
قراءة البسملة وإسرار الإمام بها في الصلاة الجهرية
(138) "إن النبي صلى
الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان كانوا لا يجهرون بـ {بسم الله الرحمن الرحيم}".
صحيح - أخرجه
النسائي (907)، وفي "الكبرى" (981)، وأحمد 3/ 179 و 275، وابن أبي شيبة
1/ 411، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (923)، وابن خزيمة (495)، وابن
الجارود في "المنتقى" (183)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/
202، وابن المنذر في "الأوسط" (1347)، والدارقطني 2/ 90-91 و 92، وابن عبد
البر في "الإنصاف" (16) و (17) و (18) و (19) عن شعبة، وعبد بن حميد
(1191) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، والدارقطني 2/ 93 من طريق همام بن يحيى،
والنسائي (907)، وفي "الكبرى" (981)، وابن خزيمة (496)، وابن الجارود في
"المنتقى" (181)، وابن حبان (1803)، وابن عبد البر في "الإنصاف"
(19) من طريق ابن أبي عروبة، أربعتهم عن قتادة، عن أنس ابن مالك، قال: فذكره.
ولم يذكر العرزمي (عثمان).
وأخرجه أبو القاسم البغوي (922) و (1986)،
ومن طريقه ابن حبان (1799)، والدارقطني 2/ 90-91، وابن عبد البر في "الإنصاف"
(16) مقرونا بشعبة: شيبان، وفيه تصريح قتادة بالسماع.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 202 من طريق شيبان (وحده) به.
وأخرجه مسلم (399-50)، وأحمد 3/ 176-177 و
273، وابن خزيمة (494)، وأبو عوانة (1656)، وأبو الشيخ في "الفوائد" (8)،
والدارقطني 2/ 91، والبيهقي 2/ 51، وابن عبد البر في "الإنصاف" (15) من طريق
شعبة به، بلفظ "فلم أسمع أحدا منهم يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم".
وأخرجه أبو يعلى (3005) و (3245)، والرامهرمزي
في "المحدث الفاصل" (ص 605) من طريق شعبة به، وفيه "فلم يكونوا يستفتحون
القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم".
وأخرجه البخاري (743)، وفي "القراءة خلف
الإمام" (93) و (94) - طبعة الصميعي، وأحمد 3/ 273، وابنه في "زوائده"
على "المسند" 3/ 278، والطيالسي (2087)، وابن خزيمة (492)، وابن المنذر في
"الأوسط" (1342) والدارقطني 2/ 93 و 94، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"
1/ 222، والبيهقي 2/ 51، وفي "المعرفة" (3127) عن شعبة (وحده)، وفيه
"فكانوا يستفتحون بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وتابعه على هذا اللفظ أيوب السختياني عند النسائي
(903)، وفي "الكبرى" (978)، وابن ماجه (813)، وأحمد 3/ 111، والبخاري في
"القراءة خلف الإمام" (104)، والشافعي 1/ 78، وفي "السنن المأثورة"
(41)، والحميدي (1199)، وابن الجارود (182)، وابن الأعرابي في "المعجم"
(1223)، والبيهقي 2/ 51، وفي "المعرفة" (3119)، وابن عبد البر في "الإنصاف"
(7)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 81، وسعيد بن أبي عروبة عند أحمد 3/
101 و 205 و 254، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (98)، وابن أبي شيبة
1/ 410، وأبي يعلى (2980) و (2981) و (2982) و (3131)، والطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 202، وأبي عوانة (1659)، وابن المقرئ في "المعجم" (829)، وابن عبد البر
في "الإنصاف" (11) و (12)، وهشام الدستوائي عند أبي داود (782)، وأحمد
3/ 114 و 183 و 273، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (102)، وابن أبي شيبة
1/ 411، والدارمي (1240)، وأبي يعلى (2983) و (3128)، والدولابي في "الكنى"
(1501)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (292)، وابن عبد البر في "الإنصاف"
(8) و (9) و (13)، وهمام عند أحمد 3/ 289، والبخاري في "القراءة خلف الإمام"
(100)، وأبي يعلى (2881)، وأبي بكر الشافعي في "الغيلانيات" (412)، وأبو
عوانة عند الترمذي (246)، والنسائي (902)، وفي "الكبرى" (977)، وابن ماجه
(813)، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (101)، وابن خزيمة (491)، وابن
عبد البر في "الإنصاف" (14)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 297،
وخليد بن دعلج، والحجاج بن أرطاة، وأبان المعلم عند الطبراني في "الأوسط"
(1080) و (5462) و (7824)، وعمران القطان عند
الدارقطني 2/ 94.
وبعضهم لا يذكر (عثمان).
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح".
وأخرجه ابن حبان (1803) من طريق ابن أبي عروبة،
عن قتادة به، بلفظ "لم يكونوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم، وكانوا يجهرون
بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وأخرجه مسلم (399-52)، وأحمد 3/ 223-224، والبخاري
في "القراءة خلف الإمام" (95) و (96)، وأبو عوانة (1657)، والرامهرمزي في
"المحدث الفاصل" (ص 442)، والدارقطني 1/ 316، وأبو نعيم في "الحلية"
8/ 51، والبيهقي 2/ 50، وابن عبد البر في "الإنصاف" تحت الحديث (20) من طرق
عن الأوزاعي، عن قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدثه، قال:
"صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي
بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ {الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون بسم الله
الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها".
وأخرجه أبو عوانة (1658)، والسراج في
"حديثه" (2543)، وابن عبد البر في "الإنصاف" (20) من طريق محمد
بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس، قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأبو بكر، وعمر، وعثمان، يفتتحون القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وليس في رواية السراج (عثمان).
وجاء في مطبوع "مستخرج أبي عوانة"
(إسحاق) بدلا عن (أنس)، وأراد محققو المستخرج طبعة الجامعة الإسلامية (1700) إصلاحه
فحذفوا من إسناده (قتادة)، وتركوه بإثبات إسحاق فصار الحديث مرسلا، وذكر الحافظ في
"إتحاف المهرة" (1518) رواية أبي عوانة هذه، فجاء فيه: "دحيم، حدثنا
الوليد. وعن يوسف بن مسلم، عن محمد بن كثير، كلهم عن الأوزاعي، عن قتادة به"،
وذكرها أيضا في "النكت على كتاب ابن الصلاح" 2/ 757، وفيه "دحيم، عن الوليد، وعن يوسف بن
سعيد، عن محمد بن كثير كلاهما، عن الأوزاعي، عن إسحاق، عن أنس" وهذا يوافق ما
جاء في طبعة الجامعة الإسلامية، وهو بخلاف ما جاء في طبعة دار المعرفة لمستخرج أبي
عوانة، و "إتحاف المهرة"، وقد رواه الوليد بن مسلم، ومحمد بن كثير، كلاهما
عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وقتادة، كلاهما عن أنس بن مالك، كما
في رواية السراج، و "الإنصاف" (20) و (21) لابن عبد البر، وسيأتي الكلام
على رواية إسحاق بن أبي طلحة في الطريق التاسعة إن شاء الله تعالى.
وله طرق أخرى عن أنس:
1 ، 2 ، 3 - أخرجه
أحمد 3/ 264، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 58-59، والترمذي في
"العلل الكبير" (97)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"
(1373)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 227-228، وبحشل في
"تاريخ واسط" (ص250)، وابن خزيمة (497)، والطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 203، وابن المنذر في "الأوسط" (1348)، وابن الأعرابي في "المعجم"
(787)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 4/ 164، وابن المقرئ في "المعجم"
(503)، وتمام في "الفوائد" (866)، والخليلي في "الإرشاد"
(140)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 19، والبغوي في "شرح السنة"
(582) عن الأحوص بن جواب، حدثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن شعبة، عن ثابت البناني،
عن أنس، قال:
"صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع
أبي بكر، ومع عمر، فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم".
وعند الخليلي بالمرفوع فقط.
وفي لفظ "فكانوا يفتتحون القراءة بـ
{الحمد لله رب العالمين}".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/
228 من طريق سليمان بن الربيع، حدثنا كادح بن رحمة، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: حدثنا
عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس، قال:
"صليت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ومع أبي بكر وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم".
وقال ابن عدي:
"وهذا يعرف بأبي الجواب الأحوص بن جواب،
عن عمار بن رزيق، وقد رواه كادح، ومحمد بن عبد الأعلى أيضا معه".
قلت: إسناده ضعيف جدا، سليمان بن الربيع النهدي
الكوفي: قال الدارقطني: متروك.
وقال الترمذي:
"هذا وهم والأصح شعبة، عن قتادة، عن أنس".
وقال أبو حاتم كما في "العلل"
(229):
"هذا خطأ، أخطأ فيه الأعمش، إنما هو شعبة،
عن قتادة، عن أنس".
وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"
(ص 345) من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا
بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وأخرجه أحمد 3/ 168 و 286، وأبو يعلى
(3093) و (3522) و (3874)، وابن حبان (1800)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"
(411) من طريق حماد بن سلمة، قال: أخبرنا قتادة، وثابت، وحميد، عن أنس بن مالك:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر،
وعمر، وعثمان كانوا يستفتحون القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وعند أحمد 3/ 286، وأبي يعلى (وكان حميد لا
يذكر النبي صلى الله عليه وسلم).
وأخرجه أحمد 3/ 203، وابن المنذر في
"الأوسط" (1343)، والبغوي في "شرح السنة" (581) من طريق حماد بن
سلمة، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (99) من طريق همام، كلاهما عن قتادة،
وثابت، عن أنس مرفوعا.
وأخرجه عبد الرزاق (2598)، وأبو يعلى
(3031) عن معمر، عن قتادة، وحميد، وأبان، عن أنس:
"سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا
بكر، وعمر، وعثمان يقرءون {الحمد لله رب العالمين}".
وأخرجه ابن حبان (1798) من طريق ابن أبي عدي
قال: حدثنا حميد، وسعيد، عن قتادة به.
وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"
(797) من طريق حميد، عن قتادة به.
وأخرجه
مالك في "الموطأ" 1/ 81 - ومن طريقه الطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 202، والبيهقي 2/ 51، والبغوي في "شرح السنة" (583) - عن حميد الطويل،
عن أنس بن مالك، أنه قال:
"قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم
كان لا يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم إذا افتتح الصلاة".
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 202 من طريق زهير بن معاوية، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه:
"أن أبا بكر وعمر - ويرى حميد أنه قد
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم -" ثم ذكر نحوه.
وأخرجه إسماعيل بن جعفر في "حديثه"
(98)، وابن أبي شيبة 1/ 410، وابن المقرئ في "المعجم" (537) عن هشيم، والبيهقي
2/ 52 من طريق معاذ بن معاذ، ثلاثتهم عن حميد الطويل به، وفيه "فكانوا يفتتحون
القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وعند ابن أبي شيبة، وابن المقرئ "قال
حميد: وأحسبه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام"
(103) من طريق سفيان، والشافعي في "السنن المأثورة" (42) عن عبد الوهاب بن
عبد المجيد الثقفي، وتمام في "الفوائد" (1024) من طريق مروان بن معاوية الفزاري،
ثلاثتهم عن حميد به، وفيه "أن النبي صلى الله عليه وسلم...الحديث".
وأخرجه البيهقي في "المعرفة"
(3114) من طريق سفيان بن عيينة، قال: حدثنا حميد قال: سمعت أنس بن مالك، يقول:
"كان أبو بكر، وعمر، يفتتحان القراءة
بـ {الحمد لله}".
4 - أخرجه
ابن حبان (1802) أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال،
قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس،
قال:
"وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو
بكر، وعمر، رضوان الله عليهما، لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم".
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/
316 حدثنا أبو بحر، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا إبراهيم بن بشار، حدثنا سفيان، عن أيوب،
عن أبي قلابة، عن أنس، قال:
"صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي
بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وقال أبو نعيم:
"تفرد به إبراهيم بن بشار، عن أبي قلابة،
ورواه عامة أصحابه من حديث أيوب، عن قتادة، عن أنس".
وإسناده ضعيف جدا، شيخ أبي نعم، قال فيه البرقاني:
كان كذابا.
وقال السهمي سألت الدَّارقُطني عنه؟ فقال:
كان له أصل صحيح، وسماع صحيح، وأصل رديء، فحدث بذا وبذاك فأفسده.
وقال أبو نعيم: كان الدارقطني يقول لنا: اقتصروا
من حديث أبي بحر البربهاري على ما انتخبته حسب.
5 - أخرجه
النسائي (906)، وفي "الكبرى" (980)، ومن طريقه ابن عبد البر في "الإنصاف"
(22) أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي، يقول: أخبرنا أبو حمزة،
عن منصور بن زاذان، عن أنس بن مالك، قال:
"صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى بنا أبو بكر، وعمر فلم نسمعها
منهما".
رجاله ثقات، أبو حمزة هو محمد بن ميمون السكري.
قال العلائي في "جامع التحصيل"
(ص 287):
"منصور بن زاذان: قال الإمام أحمد: لم
يسمع من نافع مولى ابن عمر شيئا. ووجدت بخط الحافظ الضياء قيل: لم يسمع من أنس بن مالك
شيئا والله أعلم".
6 - أخرجه
البخاري في "القراءة خلف الإمام" (105)، والطبراني في "الأوسط"
(5018) عن الحسن بن الربيع البوراني، وأبو يعلى (4159)، وتمام في "الفوائد"
(1691) عن جبارة بن مغلس، وابن الأعرابي في "المعجم" (360) من طريق محمد
بن عبد الرحمن بن بشمين الحماني، ثلاثتهم عن أبي إسحاق الحميسي، عن مالك بن دينار،
عن أنس، قال:
"صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم،
وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فكانوا يفتتحون القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}،
ويقرءون {مالك يوم الدين}".
وليس في رواية ابن الأعرابي (علي)، وإسناده
ضعيف، تفرّد به أبو إسحاق الحميسي وهو ضعيف.
7 - أخرجه
البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 441 عن محمد بن يوسف الفريابي، وأبو يعلى
(4205) من طريق أبي داود الحفري عمر بن سعد، والبيهقي 2/ 52 من طريق عبد الله بن الوليد،
ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي نعامة، عن أنس، قال:
" كان النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو
بكر، وعمر لا يقرءون - يعني لا يجهرون - بسم الله الرحمن الرحيم".
وقال البيهقي:
"ورواه الحسين بن حفص عن سفيان وقال:
(لا يجهرون) ولم يقل (لا يقرءون)".
وإسناده صحيح، وقال البخاري:
"والأول أصح" يعني من حديث أبي نعامة،
عن ابن عبد الله بن مغفل، عن أبيه، وسيأتي تخريجه إن شاء الله في الشواهد.
8 - أخرجه
ابن خزيمة (498)، وابن المنذر في "الأوسط" (1349) عن أحمد بن أبي سريج الرازي،
والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 203 من طريق دحيم بن اليتيم، والطبراني في
"الأوسط" (8277) من طريق أبي تقي هشام بن عبد الملك، وأبو أحمد الحاكم في
"شعار أصحاب الحديث" (39) من طريق هشام بن عمار، وأبو نعيم في "الحلية"
6/ 179 من طريق علي بن بحر، وعبد الرحمن بن يونس، ستتهم عن سويد بن عبد العزيز، حدثنا
عمران القصير، عن الحسن، عن أنس بن مالك:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يسر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة، وأبو بكر، وعمر".
وليس عند الطبراني (أبو بكر وعمر).
وإسناده ضعيف من أجل سويد بن عبد العزيز.
وأخرجه الطبراني 1/ (739) حدثنا عبد الله بن
وهيب الغزي، حدثنا محمد بن أبي السري، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن به.
وهذا إسناد رجاله موثقون إلا شيخ الطبراني
ترجمه السمعاني في "الأنساب" 10/ 41، وابن ماكولا في "الإكمال"
7/ 112، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 33/ 273-274، والذهبي في "تاريخ
الإسلام" 7/ 37، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 203 من طريق سليمان بن عبيد الله الرقي، قال: حدثنا مخلد بن الحسين، عن هشام بن
حسان، عن ابن سيرين، والحسن، عن أنس بن مالك، قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو
بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يستفتحون بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وإسناده ضعيف من أجل سليمان بن عبيد الله الرقي.
9 - أخرجه
مسلم (399)، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (97)، والسراج في "حديثه"
(2543) و (2544) (2545)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 203، والدارقطني
2/ 94، وابن عبد البر في "الإنصاف" (21) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة، عن أنس بن مالك:
"أنه صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبي بكر، وعمر، وعثمان فكانوا يستفتحون: بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وعند السراج (2544)، والدارقطني "فكانوا
يفتتحون القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين} فيما يجهر به".
10 - أخرجه
الطبراني في "الأوسط" (7234) حدثنا محمد بن مسلم، حدثنا روح بن قرة المقرئ،
حدثنا عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، عن أنس بن مالك، قال:
"صليت خلف رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى قبض، وخلف أبي بكر وعمر حتى قبضا، فما سمعت أحدا منهم جهر ببسم الله الرحمن
الرحيم في الصلاة، وكانوا يفتتحون بـ {الحمد}".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم التيمي
إلا العوام، تفرد به: عبد الله بن خراش".
وإسناده ضعيف، وفيه علل:
الأولى: الانقطاع، قال يحيى القطان في رواية
إبراهيم التيمي عن أنس في القبلة للصائم: لا شيء، لم يسمعه.
وانظر "جامع التحصيل" (ص 141)، و"تهذيب
التهذيب" 1/ 177.
والثانية: عبد الله بن خراش: ضعيف، وأطلق عليه
ابن عمار الكذب كما في "التقريب".
والثالثة: روح بن قرة المقرئ: مجهول الحال،
ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" 5/ 822، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
والرابعة: شيخ الطبراني لم أجد له ترجمة.
11 - أخرجه
الطبراني في "الأوسط" (7877) حدثنا محمود، حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي،
حدثنا محمد بن فضيل، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك قال:
"حفظت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وأبي بكر، وعمر، فكانوا إذا كبروا قرأوا: {الحمد لله رب العالمين}".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا محمد
بن فضيل، تفرد به: محمد بن الصباح".
وإسناده حسن.
12 - أخرجه
البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 385 عن أحمد بن يونس: أخبرنا أبو الأحوص،
عن يوسف بن أسباط، عن عائذ بن شريح، عن أنس، قال:
"صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم،
وأبى بكر، وعمر، فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 8/
488-489، وابن المقرئ في "المعجم" (1299)، وأبو نعيم في "الحلية"
8/ 245 من طريق أبي همام الوليد بن شجاع، حدثنا أبو الأحوص، عن يوسف بن أسباط، عن عائذ
بن شريح، عن أنس، قال:
"صليت خلف رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فلم يكونوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم".
قال أبو همام: "ثم لقيت يوسف بن أسباط،
فحدثني بهذا عن عائذ بن شريح".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 8/
488 من طريق خلف بن هشام، ومحمد بن القاسم الملقب: بسحيم، كلاهما عن أبي الأحوص به.
وإسناده ضعيف، عائذ بن شريح: قال أبو حاتم:
في حديثه ضعف.
وقال ابن طاهر: ليس بشيء.
ويوسف بن أسباط: صدوق ربما أخطأ، وثقه الإمام
أحمد، ويحيى بن معين.
وقال البخاري: قال صدقة: دفن يوسف كتبه، فكان
بعد يقلب عليه، فلا يجيء به كما ينبغي.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: هو عندي من أهل الصدق إلا أنه
لما عدم كتبه كان يحمل على حفظه فيغلط ويشتبه عليه، ولا يتعمد الكذب.
وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/
638، وقال:
"كان من خيار أهل زمانه من عباد أهل الشام
وقرائهم، كان ممن لا يأكل إلا الحلال المحض فإن لم يجده استف التراب، مستقيم الحديث
ربما أخطأ".
13 - أخرجه
الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 203 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة،
عن يزيد بن أبي حبيب: أن محمد بن نوح أخا بني سعد بن بكر حدثه، عن أنس بن مالك رضي
الله عنه قال:
"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر
وعمر رضي الله عنهما يستفتحون القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}".
محمد بن نوح: لم أجد فيه إلا ما ذكره العيني
في "مغاني الأخيار" 3/ 552: "محمد بن نوح: أخو بني سعد بن بكر، عن أنس
بن مالك، وعنه يوسف (كذا) بن أبي حبيب، ذكر ابن حبان - في "الثقات"
7/ 429 - في الطبقة الثالثة محمد بن نوح، وقال: روى عن الحسن، وعنه حماد. ا. هـ. فلعل
المترجم له هو هذا، ويكون روايته عن أنس مرسلة، والله تعالى أعلم بالصواب".
هذا آخر ما وقفت عليه من طرق حديث أنس بن مالك،
ومحصل حديثه نفي الجهر بالبسملة على ما ظهر من طريق الجمع بين مختلف الروايات عنه كما
قال الحافظ في "الفتح" 2/ 228، وقد أطال الحافظ ابن رجب بيان هذا في
"فتح الباري" 6/ 388-432، فأفاد وأجاد.
وجاء في "نصب الراية" 1/
330-331:
"(فكانوا يستفتحون القراءة بـ {الحمد
للْه رب العالمين})، هذا اللفظ هو الذي صححه الخطيب، وضعف ما سواه، لرواية الحفاظ له
عن قتادة، ولمتابعة غير قتادة له عن أنس فيه، وجعل اللفظ المحكم عن أنس، وجعل غيره
متشابها، وحمله على الافتتاح بالسورة، لا بالآية، وهو غير مخالف للألفاظ الباقية بوجه،
فكيف يجعل مناقضا لها؟! فإن حقيقة هذا اللفظ الافتتاح بالآية من غير ذكر التسمية جهرا،
أو سرا، فكيف يجوز العدول عنه بغير موجب؟! ويؤكده قوله في رواية مسلم: (لا يذكرون بسم
اللْه الرحمن الرحيم، في أول قراءة ولا في آخرها)، لكنه محمول على نفي الجهر، لأن أنسا
إنما ينفي ما يمكنه العلم بانتفائه، فإنه إذا لم يسمع مع القرب علم أنهم لم يجهروا،
وأما كون الإمام لم يقرأها فهذا لا يمكن إدراكه إلا إذا لم يكن بين التكبير والقراءة
سكوت يمكن فيها القراءة سرا، ولهذا استدل بحديث أنس هذا على عدم قراءتها من لم يرَ
هاهنا سكوتا كمالك وغيره، لكن ثبت في "الصحيحين" عن أبي هريرة، أنه قال:
(يا رسول الله، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول ...) كذا وكذا
إلى آخره، على ما ذكرنا، وإذا كان له سكوت لم يمكن لأنس أن ينفي قراءتها في ذلك السكوت،
فيكون نفيه للذكر، والاستفتاح، والسماع، مرادا به الجهر بذلك، يدل عليه قوله: (فكانوا
لا يجهرون)، وقوله: (فلم أسمع أحداً منهم يجهر)، ولا تعرّض فيه للقراءة سرا ولا على
نفيها، إذ لا علم لأنس بها حتى يثبتها، أو ينفيها، ولذلك قال لمن سأله: (إنك لتسألني
عن شيء ما أحفظه)، فإن العلم بالقراءة السرية إنما يحصل بإخبار، أو سماع عن قرب، وليس
في الحديث شيء منهما، ورواية من روى: (فكانوا يسرون) كأنها مروية بالمعنى من لفظ:(لا
يجهرون)، وأيضا فحمل الافتتاح بـ {الحمد لله رَب العَالمين} على السورة لا الآية مما
تستبعده القريحة، وتمجه الأفهام الصحيحة، لأن هذا من العلم الظاهر الذي يعرفه العام
والخاص، كما يعلمون أن الفجر ركعتان، وأن الظهر أربع، وأن الركوع قبل السجود، والتشهد
بعد الجلوس إلى غير ذلك، فليس في نقل مثل هذا فائدة، فكيف يجوز أن نظن أن أنسا قصد
تعريفهم بهذا، وأنهم سألوه عنه؟!
وإنما
مثل هذا مثل من يقول: فكانوا يركعون قبل السجود، أو فكانوا يجهرون في العشاءين والفجر،
ويخافتون في صلاة الظهر والعصر، وأيضا فلو أريد الافتتاح بالسورة لقيل: كانوا يفتتحون
القراءة بأم القرآن، أو بفاتحة الكتاب، أو سورة الحمد، هذا هو المعروف في تسميتها عندهم،
وأما تسميتها {الحمد لله رَب العَالمين} فلم ينقل عن النبي- عليه السلام- ولا عن الصحابة
والتابعين، ولا عن أحد يحتج بقوله، وأما تسميتها بالحمد فقط فعُرْف متأخر، يقولون:
فلان قرأ الحمد، وأين هذا من قوله: (فكانوا يفتتحون القراءة بـ {الحمد للهِ رَب العَالمين}؟
فإن هذا لا يجوز أن يراد به السورة إلا بدليل صحيح".
وله شواهد من حديث ابن مسعود، وعائشة، وعبد الله بن مغفل:
أما حديث عبد الله بن مسعود:
فأخرجه الجصاص في "أحكام القرآن"
1/ 17 حدثنا أبو الحسن عبيد الله ابن الحسين الكرخي رحمه الله قال: حدثنا الحضرمي،
قال: حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا معاوية بن هشام، عن محمد بن جابر، عن حماد، عن إبراهيم،
عن عبد الله، قال:
"ما جهر رسول الله صلى الله عليه
وسلم في صلاة مكتوبة ببسم الله الرحمن الرحيم، ولا أبو بكر ولا عمر".
جاء في "نصب الراية" 1/ 335:
"هذا حديث لا تقوم به حجة، لكنه شاهد
لغيره من الأحاديث، فإن محمد بن جابر تكلم فيه غير واحد من الأئمة، وإبراهيم لم يلق
عبد الله بن مسعود، فهو ضعيف ومنقطع، والحضرمي: هو محمد بن عبد الله الحافظ المعروف
بمطين، وشيخه ابن العلاء: هو أبو كريب الحافظ، روى عنه الأئمة الستة بلا واسطة، والله
أعلم".
وأما حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
فأخرجه مسلم (498)، وأبو داود (783)، وابن
ماجه (812) و (869) و (893)، وأحمد 6/ 31 و 194، وعبد الرزاق في "المصنف"
(2540) و
(2602) و (2873) و (3014) و (3050)، وابن أبي شيبة 1/ 229 و 252 و 258 و 284 و 285
و 289 و 410، وإسحاق بن راهويه (1331) - ومن طريقه أبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب
الحديث" (60)-، وأبو يعلى (4667)، وابن خزيمة (699)، وأبو عوانة (1585) و
(1595) و (1802) و (1891) و (2004)، وابن حبان (1768)، والبيهقي 2/ 15 و 85 و 113 و
172، وفي "المعرفة" (3636)، وابن عبد البر في "الإنصاف" (3) تاما
ومختصرا من طرق عن حسين المعلم، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح
الصلاة بالتكبير والقراءة، بـ {الحمد لله رب العالمين}، وكان إذا ركع لم يشخص رأسه،
ولم يصوبه، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد، حتى يستوي قائما، وكان
إذا رفع رأسه من السجدة، لم يسجد حتى يستوي جالسا، وكان يقول في كل ركعتين التحية،
وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، وكان ينهى عن عقبة الشيطان، وينهى أن يفترش
الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم" والسياق لمسلم.
وأخرجه أحمد 6/ 171 حدثنا محمد بن جعفر، والدارمي
(1236) أخبرنا جعفر بن عون، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 203 من طريق أسباط
بن محمد، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 82، وابن عبد البر في "الإنصاف"
(4) من طريق سعيد بن عامر، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 252 من طريق إسرائيل،
خمستهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن بديل، عن أبي الجوزاء، عن عائشة.
وأخرجه أحمد 6/ 281 حدثنا أسباط بن محمد، قال:
حدثنا شعبة، عن بديل به.
وقد نبه محققو المسند طبعة المكنز 12/
6372 رقم (27046) أنه في نسخة للمسند جاء (سعيد) وهي أولى لموافقتها ما تقدّم في
"شرح المعاني" 1/ 203.
وأخرجه أحمد 6/ 110 من طريق أبان، عن بديل
بن ميسرة به.
وأخرجه الطيالسي (1651) - ومن طريقه الطبراني
في "الأوسط" (7617)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 63 و 82- حدثنا
عبد الرحمن بن بديل العقيلي، عن أبيه به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 296 حدثنا عبد السلام،
عن بديل، عن أبي الجوزاء، عن عائشة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول
في الركعتين: التحيات".
أبو الجوزاء اسمه أوس بن عبد الله الربعي البصري،
وقال ابن عبد البر:
"رجال إسناد هذا الحديث ثقات كلهم، لا
يختلف في ذلك إلا أنهم يقولون: إن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من عائشة، وحديثه عنها
إرسال".
وقال البيهقي:
"خالفه - الضمير يعود على حسين المعلم
- حماد بن زيد في إسناده!".
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"
2/ 151، والبيهقي 2/ 15 من طريقه عن بديل - قال حماد حفظي - عن ابن شقيق، عن عائشة
به.
قلت: لم يتفرّد به حسين المعلم، فقد تابعه
جمعٌ كما تقدّم، وقال الدارقطني في "العلل" 14/ 397:
"والقول قول من قال: عن أبي الجوزاء".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"
10/ 320 من طريق نصر بن الحريش الصامت، حدثنا المشمعل بن ملحان، عن الحسن بن دينار،
عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عائشة، قالت:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح
الصلاة بالتكبير ويفتتح القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وإسناده ضعيف جدا، الحسن بن دينار: متروك الحديث.
ونصر بن الحريش: قال الدارقطني: ضعيف.
وأما حديث عبد الله بن مغفل:
فأخرجه الترمذي (244)، وابن ماجه (815)، وأحمد
4/ 85، وابن أبي شيبة 1/ 410، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 202، وابن عبد
البر في "الإنصاف" (1) عن إسماعيل ابن علية، وأحمد 5/ 55، والبخاري في
"القراءة خلف الإمام" (107) - طبعة دار الصميعي: من طريق وهيب، والبخاري
في "القراءة خلف الإمام" (92) من طريق يزيد بن هارون، وابن المنذر في
"الأوسط" (1350) من طريق بشر، أربعتهم عن الجريري، عن قيس بن عباية، قال:
حدثني ابن عبد الله بن مغفل، عن أبيه، قال: - وقلما رأيت رجلا أشد عليه في الإسلام
حدثا منه - فسمعني وأنا أقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بني إياك والحدث، فإني
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع أبي بكر، ومع عمر، ومع عثمان، فلم أسمع
رجلا منهم يقوله، فإذا قرأت، فقل: {الحمد لله رب العالمين}".
وابن عبد الله بن مغفل جاءت تسميته عند أحمد
4/ 85 بـ (يزيد).
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وقال الحافظ في "النكت على كتاب ابن الصلاح"
2/ 769:
"حديث حسن، لأن رواته ثقات ولم يصب من
ضعفه بأن ابن عبد الله بن مغفل مجهول لم يسم، فقد ذكره البخاري في "تاريخه"
فسماه: يزيد، ولم يذكر فيه هو ولا ابن أبي حاتم جرحا [1]،
فهو مستور اعتضد حديثه".
وأخرجه عبد الرزاق (2600) عن معمر، عن سعيد
الجريري قال: أخبرني من سمع، ابن عبد الله بن مغفل يقول: فذكره.
والمبهم هو قيس بن عباية، أبو نعامة الحنفي.
وتابع الجريري: عثمان بن غياث، وراشد بن نجيح
أبو محمد الحماني:
أما متابعة عثمان بن غياث:
فأخرجها النسائي (908)، وفي "الكبرى"
(982)، وأحمد 5/ 54، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 441، والروياني في
"مسنده" (884)، والبيهقي 2/ 52، وابن عبد البر في "الإنصاف"
(2) من طريق عثمان بن غياث، حدثني أبو نعامة الحنفي، عن ابن عبد الله بن مغفل به.
وأما متابعة راشد بن نجيح:
فأخرجها الدولابي في "الكنى"
(1664) من طريق محمد بن آدم، قال: حدثني ابن المبارك، عن راشد أبي محمد، قال: حدثني
قيس بن عباية، عن ابن عبد الله بن مغفل، قال: "سمعني أبي أجهر ببسم الله الرحمن
الرحيم فقال: يا بني صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر رضي الله
عنهما فكانوا يفتتحون بـ {الحمد لله رب العالمين}".
وتابع قيس بن عباية: أبو سفيان السعدي:
أخرجه أبو يوسف في "الآثار"
(107) عن أبي حنيفة ( وهو في "مسنده" - رواية أبي نعيم (ص 132) )، وابن بشران
في "الأمالي" (1237) من طريق حمزة الزيات، كلاهما عن أبي سفيان، عن يزيد
بن عبد الله بن مغفل، عن أبيه، قال:
"صلى خلف إمام فجهر ببسم الله الرحمن
الرحيم، فقال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، فلم أسمعها من أحد
منهم".
وإسناده ضعيف: أبو سفيان هو طريف بن شهاب:
قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ضعيف الحديث.
يستفاد من الحديث
أولًا: الاسرار
بالبسملة فيما يُجهر فيه بالقراءة من الصلوات، قال الترمذي في "سننه" 2/
12:
"والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم منهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وغيرهم، ومن بعدهم من
التابعين، وبه يقول سفيان الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق: لا يرون أن يجهر ببسم
الله الرحمن الرحيم، قالوا: ويقولها في نفسه".
ثانيًا: أن
ترك الجهر بالبسملة كان ميراثا عن النبي صلى الله عليه وسلم يتوارثونه خلفُهم عن سلفهم،
وأيد المالكية ترك التسمية بالعمل المتصل من أهل المدينة.
ثالثًا: قال
تاج الدين الفاكهاني في "رياض الأفهام" 2/ 326:
"الكلام على الحديث يتعلق بالبسملة، وهل
هي آية من الفاتحة، أو لا؟ وكذلك أيضا هل هي آية من كل سورة غير براءة، أو لا؟، وهي
من المسائل المهمة في الدين، فإنه ينبني عليها صحة لصلاة، وعدم صحتها، وقد أفردت لها
جزءا يشتمل على نحو من ثلاثين ورقة لقبته: بـ "الفوائد المكملة في شرح البسملة"،
ولكنا نذكر هنا ما لا بد منه على طريق الاختصار، فنقول: ذهب مالك، وأبو حنيفة، وداود:
إلى أن البسملة ليست آية من الفاتحة، ولا غيرها، إلا في سورة النمل...
واختلفت الرواية عن أحمد بن حنبل، فروي عنه:
أنها منها، وروي عنه: أنها ليست بآية منها، لكنها آية منفردة.
قال ابن هبيرة: يعني: أنها كلام الله عز وجل
أنزلت للفصل بين السور.
ولم يختلف قول الشافعي على ما نقله أهل مذهبه،
وإن كان ظاهر "المستصفى" يشعر باختلاف قوله في أنها آية في أول الفاتحة،
واختلف قوله في كونها آية في أول كل سورة غير الفاتحة، وبراءة، أو لا، على ثلاثة أقوال:
في "شرح المهذب" - 3/ 333 -: أصحها
وأشهرها، وهو الصواب، أو الأصوب: أنها آية كاملة.
والثاني: أنها بعض آية.
والثالث: أنها ليست بقرآن في أوائل السور غير
الفاتحة. انتهى.
وأصح هذه المذاهب: مذهب مالك، ومن وافقه في
ذلك، ويدل عليه أمران: منقول، ومعقول:
أما المنقول: فمنه هذا الحديث، فإن ظاهره أو
نصه ينفي كونها من الفاتحة.
ومن ذلك أيضا حديث: (قسمت الصلاة بيني وبين
عبدي، يقول العبد: الحمد لله رب العالمين) الحديث إلى آخره، قال القاضي عبد الوهاب:
فيه دليلان:
أحدهما: أنه بين كيفية قسمة السورة، وبدأ بالحمد،
فلو كانت البسملة منها، لابتدأ بها.
والآخر: أنه بين التسمية بالآيات، وفي إثبات
البسملة إبطال لهذا المعنى.
قلت: يريد: أن الفاتحة سبع آيات إجماعا، وإن
كان قد شذ حسين الجعفي، فقال: هي ست آيات، وعمرو بن عبيد، فقال: هي ثمان آيات، وإذا
ثبت أنها سبع آيات، فإثبات البسملة آية منها يصيرها ثماني آيات، فتبطل القسمة على ما
تقرر، وسيأتي الكلام على شيء من ذلك أيضا.
ومن ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: (من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي:
تبارك الذي بيده الملك) رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسن، وفي رواية أبي داود:
(تشفع)، وقد أجمع القراء على أنها ثلاثون آية غير البسملة، ولا خلاف أن البسملة نزلت
قبلها على ما نقله القاضي عبد الوهاب في "شرح الرسالة".
ومن ذلك: حديث أبيّ حين قال له النبي صلى
الله عليه وسلم: (كيف تقرأ القرآن؟ فقال: {الحمد لله رب العالمين}).
وقد أجمع أهل العد على ترك عدها آية من الفاتحة،
واختلفوا في عدها من غير الفاتحة.
ونقل أهل المدينة بأسرهم عن آبائهم التابعين،
عن الصحابة رضي الله عنهم: افتتاح الصلاة بـ {الحمد لله رب العالمين}، وروي في حديث
عبد الله ابن مغفل: (أنه سمع ابنه يجهر بـبسم الله الرحمن الرحيم، قال: يا بني! إياك
والحدث، فإني صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم
يكن أحد منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
ولنقتصر من المنقول على هذا.
وأما المعقول:
فنقول: قد ثبت وتقرر أنه لا يثبت قرآن إلا
ما تواتر، والقطع بأن البسملة لم تتواتر في أوائل السور، لا في الفاتحة، ولا غيرها
قرآنا، فليست بقرآن قطعا إلا في سورة النمل، لتواترها.
قال القاضي أبو الوليد الباجي: ولأن أبا بكر،
وعمر، وعثمان أقاموا للناس أربعا وعشرين سنة، فلو كانت البسملة من أم القرآن، لما جاز
إقرارهم على ذلك، وتركهم القراءة بها، وإجماع الصحابة معهم على ذلك، مع أنه لا تصح
الصلاة إلا بقراءة جميع أم القرآن دليل واضح، وإجماع مستقر على أن بسم الله الرحمن
الرحيم ليست من الفاتحة.
ويدل عليه أيضا: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد ألقى القرآن على أمته إلقاء شافيا، شائعا ذائعا، يوجب الحجة، ويقطع العذر،
ويثبت العلم الضروري، ويمنع الاختلاف والتشكيك، ويوجب تكفير من جحد حرفا منه، وليس
هذا طريق بسم الله الرحمن الرحيم أنها آية من القرآن، لأنه أمر قد وقع فيه الاختلاف،
ولم يقع لنا به العلم، ولا يوجب جحد ذلك تكفير من جحده، فوجب أن لا يكون قرآنا.
دليل آخر: وهو أن القرآن إنما يثبت بالنقل،
ولا يخلو إثباتكم بسم الله الرحمن الرحيم من أن يكون بنقل متواتر، أو آحاد، فلا يجوز
أن يكون بنقل متواتر، إذ لو كان لبلغنا كما بلغكم، ولا يجوز بخبر آحاد، لأن القرآن
لا يثبت بخبر آحاد، وإذا بطل الأمران جميعا، بطل أن تكون آية من القرآن.
فإن قلت: هل يكفر من أثبتها من القرآن في غير
سورة النمل؟
قلت: لا، والسبب في ذلك، قوة الشبهة، فإنها
منعت التكفير من الجانبين.
قالوا: قد كتبت في المصحف بخط المصحف، مع أن
الصحابة منعت أن يكون في المصحف غير القرآن، كالأشعار، وأسماء السور، وقد قال ابن عباس:
سرق الشيطان من الناس آية، وقال ابن المبارك: من تركها، فقد ترك مئة آية وثلاث عشرة
آية.
قلنا: لا يقابل شيء من ذلك القواطع التي ذكرناها،
وفي قول ابن عباس، والزهري: سرق الشيطان من الناس آية، دليل على أن غيرهما من الناس
قد تركها.
قالوا: قد تواترت في سورة النمل، فقد ثبت أنها
من القرآن، ولم يبق إلا تعدد المحال، ولا يشترط تواتره بعد ثبوت الأصل.
قلنا: فليجز إذن أن يثبت {إذا جاء نصر الله}
في أول الفاتحة بغير تواتر، وذلك محال.
ومما يدل أيضا على ما نقول: أنه صلى الله
عليه وسلم كان يكتب: بسمك اللهم، حتى أمر أن يكتب بسم الله، فكتبها، فلما نزلت: {قل
ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} [الإسراء: 110]، كتب بسم الله الرحمن، فلما نزلت: {إنه
من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} [النمل: 30]، كتبها، إذ لو كانت آية، لما تقطعت
هذا التقطيع، إذ لا يعهد نزول بعض آية على حياله، والعجب ممن يقول: إنها في سورة النمل
بعض آية، ولا خلاف فيه، ثم يقول: إنها في أوائل السور آية كاملة، واللفظ لم يختلف،
وهي في سورة النمل خبر (إن)، وفي غيرها إما خبر مبتدأ محذوف عند البصريين، تقديره:
بسم الله ابتدائي، أو في موضع نصب بـ ابتدأت مقدرا عند الكوفيين، فهي جزء جملة في المذهبين
جميعا.
وبالجملة: فقد اعترف الشافعية بأن أقوى أدلتهم
على أنها من الفاتحة وغيرها، كونها مثبتة في المصحف، وقد تقدم إبطال كون ذلك دليلا،
وإذا بطل أقوى أدلتهم، فليبطل غيره أولى وأحرى، والله الموفق".
كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
24 - شوال - 1439 هجري.
______________________________________________________
[1] - علّق ربيع المدخلي على كلام الحافظ بقوله (لم أجد ترجمته في "تاريخ البخاري" ولا في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ولا في "التقريب"!... لعل عزوه لتاريخ البخاري وابن أبي حاتم سهو من الحافظ!!).
[1] - علّق ربيع المدخلي على كلام الحافظ بقوله (لم أجد ترجمته في "تاريخ البخاري" ولا في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ولا في "التقريب"!... لعل عزوه لتاريخ البخاري وابن أبي حاتم سهو من الحافظ!!).
قلت:
هو مترجم في "التاريخ الكبير" 8/ 441-442، وفي "الجرح والتعديل"
9/ 324، وفي "التقريب" (8476).
إرسال تعليق