المزني:
واه، قال أبو داود: كذاب.
وأما حديث معاذ بن جبل:
فأخرجه أبو داود (507)، والطبري في "التفسير"
(2156)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (478) من طريق الطيالسي ( وهو في
"مسنده" (567) )، وأبو داود (507)، وأحمد 5/ 246-247، وابن أبي حاتم في
"التفسير" (1622) و (1673)، وابن خزيمة (381)، والشاشي في "مسنده"
(1362) و (1363) عن يزيد بن هارون، وأحمد 5/ 246-247، والحاكم 2/ 274 عن أبي النضر
هاشم بن القاسم، والطبري في "التفسير" (2729) و (2733) و (2937) من طريق
يونس بن بكير، والطبراني 20/ (270)، والبيهقي 1/ 391 و 420-421 و 2/ 296 و 4/ 200 من
طريق عاصم بن علي، والطبراني 20/ (270) من طريق آدم ابن أبي إياس، ستتهم (الطيالسي،
ويزيد بن هارون، وأبو النضر، ويونس ابن بكير، وعاصم بن علي، وآدم بن أبي إياس) مطولا
ومختصرا عن المسعودي، قال: حدثنا عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل:
"أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام
ثلاثة أحوال، فأما أحوال الصلاة: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وهو يصلي سبعة
عشر شهرا إلى بيت المقدس، ثم إن الله أنزل عليه {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك
قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام، وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}، قال: فوجهه
الله إلى مكة قال: فهذا حول. قال: وكانوا يجتمعون للصلاة ويؤذن بها بعضهم بعضا حتى
نقسوا أو كادوا ينقسون. قال ثم إن رجلا من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني رأيت فيما يرى النائم ولو قلت إني لم أكن
نائما لصدقت، إني بينا أنا بين النائم واليقظان إذ رأيت شخصا عليه ثوبان أخضران فاستقبل
القبلة، فقال: الله أكبر. الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. مثنى مثنى حتى فرغ من
الأذان، ثم أمهل ساعة. قال: ثم قال مثل الذي قال غير أنه يزيد في ذلك قد قامت الصلاة،
قد قامت الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علمها بلالا فليؤذن بها. فكان بلال أول من أذن بها، قال: وجاء عمر
بن الخطاب فقال: يا رسول الله، إنه قد طاف بي مثل الذي أطاف به غير أنه سبقني فهذان
حولان، قال: وكانوا يأتون الصلاة، وقد سبقهم ببعضها النبي صلى الله عليه وسلم قال: فكان الرجل يشير إلى الرجل
إذا جاء كم صلى؟ فيقول: واحدة أو اثنتين فيصليها، ثم يدخل مع القوم في صلاتهم قال:
فجاء معاذ فقال: لا أجده على حال أبدا إلا كنت عليها، ثم قضيت ما سبقني. قال: فجاء
وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعضها قال: فثبت معه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قام فقضى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قد سن لكم معاذ فهكذا فاصنعوا. فهذه ثلاثة أحوال، وأما أحوال
الصيام: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وقال يزيد: فصام تسعة
عشر شهرا من ربيع الأول إلى رمضان من كل شهر ثلاثة أيام، وصام يوم عاشوراء ثم إن الله
فرض عليه الصيام، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين
من قبلكم} إلى هذه الآية {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}، قال: فكان من شاء صام،
ومن شاء أطعم مسكينا، فأجزأ ذلك عنه قال: ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى {شهر
رمضان الذي أنزل فيه القرآن} إلى قوله {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، قال: فأثبت الله
صيامه على المقيم الصحيح، ورخص فيه للمريض والمسافر وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع
الصيام، فهذان حولان، قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا
ناموا امتنعوا. قال: ثم إن رجلا من الأنصار يقال له صرمة ظل يعمل صائما حتى أمسى فجاء
إلى أهله فصلى العشاء، ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائما قال: فرآه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهدا شديدا قال: ما لي أراك قد جهدت جهدا شديدا؟ قال: يا
رسول الله، إني عملت أمس فجئت حين جئت، فألقيت نفسي فنمت، وأصبحت حين أصبحت صائما،
قال: وكان عمر قد أصاب من النساء من جارية أو من حرة بعد ما نام، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له فأنزل الله عز وجل {أحل لكم ليلة
الصيام الرفث إلى نسائكم} إلى قوله {ثم أتموا الصيام إلى الليل}".
وقال
يزيد بن هارون: فصام تسعة عشر شهرا من ربيع الأول إلى رمضان.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"
وأقره الذهبي!
قلت: إسناده ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: الانقطاع، عبد الرحمن بن أبي ليلى
لم يسمع معاذا.
الثانية: اختلاط المسعودي، قال ابن حبان في
"المجروحين" 2/ 48:
"وكان المسعودي صدوقا إلا أنه اختلط في
آخر عمره اختلاطا شديدا حتى ذهب عقله وكان يحدث بما يجيئه فحمل فاختلط حديثه القديم
بحديثه الأخير ولم يتميز فاستحق الترك".
وقال أبو الحسن بن القطان في "بيان الوهم
والإيهام" 4/ 176:
"ولم يتميز في الأغلب ما روي عنه بعد
اختلاطه مما روي عنه في الصحة".
وأخرجه الطبراني 20/ (220)، وفي "مسند
الشاميين" (1653) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثنا أبي، عن ضمضم بن زرعة،
عن شريح ابن عبيد، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل قال:
"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة إلى بيت
المقدس ستة عشر شهرا، ثم أنزل الله آية أمره بالتحول إلى الكعبة فقال: {قد نرى تقلب
وجهك في السماء} الآية".
وهذا إسناد ضعيف، ضمضم بن زرعة: صدوق يهم كما
في "التقريب".
ومحمد بن إسماعيل بن عياش: قال أبو داود: رأيته
ولم يكن بذاك.
وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا، حملوه
على أن يحدث فحدث.
يستفاد من الحديث
أولًا: أن
استقبال القبلة فرض.
قال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري"
3/ 90:
"أجمع العلماء أنه لا يجوز أن يصلي أحد
فريضةً على الدابة من غير عذر، وأنه لا يجوز له ترك القبلة إلا في شدة الخوف، وفي النافلة
في السفر على الدابة، رخصةً من الله لعباده ورفقًا بهم، فثبت أن القبلة فرض من الفرائض
في الحضر والسفر، وفى السنن لمن تنفل على الأرض".
ثانيًا: أنه
لا يصلى إلى غير القبلة إلا في الحال التي وردت بها السنة لا تتعدى.
قال العيني في "عمدة القاري" 4/
136:
"رخص في شدة الخوف، وفي "خلاصة الفتاوى"
أما صلاة الفرض على الدابة بالعذر فجائزة، ومن الأعذار: المطر، وعن محمد: إذا كان الرجل
في السفر فأمطرت السماء فلم يجد مكانا يابسا ينزل للصلاة، فإنه يقف على الدابة مستقبل
القبلة ويصلي بالإيماء إذا أمكنه إيقاف الدابة، فإن لم يمكنه يصلي مستدبر القبلة وهذا
إذا كان الطين بحال يغيب وجهه، فإن لم يكن بهذه المثابة لكن الأرض ندية صلى هنالك...
ثم قال: هذا إذا كانت الدابة تسير بنفسها، أما إذا سيرها صاحبها فلا يجوز التطوع ولا
الفرض، فمن الأعذار كون الدابة جموحا لو نزل لا يمكنه الركوب. ومنها: اللص والمرض وكونه
شيخا كبيرا لا يجد من يركبه. ومنها: الخوف من السبع، وفي "المحيط": تجوز
الصلاة على الدابة في هذه الأحوال، ولا يلزمه الإعادة بعد زوال العذر، وهذا كله إذا
كان خارج المصر. وفي "المحيط": من الناس من يقول إنما يجوز التطوع على الدابة
إذا توجهت إلى القبلة عند افتتاحها ثم يترك التوجه وانحرف عن القبلة، أما لو افتتحها
إلى غير القبلة لا تجوز، وعند العامة: تجوز كيف ما كان، وصرح في "الإيضاح":
أن القائل به الشافعي. وقال ابن بطال: استحب ابن حنبل وأبو ثور أن يفتتحها متوجها إلى
القبلة، ثم لا يبالي حيث توجهت [1].
وقالت الشافعية: المنفرد في الركوب على الدابة إن كانت سهلة يلزمه أن يدير رأسها عند
الإحرام إلى القبلة في أصح الوجهين، وهو رواية ابن المبارك، ذكرها في "جوامع الفقه".
وفي الوجه الثاني: لا يلزمه، وفي القطار والدابة الصعبة لا يلزمه، وفي العمادية وفي
المحمل الواسع يلزمه التوجه كالسفينة...".
ثالثًا: جواز
صلاة النافلة على الدابة إلى أيّ جهة توجهت به دابته إذا استقبل بها القبلة فكبر ثم
لا يضره حيث وجهه ركابه [1].
3 - جمادي الأولى - 1439 هجري.
[1] - ودليله ما أخرجه أبو داود (1225)، وأحمد 3/ 203، والطيالسي (2228)، وابن
أبي شيبة 2/ 494، وعبد بن حميد (1233) - المنتخب، وابن المنذر في "الأوسط"
(2810)، والطبراني في "الأوسط" (2536)، والدارقطني 2/ 248 و 249، والبيهقي
2/ 5، والضياء في "المختارة" (1838) و (1839) و (1840) و (1841)، والمزي
في "تهذيب الكمال" 4/ 476 من طرق عن ربعي بن عبد الله بن الجارود، حدثني
عمرو بن أبي الحجاج، حدثني الجارود بن أبي سبرة، حدثني أنس بن مالك:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر
فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر، ثم صلى حيث وجهه ركابه".
وهذا إسناد حسن.
إرسال تعليق