حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

تخفيف القعود للتشهد الأول، وتشهد ابن مسعود

تخفيف القعود للتشهد الأول، وتشهد ابن مسعود

تخفيف القعود للتشهد الأول، وتشهد ابن مسعود


(195) "إذا جلس في وسط الصلاة، وفي آخرها على وركه اليسرى: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال: ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده، وإن كان في آخرها دعا بعد تشهده ما شاء الله أن يدعو ثم يسلم".

صحيح - أخرجه أحمد 1/ 459، وابن خزيمة (701) و (708) الطبعة الثالثة - وعنه ابن حبان في "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (12481) [[1]] -، والطبري في "تهذيب الآثار" (364) - الجزء المفقود: من طريق إبراهيم بن سعد، وابن خزيمة (702)، والطبري في "تهذيب الآثار" (363) - الجزء المفقود، والطبراني 10/ (9932) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن إسحاق، قال: حدثني عن تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط الصلاة وفي آخرها، عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال:
"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في وسط الصلاة وفي آخرها، فكنا نحفظ عن عبد الله حين أخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه إياه، قال: فكان يقول: فذكره.
وإسناده حسن، وجاء بيان معنى قوله: (إذا جلس في وسط الصلاة، وفي آخرها على وركه اليسرى: التحيات...الحديث) ففي "صحيح ابن خزيمة" (702)، و "تهذيب الآثار" (363)، و "المعجم الكبير":
"فإذا جلس على وركه اليسرى قال: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يدعو لنفسه، ثم يسلم وينصرف".
وفي "صحيح ابن خزيمة" أيضا (701): "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس في آخر صلاته على وركه اليسرى".
فالجلوس على الورك يكون في آخر الصلاة، ولا يفهم من قوله (إذا جلس في وسط الصلاة، وفي آخرها على وركه اليسرى: التحيات لله) أنه يجلس على وركه في وسط الصلاة فلو أرد هذا المعنى لقال: إذا جلس في وسط الصلاة وفي آخرها جلس على وركه اليسرى وقال: التحيات... لكنه قيّد قوله (على وركه) بقوله (في آخرها)، وقد جاء بيانه في رواية ابن خزيمة والطبري، فالذي يتعلق بقوله (إذا جلس في وسط الصلاة) هو: التحيات لله...الخ، وليس جملة (جلس على وركه اليسرى) فتدبر، وقال ابن خزيمة:
"قوله: (وفي آخرها على وركه اليسرى) إنما كان يجلسها في آخر صلاته لا في وسط صلاته وفي آخرها كما رواه عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، عن يعقوب بن إبراهيم".
وقال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 7/ 313:
"والظاهر أن قوله (على وركه) يعود إلى قوله (وفي آخرها) خاصة".
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 262 من طريق عمر بن حبيب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله، أنه قال:
"أخذت التشهد من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقننيها كلمة كلمة. ثم ذكر التشهد الذي في حديث أبي وائل وزاد قال: فكانوا يخفون التشهد ولا يظهرونه".
وإسناده ضعيف من أجل عمر بن حبيب العدوي.
وأخرجه أبو داود (986) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (980) -، والترمذي (291)، والبزار (1643)، وابن المنذر في "الأوسط" (1519)، وابن خزيمة (706) - وعنه ابن حبان في "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (12482) -، والحاكم 1/ 267 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال:
"إن من السنة أن تخفي التشهد".
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب، والعمل عليه عند أهل العلم".
حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه يونس بن بكير: قال أبو داود:
"ليس هو عندي حجة يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث".
وتابعه: أحمد بن خالد الوهبي:
أخرجه الحاكم 1/ 267 - وعنه البيهقي 2/ 146 - من طريق عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي، حدثنا محمد بن إسحاق به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
وليس كما قال رحمه الله تعالى، فلم يحتج الإمام مسلم بمحمد بن إسحاق إنما أخرج له في المتابعات، وتابعه الحسنُ بن عبيد الله النخعي:
أخرجه الحاكم 1/ 230 - وعنه البيهقي 2/ 146 - حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، حدثنا سهل بن المتوكل البخاري، حدثنا العلاء بن عبد الجبار العطار، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحسن بن عبيد الله، عن عبد الرحمن بن الأسود به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
إسناده صحيح، وليس على شرطهما.
وأخرجه الترمذي (289)، والنسائي (1162)، وفي "الكبرى" (752)، وأبو يعلى في "المعجم" (332) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال:
"علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعدنا في الركعتين أن نقول: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وقال الترمذي:
"حديث ابن مسعود قد روي عنه من غير وجه وهو أصح حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد".
وأخرجه الطبراني 10/ (9930) من طريق منصور، والبزار (1628)، والطبراني (9931) من طريق الأعمش، كلاهما عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد: التحيات لله...الحديث".
وأخرجه النسائي (1166)، وفي "الكبرى" (756)، والطبراني في "الأوسط" (6521) من طريق عمرو بن الحارث، أن زيد بن أبي أنيسة الجزري، حدثه أن أبا إسحاق، حدثه عن الأسود، وعلقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال:
"كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نعلم شيئا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا في كل جلسة: التحيات لله...الحديث".
وأخرجه ابن ماجه بإثر الحديث (899)، وأحمد 1/ 423، وابن حبان (1950)، والطبراني 10/ (9888) و (9909)، والبيهقي 2/ 377 عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (3061) ) عن الثوري، عن حماد، ومنصور، وحصين، والأعمش، وأبي هاشم، عن أبي وائل، وعن أبي إسحاق، عن الأسود، وأبي الأحوص، عن عبد الله، قال:
"كنا لا ندري ما نقول في الصلاة، فكنا نقول: السلام على الله، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تقولوا السلام على الله، إن الله هو السلام، فإذا جلستم في ركعتين فقولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. قال أبو وائل في حديث عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قلتها أصابت كل عبد صالح في السماء وفي الأرض. وقال أبو إسحاق في حديث عبد الله: إذا قلتها أصابت كل ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد صالح، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وأخرجه ابن حبان (1956) من طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني، قال: حدثنا الثوري به.
وأخرجه الطبراني 10/ (9914) من طريق عبد الله بن محمد بن سالم القزاز، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، أخبرني أبو الأحوص، والأسود بن يزيد، وعمرو بن ميمون، وأصحاب عبد الله، أنهم سمعوه يقول: فذكره، وزاد:
"ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه".
وهذه الزيادة إنما جاءت مقيّدة في الجلوس الأخير، ولعلّها من عبد الله بن محمد بن سالم القزاز فقد ذكره الحافظ الذهبي في "الميزان" 2/ 492، وقال:
"ما علمت به بأسا، قد حدث عنه أبو داود والحفاظ إلا أنه أتى بما لا يعرف".
وفيه أيضا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق: ضعفه أبو داود والجوزجاني.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وأخرجه البزار (1674) حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، والأعمش، وحصين، وأبي هاشم، وحماد، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وأخرجه ابن ماجه بإثر الحديث (899) من طريق سفيان، عن الأعمش، ومنصور، وحصين، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود به.
وأخرجه أحمد 1/ 418 من طريق الثوري، عن منصور، والأعمش، وحماد، عن أبي وائل، عن عبد الله به.
وأخرجه الطبراني (9901)، وتمام في "الفوائد" (339)، والدارقطني 2/ 160 من طريق سفيان الثوري، عن أبيه، ومنصور، والأعمش، ومغيرة، وحماد، عن شقيق به.
وعند تمام (الحكم) بدلا عن: (حماد)، وقال:
"لم يسمع سفيان الثوري من الحكم بن عتيبة شيئا، ولكن هكذا روي".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" يإثر الحديث (755) من طريق سفيان، عن منصور، وحماد، عن أبي وائل به.
وأخرجه الشاشي (504)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 478-479 من طريق سفيان، عن منصور، والأعمش، وحماد، وحصين، عن أبي وائل به.
وأخرجه النسائي (1277)، وفي "الكبرى" (1201)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5614)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (62)، والدارقطني 2/ 160، والبيهقي 2/ 138 من طريق سفيان بن عيينة، والطبراني (9889) من طريق فضيل بن عياض، كلاهما عن الأعمش، ومنصور، عن شقيق به.
وأخرجه النسائي (1170)، وفي "الكبرى" (760)، وأحمد 1/ 440، والبزار (1673)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 351-352، والطبراني (9904)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 179 من طريق شعبة، عن سليمان، ومنصور، وحماد، والمغيرة، وأبي هاشم، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "في التشهد: التحيات لله...الحديث".
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 291، ومن طريقه ابن حبان (1948) عن هشيم، أخبرنا حصين بن عبد الرحمن والمغيرة والأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود به.
وأخرجه البخاري (1202) من طريق أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد، وابن خزيمة (704) من طريق عبثر، وابن إدريس، ثلاثتهم عن حصين، عن أبي وائل به.
وأخرجه البخاري (6328)، ومسلم (402-55)، والبزار (1672)، وابن خزيمة (704)، وأبو يعلى (5135) من طريق جرير، ومسلم (402-57)، وأحمد 1/ 413، وأبو عوانة (2030) من طريق زائدة، ومسلم (402-56)، وأحمد 1/ 439، وأبو عوانة (2029) من طريق شعبة، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 263 من طريق وهيب، والطحاوي 1/ 237 من طريق الفضيل بن عياض، خمستهم عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه، قال:
"كنا نقول في الصلاة: السلام على الله، السلام على فلان، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم: إن الله هو السلام، فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله - إلى قوله - الصالحين، فإذا قالها أصاب كل عبد لله في السماء والأرض صالح، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يتخير من الثناء ما شاء".
وأخرجه البخاري (7381)، والشاشي (506)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 263، والطبراني 10/ (9902) من طريق زهير، والبزار (1711)، وابن خزيمة (704) من طريق جرير، والطبراني 10/ (9903) من طريق أبي عوانة، وابن الأعرابي في "المعجم" (247) من طريق محمد بن عبد العزيز، أربعتهم عن مغيرة، حدثنا شقيق بن سلمة، قال: قال عبد الله:
"كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: السلام على الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وأخرجه النسائي (1169)، وفي "الكبرى" (759)، وأحمد 1/ 464، والطيالسي (246)، وأبو يوسف في "الآثار" (268)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (363)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 262، والشاشي (501)، وابن حبان (1949)، والطبراني 10/ (9891) و (9892) و (9893)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 179، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 298 و 299-300 من طريق حماد، عن أبي وائل، عن عبد الله به.
وأخرجه الطبراني 10/ (9894) من طريق عاصم بن بهدلة، وحماد، عن أبي وائل به.
وأخرجه عبد الرزاق (3064) عن معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود به.
وأخرجه الطبراني (9898) من طريق عبد الرزاق، وجاء فيه: (عن زر بن حبيش، أو عن شقيق بن سلمة).
وأخرجه البزار (1725)، والطبراني 10/ (9899) من طريق زائدة بن قدامة، والطبراني (9895) من طريق همام، والطبراني (9896) من طريق جعفر بن الحارث، والطبراني (9897) من طريق سعيد بن زيد، والطبراني (9900) من طريق سفيان، وأبو إسحاق الهاشمي في "الجزء الأول من أماليه" (100) من طريق أبي بكر بن عياش، ستتهم عن عاصم بهدلة، عن أبي وائل به.
وقُرن عند أبي إسحاق الهاشمي بـ (عاصم): الأعمش.
وأخرجه البخاري (831) و (835) و (6230)، ومسلم (402-58)، وأبو داود (968)، والنسائي (1279) و (1298)، وفي "الكبرى" (1203) و (1222) و (7653) و (11520)، وابن ماجه (899)، وأحمد 1/ 382 و 413 و 427-428 و 431، وابن أبي شيبة 1/ 291، وفي "المسند" (239)، والدارمي (1340)، والبزار (1692)، وابن الجارود في "المنتقى" (205)، وأبو يعلى (5082)، وابن خزيمة (703)، وأبو عوانة (2027) و (2028)، والطحاوي 1/ 237 و 262، وفي "شرح مشكل الآثار" (2241)، والشاشي (502) و (503) و (507) و (509)، والقطيعي في "الألف دينار" (204)، وابن حبان (1955)، والدارقطني 1/ 350، والطبراني 10/ (9885) و (9886) و (9887)، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (61)، وابن منده في "التوحيد" (203) و (280)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 106 و 8/ 114-115، وفي "معرفة الصحابة" (4497)، والبيهقي 2/ 138 و 153، وفي "السنن الصغير" (440)، وفي "المعرفة" (3666)، وفي "الدعوات الكبير" (101)، والبغوي (678) من طرق عن الأعمش، عن أبي وائل به، وفيه بعد قوله: وعلى عباد الله الصالحين:
"فإنه إذا قال ذلك، أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض" وزاد في آخره: "ثم يتخير بعد من الدعاء ما شاء".
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (990)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 262، والشاشي (505)، وابن الأعرابي في "المعجم" (473)، والطبراني 10/ (9884) و (9900) من طريق محل بن محرز، عن شقيق به، وفيه: "وكانوا يتعلمونها كما يتعلم أحدكم السورة من القرآن".
وتحرّف (محل بن محرز) في مطبوع "مسند الشاشي" إلى: (محل بن خليفة).
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 64-65 و 7/ 233 من طريق أحمد بن حمدون بن عمارة، عن إسحاق بن إبراهيم الطلقي، قال: حدثنا عفان بن سيار الباهلي، حدثنا مسعر بن كدام، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد: التحيات...الحديث".
وقال أبو نعيم:
"وقفه أبو نعيم بن عدي" أي: من روايته عن إسحاق بن إبراهيم الطلقي.
وأخرجه البزار (1738)، والطبراني 10/ (9890) من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن أبي وائل، عن عبد الله به.
وقرن عند الطبراني بالحكم: فضيل بن عمرو.
وأخرجه البزار (1743) من طريق فضيل بن عمرو (وحده)، وابن أبي ليلى: سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبراني (9905)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 179 من طريق بدل بن المحبر، حدثنا شعبة، عن الحكم، وحصين، عن أبي وائل به.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 179 من طريق النضر بن شميل، حدثنا شعبة، عن حصين، عن أبي وائل، عن عبد الله به.
وأخرجه أبو داود (969)، وأحمد 1/ 394، وابن أبي شيبة 1/ 294، والبزار (1745)، والشاشي (510)، وابن حبان (996)، والحاكم 1/ 265، والبيهقي في "القضاء والقدر" (375) من طريق شريك، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن"، وفيه زيادة عند بعضهم، وإسناده ضعيف، شريك هو القاضي: سيء الحفظ، وأما الحاكم فصححه على شرط مسلم، وأقره الذهبي! والأمر ليس كما قال رحمه الله تعالى، فلم يحتج الإمام مسلم بشريك إنما روى له في المتابعات.
وأخرجه الحاكم 1/ 265، وعنه البيهقي في "القضاء والقدر" (376) من طريق عثمان بن يحيى القوفساني (كذا في مطبوع المستدرك)، حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، حدثنا ابن جريج، عن جامع بن أبي راشد به.
وإسناده ضعيف، عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد: صدوق يخطئ وكان مرجئا أفرط ابن حبان فقال: متروك.
وأما عثمان بن يحيى القوفساني: فتحريف، وصوابه: القرقساني: روى عنه جمعٌ، ووثقه ابن حبان 8/ 455، وترجم له السمعاني في "الأنساب" 10/ 384، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 3/ 173:
"لا تعرف حاله".
وتناقض فيه الحافظ الهيثمي، فقال في "المجمع" 5/ 305: 
"ثقة".
وقال في موضع آخر 7/ 312:
"لم أعرفه".
وأخرجه الشاشي (508)، والطبراني (9906)، وابن منده في "التوحيد" (265)، والبيهقي 7/ 146 من طريق عبيد الله بن موسى، عن حريث بن أبي مطر، عن واصل الأحدب، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد والخطبة كما يعلمنا السورة من القرآن، التحيات لله...الحديث".
وحريث ضعيف.
وأخرجه الطبراني (9907) من طريق أبي سعد، عن شقيق، عن عبد الله، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد: التحيات لله...الحديث".
أبو سعد هو سعيد بن المرزبان العبسي وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني (9908) من طريق حبيب بن حسان، عن أبي وائل به نحوه.
وحبيب بن حسان: ضعيف أيضا.
وأخرجه أحمد 1/ 401 و 408، والطبراني 10/ (9910) عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (3063) ) عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال:
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وجوامعه - أو جوامع الخير وخواتمه - وإنا كنا لا ندري ما نقول في صلاتنا حتى علمنا قال: قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وأخرجه الترمذي (1105)، والنسائي (1164)، وفي "الكبرى" (754)، والبزار (2070)، وابن الجارود في "المنتقى" (679)، وأبو عوانة (4143)، والطبراني 10/ (9913)، وابن بشران في "الأمالي" (81) من طريق
عبثر بن القاسم، عن الأعمش، عن أبي إسحاق به مطولا.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وأخرجه النسائي (1163)، وفي "الكبرى" (753)، وأحمد 1/ 437، والطيالسي (302)، وابن خزيمة (720)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 263، وابن حبان (1951)، والطبراني 10/ (9912) و (9917)، وفي "الصغير" (703)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 178-179 و 179 عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال:
" كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين غير أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا، وإن محمدا صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وجوامعه أو جوامعه وخواتمه فأمرنا أن نقول في كل ركعتين: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به".
قوله (ثم ليتخير أحدكم من الدعاء...) هذا محمول على الجلوس الأخير، فإن (ثم) تفيد التراخي، أو هو لمن صلى ركعتين فقط كما هو ظاهر الحديث، وقد بوّب عليه ابن خزيمة:
(باب إباحة الدعاء بعد التشهد وقبل السلام بما أحب المصلي)، وقد تقدّم آنفا الحديث من طريق معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص به بلفظ:
"كنا لا ندري ما نقول في صلاتنا..." وسيأتي من طرق عن أبي إسحاق ليس فيه هذا القيد.
وتقدّم أيضا من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق به، بلفظ: "علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في الصلاة...".
وقرن عند الطبراني (9917)، وفي "الصغير"، وأبي نعيم 7/ 179 بأبي الأحوص: أبو الكنود.
وأخرجه ابن ماجه بإثر الحديث (899)، وأحمد 1/ 413، والشاشي (504)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 1/ 478-479 من طريق الثوري، عن أبي إسحاق، عن الأسود، وأبي الأحوص، وأبي عبيدة، عن ابن مسعود، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد في الصلاة: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (755)، وأحمد 1/ 418، والشاشي (509)، والطبراني 10/ (9909) و (9916) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص (وحده) به.
وقرن عند الطبراني (9909) بأبي الأحوص: الأسود.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 263 من طريق المسعودي، والطحاوي أيضا، والطبراني (9915)، والبيهقي 2/ 148 من طريق إسرائيل، وابن أبي شيبة في "المسند" (423)، وابن حبان (6402) من طريق زهير بن معاوية، والطبراني في "الأوسط" (683) من طريق عمرو بن قيس الملائي، وأبو إسحاق الهاشمي في "الجزء الأول من أماليه" (99) من طريق أبي بكر بن عياش، أربعتهم عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال:
"إن محمدا صلى الله عليه وسلم أوتي فواتح الكلام وخواتمه، أو جوامع الخير وخواتمه، وإنا كنا لا ندري ما يقول إذا جلسنا في الصلاة حتى علمنا، فقال: قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وقُرن عند الطبراني (9915) بأبي الأحوص: أبو عبيدة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (422)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1362) و (1407)، والطبراني 10/ (9911) من طريق فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق به.
وقرن عند ابن الأعرابي بفطر: سفيان، وزائدة.
وأخرجه الطبراني 10/ (9913) من طرق عن أبي إسحاق به.
وله طرق أخرى عن ابن مسعود:
أخرجه أبو داود (970)، وأحمد 1/ 422، والطيالسي (273)، والدارمي (1341)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2593)، والطحاوي 1/ 275، وابن حبان (1961)، والطبراني 10/ (9925)، والدارقطني 2/ 166، والبيهقي 2/ 174، وفي "المعرفة" (3698)، والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 1/ 102-103 عن زهير، عن الحسن بن الحر، عن القاسم بن مخيمرة، قال: أخذ علقمة بيدي، وذكر علقمة أن ابن مسعود أخذ بيده، وذكر ابن مسعود:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده فعلمه التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فإذا قلت ذلك فقد تمت صلاتك فإن شئت فقم وإن شئت فاقعد".
وقال ابن حبان:
"(فإذا قلت ذلك فقد تمت صلاتك فإن شئت فقم وإن شئت فاقعد) إنما هو قول ابن مسعود ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أدرجه زهير في الخبر".
وقال الخطيب:
"قوله في المتن (فإذا قلت ذلك فقد تمت صلاتك) وما بعده إلى آخر الحديث، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من قول ابن مسعود أدرج في الحديث".
وقد أخرجه الدارقطني 2/ 165، ومن طريقه البيهقي 2/ 174 من طريق شبابة بن سوار، حدثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية، حدثنا الحسن بن الحر به، وفيه:
"قال عبد الله: فإذا قلت ذلك فقد قضيت ما عليك من الصلاة فإذا شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد".
وقال الدارقطني:
"شبابة ثقة، وقد فصل آخر الحديث جعله من قول ابن مسعود وهو أصح من رواية من أدرج آخره في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم".
وأخرجه أحمد 1/ 450، وابن أبي شيبة 1/ 291، وفي "المسند" (203)، ومحمد بن عاصم الثقفي في "حديثه" (17)، والشاشي (338)، والطبراني 10/ (9926)، وابن حبان (1963)، والدارقطني 2/ 164 عن
حسين بن علي، وابن حبان (1962)، والطبراني 10/ (9924)، وفي "الأوسط" (4389)، وفي "الشاميين" (164)، والدارقطني 2/ 167، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 84، والبيهقي 2/ 175 من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وابن الأعرابي في "المعجم" (922)، والطبراني 10/ (9923)، والدارقطني 2/ 164 من طريق ابن عجلان، ثلاثتهم عن الحسن بن الحر به، ليس فيه "فإذا قلت ذلك فقد تمت صلاتك فإن شئت فقم وإن شئت فاقعد".
وفي رواية عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: "قال عبد الله بن مسعود: فإذا فرغت من هذا فقد فرغت... الخ".
وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم" (711) حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الزيدواني السوسي بها، حدثنا الحسن بن سلام، حدثنا معلى بن منصور، حدثنا أبو يوسف، حدثنا أبو حنيفة، عن الحسن بن الحر، عن القاسم بن مخيمرة قال: أخذ علقمة بيدي: فذكره، وأدرج بالمرفوع: "فإذا فعلت هذا فقد قضيت صلاتك...الخ".
وإسناده ضعيف، لم أجد من ترجم لشيخ ابن المقرئ.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1264) حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، حدثني أبي، عن أبيه، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول:
"أن القاسم بن مخيمرة أخذ بيد علقمة الكوفي من أصحاب ابن مسعود فقال له: قال ابن مسعود: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمني التشهد:
التحيات لله...الحديث".
وإسناده ضعيف، شيخ الطبراني: قال فيه الذهبي في "الميزان" 1/ 151:
"عن أبيه له مناكير، قال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر".
وذكره الحافظ في المرتبة الأولى من مراتب المدلسين قائلًا: "أكثر عن أبيه عن جده، فقال أبو حاتم الرازي: سمعته يقول: لم أسمع من أبي شيئا. وقال أبو عوانة الإسفرائيني: أجاز له أبوه فروى عنه بذلك. يعني: ولم يبين كونها إجازة".
وأخرجه النسائي (1167)، وفي "الكبرى" (757) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والبزار (1555)، والطبراني 10/ (9920)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 289 من طريق عفير بن معدان، والنسائي (1168)، وفي "الكبرى" (758) من طريق هشام الدستوائي، ثلاثتهم عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وقال البزار:
"وهذا الحديث رواه شعبة وغيره عن حماد، عن أبي وائل، عن عبد الله وأحسب أن عفير بن معدان أخطأ فيه إذ جعله عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله".
وأخرجه أبو يوسف في "الآثار" (269) عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنه علمهم التشهد: فذكره.
ليس فيه علقمة!
وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (1129)، والطبراني 10/ (9921)، وفي "الأوسط" (6072)، وفي "الصغير" (845)، وتمام في "الفوائد" (690)، وأبو الشيخ في "حديثه" (104) - رواية ابن مردويه، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 44 من طريق عثمان بن الهيثم بن جهم، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود به.
وقال أبو نعيم:
"صحيح مشهور من حديث إبراهيم، غريب من حديث ابن عون تفرد به عنه عثمان بن الهيثم".
وأخرجه البزار (1581) من طريق سالم بن نوح، قال: حدثنا ابن عون به، ولفظه:
"أن عبد الله كان يعلم رجلا التشهد فقال: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فأعادها عبد الله عليه مرارا كل ذلك يقول: وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والرجل يقول: وأن محمدا عبده ورسوله، فقال عبد الله: هكذا علمنا".
وفي إسناده سالم بن نوح: صدوق له أوهام.
وأخرجه البزار (1571)، والطحاوي 1/ 275، والطبراني 10/ (9922)، وفي "الأوسط" (4574) من طريق أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن ويقول: تعلموا، فإنه لا صلاة إلا بالتشهد".
وإسناده ضعيف، أبو حمزة هو ميمون الأعور القصاب.
وأخرجه البخاري (6265)، وفي "التاريخ الكبير" 5/ 98، ومسلم (402-59)، والنسائي (1171)، وفي "الكبرى" (761)، وأحمد 1/ 414، وابن أبي شيبة 1/ 292، وفي "المسند" (319)، وأبو يعلى (5347)، وأبو عوانة (2026)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3797)، والبيهقي 2/ 138 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا سيف بن سليمان، قال: سمعت مجاهدا، يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة، قال: سمعت ابن مسعود، يقول:
"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد، كفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا: السلام على النبي".
وأخرجه البزار (1799) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، قال: حدثنا سيف بن سليمان، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله:
"عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلمهم التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث أبي معمر، عن عبد الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن مجاهد إلا سيف بن سليمان".
وأخرجه أبو إسحاق الهاشمي في "الجزء الأول من أماليه" (102) من طريق أبي خالد الأحمر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3798)، والشاشي (895) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، كلاهما عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، عن عبد الله بن مسعود به.
ليس فيه أبو معمر.
وأخرجه الدارقطني 2/ 167، والطبراني (9937) من طريق محمد بن بكر البرجاني، حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، حدثني مجاهد، حدثني ابن أبي ليلى، أو أبو معمر، قال:
"علمني ابن مسعود التشهد وقال: علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعلمنا السورة من القرآن: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك علينا معهم، صلوات الله وصلوات المؤمنين على محمد النبي الأمي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
قال: وكان مجاهد يقول: إذا سلم فبلغ وعلى عباد الله الصالحين فقد سلم على أهل السماء وأهل الأرض.
وقال الدارقطني:
"ابن مجاهد ضعيف الحديث".
قلت: عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي، مولى عبد الله بن السائب المخزومي: متروك، وقد كذبه الثوري.
وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة.
وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ترك حديثه.
وأخرجه أحمد 1/ 376، وابن أبي شيبة 1/ 292، وأبو إسحاق الهاشمي في "الجزء الأول من أماليه" (101)، والطبراني (9936) من طريق خصيف، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال:
"علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وأخرجه الطبراني بإثر الحديث (9916) من طريق الثوري، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله.
وأخرجه البزار (1784) و (1785) و (1786)، والطبراني 10/ (9929) من طرق عن قيس بن الربيع، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن عبيدة، عن عبد الله:
"عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلمهم: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه بهذا الإسناد إلا قيس".
وأخرجه الطبراني (9928) من طرق عن علي بن نصر الجهضمي، حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، حدثنا وهيب، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود:
"عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وأخرجه البزار (1916) حدثنا سعيد بن بحر القراطيسي، قال: حدثنا الحسين بن علي، عن زائدة، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله:
"عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد: التحيات لله، الصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته...وذكر الحديث في التشهد بطوله".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش، عن عمارة بهذا الإسناد إلا زائدة".
وإسناده على شرط الشيخين ما خلا شيخ البزار وهو ثقة.
وأخرجه البزار (1448) حدثنا محمد بن علي الأهوازي، قال: حدثنا
عقبة بن مكرم الكوفي، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن صالح بن حيان، عن ابن بريدة، عن أبيه: أنه كان يذكر التشهد عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال البزار:
"ولا نعلم حدث بريدة، عن عبد الله إلا هذا الحديث، ولا نعلم له طريقا عن بريدة إلا هذا الطريق، ولم نسمعه إلا من محمد بن علي الأهوازي".
وإسناده ضعيف، صالح بن حيان: ضعيف.
وشيخ البزار: لم أجده.
وأخرجه الشاشي (511)، والطبراني (9935) عن علي بن عبد العزيز، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا شريك، عن أبي فزارة، عن أبي زيد، عن عبد الله، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: التحيات لله".
وإسناده ضعيف أيضا، أبو زيد القرشي: مجهول.
وشريك هو القاضي: سيء الحفظ.
ويحيى بن عبد الحميد الحماني: متهم بسرقة الحديث.
وأخرجه الطبراني (9934)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 44 من طريق
بشر بن هلال الصواف، حدثنا داود بن الزبرقان، حدثنا منصور بن المعتمر، عن زيد بن وهب، عن عبد الله، قال:
"كنا نقول في الصلاة: السلام على ربنا، فقيل لنا: قولوا: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قلتم ذلك سلمتم على من في السماء والأرض".
وإسناده ضعيف جدا، داود بن الزبرقان: متروك، وكذبه الأزدي.
وأخرجه الطبراني 10/ (9938) من طريق محمد بن حميد، حدثنا هارون بن المغيرة، عن عنبسة، عن محمد بن سالم، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وإسناده ضعيف، محمد بن سالم الهمداني: ضعيف.
ومحمد بن حميد بن حيان: قال الذهبي: الحافظ، وثقه جماعة والأولى تركه.
وأخرجه الطبراني (9939) من طريق عبد الله بن الأجلح، عن حجاج، عن عمير بن سعيد، عن عبد الله، قال:
"علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وقال:
"رفعه الأجلح، ولم يرفعه حماد بن سلمة".
ثم أخرجه (9940) من طريق حماد بن سلمة، عن الحجاج، عن عمير بن سعيد، قال:
"علمني ابن مسعود التشهد، فذكر التشهد ثم قال: اللهم إني أسألك من الخير كله، ما أعلم منه وما لا أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبادك الصالحون، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار".
والحجاج هو ابن أرطأة: مشهور بالتدليس عن الضعفاء وغيرهم، كثير الخطأ، ليس بحجة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2690) حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل بن مهلهل، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، قال:
"كان عبد الله بن مسعود يعلم رجلا التشهد، فقال عبد الله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فقال الرجل: وحده لا شريك له، فقال عبد الله: هو كذلك، ولكن ننتهي إلى ما علمنا".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن العلاء بن المسيب إلا مفضل، تفرد به يحيى".
وإسناد رجاله كلهم ثقات، شيخ الطبراني هو إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، لكنه منقطع، المسيب بن رافع: قال الإمام أحمد: لم يسمع من عبد الله بن مسعود شيئا.
وقال أبو حاتم: المسيب عن ابن مسعود مرسل.
وقال ابن معين: لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من البراء بن عازب، وأبي إياس عامر بن عبدة.

وفي الباب عن ابن مسعود، وعائشة:

أما حديث عبد الله بن مسعود:

فأخرجه أبو داود (995)، والترمذي (366)، وأحمد 1/ 386 و 410 و 436، والطيالسي (329)، وابن أبي شيبة 1/ 295، وفي "المسند" (371)، وأبو يعلى (5232)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (340)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1550)، والشاشي (924) و (926) و (927) و (928)، وابن المنذر في "الأوسط" (1521)، والطبراني 10/ (10285)، والحاكم 1/ 269، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 207 من طرق عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن أبيه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف. قال قلنا: حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه".
وتحسين الإمام الترمذي لهذا الحديث لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها، قال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" 1/ 544:
"قال ابن المديني في حديث يرويه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه هو منقطع: وهو حديث ثبت.
قال يعقوب بن شيبة: إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند، يعني في الحديث المتصل، لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها، وأنه لم يأت فيها بحديث منكر".
وأخرجه النسائي (1176)، وفي "الكبرى" (766)، وأحمد 1/ 460، والشافعي 1/ 96، والشاشي (923)، والبيهقي 2/ 134، وفي "المعرفة" (3730)، والخطيب في "السابق واللاحق" (ص 94-95)، والبغوي في "شرح السنة" (670) من طريق إبراهيم بن سعد، وأحمد 1/ 428، والشاشي (925)، وابن الأعرابي في "المعجم" (297)، والطبراني 10/ (10284)، وفي "الأوسط" (5077)، والحاكم 1/ 269 من طريق مسعر، كلاهما عن سعد بن إيراهيم به.
وقال الحاكم:
"حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وقد اتفقا على إخراج حديث شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله أنه لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن" فتعقبه الحافظ الذهبي بقوله:
"ينظر هل سمع سعد من أبي عبيدة؟".
وهذا وهم من الحاكم رحمه الله تعالى فلم يخرجا شيئا من حديث سعد بن إبراهيم عن أبي عبيدة، ولا من حديث أبي عبيدة عن أبيه، وهو منقطع كما تقدّم آنفا عن الترمذي رحمه الله تعالى.

وأما حديث عائشة:

فأخرجه أبو يعلى (4373) حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في الركعتين على التشهد".
وإسناده صحيح، وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 142:
"رواه أبو يعلى من رواية أبي الحويرث عن عائشة، والظاهر أنه خالد بن الحويرث وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح".
وجاء اسمه (أبو الحويرث) في "إتحاف الخيرة" أيضا (1369)، وجاء في "المقصد العلي" (385): (ابن أبي الجوزاء).
والصواب أنه أبو الجوزاء، هكذا جاء في مطبوع "مسند أبي يعلى" (4373) - تحقيق حسين سليم، وفي مطبوع "مسند أبي يعلى" (4356) - تحقيق الشيخ إرشاد الحق الأثري، وفي "المطالب العالية" (523).
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 205:
"اسم أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي لم يسمع من عائشة وحديثه عنها مرسل".
قلت: أبو الجوزاء عن عائشة على شرط مسلم، وجاء تصريحه بالسماع منها عند عبد الرزاق في "المصنف" (2540)، وعند أبي نعيم في "الحلية" 3/ 80 و 81، وقال الرشيد العطار في "غرر الفوائد المجموعة" (ص 338):
"وإدراك أبي الجوزاء هذا لعائشة رضي الله عنها معلوم لا يختلف فيه، وسماعه منها جائز ممكن لكونهما جميعا كانا في عصر واحد وهذا ومثله محمول على السماع عند مسلم رحمه الله كما نص عليه في مقدمة كتابه الصحيح إلا أن تقوم دلالة بينة على أن ذلك الراوي لم يلق من روى عنه أو لم يسمع منه شيئا فحينئذ يكون الحديث مرسلا، والله أعلم".
وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 1/ 384:
"قال جعفر الفريابي في (كتاب الصلاة) حدثنا مزاحم بن سعيد، حدثنا ابن المبارك، حدثنا إبراهيم بن طهمان، حدثنا بديل العقيلي، عن أبي الجوزاء، قال: (أرسلت رسولا إلى عائشة يسألها...فذكر الحديث)، فهذا ظاهره أنه لم يشافهها، لكن لا مانع من جواز كونه توجه إليها بعد ذلك فشافهها على مذهب مسلم في إمكان اللقاء، والله أعلم".
وتابع أبا معمر: ابنُ أبي شيبة:
فأخرجه في "المصنف" 1/ 296 حدثنا عبد السلام، عن بديل، عن أبي الجوزاء، عن عائشة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الركعتين: التحيات".
وله طرق عن بديل:
فأخرجه مسلم (498)، وأبو داود (783)، وابن ماجه (812) و (869) و (893)، وأحمد 6/ 31 و 194، وعبد الرزاق في "المصنف" (2540) و (2602) و (2873) و (3014) و (3050)، وابن أبي شيبة 1/ 229 و 252 و 258 و 284 و 285 و 289 و 410، وإسحاق بن راهويه (1331) - ومن طريقه أبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (60) -، وأبو يعلى (4667)، وابن خزيمة (699)، وأبو عوانة (1585) و (1595) و (1802) و (1891) و (2004)، وابن حبان (1768)، والبيهقي 2/ 15 و 85 و 113 و 172، وفي "المعرفة" (3636)، وابن عبد البر في "الإنصاف" (3) تاما ومختصرا من طرق عن حسين المعلم، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة، بـ {الحمد لله رب العالمين}، وكان إذا ركع لم يشخص رأسه، ولم يصوبه، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد، حتى يستوي قائما، وكان إذا رفع رأسه من السجدة، لم يسجد حتى يستوي جالسا، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، وكان ينهى عن عقبة الشيطان، وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم" والسياق لمسلم.
وأخرجه أحمد 6/ 171 حدثنا محمد بن جعفر، والدارمي (1236) أخبرنا جعفر بن عون، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 203 من طريق أسباط بن محمد، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 82، وابن عبد البر في "الإنصاف" (4) من طريق سعيد بن عامر، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 252 من طريق إسرائيل، خمستهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن بديل، عن أبي الجوزاء، عن عائشة مختصرا.
وأخرجه أحمد 6/ 281 حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا شعبة، عن بديل به مختصرا.
وقد نبه محققو المسند طبعة المكنز 12/ 6372 رقم (27046) أنه في نسخة للمسند جاء (سعيد) وهي أولى لموافقتها ما تقدّم في "شرح المعاني" 1/ 203.
وأخرجه أحمد 6/ 110 من طريق أبان، عن بديل بن ميسرة به مختصرا.
وأخرجه الطيالسي (1651) - ومن طريقه الطبراني في "الأوسط" (7617)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 63 و 82 - حدثنا عبد الرحمن بن بديل العقيلي - بصري ثقة صدوق -، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بـ {الحمد لله رب العالمين} فإذا ركع لم يشخص رأسه ولم يخفضه ولكن بين ذلك، فإذا رفع رأسه لم يسجد حتى يستوي قائما، فإذا سجد فرفع رأسه لم يسجد حتى يستوي قاعدا، وكان يفرش قدمه اليسرى وينصب قدمه اليمنى، وكان يقول في كل ركعتين التحيات، وكان ينهى عن عقب الشيطان وعن افتراش كافتراش السبع والكلب، وكان يختم الصلاة بالتسليم".

غريب الحديث


(التحيات) فيها ثلاثة أقوال ذكرها ابن القاسم كما في "كشف المشكل" 1/ 284:
أحدها: أنه السلام، ومنه قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية} [النساء: 86] أي: إذا سلم عليكم.
والثاني: أنه الملك، وذلك أن الملك كان يحيا فيقال له: أنعم صباحا أيها الملك، أبيت اللعن، قال عمرو بن معد يكرب:
(أسيرها إلى النعمان حتى ... أنيخ على تحيته بجند)
أي على ملكه. قال ابن قتيبة: إنما كانت التحية الملك لأن الملك كان يحيا فيقال له: أنعم صباحا، لا يقال ذلك لغيره، ثم سمي الملك تحية إذ كانت التحية لا تكون إلا للملك.
والثالث: أن التحيات البقاء، قال زهير بن جناب:
أَبُنَيّ إنْ أَهْلِكْ فَإِنّي ... قَدْ بَنَيْت لَكُمْ بَنِيّهْ
وَتَرَكْتُكُمْ أَوْلَادَ سَادَا ... تِ زِنَادُكُمْ وَرِيّهْ
مِنْ كُلّ مَا نَالَ الْفَتَى ... قَدْ نِلْته إلّا التّحِيّهْ
أي: إلا البقاء، فإنه لا ينال. وقال ابن قتيبة: إنما أراد بالبيت المُلك، فكأنه قال: قد نلت كل شيء إلا أني لم أصر ملكا.

(الصلوات) يحتمل أن يراد بها الصلوات المعهودة، ويكون التقدير: إنها واجبة لله تعالى، لا يجوز أن يقصد بها غيره، أو يكون ذلك إخبارا عن إخلاصنا الصلوات له، أي:
إن صلواتنا مخلصة له لا لغيره.
ويحتمل أن يراد بالصلوات: الرحمة، ويكون معنى قوله (لله) أي: المتفضل بها والمعطي: هو الله، لأن الرحمة التامة لله تعالى، لا لغيره. "إحكام الأحكام" 1/ 306.
(الطيبات) أي: والطيبات من الكلام لله، أي: ذلك يليق بمجده.

(السلام عليك) قيل: معناه التعوذ باسم الله، الذي هو (السلام) كما تقول: الله معك، أي الله متوليك، وكفيل بك.
وقيل: معناه السلام والنجاة لكم، كما في قوله تعالى {فسلام لك من أصحاب اليمين} [الواقعة: 91].
وقيل: الانقياد لك، كما في قوله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [النساء: 65]، وليس يخلو بعض هذا من ضعف، لأنه لا يتعدى (السلام) ببعض هذه المعاني بكلمة (على). "إحكام الأحكام" 1/ 307.
وهذا كان في حياته صلى الله عليه وسلم فلما توفي بأبي هو أمي قالوا: (السلام على النبي) كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

يستفاد من الحديث


أولًا: وجوب التشهد في الصلاة لأن الأمر يقتضي الوجوب.

ثانيًا: أنه لا يزيد في الجلوس الأول على التشهد.

ثالثًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخفف جلوس التشهد الذي يلي الركعتين ويسرع بالقيام.

رابعًا: التورك في آخر الصلاة التي فيها تشهدان.

خامسًا: استحباب الدعاء في آخر الصلاة قبل السلام، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 227:
"وفي قوله عند الفراغ من التشهد (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه) دليل على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست بواجبة في الصلاة ولو كانت واجبة لم يخل مكانها منها ويخيره بين ما شاء من الأذكار والأدعية فلما وكل الأمر في ذلك إلى ما يعجبه منها بطل التعيين".

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
25 - جمادي الآخرة - 1440 هجري.
____________
[1] - تحرّف ابن إسحاق في مطبوعه إلى أبي إسحاق!

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015