
صفة ثالثة للسترة
(121) عن علي رضي الله عنه،
قال: "لقد رأيتنا ليلة بدر، وما منا إنسان إلا نائم، إلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فإنه كان يصلي إلى شجرة، ويدعو حتى أصبح، وما كان منا فارس يوم بدر غير
المقداد بن الأسود".
إسناده صحيح - أخرجه
النسائي في "الكبرى" (825)، وأحمد 1/ 125 و 138، وفي "فضائل الصحابة"
(1686)، والطيالسي (118)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (213)، وأبو يعلى
(280) و (305)، وابن خزيمة (899)، وعنه ابن حبان (2257)، وابن المنذر في "الأوسط"
(1603)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (571)، وأبو نعيم
في "معرفة الصحابة" (6168)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 39
و 49 عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت حارثة بن مضرب، يحدث عن علي: فذكره.
وفي لفظ "تحت شجرة يصلي، ويبكي، حتى أصبح".
وحسّن إسناده الحافظ في "الفتح"
1/ 580، ولعل ذلك لما نقله في ترجمة حارثة بن مضرب من "تهذيب التهذيب" 2
/ 167 أن ابن الجوزي ذكر في "الضعفاء" تبعا للأزدي أن علي بن المديني، قال:
متروك.
وقال الحافظ:
"ينبغي أن يحرر هذا".
لكنه قال في "التقريب":
"ثقة من الثانية غلط من نقل عن ابن المديني
أنه تركه".
فكان يفترض به تصحيحه.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/
25 من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق به.
ورواه عمر بن أبي زائدة أخو زكريا، عن أبي
إسحاق، عن البراء، وقال الدارقطني في "العلل" 3/ 184:
"والصحيح حديث حارثة".
يستفاد من الحديث
أولًا: جواز
إتخاذ الشجرة سترة في الصلاة.
ثانيًا: فيه
دلالة على تيقظه صلى الله عليه وسلم وشدة اهتمامه بهذه الغزوة، والتجائه إلى ربه.
ثالثًا: أن
الإلحاح في الدعاء من أسباب الاستجابة، ففي الحديث "ويدعو حتى أصبح"، وقد
استجاب الله تعالى دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم فنصره على أعدائه.
رابعًا: جواز
البكاء من خشية الله تعالى في الصلاة.
خامسًا: فيه
منقبة للمقداد بن الأسود رضي الله عنه.
إرسال تعليق