
ما تشد الرحال إليه من المساجد
(223)
"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد
الأقصى".
أخرجه البخاري (1189)، ومسلم
(1397)، وأبو داود (2033)، والنسائي (700)، وأحمد 2/ 238، والحميدي (943)، وابن
أبي شيبة 4/ 65، وأبو يعلى (5880)، والبيهقي 5/ 244، والخطيب في "تاريخ
بغداد" 9/ 220 عن سفيان بن عيينة، ومسلم (1397-512)، وابن ماجه (1409)، وأحمد
2/ 234 و 277، وعبد الرزاق" (9158)، وابن أبي شيبة 2/ 374 و 4/ 67، وابن حبان
(1619) عن معمر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (587) و (592) من طريق
عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وصالح بن أبي الأخضر، أربعتهم عن الزهري، عن سعيد بن
المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
وأخرجه الطحاوي في "شرح
مشكل الآثار" (593)، وابن حبان (1631) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن
الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح
مشكل الآثار" (588) من طريق شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
وأخرجه أحمد 2/ 501، والدارمي
(1421)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (595)، والبغوي (451) من طريق
محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
وأخرجه مسلم (1397-513)،
والبيهقي 5/ 244 من طريق عمران بن أبي أنس، حدثه، أن سلمان الأغر، حدثه، أنه سمع
أبا هريرة، يخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إنما يسافر إلى ثلاثة
مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي، ومسجد إيلياء".
وأخرجه أحمد 6/ 7، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"
2/ 294، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (581) و (590)، وابن حبان (2772)،
والبيهقي في "السنن الصغير" (602)، وابن الأثير في "أسد
الغابة" 1/ 237، والضياء في "فضائل بيت المقدس" (3) من طريق مالك
(وهو في "الموطأ 1/ 108-110) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن
عوف، عن أبي هريرة، أنه قال:
"خرجت إلى الطور فلقيت
كعب الأحبار فجلست معه، فحدثني عن التوراة، وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فكان فيما حدثته، أن قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت
عليه الشمس، يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط من الجنة، وفيه تيب عليه، وفيه
مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة، من حين تصبح حتى
تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو
يصلي، يسأل الله شيئا، إلا أعطاه إياه. قال كعب: ذلك في كل سنة يوم، فقلت: بل في
كل جمعة، فقرأ كعب التوراة فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو
هريرة: فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور، فقال:
لو أدركتك قبل أن تخرج إليه، ما خرجت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا
تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد
إيلياء أو بيت المقدس. - يشك - قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد الله بن سلام، فحدثته
بمجلسي مع كعب الأحبار، وما حدثته به في يوم الجمعة، فقلت: قال كعب ذلك في كل سنة
يوم، قال: قال عبد الله بن سلام: كذب كعب. فقلت: ثم قرأ كعب التوراة، فقال: بل هي
في كل جمعة، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب، ثم قال عبد الله بن سلام: قد علمت
أية ساعة هي، قال أبو هريرة: فقلت له أخبرني بها ولا تضن علي، فقال عبد الله بن
سلام: هي آخر ساعة في يوم الجمعة. قال أبو هريرة: فقلت وكيف تكون آخر ساعة في يوم
الجمعة؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، وتلك
الساعة ساعة لا يصلى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله صلى الله
عليه وسلم: من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي؟ قال أبو هريرة فقلت:
بلى، قال: فهو ذلك" والسياق للموطأ.
وقال ابن عبد البر في
"الاستيعاب" 1/ 184:
"هذا الحديث لا يوجد
هكذا إلا في (الموطأ) لبصرة بن أبي بصرة، وإنما الحديث لأبي هريرة فلقيت أبا بصرة
يعني أباه. هكذا رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. وكذلك رواه سعيد
بن المسيب وسعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، كلهم بقول فيه فلقيت أبا بصرة، وأظن
الوهم جاء فيه من يزيد بن الهاد، والله أعلم".
فتعقبه ابن الأثير في
"أسد الغابة" 1/ 237 بقوله:
"قول أبي عمر: (لا يوجد
هكذا إلا في الموطأ) وهم منه، فإنه قد رواه الواقدي عن عبد الله بن جعفر، عن ابن
الهاد [1]
مثل رواية مالك، عن بصرة بن أبي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد، أو من
محمد بن إبراهيم، فإن أبا سلمة قد روى عنه غير محمد، فقال: عن أبي بصرة، والله
أعلم".
قلت: وهذا التعقب لا شيء إذ
الواقدي متروك الحديث لكن تابع الإمام مالك جمعٌ فقد أخرجه النسائي (1430) من طريق
بكر بن مضر، والحميدي (944)، ويعقوب بن سفيان 2/ 294، والفاكهي في "أخبار
مكة" (1203) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب بن سفيان 2/ 294،
والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (580) و (589)، وابن قانع في "معجم
الصحابة" 1/ 99 من طريق الليث، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"
(1001)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 99 من طريق عبد العزيز بن محمد،
ويعقوب بن سفيان 2/ 294، والطحاوي (583) و (591) من طريق نافع بن يزيد، خمستهم عن
ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وفيه:
"فخرجت فلقيت بصرة بن
أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين جئت؟ قلت: من الطور...الحديث".
وقرن نافع بن يزيد بـ (يزيد
بن الهاد): عمارة بن غزية.
وأخرجه عبد الرزاق (9162) عن
ابن جريج قال: حُدثت عن بصرة بن أبي بصرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يقول:
"لا يعمل المطي إلا إلى
ثلاثة مساجد، مسجد الحرام، ثم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسجد بيت
المقدس".
وانظر تخريج حديث أبي بصرة
الغفاري الآتي.
وجاء من حديث أبي بصرة الغفاري، وأبي سعيد الخدري، وأبي الجعد الضمري، وابن عمر، وواثلة الأسقع، وعلي، وعمر:
أما حديث أبي بصرة الغفاري:
فأخرجه أحمد 6/ 397-398،
والطبراني 2/ (2161) من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن
عبد الله اليزني، عن أبي بصرة الغفاري، قال:
لقيت أبا هريرة وهو يسير إلى
مسجد الطور ليصلي فيه، قال: فقلت له: لو أدركتك قبل أن ترتحل ما ارتحلت، قال:
فقال: ولم؟ قال: قال: فقلت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي".
وهذا إسناد حسن.
وأخرجه أحمد 6/ 7، والطيالسي
(1445) و (2628)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 124، والطبراني 2/
(2160) من طريق عبد الملك بن عمير، عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أنه
قال: لقي أبو بصرة الغفاري أبا هريرة، وهو جاء من الطور فقال: من أين أقبلت؟ قال:
من الطور صليت فيه، قال: أما لو أدركتك قبل أن ترحل إليه ما رحلت إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".
وأخرجه الطحاوي في "شرح
مشكل الآثار" (586) من طريق يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، حدثني أبو
هريرة قال: لقيت أبا بصرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأخرجه البخاري في
"التاريخ الكبير" 3/ 123-124، والبزار (8474)، ويعقوب بن سفيان 2/
294-295، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1002)، وأبو يعلى (6558)،
والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (582) و (584) و (585)، والطبراني 2/
(2157) (2158)، وفي "الأوسط" (853)، وابن قانع في "معجم
الصحابة" 1/ 149-150، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1687)، وابن
عبد البر في "التمهيد" 23/ 47 من طريق زيد بن أسلم، عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري، عن أبي هريرة: أنه خرج إلى الطور فصلى به، ثم أقبل فلقي جميل بن
بصرة...فذكره.
وقال أبو نعيم:
"على اختلاف منهم في
جميل، وحميل".
وأخرجه الطبراني 2/ (2159)،
وفي "الأوسط" (2790) من طريق روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن سعيد بن
أبي سعيد المقبري:
"أن أبا بصرة حميل بن
بصرة لقي أبا هريرة...الحديث".
وأما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه البخاري (1197) و
(1864) و (1995)، ومسلم (827-415) و (416)، والترمذي (326)، وأحمد 3/ 7 و 34 و
51-52 و 71، وابن أبي شيبة 4/ 66، والحميدي (750)، ومحمد بن الحسن في
"الآثار" (148)، والأزرقي في "أخبار مكة" 2/ 63، والفاكهي في
"أخبار مكة" (1202)، وأبو يعلى (1160)، والطحاوي في "شرح مشكل
الآثار" (577)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1355)، وابن حبان
(1617)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 195، والبغوي في "شرح
السنة" (450)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 5/ 142 من طريق
عبد الملك بن عمير، عن قزعة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد الأقصى".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن
صحيح".
وأخرجه أحمد 3/ 77، وعبد الله
بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 3/ 77، وأبو يعلى (1167) من
طريق سهم بن منجاب، وأحمد 3/ 45، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (578)،
وابن الأعرابي في "المعجم" (2057)، والبيهقي 2/ 452 من طريق قتادة،
وأحمد 3/ 78، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 203-204 من طريق قسيم
مولى عمارة، ثلاثتهم عن قزعة به.
وأخرجه ابن ماجه (1410)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"
(579) من طريق يزيد بن أبي مريم، عن قزعة، عن أبي سعيد، وعبد الله بن
عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى المسجد الأقصى، وإلى مسجدي هذا".
وأخرجه الفاكهي في
"أخبار مكة" (1207) من طريق يزيد بن أبي مريم به لكن ليس فيه أبو سعيد.
وأخرجه أحمد 3/ 53 من طريق
مجالد، حدثني أبو الوداك، عن أبي سعيد به.
ومجالد بن سعيد: ليس بالقوي.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (4983) من طريق أبان بن تغلب، عن عطية، عن أبي سعيد به.
وعطية بن سعد: ضعفوه.
وأخرجه أحمد 3/ 64 من طريق
عبد الحميد، حدثني شهر، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، وذكرت عنده صلاة في الطور،
فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ينبغي للمطي أن تشد
رحاله إلى مسجد يبتغى فيه الصلاة، غير المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي
هذا".
وأخرجه أحمد 3/ 93، وأبو يعلى
(1326) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر، قال: أقبلت أنا ورجال من عمرة، فمررنا
بأبي سعيد الخدري، فدخلنا عليه فقال: أين تريدون؟ قلت: نريد الطور، قال: وما
الطور؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تشد رحال المطي إلى
مسجد يذكر الله فيه إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، وبيت
المقدس".
وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 66 من
طريق شهر، عن أبي سعيد موقوفا.
وتحرّف فيه شهر إلى (مسهر)،
وشهر بن حوشب: ليس بالقوي.
وأخرجه عبد بن حميد (951) من
طريق سفيان الثوري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد مرفوعا.
وأبو هارون العبدي: متروك.
وأما حديث أبي الجعد الضمري:
فأخرجه ابن أبي عاصم في
"الآحاد والمثاني" (977)، والبزار (1074) - كشف، وابن الأعرابي في
"المعجم" (14)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (594)، والطبراني
22/ (919)، وفي "الأوسط" (5576)، وابن قانع في "معجم الصحابة"
2/ 209، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6725)، والضياء في "فضائل
بيت المقدس" (6) من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، حدثنا عبثر بن القاسم، عن
محمد بن عمرو بن علقمة، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد الأقصى".
وإسناده حسن، رجاله ثقات كلهم
إلا محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.
وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه الأزرقي في
"أخبار مكة" 2/ 65 عن أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، عن سفيان بن
عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طلق بن حبيب، عن قزعة، قال: أردت الخروج إلى الطور،
فسألت ابن عمر، فقال ابن عمر: أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم, والمسجد الأقصى. ودع
عنك الطور، فلا تأته".
وإسناده حسن، طلق بن حبيب:
صدوق، وباقي رجاله كلهم ثقات.
وأخرجه البخاري في
"التاريخ الكبير" 7/ 204، وابن أبي شيبة 2/ 374 [1]
و 4/ 65 [3]،
والفاكهي في "أخبار مكة" (1193) عن ابن عيينة، والبيهقي في
"الشعب" (3876) من طريق ورقاء بن عمر، كلاهما عن عمرو بن دينار، عن طلق،
عن قزعة، عن ابن عمر موقوفا.
وأخرجه عبد الرزاق في
"المصنف" (9160)، والفاكهي في "أخبار مكة" (1193) عن ابن جريج
قال: أخبرني عمرو بن دينار، عن طلق بن حبيب، عن ابن عمر: موقوفا.
لم يذكر فيه قزعة.
وأخرجه عبد الرزاق في
"المصنف" (9171) - ومن طريقه الطبراني 13/ (13683) - عن ابن عيينة، عن
عمرو بن دينار، عن عرفجة، عن ابن عمر: موقوفا.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (9419) من طريق علي بن سيابة، حدثنا علي بن يونس البلخي، عن
هشام بن الغاز عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"لا تشد المطي إلا إلى
ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".
وإسناده جيد، علي بن يونس
البلخي: قال العقيلي:
"لا يتابع على
حديثه".
وقال الخليلي في
"الإرشاد" 1/ 277:
"علي بن يونس البلخي:
يروي عن مالك وهو ثقة".
وقال في موضع آخر 3/ 935:
"علي بن يونس البلخي،
صدوق مشهور، سمع مالكا، وشعبة، والثوري، وأقرانهم، روى عنه شيوخ بلخ، ومن شيوخ
نيسابور: الشرقي، والأخرم، وغيرهما".
وذكره ابن حبان في
"الثقات" 8/ 459.
وقال الطبراني:
"تفرد به علي بن
سيابة".
كذا قال رحمه الله تعالى وقد
أخرجه هو نفسه في "مسند الشاميين" (1538)، والعقيلي أيضا في
"الضعفاء" 3/ 256 من طريق الفضل بن سهل الأعرج، عن علي بن يونس البلخي
به.
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 8/ 459، وتمام في
"الفوائد" (845)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 36/ 364-365 من
طريق محمد بن يزيد بن محمش السلمي، والضياء في "فضائل بيت المقدس" (5)
من طريق يعقوب بن عبيد
النَّهْرُتِيري، كلاهما عن علي بن يونس البلخي به.
وأخرجه الطبراني 12/ (13283)
حدثنا أحمد بن رشدين، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عبد الله بن نافع، حدثني عبد الله
بن عمر، عن وهب بن كيسان، عن ابن عمر مرفوعا.
وإسناده ضعيف، عبد الله بن
عمر أبو عبد الرحمن العمري: ضعيف عابد.
وشيخ الطبراني أحمد بن محمد بن
الحجاج بن رشدين المصري: ضعيف، اتهمه أحمد بن صالح بالكذب، في قصة حكاها ابن عدي
في "الكامل" 1/ 326.
وأما حديث واثلة بن الأسقع:
فأخرجه الضياء في "فضائل
بيت المقدس" (7)، والنعالي الرافضي في "فوائده" - مخطوط: من طريق
أحمد بن علي الخزاز - هو أبو جعفر -، حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي، حدثنا أيوب بن
مدرك، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس".
وقال الضياء:
"لا أعلم أني كتبته من
حديث واثلة إلا من هذا الوجه من رواية أيوب بن مدرك وهو من المتكلمين فيها والله
أعلم".
إسناده تالف، أيوب بن مدرك
الحنفي: قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال مرة: كذاب.
وقال أبو حاتم، والنسائي،
والدارقطني: متروك.
وقال ابن حبان: روى أيوب بن
مدرك، عن مكحول بنسخة موضوعة، ولم يره.
والعلاء بن عمرو الحنفي:
متروك.
وأما حديث علي:
فأخرجه الطبراني
"الأوسط" (3638)، وفي "الصغير" (482) - ومن طريقه الضياء في
"فضائل بيت المقدس" (4) - حدثنا سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة
بن كهيل الكوفي قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن سلمة بن كهيل، عن حجية بن
عدي، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى".
وإسناده ضعيف جدا، إسماعيل بن
يحيى بن سلمة بن كهيل، ووالده يحيى: متروكان.
وابنه إبراهيم: ضعيف.
وحجية بن عدي: قال أبو حاتم:
شيخ لا يحتج بحديثه شبيه بالمجهول.
وقال ابن سعد: كان معروفا،
وليس بذاك.
وأما حديث عمر:
فأخرجه البزار (187) حدثنا يحيى بن محمد بن السكن قال: حدثنا حبان بن هلال وأملاه علينا من
كتابه، عن همام، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس، عن عمر، أن النبي صلى
الله عليه وسلم، قال:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد الأقصى".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه
يروى عن عمر إلا من هذا الوجه، من هذا الإسناد وهو خطأ أتى خطؤه من حبان، لأن هذا
الحديث إنما يرويه همام، وغيره عن قتادة عن قزعة عن أبي سعيد".
يستفاد من الحديث
أولًا: الحديث يدل على تحريم السفر إلى غير المساجد الثلاثة، قال شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في "مجموع الفتاوى" 27/ 22:
"لو سافر إلى قباء من
دويرة أهله لم يجز، ولكن لو سافر إلى المسجد النبوي ثم ذهب منه إلى قباء فهذا
يستحب كما يستحب زيارة قبور أهل البقيع وشهداء أحد".
وقال ولي الله الدهلوي رحمه
الله تعالى في "حجة الله البالغة" 1/ 325:
"كان أهل الجاهلية
يقصدون مواضع معظمة بزعمهم يزورونها، ويتبركون بها، وفيه من التحريف والفساد ما لا
يخفى، فسدّ النبي صلى الله عليه وسلم الفساد لئلا يلتحق غير الشعائر بالشعائر،
ولئلا يصير ذريعة لعبادة غير الله، والحق عندي أن القبر، ومحل عبادة ولي من أولياء
الله، والطور كل ذلك سواء في النهي، والله أعلم".
ثانيًا: فضيلة هذه المساجد الثلاثة، ومزيتها على غيرها وذلك لكونها مساجد
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولفضل الصلاة فيها.
ثالثًا: أنه لا يجب الوفاء بنذر السفر إلى غير المساجد الثلاثة، قال شيخ
الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 27/ 21:
"لا يجب بالنذر السفر
إلى غير المساجد الثلاثة، لأنه ليس بطاعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تشد
الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) فمنع من السفر إلى مسجد غير المساجد الثلاثة، فغير
المساجد أولى بالمنع، لأن العبادة في المساجد أفضل منها في غير المساجد وغير
البيوت بلا ريب، ولأنه قد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أحب
البقاع إلى الله المساجد)".
وقال الشيخ، والجويني وغيرهما
كما في "الإحكام شرح أصول الأحكام" لابن قاسم 2/ 311:
"يحرم شد الرحال إلى
غيرها عملا بظاهر الحديث، وأن من نذر إتيان غيرها لصلاة أو غيرها لم يلزمه غيرها،
لأنه لا فضل لبعضها على بعض، ومن نذر الاعتكاف أو الصلاة في الأفضل لم يجزئه فيما
دونه، فمن نذره في المسجد الحرام لم يجزئه فيما سواه من سائر المساجد، ومن نذره في
مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أجزأه فيه وفي المسجد الحرام، ومن نذره في الأقصى
أجزأه فيه وفيهما".
رابعًا: أنه لا يدخل في النهي السفر للتجارة، وطلب العلم، وزيارة أخ في
الله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 27/ 21:
"قوله (لا تشد الرحال
إلا إلى ثلاثة مساجد) يتناول المنع من السفر إلى كل بقعة مقصودة بخلاف السفر
للتجارة وطلب العلم ونحو ذلك: فإن السفر لطلب تلك الحاجة حيث كانت، وكذلك السفر
لزيارة الأخ في الله فإنه هو المقصود حيث كان".
وقال الشيخ تقي الدين السبكي
كما في "حاشية السيوطي على سنن النسائي" 2/ 37:
"ليس في الأرض بقعة لها
فضل لذاتها حتى تشد الرحال إليها لذلك الفضل غير البلاد الثلاثة، وأما غيرها من
البلاد فلا تشد إليها لذاتها بل لزيارة أو جهاد أو علم أو نحو ذلك".
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
24 - محرم - 1441 هجري.
___________________________________
1 - روايته أخرجها أبو نعيم في
"معرفة الصحابة" (1234).
2 - في مطبوعه من هذا الموضع
(عمر) وهو خطأ.
3 - سقط منه في هذا الموضع:
(عمرو).
إرسال تعليق