
القراءة في سنة صلاة الصبح
أخرجه مسلم (726)، وأبو داود (1256)، والنسائي (945)، وفي "الكبرى" (1019) و (11644)، وابن ماجه (1148)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 108، وأبو عوانة (2163)، والبيهقي 3/ 42، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 483 من طرق عن مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة به.
وله شواهد من حديث أم عبد الله عائشة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعبد الله بن جعفر:
أما حديث عائشة:
فأخرجه أحمد 6/ 239، وابن ماجه (1150)، وابن حبان (2461) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (2323) -، والطبراني في "الأوسط" (5247) عن يزيد بن هارون قال: حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين قبل الفجر، وكان يقول: نعم السورتان هما، يقرأ بهما في ركعتي الفجر، {قل هو الله أحد}، و {قل يا أيها الكافرون}".
وزاد أحمد " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعا قبل الظهر. وقال يزيد مرة: ركعتين بعدها".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الجريري إلا يزيد بن هارون، تفرد به: سهل بن صالح".
وهو حديث صحيح، وليس كما قال الطبراني رحمه الله فلم يتفرّد به
سهل بن صالح فقد تابعه الإمام أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وقد تابع يزيدا: إسحاقُ بن يوسف الأزرق.
والجريري: كان قد اختلط ورواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط، ويقوّيه متابعة إسحاق الأزرق:
أخرجه ابن خزيمة (1114) من طريقه عن الجريري به، ولفظه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعا قبل الظهر، وركعتين قبل العصر، لا يدعهما قالت: وكان يقول: نعمت السورتان يقرأ بهما في ركعتين قبل الفجر {قل هو الله أحد}، و {قل يا أيها الكافرون}".
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 488:
"إسناده حسن".
وله طرق أخرى عن عائشة:
1 - أخرجه أحمد 6/ 184 و 225 و 238، وعبد الرزاق في "المصنف" (4788) و (4789)، وابن أبي شيبة 2/ 242، وإسحاق بن راهويه (1339) و (1340)، والدارمي (1442)، وابن أبي عمر العدني كما في "المطالب العالية" (612)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 297، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 30، والبيهقي في "الشعب" (2295)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 41 عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عائشة، قالت:
"أسر رسول الله صلى الله عليه وسلم القراءة في ركعتي الفجر وقرأ فيهما {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد}".
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1341) من طريق الأشعث بن عبد الملك، عن ابن سيرين به.
وأخرجه أحمد 6/ 183، وإسحاق بن راهويه (1338) عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن محمد، أن عائشة سئلت عن ركعتي الفجر، فقالت:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخففهما، قالت: فأظنه كان يقرأ بنحو من {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد}".
وإسناده منقطع، محمد بن سيرين لم يسمع من عائشة.
2 - أخرجه ابن خزيمة (1104) - وعنه ابن حبان (2635) و (2640) -، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 280 من طريق أبي حرة، عن الحسن،
عن سعد بن هشام الأنصاري، أنه سأل عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء تجوز بركعتين، ثم ينام وعند رأسه طهوره وسواكه، فيقوم فيتسوك، ويتوضأ، ويصلي، ويتجوز بركعتين، ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات يسوي بينهن في القراءة، ويوتر بالتاسعة، ويصلي ركعتين وهو جالس، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ اللحم، جعل الثمان ستا،
ويوتر بالسابعة، ويصلي ركعتين وهو جالس، يقرأ فيهما بـ {قل يا أيها الكافرون}، و {إذا زلزلت}".
وهذا إسناد حسن، أبو حرة هو واصل بن عبد الرحمن: صدوق عابد، وكان يدلس عن الحسن، وهذا الحديث مما سمعه منه، قال المروذي في "سؤالاته" (1):
"قال أحمد بن حنبل: كان أبو حرة صاحب تدليس عن الحسن إلا أن يحيى روى عنه ثلاثة أحاديث يقول في بعضها: حدثنا الحسن، منها حديث
سعد بن هشام، حديث عائشة في الركعتين".
وهو في "صحيح مسلم" (767) مختصرا.
3 - أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 175 - 176 و 203 قال: حدث عبد الله بن أحمد بن أسيد، حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر {قل هو الله أحد} وفي الأولى {قل يا أيها الكافرون}".
محمد بن عبد الرحمن المجاشعي: مجهول الحال، لم أجده عند غير أبي نعيم، وذكره في الموضع الآخر باسم (محمد بن عبد الرحيم المجاشعي الأصبهاني!).
4 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7304) حدثنا محمد بن العباس، حدثنا نصر بن علي، حدثنا هارون بن مسلم صاحب الحناء، حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن محمد بن علي، عن عائشة، قالت:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الصبح والركعتين بعد المغرب: {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد}.
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن محمد بن علي، عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: هارون بن مسلم".
وإسناده ضعيف، القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري: ضعّفه أبو حاتم.
ومحمد بن علي أبو جعفر الباقر لم يدرك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وأما حديث عبد الله بن عمر:
فأخرجه الترمذي (417)، وابن ماجه (1149)، وأحمد 2/ 35 و 94، وعبد الرزاق في "المصنف" (4790)، وابن حبان (2459)، والطبراني 12/ (13527)، والبغوي في "شرح السنة" (883) عن سفيان الثوري، والطيالسي (2005)، وابن أبي شيبة 2/ 242، ومسلم في "التمييز" (86)، وابن المنذر في "الأوسط" (2750)، والطبراني 12/ (13528)، والحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (20)، والبيهقي 3/ 43 عن أبي الأحوص سلام بن سليم، وأحمد 2/ 24 و 58 و 95 و 99، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 298 عن إسرائيل بن يونس، ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال:"رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر بـ {قل يا أيُّها الكافرون} و {قل هو اللَّه أحد}".
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وقال أبو حاتم كما في "العلل" (283):
"ليس هذا الحديث بصحيح، وهو عن أبي إسحاق مضطرب، وإنما روى هذا الحديث نفيع الأعمى، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم" [[1]].
وأخرجه النسائي (992)، وفي "الكبرى" (1066)، والطبراني 12/ (13564)، والبيهقي 3/ 43 من طريق عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر به.
فأدخل إبراهيم بن مهاجر بين أبي إسحاق ومجاهد، لكن هذا الإسناد ضعيف لأن عمار بن رزيق ممن سمع من أبي إسحاق بعد الاختلاط.
وله طريقان آخران عن مجاهد:
أ - أخرجه الطبراني 12/ (13493)، وفي "الأوسط" (186) من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"{قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن، و {قل يا أيها الكافرون} تعدل ربع القرآن. وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر، وقال: هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر".
وقال الطبراني:
"لم يرو أول هذا الحديث في {قل هو الله أحد} و {قل يا أيها الكافرون} عن ليث إلا عبيد الله بن زحر، تفرد به: يحيى بن أيوب".
ليث بن أبي سليم: ضعيف.
وعبيد الله بن زحر: صدوق يخطئ.
ويحيى بن أيوب الغافقي: صدوق ربما أخطأ.
ب - أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 174 و 2/ 209 من طريق عامر بن إبراهيم، عن يعقوب القمي، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال:
"رقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة يصلي في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر، بـ {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}".
قال الدارقطني في "العلل" 13/ 116:
"ويعقوب، وأبو سيف ضعيفان، ولا يصح هذا عن الأعمش".
وله طرق أخرى عن ابن عمر:
1 - أخرجه الطبراني 12/ (13123)، وفي "الأوسط" (7792)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (641) من طريق أبي مصعب الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر: {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا ابن أخيه، ولا عن ابن أخي الزهري إلا عبد العزيز بن عمران، تفرد به أبو مصعب".
وإسناده ضعيف جدا، عبد العزيز بن عمران: تركوه.
وابن أخي الزهري هو محمد بن عبد الله بن مسلم: صدوق له أوهام، وقال أبو حاتم كما في "العلل" (473):
"هذا حديث باطل بهذا الإسناد".
2 - أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 2/ 20 و 275 من طريق إبراهيم بن عامر، قال: ثنا أبي، عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
"رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا يقرأ في الركعتين بعد المغرب {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}، وفي الركعتين قبل الغداة {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}".
قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 174:
"إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد بن عبد الله أبو إسحاق المؤذن الاشعري كان خيرا فاضلا توفى سنة ستين ومائتين، وصلى عليه أخوه محمد".
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 207 من طريق محمد بن عامر، حدثنا أبي، عن أبي هانئ به.
شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي القاضي: أما حاله في نفسه فمن أجلة العلماء وأكابر النبلاء، فأما في الرواية فكثير الخطأ والغلط والاضطراب فلا يحتج بما ينفرد به أو يخالف.
وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 84) - مختصره، والبيهقي في "الشعب" (2322) من طريق الليث، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه.
وليث بن أبي سليم: ضعيف، وقد اضطرب فيه، وينظر "العلل" للدارقطني 13/ 117.
3 - أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (303)، وأبو يعلى (5720) من طريق عبد الواحد بن زياد، حدثنا ليث، حدثني أبو محمد، قال:
"رمقت ابن عمر شهرا فسمعته في الركعتين قبل صلاة الصبح يقرأ {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}، قال: فذكرت له ذلك فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا أو خمسة وعشرين يوما يقرأ في الركعتين قبل صلاة الصبح {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد} وقال: إن إحداهما تعدل بثلث القرآن والأخرى بربع القرآن {قل هو الله أحد} تعدل بثلث القرآن، و {قل يا أيها الكافرون} تعدل بربع القرآن".
قال الدارقطني في "العلل" 13/ 117:
"أبو محمد هذا مجهول".
وليث بن أبي سليم: ضعيف.
4 - أخرجه الطبراني 12/ (13587)، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (15) - انتقاء ابن مردويه: من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عطاء، عن ابن عمر، قال:
"شهدت النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين مرة فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين قبل المغرب {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}".
ثوير بن أبي فاختة: واه.
وإسماعيل بن عمرو البجلي: ضعفه أبو حاتم الرازي، وابن عدي، والدارقطني.
وقال ابن عدي: حدث عن مسعر والثوري والحسن بن صالح وغيرهم بأحاديث لا يتابع عليها.
وقال العقيلي: في حديثه مناكير، ويحيل على من لا يحتمل.
وقال ابن حبان في "الثقات" 8/ 100: يغرب كثيرا.
وقال ابن عقدة: ضعيف ذاهب الحديث.
وقال الأزدي: منكر الحديث.
وقال أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" 2/ 71: غرائب حديث إسماعيل تكثر.
وقال الخطيب: يروي عن الثوري وغيره مناكير.
وقال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص 364):
"واهٍ بل متهم".
وإنما أثنى عليه إبراهيم بن أورمة لعلُوِّ سنده، فقال: كان عنده عن فلان وفلان.
وأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه الترمذي (431) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (884)-، وابن ماجه (1166)، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 84) - مختصره، والبزار (1843)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 38، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 298، والفاكهي في "الفوائد" (128)، وابن الأعرابي في "المعجم" (84)، والطبراني في "الأوسط" (5767)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (ص 237) من طريق عبد الملك بن معدان، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، أنه قال:
"ما أحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـ {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}".
وعند ابن ماجه، والبزار، والعقيلي، والفاكهي، وابن الأعرابي قرن بأبي وائل: زر بن حبيش، وبعضهم يقتصر على الركعتين بعد المغرب، وبعضهم يقتصر على الركعتين قبل صلاة الفجر.
وأخرجه أبو يعلى (5049) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 18/ 432 - 433 -، وابن عدي في "الكامل" 6/ 535، والطبراني 10/ (10250) و (10251)، وابن بشران في "الأمالي" (766)، والبيهقي 3/ 43 من طريق عبد الملك بن معدان، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش (وحده).
وقال الترمذي:
"حديث غريب من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث
عبد الملك بن معدان، عن عاصم".
وعبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي: ضعيف.
"أن رجلا قام فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الركعة الأولى: {قل يا أيها الكافرون} حتى انقضت السورة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد عرف ربه. وقرأ في الآخرة: {قل هو الله أحد} حتى انقضت السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا عبد آمن بربه. فقال طلحة: فأنا أستحب أن أقرأ بهاتين السورتين في هاتين الركعتين".
وقال الحافظ:
"هذا حديث حسن".
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر: {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}".
وقال الضياء:
"موسى أثنى عليه جماعة من الأئمة وتكلم فيه آخرون - والله أعلم - وله شاهد في الصحيح من حديث أبي هريرة".
وقال الحافظ:
"هذا حديث حسن".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 230 و 9/ 170:
"فيه أصرم بن حوشب وهو متروك".
وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 202:
"إسحاق بن واصل، عن أبي جعفر الباقر: من الهلكي".
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} [البقرة: 136] الآية التي في البقرة، وفي الآخرة منهما: {آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} [آل عمران: 52]".
وأخرجه مسلم (727-100)، وابن أبي شيبة 2/ 242، وابن خزيمة (1115)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1647)، والبيهقي 3/ 42، والبغوي في "الأنوار" (586) عن أبي خالد الأحمر، وأحمد 1/ 231، ومن طريقه أبو نعيم في "المستخرج" (1647) عن يعلى بن عبيد، كلاهما عن
عثمان بن حكيم به، وفيه "وفي الثانية: {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} [آل عمران: 64]".
وزاد ابن خزيمة "إلى قوله: {اشهدوا بأنا مسلمون} [آل عمران: 64]".
واستدركه الحاكم رحمه الله تعالى 1/ 307 على الشيخين فوهم.
وأخرجه أحمد 1/ 265 من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن بعض أهله، عن
عبد الله بن عباس، أنه كان يقول:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ في ركعتيه قبل الفجر بفاتحة القرآن، والآيتين من خاتمة البقرة في الركعة الأولى، وفي الركعة الآخرة بفاتحة القرآن، وبالآية من آل عمران: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} [آل عمران: 64] حتى يختم الآية".
وإسناده ضعيف، فيه من أبهم.
وأخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (614)، والطبراني 10/ (10816) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس به.
وفيه عنعنة ابن إسحاق، وبينه، وبين عبد الله بن معبد: (عباس بن
عبد الله بن معبد).
"أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر: {قل آمنا بالله وما أنزل علينا} [آل عمران: 84] في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} [آل عمران: 53] أو {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} [البقرة: 119]، شك الداروردي".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 108، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 466- 467 عن إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمد به، لكن في الأولى "{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136]".
وهذه الرواية أرجح من رواية محمد بن الصباح، فقد تابع إبراهيم بن حمزة عليها: سعيدُ بن منصور، وبدون شك في الثانية:
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 298، والبيهقي 3/ 36 من طريق سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدثنا عثمان بن عمر بن موسى، قال: سمعت أبا الغيث يقول، سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، يقول:
"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في السجدتين قبل الفجر، في السجدة الأولى {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم} [البقرة: 136] الآية، وفي السجدة الثانية {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} [آل عمران: 53]".
وهذا إسناد حسن، عثمان بن عمر بن موسى التيمي: روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان 7/ 200، وقال ابن معين: لا أعرفه.
وقال أبو محمد بن يربوع الإشبيلي كما في "تهذيب الكمال" 19/ 466:
"أما الدارقطني فذكره في (العلل) كثيرًا، وقال فيه: عثمان بن عمر بن موسى، عن الزهري، لا يكاد يمر للزهري حديث مشهور يتوسع فيه الرواة إلا كان هذا من جملتهم. قال: ورأيته قد رجح كلامه في بعض المواضع".
وقال الحافظ في "التقريب" (4505):
"مقبول!" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
وقال الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" 3/ 926:
"كان صدوقا".
"ما أحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـ {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}".
وعند ابن ماجه، والبزار، والعقيلي، والفاكهي، وابن الأعرابي قرن بأبي وائل: زر بن حبيش، وبعضهم يقتصر على الركعتين بعد المغرب، وبعضهم يقتصر على الركعتين قبل صلاة الفجر.
وأخرجه أبو يعلى (5049) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 18/ 432 - 433 -، وابن عدي في "الكامل" 6/ 535، والطبراني 10/ (10250) و (10251)، وابن بشران في "الأمالي" (766)، والبيهقي 3/ 43 من طريق عبد الملك بن معدان، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش (وحده).
وقال الترمذي:
"حديث غريب من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث
عبد الملك بن معدان، عن عاصم".
وعبد الملك بن الوليد بن معدان الضبعي: ضعيف.
وأما حديث جابر بن عبد الله:
فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 298، وابن حبان (2460)، وابن بشران في "الأمالي" (389)، والبيهقي في "الشعب" (2294)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 489 من طريق يحيى بن معين، حدثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش يحدث، عن جابر بن عبد الله:"أن رجلا قام فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الركعة الأولى: {قل يا أيها الكافرون} حتى انقضت السورة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد عرف ربه. وقرأ في الآخرة: {قل هو الله أحد} حتى انقضت السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا عبد آمن بربه. فقال طلحة: فأنا أستحب أن أقرأ بهاتين السورتين في هاتين الركعتين".
وقال الحافظ:
"هذا حديث حسن".
وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه البزار (7241)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (404)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 298، والبيهقي في "الشعب" (2293)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (2546) و (2547)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 486 من طرق عن خلف بن موسى بن خلف، حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر: {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}".
وقال الضياء:
"موسى أثنى عليه جماعة من الأئمة وتكلم فيه آخرون - والله أعلم - وله شاهد في الصحيح من حديث أبي هريرة".
وقال الحافظ:
"هذا حديث حسن".
وأما حديث عبد الله بن جعفر:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7761)، ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 491 حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا إسحاق بن واصل، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: قلنا لعبد الله بن جعفر، حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر حديثا طويلا، وفيه "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب: {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد}".وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 230 و 9/ 170:
"فيه أصرم بن حوشب وهو متروك".
وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 202:
"إسحاق بن واصل، عن أبي جعفر الباقر: من الهلكي".
وفي الباب عن عبد الله بن عباس، وأبي هريرة:
أما حديث ابن عباس:
فأخرجه مسلم (727-99)، والنسائي (944)، وفي "الكبرى" (1018) و (11093)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 298، وأبو نعيم في "المستخرج" (1646)، والبيهقي 3/ 42 من طريق مروان بن معاوية، ومسلم (727)، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/ 801 من طريق عيسى بن يونس، وأبو داود (1259)، وعبد بن حميد (706)، وأبو عوانة (2162)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 43 من طريق زهير بن معاوية، وأحمد 1/ 230، ومن طريقه أبو نعيم في "المستخرج" (1646) عن عبد الله بن نمير، أربعتهم عن عثمان بن حكيم الأنصاري، قال: أخبرني سعيد بن يسار، أن ابن عباس أخبره:"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} [البقرة: 136] الآية التي في البقرة، وفي الآخرة منهما: {آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} [آل عمران: 52]".
وأخرجه مسلم (727-100)، وابن أبي شيبة 2/ 242، وابن خزيمة (1115)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1647)، والبيهقي 3/ 42، والبغوي في "الأنوار" (586) عن أبي خالد الأحمر، وأحمد 1/ 231، ومن طريقه أبو نعيم في "المستخرج" (1647) عن يعلى بن عبيد، كلاهما عن
عثمان بن حكيم به، وفيه "وفي الثانية: {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} [آل عمران: 64]".
وزاد ابن خزيمة "إلى قوله: {اشهدوا بأنا مسلمون} [آل عمران: 64]".
واستدركه الحاكم رحمه الله تعالى 1/ 307 على الشيخين فوهم.
وأخرجه أحمد 1/ 265 من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن بعض أهله، عن
عبد الله بن عباس، أنه كان يقول:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ في ركعتيه قبل الفجر بفاتحة القرآن، والآيتين من خاتمة البقرة في الركعة الأولى، وفي الركعة الآخرة بفاتحة القرآن، وبالآية من آل عمران: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} [آل عمران: 64] حتى يختم الآية".
وإسناده ضعيف، فيه من أبهم.
وأخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (614)، والطبراني 10/ (10816) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس به.
وفيه عنعنة ابن إسحاق، وبينه، وبين عبد الله بن معبد: (عباس بن
عبد الله بن معبد).
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه أبو داود (1260) حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عثمان بن عمر يعني ابن موسى، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة:"أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر: {قل آمنا بالله وما أنزل علينا} [آل عمران: 84] في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} [آل عمران: 53] أو {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} [البقرة: 119]، شك الداروردي".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 108، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 466- 467 عن إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمد به، لكن في الأولى "{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136]".
وهذه الرواية أرجح من رواية محمد بن الصباح، فقد تابع إبراهيم بن حمزة عليها: سعيدُ بن منصور، وبدون شك في الثانية:
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 298، والبيهقي 3/ 36 من طريق سعيد بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدثنا عثمان بن عمر بن موسى، قال: سمعت أبا الغيث يقول، سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، يقول:
"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في السجدتين قبل الفجر، في السجدة الأولى {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم} [البقرة: 136] الآية، وفي السجدة الثانية {ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} [آل عمران: 53]".
وهذا إسناد حسن، عثمان بن عمر بن موسى التيمي: روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان 7/ 200، وقال ابن معين: لا أعرفه.
وقال أبو محمد بن يربوع الإشبيلي كما في "تهذيب الكمال" 19/ 466:
"أما الدارقطني فذكره في (العلل) كثيرًا، وقال فيه: عثمان بن عمر بن موسى، عن الزهري، لا يكاد يمر للزهري حديث مشهور يتوسع فيه الرواة إلا كان هذا من جملتهم. قال: ورأيته قد رجح كلامه في بعض المواضع".
وقال الحافظ في "التقريب" (4505):
"مقبول!" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
وقال الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" 3/ 926:
"كان صدوقا".
يستفاد من مجموع الأحاديث
أولًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في سنة الفجر: {قل يا أيها الكافرون}، و {قل هو الله أحد}".
ثانيًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في سنة الفجر {قل يا أيها الكافرون}، و {إذا زلزلت}.
ثالثًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في سنة الفجر في الأولى منهما: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136]، وفي الثانية: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ . رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 52 و 53].
أو: في الأولى منهما: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} الآية [البقرة: 136]، وفي الثانية منهما {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].
رابعًا: جواز الاقتصار على آية من وسط السورة.
خامسًا: تخفيف ركعتي الفجر.
كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
24 - ذو الحجة - 1439 هجري.
___________________________________1 - روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" 9/ 11، والحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (21).
ونفيع بن الحارث الأعمى: متروك، وقد كذبه ابن معين.
إرسال تعليق