
الإمام يقوم مكانًا أرفع من مكان المأمومين
(263)
"أمَّ حذيفةُ بالمدائن على دكان، فأخذ أبو مسعود، بقميصه فجبذه، فلما فرغ من
صلاته، قال: ألم تعلم أنهم كانوا ينهون عن ذلك؟ قال: بلى، قد ذكرت حين
مددتني".
صحيح - أخرجه أبو داود (597)، والطبراني 17/ (702)، والحاكم 1/ 210 - وعنه
البيهقي 3/ 108 - من طرق عن يعلى بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن
حذيفة به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط
الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
وأخرجه الشافعي 1/ 137 - ومن
طريقه ابن خزيمة (1523)، وابن حبان (2143)، والبيهقي في "المعرفة"
(5835)، والبغوي في "شرح السنة" (381) - أخبرنا ابن عيينة، وابن الجارود
في "المنتقى" (313) من طريق عيسى بن يونس، والطبراني 17/ (700) من طريق
زائدة، والطبراني 17/ (701) من طريق أبي عوانة، أربعتهم عن الأعمش به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 262
عن أبو معاوية الضرير، عن الأعمش به لكن فيه أن الذي اجتذب حذيفةَ هو سلمانُ!
وأخرجه الحاكم 1/ 210 - وعنه
البيهقي 3/ 109 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا زكريا بن
يحيى، حدثنا زياد بن عبد الله، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، قال:
"صلى حذيفة بالناس
بالمدائن فتقدم فوق دكان، فأخذ أبو مسعود بمجامع ثيابه فمده فرجع، فلما قضى الصلاة
قال له أبو مسعود: ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقوم الإمام
فوق ويبقى الناس خلفه؟ قال: فلم تراني أجبتك حين مددتني؟".
وأخرج المرفوع منه الدارقطني
2/ 463-464 حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا محمد بن غالب به، وقال:
"لم يروه غير زياد
البكاء، ولم يروه غير همام فيما نعلم".
وإسناده ضعيف، زياد بن عبد
الله البكائي: في حديثه عن غير ابن إسحاق لين، وقال أبو حاتم كما في
"العلل" (200):
"حديث أبي مسعود ليس كل
أحد يوصله، وقد وصله زياد البكائي، ومن رواية زيد بن أبي أنيسة، عن عَدي بن ثابت،
عن رجل من بني تميم، عن أبي مسعود مرفوعا، وهو صالح".
وأخرجه ابن أبي شية 2/ 263 من
طريق ابن عون، عن إبراهيم، قال:
"صلى حذيفة على دكان
بالمدائن أرفع من أصحابه، فمده أبو مسعود، فقال له: أما علمت أن هذا يكره؟ قال:
ألم تر أنك لما ذكرتني ذكرت".
ليس فيه همام!
وأخرجه عبد الرزاق في
"المصنف" (3905) عن معمر، عن الأعمش، عن مجاهد - أو غيره، شك أبو بكر
(هو عبد الرزاق صاحب المصنف) -:
"أن ابن مسعود، أو قال:
أبا مسعود - أنا أشك (يعني: عبد الرزاق) - وسليمان (كذا)، وحذيفة صلى بهم أحدهم،
فذهب يصلي على دكان، فجبذه صاحباه، وقالا: انزل عنه".
وجاء من حديث عمار بن ياسر، وأبي سعيد الخدري:
أما حديث عمار بن ياسر:
فأخرجه أبو داود (598) - ومن
طريقه البيهقي 3/ 109، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 162، والبغوي في
"شرح السنة" (830) - من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن ابن جريج، أخبرني
أبو خالد، عن عدي بن ثابت الأنصاري، حدثني رجل:
"أنه كان مع عمار بن
ياسر بالمدائن فأقيمت الصلاة فتقدم عمار، وقام على دكان يصلي والناس أسفل منه،
فتقدم حذيفة فأخذ على يديه فاتبعه عمار، حتى أنزله حذيفة فلما فرغ عمار من صلاته
قال له حذيفة: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أم الرجل القوم
فلا يقم في مكان أرفع من مقامهم. أو نحو ذلك؟ قال عمار: لذلك اتبعتك حين أخذتَ على
يدي".
وإسناده ضعيف لجهالة أبي
خالد، والرجل الذي يرويه عن عمار.
وأما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه البيهقي 3/ 109 من
طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 192 من
طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث، عن زيد بن جبيرة، عن أبي طوالة، عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه:
"أن حذيفة بن اليمان
أتاهم بالمدائن فقام يصلي على دكان، فجذبه سلمان، ثم قال: لا أدري أطال العهد أم
نسيت؟ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يصلي الإمام على أنشز مما
عليه أصحابه".
وقال أبو حاتم كما في
"العلل" (200):
"حديث أبي طوالة من
رواية زيد بن جبيرة ضعيف".
غريب الحديث
(المدائن) مدينة قديمة على
دجلة تحت بغداد.
(على دكان) بضم الدال المهملة
وتشديد الكاف الحانوت، قيل: النون زائدة، وقيل: أصلية وهي الدكة بفتح الدال، وهو
المكان المرتفع يجلس عليه.
(فجبذه) أي: جره وجذبه.
يستفاد من الحديث
منع ارتفاع الإمام على
المؤتمين، وأما صلاته صلى الله عليه وسلم على المنبر فقيل: إنه إنما فعل ذلك لغرض
التعليم كما يدل عليه قوله (ولتعلموا صلاتي) وغاية ما فيه جواز وقوف الإمام على
محل أرفع من المؤتمين إذا أراد تعليمهم.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام.
إرسال تعليق