
القراءة في صلاة العشاء
(149) عن البراء، قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء:
{والتين والزيتون} فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه".
أخرجه
البخاري (769) و (7546)، وفي "خلق أفعال العباد" (ص 50)، ومسلم
(464-177)، وابن ماجه (835)، وأحمد 4/ 291 و 298 و 302 و 304، وابن أبي شيبة 1/
359، والحميدي (726)، وابن خزيمة (522) و (1590)، وأبو عوانة (1771)، والسراج في
"مسنده" (154) و (155)، وابن حبان (6318)، والطبراني في "الأوسط"
(5078)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 325، والبيهقي 2/ 194 من طريق مسعر،
عن عدي بن ثابت، عن البراء به.
وله
طرق عن عدي بن ثابت:
أ - أخرجه
البخاري (767) و (4952)، ومسلم (464-175)، وأبو داود (1221)، والنسائي (1001)، وفي
"الكبرى" (1075)، وأحمد 4/ 284 و 302، والطيالسي (769)، وعبد الرزاق في
"المصنف" (2706)، وأبو يعلى (1665)، وابن خزيمة (524)، وأبو عوانة
(1772) و (1773)، والسراج في "مسنده" (153)، وابن حبان (1838)، والبيهقي
2/ 393 عن شعبة، عن عدي بن ثابت، سمعت البراء، يقول:
"إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فصلى العشاء فقرأ في إحدى الركعتين بالتين
والزيتون".
ب - أخرجه
مسلم (464-176)، والنسائي في "الكبرى" (11618) من طريق الليث بن سعد، والترمذي
(310) من طريق أبي معاوية، وابن ماجه (834)، وابن خزيمة (522) و (1590)، والإسماعيلي
في "معجم شيوخه" 2/ 521-522 من طريق سفيان بن عيينة، وابن ماجه (834) من
طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وأحمد 4/ 286 و 303 عن ابن نمير، ومالك في
"الموطأ" 1/ 79 - وعنه الشافعي في "السنن المأثورة" (90)، والنسائي
(1000)، وفي "الكبرى" (1074) و (11618)، والبيهقي في "المعرفة"
(4821) -، وأبو عوانة (1770) من طريق أنس بن عياض، وأحمد 4/ 303، وأبو عوانة
(1770)، والبيهقي 2/ 393، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 48 عن يزيد بن هارون، والشافعي في "السنن
المأثورة" (92)، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (4822)، والروياني
في "مسنده" (374) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد، والروياني (375) و (377)
و (378) من طريق جرير، وأبي زهير عبد الرحمن بن مغراء، كلهم جميعا (الليث بن سعد، وأبو
معاوية الضرير، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن نمير،
ومالك بن أنس، وأنس بن عياض، ويزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وجرير
بن عبد الحميد، وأبو زهير عبد الرحمن بن مغراء) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عدي بن
ثابت الأنصاري، عن البراء:
"أن
النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء الآخرة بالتين والزيتون".
وقال
الترمذي:
"حديث
حسن صحيح".
وأخرجه
أحمد 4/ 286 حدثنا أبو خالد الأحمر، والحميدي (726) عن سفيان بن عيينة، والسراج في
"مسنده" (152) من طريق الليث بن سعد، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد به لكن وقع
في روايتهم (المغرب) بدلا عن (العشاء)، وهو خطأ.
جـ - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (450) من طريق عبيد بن هشام الحلبي، قال:
حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب:
"أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء بالتين والزيتون".
وقال
الطبراني:
"لم
يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا عبيد الله بن عمرو، تفرد به: عبيد بن هشام".
د - أخرجه
أبو نعيم في "الحلية" 7/ 249 من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن عدي بن
ثابت به.
وإسناده
ضعيف، إسماعيل بن عمرو هو ابن نجيح البجلي: ضعيف.
وله
طريق أخرى عن البراء:
أخرجه
ابن خزيمة (525)، والسراج في "مسنده" (156) من طريق
محمد
بن بكر، أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول:
"صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقرأ بـ {التين والزيتون}".
وفي الباب عن جابر بن عبد الله، وبريدة بن الحصيب، وأبي هريرة رضي الله عنهم:
أما حديث جابر بن عبد الله:
فأخرجه
مسلم (465-178)، وأبو داود (600) و (790)، والنسائي (835)، وفي "الكبرى"
(911)، وأحمد 3/ 308، والشافعي 1/ 103 و 103-104، وفي "السنن المأثورة"
(7)، والحميدي (1246)، وأبو يعلى (1827)، وابن خزيمة (521) و (1611)، وابن المنذر في
"الأوسط" (2032) و (2060)، وأبو عوانة (1774) و (1775)، والطحاوي 1/ 213،
وفي "شرح مشكل الآثار" (4215)، وابن الجارود في "المنتقى"
(327)، وابن حبان (1840) و (2400) و (2402)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث"
(268)، والبيهقي 3/ 85 و 112، وفي "السنن
الصغير" (524)، وفي "المعرفة" (4818) و (5724)، والخطيب البغدادي في
"الأسماء المبهمة" (ص 50)، والبغوي في "شرح السنة" (599) عن سفيان
بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال:
"كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله
عليه وسلم ثم يأتي فيؤم قومه، فصلى ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم أتى
قومه فأمهم فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده وانصرف، فقالوا له: أنافقت؟
يا فلان، قال: لا، والله ولآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه، فأتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا أصحاب نواضح نعمل بالنهار وإن معاذا
صلى معك العشاء، ثم أتى فافتتح بسورة البقرة فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على
معاذ فقال: يا معاذ أفتان أنت؟ اقرأ بكذا واقرأ بكذا.
قال سفيان: فقلت لعمرو، إن أبا الزبير، حدثنا
عن جابر، أنه قال: اقرأ {والشمس وضحاها}، {والضحى}، {والليل إذا يغشى}، و {سبح اسم
ربك الأعلى}؟ فقال عمرو نحو هذا" والسياق لمسلم.
وله
طرق عن عمرو:
أ - أخرجه
البخاري (6106)، والطبراني في "الأوسط" (7363) من طريق سليم بن حيان، حدثنا
عمرو بن دينار: حدثنا جابر بن عبد الله:
"أن
معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي قومه فيصلي
بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، قال: فتجوز رجل فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذا، فقال:
إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا
قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذا صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة، فتجوزت،
فزعم أني منافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معاذ، أفتان أنت - ثلاثا - اقرأ:
{والشمس وضحاها}، و {سبح اسم ربك الأعلى}، ونحوها".
ب - أخرجه
البخاري (711)، وأبو عوانة (1777) و (1778)، والبيهقي 3/ 85 عن سليمان بن حرب، والبخاري
(711)، والبيهقي 3/ 85 عن عارم أبي النعمان، ومسلم (465-181) حدثنا قتيبة بن سعيد،
ومسلم (465-181)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (267)، والبيهقي 3/ 85 عن
أبي الربيع الزهراني، وأبو عوانة (1778) من طريق مسدد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ستتهم
عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عمرو بن دينار به.
وأخرجه
الترمذي (583) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (858)-، وابن حبان
(1524) عن قتيبة بن سعيد، والشاشي في "مسنده" (1334) من طريق الحجاج بن منهال،
كلاهما عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار به، ليس فيه أيوب!
وقال
الترمذي:
"حديث
حسن صحيح".
وأخرجه
ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (269) من طريق ثابت بن حماد، عن أيوب، عن عمرو
بن دينار به مختصرا.
جـ - أخرجه مسلم (465-180)، وأبو عوانة (1776)، وابن حبان (2403)، والطبراني في
"الأوسط" (1009) - وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 228 -،
والبيهقي 3/ 86 من طريق منصور بن زاذان، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله:
"أن
معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة، ثم يرجع إلى
قومه، فيصلي بهم تلك الصلاة".
د - أخرجه
البخاري (700) و (701)، وأحمد 3/ 369، والطيالسي (1800)، والدارمي (1296)، وأبو القاسم
البغوي في "الجعديات" (1600) و (1601)، والطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 213، وأبو عوانة (1777)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (266)، والبيهقي
3/ 85 تاما ومختصرا عن شعبة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت جابرا، يقول:
"كان
معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع فيؤم قومه، قال: فصلى بهم مرة
العشاء، فقرأ سورة البقرة، فعمد رجل، فانصرف، فكان معاذ ينال منه، فبلغ ذلك النبي صلى
الله عليه وسلم، فقال: فتان فتان - أو قال: فاتن فاتن فاتن -، وأمره بسورتين من أوسط
المفصل. قال عمرو: لا أحفظهما".
هـ - أخرجه
الشافعي 1/ 104، وفي "السنن المأثورة" (9)، والطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 409، والدارقطني 2/ 13 و 14، والبيهقي 3/ 86، وفي "المعرفة" (5729) من
طريق ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، أخبرني جابر بن عبد الله:
"أن
معاذا كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم ينصرف إلى قومه فيصلي لهم
تلك الصلاة، هي له نافلة ولهم فريضة".
وهذا
إسناد صحيح على شرط الشيخين، وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (2266) لكن
سقط من إسناده جابر!
و - أخرجه
ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 136، والطبراني في "الأوسط"
(2576) من طريق هشام الدستوائي، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله:
"أن
معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يجيء فيصلي بقومه".
ز - أخرجه
الطبراني في "الأوسط" (4477) من طريق حبيب بن يحيى، عن عمرو بن دينار به.
حـ - أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (269) من طريق حبيب بن الشهيد،
عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال:
"
كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي مسجد قومه فيصلي بهم".
ط - أخرجه
ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (269) من طريق عبد الله بن المختار، عن عمرو
بن دينار به.
وله
طرق عن جابر:
1 - أخرجه
مسلم (465-179)، والنسائي (835) و (998)، وفي "الكبرى" (1072) و (11603)،
وابن ماجه (836) و (986)، وأبو عوانة (1779)، والبيهقي 3/ 116 من طريق الليث، وابن
خزيمة (521)، وابن المنذر في "الأوسط" (2032) و (2060)، والطحاوي في
"شرح مشكل الآثار" (4216)، وأبو عوانة (1775)، وابن حبان (1839) و
(1840) من طريق سفيان، والبيهقي 3/ 116 من طريق ابن لهيعة، وعبد الرزاق (3725) عن ابن
جريج، أربعتهم عن أبي الزبير، قال: سمعت جابر
بن عبد الله، يقول:
"صلى
معاذ بن جبل الأنصاري لأصحابه العشاء، فطول عليهم فانصرف رجل منا، فصلى فأخبر معاذ
عنه فقال: إنه منافق فلما بلغ ذلك الرجل، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره
ما قال معاذ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتريد أن تكون فتانا يا معاذ؟ إذا
أممت الناس فاقرأ بـ {الشمس وضحاها}، و {سبح اسم ربك الأعلى}، و {اقرأ باسم ربك}،
{والليل إذا يغشى}".
وزاد عبد الرزاق: "فقال عبد الله بن عبيد بن
عمير: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الفتى فقال: يا معاذ، ادع. فدعا، فقال للفتى:
ادع. فقال: والله لا أدري ما دندنتكما هذه، غير أني والله لئن لقيت العدو لأصدقن الله،
فلقي العدو فاستشهد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق الله فصدقه الله".
وأخرجه
ابن شاهين في "ناسخ الحديث" (270) من طريق عصام بن يوسف، عن محمد بن عبد
الله بن عبيد بن عمير، عن أبي الزبير، عن جابر:
"أن
معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي قومه فيصلي بهم فيكون
له نافلة ولهم فريضة".
وإسناده
ضعيف، عصام بن يوسف: قال ابن عدي: روى أحاديث لا يتابع عليها.
وأخرجه
ابن شاهين (271) من طريق إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي الزبير به.
وإبراهيم
بن إسماعيل هو ابن مجمع: ضعيف.
2 - أخرجه
البخاري (705)، وأحمد 3/ 299، والطيالسي (1834)، وعبد بن حميد (1102)، وأبو القاسم
البغوي في "الجعديات" (720)، وأبو عوانة (1780)، والطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 213، والبيهقي 3/ 116 عن شعبة، قال: حدثنا محارب بن دثار، قال: سمعت جابر بن عبد
الله الأنصاري، قال:
"أقبل
رجل بناضحين وقد جنح الليل، فوافق معاذا يصلي، فترك ناضحه وأقبل إلى معاذ، فقرأ بسورة
البقرة - أو النساء - فانطلق الرجل وبلغه أن معاذا نال منه، فأتى النبي صلى الله
عليه وسلم، فشكا إليه معاذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معاذ، أفتان أنت -
أو أفاتن - ثلاث مرار: فلولا صليت بـ {سبح اسم ربك}، {والشمس وضحاها}، {والليل إذا يغشى}، فإنه يصلي وراءك
الكبير، والضعيف، وذو الحاجة" والسياق للبخاري، وعند الباقين أن ذلك في صلاة المغرب.
وله
طرق عن محارب بن دثار:
أ - أخرجه
أحمد 3/ 300، وابن أبي شيبة 2/ 55 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن محارب به مختصرا.
وعند
أحمد "فقرأ البقرة في الفجر".
وأخرجه النسائي (984)، وفي "الكبرى"
(1058) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري به، وفيه
أن ذلك في صلاة المغرب.
ب - أخرجه
ابن أبي شيبة 1/ 359، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 213، وأبو عوانة
(1781)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 7 من طريق سعيد بن مسروق، عن محارب
بن دثار، عن جابر بن عبد الله، قال:
"أم
معاذ قوما في صلاة المغرب، فمر به غلام من الأنصار وهو يعمل على بعير له، فأطال بهم
معاذ، فلما رأى ذلك الغلام ترك الصلاة، وانطلق في طلب بعيره، فرفع ذلك إلى النبي صلى
الله عليه وسلم، فقال: أفتان أنت يا معاذ، ألا يقرأ أحدكم في المغرب بـ {سبح اسم ربك
الأعلى}، {والشمس وضحاها}؟".
جـ - أخرجه النسائي (831) و (997)، وفي "الكبرى" (907) و (1071) و
(11588) و (11609) من طريق الأعمش، عن محارب بن دثار، عن جابر، قال:
"قام
معاذ فصلى العشاء الآخرة فطول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفتان يا معاذ؟ أفتان
يا معاذ؟ أين كنت عن {سبح اسم ربك الأعلى}، {والضحى}، و {إذا السماء انفطرت}؟".
وقرن
النسائي (831)، وفي "الكبرى" (907) و (11609) بمحارب بن دثار: أبا صالح السمان.
وأخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث"
(272)، والطبراني 20/ (325)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 88 من طريق
حمزة الزيات، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح (وحده)، عن
معاذ بن جبل:
"أنه
كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي قومه فيصلي بهم".
د - أخرجه
الطبراني في "الأوسط" (2661) من طريق محمد بن قيس الأسدي، عن محارب بن دثار،
عن جابر، وفيه أن ذلك في صلاة المغرب، والقراءة بـ {الشمس وضحاها}، {والليل إذا يغشى}،
ونحوهما.
ه - أخرجه
الطبراني في "الأوسط" (7787) من طريق سليمان الشيباني، عن محارب بن دثار،
عن جابر بن عبد الله، قال:
"جاء
رجل من الأنصار يسعى على بعير له، فلما أقيمت صلاة المغرب أتى المسجد، فوجد معاذ بن
جبل يؤمهم، فافتتح سورة البقرة أو آل عمران، فلما رأى ذلك الرجل انصرف فصلى ناحية،
ثم لحق ببعيره، فقال أهل المدينة: نافق فلان، فلما سمع ذلك الرجل أتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخبره، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم معاذا، فقال: أفتان أنت، أفلا
قرأت بـ {الشمس وضحاها}، و{سبح اسم ربك الأعلى}".
و - أخرجه
النسائي في "الكبرى" (11600)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/
136 من طريق مسعر، عن محارب بن دثار، عن جابر، قال:
"صلى
معاذ المغرب، فقرأ البقرة والنساء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفتان يا معاذ،
ما كان يكفيك أن تقرأ بـ {السماء والطارق}، {والشمس وضحاها}؟".
3 - أخرجه
أبو داود (793) - ومن طريقه البيهقي 3/ 116-117، وفي "القراءة خلف الإمام"
(176)، والبغوي في "شرح السنة" (601) -، وابن خزيمة (1634)، من طريق خالد
بن الحارث، عن محمد بن عجلان، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر - ذكر قصة معاذ - قال:
وقال
يعني النبي صلى الله عليه وسلم للفتى: كيف تصنع يا ابن أخي إذا صليت؟ قال: أقرأ بفاتحة
الكتاب وأسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار وإني لا أدري ما دندنتك ولا دندنة معاذ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني ومعاذا حول هاتين، أو نحو هذا".
وزاد
ابن خزيمة، والبيهقي في "السنن الكبرى" "قال: الفتى: ولكن سيعلم معاذ
إذا قدم القوم وقد خبروا أن العدو قد دنوا، قال: فقدموا، فاستشهد الفتى، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لمعاذ: ما فعل خصمي وخصمك؟ قال: يا رسول الله، صدق اللهَ،
وكذبتُ، استشهدَ".
وإسناده
صحيح، محمد بن عجلان: ثقة اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، وليس هذا منها، وهو مدلس لكنه
صرّح بسماع هذا الخبر من عبيد الله بن مقسم:
أخرجه
أبو داود (599)، وأحمد 3/ 302، وابن خزيمة (1633)، وابن حبان (2404)، والبيهقي 3/
86 عن يحيى بن سعيد القطان، عن ابن عجلان، حدثنا عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد
الله:
"أن
معاذ بن جبل كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم يأتي قومه فيصلي
بهم تلك الصلاة".
وأخرجه
الشافعي 1/ 104 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (5733)، والبغوي في
"شرح السنة" (857) عن إبراهيم بن محمد -، وابن حبان (2401) من طريق الليث
بن سعد، كلاهما عن ابن عجلان به.
وفي
رواية إبراهيم بن محمد: "فيصلي لهم العشاء وهي له نافلة".
وقال
البغوي:
"حديث
حسن صحيح".
بل
إسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى: متروك.
4 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3732) حدثنا عثمان بن عبيد الله الطلحي،
قال: حدثنا جعفر بن حميد قال: حدثنا يعقوب القمي، عن عيسى بن جارية، عن جابر، أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا
صليتم فأوجزوا، فإن خلفكم الضعيف، والكبير، والمريض، وذا الحاجة".
وإسناده
ضعيف، عيسى بن جارية: فيه لين كما في "التقريب" (5288).
وعثمان
بن عبيد الله الطلحي: لم أجده.
وله شواهد من حديث حزم بن أبي كعب، وأنس بن مالك، وسليم رجل من بني سلمة، وبريدة بن الحصيب:
أما حديث حزم بن أبي كعب:
فأخرجه
أبو داود (791)، ومن طريقه البيهقي 3/ 117، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة"
1/ 316 حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا طالب بن حبيب، حدثنا عبد الرحمن بن جابر يحدث،
عن حزم بن أبي كعب:
"أنه
أتى معاذ بن جبل وهو يصلي بقوم صلاة المغرب، في هذا الخبر، قال: فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: يا معاذ، لا تكن فتانا، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة
والمسافر".
وهذا
إسناد ضعيف لضعف طالب بن حبيب، وقد رواه بغير هذا السياق مع اختلاف في إسناده:
أخرجه
البزار (483) - كشف، ومن طريقه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء" 1/
316-317 من طريق أبي داود الطيالسي، حدثنا طالب بن حبيب، عن عبد الرحمن بن جابر بن
عبد الله، عن أبيه، قال:
"مر
حزم بن أبي كعب بن أبي القين بمعاذ بن جبل وهو يصلي صلاة العتمة بقومه، فافتتح بسورة
طويلة، ومع حزم ناضح له، فتأخر فصلى، فأحسن الصلاة، ثم أتى ناضحه، فأتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأخبره، وقال: يا رسول الله إنه من صالح من هو منه، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا تكونن فتانا قالها: ثلاثا إنه يقوم وراءك الضعيف، والكبير،
وذو الحاجة، والمريض".
وأخرجه
الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4217) من طريق الطيالسي به، وفيه "وهو
يصلي صلاة المغرب بقومه".
وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه أحمد 3/ 101 و 124، والنسائي في
"الكبرى" (11610)، والبزار (6384)، والطوسي في "مختصر الأحكام"
(158)، والسراج في "مسنده" (189)، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة"
(ص 51)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء" 1/ 317، والضياء في "الأحاديث
المختارة" (2292) و (2293) عن إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا
عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال:
"كان
معاذ بن جبل يؤم قومه، فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله، فدخل المسجد ليصلي مع القوم،
فلما رأى معاذا طول، تجوز في صلاته ولحق بنخله يسقيه، فلما قضى معاذ الصلاة، قيل له:
إن حراما دخل المسجد، فلما رآك طولت تجوز في صلاته ولحق بنخله يسقيه. قال: إنه لمنافق،
أيعجل عن الصلاة من أجل سقي نخله قال: فجاء حرام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ
عنده، فقال: يا نبي الله، إني أردت أن أسقي نخلا لي، فدخلت المسجد لأصلي مع القوم،
فلما طول، تجوزت في صلاتي ولحقت بنخلي أسقيه، فزعم أني منافق، فأقبل النبي صلى
الله عليه وسلم على معاذ فقال: أفتان أنت، أفتان أنت، لا تطول بهم، اقرأ: بـ {سبح اسم
ربك الأعلى}، {والشمس وضحاها}، ونحوهما".
وقال
البزار:
"وهذا
الحديث لا نعلم رواه عن عبد العزيز بن صهيب إلا إسماعيل بن إبراهيم".
وقال
الطوسي:
"حديث
حسن".
وإسناده على شرط الشيخين.
وأما حديث سليم رجل من بني سلمة:
فأخرجه
أحمد 5/ 74، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 110، وابن عبد البر في
"الاستيعاب" 2/ 72-73، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 443 من
طريق وهيب، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 409-410، والطبراني 7/ (6391)،
والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 117)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء"
1/ 318 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عمرو بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة الأنصاري،
عن رجل من بني سلمة يقال له: سليم:
"أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن معاذ بن جبل يأتينا بعدما ننام،
ونكون في أعمالنا بالنهار، فينادي بالصلاة، فنخرج إليه فيطول علينا، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا معاذ بن جبل، لا تكن فتانا، إما أن تصلي معي، وإما أن تخفف
على قومك. ثم قال: يا سليم، ماذا معك من القرآن؟ قال: إني أسأل الله الجنة، وأعوذ به
من النار، والله ما أحسن دندنتك، ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: وهل تصير دندنتي، ودندنة معاذ إلا أن نسأل الله الجنة، ونعوذ به من النار. ثم
قال سليم: سترون غدا إذا التقى القوم إن شاء الله، قال: والناس يتجهزون إلى أحد، فخرج
وكان في الشهداء".
وإسناده
منقطع، معاذ بن رفاعة الزرقي لم يدرك سليما رضي الله عنه فقد استشهد في معركة أحد كما
في هذا الحديث، قال ابن حزم في "المحلى" 4/ 230:
"هذا
خبر لا يصح، لأنه منقطع، لأن معاذ بن رفاعة لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا
أدرك هذا الذي شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعاذ".
وقال
المزي في "تهذيب الكمال" 28/ 121 - ترجمة معاذ بن رفاعة -:
"روى
عن رجل من بني سلمة يقال له: سليم قصة معاذ بن جبل في الصلاة مرسل".
وأما حديث بريدة بن الحصيب:
فأخرجه
أحمد 5/ 355، والبزار (4412) عن زيد بن الحباب، حدثني حسين، حدثنا عبد الله بن بريدة،
قال: سمعت أبي بريدة، يقول:
"إن
معاذ بن جبل صلى بأصحابه صلاة العشاء، فقرأ فيها {اقتربت الساعة}، فقام رجل من قبل
أن يفرغ، فصلى وذهب فقال له معاذ قولا شديدا، فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم
فاعتذر إليه، فقال: إني كنت أعمل في نخل وخفت على الماء، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: صل بـ {الشمس وضحاها} ونحوها
من السور".
وهذا
الحديث وإن كان إسناده جيدا، فهو محفوظ عن معاذ بقراءة سورة البقرة.
وزيد بن الحباب: لم يكن به بأس لكن قد يهم،
وهذا الحديث قد أخرجه:
الترمذي (309) - ومن طريقه البغوي في
"شرح السنة" (600) -، وأحمد 5/ 354 عن زيد بن الحباب، والنسائي (999)، وفي
"الكبرى" (1073)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 214 من طريق علي
بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن حسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال:
"كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء الآخرة بـ {الشمس وضحاها}، ونحوها من
السور".
وقال
الترمذي:
"حديث
حسن".
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه
البخاري (766) و (768) و (1078)، ومسلم (578-110)، وأبو داود (1408)، والنسائي
(968)، وفي "الكبرى" (1042)، وأحمد 2/ 229، وإسحاق بن راهويه (14)، وأبو
يعلى (6476)، وابن خزيمة (561)، وأبو عوانة (1953)، والطبراني في "الأوسط"
(1375)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 177، والبيهقي 2/ 315 و 322، وفي
"السنن الصغير" (869)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/
121-122، والبغوي في "شرح السنة" (767) من طريق سليمان التيمي، عن بكر بن
عبد الله المزني، عن أبي رافع، قال:
"صليت
مع أبي هريرة العتمة، فقرأ: {إذا السماء انشقت} فسجد، فقلت له: قال: سجدت خلف أبي القاسم
صلى الله عليه وسلم، فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه".
وقرن
الطبراني، وأبو نعيم بـ (بسليمان التيمي): قتادة.
وقال
ابن عبد البر:
"هذا
حديث ثابت صحيح لا يختلف في صحة إسناده".
وله
طريق أخرى عن أبي رافع:
أخرجه
ابن أبي شيبة 2/ 7، وأبو يعلى (6434)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 357
من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أبي رافع، قال:
"صليت
خلف أبي هريرة بالمدينة العشاء الآخرة قال: فقرأ فيها {إذا السماء انشقت} فسجد فيها،
فقلت: تسجد فيها؟ فقال: رأيت خليلي أبا القاسم سجد فيها فلا أدع ذلك".
وأخرج
أحمد 2/ 326-327 حدثنا عبد الصمد، حدثنا رزيق - يعني ابن أبي سلمى -، حدثنا أبو المهزم،
عن أبي هريرة:
"أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء - يعني ذات البروج
- والسماء والطارق".
وأخرجه
أحمد 2/ 327 و 531 حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا حماد بن عباد السدوسي، قال:
سمعت أبا المهزم، يحدث عن أبي هريرة:
"أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسماوات في العشاء".
وأخرجه
أبو علي البزاز في "الثامن من أجزاء حديثه" - مخطوط: من طريق مسلم بن إبراهيم،
قال: حدثنا حماد بن عباد السدوسي بإسناده من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وإسناده
ضعيف جدا: أبو المهزَّم يزيد بن سفيان، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان: متروك.
يستفاد من مجموع أحاديث الباب
أولًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة العشاء سورة التين، وسورة الانشقاق.
ثانيًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس صوتًا بقراءة القرآن.
ثالثًا: استحباب تحسين الصوت بالقرآن.
رابعًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من يتولى إمامة الصلاة أن يقرأ في صلاة العشاء
بـ {سبح اسم ربك الأعلى}، {والشمس وضحاها}، {والضحى}، {والليل إذا يغشى}، و {اقرأ باسم
ربك}، ونحوها من السور.
خامسًا: صحة صلاة المفترض خلف المتنفل، قال ابن عبد البر في "التمهيد"
24/ 369:
"ومثل
ذلك أيضا - يعني صلاة معاذ بقومه - حديث أبي بكرة في صلاة الخوف صلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم بطائفة ركعتين ثم بطائفة ركعتين وهو مسافر خائف، فعلمنا أنه في الثانية
متنفل وقد أجمعوا أنه جائز أن يصلي النافلة خلف من يصلي الفريضة إن شاء، وفي ذلك دليل
على أن النيات لا تراعى في ذلك، والله أعلم".
سادسًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى معاذا رضي الله عنه عن التطويل، وأمره بمراعاة
حال الكبير، والضعيف، وذا الحاجة.
سابعًا: أن المأموم إذا حزبه أمر يزعجه عن إتمام الصلاة مع الإمام كان له أن يخرج من
إمامته ويتم لنفسه.
ثامنًا: قوله صلى الله عليه وسلم (أفتان أنت يا معاذ) أي: منفر عن الدين وصاد عنه، ففيه
الإنكار على من ارتكب ما ينهى عنه، وإن كان مكروها غير محرم، وفيه جواز الاكتفاء في
التعزير بالكلام. قاله النووي في "شرح مسلم" 4/ 182-183.
تاسعًا: إطلاق اسم النفاق على مَنْ أظهر شيئا من أماراته.
عاشرًا: قال العراقي في "طرح التثريب" 2/ 272:
"إن
أحق الجماعة بالإمامة أفقههم، لأن معاذا كان أفقه قومه فكان يؤمهم بل كان أعلم الأمة
كما رواه الترمذي من حديث أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرحم أمتي
أبو بكر الصديق... الحديث. وفيه: وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل) قال الترمذي:
هذا حديث حسن صحيح".
كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
1 من ذي الحجة 1439 هجري.
إرسال تعليق