من أدعية الصلاة (1)
(212) "اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما
لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله ما علمت منه، وما لم أعلم، اللهم إني أسألك
من خير ما سألك عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك، اللهم
إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من
قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء تقضيه لي خيرا".
إسناده حسن - أخرجه ابن ماجه (3846)، وأحمد 6/ 134 و 147، وابن أبي شيبة 10/
263-264، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6026) عن عفان بن مسلم، والطحاوي
في "شرح مشكل الآثار" (6025) من طريق أبي عمر الضرير، كلاهما عن حماد بن
سلمة، قال: أخبرنا جبر بن حبيب، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا
الدعاء: فذكره.
وإسناده حسن، أم كلثوم بنت أبي
بكر: قال البوصيري في "الزوائد":
"لم أر من تكلم فيها، وعدها
جماعة في الصحابة، وفيه نظر لأنها ولدت بعد موت أبي بكر، وباقي رجال الإسناد ثقات".
وقال الحافظ في تهذيب التهذيب
12/ 477:
"ذكرها ابن منده وأبو نعيم وغيرهما في "الصحابة"، وأخطأوا
في ذلك لأنها ولدت بعد موت أبي بكر الصديق".
وقال في "التقريب" (8758):
"توفي أبوها وهي حَمل، ثقة!".
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل
الآثار" (6027) من طريق أبي عوانة، وابن حبان (869) من طريق موسى بن إسماعيل،
كلاهما عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة
به.
وأخرجه أبو يعلى (4473) حدثنا إبراهيم - وهو ابن الحجاج -، والطبراني
في "الدعاء" (1347) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن
جبر بن حبيب، وسعيد الجريري، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (639) من طريق مهدي بن ميمون،
عن الجريري، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم ابنة أبي بكر، عن عائشة به.
ومهدي بن ميمون لم يذكروه فيمن
سمع من الجريري قبل الإختلاط.
وأخرجه أحمد 6/ 146-147 - ومن
طريقه الحاكم 1/ 521 - عن محمد بن جعفر، وأحمد 6/ 147 عن عبد الصمد، والحاكم 1/
521 من طريق آدم بن أبي إياس، والطيالسي (1674) أربعتهم (محمد بن جعفر، وعبد الصمد
بن عبد الوارث، وآدم بن أبي إياس، والطيالسي) عن شعبة، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم
به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد"
وأقره الذهبي.
وأخرجه إسحاق بن راهويه
(1165)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6024) عن النضر بن شميل، حدثنا شعبة،
حدثنا جبر بن حبيب، قال: سمعت أم كلثوم بنت علي، تحدث عن عائشة.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6023) من طريق بقية بن
الوليد، حدثني شعبة، حدثني جبر بن حبيب، قال: نزلت على فاطمة ابنة أبي بكر بالمدينة،
فحدثتني، عن عائشة.
وهذا شاذ، وقد جاء التصريح بنسبة
أم كلثوم في رواية محمد بن جعفر، وعبد الصمد، وآدم بن أبي إياس، ثلاثتهم عن شعبة أنها
بنت أبي بكر وهو المحفوظ.
وأخرجه أبو يعلى كما في
"المطالب العالية" (3344)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"
(6028)، والحاكم 1/ 522 من طريق أبي نعامة العدوي عمرو بن عيسى، حدثنا جبير بن حبيب،
عن القاسم بن محمد، عن عائشة.
وقال الحاكم:
"هكذا قاله أبو نعامة، وشعبة أحفظ منه، وإذا خالفه فالقول قول شعبة".
يستفاد من الحديث
أولًا: أن هذا الدعاء
من الجوامع وهو ما قل لفظه وكثر معناه أو التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة
أو التي تجمع الثناء على الله وآداب المسألة وغير ذلك، قال الحليمي:
"هذا من جوامع الكلم التي استحب الشارع الدعاء بها لأنه إذا دعا
بهذا فقد سأل الله من كل خير وتعوذ به من كل شر، ولو اقتصر الداعي على طلب حسنة بعينها،
أو دفع سيئة بعينها كان قد قصر في النظر لنفسه".
ثانيًا: أن هذا الدعاء
تضمن خيري الدنيا والآخرة.
ثالثًا: سؤال الله تعالى
الخير كله، والاستعاذة بالله تعالى من الشر كله عاجله وآجله ما علمه العبد وما لم يعلمه.
رابعًا: سؤال الله تعالى
خير ما سأله النبي صلى الله عليه وسلم.
خامسًا: الإستعاذة بالله
تعالى من شر ما عاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم.
سادسًا: سؤال الله تعالى
الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل.
سابعًا: الإستعاذة بالله
تعالى من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
ثامنًا: سؤال أن يجعل
الله كل قضاء خيرا، وكأن المراد سؤال اعتقاد العبد أن كل ما أصابه خير، وإلا فإن كل
قضاء قضى الله به خير وإن رآه العبد شرا في الصورة.
تاسعًا: حسن رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لأهله حيث
علم عائشة هذا الدعاء الجامع لكل خير، وأنه ينبغي للعبد تعليم أهله أحسن الأدعية لأن
كل خير ينالونه
فهو له، وكل شر يصيبهم فهو مضرة عليه.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
10 - شعبان - 1440 هجري.
إرسال تعليق