حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة، ولا دليل يصحّ في وضعهما على الصدر ولا تحت السرة

وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة، ولا دليل يصحّ في وضعهما على الصدر ولا تحت السرة

وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة، ولا دليل يصحّ في وضعهما على الصدر ولا تحت السرة


(129) "كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة".

أخرجه البخاري (740)، وأحمد 5/ 336، وأبو عوانة (1597)، وابن المنذر في "الأوسط" (1286)، والطبراني 6/ (5772)، والبيهقي 2/ 28، وفي "المعرفة" (2975) من طريق مالك (وهو عنده في "الموطأ" 1/ 159) عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد، قال: فذكره.
وتمامه "قال أبو حازم لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم".

وفي الباب عن وائل بن حجر، وعبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، والحارث بن غضيف، وهلب الطائي، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعائشة، ويعلى بن مرة، وحذيفة، وأبي الدرداء، وشداد بن شرحبيل، وأبي هريرة.

أما حديث وائل بن حجر:

فأخرجه مسلم (401)، وأحمد 4/ 317-318، وابن خزيمة (906)، وأبو عوانة (1596) و (1879)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (57)، والبيهقي 2/ 28 و 71، وفي "المعرفة" (2972) و (3241) من طرق عن عفان بن مسلم، حدثنا همام، حدثنا محمد بن جحادة، حدثني عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل، ومولى لهم أنهما حدثاه عن أبيه وائل بن حجر:
"أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر - وصف همام حيال أذنيه - ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب، ثم رفعهما، ثم كبر فركع، فلما قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه فلما سجد، سجد بين كفيه".
وأخرجه أبو داود (736) و (839)، وابن المنذر في "الأوسط" (1432) و (1623)، والطبراني 22/ (60)، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (182)، والبيهقي 2/ 98-99 من طريق حجاج بن المنهال، والطبراني 22/ (60) من طريق أبي عمر الحوضي، كلاهما عن همام بن يحيى، حدثنا محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه.
ليس فيه علقمة بن وائل، ولا مولاه!
وأخرجه أبو داود (723) حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2619) حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، وابن خزيمة (905) حدثنا عمران بن موسى القزاز، وابن حبان (1862) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 257، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 227 من طريق أبي معمر [1]، أربعتهم عن عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن جحادة، حدثني عبد الجبار بن وائل بن حجر، قال: كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي قال: فحدثني وائل بن علقمة (وعند ابن خزيمة: وائل بن علقمة أو علقمة بن وائل)، عن أبي وائل بن حجر، قال:
"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا كبر رفع يديه، قال: ثم التحف، ثم أخذ شماله بيمينه وأدخل يديه في ثوبه قال: فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما، وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع رفع يديه ثم سجد ووضع وجهه بين كفيه، وإذا رفع رأسه من السجود أيضا رفع يديه حتى فرغ من صلاته".
وقال أبو داود:
"روى هذا الحديث همام، عن ابن جحادة لم يذكر الرفع مع الرفع من السجود".
قلت: وقلب اسم علقمة بن وائل!
وقال ابن خزيمة:
"هذا علقمة بن وائل لا شك فيه، لعل عبد الوارث أو من دونه شك في اسمه".
قلت: قد أخرجه الطبراني 22/ (61) من طريق أبي عمر المقعد، ومحمد بن عبيد بن حساب، كلاهما عن عبد الوراث به، وفيه (علقمة بن وائل).
وأخرجه أحمد 4/ 316، وابن أبي شيبة 1/ 390، والطبراني 22/ (1)، والدارقطني 2/ 34، والبيهقي 2/ 28، وفي "السنن لصغير" (369)، والمزي في "تهذيب الكمال" 29/ 127-128 من طريق موسى بن عمير، عن علقمة بن وائل بن حجر، عن أبيه، قال:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة".

تنبيه:

قال الألباني في "صحيح أبي داود" 3/ 344 - الأم:
"عن وائل بن حجر: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" من طريق محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل، عن أبيه ... في حديث حكايته لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: وضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره".
قلت: إنما هذه رواية مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، أخرجها ابن خزيمة (479) وهي رواية منكرة سيأتي الكلام عليها في طرق هذا الحديث، فقد رواه عن سفيان الثوري: الفريابي، وعبد الله بن الوليد العدني، وعبد الرزاق، ورواه جمعٌ من الحفاظ عن عاصم بن كليب ليس فيه هذه اللفظة المنكرة، وقد وقع الشيخ رحمه الله في هذا الوهم أكثر من مرة، وانظر "صحيح أبي داود" 3/ 310 و 316.
وأخرجه النسائي (887)، وفي "السنن الكبرى" (963)، والدارقطني 2/ 35 من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عمير العنبري، وقيس بن سليم العنبري، قالا: حدثنا علقمة بن وائل، عن أبيه، قال:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قائما في الصلاة قبض بيمينه على شماله".
وهذا إسناد صحيح، وقد ثبت سماع علقمة بن وائل من أبيه كما في "صحيح مسلم" (1680-32)، وغيره.
وجاء في مطبوع "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 322- طبعة دار القبلة مؤسسة علوم القرآن، بتحقيق الشيخ محمد عوّامة، إدراج زيادة "تحت السرة" في حديث وائل بن حجر، وهو تحريف، فهذه الزيادة إنما هي في الأثر الذي بعده، وإدخالها في الحديث المرفوع خطأ بيّن، وقد ردّ على عوّامة: شيخُنا إرشاد الحق الأثري في "التحريف في المصنف لابن أبي شيبة جرأة وقحة من الشيخ محمد عوّامة" فأفاد وأجاد.
وأخرجه النسائي (932)، وفي "الكبرى" (1006)، والطبراني 22/ (36) و (41) و (46) و (48) و (52) و (59) من طريق يونس بن أبي إسحاق، والنسائي (879)، وفي "الكبرى" (955)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 838، وابن المنذر في "الأوسط" (1255)، والطبراني 22/ (35) و (44) و (55) من طريق أبي الأحوص، وأحمد 4/ 317، والدارمي (1241)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 420، والطبراني 22/ (31) و (42) و (49)، وتمام في "الفوائد" (877)، والبيهقي 2/ 58 من طريق عن زهير، وعبد الرزاق (2633)، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1367)، والطبراني 22/ (30) حدثنا معمر، وابن ماجه (855)، وابن أبي شيبة 2/ 425 و 14/ 44، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 838، والطبراني 22/ (34) من طريق أبي بكر بن عياش، والطبراني 22/ (32) و (43) و (54) من طريق إسرائيل، والطبراني 22/ (33) و (45) و (51) من طريق حديج بن معاوية، والطبراني 22/ (40) و (47) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطبراني 22/ (38) و (50) من طريق الأعمش، والطبراني 22/ (39) و (57) من طريق عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، والطبراني 22/ (56) من طريق حبيب بن حبيب، والطبراني 22/ (37) و (58)، والدارقطني 2/ 133 من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلهم جميعا تاما ومختصرا عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن وائل، قال:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة، قريبا من الرسغ، ويرفع يديه حين يوجب حتى تبلغا أذنيه، وصليت خلفه فقرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7] فقال: آمين. يجهر".
وعند الطبراني (40) "فقال من خلفه آمين".
وعنده أيضا (39) "قال: آمين. ليوافق الملائكة المؤمنين".
وفي لفظ "صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كبر رفع يديه أسفل من أذنيه، فلما قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7] قال: آمين. فسمعته وأنا خلفه قال: فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال: من صاحب الكلمة في الصلاة؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله، وما أردت بها بأسا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا، فما نهنهها شيء دون العرش".
وفي لفظ "فسمع رجلا يقول: الله أكبر كبيرا، وسبحان الله وبحمده كثيرا".
وقال الدارقطني:
"هذا إسناد صحيح".
قلت: عبد الجبار بن وائل بن حجر: قال ابن معين:
"لم يسمع من أبيه شيئا".
وقال ابن حبان في "مشاهير علماء الامصار" (ص 163):
"مات أبوه وائل وأمه حامل به، كل ما روى عن أبيه مدلس، وإن كان لا يصغر عن صحبة الصحابة".
وأخرجه أبو داود (725) من طريق يزيد بن زريع، وأحمد 4/ 316 حدثنا وكيع، والطبراني 22/ (76) و (77) من طريق عمرو بن مرزوق، وأبي حفص عمرو بن علي، والبيهقي 2/ 26 من طريق أبي النضر، خمستهم عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، حدثني أهل بيتي، عن أبي:
"أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع التكبيرة، ويضع يمينه على يساره في الصلاة" واللفظ لأحمد، وزاد البيهقي "ويسجد بين كفيه".
وأخرجه الطيالسي (1115) حدثنا المسعودي بإسناده، بلفظ "أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم عن يمينه وعن شماله".
وأخرجه الطبراني 22/ (74) و (75) من طريق أسد بن موسى، ويزيد بن هارون، كلاهما عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه.
ليس فيه أهل بيته، وإسناد الطبراني الأول ضعيف، فيه مقدام بن داود الرعيني، وإسناده الثاني ضعيف أيضا فإن المسعودي: اختلط، ويزيد بن هارون ممن سمع منه بعد اختلاطه.
وله طريقان آخران عن وائل:
الطريق الأول - أخرجه أبو داود (727)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (566)، وابن حبان (1860)، والطبراني 22/ (82)، والخطيب في "المدرج" 1/ 425 - 426 من طريق هشام بن عبد الملك الطيالسي، والنسائي (889) و (1268)، وفي "الكبرى" (965) و (1192)، والبخاري في "رفع اليدين" (30) مختصرًا، والخطيب في "المدرج" 1/ 427 من طريق ابن المبارك، وأحمد 4/ 318، والخطيب في "المدرج" 1/ 425 - 426 من طريق عبد الصمد بن عبد الوراث، والدارمي (1397)، وابن خزيمة (480) و (714)، والطبراني 22/ (82)، والبيهقي 2/ 132 من طريق معاوية بن عمرو، وابن الجارود (208) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي 2/ 27 - 28 و 28 من طريق عبد الله بن رجاء مختصرًا، ستتهم عن زائدة، حدثنا عاصم بن كليب، أخبرني أبي، عن وائل ابن حجر الحضرمي قال: قلت:
"لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يصلي؟ قال: فنظرت إليه قام فكبر، ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى، والرسغ والساعد، ثم قال: لما أراد أن يركع، رفع يديه مثلها ووضع يديه على ركبتيه، ثم رفع رأسه، فرفع يديه مثلها، ثم سجد، فجعل كفيه بحذاء أذنيه، ثم قعد فافترش رجله اليسرى، فوضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، ثم قبض بين أصابعه فحلق حلقة، ثم رفع إصبعه، فرأيته يحركها يدعو بها. ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد فرأيت الناس عليهم الثياب تحرك أيديهم من تحت الثياب من البرد".
وقال ابن خزيمة:
"ليس في شيء من الأخبار (يحركها) إلا في هذا الخبر زائدة ذكره".
قلت: هذا الحديث إسناده حسن، وقد اتفق عليه الحفاظ من أصحاب عاصم لكن ليس فيه (يحركها) فقد توهّم زائدة بن قدامة بهذه اللفظة فأبدل اللفظ المحفوظ (يشير بها) إلى (يحركها) وكأنه توسّع في المعنى وقد أشار إلى هذا البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 132، فقال:
"فيحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة بها لا تكرير تحريكها فيكون موافقا لرواية ابن الزبير والله تعالى أعلم".
ومن أراد التوسّع في هذه المسألة فلينظر كتابي "الإنارة في حديث الإشارة".
وله طرق عن عاصم بن كليب:
أ - أخرجه أحمد 4/ 318 حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثني سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال:
"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين كبر، رفع يديه حذاء أذنيه، ثم حين ركع، ثم حين قال: سمع الله لمن حمده، رفع يديه، ورأيته ممسكا يمينه على شماله في الصلاة، فلما جلس حلق بالوسطى والإبهام وأشار بالسبابة، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى".
وأخرجه الطبراني 22/ (78) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال:
"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى، وإذا جلس افترش رجله اليسرى، ووضع ذراعيه على فخذيه وأشار بالسبابة".
وأخرجه ابن خزيمة (479)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 2/ 268، والبيهقي 2/ 30 من طريق مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن عاصم ابن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال:
"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره".
قوله (على صدره) رواية منكرة، تفرّد بها مؤمل بن إسماعيل وهو سيء الحفظ، وقد خالف الثقات من أصحاب الثوري، وقد رواه جمعٌ من الحفاظ عن عاصم بن كليب ليس فيه هذه اللفظة المنكرة كما سيأتي.
ب - أخرجه أحمد 4/ 316، والبيهقي 2/ 72 و 111، وابن المنذر في "الأوسط" (1512) و (1535)، والخطيب في "المدرج" 1/ 434 من طريق عبد الواحد، حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر الحضرمي، قال:
"أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: لأنظرن كيف يصلي، قال: فاستقبل القبلة، فكبر، ورفع يديه حتى كانتا حذو منكبيه، قال: ثم أخذ شماله بيمينه، قال: فلما أراد أن يركع رفع يديه حتى كانتا حذو منكبيه، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه، فلما رفع رأسه من الركوع رفع يديه حتى كانتا حذو منكبيه، فلما سجد وضع يديه من وجهه، بذلك الموضع، فلما قعد افترش رجله اليسرى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع حد مرفقه على فخذه اليمنى، وعقد ثلاثين وحلق واحدة، وأشار بإصبعه السبابة".
جـ - أخرجه البيهقي 2/ 131، والخطيب في "المدرج" 1/ 432 - 433 من طريق خالد بن عبد الله، حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم قام إلى الصلاة فكبر، ورفع يديه حتى حاذى بهما أذنيه، وأخذ شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع رفع يديه، فلما رفع رأسه من الركوع رفع يديه، فلما سجد وضع يديه فسجد بينهما، ثم جلس فوضع يديه اليسرى على فخذه اليسرى، ومرفقه اليمنى على فخذه اليمنى، ثم عقد الخنصر والبنصر، ثم حلق الوسطى بالإبهام وأشار بالسبابة".
د - أخرجه الطبراني 22/ (90)، والخطيب في "المدرج" 1/ 432: من طرق عن أبي عوانة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل الحضرمي، قال: قلت:
"لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي، فقام فاستقبل القبلة فكبر ورفع يديه حتى حاذى بهما أذنيه، ثم قبض باليمنى على اليسرى، ثم ركع فرفع يديه فحاذى بهما أذنيه، ثم وضع كفيه على ركبتيه، ثم رفع رأسه ورفع يديه فحاذى بهما أذنيه، ثم سجد فوضع رأسه بين كفيه، ثم صلى ركعة أخرى مثلها، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، ثم دعا ووضع كفه اليسرى على ركبته اليسرى، وكفه اليمنى على ركبته اليمنى، ودعا بالسبابة".
هـ ، و ، ز - أخرجه أبو داود (726) و (957)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (563)، والنسائي (1265)، وفي "الكبرى" (1189)، وابن ماجه (867)، والطبراني 22/ (86)، والخطيب في "المدرج" 1/ 435 من طريق بشر بن المفضل، والطبراني 22/ (87) من طريق عنبسة بن سعيد الأسدي، الطبراني 22/ (88) من طريق غيلان بن جامع، ثلاثتهم عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: قلت:
"لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي؟ قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة، فكبر فرفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم أخذ شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، ثم وضع يديه على ركبتيه، فلما رفع رأسه من الركوع رفعهما مثل ذلك، فلما سجد وضع رأسه بذلك المنزل من بين يديه، ثم جلس فافترش رجله اليسرى ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض ثنتين وحلق حلقة، ورأيته يقول: هكذا، وحلق بشر الإبهام والوسطى، وأشار بالسبابة".
حـ - أخرجه الترمذي (292) حدثنا أبو كريب - محمد بن العلاء بن كريب - والنسائي (1102) أخبرني أحمد بن ناصح - المصيصي -، وابن ماجه (912) حدثنا علي بن محمد - الطنافسي -، وابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 233، 234، 259، 283، 390 و 2/ 485 - 486 و 10/ 379 مختصرًا في عدة مواضع (بذكر رفع اليدين عند الافتتاح والركوع والرفع منه، وبقبض اليدين في القيام، وبثني - الرجل - اليسرى ونصب اليمنى ورفع السبابة)، وابن خزيمة (477) حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج (بذكر رفع اليدين في تكبيرة الإحرام وقبضهما)، وابن حبان (1945) من طريق سلم بن جنادة، وابن الجارود في "المنتقى" (202) حدثنا علي بن خشرم مختصرًا، كلهم من طريق عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال:
"قدمنا المدينة وهم ينفضون أيديهم من تحت الثياب، فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فكبر حتى افتتح الصلاة، ورفع يديه حتى رأيت إبهاميه قريبا من أذنيه، قال: ثم أخذ شماله بيمينه فلما ركع رفع يديه فلما رفع رأسه قال: سمع الله لمن حمده. ثم كبر، ورفع يديه، ثم سجد فوضع رأسه بين يديه في الموضع من وجهه، فلما جلس افترش قدميه، ووضع مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض خنصره والتي تليها، وجمع بين إبهامه والوسطى، ورفع التي تليها يدعو بها" والسياق لابن حبان.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
ط - أخرجه الطبراني 22/ (79) و (93) من طريق قيس بن الربيع، عن عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال:
"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم افتتح الصلاة، وكبر ورفع يديه، ثم أخذ شماله بيمينه...الحديث".
وقيس بن الربيع: صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فحدث به كما في "التقريب".
ي - أخرجه أحمد 4/ 318 - 319، ومن طريقه الخطيب في "المدرج" 1/ 437 - 438 حدثنا أسود بن عامر، والطبراني 22/ (84)، وفي "الدعاء" (637) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، كلاهما عن زهير ابن معاوية، عن عاصم بن كليب، أن أباه أخبره، أن وائل بن حجر أخبره قال: قلت:
"لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي، فقام فرفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم أخذ شماله بيمينه...الحديث".
ك - أخرجه البزار (4489) حدثنا معمر بن سهل، قال: حدثنا عامر بن مدرك، قال: حدثنا خلاد، يعني ابن مسلم الصفار، عن موسى بن أبي عائشة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، رضي الله عنه، قال:
"تفقدت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته يرفع يديه إذا كبر، ثم يضع يديه واحدة على الأخرى، ثم إذا أراد أن يركع رفع يديه فكبر، ثم قال سمع الله لمن حمده فرفع فأوهمت رفع حين سجد أم لا قال فركع ركعتين فلما قعد للتشهد افترش رجله اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه، ثم عقد إصبعيه، ثم حلق حلقة وأشار بالسبابة، وسلم عن يمينه، وعن يساره قال ورأيته يكبر كلما خفض ورفع".
وهذا الحديث صحيح لغيره، واسناده فيه ضعف فإن عامر بن مدرك ليّن الحديث كما في "التقريب".
وأما معمر بن سهل بن معمر الْأَهْوَازِي فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان في كتاب "الثقات" 9/ 196 بقوله:
"شيخ متقن يغرب".
وقد جاء بما يُستغرب منه، فقد جعل هذا الحديث من رواية الثوري عن موسى بن أبي عائشة:
أخرجه الطبراني في "الدعاء" (637) حدثنا أحمد بن زهير التستري، حدثنا معمر بن سهل، حدثنا محمد بن إسماعيل الكوفي، عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عاصم بن كليب عن أبيه، عن وائل بن حجر رضي الله عنه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تشهد أشار بسبابته".
ل - أخرجه أحمد 4/ 319 من طريق شعبة، عن عاصم بن كليب، قال: سمعت أبي يحدث، عن وائل بن حجر الحضرمي:
"أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره، وقال فيه: ووضع يده اليمنى على اليسرى".
الطريق الثاني - أخرجه البزار (4488) مطولا، والطبراني 22/ (118) مطولا، وابن عدي في "الكامل" 7/ 346، ومن طريقه البيهقي 2/ 30 من طريق محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل الحضرمي، حدثني عمي سعيد ابن عبد الجبار، عن أبيه، عن أمه أم يحيى، عن وائل بن حجر، قال:
"حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهض إلى المسجد فدخل المحراب، ثم رفع يديه بالتكبير، ثم وضع يمينه على يساره على صدره".
وإسناده ضعيف جدا، فيه أربع علل:
الأولى: محمد بن حجر: قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 69:
"فيه نظر".
وقال أبو أحمد الحاكم في "الكنى" (578) و (1030):
"ليس بالقوي عندهم".
وذكره العقيلي في "الضعفاء" 4/ 59.
وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 273:
"روى عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه نسخة منكرة، فيها أشياء ليس لها أصول من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من حديث وائل بن حجر، لا يجوز الاحتجاج به".
والثانية: سعيد بن عبد الجبار: ضعيف أيضا.
والثالثة: عبد الجبار بن وائل: قيل: لم يسمع من أمه.
والرابعة: قال ابن التركماني في تعليقه على "سنن البيهقي" 2/ 30:
"أم عبد الجبار هي أم يحيى لم أعرف حالها ولا اسمها".

وأما حديث ابن مسعود:

فأخرجه أبو داود (755)، والنسائي (888)، وفي "الكبرى" (964)، وابن ماجه (811)، وأبو يعلى (5041)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 283-284، وابن عدي في "الكامل" 2/ 529 و 530، والدارقطني في 2/ 35، والبيهقي 2/ 28 من طريق هشيم، والبزار (1885)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 530، والدارقطني 2/ 36 من طريق محمد بن يزيد الواسطي، كلاهما عن حجاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود، قال:
"رآني النبي صلى الله عليه وسلم وضعت شمالي على يميني في الصلاة فأخذ يميني فوضعها على شمالي".
حسّن إسناده الحافظ في "الفتح" 2/ 224 من أجل الحجاج بن أبي زينب الواسطي: مختلف فيه، والراجح أنه حسن الحديث، قال الإمام أحمد: أخشى أن يكون ضعيف الحديث.
وقال ابن المديني: ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وفي "إكمال تهذيب الكمال" 3/ 395: "قال النسائي ليس به بأس".
وقال الدارقطني: ليس هو بقوي ولا حافظ.
ونقل البرقاني (107) توثيقه إياه.
وقال ابن معين، وأبو داود: ليس به بأس.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس فيما يرويه.
ووثقه ابن حبان 6/ 202-203.
وذكره ابن شاهين في "الثقات" (252)، وقال:
"قال يحيى هو واسطي ثقة. وقال ابن أبي خيثمة: ليس به بأس".
وقال الحافظ مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 3/ 394:
"لما ذكر أبو عمر حديثه في وضع اليسرى على اليمنى، قال: هو حديث ثابت، وذكره الأثرم محتجا به ... وصححه ابن القطان".
وقد وقع اضطراب في إسناد هذا الحديث فقد أخرجه أحمد 3/ 381، والطبراني في "الأوسط" (7857)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 530، والدارقطني 2/ 35 عن محمد بن الحسن الواسطي، عن الحجاج بن أبي زينب، عن أبي سفيان، عن جابر، قال:
"مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يصلي وقد وضع يده اليسرى على اليمنى فانتزعها، ووضع اليمنى على اليسرى".
وقال الدارقطني في "العلل" (933):
"وهم فيه - يعني محمد بن الحسن الواسطي - وقول هشيم عنه أصح".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 530 من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا الحجاج بن أبي زينب أبو يوسف الصيقل، قال: حدثنا أبو عثمان مرسلا.
وله طريق أخرى عن ابن مسعود:
أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (313)، والبزار (2001) عن يحيى بن آدم، والبزار (2002)، والدارقطني 2/ 30 من طريق إسماعيل بن أبان الوراق، والطبراني 10/ (10358) من طريق يحيى الحماني، ثلاثتهم عن مندل، عن ابن أبي ليلى، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة أخذ شماله بيمينه".
ولفظ الطبراني "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة".
ولفظ البزار "رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم واضع شمالي على يميني في الصلاة، فقال: ضع يمينك على شمالك".
وإسناده ضعيف، فيه مندل بن علي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكلاهما يضعّف في الحديث.

وأما حديث علي بن أبي طالب:

فأخرجه أبو داود (756) من طريق حفص بن غياث، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 110 - ومن طريقه الضياء في "الأحاديث المختارة" (771)، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 473 - والدارقطني 2/ 34، ومن طريقه البيهقي 2/ 31 من طريق يحيى بن أبي زائدة، وابن أبي شيبة 1/ 391، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1290)، والدارقطني 2/ 34، والضياء في "الأحاديث المختارة" (772) عن أبي معاوية، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن زياد بن زيد السوائي، عن أبي جحيفة، عن علي، قال:
"من السنة وضع الكف على الكف في الصلاة تحت السرة".
وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن إسحاق: ضعيف، وزياد بن زيد السوائي الأعسم: مجهول.
وأخرجه الدارقطني 2/ 35، ومن طريقه البيهقي 2/ 31 من طريق حفص ابن غياث، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي، أنه كان يقول:
"إن من سنة الصلاة وضع اليمين على الشمال تحت السرة".
وإسناده ضعيف من أجل عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث كما تقدّم.
وأما النعمان بن سعد: فقد قال أبو داود كما في "سؤالاته للإمام أحمد بن حنبل" (332):
"سمعت أحمد قال: النعمان بن سعد، الذي يحدث عن علي، مقارب الحديث، لا بأس به ولكن الشأن في عبد الرحمن بن إسحاق له أحاديث مناكير".
ووثقه ابن حبان 5/ 472، ووقع تحريفان في مطبوعه.
وجاء بإسناد ضعيف عن علي رضي الله عنه من فعله أنه يمسك شماله بيمينه على الرسغ فوق السرة:
أخرجه أبو داود (757) من طريق أبي طالوت عبد السلام بن أبي حازم، عن ابن جرير الضبي، عن أبيه، عن علي.
وهذا إسناد ضعيف، جرير الضبي: قال الذهبي في "الميزان" 1/ 397:
"لا يعرف".
وأخرجه البيهقي 1/ 29-30 من طريق عبد السلام بن أبي حازم بإسناده، وفيه "ضرب بيده اليمنى على رسغه الأيسر، فلا يزال كذلك حتى يركع".
وقال: "هذا إسناد حسن".
وعلقه البخاري في "صحيحه" 2/ 61 مجزوما به، ولفظه "ووضع علي رضي الله عنه كفه على رسغه الأيسر، إلا أن يحك جلدا أو يصلح ثوبا".

وأما حديث الحارث بن غضيف أو غضيف بن الحارث:

فأخرجه أحمد 4/ 105، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 316 عن حماد بن خالد، وأحمد 4/ 105 و 290 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي شيبة 1/ 390، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2433)، والطبراني 3/ (3399)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2122) عن زيد بن الحباب، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 113، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 429، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5637) من طريق معن بن صالح، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 113، والروياني في "مسنده" (1536)، والطبراني 3/ (3399)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2121) من طريق عبد الله بن صالح، خمستهم عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن غضيف بن الحارث، أو الحارث ابن غضيف، قال:
"ما نسيت من الأشياء ما نسيت أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة".
وهذا إسناد يحتمل التحسين.
وأخرجه الطبراني 3/ (3400) من طريق عبد العزيز بن مقلاص، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2123) من طريق حرملة، كلاهما عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن أبي راشد الحبراني، عن الحارث ابن غطيف به.
فأدخل ابن وهب في إسناده أبا راشد الحبراني!
وقد أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 185 من طريق أحمد بن صالح المصري، حدثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن غضيف به.
ليس فيه أبو راشد الحبراني، وهذا هو المحفوظ.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2124) من طريق رشدين بن سعد، عن معاوية، عن يونس، عن أبي راشد الحبراني، عن الحارث بن غضيف به.
ورشدين بن سعد: ضعيف.

وأما حديث هلب الطائي:

فأخرجه الترمذي (252) و (301)، وابن ماجه (809) و (929)، وعبد الله بن أحمد 5/ 226 و 227، والطبراني 22/ (420) و (424)، وابن حبان في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" (17237)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 198-199، والطبراني 22/ (424)، والبغوي في "الأنوار" (519)، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/ 494- 495 من طريق أبي الأحوص، وعبد الله بن أحمد 5/ 226، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2493)، والطبراني 22/ (426)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 199-200، والمزي في "تهذيب الكمال" 23/ 495 من طريق شريك، وأحمد 5/ 226 و 227، وعبد الرزاق في "المصنف" (3207)، وابن أبي شيبة 1/ 390، وفي "المسند" (860)، وعنه عبد الله ابن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 226، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2494)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (234)، والطبراني 22/ (421)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 199، والدارقطني 2/ 33، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6564)، والبيهقي 2/ 29 و 295، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 74 من طرق عن سفيان الثوري، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 199 من طريق زائدة، والطبراني 22/ (422) من طريق أسباط بن نصر، والطبراني 22/ (423) من طريق حفص بن جميع، ستتهم تاما ومختصرا عن سماك بن حرب، عن قبيصة بن الهلب، عن أبيه، قال:
"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة، ورأيته ينصرف عن يمينه وعن شماله".
وزاد الإمام أحمد 5/ 226 في روايته عن يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، عن سماك بإسناده "ورأيته، قال: يضع هذه على صدره - وصف يحيى: اليمنى على اليسرى فوق المفصل -".
وهو عند الطوسي في "مختصر الأحكام" (234) من طريق محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد به ليس فيه الوضع على الصدر، ورواه جمعٌ عن سفيان فلم يذكر أحدٌ منهم هذا الحرف.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
قلت: إسناده ضعيف، في إسناده قبيصة بن الهلب: لم يرو عنه غير سماك ابن حرب، وقال ابن المديني، والنسائي: مجهول.
ووثقه العجلي (1379)، وابن حبان 5/ 319! وهذا دليل على تساهلهما، وفيه رد على مَن يدفع التساهل عن العجلي.
وأما حديث عبد الله بن الزبير:
فأخرجه أبو داود (754)، ومن طريقه البيهقي 2/ 30، والطبراني 13/ (298)، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 350 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن العلاء بن صالح، عن زرعة بن عبد الرحمن، قال: سمعت ابن الزبير، يقول:
"صف القدمين ووضع اليد على اليد من السنة".
وإسناده ضعيف لجهالة حال زرعة بن عبد الرحمن.

وأما حديث عبد الله بن عباس:

فأخرجه ابن حبان (1770)، والطبراني 11/ (11485)، وفي "الأوسط" (1884) من طريق عمرو بن الحارث، والطيالسي (2776) - ومن طريقه البيهقي 4/ 238، وفي "فضائل الأوقات" (139) - وعبد بن حميد (624)، وأحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (486-3) و (1061-3)، والدارقطني 2/ 31 عن طلحة بن عمرو، كلاهما عن عطاء ابن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا، ونؤخر سحورنا، ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة".
وهذا إسناد حسن، وإن كان طلحة بن عمرو بن الحضرمي: متروكا، فالمعوّل على رواية عمرو بن الحارث لكن قال الحافظ في "المطالب":
"وقد أتى فيه أحمد بن طاهر بن حرملة التجيبي بآبد، قال: حدثنا جدي، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما يذكره، فأبطل في قوله عن عمرو بن الحارث، وإنما هو طلحة بن عمرو، وأحمد بن طاهر كذبه الدارقطني".
قلت: لقد فات الحافظ رواية ابن حبان (1770) ففيه أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، أنه سمع عطاء بن أبي رباح به.
فلا وجه للقول بتفرّد أحمد بن طاهر بن حرملة بذكر عمرو بن الحارث، وقال ابن حبان:
"سمع هذا الخبر ابن وهب عن عمرو بن الحارث، وطلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح".
وأخرجه الطبراني 11/ (10851)، وفي "الأوسط" (4249) حدثنا العباس بن محمد المجاشعي الأصبهاني، حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس به.
وهذا إسناد صحيح.

وأما حديث عبد الله بن عمر:

فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 404، والطبراني في "الأوسط" (3029)، وفي "الصغير" (279)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 48، ومن طريقه البيهقي 2/ 29، وفي "السنن الصغير" (1383) من طريق يحيى بن سعيد بن سالم القداح قال: حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"إنا معاشر الأنبياء أمرنا بثلاث: بتعجيل الفطر، وتأخير السحور، ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن نافع إلا عبد العزيز ولا عنه إلا ابنه تفرد به يحيى، لا يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه".
يحيى بن سعيد بن سالم القداح: قال العقيلي: في حديثه مناكير.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي.

وأما حديث عائشة:

فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 32 حدثني قتيبة، وابن المنذر في "الأوسط" (1287)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 251 و 20 / 80، وفي "الاستذكار" 2/ 292 من طريق سعيد بن منصور، والدارقطني 2/ 30، ومن طريقه البيهقي 2/ 29 من طريق شجاع بن مخلد، ثلاثتهم عن هشيم، عن منصور، عن محمد بن أبان الأنصاري، عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
"ثلاث من النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة".
وعند ابن المنذر "ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصدر".
وقال البخاري:
"ولا نعرف لمحمد سماعا من عائشة".
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 250:
"أظن أنه لم يدرك عائشة".
وهشيم: مدلس، ولم يصرّح بسماعه، والظاهر أن فيه واسطة بين منصور بن زاذان ومحمد بن أبان، فقد جاء بصيغة المجهول (قال منصور: حُدثنا عن محمد بن أبان) كما عند الدارقطني، والله أعلم.

وأما حديث يعلى بن مرة:

فأخرجه الطبراني 22/ (676)، وفي "الأوسط" (7470) من طريق أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء، عن عمر بن عبد الله بن يعلى، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثة يحبها الله: تعجيل الفطر، وتأخير السحور، وضرب اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة".
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن يعلى بن مرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: أبو زهير".
قلت: وليس كما قال رحمه الله تعالى فلم يتفرد به أبو زهير، فقد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 177 من طريق محمد بن حميد، قال: حدثنا إبراهيم بن المختار، قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن يعلى به.
وإسناده ضعيف، عمر بن عبد الله بن يعلى، وأبوه: ضعيفان.

وأما حديث حذيفة:

فأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (33) من طريق الحسن بن عمارة، عن نعيم ابن أبي هند، عن ربعي، عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع الأيدي في الصلاة".
وقال الدارقطني:
"تفرد به الحسن بن عمارة عن نعيم بن أبي هند".
وإسناده ضعيف جدا، الحسن بن عمارة: متروك.
وأخرجه الجوهري في "أماليه" - مخطوط: من طريق الثوري، عن منصور، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، عن حذيفة موقوفا.

وأما حديث أبي الدرداء:

فأخرجه الطبراني كما في "نصب الراية" 2/ 470 حدثنا جعفر بن محمد بن حرب العباداني، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن علي ابن أبي العالية، عن مورق العجلي، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من أخلاق المرسلين: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة".
علي بن أبي العالية: روى عنه حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 291، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 200، وقال البخاري:
"عن مُوَرِّق روى عنه حماد بن زيد، مرسلٌ".
ووثقه ابن حبان 7/ 212، وخالفه مجاهد، فرواه عن مورق العجلي، عن أبي الدرداء موقوفا عليه.
أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 390 و 3/ 13، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 74 من طريق الأعمش، عن مجاهد به.
وتحرّف في مطبوع "التمهيد" (مورق) إلى (مسروق).

وأما حديث شداد بن شرحبيل:

فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 224 من طريق يزيد بن عبد ربه، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2138) و (2251)، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3695) - والطبراني في في "مسند الشاميين" (1112) عن عبد الوهاب بن نجدة، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 355، والبزار (522) - كشف، والطبراني 7/ (7111)، وفي "مسند الشاميين" (1112)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 2/ 695 عن حيوة بن شريح، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2138) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3695) - وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 334، والحسن الخلال في "المجالس العشرة" (16) من طريق محمد بن مصفى، أربعتهم عن بقية، عن حبيب بن صالح، عن عَيّاش بن مُؤَنِّس، عن شداد بن شرحبيل، قال:
"مهما نَسِيتُ، فَلَم أَنَسَ أَنِّي رَأَيتُ النبي صلى الله عليه وسلم قائِمًا يُصلِّي، ويَدُهُ اليُمنَى عَلى اليُسرَى".
وعند البزار (عباس بن يونس) بدلا عن (عَيّاش بن مُؤَنِّس)، وعند بعضهم (عباس) بدلا عن (عياش)، وبعضهم (يونس) بدلا عن (مؤنس).
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 225:
"عياش لم يذكر سماعا من شداد".
وقال البزار:
"لا نعلم روى شداد بن شرحبيل إلا هذا".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 105:
"رواه البزار والطبراني في "الكبير" وفيه: عباس بن يونس ولم أجد من ترجمه".
قلت: عباس بن يونس تصحيف وصوابه عياش بن مؤنس، ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 47، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 5،
ووثقه ابن حبان 5/ 271، وذكره يعقوب بن سفيان 2/ 355 في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام.
وقال الحافظ في "الإصابة" 3/ 260:
"رواه جماعة عن بقيّة، فأدخلوا بين عياش وشدّاد رجلا، وفي رواية الإسماعيليّ ومن وافقه: عن عياش، عمّن حدّثه، عن شداد".

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه أبو داود (758) حدثنا مسدد، وابن المنذر (1291) من طريق يحيى بن عبد الحميد، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل، عن أبي هريرة، قال:
"من السنة أن يضع الرجل يده اليمنى على اليسرى تحت السرة في الصلاة".
وأخرجه الدارقطني 2/ 31-32 من طريق محمد بن محبوب، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل، عن أبي هريرة، قال:
"وضع الكف على الكف في الصلاة من السنة".
وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي.
وأخرج ابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 80، وفي "الاستذكار" 2/ 292 من طريق أبي عبد الرحمان زكرياء بن يحيى خياط السنة، حدثنا وهب بن بقية، حدثنا محمد بن المطلب، عن أبان بن بشير المعلم، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاث من النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمنى على اليسرى في الصلاة".
محمد بن المطلب: قال الحافظ في "لسان الميزان" 7/ 509:
"محمد بن المطلب: عن أبان بن بشير، وعنه وهب بن بقية، مجهول".
وجاء على نسخة من "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم حاشية بخط ابن الصيرفي على ترجمة أبان بن بشير، ما نصه: (روى عن أبان بن بشير: محمد ابن المطلب وهو مجهول روى عنه وهب بن بقية).
قلت: لعل محمد بن المطلب: تحريف، وصوابه محمد بن عبد الملك، فقد أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 94) حدثنا وهب بن بقية، قال: حدثنا محمد بن عبد الملك أبو إسماعيل الواسطي: قال: حدثنا أبان بن بشير به.
محمد بن عبد الملك أبو إسماعيل الواسطي: ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" 9/ 49، وقال:
"يعتبر حديثه إذا بين السماع في خبره في روايته، فإنه كان مدلسًا يخطئ".
وقال الحافظ في "التقريب":
"مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
وأبان بن بشير أبو هشام المعلم: ترجمه بحشل، وقال:
"حدثنا وهب، قال: سمعت خالدا يقول: كان أبان معلمي وأثنى عليه خيرا، وقد حدث عنه خالد بن عبد الله، وخلف بن خليفة، وعباد بن العوام، ويزيد بن هارون، وخالد بن كثير".
ووثقه ابن حبان 6/ 68، وجاء فيه (ابن كثير!)، وقال ابن قُطلوبغا في "الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة" 2/ 140:
"كذا فيه، وفي خط الهيثمي، والصواب: أبان بن بشير".
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 299:
"أبان بن بشير المكتب: روى عن أبي هاشم، روى عنه خلف بن خليفة، سمعت أبي يقول ذلك".
وذكر الحافظ في "لسان الميزان" 1/ 220 أن ابن أبي حاتم قال: "مجهول"، ولعل الحافظ نقل ما قيل في جهالة محمد بن المطلب، فقد جاء على نسخة من "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم حاشية بخط ابن الصيرفي على ترجمة أبان بن بشير، ما نصه: (روى عن أبان بن بشير: محمد بن المطلب وهو مجهول روى عنه وهب بن بقية).
وجاء أيضا في "اللسان" (روى عن: أبي هاشم، ومُحمد بن المطلب، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: خلف بن خليفة، ووهب بن بقية) وهذا خطأ بيّن.
وأخرج الترمذي (1077)، والدارقطني 2/ 438، وابن البختري في "فوائده" (541)، والبيهقي 4/ 38 من طريقين عن إسماعيل بن أبان الوراق، عن يحيى بن يعلى، عن أبي فروة يزيد بن سنان، عن زيد وهو ابن أبي أنيسة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر على جنازة فرفع يديه في أول تكبيرة ووضع اليمنى على اليسرى".
وقال الترمذي:
"حديث غريب".
وأعله ابن القطان بأبي فروة يزيد بن سنان.
وأخرجه أبو يعلى (5858)، والدارقطني 2/ 438، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (688) من طرق عن الحسن بن حماد سجادة، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، حدثنا يزيد بن سنان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فوضع يده اليمنى على يده اليسرى".
قلت: فلم يذكر الحسنُ بنُ حمّاد (زيدَ بنَ أبي أنيسة) فخالف اسماعيلَ بن أبان، والراجح رواية إسماعيل بن أبان فإنه ثقة، وأما الحسن بن حماد فإنه صدوق، وقد يكون هذا الاضطراب في إسناده ممن فوقهما وهما يزيد بن سنان، ويحي بن يعلى فكلاهما ضعيف.
وقد أخرجه الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/ 525 من طريق ابن كاسب، حدثنا محمد بن معاوية، حدثنا يحيى بن يعلى أبو المحياة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر على الجنازة رفع يديه أول تكبيرة، ثم يضع يمينه على شماله حتى يفرغ".
وقال الخطيب:
"هكذا قال: عن يحيى بن يعلى، عن الزهري، ولم يسمع يحيى من الزهري، وقد رواه الحسن بن حماد سجادة، عن يحيى بن يعلى، عن يزيد بن سنان، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الزهري، وقد رواه جماعة، عن يحيى، عن أبي فروة يزيد بن سنان، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الزهري، ورواه الحسين بن عيسى البسطامي، عن إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن يعلى، عن يونس بن خباب، عن الزهري، وزاد في المتن، قال: وقرأ بفاتحة الكتاب، وقوله: ثم يضع يمينه على شماله، لم نكتبه إلا من هذا الوجه وفيه نظر".
قلت: وهذه الروايات التي ذكرها الخطيب تُخالف ما تقدم في روايات الحديث المتقدمة، فقد جعل رواية الحسن بن حماد مطابقة لرواية اسماعيل بن أبان، ثم ذكر رواية الحسين بن عيسى البسطامي عن اسماعيل بن أبان عن يحي بن يعلى عن يونس بن خباب عن الزهري، وزاد فيه قراءة سورة الفاتحة، فصار يونس بن خباب بدل يزيد بن سنان وسقط منه ابن أبي أنيسة، فثبت أن الاضطراب فيه من يحي بن يعلى، فقد قال البخاري: "مضطرب الحديث".
وقال البزار: "يغلط في الأسانيد".

يستفاد من الحديث

أولًا: مشروعية وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة.

ثانيًا: أنه لا تحديد لمكان وضع اليدين من الجسد، والأمر في هذا واسع، يضعهما المصلي في أي مكان شاء: فوق السرة أو عليها، أو تحت السرة.
ونقل ابن القيم في "بدائع الفوائد" 3/ 91 عن الإمام أحمد في وضع اليد قال: "فوق السرة. وعنه: تحتها. وعنه أبو طالب: سألت أحمد أين يضع يده إذا كان يصلي؟ قال: على السرة أو أسفل، وكل ذلك واسع عنده إن وضع فوق السرة أو عليها أو تحتها...
وقال في رواية المزني أسفل السرة بقليل، ويكره أن يجعلها على الصدر.
وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن التكفير، وهو وضع اليد على الصدر".
ونقل المروزي في "مسائله" (214)، وابن المنذر في "الأوسط" 3/ 94 أن إسحاق بن راهويه قال: تحت السرة أقوى في الحديث وأقرب إلى التواضع.
ونقل النووي في "شرح مسلم" 4/ 114 أن هذا هو مذهب إسحاق بن راهويه، وقد ظنّ  الألباني أن مذهبه وضع اليدين على الصدر، فقال في "الإرواء" 2/ 70-71:
"والذي صح عنه صلى الله عليه وسلم في موضع وضع اليدين إنما هو الصدر [2]… ثم قال: وأسعد الناس بهذه السنة الصحيحة الإمام إسحاق بن راهويه فقد ذكر المروزي في "المسائل" (ص 222) كان إسحاق يُوتِر بنا … ويرفع يديه في القنوت، ويقنت قبل الركوع، ويضع يديه على ثدييه أو تحت الثديين".
قلت: سياق الكلام لا يعين على هذا الاستنباط، فسباقه متعلق برفع اليدين في القنوت ونقل أن إسحاق كان يقنت الشهر كله ويرفع يديه في قنوته قريبا من صدره، ولا يفهم من هذا أنه كان يضعهما مباشرة بإلصاقهما على الثديين أو تحتهما، بدليل ما تقدّم أن مذهب إسحاق وضع اليدين تحت السرة في الصلاة.
وقد نقل ابن قدامة في "المغني" 2/ 113 أن مذهب الإمام أحمد رفع اليدين في القنوت إلى صدره، ثم قال: وبه قال إسحاق.
وقال الترمذي في "سننه" 2/ 33:
رأى بعض - أهل العلم - أن يضعهما فوق السرة، ورأى بعضهم: أن يضعهما تحت السرة، وكل ذلك واسع عندهم".
وقال ابن المنذر في "الأوسط" 3/ 94:
"تحت السرة في الصلاة: به قال سفيان الثوري، وإسحاق، وقال إسحاق: تحت السرة أقوى في الحديث، وأقرب إلى التواضع.
وقال قائل: ليس في المكان الذي يضع عليه اليد خبر يثبت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن شاء وضعهما تحت السرة، وإن شاء فوقها".
وقال النووي في "شرح مسلم" 4/ 114:
"استحباب وضع اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام ويجعلهما تحت صدره فوق سرته هذا مذهبنا المشهور، وبه قال الجمهور، وقال أبو حنيفة وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه وأبو إسحاق المروزي من أصحابنا يجعلهما تحت سرته".
فائدة:
"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل مختصرا" متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وقد فسره ابن سيرين كما عند ابن أبي شيبة 2/ 47-48 بأن يضع يديه على خاصرتيه وهو يصلي.
قال الحافظ في "الفتح" 3/ 89:
"وبذلك جزم أبو داود، ونقله الترمذي عن بعض أهل العلم، وهذا هو المشهور من تفسيره".
وروى أبو داود (903)، والنسائي (891)، وأحمد 2/ 106 و 2/ 30 بإسناد حسن من طريق زياد بن صبيح الحنفي، قال:
"صليت إلى جنب ابن عمر، فوضعت يدي على خاصرتي، فلما صلى، قال: هذا الصلب في الصلاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه".
وأخرج البخاري (3458) عن عائشة رضي الله عنها كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته وتقول: "إن اليهود تفعله".

ثالثًا: قال النووي في "شرح مسلم" 4/ 115:
"قال العلماء: والحكمة في وضع إحداهما على الأخرى أنه أقرب إلى الخشوع، ومنعهما من العبث".

كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
21 - رمضان - 1439 هجري.

____________________________________
[1] - تحرّف في "التمهيد" 9/ 227 (أبو معمر) إلى أبي منعم! وصوابه أبو معمر وهو
عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري المقعد.

[2] - لقد تقدّم تحقيق هذه المسألة وأنه لا يصح حديث في مكان وضع اليدين لا على الصدر ولا تحت السرة، والله أعلم.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015