حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

القيام

القيام


القيام


(116) "صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب".

أخرجه البخاري (1117)، وأبو داود (952)، والترمذي (372)، وابن ماجه (1223)، وأحمد 4/ 426 و 436 [1]، والبزار (3515)، وابن خزيمة (979) و (1250)، وابن الجارود في "المنتقى" (231)، والروياني في "مسنده" (145)، وابن المنذر في "الأوسط" (2306) و (2417)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1693)، والدارقطني 2/ 217-218 و 218-219، والبيهقي 2/ 304 و 3/ 155، وفي "السنن الصغير" (588)، وفي "المعرفة" (4345)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 24، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 135، والبغوي في "شرح السنة" (983) من طرق عن إبراهيم بن طهمان، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين قال: كان بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة؟ فقال: فذكره.
واستدركه الحاكم 1/ 315 على الشيخين، فقال:
"إنما أخرجه البخاري من حديث يزيد بن زريع، عن حسين المعلم مختصرا" وأقره الذهبي!
قلت: هو في صحيح البخاري بهذا اللفظ من حديث إبراهيم بن طهمان، عن حسين المعلم.

وله شاهدان، من حديث ابن عباس، وعلي بن أبي طالب:

أما حديث ابن عباس:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3997) حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فياض الزماني قال: حدثنا حلبس بن محمد الضبعي قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، ونافع، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"يصلي المريض قائما، فإن نالته مشقة صلى جالسا، فإن نالته مشقة صلى نائما يومئ برأسه، فإن نالته مشقة سبح".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا حلبس، تفرد به: محمد بن يحيى بن فياض".
وإسناده ضعيف جدا، حلبس بن محمد الضبعي: قال الهيثمي 2/ 149:
"لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات".
قلت: ذكر ابن عدي في "الكامل" 3/ 401 حلبس بن محمد الكلابي، وقال:
"وأظن أنه حلبس بن غالب، يُكنى أبا غالب بصري: منكر الحديث عن الثقات...
ثم ذكر له رواية عن ابن جريج، عن عطاء بقوله: غالب بن حلبس أبو الهيثم الكلبي، قال: حدثني أبي، عن ابن جريج، عن عطاء...
قال ابن عدي: وغالب بن حلبس هذا هو ابن حلبس بن محمد الكلابي، وهو ابن حلبس بن غالب الذي سماه بشر بن سيحان وجميعا واحد والدليل على أن حلبس بن محمد، وحلبس بن غالب واحد هذه الحكاية التي حكاها البيروذي فقال، حدثنا غالب بن حلبس، فكأن حلبس سمى ابنه باسم أبيه غالب...".
وقال الدارقطني في "العلل" 5/ 169:
"حلبس بن محمد البصري الكلابي: متروك الحديث".

وأما حديث علي بن أبي طالب:

فأخرجه الدارقطني 2/ 377 - ومن طريقه البيهقي 2/ 307، وابن الجوزي في "التحقيق" (415) - حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي بن بطحا، حدثنا الحسين بن زيد بن الحكم الحِبري، حدثنا حسن بن حسين العرني، حدثنا حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"يصلي المريض قائما إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعدا، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيا ورجلاه مما يلي القبلة".
وقال الحافظ ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" 2/ 121-122:
"الحسن بن الحسين العرني: قال أبو حاتم الرازي: لم يكن بصدوق عندهم، كان من رؤساء الشيعة.
وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير، ولا يشبه حديثه حديث الثقات.
وقال ابن حبان: يأتي عن الأثبات بالملزقات، ويروي المقلوبات.
وحسين بن زيد هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال
 عبد الرحمن بن أبي حاتم: قلت لأبي: ما تقول فيه؟ فحرك يده وقلبها، يعني: تعرف وتنكر.
 وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، إلا أني وجدت في حديثه بعض النكرة".
وقال الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/ 410:
"حسين بن زيد، ضعفه ابن المديني، والحسن بن الحسين العرني: متروك، وقال النووي: هذا حديث ضعيف".
قلت: والحسين بن الحكم: لا يعرف له حال قاله ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 3/ 157.
تنبيه: جاء إسناد هذا الحديث عند البيهقي مرسلا!، ففيه (عن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم).

وفي هذا الباب حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه "إذا قمت إلى الصلاة"، وحديث رفاعة بن رافع، وفيه "ثم قم فاستقبل القبلة"، وفي لفظ "إذا أنت قمت في صلاتك فكبر الله"، وقد استوفيت تخريجهما برقم (32).

غريب الحديث


(بواسير) قال ابن قرقول فيث "مطالع الأنوار" 1/ 542:
"هي تورم في أسفل المخرج، داء معلوم، بالباء، ومنه الحديث الآخر "كَانَ مَبْسُورًا" بالباء عند كافة الرواة، وعند بعضهم "مَنْسُورًا" في حديث
 عبد الصمد، بنون، أي: به ناسور، وهو بالباء قريب من الأول إلاَّ أنه لا يسمى باسورًا إلاَّ إذا جرى وتفتحت أفواه عروقه من خارج المخرج".

يستفاد من الحديث


أولًا: أن القيام لا يسقط في الصلاة المكتوبة إلا عند العجز عنه، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 225:
"هذا في الفريضة دون النافلة أقام له القعود مقام القيام عند العجز عنه وأقام صلاته نائما عند العجز عن القعود مقام القعود.
واختلفوا فيه إذا صلى نائما أي: واقعا بالأرض كيف يصلي، فقال أصحاب الرأي يصلي مستلقيا ورجله إلى القبلة.
وقال الشافعي: يصلي على جنبه متوجها إلى القبلة على ما جاء في الحديث".
ونقل ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 136 إجماع الأمة كافة عن كافة أن القيام في المصلي فريضة وحده أو كان إماما أنه لا تجزيه صلاته إذا قدر على القيام فيها وصلى قاعدا.

ثانيًا: أن من عجز عن فعل المأمور به كله، وقدر على بعضه، فإنه يأتي بما أمكنه منه.

ثالثًا: أن المريض يصلي على قدر الاستطاعة وأنها لا تسقط عنه في وقتها.

رابعًا: أن المشقة تجلب التيسير، والطاعة بحسب القدرة، وأن الدين يسر، والمريض يتدرج حتى ترتفع عنه المشقة، قال النووي في "شرح المهذب" 4/ 310:
"قال أصحابنا ولا يشترط في العجز أن لا يتأتى القيام ولا يكفي أدنى مشقة بل المعتبر المشقة الظاهرة، فإذا خاف مشقة شديدة أو زيادة مرض أو نحو ذلك أو خاف راكب السفينة الغرق أو دوران الرأس صلى قاعدا ولا إعادة".


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
5 - جمادي الأولى - 1439 هجري.
________________________________________________________
[1] - سقط هذا الحديث من هذا الموضع من طبعتي الرسالة، وعالم الكتب، وأثبته من طبعة المكنز.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015