(107) عن عائشة رضي الله عنها:
"أن
النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة،
فلما انصرف قال: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها ألهتني
آنفا عن صلاتي".
أخرجه البخاري (752)، ومسلم
(556-61)، وأبو داود (914) و (4053)، والنسائي (771)، وفي "الكبرى"
(558) و (849)، وابن ماجه (3550)، وأحمد 6/ 37، والشافعي في "السنن المأثورة"
(193)، والحميدي (172)، وإسحاق بن راهويه (621)، وأبو عوانة (1470) و (1471)، وابن
خزيمة (928)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1217)، والبيهقي 2/ 282 و 349، وفي
"المعرفة" (4620)، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 109 عن سفيان
بن عيينة، والبخاري (373) و (5817)، وأبو داود (4052)، وأبو يعلى (4414)، والبيهقي
2/ 423 من طريق إبراهيم بن سعد، ومسلم (556-62)، وأبو عوانة (1473)، وابن حبان
(2337)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1218) من طريق يونس، وعبد الرزاق في
"المصنف" (1389)، وعنه أحمد 6/ 199، وإسحاق بن راهويه (622)، وأبو عوانة
(1472)، وابن المنذر في "الأوسط" (1638)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"
(6718)، وفي "الأربعين على مذهب المتحققين" (8) عن معمر، وإسحاق بن راهويه
(874) من طريق محمد بن أبي حفصة، خمستهم عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى
الله عليه وسلم: فذكره.
وله طريق أخرى عن عروة:
أخرجه مسلم (556-63)، وأحمد 6/ 208،
وإسحاق بن راهويه (873)، وأبو عوانة (1475)، وأبو نعيم في "المستخرج"
(1219) عن وكيع، وأبو عوانة (1474) من طريق مالك [[1]]،
وابن خزيمة (929) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له خميصة لها علم، فكان يتشاغل بها في الصلاة،
فأعطاها أبا جهم وأخذ كساء له أنبجانيا" واللفظ لمسلم.
وأخرجه أحمد 6/ 46، وإسحاق بن راهويه
(623)، والبيهقي 2/ 282، وفي "الأربعين الصغرى" (17) عن أبي معاوية، حدثنا
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
"كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة فأعطاها أبا جهم، فقيل: يا رسول الله، إن هذه
الخميصة خير من الأنبجانية، فقال: إنها تلهيني عن صلاتي، أو قال: تشغلني".
وأخرجه أبو داود (915) من طريق عبد الرحمن
بن أبي الزناد، عن هشام به، وفيه "فقيل: يا رسول الله الخميصة كانت خيرا من الكردي".
وله طريق أخرى عن عائشة:
أخرجه
أحمد 6/ 177، وإسحاق بن راهويه (1027)، وابن حبان (2338)، والبيهقى 2/ 349، وفي
"المعرفة" (4622) من طريق مالك (
وهو عنده في "الموطأ" 1/ 97-98 ) عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة،
أنها قالت:
"أهدى أبو جهم بن حذيفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة شامية لها علم، فشهد فيها الصلاة، فلما انصرف،
قال: ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم، فإني نظرت إلى علمها في الصلاة، فكاد يفتنني".
غريب الحديث
(خميصة) بفتح المعجمة وكسر الميم وبالصاد
المهملة، كساء مربع من صوف له علمان.
(وأتوني بأنبجانية أبي جهم) الأنبجانية:
بفتح الهمزة وسكون النون وكسر الموحدة وتخفيف الجيم وبعد النون ياء النسبة: كساء غليظ
لا علم له، وقال ثعلب: يجوز فتح همزته وكسرها، وكذا الموحدة، يقال كبش أنبجاني إذا
كان ملتفا، كثير الصوف.
وكساء أنبجاني كذلك، وأنكر أبو موسى
المديني على من زعم أنه منسوب إلى منبج البلد المعروف بالشام.
قال صاحب "الصحاح": إذا نسبت
إلى منبج فتحت الباء فقلت: كساء منبجاني أخرجوه مخرج منظراني.
وفي "الجمهرة": منبج موضع
أعجمي تكلمت به العرب ونسبوا إليه الثياب المنبجانية. وقال أبو حاتم السجستاني: لا
يقال كساء أنبجاني وإنما يقال منبجاني، قال: وهذا مما تخطئ فيه العامة. وتعقبه أبو
موسى كما تقدم فقال: الصواب أن هذه النسبة إلى موضع يقال له أنبجان، والله أعلم.
وأبو جهم هو عبيد الله - ويقال عامر
- بن حذيفة القرشي العدوي صحابي مشهور، وإنما خصه صلى الله عليه وسلم بإرسال الخميصة،
لأنه كان أهداها للنبي صلى الله عليه وسلم كما رواه مالك في الموطأ" انتهى من "فتح
الباري" 1/ 483.
(ألهتني) أي: شغلتني، يقال لهي بالكسر
إذا غفل، ولها بالفتح إذا لعب.
(آنفا) أي قريبا، وهو مأخوذ من ائتناف
الشيء، أي: ابتدائه.
يستفاد من الحديث
أولًا:
مبادرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مصالح الصلاة، ونفي ما لعله يخدش فيها.
ثانيًا:
الإعراض عما يلهي عن الصلاة.
ثالثًا:
الحث على حضور القلب في الصلاة.
رابعًا:
كراهية كل ما يشغل عن الصلاة من الأصباغ والنقوش ونحوها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل العلة في إزالة الخميصة هذا المعنى، وفيه أيضا
حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أميطي عنا قرامك هذا، فإنه لا تزال تصاويره
تعرض في صلاتي" أخرجه البخاري (374) و (5959)، وغيره.
خامسًا:
أن الصلاة تصح وإن حصل فيها فكر في شاغل ونحوه مما ليس متعلقا بالصلاة.
سادسًا:
قبول الهدايا من الأصحاب، واستدعاؤه صلى الله عليه وسلم أنبجاني أبي جهم بن حذيفة تطييب لقلبه ومُبَاسَطَة
معه، وهذا مع من يعلم طيب نفسه وصفاء وُدِّه جائز.
كتبه
أبو سامي العبدان
22 - ربيع الأول - 1438 هجري
٭ ٭ ٭
[1] - هكذا رواه أبو عوانة موصولا من طريق معن، عن مالك، وهو في
"الموطأ" 1/ 98 برواية يحيى الليثي، وأيضا برواية أبي مصعب الزهري (485)
عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خميصة... الحديث مرسلا.