حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

قدر وحد موضع الإزار إلى الكعبين والوعيد على ما تحتهما بالنار

قدر وحد موضع الإزار إلى الكعبين والوعيد على ما تحتهما بالنار


قدر وحد موضع الإزار إلى الكعبين والوعيد على ما تحتهما بالنار  



(113) "إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا".

صحيح - أخرجه أبو داود (4093)، وأحمد 3/ 5 و 44 و 97، وابن طهمان في "المشيخة" (120) مختصرا، والطيالسي (2342)، وأبو عوانة (8605) و (8606)، وابن بشران في "أماليه" (314) عن شعبة، وأبو عوانة (8602) و (8603)، وابن حبان (5447)، والبيهقي 2/ 244، وفي "الشعب" (5726) من طريق مالك (وهو عنده في "الموطأ" 2/ 914)، والنسائي في "الكبرى" (9631) من طريق إسماعيل بن جعفر (وهو في "حديثه" (305) )، والنسائي في "الكبرى" (9632)، وابن ماجه (3573) وأحمد 3/ 6، والحميدي (754)، وأبو يعلى (980)، وأبو عوانة (8604)، وابن حبان (5446)، والدارقطني في "العلل" 11/ 277، والبيهقي 2/ 244، وفي "الآداب" (504)، وفي "الشعب" (5726) عن سفيان، والنسائي في "الكبرى" (9633) من طريق يزيد بن أبي حبيب، والنسائي في "الكبرى" (9634)، وابن حبان (5450) من طريق عبيد الله بن عمر، والطبراني في "الأوسط" (5204)، وابن المقرئ في "المعجم" (339) من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، والبيهقي 2/ 244 من طريق عبد الله بن عمر، ثمانيتهم (شعبة، ومالك، وإسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن أبي حبيب، وعبيد الله بن عمر، وورقاء بن عمر اليشكري، وعبد الله بن عمر) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: أنا أخبرك بعلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
وهذا إسناد رجاله رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3/ 30-31 و 52، وابن أبي شيبة 8/ 199 من طريق محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إزرة المؤمن إلى نصف الساق، فما كان إلى الكعب فلا بأس، وما كان تحت الكعب ففي النار".
ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9630) من طريق فليح بن سليمان المدني، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة به.
وقال النسائي:
"وهذا الحديث خطأ - يعني حديث فليح - وفليح بن سليمان ليس بالقوي".
وقال الدارقطني في "العلل" 11/ 277:
"رواه أبو زيد الهروي، عن شعبة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وغيره يرويه عن شعبة، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، وهو الصواب".

وله طريق أخرى عن عبد الرحمن بن يعقوب لكن من مسند أبي هريرة:

أخرجه أحمد 2/ 504، والنسائي في "الكبرى" (9629) عن يزيد بن هارون، وأبو يعلى (6648)، وأبو عوانة (8607) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، فما أسفل من ذلك إلى فوق الكعبين فما أسفل من ذلك ففي النار".
وأخرجه أحمد 2/ 287، والنسائي (5330)، وفي "الكبرى" (9628) من طريق محمد بن إبراهيم، قال: حدثني ابن يعقوب، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما تحت الكعبين من الإزار في النار".
وفي رواية أحمد (عن يعقوب أو ابن يعقوب).
وقال المزي في "تحفة الأشراف" 10/ 239:
"قال محمد بن يحيى الذهلي: كلا الحديثين محفوظان" يعني: حديث أبي سعيد الخدري، وحديث أبي هريرة.
وقال الحافظ في "الفتح" 10/ 256:
"وصحح الطريقين النسائي".
وأصل حديث أبي هريرة في "صحيح البخاري" (5787) من طريق سعيد المقبري عنه مرفوعا، ولفظه:
"ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار".
وأخرجه البخاري (5788) من طريق الأعرج، ومسلم (2087) من طريق محمد بن زياد، كلاهما عن أبي هريرة، بلفظ "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا".
وله طريق أخرى عن أبي سعيد:
أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 387-388، وعنه ابن ماجه (3570)، وأبو يعلى (1310) من طريق الأعمش، وأحمد 3/ 39 من طريق فراس بن يحيى الهمداني، كلاهما عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"(من جر إزاره من الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة) قال: فلقيت ابن عمر بالبلاط فذكرت له حديث أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال وأشار إلى أذنيه:
سمعته أذناي، ووعاه قلبي".
وعطية هو ابن سعد العوفي: ضعيف، وهو متفق عليه من حديث عبد الله ابن عمر.

وجاء من حديث حذيفة بن اليمان، وأنس بن مالك، وسمرة بن جندب، وعائشة، وعبد الله بن عمر، وجابر بن سليم الهجيمي:

أما حديث حذيفة:

فأخرجه الترمذي (1783)، وفي "الشمائل" (123)، والنسائي في "الكبرى" (9607) [1] وابن أبي شيبة 8/ 202، وعنه ابن ماجه (3572) عن أبي الأحوص، وابن ماجه (3572)، وأحمد 5/ 382 و 400-401، والحميدي (450)، وابن حبان (5445) و (5449)، والبيهقي في "الشعب" (5728)، والمزي في "تهذيب الكمال" 27/ 547 من طريق السفيانيين، وأحمد 5/ 396 و 398، والطيالسي (426)، ومن طريقه الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/ 681، والبزار (2974) عن شعبة، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2558)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3078) من طريق زهير، والنسائي (5329)، وفي "الكبرى" (9608) [1]، والبزار (2973) من طريق الأعمش، والنسائي في "الكبرى" (9609) [1] من طريق زكريا بن أبي زائدة، والنسائي في "الكبرى" (9610) [1] من طريق فطر، والطبراني في "الأوسط" (1779) من طريق الجراح بن الضحاك، والطبراني في "الأوسط" (2079) من طريق مالك بن مغول، والطبراني في "الصغير" (270) من طريق مطرف بن طريف، كلهم جميعا عن أبي إسحاق، قال: سمعت مسلم بن نذير، عن حذيفة، قال:
"أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضلة ساقي - أو ساقه - فقال: هذا موضع الإزار، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فلا حق للإزار فيما دون الكعبين".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح".
 قلت: إسناده حسن، مسلم بن نذير: قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 6/ 228:
"مسلم بن نذير السعدي من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وهو ابن عم عتي بن ضمرة السعدي الذي روى عن أبي بن كعب، وقد روى مسلم بن نذير عن علي وحذيفة، وكان قليل الحديث، ويذكرون أنه كان يؤمن بالرجعة".
وقال المزي في "تهذيب الكمال" 27/ 546:
"مسلم بن نذير، ويقال: مسلم بن يزيد، ويقال: مسلم بن نذير بن يزيد بن شبل بن حيان السعدي أبو نذير، ويقال: أبو يزيد، ويقال: أبو عياض الكوفي، وهو ابن عم عتي بن ضمرة السعدي فيما قاله محمد بن سعد، روى عن حذيفة بن اليمان، وعلي بن أبي طالب.
روى عنه: زياد بن فياض، والعباس بن ذريح على خلاف فيه، وعياش العامري كذلك، وأبو الأحوص الجشمي، وأبو إسحاق السبيعي.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عن أبي عياض صاحب علي، فقال: لا بأس به.
وقال أبو عبيد الأجري: سألت أبا داود عن اسم أبي صادق، فقال: مسلم ابن يزيد.
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات".
وقال في "تحفة الأشراف" 3/ 53:
"ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" فيمن اسمه مسلم بن يزيد، وقال: يكنّى أبا يزيد السعديّ، وفرَّق بينه وبين مسلم بن نذير".
وقال الذهبي في "الكاشف" (5432):
"صالح".
وخالف هذا الجمع: زيد بن أبي أنيسة، فقال: عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن حذيفة.
أخرجه ابن حبان (5448)، وقال:
"سمع هذا الخبر أبو إسحاق، عن مسلم بن نذير، والأغر أبي مسلم، فالطريقان جميعا محفوظان إلا أن خبر الأغر أغرب، وخبر مسلم بن نذير أشهر!".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9606) من طريق شعيب بن صفوان، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة.
وأخرجه النسائي أيضا في "الكبرى" (9605) من طريق يونس، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب.
وقال النسائي:
"وكلا الحديثين خطأ" يعني حديث شعيب بن صفوان، ويونس.

وأما حديث أنس:

فأخرجه أحمد 3/ 140 من طريق محمد بن طلحة، والطبراني في "الأوسط" - مجمع البحرين (4247) من طريق محمد بن إسحاق، والبيهقي في "الشعب" (5729) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع، ثلاثتهم عن حميد الطويل، عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إزرة المؤمن إلى نصف الساق، وإلى الكعبين فلا بأس، وما أسفل من الكعبين فلا خير فيه".
ولفظ البيهقي "الإزار إلى نصف الساق فشق ذلك على الناس أو الكعبين ولا خير فيما جاوز الكعبين".
وأخرجه أحمد 3/ 249 من طريق يزيد بن زريع، وأحمد 3/ 256 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الإزار إلى نصف الساق. فلما رأى شدة ذلك على المسلمين، قال: إلى الكعبين، لا خير فيما أسفل من ذلك".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن حميد إلا محمد!".
وفيه عنعنة حميد الطويل، فقد أطلق وصفه بالتدليس النسائي، وقال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 252:
"وكان حميد ثقة كثير الحديث، إلا أنه ربما دلس عن أنس بن مالك".
فقيّد تدليسه عن أنس.
وقال ابن حبان في "الثقات" 4/ 148:
"وكان يدلس سمع من أنس بن مالك ثمانية عشر حديثا وسمع الباقي من ثابت فدلس عنه".
وأطلق وصفه بالتدليس في "مشاهير الأمصار" (ص 151) فيحمل هذا على ما ذكره في "الثقات" لأنه فصّل القول هناك وهنا أجمل.
وقال أبو بكر البرديجي: وأما حديث حميد، فلا يحتج منه إلا بما قال حدثنا أنس.
وقال الحافظ أبو سعيد العلائي: فعلى تقدير أن يكون أحاديث حميد مدلسة، فقد تبين الواسطة فيها، وهو ثقة صحيح.
وقال الذهبي في "الكاشف" (1248): يدلس عن أنس.
وقال الحافظ في "هدي الساري" (ص 399):
"يدلس حديث أنس".
وأطلق وصفه بالتدليس في "التقريب"!
وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 205 حدثنا سهل بن يوسف، عن حميد، عن أنس موقوفا.

وأما حديث سمرة:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (9639)، وأحمد 5/ 9 و 15، وابن أبي شيبة 8/ 204، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 64، والدولابي في "الكنى" (1613)، والطبراني 7/ (6971) من طريق داود بن أبي هند، عن أبي قزعة، عن الأسقع بن الأسلع، عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار".
وإسناده صحيح، أبو قزعة هو سويد بن حجير بن بيان الباهلي.

وأما حديث عائشة:

فأخرجه أحمد 6/ 59 و 257، وابن أبي شيبة 8/ 203، وإسحاق بن راهويه (1759) عن يعلى بن عبيد، وأحمد 6/ 254، وإسحاق بن راهويه (1759) عن محمد بن عبيد، والبخاري في "الكنى" 9/ 77 - مطبوع آخر التاريخ الكبير من طريق عبدة، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا نبيه يقول: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما تحت الكعب من الإزار في النار".
وإسناده ضعيف، أبو نبيه: مجهول، لم يرو عنه غير محمد بن إسحاق، ووثقه ابن حبان 5/ 571.

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9635) من طريق علي بن معبد، والطبراني 12/ (13292)، وفي "الأوسط" (412) و (1169) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي،كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن نعيم المجمر، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقه، ليس عليه جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من الكعبين في النار، من جر ثيابه خيلة لم ينظر الله إليه".
وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين سوى العلاء بن عبد الرحمن وهو من رجال مسلم.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن نعيم المجمر إلا العلاء بن عبد الرحمن، تفرد به: زيد ابن أبي أنيسة".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4348) حدثنا يونس، حدثنا علي بن معبد، عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر، رضي الله عنه، قال:
"كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من حلل السيراء مما أهدى إليه فيروز، فلبست الإزار، فأغرقني طولا وعرضا فسحبته، ولبست الرداء، فتقنعت به، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله بن عمر، ارفع الإزار، فإن ما مس التراب إلى أسفل الرجل من الكعبين من الإزار في النار. قال عبد الله بن محمد: فلم أر أحدا قط أشد تشميرا لإزاره من عبد الله بن عمر".
وأخرجه أحمد 2/ 96 حدثنا زكريا بن عدي، وأبو يعلى (5714) حدثنا هاشم بن الحارث، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر، قال: فذكره.
وأخرجه أحمد 2/ 95، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 145-146 عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن عبد الله بن عقيل، عن ابن عمر:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم  كساه حلة سيراء وكسا أسامة قبطيتين، ثم قال: ما مس الأرض فهو في النار".
وأخرجه أحمد 2/ 98 عن عبد الله بن الوليد، والطبراني 12/ (13433) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل، سمعت ابن عمر يقول:
"كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية، وكسا أسامة حلة سيراء قال: فنظر فرآني قد أسبلت، فجاء فأخذ بمنكبي وقال: يا ابن عمر، كل شيء مس الأرض من الثياب ففي النار. قال: فرأيت ابن عمر يتزر إلى نصف الساق".
وأخرجه أحمد 2/ 96 و 154 من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كساه حلة فلبسها، فرآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أسفل من الكعبين، وذكر النار، حتى ذكر قولا شديدا في إسبال الإزار".
وله طريق أخرى عن ابن عمر:
أخرجه أحمد 2/ 141، ومن طريقه الطبراني 12/ (13331)، وفي "الأوسط" (4340) حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا أيوب بن أبي تميمة، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، قال:
دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلي إزار يتقعقع، فقال: من هذا؟ قلت: عبد الله بن عمر قال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك. فرفعت إزاري إلى نصف الساقين،
 فلم تزل إزرته حتى مات".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي".
وأخرجه أحمد 2/ 147، والبيهقي في "الشعب" (5711) عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (19980) ) أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، سمعت ابن عمر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
 "من جر إزاره من الخيلاء، لم ينظر الله عز وجل إليه يوم القيامة. قال زيد: وكان ابن عمر يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وعليه إزار يتقعقع - يعني جديدا - فقال: من هذا؟ فقلت: أنا عبد الله فقال: إن كنت عبد الله، فارفع إزارك. قال: فرفعته، قال: زد. قال: فرفعته، حتى بلغ نصف الساق. قال: ثم التفت إلى أبي بكر، فقال: من جر ثوبه من الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبو بكر: إنه يسترخي إزاري أحيانا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لست منهم".
وهو عند البخاري (5783)، ومسلم (2085) من حديث زيد بن أسلم، مقرونا به نافع، وعبد الله بن دينار، ثلاثتهم عن ابن عمر، مرفوعا "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء".
وهو في "صحيح مسلم" (2086) من طريق عمر بن محمد، عن عبد الله ابن واقد، عن ابن عمر، قال:
"مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إزاري استرخاء، فقال: يا عبد الله، ارفع إزارك. فرفعته، ثم قال: زد. فزدت، فما زلت أتحراها بعد، فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: أنصاف الساقين".
وفي "صحيح البخاري" (3665) و (5784) من طريق موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبو بكر: إن أحد شقي ثوبي يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لست تصنع ذلك خيلاء. قال موسى: فقلت لسالم أذكر عبد الله من جر إزاره؟ قال: لم أسمعه ذكر إلا ثوبه".
وأخرجه أبو يعلى (5722)، والخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" 1/ 487 من طريق داود بن أبي هند، عن رياح بن عبيدة، عن أسيد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، قال:
"خرجت ليلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء حفصة فأقبلت من خلفه فسمع قعقعة الإزار، فقال: ارفع إزارك. قلت: يا نبي الله إنه مرتفع، قال: ارفع إزارك - ثلاثا - فإنه من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة".
وهذا إسناد حسن، أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، أخو عبد الحميد، العدوي، القرشي: حسن الحديث روى عنه رياح بن عبيدة، وزيد ابن أبي عتاب، وعباد بن إسحاق، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12-13، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 316، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه ابن حبان 4/ 41-42.

وأما حديث جابر بن سليم الهجيمي:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (9616)، وأحمد 5/ 63، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 206 معلقا، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1181)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3220)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3370)، وابن حبان (522)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (344)، والطبراني 7/ (6383)، وفي "الدعاء" (2057)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (235)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (935)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6731)، والبغوي في "شرح السنة" (3504)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 303 من طريق سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، حدثنا أبو جري الهجيمي، قال:
"أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، قال: لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وتسبيل الإزار، فإنه من الخيلاء، والخيلاء لا يحبها الله وإن امرؤ سبك بما يعلم فيك، فلا تسبه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله".
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9611)، وأحمد 5/ 63، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 205-206 و 206، وابن المبارك في "الزهد" (1017)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1182)، والدولابي في "الكنى" (372)، والمحاملي في "الأمالي" (352)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (138)، وفي "مساوئ الأخلاق" (24)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 142، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (236)، وفي "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (290)، والبيهقي في "الشعب" (7690)، وقوام السنة في "بيان المحجة" (71) تاما ومختصرا من طريق عبيدة الهجيمي، عن جابر بن سليم الهجيمي، قال:
"أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محتب ببردة له قد تناثر هدبها على قدمه، فقلت: يا رسول الله، أوصني، قال: اتق الله، ولا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك منبسط إليه، وإياك وإسبال الإزار، فإن إسبال الإزار من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة".
وزاد قوام السنة "قال رجل: يا رسول الله ذكرت إسبال الإزار قد يكون بالرجل القرح، أو الشيء يستحيي منه، قال: لا بأس إلى نصف الساق أو إلى الكعبين، إن رجلا ممن كان قبلكم لبس بردين فتبختر فيهما، فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته، فأمر الأرض فأخذته، وهو يتجلجل بين الأرضين، فاحذروا وقائع الله عز وجل".
وعند أحمد، والمحاملي (عبد ربه الهجيمي)، وفي رواية أخرى عند ابن قانع (عبيدة بن زيد)، وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" 1/ 785:
"إنما هو عبيدة الهجيمي".
قلت: وهو مجهول الحال، وعند أحمد، وابن المبارك، وابن أبي عاصم، والمحاملي (جابر بن سليم، أو سليم بن جابر)، ورواه أبو داود (4075)، وأحمد 5/ 63-64، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 44، والدولابي في "الكنى" (145)، والطبراني 7/ (6384) و (6385)، وفي "الدعاء" (2058) و (2059)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1532)، والبيهقي 3/ 236، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 270-271 من طريق عبيدة الهجيمي، عن أبي تميمة الهجيمي قال: حدثني جابر أبو جري
 الهجيمي به.
 وزاد الطبراني (6384)، وفي "الدعاء" (2058)، وأبو نعيم "فقال رجل: يا رسول الله، ذكرت إسبال الإزار، وقد يكون بساق الرجل القرح أو الشيء يستحيي منه؟ فقال: لا بأس إلى نصف الساق، أو إلى الكعبين، إن رجلا ممن كان قبلكم لبس بردة فتبختر فيها، فنظر الله عز وجل إليه من فوق عرشه، فمقته، فأمر الأرض فأخذته ، فهو يتجلجل بين الأرض، فاحذروا مقت الله عز وجل".
 فأدخل بينهما (أبو تميمة الهجيمي)، وهو الراجح، فقد أخرجه أحمد 3/ 482-483، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (807) عن إسماعيل ابن علية، والحاكم 4/ 186 من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن سعيد الجريري، عن أبي السليل، عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل من قومه (وعند الحاكم جابر بن سليم الهجيمي رضي الله عنه) قال:
"لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة، وعليه إزار من قطن منبتر الحاشية، فقلت: عليك السلام يا رسول الله، فقال: إن عليك السلام تحية الموتى، إن عليك السلام تحية الموتى، إن عليك السلام تحية الموتى، سلام عليكم، سلام عليكم. مرتين أو ثلاثا هكذا قال. سألت عن الإزار؟ فقلت: أين أتزر؟ فأقنع ظهره بعظم ساقه، وقال: هاهنا اتزر، فإن أبيت، فهاهنا أسفل من ذلك، فإن أبيت، فهاهنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله عز وجل لا يحب كل مختال فخور. قال: وسألته عن المعروف؟ فقال: لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك، ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض، وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك، وأنت تعلم فيه نحوه، فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه، وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه" والسياق لأحمد.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد" وأقره الذهبي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10076)، وفي "عمل اليوم والليلة" (317) بذكر كيفية السلام من طريق عبد الوارث العنبري، عن الجريري به.
 وسمى الصحابي: جابر بن سليم.
وأخرجه الترمذي (2721)، والنسائي في "الكبرى" (9695)، وفي "عمل اليوم والليلة" (236)، وأحمد 5/ 65 و 377-378، والطبراني 7/ (6389) من طريق خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل من بلهجيم، قال: قلت: يا رسول الله، إلام تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده، الذي إن مسك ضر فدعوته، كشف عنك، والذي إن ضللت بأرض قفر دعوته، رد عليك، والذي إن أصابتك سنة فدعوته، أنبت عليك. قال: قلت: فأوصني، قال: لا تسبن أحدا، ولا تزهدن في المعروف ... الحديث".
وأخرجه أبو داود (5209)، والترمذي (2722)، والنسائي في "الكبرى" (10077)، وابن أبي شيبة 8/ 203 و 429 و 9/ 87، وفي "المسند" (792)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1183) و (1184)، والدولابي في "الكنى" (373) و (374) و (1569)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (101)، وفي "مساوئ الأخلاق" (23) و (48)، والطبراني 7/ (6386) و (6387)، وفي "الدعاء" (2060)، والبيهقي 10/ 236، وفي "الشعب" (7689) و (7717) و (8494)، وفي "الآداب" (124) تاما ومختصرا من طريق أبي غفار المثنى بن سعد، والطبراني 7/ (6388)، وفي "الدعاء" (2061)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 286 من طريق زيد بن هلال، كلاهما عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي جري جابر بن سليم.
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح".
وهو كما قال رحمه الله تعالى، أبو تميمة هو طريف بن مجالد.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9612) و (9613)، والطيالسي (1304)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1182)، وابن وهب في "الجامع" (378)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 43، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1185)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (25)،
وابن حبان (521)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 142، والطبراني 7/ (6390)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1531) من طريق قرة بن موسى الهجيمي، والنسائي في "الكبرى" (9614)، وابن أبي عاصم في
"الآحاد والمثاني" (1186)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 205 من طريق سهم بن المعتمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 206، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 43، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (166)، وفي "ذم الغيبة" (28)، والدولابي في "الكنى" (371)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (765) من طريق محمد بن سيرين، ثلاثتهم تاما ومختصرا عن جابر بن سليم الهجيمي، وبعضهم يقول: سليم بن جابر.

غريب الحديث


(إزرة) بكسر الهمزة الحالة وهيئة الاتزار، يعني الحالة المرضية من المؤمن.

(ما أسفل من ذلك ففي النار) دخلت الفاء في الخبر لتضمن ما معنى الشرط، أي ما دون الكعبين من قدم صاحب الإزار المسبل فهو في النار.
قال الخطابي في "معالم السنن" 4/ 197:
"يتأول على وجهين أحدهما أن ما دون الكعبين من قدم صاحبه في النار عقوبة له على فعله.
والوجه الآخر: أن يكون معناه أن صنيعه ذلك وفعله الذي فعله في النار على معنى أنه معدود ومحسوب من أفعال أهل النار والله أعلم".

(بطرا) البطر بموحدة ومهملة مفتوحتين، قال عياض: جاء في الرواية بطرا بفتح الطاء على المصدر، وبكسرها على الحال من فاعل جر، أي: جره تكبرا وطغيانا، وأصل البطر الطغيان عند النعمة، واستعمل بمعنى التكبر. وقال الراغب: أصل البطر دهش يعتري المرء عند هجوم النعمة عن القيام بحقها. كذا في "الفتح" 10/ 258.

يستفاد من الحديث


أولا: المستحب في الثياب أن تكون إلى نصف الساق.

ثانيًا: المباح من نصف الساق للكعب والزائد على ذلك حرام في حق الرجل.

ثالثًا: الوعيد على ما تحت الكعب من الإزار بالنار.
قال ابن العربي في "أحكام القرآن" 4/ 341:
"جعل النبي صلى الله عليه وسلم الغاية في لباس الإزار الكعب، وتوعد ما تحته بالنار، فما بال رجال يرسلون أذيالهم، ويطيلون ثيابهم، ثم يتكلفون رفعها بأيديهم. وهذه حالة الكبر وقائدة العجب، وأشد ما في الأمر أنهم يعصمون ويحتجون، ويلحقون أنفسهم بمن لم يجعل الله معه غيره، ولا ألحق به سواه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر الله لمن جر ثوبه خيلاء). ولفظ الصحيح: (من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله له يوم القيامة). قال أبو بكر: يا رسول الله، إن أحد شقي إزاري يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لست ممن يصنعه خيلاء). فعم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهي، واستثنى أبا بكر الصديق، فأراد الأدنياء إلحاق أنفسهم بالأقصياء، وليس ذلك لهم".
وقال في "شرح الترمذي":
"لا يجوز لرجل أن يجاوز بثوبه كعبيه ويقول لا أتكبر به، لأن النهي قد يتناوله لفظا، ولا يجوز أن يتناوله اللفظ حكما فيقول إني لست ممن يسبله، لأن تلك العلة ليست فيّ فإنه مخالف للشريعة ودعوى لا تسلم له بل من تكبره يطيل ثوبه وإزاره فكذبه في ذلك معلوم قطعا".
قلت: ويؤيده حديث جابر بن سليم، فقد أطلق فيه أن الإسبال من المخيلة، وهو حديث صحيح تقدّم تخريجه مستوفى في شواهد هذا الباب.

رابعًا: الوعيد الشديد على من جرّ ثوبه بطرًا، وأنه مظهر من مظاهر الكبر المذموم، الذي استحق فاعله حرمان نظر الله تعالى إليه يوم القيامة.



كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
24 ربيع الثاني 1439 هجري.
________________________________________________
[1] - وقع في "السنن الكبرى" للنسائي (مسلم بن يزيد) بدل (مسلم بن نذير)، وقال المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 53:
"هكذا وقع في أكثر الروايات: عن مسلم بن نذير، ووقع في رواية أبي علي الأسيوطي، عن النسائي في حديث أبي الأحوص والأعمش وابن أبي زائدة: عن أبي إسحاق، عن مسلم بن يزيد".
قلت: ووقع أيضا في روايته عن فطر، (مسلم بن يزيد).

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015