
اللهو المباح يوم مسرة في المسجد
(242)
"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة، وهم يلعبون في
المسجد فزجرهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعهم أمنا بني أرفدة. يعني من
الأمن".
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
24 - ربيع الثاني - 1441 هجري.
أخرجه البخاري (987) و (988) و (3529) و (3530)، وابن حبان (5871)،
والبيهقي 7/ 92 و10/ 224، وفي "الآداب" (615) من طريق عقيل، ومسلم
(892-17)، والنسائي في "الكبرى" (8903)، وأبو يعلى (4829)، والطحاوي في
"شرح مشكل الآثار" (290)، وابن حبان (5868) من طريق عمرو بن الحارث،
والبخاري (5236)، والنسائي (1595)، وفي "الكبرى" (1813)، وأحمد 6/ 84 و
85، وأبو عوانة (2651) [1] و (2653)، وابن حبان (5876) من طريق الأوزاعي، والبخاري (5190)، وأحمد 6/ 166،
وعبد الرزاق (19721)، وإسحاق بن راهويه (781)،
والخرائطي في "اعتلال القلوب" (613)، والطبراني 23/ (282)، والبيهقي 7/
92، وفي "الآداب" (616) عن معمر، والبخاري (454)، وأحمد 6/ 270 من طريق
صالح بن كيسان، والبخاري (455) معلقا، ومسلم (892-18)، وأحمد 6/ 247، وأبو عوانة
(2652)، والآجري في "الشريعة" (1888)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى
الله عليه وسلم" (20) من طريق يونس، والنسائي في "الكبرى" (8904)،
والطبراني في "مسند الشاميين" (3082) من طريق شعيب، وإسحاق بن راهويه
(782) من طريق صالح بن أبي الأخضر، والطبراني 23/ (283) من طريق النعمان بن راشد،
تسعتهم تاما ومختصرا عن الزهري، عن عروة، عن عائشة:
"أن أبا بكر رضي الله
عنه، دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان، وتضربان، والنبي صلى الله عليه
وسلم متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه،
فقال: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد، وتلك الأيام أيام منى، وقالت عائشة:
فذكره".
وعند بعضهم: "فاقدروا قدر
الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو".
وفي لفظ: "والحبشة
يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه الطيالسي (1545) حدثنا
زمعة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت:
"كانت الحبشة يدخلون
المسجد، فجعلوا يلعبون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني، وأنا أنظر إليهم
جارية حديثة السن، فجاء عمر فنهاهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن يا
عمر. ثم قال: هن بنات أرفدة".
زمعة بن صالح: ضعيف.
وأخرجه البخاري (949) و (950) و (2906) و (2907)، ومسلم (892-19)،
وأبو عوانة (2649)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (291)، والبيهقي 10/
218 من طريق ابن وهب، أخبرنا عمرو، أن محمد بن عبد الرحمن الأسدي،
حدثه عن عروة، عن عائشة، قالت:
"دخل علي رسول الله صلى
الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه،
ودخل أبو بكر، فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل
عليه رسول الله عليه السلام فقال: دعهما. فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد،
يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال:
تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: دونكم يا بني
أرفدة. حتى إذا مللت، قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي".
وأخرجه مسلم (892-20)،
والنسائي (1594)، وفي "الكبرى" (1811) و (8905)، وأحمد 6/ 56-57 و 116 و
186-187 و 233، والحميدي (254)، وابن أبي داود في "مسند عائشة" (46)،
وأبو عوانة (2657) و (2658)، وابن المقرئ في "المعجم" (1165) من طرق عن
هشام، عن عروة به.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (4201) من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة بن الزبير، عن
أبيه، عن عائشة، قالت:
"لعب طائفة من السودان
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت أنظر بين منكبيه ورأسه".
وله طرق عن عائشة:
1 - أخرجه مسلم (892-21)، وأحمد 6/ 242، وأبو عوانة (2659) من طريق ابن
جريج، قال: أخبرني عطاء، أخبرني عبيد بن عمير، أخبرتني عائشة، أنها قالت:
"وددت أني رأيت
اللعابين، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب وقمت أنظر من بين أذنيه،
أنظر إليهم يلعبون وهم في المسجد. قال عطاء: هم فُرْسٌ أَوْ حَبَشٌ".
2 - أخرجه أحمد 6/ 83 حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا عباد بن عباد، عن
محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت:
"لعبت الحبشة عند النبي صلى
الله عليه وسلم في المسجد، فجئت أنظر فجعل يطأطئ لي منكبيه لأنظر إليهم".
وإسناده حسن.
3 - أخرجه النسائي في "الكبرى" (1813)، والطحاوي في "شرح
مشكل الآثار" (292) من طريق ابن وهب قال: أخبرني بكر بن مضر، عن ابن الهاد،
عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه
وسلم، قالت:
"دخل الحبشة المسجد
يلعبون فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم فقلت: نعم، فقام بالباب وجئته
فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده. قالت: ومن قولهم يومئذ أبا القاسم
طيبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك. فقلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام
لي، ثم قال: حسبك. فقلت: لا تعجل يا رسول الله. قالت: وما لي حب النظر إليهم، ولكني
أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه".
وإسناده على شرط مسلم.
وأخرجه النسائي في
"الكبرى" (8906) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت:
"لعبت الحبشة فجئت من
ورائه صلى الله عليه وسلم، فجعل يطأطئ ظهره حتى أنظر".
4 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9303) حدثنا هاشم بن مرثد،
حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا إسرائيل، عن قرظة، عن عكرمة، عن عائشة، قالت:
"خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم والحبشة يلعبون، وأنا أطلع من خوخة لي، فدنا مني رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فوضعت يدي على منكبيه، وجعلت أنظر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنهن بنات أرفدة. فما زلت أنظر وهم يلعبون ويرقصون حتى كنت أنا الذي انتهيت".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
قرظة إلا إسرائيل، تفرد به آدم".
وإسناده ضعيف، قرظة: لا يعرف.
وجاء من حديث أبي هريرة، وزينب بنت أم سلمة:
أما حديث أبي هريرة:
فأخرجه البخاري (2901) عن
هشام بن يوسف، ومسلم (893-22)، وأحمد 2/ 308، وأبو عوانة (2655)، وابن حبان
(5867)، والبيهقي 10/ 17، والبغوي (1112) عن عبد الرزاق (وهو في "مصنفه"
(19724) )، كلاهما عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال:
"بينما الحبشة يلعبون
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم، إذ دخل عمر بن الخطاب، فأهوى إلى
الحصباء يحصبهم بها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهم يا عمر".
وقال البخاري:
"وزاد علي، حدثنا عبد
الرزاق، أخبرنا معمر: (في المسجد)".
وأخرجه النسائي (1596)، وفي
"الكبرى" (1812)، وابن حبان (5876) من طريق الوليد بن مسلم، وأحمد 2/
540، وابن الأعرابي في "المعجم" (1185) عن محمد بن مصعب، وأبو يعلى
(6448) من طريق عيسى بن يونس، وأبو عوانة (2654)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"
(293) من طريق بشر بن بكر، أربعتهم عن الأوزاعي، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي
هريرة، قال:
"دخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم المسجد والحبشة يلعبون، فزجرهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
دعهم يا عمر، فإنهم بنو أرفدة".
وإسناده على شرط الشيخين.
وأما حديث زينب بنت أم سلمة:
فأخرجه الطبراني 24/ (714) حدثنا
محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد، حدثنا
عمرو بن عطية، عن أبيه، قال: حدثتني زينب بنت أم سلمة:
"أن اللعابين كانوا
يلعبون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد...فذكر الحديث".
وقال الهيثمي في
"المجمع" 2/ 206:
"هكذا رواه الطبراني في
(الكبير) من حديث عمرو بن عطية عن أبيه عنها، ولا يعرف عمرو ولا أبوه".
قلت: عمرو بن عطية هو العوفي:
ضعفه الدارقطني، وغيره.
وقال العقيلي: في حديثه نظر.
وأما أبوه فهو عطية بن سعد
العوفي: ضعيف أيضا.
وعبد الله بن يحيى بن الربيع
بن أبي راشد الكاهلي: لم أجد من ترجمه، وقال الهيثمي في "المجمع" 5/ 78:
"لم أعرفه".
غريب الحديث
(يلعبون) أي: يتدربون بالحراب
والدرق.
(دعهم) أي: اتركهم من جهة أنا
أمناهم.
(أمنا) بسكون الميم والنصب على المصدر، أو بنزع
الخافض، أي: للأمن، أو على الحال أي: العبوا آمنين.
(بني أرفدة) بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الفاء
والدال مهملة، وحذف منه حرف النداء، (أرفدة) لقب للحبشة، وقيل: اسم لجدهم الأكبر.
يستفاد من الحديث
أولًا: جواز اللعب بآلات الحرب في المساجد، فإن ذلك من باب التمرين على
الجهاد، فيكون من العبادات.
ثانيًا: جواز تعلم الرمي ونحوه في المساجد، ما لم يخش الأذى بذلك لمن في
المسجد، كما تقدم في الأمر بالإمساك على نصال السهم في المسجد لئلا تصيب مسلما [2]،
ولهذا لم تجر عادة المسلمين بالرمي في المساجد.
ثالثًا: اللهو المباح يوم مسرة في المسجد.
رابعًا: جواز نظرة المرأة إلى الرجل الأجنبي.
خامسًا: الرفق بالمرأة واستجلاب مودتها.
سادسًا: ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الرأفة والرحمة وحسن الخلق
والمعاشرة بالمعروف.
___________________________
1 - سقط من إسناده (عروة).
2 - انظر ما تقدم عند (كيفية حمل السلاح في المسجد أو السوق) الجزء
السابع.
إرسال تعليق