حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الجمع في المسجد مرتين

الجمع في المسجد مرتين


الجمع في المسجد مرتين


(247) "أبصر رجلا يصلي وحده، فقال: ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه".

صحيح - أخرجه أبو داود (574) - ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" 1/ 395، والبغوي في "شرح السنة" (859)، والرافعي في "أخبار قزوين" 2/ 257 -، والحاكم 1/ 209، والبيهقي 3/ 69، وفي "السنن الصغير" (550) عن موسى بن إسماعيل، وأحمد 3/ 64، والدارمي (1369)، وابن المنذر في "الأوسط" (2056)، والبيهقي 3/ 69، وفي "المعرفة" (5629) عن عفان بن مسلم (وهو في "حديثه" (202) )، والدارمي (1368)، وابن الجارود في "المنتقى" (330)، والبيهقي 3/ 69، وفي "المعرفة" (5628) عن سليمان بن حرب، وابن حبان (2397) و (2398)، والطبراني في "الصغير" (606) و (665)، والبيهقي في "المعرفة" (4333)، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 110 من طريق عبد الله بن معاوية الجمحي، أربعتهم عن وهيب بن خالد، عن سليمان الأسود الناجي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، سليمان الأسود هذا هو سليمان بن سحيم، قد احتج مسلم به وبأبي المتوكل، وهذا الحديث أصل في إقامة الجماعة في المساجد مرتين" وأقره الذهبي!
قلت: وليس كما قال رحمه الله تعالى، فليس هذا شرط مسلم فإن سليمان ليس هو ابن سحيم، إنما هو سليمان الناجي، ولم يرو له مسلم شيئا، وهو ثقة، ثم إن سليمان بن سحيم لا يروي عن أبي المتوكل، وهو من الوسطى من التابعين، وأما سليمان الناجي فمن الذين عاصروا صغار التابعين.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2174) عن أحمد بن زهير، قال: حدثنا الحسين (كذا) بن يونس بن مهران الزيات، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا وهيب، عن خالد الحذاء، عن سليمان الأسود به.
وقال الطبراني:
"لم يدخل بين وهيب وسليمان الأسود (خالدًا الحذاء) أحدٌ ممن روى هذا الحديث عن وهيب إلا أحمد بن إسحاق الحضرمي".
والمحفوظ عن وهيب، عن سليمان الأسود كما تقدّم آنفا، ورجاله ثقات، الحسن بن يونس بن مهران الزيات: ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 466، وقال:
"وكان ثقة".
وأخرجه الترمذي (220)، وابن أبي شيبة 2/ 322 و 14/ 186، وابن خزيمة (1632)، وابن عبد البر في "الاستذكار" 1/ 395 عن عبدة بن سليمان الكلابي، وأحمد 3/ 5، وأبو يعلى (1057)، وابن حبان (2399) عن محمد بن أبي عدي، وأحمد 3/ 45 عن محمد بن جعفر، وعبد بن حميد (936)، والبيهقي 3/ 69 عن محمد بن بشر العبدي، وابن خزيمة (1632) من طريق عبد الأعلى السامي، خمستهم عن سعيد بن أبي عروبة، قال: حدثني سليمان الناجي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه، ثم جاء رجل، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: من يتجر على هذا - أو يتصدق على هذا - فيصلي معه. قال: فصلى معه رجل".
وقال الترمذي:
"حديث حسن، وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من التابعين قالوا: لا بأس أن يصلي القوم جماعة في مسجد قد صلى فيه جماعة، وبه يقول أحمد وإسحاق".
وأخرجه أحمد 3/ 85 عن علي بن عاصم، أخبرنا سليمان الناجي، أخبرنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
"صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الظهر، قال: فدخل رجل من أصحابه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما حبسك يا فلان عن الصلاة؟ قال: فذكر شيئا اعتل به، قال: فقام يصلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه. قال: فقام رجل من القوم فصلى معه".
وإسناده ضعيف من أجل على بن عاصم الواسطي.

وله شواهد من حديث أنس، وأبي أمامة، وسلمان، وعصمة بن مالك:

أما حديث أنس:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7286)، والدارقطني 2/ 17، والضياء في "المختارة" (1670) و (1671) من طريق عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، حدثنا أبي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس:
"أن رجلا جاء وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقام يصلي وحده، فقال صلى الله عليه وسلم: من يتجر على هذا فيصلي معه؟".
وقال الطبراني:
"لم يَرو هذا الحديث عن حماد بن سلمة إلا محمد بن الحسن الأسدي".
وقال الطبراني في "المجمع" 2/ 46:
"رواه الطبراني في (الأوسط) وفيه محمد بن الحسن فإن كان ابن زبالة فهو ضعيف".
قلت: قد جاء التصريح بأنه محمد بن الحسن الأسدي عند الدارقطني، وهو لين الحديث، قال ابن عدي: لم أر بحديثه بأسا.
ولينه ابن معين.

وأما حديث أبي أمامة:

فأخرجه أحمد 5/ 254 عن علي بن إسحاق، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (408)، و"إتحاف الخيرة" (1202) عن محمد بن بكار، والطبراني 8/ (7857) من طريق سريج بن النعمان الجوهري، ثلاثتهم عن ابن المبارك، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي فقال: ألا رجل يتصدق على هذا يصلي معه؟ فقام رجل فصلى معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذان جماعة".
وأخرجه أحمد 5/ 269 عن هشام بن سعيد، حدثنا ابن المبارك به.
وإسناده ضعيف جدا، علي بن يزيد هو ابن أبي هلال الألهاني: واهي الحديث.
وعبيد الله بن زحر هو الضمري الإفريقي: ضعيف.
وأخرجه أحمد 5/ 269 عن هشام بن سعيد، حدثنا ابن المبارك، عن
ثور بن يزيد، عن الوليد بن أبي مالك: مرسلا.
وأخرجه الطبراني 8/ (7974) من طريق الحسن بن دينار، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة به.
وإسناده تالف، الحسن بن دينار، اسم أبيه واصل، وإنما قيل: ابن دينار، لأن دينارا كان زوج أمه، فنسب إليه، وهو متهم بالكذب.
وجعفر بن الزبير: متروك الحديث.
وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6624)، وفي "مسند الشاميين" (877) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، وابن عدي في "الكامل" 8/ 14 من طريق هشام،كلاهما عن مسلمة بن علي، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اثنان فما فوقهما جماعة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن الحارث إلا مسلمة، تفرد به أبو توبة".
قلت: وليس كما قال رحمه الله تعالى، فلم يتفرّد به أبو توبة فقد تابعه
هشام بن عمار، وإسناده ضعيف جدا، مسلمة بن علي الخشني: متروك.
وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (26) عن أبي توبة، عن الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، وزيد بن واقد، عن مكحول. ويحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، كلاهما (القاسم أبو عبد الرحمن، ومكحول): مرسلا.

وأما حديث سلمان:

فأخرجه البزار (2538) - وعنه الطبراني 6/ (6140) - حدثنا محمد بن أشرس، قال: أخبرنا أبو جابر محمد بن عبد الملك، قال: أخبرنا الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت، عن أبي عثمان، عن سلمان رضي الله عنه:
"أن رجلا دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم قد صلى فقال: ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 45:
"رواه الطبراني في (الكبير) وفيه محمد بن عبد الملك أبو جابر، قال أبو حاتم: أدركته وليس بالقوي في الحديث.
ورواه البزار وفيه الحسين بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جدا وقد وثقه ابن حبان".
وكلام الهيثمي يبدو منه التفريق بين إسناد البزار والطبراني، وذلك - فيما أظن - بسبب التحريف الواقع في "مسند البزار" فإن قوله (رواه البزار وفيه الحسين بن الحسن الأشقر) إنما هو الحسن بن أبي جعفر - وهو ضعيف -، وإنما يرويه الطبراني عن البزار، ووقع في "المعجم الكبير": (أحمد بن أشرس الوراق)، والصحيح أنه محمد بن أشرس النيسابوري وهو متهم.
ورواه زياد الجصاص - وهو ضعيف -، عن أبي عثمان، عن سلمان. كما في "العلل" للدارقطني" 11/ 348.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 322 حدثنا هشيم، وعبد الرزاق (3427) و (3428)، والدارقطني 11/ 349 عن الثوري، وعبد الرزاق (3428) عن معمر، ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي: مرسلا.

وأما حديث عصمة بن مالك:

فأخرجه الطبراني 17/ (479)، والدارقطني 2/ 20 من طريق خالد بن عبد السلام الصدفي، حدثنا الفضل بن المختار، عن عبد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك الخطمي، قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى الظهر وقعد في المسجد إذ جاء رجل فدخل يصلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا رجل يتصدق على هذا يصلي معه؟".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 46:
"وإسناده ضعيف ولا يصح عن عصمة حديث، والله أعلم".
قلت: في إسناده الفضل بن المختار وهو ضعيف جدا.

وفي الباب أيضا حديث أبي بن كعب، وقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (245)، وفيه: "إن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحب إلى الله تعالى".
وهو حديث صحيح.

يستفاد من الحديث


أولًا: جواز صلاة الجماعة في مسجد قد صلي فيه مرة.

ثانيًا: استحباب من صلى جماعة ثم حضر مَن لم يدركها أن يُصلي معه.

ثالثًا: أنه ينبغي على أهل الفضل أن يأمروا مَن صلى في جماعة بإعادتها لتحصيل الجماعة لغيره ممن لم يدركها.

رابعًا: جواز الإئتمام بمن لم ينو الإمامة ابتداء.

خامسًا: أن الجماعة تنعقد بالمتنفل، وإن كان الإمام مفترضًا.

سادسًا: أن أقل صلاة الجماعة إمام ومأموم، وبوّب الإمام البخاري في "صحيحه" (باب اثنان فما فوقهما جماعة) واستدل بحديث مالك بن الحويرث: "إذا حضرت الصلاة، فأذنا وأقيما، ثم ليؤمكما أكبركما" وقد تقدّم تخريجه برقم (114).

سابعًا: أن دلالة أحد على الخير وتحريضه عليه صدقة.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015