
رفع البصر إلى السماء في الصلاة
(178) "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم. فاشتد قوله في ذلك، حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم".
أخرجه البخاري (750) من حديث أنس، وأخرجه مسلم (429 - 118) من حديث أبي هريرة، وقد تقدّم تخريجه برقم (131).
يستفاد من الحديث
أولًا: النهي الأكيد والوعيد الشديد عن رفع المصلين أبصارهم إلى السماء.
قال القسطلاني في "إرشاد الساري" 2/ 80:
"- قوله - (يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم) زاد مسلم، من
حديث أبي هريرة: (عند الدعاء) فإن حمل المطلق على هذا المقيد اقتضى اختصاص
الكراهية بالدعاء الواقع في الصلاة قاله في "الفتح". وتعقبه العيني
فقال: ليس الأمر كذلك، بل المطلق يجري على المقيد، والمقيد على تقييده، والحكم عام
في الكراهة، سواء كان رفع بصره في الصلاة عند الدعاء، أو بدون الدعاء، لما رواه
الواحدي في باب النزول من حديث أبي هريرة: أن فلانا كان إذا صلى رفع رأسه إلى
السماء، فنزلت: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 2] ورفع البصر مطلقا ينافي
الخشوع الذي أصله السكون".
ثانيًا: الانتهاء عن
رفع المصلين أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو تُخطف أبصارهم عقوبة من الله تعالى
على فعلهم.
ثالثًا: فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يواجه أحدا بمكروه بل إن
رأى أو سمع ما يكره عمم كما قال: "ما بال أقوام يشترطون شروطا، ليست في كتاب
الله" وكان يقول: "لينتهين أقوام" ولا يسمي.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام.
إرسال تعليق