
ما جاء في قيام النبي ﷺ الليل حتى تتفطر قدماه
(356) عن عائشة، قالت: "كان النبي ﷺ يقوم من الليل، حتى تفطرت قدماه دما، قالت عائشة رضي الله عنها: قلت: تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟".
أخرجه البخاري (4837)، وأبو
الشيخ في "أخلاق النبي ﷺ" (565) [1]
من طريق عبد الله بن يحيى المعافري، عن حيوة بن شريح، عن أبي الأسود، سمع عروة، عن
عائشة به.
وزاد البخاري: "فلما كثر
لحمه صلى جالسا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ، ثم ركع".
وأخرجه الطبراني في
"الصغير" (190) من طريق وهب الله بن راشد، حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا
أبو صخر حميد بن زياد، أن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، حدثه أنه سمع
عروة بن الزبير به.
وإسناده منكر، وهب الله بن
راشد الحجري: غمزه سعيد بن أبي مريم، وغيره.
وقال ابن حبان: يخطئ.
وقال الطبراني:
"لم يروه عن عبد الله بن
يزيد مولى الأسود بن سفيان إلا أبو صخر، ولا عن أبي صخر إلا حيوة تفرد به وهب الله
بن راشد، ورواه يحيى بن أيوب، وعبد الله بن وهب، ونافع بن يزيد، عن أبي صخر، عن
يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عروة".
وأخرجه مسلم (2820)، وأحمد 6/
115، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (225)، والبيهقي 7/ 39 من طريق عبد
الله بن وهب، والشافعي في "السنن المأثورة" (85) من طريق عبد الله بن
سويد بن حيان، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (225) من طريق نافع بن
يزيد، ثلاثتهم عن أبي صخر حميد بن زياد المدني، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن
عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله ﷺ إذا
صلى قام حتى تفطر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم
من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا؟".
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (295)، وتمام في "الفوائد" (1689) من طريق زهير بن
عباد الرؤاسي، قال: حدثنا رشدين بن سعد، عن أبي صخر حميد بن زياد، عن عبد الله بن
يزيد بن هرمز، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله ﷺ يصلي
حتى تكاد تفطر رجلاه، ثم ثقل بعد ذلك، وكان يصلي قاعدا، فإذا أراد أن يختم السورة
قام فأتمها، ثم ركع".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
عبد الله بن يزيد بن هرمز إلا رشدين، تفرد به زهير بن عباد".
ورشدين بن سعد: ضعيف.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (3810) من طريق عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن زكريا
بن إبراهيم بن سويد النخعي، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن
عائشة، قالت:
"قام النبي ﷺ حتى انتفخت
قدماه، فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر لك؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
عبد الملك بن أبي سليمان، إلا يحيى بن زكريا النخعي، تفرد به عثمان بن أبي
شيبة".
وعبد الملك بن أبي سليمان:
صدوق له أوهام كما في "التقريب".
وأخرجه أبو نعيم في
"الحلية" 8/ 289، والبيهقي 2/ 497 من طريق الحسن بن بشر الكوفي، حدثنا
المعافى بن عمران، عن مغيرة بن زياد، عن عطاء، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله ﷺ يصلي
في الليل أربع ركعات، ثم يتروح، فأطال حتى رحمته، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول
الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا
شكورا؟".
وقال أبو نعيم:
"غريب من حديث عطاء،
تفرد به المغيرة بن زياد وهو الموصلي".
وقال البيهقي:
"تفرد به المغيرة بن
زياد، وليس بالقوي".
قلت: والحسن بن بشر البجلي:
متكلم فيه.
وأخرجه الخرائطي في
"فضيلة الشكر" (52) حدثنا نصر بن داود، قال: حدثنا شاذ بن الفياض واسمه
هلال، قال: حدثنا الحارث بن شبل، عن أم النعمان الكندية، عن عائشة، قالت:
"لما نزلت هذه الآية {إنا
فتحنا لك فتحا مبينا} اجتهد النبي ﷺ في العبادة، فقيل له: يا رسول الله، ما
هذا الاجتهاد؟ أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا
شكورا؟".
وإسناده ضعيف، أم النعمان:
قال الدارقطني: ليست بمعروفة.
والحارث بن شبل: ضعيف.
وهلال بن فياض اليشكري
البصري، ولقبه شاذ: قال ابن حبان: كان يرفع الموقوفات، ويقلب الأسانيد، لا يشتغل
بروايته، كان محمد بن إسماعيل البخاري شديد الحمل عليه.
وقال الحاكم في "معرفة
علوم الحديث" (ص 57):
"أوهى أسانيد عائشة:
نسخة عند البصريين عن الحارث بن شبل، عن أم النعمان الكندية، عن عائشة".
وله شواهد من حديث المغيرة بن شعبة، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وابن مسعود، والنعمان بن بشير:
أما حديث المغيرة بن شعبة:
فأخرجه البخاري (1130)،
والخرائطي في "فضيلة الشكر" (51)، والطبراني 20/ (1009)، وأبو نعيم في
"كتاب الإمامة" (158) عن أبي نعيم، والبخاري (6471)، والبيهقي 7/ 39 عن
خلاد بن يحيى، وأحمد 4/ 255، وابن أبي شيبة 2/ 475 عن وكيع - وهو عنده في
"الزهد" (148) -، ثلاثتهم عن مسعر، عن زياد، قال: سمعت المغيرة رضي الله
عنه، يقول:
"كان النبي ﷺ يصلي حتى
ترم، أو تنتفخ قدماه، فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبدا شكورا؟".
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (2154) عن أحمد بن يحيى بن زهير التستري، حدثنا عبيد الله بن
سعد الزهري، قال: حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق،
قال: حدثني مسعر بن كدام، عن زياد بن علاقة، عن عمه قطبة بن مالك، عن المغيرة بن
شعبة، قال:
"رأيت رسول الله ﷺ يقوم
فما يتنفل من صلاته حتى ترم قدماه، فقيل: أتجهد نفسك، فما هذا الجهد وقد غفر الله
لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا".
وما أدري من أقحم قطبة بن
مالك رضي الله عنه في هذا الإسناد، فالحديث محفوظ عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن
شعبة، وقال الطبراني:
"لم يدخل بين زياد بن
علاقة وبين المغيرة أحد ممن رواه عن مسعر قطبة إلا ابن إسحاق".
قلت: وليست العهدة في هذا على
ابن إسحاق، فقد أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (224) حدثنا عبيد
الله بن سعد، حدثنا عمي، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني مسعر بن كدام، عن
زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة به.
وقال الخطيب في "تاريخ
بغداد" 7/ 274:
"رواه محمد بن إسحاق بن
يسار عن مسعر عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك عن المغيرة بن شعبة، ورواه
خلاد بن يحيى وغيره من الكوفيين عن مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة، لم يذكروا
قطبة في إسناده، وهو المحفوظ".
وأخرجه مسلم (2819- 79)،
والترمذي (412)، وفي "الشمائل" (262)، والنسائي في "السنن
الكبرى" (11437)، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (73)، والمروزي في
"تعظيم قدر الصلاة" (223)، وابن خزيمة (1182)، وأبو الشيخ في "أخلاق
النبي ﷺ" (566) من طرق عن أبي عوانة، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة،
قال:
"صلى رسول الله ﷺ حتى
انتفخت قدماه، فقيل له: أتتكلف هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال:
أفلا أكون عبدا شكورا؟".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه البخاري (4836) حدثنا صدقة بن الفضل، ومسلم (2819- 80)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 223- 224 عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومسلم (2819- 80) عن ابن نمير، والنسائي (1644)، وفي "السنن الكبرى" (1327) أخبرنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن منصور، وابن ماجه (1419) حدثنا هشام بن عمار، وأحمد 4/ 251 و 255، والشافعي في "السنن المأثورة" (84) - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (5428) -، والحميدي (759) - ومن طريقه أبو نعيم في "كتاب الإمامة" (159) [2]-، والحسين المروزي في "زوائده" على "الزهد لابن المبارك" (108)، وابن خزيمة (1183) حدثنا علي بن خشرم، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد الجبار بن العلاء، وابن حبان (311) من طريق إبراهيم بن بشار، وابن المنذر في "الأوسط" (2601)، والبيهقي 3/ 16، وفي "الشعب" (4205)، وفي "دلائل النبوة" 1/ 354 عن أبي بكر يوسف بن يعقوب النجاحي، كلهم جميعا (صدقة بن الفضل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وقتيبة بن سعيد، ومحمد بن منصور، وهشام بن عمار، والإمام أحمد، والشافعي، والحميدي، والحسين المروزي، وعلي بن خشرم، وسعيد بن عبد الرحمن، وعبد الجبار بن العلاء، وإبراهيم بن بشار الرمادي، وأبو بكر يوسف بن يعقوب النجاحي) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثني زياد بن علاقة، قال: سمعت المغيرة بن شعبة، يقول:
"قام رسول الله ﷺ حتى
تورمت قدماه، فقيل: يا رسول الله أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
فقال رسول الله ﷺ: أفلا أكون عبدا شكورا".
وأخرجه ابن المبارك في
"الزهد" (107)، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (50) من طريق محمد
بن يوسف الفريابي، كلاهما (ابن المبارك، ومحمد بن يوسف الفريابي) عن سفيان بن
عيينة به، وفيه: "حتى تفطرت قدماه دما".
وأخرجه عبد الرزاق (4746) -
ومن طريقه الطبراني 20/ (1010) - عن ابن عيينة به، وفيه: "حتى تتفطر
قدماه".
وأخرجه الطيالسي (728) - ومن
طريقه ابن الأعرابي في "المعجم" (1316)، وأبو نعيم في "أخبار
أصبهان" 2/ 318، وفي "معرفة الصحابة" (6228) - حدثنا شريك، وأبو
عوانة، وقيس، وشيبان، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة:
"أن رسول الله ﷺ كان
يصلي حتى ترم قدماه، فقيل له: يا رسول الله، أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك
وما تأخر؟ فقال رسول الله ﷺ: أفلا أكون عبدا شكورا؟".
وليس عند ابن الأعرابي، وأبي
نعيم في "أخبار أصبهان": (قيس بن الربيع).
وأخرجه الطبراني 20/ (1011)
من طريق شريك، وتمام في "الفوائد" (785) من طريق شيبان بن عبد الرحمن،
كلاهما عن زياد به.
وأخرجه أحمد 4/ 255 عن عبد
الرحمن بن مهدي، وابن أبي شيبة 2/ 475 عن وكيع بن الجراح - وهو عنده في
"الزهد" (148) - كلاهما عن سفيان الثوري، عن زياد بن علاقة به.
وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه أبو يعلى (2900)، وأبو
القاسم البغوي في "جزء فيه ثلاثة وثلاثون حديثا من حديثه" (17)،
والخرائطي في "فضيلة الشكر" (49)، وابن الأعرابي في "المعجم"
(706)، والطبراني في "الأوسط" (5737)، والضياء في "المختارة"
(2514) و (2515) و (2516) عن عبد الله بن عون الخراز، والبزار (7290) حدثنا الحسين
بن الأسود، كلاهما عن محمد بن بشر العبدي، عن مسعر بن كدام، عن قتادة، عن أنس،
قال:
"قام رسول الله ﷺ حتى
تورمت قدماه، فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا
أكون عبدا شكورا؟".
ورجاله ثقات، وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم
أحدا حدث به عن محمد بن بشر عن مسعر، عن قتادة، عن أنس إلا عبد الله بن عون الخراز
والحسين بن الأسود، وغيرهما يرويه عن محمد بن بشر عن مسعر عن زياد بن علاقة عن
المغيرة بن شعبة، وهو الصواب".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن مسعر، عن قتادة، عن أنس إلا عبد الله بن عون، عن محمد بن بشر!، ورواه غيره عن محمد بن بشر، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة، ورواه أبو قتادة الحراني: عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة، ورواه سيف بن محمد بن أخت سفيان، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة".
وأخرجه الخرائطي في
"فضيلة الشكر" (48)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1651)، وابن
حبان في "المجروحين" 2/ 31، والطبراني 22/ (352)، والخطيب في
"تاريخ بغداد" 7/ 273 من طريق عبد الله بن واقد وهو أبو قتادة الحراني،
عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة، قال:
"كان رسول الله ﷺ يقوم
حتى تفطر قدماه، فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال:
أفلا أكون عبدا شكورا؟".
وإسناده ضعيف جدا، عبد الله
بن واقد: متروك، وقال ابن حبان:
"وإنما هو عند مسعر عن
زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة، هذا هو المحفوظ من حديث مسعر".
وقال الخطيب:
"تفرد برواية هذا الحديث
هكذا عن مسعر أبو قتادة، وخالفه محمد بن بشر العبدي، فرواه عن مسعر، عن قتادة، عن
أنس، كذلك قال عبد الله بن عون الخراز عنه،
وتابعه الحسين بن علي بن الأسود العجلي عليه عن بشر، وخالفهما سيف بن محمد بن أخت سفيان الثوري، فرواه عن مسعر، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري".
قال الدارقطني في
"العلل" (1248):
"رواه مسعر بن كدام،
واختلف عنه في إسناده:
فرواه أبو نعيم، وخلاد بن يحيى، ومحمد بن بشر، وأبو أحمد الزبيري، وشعيب بن إسحاق، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، أنه سمعه من المغيرة.
وقال يزيد بن هارون: عن مسعر،
عن زياد، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ لم يسمه.
وقال محمد بن إسحاق، عن مسعر،
عن زياد بن علاقة، عن عمه، عن المغيرة.
واختلف عن مسعر أيضا، فقال
عبد الله بن عون الخراز: عن محمد بن بشر، عن مسعر، عن قتادة، عن أنس.
وقال أبو قتادة الحراني، عن
مسعر، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة.
وقال سيف بن محمد، عن مسعر،
عن عطية، عن أبي سعيد الخدري.
والصحيح حديث مسعر، ومن تابعه
عن زياد، عن المغيرة".
وأخرجه أبو الشيخ في
"أخلاق النبي ﷺ" (567) حدثنا أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، حدثنا قرة بن
حبيب، حدثنا عبد الحكم، عن أنس، قال:
"تعبد رسول الله ﷺ حتى
صار كالشن البالي، فقالوا: يا رسول الله ما يحملك على هذا؟ أليس قد غفر الله لك ما
تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟".
وإسناده ضعيف، عبد الحكم بن
عبد الله القسملي: ضعيف.
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه الترمذي في الشمائل
(264)، والبزار (9193) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، وابن ماجه (1420)، والبزار
(9192) من طريق يحيى بن يمان العجلي، وابن المنذر في "الأوسط" (2602)،
وابن الأعرابي في "المعجم" (131) و (2113) و (2125)، وتمام في
"الفوائد" (1156)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 205، وابن عبد
البر في "التمهيد" 6/ 224 من طريق شعبة، ثلاثتهم عن الأعمش، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة، قال:
"كان رسول الله ﷺ يصلي
حتى تورمت قدماه، فقيل له: إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا
أكون عبدا شكورا؟".
وإسناده على شرط الشيخين.
وأخرجه المروزي في
"تعظيم قدر الصلاة" (227) من طريق محاضر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن
أبي هريرة، أو عن رجل، من أصحاب محمد ﷺ بهذا الخبر.
ومحاضر بن المروع: صدوق له
أوهام.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 475
حدثنا وكيع - وهو عنده في "الزهد" (147)، وفي "نسخته عن
الأعمش" (37) - عن الأعمش، عن أبي صالح، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ:
"أن النبي ﷺ كان يقوم في
الصلاة حتى ترم قدماه، فقيل له، فقال: ألا أكون عبدا شكورا؟".
والرجل من الصحابة هو أبو
هريرة رضي الله عنه.
وأخرجه المروزي في
"تعظيم قدر الصلاة" (226)، والبزار (9194)، وتمام في
"الفوائد" (1156)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 86 من طرق عن أبي
حذيفة موسى بن مسعود، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 86 من طريق محمد بن يوسف
الفريابي، كلاهما عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به.
وأخرجه عبد الرزاق (4747) عن
الثوري، عن الأعمش، عن بعض أصحابه: مرسلا.
وأخرجه الترمذي في الشمائل
(263)، وابن خزيمة (1184) من طريق الفضل بن موسى، والبزار (8001) و (8002)، وابن
خزيمة (1184)، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (53)، والبيهقي في
"الشعب" (1414) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كلاهما عن محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
وإسناده حسن، محمد بن عمرو بن
علقمة بن وقاص الليثي: الراجح أنه حسن الحديث، وأخرج مسلم حديثه في المتابعات.
وأخرجه النسائي (1645)، وفي
"الكبرى" (1328)، والبزار (9638)، والدولابي في "الكنى"
(1114)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 2/ 219- 220، وأبو نعيم في
"أخبار أصبهان" 1/ 347 من طريق صالح بن مهران، قال: حدثنا النعمان بن
عبد السلام، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:
"كان النبي ﷺ يصلي حتى
تزلع قدماه".
وعند الدولابي: "حتى
تتورم قدماه".
وزاد أبو الشيخ: "فقيل
له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدا
شكورا؟".
وعاصم بن كليب وأبوه: صدوقان،
وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه البزار (9639) من طريق
يحيى بن فصيل الغنوي، حدثنا الحسن بن صالح، عن عاصم بن كليب به.
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا أعلم
رواه عن سفيان إلا النعمان بن عبد السلام!، ولا عن الحسن بن صالح إلا يحيى بن
فصيل".
قلت: فما أدري ما هو وجه هذا
فقد رواه البزار نفسه (9638)، فقال: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا وكيع، عن سفيان به.
فلم يتفرّد به النعمان بن عبد
السلام عن الثوري إلا أن يكون هناك سقط أو تقديم أو تأخير، وهذا متأكّد لأن البزار
قال هذا الكلام بعد الحديث رقم (9639)، فليس العهد ببعيد عنه حتى ينسى، أو يكون
المقصود بكلامه هذا هو إعلال طريق يوسف بن موسى القطان، عن وكيع، عن الثوري، والله
أعلم.
وأما حديث عبد الله بن مسعود:
فأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (3374)، وفي "الصغير" (327) - ومن طريقه الخطيب في
"تاريخ بغداد" 7/ 207 - من طريق عبد الرحمن بن عفان أبي بكر، قال: حدثنا
حجاج بن محمد الأعور، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن
مسعود، قال:
"كان رسول الله يصلي من
الليل حتى ورم قدماه، فقيل: يا رسول الله، أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك
وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
شعبة إلا حجاج، تفرد به عبد الرحمن".
وإسناده تالف، عبد الرحمن بن
عفان أبو بكر السرخسي: كذبه يحيى بن معين.
وأما حديث النعمان بن بشير:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7199) حدثنا محمد بن محمويه الجوهري، حدثنا الحسن بن سنان الحنظلي، حدثنا سليمان بن الحكم، أخبرني شريك بن عبد الله النخعي، عن عبد الله بن علاثة، عن أبيه، قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر بالكوفة:
"كان رسول الله ﷺ يقوم
الليل حتى تتفطر قدماه، فقيل له: يا رسول الله، أو ليس قد غفر الله لك ما تقدم من
ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
عبد الله بن علاثة وهو أبو محمد بن عبد الله بن علاثة إلا شريك، ولا عن شريك إلا
سليمان بن الحكم، تفرد به الحسن بن سنان، ولا يروى عن النعمان بن بشير إلا بهذا
الإسناد".
وإسناده مسلسل بالضعفاء
والمجاهيل.
يستفاد من الحديث
أولًا: أخذ الإنسان على نفسه بالشدة في العبادة، وإن أضر ذلك ببدنه.
ثانيًا: أن مَنْ عظمت عليه نعم الله وجب عليه أن يتلقاها بعظيم الشكر.
ثالثًا: أن خشية العباد لله تعالى على قدر علمهم به.
رابعًا: أنه لا يجب أن يتكل العامل على عمله، وأن يكون بين الرجاء والخوف،
قال المهلب:
"إن الرجل الصالح يلزمه
من التقوى والخشية ما يلزم المذنب التائب، لا يؤمن الصالح صلاحه، ولا يوئس المذنب
ذنبه ويقنطه، بل الكل خائف راج، وكذلك أراد تعالى أن يكون عباده واقفين تحت الخوف
والرجاء اللذين ساس بهما خلقه سياسة حكمه لا انفكاك منها".
خامسًا: أن الشكر يكون بالعمل كما يكون باللسان.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام.
1 - وتحرّف في مطبوعه إلى: عبد الرحمن بن يحيى المعافري.
2 - وتحرّف في مطبوعه سفيان إلى شقيق.
إرسال تعليق