حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

من نام عن صلاة أو نسيها، يصليها عند استيقاظه، والناسي عند ذكره

من نام عن صلاة أو نسيها، يصليها عند استيقاظه، والناسي عند ذكره

من نام عن صلاة أو نسيها، يصليها عند استيقاظه، والناسي عند ذكره


(87) "من نسي صلاة، أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها".


أخرجه مسلم (684-315)، وأحمد 3/ 100، والدارمي (1229)، وأبو يعلى (2855) و (3086) و (3109) و (3177)، وابن خزيمة (992)، والطحاوي 1/ 466، وفي "شرح مشكل الآثار" (450)، وابن الجارود في "المنتقى" (239)، وأبو عوانة (1144) و (2095) و (2102)، والبيهقي 2/ 456، وفي "المعرفة" (5161) و (5162)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 301، والبغوي (395) من طريق سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال نبي الله ﷺ: فذكره.
وزاد بعضهم "إن الله تعالى يقول ﴿وأقم الصلاة لذكري﴾ [طه: 14]".
وله طرق عن قتادة:
أ - أخرجه البخاري (597)، وأبو عوانة (1142) و (2094)، والبيهقي 2/ 218، وفي "السنن الصغير" (927) عن أبي نعيم، والبخاري (597)، والبيهقي 2/ 456 عن موسى بن إسماعيل، ومسلم (684-314)، وأبو يعلى (2856)، وابن حبان (2648)، والبيهقي 2/ 218 و 330 عن هدبة بن خالد، وأبو داود (442) حدثنا محمد بن كثير، وأحمد 3/ 269 عن بهز، وأحمد 3/ 269، وأبو عوانة (2094)، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (394)، وفي "التفسير" 5/ 267 عن عفان، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3109) وجدت في كتابي هكذا عن علي، وأبو عوانة (1142) و (2094) من طريق طلق بن غنام، وأبو عوانة (1142) و (2094)، والبيهقي 2/ 218، وفي "السنن الصغير" (927) من طريق مسلم، وأبو عوانة (1143) و (2094) من طريق حبان، وابن خزيمة (993) من طريق وكيع، والطحاوي 1/ 466، وفي "شرح مشكل الآثار" (451)، وأبو عوانة (1142) و (2094)، والبيهقي 2/ 218، وفي "السنن الصغير" (927)، وفي "المعرفة" (4012) من طريق أبي الوليد، وابن جميع في "معجم شيوخه" (ص 93) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، كلهم عن همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله ﷺ، قال:
"من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك ﴿وأقم الصلاة لذكري﴾ [طه: 14]".
وجاء عند البخاري: "قال موسى: قال همام: سمعته يقول: بعد: "(وأقم الصلاة للذكرى)".
وقال البخاري:
"وقال حبان: حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس، عن النبي ﷺ نحوه".
ب ، جـ ، د - أخرجه مسلم (684-316)، وأحمد 3/ 184، وأبو يعلى (3192)، وأبو عوانة (1144) و (2095)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 52، والبيهقي 2/ 456، وفي "المعرفة" (5169)، وفي "الأسماء والصفات" 1/ 127 من طريق المثنى بن سعيد، والنسائي (614)، وفي "الكبرى" (1598)، وابن ماجه (695)، وأحمد 3/ 267، وأبو يعلى (3065)، وابن خزيمة (991)، وأبو عوانة (1141) و (2103) و (2104)، وابن المنذر في "الأوسط" (1137)، والبيهقي في "المعرفة" (5164) و (5165) و (5166) من طريق حجاج الأحول، وأحمد 3/ 216 من طريق هشام الدستوائي، ثلاثتهم عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إذا رقد أحدكم عن الصلاة، أو غفل عنها، فليصلها إذا ذكرها، فإن الله يقول: ﴿أقم الصلاة لذكري﴾ [طه: 14]".
وليس في رواية هشام الآية، ولفظ حجاج "سئل رسول الله ﷺ عن الرجل يرقد عن الصلاة أو يغفل عنها؟ قال: كفارتها أن يصليها إذا ذكرها".
هـ - أخرجه مسلم (684)، والترمذي (178)، والنسائي (613)، وفي "الكبرى" (1599)، وابن ماجه (696)، وأحمد 3/ 243، وأبو يعلى (2854)، والسراج في "البيتوتة" (34)، وأبو عوانة (2095)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 466، وابن المنذر في "الأوسط" (1129)، وابن حبان (1555) و (2647)، وابن جميع في "معجم شيوخه" (ص 93)، والبيهقي 2/ 218، والبغوي (393)، وفي "التفسير" 5/ 163 من طرق عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ:
"من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
و - أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 63 و 14/ 160، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 119 عن هشيم، حدثنا أيوب أبو العلاء، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ:
"من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها".
ز - أخرجه أحمد 3/ 282، وابن حبان (1556)، وأبو عوانة (2095)، وتمام في "الفوائد" (377)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" 1/ 226 من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس، أن رسول الله ﷺ قال:
"من نسي صلاة، أو نام عنها، فإن كفارتها أن يصليها إذا ذكرها".
حـ - أخرجه ابن جميع في "معجم شيوخه" (ص 93) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن أبي جزي نصر بن طريف، وحماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس، أن رسول الله ﷺ قال:
 "من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها أو إذا استيقظ ليس لها كفارة إلا ذلك".
طريق أخرى عن أنس:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6129) حدثنا محمد بن موسى الأبلي قال: حدثنا عمر بن يحيى الأبلي قال: حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد ابن إسحاق، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال:
"من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها. ثم تلا: ﴿أقم الصلاة لذكري﴾ [طه: 14]".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الزهري، إلا محمد بن إسحاق، ولا عن محمد بن إسحاق، إلا زياد بن عبد الله، تفرد به عمر بن يحيى الأبلي".
وهذا إسناد ضعيف جدا، عمر بن يحيى الأبلي: يسرق الحديث.

وله شواهد، من حديث سمرة بن جندب، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأبي قتادة، وأبي جحيفة السوائي، وعبد الله بن مسعود، وجبير ابن مطعم، وذي مخبر الحبشي، وعمرو بن أمية، ومالك بن ربيعة، وابن عباس، وبلال، وعمران بن حصين رضي الله عنهم:

أما حديث سمرة بن جندب:

فأخرجه أحمد 5/ 22 من طريق همام، أخبرنا بشر بن حرب، عن سمرة بن جندب، قال: أحسبه مرفوعا:
 "من نسي صلاة فليصلها حين يذكرها، ومن الغد للوقت".
وأخرجه أحمد 5/ 22، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 465 من طريق حماد بن سلمة، عن بشر به مجزومًا برفعه.
 وإسناده ضعيف من أجل بشر بن حرب.
وأخرجه الروياني في "مسنده" (860)، والطحاوي في "شرح المعاني"
 1/ 465، والطبراني 7/ (6978) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم الأحول، عن أبي مجلز، عن سمرة، عن النبي ﷺ، قال:
"من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها من الغد للوقت".
وهذا إسناد منقطع، قال علي بن المديني: لم يلق - يعني أبا مجلز - سمُرة ولا عمران.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 465، والطبراني 7/ (7034) من طريق مروان بن جعفر السمري، حدثنا محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة، حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان ابن سمرة، عن أبيه، عن سمرة، قال:
"إن رسول الله ﷺ كان يأمرنا إن شغل أحدنا عن الصلاة، أو نسيها حتى يذهب حينها الذي تصلى فيه، أن نصليها مع التي تليها من الصلاة المكتوبة".
وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء حاشا صحابيه:
سليمان بن سمرة: مجهول.
وخبيب بن سليمان: مجهول.
وجعفر بن سعد بن سمرة بن جندب: ليس بالقوي كما في "التقريب".
ومحمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان: لا يعتبر بما انفرد به من الإسناد. قاله ابن حبان في "الثقات" 9/ 58.
ومروان بن جعفر السمري: قال الأزدي: يتكلمون فيه.
وأخرجه البزار (4613) حدثنا خالد بن يوسف، قال: حدثني أبي يوسف ابن خالد، قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة به.
قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 321-322:
"وفي إسناده يوسف بن خالد السمتي، وهو كذاب".
قلت: وابنه خالد بن يوسف بن خالد السمتي: ضعيف أيضا.

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه مسلم (680-309)، وأبو داود (435)، والنسائي (619) مختصرا، وابن ماجه (697)، وحفص بن عمر في "قراءات النبي ﷺ" (82) [1]، وأبو عوانة (2096)، وابن حبان (2069)، وابن منده في "التوحيد" (135)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1531)، والبيهقي 1/ 403 ، 2/ 217 و 456، وفي "دلائل النبوة" 4/ 272، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 250-251، والبغوي تحت الحديث (437) من طريق يونس، وأبو داود في "سننه" برواية أبي الطيب الأشناني وأبي عمرو البصري، عن أبي داود، ولم يذكره أبو القاسم كما في "تحفة الأشراف" 10/ 64 من طريق الأوزاعي، والترمذي (3163) من طريق صالح بن أبي الأخضر، والنسائي (618)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 386-387 مختصرا من طريق محمد بن إسحاق، وأبو داود (436)، وأبو عوانة (2097)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3988)، وابن منده في "التوحيد" (136)، والبيهقي 1/ 403 و 2/ 218، وقوّام السنة في "الحجة في بيان المحجة" (482) من طريق معمر، خمستهم عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله ﷺ حين قفل من غزوة خيبر، سار ليله حتى إذا أدركه الكرى عرس، وقال لبلال: اكلأ لنا الليل. فصلى بلال ما قدر له، ونام رسول الله ﷺ وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر، فغلبت بلالا عيناه وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله ﷺ، ولا بلال، ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله ﷺ أولهم استيقاظا، ففزع رسول الله ﷺ، فقال: أي بلال. فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ - بأبي أنت وأمي يا رسول الله - بنفسك، قال: اقتادوا. فاقتادوا رواحلهم شيئا، ثم توضأ رسول الله ﷺ، وأمر بلالا فأقام الصلاة، فصلى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة قال: من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها، فإن الله قال: ﴿أقم الصلاة لذكري﴾ [طه: 14] - قال يونس: وكان ابن شهاب يقرؤها - ﴿للذكرى﴾".
وفي رواية معمر "فأذن، وأقام".
وقال أبو داود:
"رواه مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، وعبد الرزاق، عن معمر، وابن إسحاق لم يذكر أحد منهم الأذان في حديث الزهري هذا، ولم يسنده منهم أحد إلا الأوزاعي، وأبان العطار، عن معمر".
وقال الترمذي:
"هذا حديث غير محفوظ، رواه غير واحد من الحفاظ عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، أن النبي ﷺ، ولم يذكروا فيه عن أبي هريرة.
وصالح بن أبي الأخضر يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه".
وأخرجه الشافعي 1/ 55، وفي "السنن المأثورة" (435) [2]، والبغوي في "شرح السنة" (437) عن مالك بن أنس (وهو عنده في "الموطأ" 1/ 25 ) عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب مرسلا.
 وقال البيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 403:
"رواه مالك في الموطأ عن الزهري عن ابن المسيب مرسلا".
وقال البغوي:
"هكذا رواه مالك في الموطأ مرسلا، وكذلك رواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، وكذلك رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري مرسلا.
ورواه أبان العطار، عن معمر مسندا، وقال: (فأمر بلالا فأذن وأقام وصلى)".
وأخرجه النسائي في "سننه" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 73 من طريق عبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق في "المصنف" (2237) و (2244)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 402-401 كلاهما (عبد الله بن المبارك، وعبد الرزاق) عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلا.
وجاء الحديث في المطبوع من "سنن النسائي" (620) موصولا بذكر أبي هريرة.
وله طرق أخرى عن أبي هريرة:
1 - أخرجه مسلم (680-310)، والنسائي (623)، وفي "الكبرى" (1601)، وأحمد 2/ 428-429، وابن خزيمة (988) و (999) و (1118) و (1252)، وابن المنذر في "الأوسط" (1128) و (2754) و (2783)، وأبو عوانة (2093)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3990)، وابن حبان (2651)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1532)، والبيهقي 2/ 218 و483-484، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 251 عن يحيى بن سعيد، وابن أبي شيبة 2/ 64 و 14/ 162، وعنه أبو يعلى (6208)، وعنه ابن حبان (1459) عن محمد بن فضيل، وإسحاق بن راهويه (198) من طريق عبد الواحد، وأبو عوانة (2092) من طريق الوليد ابن القاسم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3989) من طريق مروان ابن معاوية، خمستهم عن يزيد بن كيسان، حدثنا أبو حازم، عن أبي هريرة، قال:
"عرسنا مع نبي الله ﷺ، فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال النبي ﷺ: ليأخذ كل رجل برأس راحلته، فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان. قال: ففعلنا، ثم دعا بالماء فتوضأ، ثم سجد سجدتين، ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة".
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (240) حدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن بشير أبي إسماعيل، عن أبي حازم به.
2 - أخرجه الطحاوي 1/ 402، وفي "شرح مشكل الآثار" (3991) من طريق أبي مصعب الزهري أحمد بن أبى بكر، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
"أن رسول الله ﷺ عرس ذات ليلة بطريق مكة، فلم يستيقظ هو ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فاستيقظ رسول الله ﷺ، فقال: هذا منزل به شيطان. فاقتاد رسول الله ﷺ، واقتاد أصحابه حتى ارتفع الضحى، ثم أناخ رسول الله ﷺ وأصحابه، فأمهم، فصلى الصبح".
3 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8840) من طريق خالد بن نزار، والدارقطني 2/ 298، والبيهقي 2/ 219 من طريق أبي ثابت محمد بن عبيد الله بن محمد،كلاهما عن حفص بن عمر بن أبي العطاف، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال:
"من نسي صلاة، فوقتها إذا ذكرها".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا حفص بن عمر".
وإسناده ضعيف، حفص بن عمر: ضعيف.

وأما حديث أبي سعيد الخدري:

فأخرجه أبو يعلى (1190)، والطبراني في "الأوسط" (8199) من طريق معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن عامر الأحول، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ في الذي ينسى الصلاة قال: "يصلي إذا ذكر".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن عامر الأحول إلا هشام، تفرد به معاذ".
وهذا إسناد منقطع، فإن الحسن البصري لم يسمع من أبي سعيد الخدري، قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 40):
"حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: قلت لعلي بن المديني الحسن سمع من أبي سعيد الخدري؟ قال: لا، لم يسمع منه شيئا، كان بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة استعمله عليها علي رضي الله عنه وخرج إلى صفين".
قلت: والحسن مدلس أيضا، وقد عنعنه.

وأما حديث أبي قتادة:

فأخرجه مسلم (681)، وأبو داود (441)، والنسائي (616)، وفي "الكبرى" (1596)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 180-182، وابن أبي شيبة 8/ 44، والدارمي (2135)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 1066 و 1108، والفريابي في "دلائل النبوة" (30)، وابن الجارود في "المنتقى" (153)، وأبو عوانة (2101) و (2350)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3075)، وابن المنذر في "الأوسط" (947) و (1135)، والطحاوي 1/ 165، والدينوري في "المجالسة" (165)، وابن حبان (1460)، والآجري في "الشريعة" (1344)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (181)، والدارقطني 2/ 230، والبيهقي 1/ 376 و404 ، 2/ 216 ، 8/ 153، وفي "السنن الصغير" (930)، وفي "المعرفة" (4042) و (5171)، وفي "دلائل النبوة" 4/ 282-285، وفي "الأسماء والصفات" 1/ 277، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 74-75 و75، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 30/ 226 مطولا ومختصرا من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، قال:
"خطبنا رسول الله ﷺ، فقال: إنكم تسيرون عشيتكم وليلتكم، وتأتون الماء إن شاء الله غدا. فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد، قال أبو قتادة: فبينما رسول الله ﷺ يسير حتى ابهار الليل، وأنا إلى جنبه، قال: فنعس رسول الله ﷺ، فمال عن راحلته، فأتيته فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته، قال: ثم سار حتى تهور الليل، مال عن راحلته، قال: فدعمته من غير أن أوقظه حتى اعتدل على راحلته، قال: ثم سار حتى إذا كان من آخر السحر، مال ميلة هي أشد من الميلتين الأوليين، حتى كاد ينجفل، فأتيته فدعمته، فرفع رأسه، فقال: من هذا؟ قلت: أبو قتادة، قال: متى كان هذا مسيرك مني؟ قلت: ما زال هذا مسيري منذ الليلة، قال: حفظك الله بما حفظت به نبيه. ثم قال: هل ترانا نخفى على الناس؟، ثم قال: هل ترى من أحد؟ قلت: هذا راكب، ثم قلت: هذا راكب آخر، حتى اجتمعنا فكنا سبعة ركب، قال: فمال رسول الله ﷺ عن الطريق، فوضع رأسه، ثم قال: احفظوا علينا صلاتنا. فكان أول من استيقظ رسول الله ﷺ والشمس في ظهره، قال: فقمنا فزعين، ثم قال: اركبوا. فركبنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل، ثم دعا بميضأة كانت معي فيها شيء من ماء، قال: فتوضأ منها وضوءا دون وضوء، قال: وبقي فيها شيء من ماء، ثم قال لأبي قتادة: احفظ علينا ميضأتك، فسيكون لها نبأ. ثم أذن بلال بالصلاة، فصلى رسول الله ﷺ ركعتين، ثم صلى الغداة، فصنع كما كان يصنع كل يوم، قال: وركب رسول الله ﷺ وركبنا معه، قال: فجعل بعضنا يهمس إلى بعض ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثم قال: أما لكم فيّ أسوة. ثم قال: أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها، فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها. ثم قال: ما ترون الناس صنعوا؟، قال: ثم قال: أصبح الناس فقدوا نبيهم. فقال أبو بكر، وعمر: رسول الله ﷺ بعدكم، لم يكن ليخلفكم، وقال الناس: إن رسول الله ﷺ بين أيديكم، فإن يطيعوا أبا بكر، وعمر يرشدوا، قال: فانتهينا إلى الناس حين امتد النهار، وحمي كل شيء، وهم يقولون: يا رسول الله هلكنا، عطشنا، فقال: لا هلك عليكم. ثم قال: أطلقوا لي غُمَرِي. قال: ودعا بالميضأة، فجعل رسول الله ﷺ يصب، وأبو قتادة يسقيهم، فلم يعد أن رأى الناس ماء في الميضأة تكابوا عليها، فقال رسول الله ﷺ: أحسنوا الملأ كلكم سيروى. قال: ففعلوا، فجعل رسول الله ﷺ يصب وأسقيهم حتى ما بقي غيري، وغير رسول الله ﷺ، قال: ثم صب رسول الله ﷺ، فقال لي: اشرب. فقلت: لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله قال: إن ساقي القوم آخرهم شربا. قال: فشربت، وشرب رسول الله ﷺ، قال: فأتى الناس الماء جامين رواء".
 قال: فقال عبد الله بن رباح: إني لأحدث هذا الحديث في مسجد الجامع، إذ قال عمران بن حصين انظر أيها الفتى كيف تحدث، فإني أحد الركب تلك الليلة، قال: قلت: فأنت أعلم بالحديث، فقال: ممن أنت؟ قلت: من الأنصار، قال: حدث، فأنتم أعلم بحديثكم، قال: فحدثت القوم، فقال عمران: لقد شهدت تلك الليلة، وما شعرت أن أحدا حفظه كما حفظته" والسياق لمسلم.
وله طرق عن ثابت البناني:
أ - أخرجه أبو داود (437) و (5228)، وأحمد 5/ 298، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 298، والدارمي (2135)، وابن خزيمة (410)، وابن حبان (5338) و (6901)، والطحاوي 1/ 401، وفي "شرح مشكل الآثار" (3981)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (183)، والدارقطني 2/ 230، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (315)، وفي "تثبيت الإمامة" (28) و (49)، والبيهقي في "المدخل" (60)، وفي "دلائل النبوة" 6/ 132-133، و"الاعتقاد" (ص 277)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 339، والبغوي في "شرح السنة" (439) مطولا ومختصرا من طريق حماد ابن سلمة، عن ثابت به، وفيه "إنه لا تفريط في النوم، إنما التفريط في اليقظة فإذا سها أحدكم عن صلاة فليصلها حين يذكرها، ومن الغد للوقت".
ب - أخرجه الترمذي (177) و (1894)، والنسائي (615)، وفي "الكبرى" (1595) و (6838)، وابن ماجه (698) و (3434)، وأحمد 5/ 303، وابن خزيمة (989)، والطحاوي 1/ 466، وابن حبان (5338)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1042)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (183) و (184)، وابن حزم في "المحلى" 3/ 15 و23-24 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة قال:
"ذكروا للنبي ﷺ نومهم عن الصلاة، فقال: إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها".
 وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6423)، وفي "الصغير" (871) حدثنا محمد بن عمر بن منصور البجلي الكشي بمصر، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه به مختصرًا.
وقال الطبراني:
" لم يروه عن أيوب إلا حماد، تفرد به قتيبة".
وهذا الإسناد خطأ على قتيبة بن سعيد، فقد رواه النسائي والترمذي عنه، فقالا: عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، وهو المحفوظ.
وشيخ الطبراني ذكره ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 7/ 336، والحافظ في "تبصير المنتبه" 3/ 1218، وضبطاه بــ (الكسّي)، ولم أجد له ترجمة.
جـ - أخرجه النسائي (617)، وفي "الكبرى" (1597)، وأحمد 5/ 309، وابن خزيمة (990)، وابن حبان (2649) من طريق شعبة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، أن رسول الله ﷺ لما ناموا عن الصلاة حتى طلعت الشمس قال رسول الله ﷺ:
"فليصلها أحدكم من الغد لوقتها".
د - أخرجه الدارقطني 2/ 231 من طريق حماد بن واقد، حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، قال:
"ذكر عند النبي ﷺ نومهم عن الصلاة، فقال رسول الله ﷺ: ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ولوقتها من الغد. قال: فسمعني عمران بن حصين وأنا أحدث هذا الحديث، فقال لي: يا فتى احفظ ما كنت تحدث، فإني قد سمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ".
وحماد بن واقد: ضعيف.
وله طرق عن عبد الله بن رباح:
أ - أخرجه عبد الرزاق (2240) و (20538)، ومن طريقه الطبراني 3/ (3271) مختصرا، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 2/ 750، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 285-286، والبغوي في "شرح السنة" (3716) تاما ومختصرا عن معمر، عن قتادة [3]، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، قال:
"كنا مع النبي ﷺ في بعض أسفاره إذ مال - أو قال: ماد - عن الراحلة، قال: فدعمته بيدي حتى استيقظ، ثم مال فدعمته بيدي حتى استيقظ، فقال: اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظني هذه الليلة، ما أرانا إلا قد شققنا عليك، تنح عن الطريق. قال: فتنحى عن الطريق، فأناخ رسول الله ﷺ، وأنخنا معه، فتوسد كل منا ذراع راحلته، فما استيقظنا حتى أشرقت الشمس وما استيقظنا إلا بصوت الصرد فقلنا: يا رسول الله، هلكنا، فقال: لم تهلكوا، إن الصلاة لا تفوت النائم، إنما تفوت اليقظان. ثم قال: هل من ماء فأتيته بميضأة - وهي الإدواة - قال أبو قتادة: فقضى حاجته، ثم جاءني فتوضأ، ثم دفعها إلي، ثم قال لي: احفظها لعله أن يكون لبقيتها نبأ. قال: فأمر بلالا، فنادى وصلى ركعتين، ثم تحول من مكانه ذلك، فأمره فأقام فصلى بنا الصبح، قال: ثم سار الجيش، فقال النبي ﷺ: إن يطيعوا أبا بكر، وعمر يرفقوا بأنفسهم، وإن يعصوهما يشقوا على أنفسهم. قال: وكان أبو بكر، وعمر أشارا عليهم ألا ينزلوا حتى يبلغوا الماء، وقال بقية الناس: بل ننزل حتى يأتي رسول الله ﷺ، فنزلوا فجئناهم في نحر الظهيرة وقد هلكوا من العطش، قال: فدعاني بالميضأة، فأتيته بها فاستأبطها، ثم جعل يصب لهم، ثم قال: اشربوا وتوضئوا. ففعلوا وملئوا كل إناء كان معهم، حتى جعل يقول: هل من عال؟ ثم ردها إلي، فيخيل إلي أنها كما أخذها مني، وكانوا اثنين وسبعين رجلا".
 وأخرجه أحمد 5/ 302، وعبد الرزاق (2240)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (316) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به، لكن جاء في رواية أحمد، وأبي نعيم "كان مع أبي بكر، وعمر ثمانون رجلا، وكنا مع رسول الله ﷺ اثني عشر رجلا".
والمحفوظ من رواية غير قتادة أنهم ثلاث مائة، والذين كانوا مع رسول الله ﷺ سبعة نفر.
 وقوله "وكان أبو بكر، وعمر أشارا عليهم ألا ينزلوا حتى يبلغوا الماء، وقال بقية الناس: بل ننزل حتى يأتي رسول الله ﷺ"
والمحفوظ أن الناس نزلوا على أمر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقد قالا: "رسول الله ﷺ بعدكم، لم يكن ليخلفكم، وقال الناس: إن رسول الله ﷺ بين أيديكم".
ب - أخرجه أبو داود (438) من طريق وهب بن جرير، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 548، والطبراني في "الأحاديث الطوال" (53)، والبيهقي 2/ 216-217 عن سليمان بن حرب، وابن حزم في "المحلى" 3/ 18-19 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، ثلاثتهم عن الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، قال:
"قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري، من المدينة وكانت الأنصار تفقهه، فحدثنا قال: حدثني أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله ﷺ، قال: بعث رسول الله ﷺ جيش الأمراء - بهذه القصة - قال: فلم توقظنا إلا الشمس طالعة فقمنا وهلين لصلاتنا فقال النبي ﷺ: رويدا رويدا. حتى إذا تعالت الشمس، قال رسول الله ﷺ: من كان منكم يركع ركعتي الفجر فليركعهما. فقام من كان يركعهما ومن لم يكن يركعهما فركعهما ثم أمر رسول الله ﷺ أن ينادى بالصلاة فنودي بها فقام رسول الله ﷺ فصلى بنا فلما انصرف قال: ألا إنا نحمد الله أنا لم نكن في شيء من أمور الدنيا يشغلنا عن صلاتنا ولكن أرواحنا كانت بيد الله عز وجل فأرسلها أنى شاء فمن أدرك منكم صلاة الغداة من غد صالحا فليقض معها مثلها". والسياق لأبي داود، وساقه الطبراني بأطول منه.
وقال البيهقي:
"قال محمد بن إسماعيل البخاري: لا يتابع في قوله (من نسى صلاة فليصلها إذا ذكرها ولوقتها من الغد)".
قلت: خالد بن سمير: صدوق يهم قليلا كما في "التقريب"، وتحرّف في مطبوع "السنن الكبرى" إلى ابن شمير!
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 512، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 46، والدارمي (2448)، وابن حبان (7048)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 367 - 368 عن سليمان بن حرب، قال: حدثنا الأسود بن شيبان به، وفيه أن النبي ﷺ بعث جيش الأمراء، وقال: "عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله ابن رواحة ... الحديث".
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 46، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5170) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد 5/ 299 و 300-301، والنسائي في "السنن الكبرى" (8192) عن عبد الرحمن بن مهدي، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 46 عن
عبد الملك بن عمرو، وأبي أسامة، والنسائي في "السنن الكبرى" (8103) و (8224) من طريق ابن المبارك، كلهم عن الأسود بن شيبان به.
جـ - أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1042)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (182) من طريق هشيم، عن علي بن زيد، حدثنا عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، قال: قال رسول الله ﷺ:
"ساقي القوم آخرهم شربا".
وإسناده ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان.
د - أخرجه أبو الشيخ في "أمثال الحديث" (186)، والدارقطني في "العلل" 6/ 157 من طريق جعفر بن محمد بن عامر، حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة، عن النبي ﷺ مثله.
وإسناده صحيح.
هـ - أخرجه مسلم (683)، وابن أبي شيبة 8/ 44، وأحمد 5/ 298 و 298-299 و 305، والترمذي في "الشمائل" (257)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3194)، والفريابي في "دلائل النبوة" (28) و (29)، والطحاوي 1/ 401، وفي "شرح مشكل الآثار" (3981)، وابن حبان (6438)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (187)، وابن بشران في "الأمالي" (418)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2503)، والحاكم 1/ 445، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 134 من طريق بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة مطولا ومختصرا.
وله طريق أخرى عن أبي قتادة:
أخرجه البخاري (595) و (7471)، وأبو داود (439) و (440)، والنسائي (846)، وفي "الكبرى" (921) و (11384)، وأحمد 5/ 307، وابن أبي شيبة 2/ 66-67، وابن خزيمة (409)، والطحاوي 1/ 401، وفي "شرح مشكل الآثار" (3979) و (3980)، وابن حبان (1579)، والبيهقي 1/ 403-404 و 2/ 216، وفي "السنن الصغير" (299)، وفي "الأسماء والصفات" 1/ 235، وابن حزم في "المحلى" 3/ 20-21، والبغوي في "شرح السنة" (438) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري، عن أبيه أبي قتادة قال:
"سرنا مع النبي ﷺ ليلة، فقال: بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله، قال: أخاف أن تناموا عن الصلاة. قال بلال: أنا أوقظكم، فاضطجعوا، وأسند بلال ظهره إلى راحلته، فغلبته عيناه فنام، فاستيقظ النبي ﷺ، وقد طلع حاجب الشمس، فقال: يا بلال، أين ما قلت؟ قال: ما ألقيت علي نومة مثلها قط، قال: إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال، قم فأذن بالناس بالصلاة. فتوضأ، فلما ارتفعت الشمس وابياضت، قام فصلى".
تنبيه: لقد سقطت جملة من "شرح مشكل الآثار" (3979)، وهي (ما ألقيت علي نومة مثلها قط. قال رسول الله ﷺ:) ومكانها هو بعد قوله ( يا رسول الله)، فقد جاء الحديث فيه هكذا "أين ما قلت يا بلال؟  فقال: يا رسول الله، إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها إليكم حين شاء".
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1194)، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 439-440، وابن حجر في "الإصابة" 7/ 273 حدثتنا عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري قالت: حدثني أبي عبد الرحمن، عن أبيه مصعب، عن أبيه ثابت، عن أبيه عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أبي قتادة الحارث بن ربعي أنه حرس النبي ﷺ ليلة بدر، فقال رسول الله ﷺ: "اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة".
وقال الهيثمي في "المجمع" 9/ 319:
"وفيه من لم أعرفهم".

وأما حديث أبي جحيفة السوائي:

فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 64 و 14/ 161-162، وأبو يعلى (895)، والطبراني 22/ (268)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 346 و 3/ 88 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الجبار بن عباس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال:
"كان رسول الله ﷺ في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس، ثم قال: إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم، فمن نام عن صلاة أو نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، وإذا استيقظ".
وهذا إسناد حسن، عبد الجبار بن عباس: صدوق، وباقي رجاله رجال الشيخين.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 346 من طريق عبد الرحمن بن مسهر، أخو علي بن مسهر قال: حدثنا عبد الجبار بن عباس الهمداني، عن عون ابن أبي جحيفة، عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ:
 "إذا قام أحدكم من منامه فليقل: الحمد لله الذي رد فينا أرواحنا بعد إذ كنا أمواتا، ومن نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها".
وبذكر القيام من النوم أخرجه الطبراني 22/ (269) من طريق عبد الرحمن ابن مسهر به.
وقال العقيلي:
"لم يقيمه عبد الرحمن بن مسهر، وغير اللفظ، وهذا الصواب" يعني حديث الفضل بن دكين.
قلت: عبد الرحمن بن مسهر: تركه أبو حاتم والنسائي، ومرّ أبو زرعة بحديث له فضرب عليه.
وقال يحيى بن مَعِين: ليس بشيء.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وذكره الساجي، وابن الجارود، وابن شاهين في "الضعفاء".
وقال محمود بن غيلان: أسقطه أحمد، وابن مَعِين، وأبو خيثمة.

وأما حديث عبد الله بن مسعود:

فأخرجه أبو داود (447)، وأحمد 1/ 386 و 464، والنسائي في "الكبرى" (8802)، والطيالسي (375)، ومن طريقه البيهقي 2/ 218، وابن أبي شيبة 2/ 64 ، 14/ 161 و 453-454، وفي "المسند" (276)، والبزار (2029)، والطبراني 10/ (10549)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 465-466، وفي "شرح مشكل الآثار" (3985)، والشاشي في "مسنده" (839)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 4/ 156 و 274 من طريق شعبة، والبزار (2030)، وأبو يعلى في "المعجم" (130)، والطبراني 10/ (10550)، وفي "الأوسط" (7832) من طريق عبد الله بن الوليد مختصرا، كلاهما عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، قال: سمعت ابن مسعود، يقول:
"أقبل النبي ﷺ من الحديبية ليلا، فنزلنا دهاسا من الأرض، فقال: من يكلؤنا؟ فقال بلال: أنا، قال: إذًا تنام. قال: لا، فنام حتى طلعت الشمس، فاستيقظ فلان وفلان، فيهم عمر، فقال: أهضبوا، فاستيقظ النبي ﷺ، فقال: افعلوا ما كنتم تفعلون. فلما فعلوا، قال: هكذا فافعلوا، لمن نام منكم أو نسي".
وفي رواية الطبراني 10/ (10549) مقرونا بشعبة: سفيان.
وفي رواية الطيالسي مقرونا بشعبة: المسعودي.
وأخرجه من طريق الطيالسي: الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3983) عن المسعودي (وحده)
وأخرجه أحمد 1/ 391، والشاشي في "مسنده" (840) و (841) عن يزيد بن هارون، والنسائي في "الكبرى" (8803) و (8815) م، ومن طريقه البيهقي 2/ 218 من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو يعلى (5285) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني (10548)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 4/ 274 من طريق قرة بن حبيب القنوي، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 355 من طريق عمرو بن مرزوق، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 155 من طريق يونس بن بكير، سبعتهم عن عبد الرحمن ابن عبد الله المسعودي، عن جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة القاري من بني قارة، عن عبد الله بن مسعود، قال:
"لما رجع رسول الله ﷺ من الحديبية نزل منزلا، فعرس فيها، فقال: من يحرسنا؟ قال عبد الله: فقلت: أنا، فقال رسول الله ﷺ: إنك تنام. يقول ذلك مرتين أو ثلاثة، ثم قال: أنت إذا. فحرستهم حتى إذا كان في وجه الصبح أخذني ما قال رسول الله ﷺ، فلم أستيقظ إلا بحر الشمس في ظهورنا، فقام رسول الله ﷺ فصنع كما يصنع، ثم صلى الصبح، ثم قال: إن الله لو شاء لم تناموا عنها، ولكن إن يكن لمن بعدكم، فهكذا لمن نام أو نسي".
وإسناده ضعيف، المسعودي: صدوق اختلط قبل موته، وقد سمع منه الطيالسي، ويزيد بن هارون، وعبد الرحمن بن مهدي بعد الاختلاط، ولم يذكروا سماع ابن المبارك، وقرة بن حبيب القنوي أكان قبل اختلاطه أم بعده؟! على أن ابن حبان قال في "المجروحين" 2/ 48:
"وكان المسعودي صدوقا إلا أنه اختلط في آخر عمره اختلاطا شديدا حتى ذهب عقله وكان يحدث بما يجيئه فحمل فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير ولم يتميز فاستحق الترك".
وقال أبو الحسن بن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 4/ 176:
"ولم يتميز في الأغلب ما روي عنه بعد اختلاطه مما روي عنه في الصحة".
والحديث فيه نكارة فقد جاء في حديثه أن ابن مسعود هو من تولى الحراسة تلك الليلة، والمحفوظ أن بلالا هو من قام بهذه المهمة، وقد جاء هذا أيضا في رواية سماك بن حرب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه:  
أخرجه أحمد 1/ 450، وابن أبي شيبة 2/ 83، وفي "المسند" (285)، وعنه أبو يعلى (5010)، وعنه ابن حبان (1580)، والبزار (1989)، والبيهقي 1/ 404 من طريق زائدة، والشاشي (3985)، والطبراني 10/ (10349)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 357 من طريق أسباط ابن نصر، كلاهما عن سماك بن حرب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، قال:
"سرنا ذات ليلة مع رسول الله ﷺ فقلنا يا رسول الله لو أمسسنا الأرض فنمنا ورعت ركائبنا قال: فمن يحرسنا؟ قال: قلت أنا، فغلبتني عيني فلم يوقظني إلا وقد طلعت الشمس ولم يستيقظ رسول الله ﷺ إلا بكلامنا قال فأمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى بنا".
وهذا إسناد فيه لين، سماك بن حرب: صدوق، كان شعبة يضعفه، وقال ابن المبارك: ضعيف الحديث.
 وقال ابن خراش: في حديثه لين.
وقال النسائي: إذا انفرد بأصل لم يكن حجة لأنه كان يلقن فيتلقن.
وقال البزار: كان رجلا مشهورا، لا أعلم أحدا تركه، وكان قد تغير قبل موته.
قال الحافظ: والذي قاله ابن المبارك إنما نرى أنه فيمن سمع منه بآخرة.
وعليه يحمل كلام من أشار إلى تضعيفه إلى هذا التغير الذي وقع له في آخر عمره.
وله علة أخرى:
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: قال يحيى بن سعيد القطان: مات أبوه وله نحو ست سنين.
قال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 223):
"قال ابن معين - في رواية -: لم يسمع من أبيه. وروى معاوية بن صالح عن ابن معين أنه سمع من أبيه ومن علي رضي الله عنه، وسئل أحمد بن حنبل هل سمع عبد الرحمن من أبيه؟ فقال: أما الثوري وشريك فيقولان: سمع. وكذلك أثبت له ابن المديني السماع من أبيه والله أعلم".

وأما حديث جبير بن مطعم:

فأخرجه النسائي (624)، وأحمد 4/ 81، وأبو يعلى (7410)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (474)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 401، وفي "شرح مشكل الآثار" (3978)، والطبراني 2/ (1565) من طرق عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال:
"كان رسول الله ﷺ في سفر، فقال: من يكلؤنا الليلة لا نرقد عن صلاة الفجر؟  فقال بلال: أنا. فاستقبل مطلع الشمس، فضرب على آذانهم، فما أيقظهم إلا حر الشمس، فقاموا فأدوها، ثم توضئوا فأذن بلال، فصلوا الركعتين، ثم صلوا الفجر".
وهذا إسناد رجاله رجال مسلم.

وأما حديث ذي مخبر ويقال ذو مخمر الحبشي:

فأخرجه أبو داود (445) و (446)، وأحمد 4/ 90، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2664) و (2665) و (2666)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (654) و (655)، والطبراني في "الأوسط" (4662)، وفي "مسند الشاميين" (1074) و (1075) تاما ومختصرا من طريق حريز بن عثمان، عن يزيد بن صليح، عن ذي مخمر - وكان رجلا من الحبشة يخدم النبي ﷺ - قال:
"كنا معه في سفر، فأسرع السير حين انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد، فقال له قائل: يا رسول الله، قد انقطع الناس وراءك، فحبس وحبس الناس معه حتى تكاملوا إليه، فقال لهم: هل لكم أن نهجع هجعة؟ - أو قال له قائل - فنزل ونزلوا، فقال: من يكلؤنا الليلة؟  فقلت: أنا، جعلني الله فداءك، فأعطاني خطام ناقته، فقال: هاك لا تكونن لكع. قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله ﷺ وخطام ناقتي، فتنحيت غير بعيد، فخليت سبيلهما يرعيان، فإني كذاك أنظر إليهما حتى أخذني النوم، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حر الشمس على وجهي، فاستيقظت، فنظرت يمينا وشمالا فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة النبي ﷺ وبخطام ناقتي، فأتيت أدنى القوم فأيقظته، فقلت له: أصليتم؟ قال: لا، فأيقظ الناس بعضهم بعضا، حتى استيقظ النبي ﷺ فقال: يا بلال، هل في الميضأة ماء - يعني الإداوة - قال: نعم، جعلني الله فداءك، فأتاه بوضوء، فتوضأ، لم يلت منه التراب، فأمر بلالا فأذن، ثم قام النبي ﷺ، فصلى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجل، ثم أمره، فأقام الصلاة، فصلى وهو غير عجل، فقال له قائل: يا نبي الله فرطنا، قال: لا، قبض الله عز وجل أرواحنا وقد ردها إلينا، وقد صلينا".
 يزيد بن صليح ويقال: ابن صالح، ويقال: ابن صبيح، الرحبي الحمصي: لم يرو عنه غير حريز، وقال المزي في "تهذيب الكمال" 32/ 162:
"قال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: شيوخ حريز كلهم ثقات".
وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 541.  
وقال الدارقطني: لا يعتبر به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 464، والطبراني 4/ (4228)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2631) من طريق داود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم، عن ذي مخبر به.
وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 320:
"وفيه العباس بن عبد الرحمن، روى عنه داود بن أبي هند ولم أر له راويا غيره، وروى هو عن جماعة من الصحابة".

وأما حديث عمرو بن أمية:

فأخرجه أبو داود (444)، وأحمد 4/ 139 و 5/ 287-288، والبيهقي 1/ 404، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 284 عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن عياش بن عباس - يعني القتباني - أن كليب بن صبح، حدثهم أن الزبرقان حدثه، عن عمه عمرو بن أمية الضمري، قال:
"كنا مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره فنام عن الصبح حتى طلعت الشمس فاستيقظ رسول الله ﷺ فقال: تنحوا عن هذا المكان. قال: ثم أمر بلالا فأذن، ثم توضئوا وصلوا ركعتي الفجر، ثم أمر بلالا فأقام الصلاة فصلى بهم صلاة الصبح".
 وهذا إسناد ضعيف، الزبرقان بن عبد الله الضمري: مجهول العين، تفرّد بالرواية عنه كليب بن صبح الأصبحي، ووثقه ابن حبان 4/ 265!
وذكر ابن كثير في "جامع المسانيد" (7236)، والحافظ في "أطراف المسند" (6777)، وفي "إتحاف المهرة" (15914) أن الإمام أحمد رواه عن يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني جعفر بن عمرو بن أمية - يعني عن أبيه - به.
وهذا إسناد حسن، وتحرّف في مطبوع "جامع المسانيد" (ابن إسحاق) إلى أبي إسحاق!

وأما حديث مالك بن ربيعة، أبي مريم السلولي:

فأخرجه النسائي (621)، وفي "الكبرى" (1600) من طريق أبي الأحوص، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1510)، والطبراني 19/ (602) و (603) من طريق جرير بن عبد الحميد، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 465 من طريق خالد بن عبد الله الطحان، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، عن بريد بن أبي مريم، عن أبيه قال:
"كنا مع رسول الله ﷺ في سفر فأسرينا ليلة، فلما كان في وجه الصبح، نزل رسول الله ﷺ فنام ونام الناس، فلم يستيقظ إلا بالشمس قد طلعت علينا، فأمر رسول الله ﷺ المؤذن، فأذن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أمره فأقام فصلى بالناس، ثم حدثنا بما هو كائن حتى تقوم الساعة".
 وإسناده ضعيف، عطاء بن السائب: اختلط، وقد سمع منه جرير بن
عبد الحميد، وخالد بن عبد الله بعد الاختلاط، ولم يذكروا سماع أبي الأحوص أكان قبل اختلاطه أم بعده؟!
قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 7/ 206:
"يتحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري، وشعبة، وزهيرا، وزائدة، وحماد بن زيد، وأيوب عنه صحيح، ومن عداهم يتوقف فيه، إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم ...".
وتحرّف بريد بن أبي مريم في "المعجم الكبير" إلى يزيد بن أبي مريم!

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه النسائي (625)، وفي "الكبرى" (353)، والطيالسي (2734)، والطبراني 12/ (12830) من طريق حبيب بن يزيد الأنماطي، عن عمرو ابن هرم، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال:
"أدلج رسول الله ﷺ، ثم عرس فلم يستيقظ حتى طلعت الشمس أو بعضها، فلم يصل حتى ارتفعت الشمس فصلى وهي صلاة الوسطى".
وليس عند الطيالسي "وهي صلاة الوسطى"، وفي إسناده لين، حبيب بن يزيد الأنماطي: غمزه يحيى القطان، وقال ابن معين: لم يكن في الحديث بذاك.
وقال أحمد بن حنبل: هو كذا وكذا، كان ابن مهدي يحدث عنه.
وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" (ص 63):
"لينه جماعة وخرج له مسلم".

وأما حديث بلال:

فأخرجه ابن خزيمة (998)، والبزار (1361)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1809)، والطبراني 1/ (1079)، والدارقطني 2/ 222 من طريق عبد الصمد بن النعمان، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن بلال:
 "أنهم ناموا مع رسول الله ﷺ في سفر حتى طلعت الشمس، فأمر رسول الله ﷺ بلالا حين قاموا فأذن، ثم صلى ركعتين، ثم أقام بلال فصلى بهم النبي ﷺ صلاة بعدما طلعت الشمس".
وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاثة علل:
الأولى: أنه منقطع، سعيد بن المسيب لم يلق بلالا رضي الله عنه.
والثانية: قال البزار: "وهذا الحديث قد رواه غير عبد الصمد، عن أبي جعفر، عن يحيى، عن سعيد بن المسيب مرسلا".
والثالثة: أبو جعفر الرازي: سيىء الحفظ.

وأما حديث عمران بن حصين:

فأخرجه البخاري (344) و (348) و (3571)، ومسلم (682)، والنسائي (321)، وفي "الكبرى" (306)، وأحمد 4/ 434 - 435، والطيالسي (897)، وعبد الرزاق (20537)، وابن أبي شيبة 1/ 156 و 2/ 67 و 11/ 476 - 477، والشافعي 1/ 43، والدارمي (743)، والبزار (3584)، وابن الجارود في "المنتقى" (122)، والروياني في "مسنده" (87) و (88)، وابن خزيمة (113) و (271) و (987) و (997)، وابن حبان (1301) و (1302)، وابن المنذر في "الأوسط" (176) و (509)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 400 و 401، وفي "شرح مشكل الآثار" (3982)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 254، والطبراني 18/ (276) و (277) و (282) و (285) و (289)، وفي "الصغير" (730)، والدارقطني 1/ 369 و 371، وأبو عوانة (889) و (890) و (2098) و (2099) و (2100) و (5265)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (320)، وفي "الإمامة" (29)، والبيهقي 1/ 32 و 218 - 219 و 219 و 219 - 220 و 404، وفي "المعرفة" (1633)، وفي "دلائل النبوة" 4/ 276 - 277 و 277 - 279 و 279 - 281 و 6/ 130 - 131، والبغوي في "شرح السنة" (309) و (3717) تاما ومختصرا من طرق عن أبي رجاء العطاردي، حدثني عمران بن حصين قال:
"كنا في سفر مع رسول الله ﷺ وإنا أسرينا حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا تلك الوقعة، فلا وقعة أحلى عند المسافر منها، قال: فما أيقظنا إلا حر الشمس، وكان أول من استيقظ فلان، ثم فلان، كان يسميهم أبو رجاء ونسيهم عوف، ثم عمر بن الخطاب الرابع، وكان رسول الله ﷺ إذا نام لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ، لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه، فلما استيقظ عمر، ورأى ما أصاب الناس، وكان رجلا أجوف جليدا قال: فكبر ورفع صوته بالتكبير، فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ لصوته رسول الله ﷺ، فلما استيقظ رسول الله ﷺ شكوا الذي أصابهم، فقال: "لا ضير أو لا يضير ارتحلوا"، فارتحل فسار غير بعيد، ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ، ونودي بالصلاة فصلى بالناس، فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم فقال: "ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟ " فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء، قال رسول الله ﷺ: "عليك بالصعيد، فإنه يكفيك"، ثم سار رسول الله ﷺ فاشتكى إليه الناس العطش، فنزل فدعا فلانا، كان يسميه أبو رجاء، ونسيه عوف، ودعا عليا، فقال: اذهبا فابغيا لنا الماء، قال: فانطلقا فيلقيان امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها: أين الماء؟ فقالت: عهدي بالماء أمس هذه الساعة، ونفرنا خلوف، قال: فقالا لها: انطلقي، إذا قالت: إلى أين؟ قالا: إلى رسول الله، قالت: هذا الذي يقال له الصابئ؟ قالا: هو الذي تعنين، فانطلقي إذا فجاءا بها إلى رسول الله ﷺ فحدثاه الحديث، فاستنزلوها عن بعيرها، ودعا رسول الله ﷺ بإناء، فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين، وأوكى أفواههما، فأطلق العزالي ونودي في الناس: أن اسقوا واستقوا، فسقى من شاء واستقى من شاء، وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، فقال: "اذهب فأفرغه عليك"، قال: وهي قائمة تنظر ما يفعل بمائها قال: وايم الله لقد أقلع عنها، وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها فقال رسول الله ﷺ: "اجمعوا لها"، فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما كثيرا وجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها، ووضعوا الثوب بين يديها، فقال لها رسول الله ﷺ: "تعلمين والله ما رزئناك من مائك شيئا، ولكن الله هو سقانا" قال: فأتت أهلها وقد احتبست عنهم فقالوا: ما حبسك يا فلانة؟ فقالت: العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابئ ففعل بمائي كذا وكذا، للذي قد كان، فوالله إنه لأسحر من بين هذه وهذه وقالت بأصبعيها الوسطى والسبابة، فرفعتهما إلى السماء، تعني السماء والأرض، أو إنه لرسول الله حقا قال: وكان المسلمون بعد يغيرون على ما حولها من المشركين، ولا يصيبون الصرم الذي هي منه فقالت: يوما لقومها ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا؟ فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام".
وله طريق أخرى عن عمران بن حصين:
أخرجه أحمد 4/ 441، وابن خزيمة (994)، وابن حبان (1461)، والطبراني 18/ (378) عن يزيد بن هارون، وأحمد 4/ 441، وابن المنذر في "الأوسط" (1127) و (1185)، والدارقطني 2/ 229 و 231، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 400 عن روح بن عبادة، وابن المنذر في "الأوسط" (1136) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، والبيهقي 2/ 217 من طريق مكي بن إبراهيم، وأحمد 4/ 441، والطبراني 18/ (378)، والبيهقي 2/ 217 من طريق زائدة بن قدامة، والطبراني 18/ (378)، وابن عبد البر في "الاستذكار" (771) من طريق أبي أسامة حماد ابن أسامة، وابن حبان (2650)، والبزار (3564) من طريق عبد الأعلى، سبعتهم عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال:
"سرينا مع رسول الله ﷺ، فلما كان من آخر الليل عرسنا فلم نستيقظ حتى أيقظنا حر الشمس، فجعل الرجل منا يقوم دهشا إلى طهوره قال: فأمرهم النبي ﷺ أن يسكنوا، ثم ارتحلنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس توضأ، ثم أمر بلالا فأذن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أقام فصلينا فقالوا: يا رسول الله ألا نعيدها في وقتها من الغد؟ قال: أينهاكم ربكم عن الربا ويقبله منكم؟ ".
وأخرجه أبو داود (443)، والطبراني 18/ (332)، والدارقطني 2/ 224، والحاكم 1/ 274 من طريق خالد بن عبد الله، وأحمد 4/ 444، والطحاوي 1/ 400، والبيهقي 1/ 404، وفي المعرفة (4003) عن عبد الوهاب بن عطاء، والشافعي في "السنن المأثورة" (75)، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (2536) و (4002)، والطحاوي 1/ 400، وابن الأعرابي في "المعجم" (2417)، والدارقطني 2/ 225 عن عبد الوهاب ابن عبد المجيد الثقفي، وأحمد 4/ 431، والبزار (3531) عن عبد الأعلى، أربعتهم عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عمران بن حصين:
"أن رسول الله ﷺ كان في مسير له فناموا عن صلاة الفجر، فاستيقظوا بحر الشمس فارتفعوا قليلا حتى استقلت الشمس، ثم أمر مؤذنا فأذن فصلى ركعتين قبل الفجر، ثم أقام، ثم صلى الفجر".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على ما قدمنا ذكره من صحة سماع الحسن، عن عمران" وأقره الذهبي!
قلت: قد نفى أئمة الحديث أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ويحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، وأبو حاتم الرازي، والبيهقي سماع الحسن من عمران بن حصين، ثم إن الحسن مدلس وقد عنعنه.
وأخرجه عبد الرزاق (2241) ومن طريقه الطبراني 18/ (399)، والدارقطني 2/ 231 من طريق إسماعيل بن مسلم، والطبراني 18/ (344)، وفي "الأوسط" (5964) من طريق سعيد بن راشد، كلاهما عن الحسن به.

يستفاد من الحديث


أولًا: وجوب قضاء الصلاة الفائتة لمن نام عنها أو نسيها عند زوال العذر.

ثانيًا: أن النوم، والنسيان عذر شرعي.

ثالثًا: أن قضاء الصلاة الفائتة بحق الناسي، والنائم من غير إثم يلحقهما.

رابعًا: أن من ترك الصلاة لغير عذر لا يقضي لمفهوم قوله ﷺ: (من نسي صلاة أو نام عنها).

خامسًا: أن أحدا لا يصلي عن أحد.

سادسًا: جواز قضاء الفوائت في الوقت المنهي عن الصلاة فيه.

سابعًا: أن الصلاة لا تجبر بالإطعام كما يجبر الصوم في الأعذار.

ثامنًا: أن من مات وعليه صلاة، فإنها لا تقضى عنه، ولا يطعم عنه.

تاسعًا: قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 187:
"وأما قوله ﷺ (فإذا كان من الغد فليصلها عند وقتها) فمعناه أنه إذا فاتته صلاة فقضاها لا يتغير وقتها ويتحول في المستقبل بل يبقى كما كان، فإذا كان الغد صلى صلاة الغد في وقتها المعتاد، وليس معناه أنه يقضي الفائتة مرتين، مرة في الحال ومرة في الغد، وإنما معناه ما قدمناه، فهذا هو الصواب في معنى هذا الحديث، وقد اضطربت أقوال العلماء فيه واختار المحققون ما ذكرته والله أعلم".

عاشرًا: ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن كل من صلى بعد الوقت معذورا فصلاته أداء، لأن النبي ﷺ وقت للنائم الصلاة عند استيقاظه، والناسي عند ذكره.
قال كما في "مجموع الفتاوى" 22/ 36:
"الوقت في حق النائم هو من حين يستيقظ، كما قال النبي ﷺ (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها) فالوقت في حق النائم هو من حين يستيقظ، وما قبل ذلك لم يكن وقتا في حقه، وإذا كان كذلك فإذا استيقظ قبل طلوع الشمس فلم يمكنه الاغتسال والصلاة إلا بعد طلوعها فقد صلى الصلاة في وقتها ولم يفوتها، بخلاف من استيقظ في أول الوقت فإن الوقت في حقه قبل طلوع الشمس، فليس له أن يفوت الصلاة، وكذلك من نسي صلاة وذكرها فإنه حينئذ يغتسل ويصلي في أي وقت كان، وهذا هو الوقت في حقه، فإذا لم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، كما استيقظ أصحاب النبي ﷺ لما ناموا عن الصلاة عام خيبر، فإنه يصلي بالطهارة الكاملة وإن أخرها إلى حين الزوال، فإذا قدر أنه كان جنبا فإنه يدخل الحمام ويغتسل وإن أخرها إلى قريب الزوال، ولا يصلي هنا بالتيمم، ويستحب، أن ينتقل عن المكان الذي نام فيه، كما انتقل النبي ﷺ وأصحابه عن المكان الذي ناموا فيه، وقال: (هذا مكان حضرنا فيه الشيطان)، وقد نص على ذلك أحمد وغيره، وإن صلى فيه جازت صلاته. فإن قيل: هذا يسمى قضاء أو أداء؟، قيل: الفرق بين اللفظين هو فرق اصطلاحي، لا أصل له في كلام الله ورسوله - ﷺ - فإن الله تعالى سمى فعل العبادة في وقتها قضاء، كما قال في الجمعة: ﴿فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض﴾ وقال تعالى: ﴿فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله﴾ مع أن هذين يفعلان في الوقت، و " القضاء " في لغة العرب: هو إكمال الشيء وإتمامه، كما قال تعالى: ﴿فقضاهن سبع سماوات﴾ أي أكملهن وأتمهن، فمن فعل العبادة كاملة فقد قضاها، وإن فعلها في وقتها".

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
________________________________
[1] - جاء في "جزء قراءات النبي ﷺ" (عن سعيد بن المسيب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة)، والصواب أن أبا سلمة قُرن بسعيد بن المسيب، كما في "التمهيد" 5/ 250، و"مجموع فيه مصنفات أبي الحسن بن الحمامي" (644)، و"الثمانين للآجري" (55) كما في "الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء" (5621)، ثم إن ابن المسيب يرويه عن أبي هريرة بلا واسطة، ورواه أيضا مرسلًا.
[2] - لقد أقحم عبد المعطي أمين قلعجي محقق "السنن المأثورة" أبا هريرة في هذا الإسناد مع أنه قال:
"لم يرد في أصول الكتاب المخطوطة!!"=
= ففاته أن الحديث في "الموطأ"، وغيره ممن رواه عن مالك ليس فيه أبو هريرة، بل هو في "مسند الشافعي" كذلك.
[3] - جاء في المطبوع من "المعجم الكبير" (عن قتادة بن عبد الله بن رباح) والصواب: عن قتادة، عن عبد الله بن رباح.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015