
من أدعية الصلاة (2)
(211) "اللهم حاسبني حسابا يسيرا".
إسناده حسن - أخرجه أحمد 6/
48، والطبري في "التفسير" 24/ 236-237: طبعة هجر، وابن خزيمة (849)، والحاكم
1/ 57 و 255، والبيهقي في "الشعب" (266)، وعبد الغني المقدسي في "ذكر
النار" (3) من طريق إسماعيل ابن علية، وإسحاق بن راهويه (909)، والطبري في
"التفسير" 24/ 236 - طبعة هجر، وابن حبان (7372) عن جرير، والحاكم 1/ 57
و 4/ 249، والبيهقي في "الشعب" (266) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، وابن
عساكر في "تاريخ دمشق" 41/ 464-465 من طريق يزيد بن زريع، والحاكم 4/
579 من طريق يعلى بن عبيد، خمستهم عن محمد بن إسحاق، حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد
الله بن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، قالت:
"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في
بعض صلاته: اللهم حاسبني حسابا يسيرا. فلما انصرف، قلت: يا رسول الله! ما الحساب اليسير؟
قال: ينظر في كتابه، ويتجاوز له عنه، إنه من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك، وكل ما
يصيب المؤمن يكفر الله به عنه حتى الشوكة تشوكه".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما اتفقا
على حديث ابن أبي مليكة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
من نوقش الحساب عذب" وأقره
الذهبي!
الحديث إسناده حسن وليس على شرط
مسلم فلم يحتج بمحمد بن إسحاق إنما روى له في المتابعات والشواهد، وخالف هذا الجمع
محمد بن سلمة إن ثبت الطريق إليه:
فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط"
(3649) حدثنا سليمان بن المعافى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد
بن إسحاق، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة به.
إسناده ضعيف، فيه سليمان بن المعافى:
غمز ابن عدي في "الكامل" 7/ 562 روايته عن أبيه على أنه حمل على الرواية
عنه ولم يسمع منه.
وله طريق أخرى عن عائشة:
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 296 من طريق مسلم بن إبراهيم،
والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 2/ 607، والحاكم 4/ 580 من طريق حرمي بن
عمارة، كلاهما عن الحريش بن الخريت، حدثنا ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها،
قالت:
"مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا رافعة
يدي وأنا أقول: اللهم حاسبني حسابا يسيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدرين ما ذلك الحساب؟ فقلت: ذكر الله عز وجل في كتابه {فسوف يحاسب
حسابا يسيرا}، فقال لي: يا عائشة إنه من حوسب خصم ذلك الممر بين يدي الله تعالى".
قال الحافظ الذهبي في "مختصر
المستدرك":
"الحريش قال البخاري: في حديثه نظر".
يستفاد من الحديث
أولًا: هذا الدعاء إما
تعليم للأمة وتنبيه لهم عن نوم الغفلة، وإما تلذذ بما يقع له من هذه النعمة، وإما خشية
له كما يقتضيه مقامه من معرفة رب العزة، وذهوله عن مرتبة النبوة ومنزلة العصمة.
"مرقاة المفاتيح" 8/ 3534.
ثانيًا: ما كان عند عائشة
رضي الله عنها من الحرص على تفهم معاني الحديث.
ثالثًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن
يتضجَّر من المراجعة في العلم.
رابعًا: تفاوت الناس
في الحساب.
خامسًا: أن ما يصيب المؤمن
من بلاء حتى الشوكة يشاكها تكون كفارات لذنوبه.
سادسًا: أن السؤال عن
مثل هذا لم يدخل فيما نُهي الصحابة عنه في قوله تعالى {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ}
[المائدة: 101].
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
9 - شعبان - 1440 هجري.
إرسال تعليق