حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الركوع وصفته

الركوع وصفته


الركوع وصفته



(158) "ويقرأ ما تيسر من القرآن مما علمه الله وأذن له فيه، ثم يكبر ويركع حتى تطمئن مفاصله وتسترخي".
وفي لفظ "فاجعل راحتيك على ركبتيك، وامدد ظهرك ومكن لركوعك".
وفي لفظ "حتى يطمئن كل عظم منك".
وفي لفظ "وامدد ظهرك" هذه ألفاظ حديث رفاعة.
وفي حديث أبي هريرة "ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا".

صحيح - وقد تقدّم تخريجه من حديث أبي هريرة، ورفاعة بن رافع برقم (32).

وفي الباب عن أبي حُمَيد الساعدي، وسعد بن أبي وقاص، وعمر بن الخطاب، وعائشة، وأبي مسعود عقبة بن عمرو، ووائل بن حجر، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبزى، وعبد الله بن عباس، والبراء، ووابصة:

أما حديث أبي حميد الساعدي:

فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (125)، وفيه: "وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر ظهره".
وفي رواية "ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل فلا يصب رأسه ولا يقنع".

وأما حديث سعد بن أبي وقاص:

فأخرجه البخاري (790)، وأبو داود (867)، والطيالسي (204)، والدورقي في "مسند سعد" (52)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 230، والطوسي في "مختصر الأحكام" (239)، والشاشي في "مسنده" (76)، والسراج في "حديثه" (453)، وابن حبان (1882)، والبيهقي 2/ 83، وفي "المعرفة" (3375) عن شعبة، ومسلم (535-29)، والترمذي (259)، والنسائي (1032)، وفي "الكبرى" (624)، والطحاوي 1/ 230، والبيهقي 2/ 83 من طريق أبي عوانة، ومسلم (535)، وعبد الرزاق في "المصنف" (2864)، والحميدي (79)، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 247)، وأبو عوانة (1808) عن ابن عيينة، والدارمي (1303)، والسراج في "حديثه" (454) من طريق إسرائيل، والطبراني في "الأوسط" (3055) من طريق صدقة بن أبي عمران، والسراج في "حديثه" (454) من طريق شيبان، ستتهم عن أبي يعفور، قال: سمعت مصعب بن سعد، يقول:
"صليت إلى جنب أبي، فطَبَّقْتُ بين كَفَّيّ، ثم وضعتهما بين فَخِذَيّ، فنهاني أبي، وقال: كنا نفعله، فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب".
وتحرّف في "مسند الشاشي" (أبو يعفور) إلى (أبي جعفر).
وله طرق عن مصعب بن سعد:
أ - أخرجه مسلم (535-30) و (31)، والنسائي (1033)، وفي "الكبرى" (625)، وابن ماجه (873)، وأحمد 1/ 181 و 182، وابن أبي شيبة 1/ 244، والدورقي في "مسند سعد" (47)، والبزار (1164)، وابن خزيمة (596)، وأبو عوانة (1809)، والسراج في "حديثه" (451)، وابن حبان (1883)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (179)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 372، والبيهقي 2/ 84 من طريق الزبير بن عدي، عن مصعب بن سعد، قال:
"ركعت إلى جنب أبي فجعلت يدي بين ركبتي، فضرب سعد يدي، ثم قال: كنا نفعل هذا، ثم أمرنا بالركب".
وعند أبي عوانة "فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرفع إلى الركب".
ب - أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2953) - ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1395) - عن معمر، والدورقي في "مسند سعد" (59)، والدارمي (1303)، والبزار (1165) من طريق إسرائيل، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 230 من طريق زهير بن معاوية، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال:
"ركعت فطبقت فجعلت يدي بين ركبتي، فنهاني أبي، وقال: إنا كنا نفعل بذا فنهينا عنه".
ورجاله رجال الشيخين.
جـ - أخرجه أبو يعلى (812) حدثنا زحمويه، حدثنا شريك، عن أبي حصين، عن مصعب بن سعد، قال:
"صليت فطبقت، فنهاني أبي وقال: أمرنا أن نضع، أيدينا على الركب".
شريك هو النخعي وهو سيء الحفظ، والمحفوظ عن أبي حصين الأسدي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عمر:
رواه عنه ابن عيينة كما عند ابن أبي شيبة 1/ 245، وأبو بكر بن عياش عند الترمذي (258)، والثوري عند النسائي (1035)، وفي "الكبرى" (627)، ومسعر بن كدام عند البيهقي 2/ 84، وإسرائيل بن يونس عند السراج في "حديثه" (452)، والبيهقي 2/ 84، ولفظه "كنا إذا ركعنا جعلنا أيدينا بين أفخاذنا، فقال عمر رضى الله عنه: إن من السنة الأخذ بالركب".
وقال الترمذي:
"حديث عمر حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم، لا اختلاف بينهم في ذلك إلا ما روي عن ابن مسعود وبعض أصحابه أنهم كانوا يطبقون، والتطبيق منسوخ عند أهل العلم".
و(التطبيق) هو الإلصاق بين باطن الكفين حال الركوع وجعلهما بين الفخذين.
وله طريق أخرى عن سعد بن أبي وقاص:
أخرجه أبو داود (747)، والنسائي (1031)، وفي "الكبرى" (623)، وأحمد 1/ 418-419، والبخاري في "رفع اليدين" (32)، وابن الجارود في "المنتقى" (196)، وابن خزيمة (595) - وعنه ابن حبان في "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (12928) -، والدارقطني 2/ 137، والحاكم 1/ 224، والبيهقي 2/ 78، وفي "المعرفة" (3376)، والحازمي في "ناسخ الحديث" (ص 84) من طرق عن عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة، عن عبد الله، قال:
"علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فقام فكبر، فلما أراد أن يركع طبق يديه بين ركبتيه وركع. فبلغ ذلك سعدا، فقال: صدق أخي قد كنا نفعل هذا ثم
أمرنا بهذا يعني: الإمساك بالركب".
وقال الدارقطني:
"هذا إسناد ثابت صحيح".
وقال الحاكم:
"حديث صحيح على شرط مسلم" وأقره الذهبي!
رجاله رجال مسلم، وليس على شرطه، فلم يرو مسلم لرواته على هذا النسق.

وأما حديث عمر بن الخطاب:

فأخرجه الترمذي (258) من طريق أبي بكر بن عياش، والنسائي (1035)، وفي "الكبرى" (627) من طريق الثوري، وابن أبي شيبة 1/ 245 عن ابن عيينة، والطيالسي (62)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (573)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 229، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 193، والضياء في "المختارة" (150) عن شعبة، والضياء (149) من طريق مسعر، والبيهقي 2/ 84 من طريق إسرائيل، خمستهم عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: قال عمر:
"إنما السنة الأخذ بالركب".
ولفظ البيهقي " كنا إذا ركعنا جعلنا أيدينا بين أفخاذنا، فقال عمر رضي الله عنه: إن من السنة الأخذ بالركب".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه النسائي (1034)، وفي "الكبرى" (626) من طريق أَبي داود، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبد الرحمن، عن عمر، قال:
"سنت لكم الركب، فأمسكوا بالركب".
وقال الدارقطني في "العلل" (244):
"ولم يتابع عليه، والمحفوظ حديث أبي حصين".
وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 274:
"حكمه حكم الرفع، لأن الصحابي إذا قال السنة كذا أو سن كذا كان الظاهر انصراف ذلك إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سيما إذا قاله مثل عمر".

وأما حديث عائشة:

فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (138)، وفيه: "وكان إذا ركع لم يشخص رأسه، ولم يصوبه، ولكن بين ذلك".

وأما حديث أبي مسعود الأنصاري:

فأخرجه أبو داود (863)، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (1311)، وابن خزيمة (598)، والطبراني 17/ (672)، والحاكم 1/ 224، والبيهقي 2/ 127 من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي (1036)، وفي "الكبرى" (628)، وابن أبي شيبة 1/ 244 و 288، والطبراني 17/ (672) عن أبي الأحوص سلام بن سليم، والنسائي (1038)، وفي "الكبرى" (630) من طريق إسماعيل ابن علية، وأحمد 4/ 119، والطيالسي (654)، والدارمي (1304)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 229، وابن المنذر في "الأوسط" (1393) و (1424)، والطبراني 17/ (668)، والمزي في "تهذيب الكمال" 10/ 176 عن همام بن يحيى، وأحمد 5/ 274 من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، والنسائي (1037)، وفي "الكبرى" (629)، وأحمد 4/ 120، والطبراني 17/ (670)، والبيهقي 2/ 121، وابن عبد البر في "الاستذكار" 2/ 307 من طريق زائدة، والطبراني في "الأوسط" (2687) من طريق مفضل بن مهلهل، والطبراني 17/ (669) و (671) و (673) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وجعفر بن الحارث، وحماد بن شعيب، عشرتهم عن عطاء بن السائب، عن سالم البراد، قال: قال لنا أبو مسعود البدري:
"ألا أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقام فكبر، ثم ركع، فجافى يديه، ووضع يديه على ركبتيه، وفرج بين أصابعه من وراء ركبتيه، حتى استقر كل شيء منه، ثم رفع رأسه فقام حتى استقر كل شيء منه، ثم سجد فجافى حتى استقر كل شيء منه. قال: فصلى أربع ركعات، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أو هكذا كان يصلي بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد وفيه ألفاظ عزيزة، ولم يخرجاه لإعراضهما عن عطاء بن السائب" وأقره الذهبي.
عطاء بن السائب: تغيّر بأخرة، وكلهم رووا عنه بعد تغيّر حفظه، ومنهم من لم تتميّز روايته عنه إلا زائدة بن قدامة فقد نقل الحافظ في "تهذيب التهذيب" 7/ 207 عن الطبراني أنه قال:
"اختلط في آخر عمره، فما رواه عنه المتقدمون فهو صحيح، مثل: سفيان وشعبة وزهير وزائدة".
وكذا رجّح الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 149-150 أن رواية همام بن يحيى قبل تغيّر حفظه، وهذا قد يستدرك على الألباني، فقد توقّف عن تصحيحه في "الإرواء" 2/ 75، وتعليقه على "صحيح ابن خزيمة" (598)، ولا أستبعد أن يكون قد اطّلع على هذا ورآه مرجوحا وهو من أهل هذا الشأن وله رسوخ واجتهاد فيه.

وأما حديث وائل بن حجر:

فأخرجه ابن خزيمة (594) و (642)، وابن المنذر في "الأوسط" (1439)، وابن حبان (1920)، والطبراني 22/ (26)، والدارقطني 2/ 138، والحاكم 1/  227 - وعنه البيهقي 2/ 112 - من طريق أبي الحسن الحارث بن عبد الله الهمداني يعرف بابن الخازن، والحاكم 1/ 224 من طريق عمرو بن عون، كلاهما عن هشيم، عن عاصم بن كليب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع فرج أصابعه، وإذا سجد ضم أصابعه".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
رجاله ثقات، وليس على شرط مسلم.
وأخرج أحمد 4/ 316، والبيهقي 2/ 72 و 111 مطولا من طريق عبد الواحد، وأحمد 4/ 317 من طريق عبد العزيز بن مسلم، وابن أبي شيبة 1/ 244 عن ابن فضيل، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 230، والطبراني 22/ (80) من طريق أبي الأحوص، والطبراني 22/ (79)، وفي "الأوسط" (5485) من طريق قيس بن الربيع، خمستهم عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال:
"كنت فيمن أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأنظرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد أن يركع رفع يديه، ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه".
وزاد الطبراني "وفرق بين أصابع".
ورواه زائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وبشر بن المفضل، وأبو عوانة، عن عاصم بن كليب به، مطولا، وهو حديث صحيح، وقد استوفيت تخريجه في كتابي "الإنارة في حديث الإشارة" (ص 40).
وأخرجه أحمد 4/ 319 من طريق شعبة، عن عاصم به، وفيه: "وخَوَّى في ركوعه، وخَوَّى في سجوده".
(خوّى) بالتشديد، أي: باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.
وأخرجه أحمد 4/ 319 من طريق شعبة، بلفظ "فلما كان في الركوع وضع يديه على ركبتيه، وجافى في الركوع".

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه البزار (6177)، وابن حبان (1887)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 294، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (654) مختصرا: من طريق يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، حدثني عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن سنان بن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر مطولا، وفيه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصاري: "فإذا ركعت، فضع راحتيك على ركبتيك، ثم فرج بين أصابعك، ثم أمكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه".
وقال البزار:
"وهذا الكلام قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه، ولا نعلم له طريقا أحسن من هذا الطريق".
وقال البيهقي:
"إسناد حسن".
وأخرجه الطبراني 12/ (13566) من طريق عبد الرزاق - وهو في "المصنف" (8830) - عن ابن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عمر.
وإسناده ضعيف جدا، ابن مجاهد اسمه عبد الوهاب كما عند البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 293-294 وهو متروك.
وقال البزار:
"وقد روى عطاف بن خالد، عن إسماعيل بن رافع، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام".
أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" 1/ 5-7، ومسدد كما في "المطالب العالية" (80) و (448) و (1131)، والبزار (1083) - كشف، والطبراني في "الأحاديث الطوال" (62)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 294 مطولا من طريق عطاف بن خالد المخزومي، حدثنا إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك، وفيه "ثم إذا ركعت فأمكن يديك من ركبتيك، وافرج بين أصابعك حتى تطمئن راكعا، ثم إذا سجدت فأمكن وجهك من السجود كله حتى تطمئن ساجدا، ولا تنقر نقرا".
وإسناده ضعيف، إسماعيل بن رافع، وتحرّف في "أخبار مكة" (رافع) إلى (نافع): قال الذهبي: ضعيف واه.
ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر كما في "المطالب العالية" (504)، و"إتحاف الخيرة" (1310) حدثنا وكيع، حدثنا إسماعيل بن رافع، عن رجل، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لرجل:
"إذا ركعت فضع يديك على ركبتيك، وفرج بين أصابعك".
وأخرجه أبو يعلى (3624) من طريق عباد المنقري، والطبراني في "الصغير" (856)، وابن أخي ميمي الدقاق في "الفوائد" (264)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 9/ 342-343 من طريق عبد الله بن المثنى، كلاهما عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك، قال:
"قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين ...فذكره مطولا، وفيه "يا أنس، إذا ركعت فأمكن كفيك من ركبتيك وفرج بين أصابعك وارفع مرفقيك عن جنبيك، ويابني إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو منك موضعه، إن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه من ركوعه وسجوده، ويابني، إذا سجدت فأمكن جبهتك وكفيك من الأرض، ولا تنقر نقر الديك، ولا تقع إقعاء الكلب - أو قال: الثعلب وإياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هلكة...".
وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة" (540):
"علي بن زيد بن جدعان ضعيف لكن لم ينفرد به علي بن زيد، فقد رواه أحمد بن منيع: حدثنا يزيد، أبنا العلاء أبو محمد الثقفي، سمعت أنس بن مالك... فذكره".
 يزيد هو ابن هارون، وإسناده ضعيف جدا، العلاء هو ابن زيد ويعرف بابن زيدل الثقفي: متروك.

وأما حديث عبد الرحمن بن أبزى:

فأخرجه أحمد 3/ 407 حدثنا هارون بن معروف، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 291 عن سعيد بن أسد، والطبراني في "مسند الشاميين" (1275) من طريق أبي عمير بن النحاس، ثلاثتهم عن ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن عبد الله بن القاسم، قال: جلسنا إلى عبد الرحمن بن أبزى، فقال:
"ألا أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقلنا: بلى، قال: فقام فكبر، ثم قرأ، ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه، حتى أخذ كل عضو مأخذه، ثم رفع حتى أخذ كل عضو مأخذه، ثم سجد حتى أخذ كل عضو مأخذه، ثم رفع حتى أخذ كل عظم مأخذه، ثم سجد حتى أخذ كل عظم مأخذه، ثم رفع فصنع في الركعة الثانية كما صنع في الركعة الأولى، ثم قال: هكذا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 174-175 أن محمد بن عبد الله العمري، قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة به.
وإسناده حسن، وأُقحم في مطبوع "المعرفة والتاريخ" (هشيم) بين ابن القاسم، وعبد الرحمن بن أبزى، فجاء هكذا "عن هشيم قال: جلست إلى عبد الرحمن بن أبزى!" ولا شك أنه خطأ بيّن، فإن هشيما من أتباع التابعين فلم يجالس أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اتفقت المصادر على خلوّه من أسانيد هذا الحديث، وأن الذي جلس إلى ابن أبزى إنما هو عبد الله بن القاسم.

وأما حديث عبد الله بن عباس:

فأخرجه أحمد 1/ 287 حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن صالح مولى التوأمة، قال: سمعت ابن عباس، يقول:
"سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء من أمر الصلاة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلل أصابع يديك ورجليك - يعني إسباغ الوضوء - وكان فيما قال له: إذا ركعت، فضع كفيك على ركبتيك حتى تطمئن - وقال الهاشمي مرة: حتى تطمئنا - وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الأرض، حتى تجد حجم الأرض".
وأخرجه الترمذي (39)، وفي "العلل الكبير" (21)، وابن ماجه (447)، والحاكم 1/ 182-183 من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد بإسناده، بإسباغ الوضوء، وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
وقال في "العلل":
"سألت محمدا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث حسن, وموسى بن عقبة سمع من صالح مولى التوأمة قديما، وكان أحمد، يقول: من سمع من صالح قديما فسماعه حسن".
وقال الترمذي:
"حسن غريب".

وأما حديث البراء:

فأخرجه السراج في "مسنده" (352)، ومن طريقه البيهقي 2/ 113 حدثنا الحسين بن علي الصدائي، حدثني أبي علي بن يزيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع بسط ظهره، وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة فتفاج".
وإسناده ضعيف، علي بن يزيد الصدائي: قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وأما حديث وابصة بن معبد:

فأخرجه ابن ماجه (872)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 185، والطبراني 22/ (400)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 19 من طريق عبد الله بن عثمان بن عطاء، حدثنا طلحة بن زيد، عن راشد بن أبي راشد، قال: سمعت وابصة بن معبد، يقول:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فكان إذا ركع سوى ظهره، حتى لو صب عليه الماء لاستقر".
وإسناده تالف، طلحة بن زيد القرشي: قال الإمام أحمد، وابن المديني، وأبو داود: كان يضع الحديث.
وعبد الله بن عثمان بن عطاء: لين الحديث.
وراشد بن أبي راشد: مجهول.

وجاء من حديث أنس، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس، وأبي برزة الأسلمي، وعقبة بن عمرو، وهي كلها أحاديث ضعيفة لا تقويه، والمحفوظ عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا:

أما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه الطبراني في "الصغير" (36) حدثنا أحمد بن إسحاق الصدفي المصري، حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق، حدثنا يحيى بن أيوب، عن محمد بن ثابت البناني، عن أبيه، عن أنس بن مالك:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع لو جعل على ظهره قدح ماء لاستقر من اعتداله".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن محمد بن ثابت إلا يحيى بن أيوب تفرد به عمرو بن الربيع".
وإسناده ضعيف لضعف محمد بن ثابت بن أسلم البناني.
وفيه أيضا شيخ الطبراني أحمد بن إسحاق الصدفي: لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا.

وأما حديث علي بن أبي طالب:

فأخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (53) عن عبد الله بن أحمد (وهو في "زوائده" على "المسند" 1/ 123)، قال: وجدت في كتاب أبي، قال: أخبرت عن سنان بن هارون، حدثنا بيان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب، قال:
" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع لو وضع قدح من ماء على ظهره لم يهراق".
وإسناده ضعيف، فيه ثلاث علل:
الأولى: سنان بن هارون: ضعفه النسائي، وقال ابن معين:
"ليس حديثه بشيء".
والثانية: جهالة الشيخ الذي روى عنه الإمام أحمد.
والثالثة: قال القطيعي:
"قال غير أحمد بن حنبل: من حديث سنان عن بيان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
من حديث البراء:
أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 247) حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب، قال: حدثنا أبو المسيب سلام (كذا) بن سلام، قال: حدثنا سنان بن هارون، عن بيان بن بشر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع يماهد ظهره حتى لو وضعت عليه قدحا من ماء، ما هراق منه شيء".
سنان بن هارون: قد تقدّم بيان حاله.
وسلم بن سلام، أبو المسيب الواسطي: لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب" (2467):
"مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (397) من حديث أبي يحيى الحماني، عن الثوري، عن مسلم أبي فروة الجهني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركوعه وسجوده ورفع رأسه من الركوع متقارب، وكان إذا ركع لو صب على ظهره ماء استقر، وكان لا يخفض رأسه ولا يرفعه".
وقال الإمام أبو حاتم:
"ليس ذكره عن البراء بمحفوظ".
فالمحفوظ أنه مرسل:
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2872)، وحسين بن حفص في "جامعه الكبير" كما في "العلل" لابن أبي حاتم (397) عن الثوري، وابن أبي شيبة 1/ 252 حدثنا ابن إدريس، وأبو داود في "المراسيل" (43) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن أبي فروة الجهني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا.
وقال ابن أبي حاتم:
"وروى عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري، عن مسلم الجهني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: (عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان قيامه وركوعه وسجوده متقارب، وكان إذا ركع لو صب على ظهره ماء لاستقر)".

وأما حديث عبد الله بن عباس:

فأخرجه أبو يعلى (2447)، والطبراني 12/ (12781)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 101 عن أبي الربيع الزهراني، حدثنا سلام بن سليم، عن زيد العمي، عن أبي نضرة، عن ابن عباس، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع استوى فلو صب على ظهره ماء لاستقر".
ولفظ أبي يعلى "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد استوى فلو صب على ظهره ماء لأمسكه".
وقال أبو نعيم:
"غريب من حديث أبي نضرة لم يروه عنه إلا زيد العمي".
وإسناده ضعيف جدا، سلام بن سليم الطويل: متروك.
وزيد العمي: ضعيف.
وأخرجه الطبراني 12/ (12755)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 46 من طريق عليلة بن بدر، حدثنا سيار بن سلامة، عن أبي العالية، عن ابن عباس قال:
" كان يعلمنا الركوع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم, ثم يستوي لنا راكعا حتى لو قطرت بين كتفيه قطرة من ماء ما تقدمت، ولا تأخرت".
وإسناده ضعيف جدا، عُليلة هو الربيع بن بدر السعدي: متروك.
وأما حديث أبي برزة الأسلمي:
فأخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "البدر المنير" 3/ 598-599، وفي "الأوسط" (5676) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا
 صالح بن زياد السوسي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار، عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن أبي برزة الأسلمي، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع لو صب على ظهره ماء لاستقر".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا يحيى بن سعيد العطار الحمصي، تفرد به صالح بن زياد".
وإسناده ضعيف، يحيى بن سعيد العطار: ضعيف، وتحرّف في مطبوع "البدر المنير" إلى (يحيى بن سعيد القطان!).

وأما حديث عقبة بن عمرو:

فأخرجه الطبراني 17/ (674)، وفي "الأوسط" (5205)، والنعالي الرافضي في "فوائده" - مخطوط: من طريق عبد الملك بن الحسين أبي مالك النخعي، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي عبد الله البراد، عن عقبة بن عمرو، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع عدل ظهره حتى لو صب على ظهره ماء ركد".
وإسناده ضعيف، عبد الملك بن الحسين: ضعّفه أبو زرعة والدارقطني، وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم.

غريب الحديث

(هصر ظهره) معناه: ثنى ظهره وخفضه، وأصل الهصر أن يأخذ بطرف الشيء ثم يجذبه إليه كالغصن من الشجرة ونحوه فينصهر، أي: ينكسر من غير بينونة. قاله الخطابي في "معالم السنن" 1/ 196.
وقال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" 2/ 408:
"قال أبو هريرة: اتق الحنوة في الركوع والحدبة. وهذا هو هصر الظهر".
 (لا يقنع) أي: لا يرفع رأسه حتى يكون أعلى من ظهره.

يستفاد من مجموع الأحاديث


أولًا: وجوب الطمأنينة في الركوع.

ثانيًا: يمد ظهره معتدلا من غير تقويس، ولا يرفع رأسه أعلى من ظهره ولا يخفضه خفضا بليغًا ولكن بين ذلك بحيث يستوي ظهره وعنقه كالصفحة الواحدة، ويضع كفيه على ركبتيه مفرجا لأصابع كفيه، ويجافي يديه عن جنبيه.


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
15 - محرم - 1440 هجري.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015