حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

فضل من بنى مسجدًا

فضل من بنى مسجدًا


فضل من بنى مسجدًا


(244) "من بنى مسجدا لله عز وجل، بنى الله له مثله في الجنة".


أخرجه مسلم (533-25) و (44)، وأحمد 1/ 70، والدارمي (1392)، والبزار (385)، وأبو عوانة (1156)، والبيهقي 2/ 437 و 6/ 167، وفي "الشعب" (2675) عن الضحاك بن مخلد، والترمذي (318)، وابن ماجه (736)، وأحمد 1/ 61، وابن خزيمة (1291)، وابن المنذر في "الأوسط" (2507)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1553)، والبيهقي في "الشعب" (2675) عن أبي بكر الحنفي، وابن أبي شيبة 1/ 310 قال: وجدت في كتاب أبي، وابن الأعرابي في "المعجم" (2139) من طريق حفص بن عمر أبي عمران الرازي، أربعتهم عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، قال:
"لما أراد عثمان أن يبني المسجد كره الناس ذلك وأرادوا أن يدعه، فقال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره".
وفي رواية ابن أبي شيبة: "ولو مفحص قطاة".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه البخاري (450)، ومسلم (533-24) و (43)، وأبو عوانة (1157)، وابن حبان (1609)، والبيهقي 2/ 437 و 6/ 167 من طريق عمرو بن الحارث، أن بكيرا، حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة، حدثه أنه سمع عبيد الله الخولاني، يذكر أنه سمع عثمان بن عفان، عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم: إنكم قد أكثرتم، وإني سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول:
"من بنى مسجدا لله تعالى - قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله - بنى الله له بيتا في الجنة".

وفي الباب عن أبي بكر، وعمر، وعلي، وعبد الله بن عمرو، وأنس، وابن عباس، وعائشة، وأم حبيبة، وأبي ذر، وعمرو بن عبسة، وواثلة بن الأسقع، وأبي هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبي قرصافة، ونبيط بن شريط، وعمر بن مالك، وأسماء بنت يزيد، ومعاذ، وأبي أمامة، وعبد الله بن أبي أوفى، وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

أما حديث أبي بكر رضي الله عنه:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7114) حدثنا محمد بن نوح بن حرب، حدثنا وهب بن حفص الحراني، حدثنا حبيب بن فروخ، حدثنا ابن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن مرة الطيب، عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة".
وإسناده تالف، وهب بن حفص الحراني: كذبه الحافظ أبو عروبة.
وقال الدارقطني: كان يضع الحديث.
وحبيب بن فروخ، ومحمد بن نوح بن حرب: لم أجد من ترجمهما.
ومرة الطيب: قال أبو حاتم وأبو زرعة: حديثه عن عمر رضي الله عنه مرسل لم يدركه.
قال العلائي: وقد روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيكون مرسلا أيضا.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن طلحة بن مصرف إلا ابنه، وهكذا رواه حبيب بن فروخ، عن محمد بن أبي طلحة، عن أبيه، عن مرة، ورواه الحكم بن يعلى بن عطاء، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن أبي معمر، عن أبي بكر".
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 260، وابن عدي في "الكامل" 2/ 497، والقضاعي في "مسند الشهاب" (480)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 24، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 90 من طريق الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، حدثنا محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن أبي معمر، عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله مسجدا ولو مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة".
قال أبو حاتم كما في "العلل" (390):
"هذا حديث منكر، والحكم بن يعلى متروك الحديث، ضعيف الحديث".
وقال الدارقطني في "العلل" (55):
"رواه الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، ومحمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن أبي معمر، عن أبي بكر، عن النبيصلى الله عليه وسلم.
ورواه غيرهما، عن محمد بن طلحة بن مصرف موقوفا غير مرفوع وهو أشبه بالصواب".

وأما حديث عمر:

فأخرجه ابن ماجه (735) و (2758)، وأحمد 1/ 20، وابن أبي شيبة 1/ 310 و 5/ 351، وابن حبان (1608) عن يونس بن محمد، وأحمد 1/ 20 عن أبي سلمة الخزاعي، والحاكم 2/ 89 من طريق يحيى بن بكير، والبيهقي 9/ 172، وفي "الشعب" (3971) من طريق عبد الله بن عبد الحكم، وشعيب بن الليث، خمستهم عن الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد، وقد احتج البخاري بعثمان بن عبد الله بن سراقة، وهو ابن ابنة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه" وأقره الذهبي.
قلت: بل إسناده ضعيف، فقد نقل ابن كثير في "مسند الفاروق" 2/ 463 أن علي بن المديني، قال:
"هذا حديث مرسل لأن عثمان بن عبد الله بن سراقة لم يدرك عمر بن الخطاب".
وأخرجه البزار (304) حدثنا صالح بن معاذ أبو بشر، قال: حدثنا يونس بن محمد بإسناده لكنه زاد فيه (عبد الله بن سراقة!)، وقال:
"وقد رواه بعضهم فقال: عن يزيد بن الهادي، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن عمر ولم يقل: عن أبيه".
وهذا منكر، وآفته - والله أعلم - شيخ البزار فلم أجد له ترجمة، وقد خالف الإمامَ أحمد، وأبا بكر بن أبي شيبة، عن يونس بن محمد، وقد تابع يونسَ بن محمد في عدم ذكر أبي عثمان في إسناده: أبو سلمة الخزاعي، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وعبد الله بن عبد الحكم، وشعيب بن الليث.
وأخرجه أبو يعلى (253) - وعنه ابن حبان (4628)، والضياء في "المختارة" (244) - من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن الليث، [1] أخبرني أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي، عن عمر بن الخطاب به.
وقال الضياء:
"ويحتمل أن يكون الليث سمعه من يزيد ومن الوليد والله أعلم".
وأخرجه ابن ماجه (735) من داود بن عبد الله الجعفري، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (92) عن يعقوب بن حميد، والضياء في "المختارة" (247) و (248) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي، عن عمر به.
وأخرجه عبد بن حميد (34) حدثني يحيى بن عبد الحميد، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، حدثنا يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عثمان بن سراقة، عن عمر بن الخطاب به.
ويحيى بن عبد الحميد الحماني: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث.
وأخرجه أحمد 1/ 53 حدثنا حسن بن موسى الأشيب، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الوليد بن أبي الوليد، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي، عن عمر به.

وأما حديث علي:

فأخرجه ابن ماجه (737)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 246، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 180 من طريق الوليد بن مسلم، والطبراني في "الأوسط" (3259) من طريق عبد الله بن يوسف، كلاهما عن ابن لهيعة، قال: حدثني أبو الأسود، عن عروة، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة".
ولفظ ابن ماجه، وابن عدي: "من بنى مسجدا من ماله...الحديث".
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة".
وقال أبو نعيم:
"غريب من حديث عروة تفرد به عبد الله بن لهيعة رواه عنه الكبار ابن المبارك، وابن وهب".
وإسناده منقطع، عروة لم يسمع من علي رضي الله عنه، قال أبو حاتم كما في "المراسيل" (541):
"عروة بن الزبير عن علي: مرسل".
وقال ابن عدي بعد أن ذكره ضمن أحاديث في ترجمة ابن لهيعة:
"وهذه الأحاديث عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود غير محفوظة".

وأما حديث عبد الله بن عمرو:

فأخرجه أحمد 2/ 221، ومسدد كما في "إتحاف الخيرة" (939) من طريق عبد الواحد بن زياد، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (939)، وابن نصر في "مشايخه" (29) من طريق المعتمر بن سليمان، كلاهما عن الحجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله مسجدا يذكر الله فيه، بنى الله بيتا في الجنة".
ولفظ أحمد: "من بنى لله مسجدا، بني له بيت أوسع منه في الجنة".
وإسناده ضعيف، فيه الحجاج وهو ابن أرطأة: مشهور بالتدليس عن الضعفاء وغيرهم، كثير الخطأ، ليس بحجة.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 97 من طريق سعيد بن عتاب، حدثنا أبو قتادة شيخ بالبصرة، حدثنا جرير بن حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله مسجدا ولو قدر مفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة".
وإسناده ضعيف جدا، أبو قتادة البصري هو عمرو بن مخرم: متروك، ذكره ابن عدي في "الكامل" 6/ 261، وقال:
"روى عن ابن عيينة، وغيره بالبواطيل".
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 5/ 414:
"بصري، متروك، روى عن جرير بن حازم، وثابت الحفّار، شيخ يروي عن ابن أبي مليكة، ويزيد بن زريع، وسفيان بن عيينة، وعنه جعفر بن طرخان، وأحمد بن عمر بن يونس، وجماعة...".

وأما حديث أنس:

فأخرجه الترمذي (319)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 329، وأبو يعلى (4298)، والدولابي في "الكنى" (1358) من طرق عن نوح بن قيس، عن عبد الرحمن مولى قيس، عن زياد النميري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى لله مسجدا صغيرا كان أو كبيرا بنى الله له بيتا في الجنة".
زياد النميري: ضعيف.
وعبد الرحمن مولى قيس: مجهول.
وأخرجه أبو يعلى (4018)، والطبراني في "الأوسط" (1857) من طريق إسحاق الأزرق، عن شريك، عن الأعمش، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى لله مسجدا كمفحص قطاة بنى له بيتا في الجنة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا شريك، تفرد به إسحاق".
وإسناده ضعيف، شريك هو القاضي النخعي: أما حاله في نفسه فمن أجلة العلماء وأكابر النبلاء، فأما في الرواية فكثير الخطأ والغلط والاضطراب فلا يحتج بما ينفرد به أو يخالف.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 244 حدثنا أحمد بن الخليل الحريري (كذا)، قال: حدثنا بشر بن محمد أبي طالب القيسي، قال: حدثنا علي بن عيسى الأصمعي، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن الحسن، عن
أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة"
وقال العقيلي:
"علي بن عيسى الأصمعي عن ابن أبي عروبة: مجهول النقل، وحديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به...فأما المتن فقد روي بأسانيد صالحة من غير هذا الوجه".
قلت: وبشر بن محمد القيسي: لم أجد له ترجمة.
وشيخ العقيلي: أحمد بن الخليل بن عبد الله الجريري: ليس بالقوي.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 215-216 من طريق سليمان بن داود المنقري، حدثنا يحيى بن يمان، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي عمارة، عن أنس بن مالك، قال:
"مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يبني بناء، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا مسجدا يذكر فيه اسمه، أو خصا من قصب، فإن الله عز وجل يجعل للمؤمن به لؤلؤة في الجنة".
وإسناده تالف، أبو عمارة، ويقال: أبو عمار هو زياد بن ميمون: متهم بالكذب.
وسليمان بن داود المنقري الشاذكوني: متهم أيضا.
ويحيى بن يمان: صدوق، فلج فساء حفظه.
وأخرجه ابن أبي عمر كما في "المطالب" (3269)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 87 تعليقا: عن مروان بن معاوية، عن محمد بن أبي زكريا، عن عمار، عن أنس، قال:
"كنت مع رسول اللهصلى الله عليه وسلم في جانب من دور الأنصار رضي الله عنهم، فرفع رأسه فأبصر قبة مبنية، فقال صلى الله عليه وسلم: يا أنس، لمن هذه القبة؟ فقلت: لفلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا بناء كفاف. فبلغ ذلك الرجل الأنصاري رضي الله عنه، فكسرها، ثم إن النبيصلى الله عليه وسلم مر بعد ذلك فلم يرها، فقالصلى الله عليه وسلم: يا أنس، ما فعلت القبة؟ قلت: بلغ صاحبها قولك فكسرها، قال صلى الله عليه وسلم: غفر الله له".
وقال أبو حاتم كما في "العلل" (1798):
"أرى أن هذا خطأ، وأنه أبو عمار زياد بن ميمون، وابن أبي زكريا مجهول".
وأخرجه البزار (7473) من طريق مروان بن معاوية، عن محمد بن أبي بكر الثقفي، عن عامر - يعني الشعبي -، عن أنس به.
الذي يبدو لي أن فيه تحريفا، وأنه نفس الإسناد السابق، فمحمد بن أبي بكر: صوابه محمد بن أبي زكريا.
وعامر: هو عمار، والله أعلم.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10223) من طريق شبابة بن سوار، حدثني قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن أنس بن مالك، قال:
"مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبة قد بنيت فقال: من بنى هذه؟ فقالوا: فلان، فقال: كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا مسجدا. قال: فبلغ ذلك الرجل فهدم القبة، فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فرآها مهدومة فأخبر بما صنع الرجل لما بلغه قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رحم الله فلانا".
وإسناده ضعيف، قيس بن الربيع: صدوق في نفسه إلا أنه أُدخلت عليه أحاديث فحدث بها فسقط الاحتجاج به.
وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10224) من طريق علي بن الجعد، حدثنا قيس بن الربيع، أخبرنا أبو حمزة، عن إبراهيم: مرسلا.
أبو حمزة هو ميمون الأعور: ضعيف.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 139 و 2/ 65، والضياء في "المختارة" (2137) من طريق عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا عطاء بن جبلة، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أنس نحوه.
وإسناده ضعيف، عطاء بن جبلة: قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
وأخرجه أحمد 3/ 220، وابن أبي الدنيا في "قصر الامل" (235)، والبيهقي في "الشعب " (10222) من طريق شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي طلحة، عن أنس، قال:
"مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة، فرأى قبة من لبن، فقال: لمن هذه؟ فقلت لفلان: فقال: أما إن كل بناء هد على صاحبه يوم القيامة، إلا ما كان في مسجد - أو في بناء مسجد، شك أسود - أو، أو، أو. ثم مر فلم يرها، فقال: ما فعلت القبة؟ قلت: بلغ صاحبها ما قلت: فهدمها. قال: فقال: رحمه الله".
وإسناده ضعيف، شريك هو القاضي النخعي: أما حاله في نفسه فمن أجلة العلماء وأكابر النبلاء، فأما في الرواية فكثير الخطأ والغلط والاضطراب فلا يحتج بما ينفرد به أو يخالف.
وأخرجه أبو داود (5237) - وعنه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (241) -، وأبو يعلى (4347)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (956)، والبيهقي في "الشعب" (10221)، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 440 من طريق إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، عن أبي طلحة الأسدي به مطولا، وفيه:
"أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا، إلا ما لا. يعني ما لا بد منه".
وإسناده جيد، إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي: روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان 6/ 5.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (284) من طريق عبد الرحمن بن صالح العتكي، قال: حدثنا المحاربي، عن ابن أبي خالد، عمن حدثه، عن الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك، قال:
"مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبة فقال: يا أنس، لمن هذه القبة؟ قلت: لفلان، قال: كل بناء وبال على أهله يوم القيامة، إلا مسجد يذكر الله فيه، أو بيت. وقال بيده، قال أنس: فلقيت صاحب القبة، فأخبرته، فقوضها، فمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد، فقال: يا أنس ألم يكن بهذا المكان قبة؟ قلت: بلى، ولكني أخبرت صاحبها بالذي قلت، فقوضها، قال: فجعل يقول: ما له رحمه الله، ما له رحمه الله".
وإسناده ضعيف، فيه من أُبهم.
وأخرجه ابن ماجه (4161)، وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (240)، والطبراني في "الأوسط" (3081) من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عيسى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، قال: حدثني إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس، قال:
"مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبة على باب رجل من الأنصار، فقال: ما هذه؟ قالوا: قبة بناها فلان، قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: كل مال يكون هكذا، فهو وبال على صاحبه يوم القيامة. فبلغ الأنصاري ذلك، فوضعها فمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد، فلم يرها، فسأل عنها، فأخبر أنه وضعها لما بلغه عنك، فقال: يرحمه الله، يرحمه الله".
وإسناده ضعيف، عيسى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة: مجهول.

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه أحمد 1/ 241، والبزار (5079) عن محمد بن جعفر، وابن أبي شيبة 1/ 310 عن شبابة، والطيالسي (2739)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1555)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 3/ 20 من طريق مسلم بن إبراهيم الأزدي، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 323 من طريق عمرو بن سهل المازني، وابن الأعرابي في "المعجم" (402) من طريق أبي زيد الهروي، وابن عدي في "الكامل" 2/ 334، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (57) من طريق عمرو بن مرزوق، سبعتهم عن شعبة، عن جابر، عن عمار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
"من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها، بنى الله له بيتا في الجنة".
ولفظ العقيلي: "من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة".
وإسناده ضعيف جدا، جابر هو الجعفي: متروك.
وأخرجه الحارث (125) حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا شريك، عن عمار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله تعالى مسجدا بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة".
شريك هو القاضي النخعي: ضعيف، وقد تقدّم الكلام عليه مرارا، وأخرجه أبو يعلى (2534) حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8476) حدثنا معاذ قال: حدثنا علي، قال: حدثنا عمران، قال: سمعت الحكم يحدث، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى مسجدا يراه الله بنى الله له بيتا في الجنة، فإن مات من يومه غفر له، ومن حفر قبرا يراه الله بنى الله له بيتا في الجنة، وإن مات من يومه غفر له".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذين الحديثين عن الحكم إلا عمران، تفرد بهما: علي بن عثمان".
وإسناده ضعيف جدا، عمران هو ابن عبيد الله مولى عبيد الصيد: ضعفه ابن معين، وقال البخاري: فيه نظر.
وقال ابن عدي: هو غير معروف.

وأما حديث عائشة:

فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 332، وابن أبي شيبة 1/ 310، وإسحاق بن راهويه (1214)، ومسدد كما في "المطالب العالية" (353)، وابن أبي عمر العدني كما في "المطالب العالية" (353)، والبزار (404) - كشف، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 3، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1556)، والطبراني في "الأوسط" (6586)، والبيهقي في "الشعب" (2678)، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/ 152-153 تاما ومختصرا من طرق عن كثير بن عبد الرحمن العامري، قال: حدثني عطاء بن أبي رباح قال: قال: حدثتني عائشة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من بنى مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة. فقلت: يا نبي الله وهذه المساجد التي تصنع في طريق مكة؟ قال: وذيك".
وزاد إسحاق بن راهويه، وابن أبي عمر: "ولو مفحص قطاة".
وقال العقيلي:
"كثير بن أبي كثير المؤذن عن عطاء، ولا يتابع عليه".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن عطاء إلا كثير بن عبد الرحمن".
وكثير: ذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 353، وقال الأزدي: منكر الحديث.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7005) حدثنا محمد بن نصر القطان، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن عيسى بن سميع، عن المثنى بن الصباح، عن عطاء، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى مسجدا، لا يريد به رياء، ولا سمعة، بنى الله له بيتا في الجنة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن المثنى إلا محمد بن عيسى، تفرد به: هشام بن عمار، ولم يروه عن عطاء، عن عائشة إلا كثير بن عبد الرحمن الكوفي، والمثنى بن الصباح".
وإسناده ضعيف، المثنى بن الصباح: قال البخاري: قال يحيى القطان: لم يترك المثنى من أجل عمرو بن شعيب.
ونقل ابن أبي حاتم عن يحيى القطان قال: لم نتركه من أجل حديث عمرو بن شعيب ولكن كان اختلاطا منه في عطاء.
وقال الإمام أحمد: لا يساوي حديثه شيئا، مضطرب الحديث.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 219 حدثنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الناقد، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عمي القاسم بن محمد، حدثنا بكر بن عبد الرحمن، عن عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت:
"من بنى لله مسجدا كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة".
وقال أبو نعيم:
"هكذا رواه ابن أبي ليلى موقوفا على عائشة، ورواه حجاج بن أرطأة عن الحكم مرفوعا عن أبي ذر، فرفعه مرة بعد مرة ووقفه مرة ولم يذكر إبراهيم".
وإسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: سيء الحفظ.
والقاسم بن محمد بن أبى شيبة: ضعفه النسائي.
وقال أبو حاتم: تركت حديثه.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت يحيى عن عمي القاسم؟ فقال لي: عمك ضعيف يابن أخي.
ومحمد بن عثمان بن أبى شيبة فيه اختلاف كثير، ودافع عنه المعلمي في "التنكيل" 2/ 694 - 696.
وسعيد بن محمد بن إبراهيم الناقد: لم أجد من ترجمه.

وأما حديث أم حبيبة:

فأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (1473)، وابن شاهين في "الأفراد" (63)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 242 من طريق سلم بن زرير، عن خالد الأحدب (وعند ابن شاهين: خالد الربعي)، عن شهر بن حوشب، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى لله بيتا بنى الله له بيتا، يعني في الجنة".
وقال ابن شاهين:
"وهذا حديث فرد غريب من حديث خالد الربعي، ولا أعرف لخالد الربعي إلا هذا، وثلاثة أحاديث أحدها حديث أبي هريرة: أوصاني خليلي".
شهر بن حوشب: ضعيف.
وسلم بن زرير: وثقه أبو حاتم، وضعفه ابن معين.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال أبو داود: ليس بذاك.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 141 عن محمد بن عبد الله بن نمير، سمعت عبيد الله بن عبد المجيد، قال: حدثنا سلم بن زرير، سمع خالدا الربعي، عن شهر به مطولا.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 350 من طريق بكر بن خلف، حدثنا عبد الله بن عبد المجيد، حدثنا سلم بن زرير، عن خالد الربعي، عن عنبسة بن أبي سفيان به.
فلم يذكر شهرا.
وأخرجه الشاموخي في "حديثه" (33) من طريق حماد بن واقد، حدثنا أبان، عن شهر بن حوشب، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من صلى في يوم اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بنى الله له بيتا في الجنة، ومن بنى مسجدا في الدنيا بنى الله له بيتا أوسع منه في الجنة".
وإسناده ضعيف جدا، أبان هو ابن أبي عياش: متروك.
وشهر بن حوشب: ضعيف.
وحماد بن واقد: ضعيف.
وأخرجه الطبراني 23/ (437) من طريق عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (4855) ) عن معمر، عن أبان، عن سليمان بن قيس، عن عنبسة بن أبي سفيان به.
وعند الطبراني: "ومن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة".
أبان هو ابن أبي عياش: متروك.
وله طريق أخرى عن أم حبيبة:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" 8/ 426 من طريق شعيب بن بيان، حدثنا أبو ظلال القسملي هلال بن ميمون، حدثنا أنس، عن أم حبيبة، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"من بنى لله مسجدا ولو قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة".
وإسناده ضعيف، أبو ظلال القسملي هلال بن ميمون: ضعفه ابن معين، والنسائي.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وأما حديث أبي ذر:

فأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 310 من طريق يزيد بن عبد العزيز، وابن حبان (1610)، والطبراني في "الصغير" (1159)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 217، والبيهقي 2/ 437 من طريق قطبة بن عبد العزيز، والبزار (4017)، وابن المنذر في "الأوسط" (2508)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1550)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (629)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 217، والقضاعي في "مسند الشهاب" (479)، والبيهقي 2/ 437، وفي "الشعب" (2681) من طريق أبي بكر بن عياش، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1551) من طريق شريك، وابن حبان (1611)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1552)، وأبو الحسن السكري في "الفوائد المنتقاة" [2] من طريق يعلى بن عبيد، خمستهم عن الأعمش, عن إبراهيم التيمي, عن أبيه, عن أبي ذر، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله عز وجل مسجدا ولو كمفحص قطاة بُني له بيت في الجنة".
وأخرجه البزار (4016) حدثنا سلم بن جنادة بن سلم، قال: حدثنا وكيع في الدار، عن سفيان الثوري، عن الأعمش به.
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن سفيان مرفوعا إلا سلم بن جنادة، عن وكيع، ولا نعلم أن سلم بن جنادة توبع على هذا الحديث".
قلت: له طرق أخرى عن سفيان الثوري:
أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1549)، والطبراني في "الصغير" (1105) [3] من طريق مؤمل بن إسماعيل، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 217 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، وأبي مسعود النهدي، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 32 من طريق يحيى بن سعيد القطان، أربعتهم عن الثوري، عن الأعمش به.
وقال أبو نعيم:
"هكذا رواه الفريابي، والناس موقوفا على الثوري، ولم يرفعه من أصحابه عنه إلا وكيع وعبد الله بن الوليد العدوي".
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 309-310، وإسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية" (351) عن أبي معاوية، والطيالسي (463) عن قيس بن الربيع، وإسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية" (351) عن عيسى بن يونس، وجرير، أربعتهم عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر: موقوفا.
وأخرجه أحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (351)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1552) من طريق هشيم قال: حدثنا منصور، عن الحكم، عن يزيد بن شريك التيمي، عن أبي ذر: موقوفا.
وزاد: "وكتبت له حسنة".
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (261):
"سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه علي بن حكيم، عن شريك، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر - رفعه - قال:
(من بنى مسجدا ولو مثل مفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة)؟
فقالا: هكذا رواه عدة من أصحاب شريك، فلم يرفعوه، والصحيح عن أبي ذر من حديث شريك موقوف.
وقال أبي: ورواه أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، ورفعه، ونفس الحديث موقوف، وهو أصح.
قال ابن أبي حاتم: وحدثني أبي، قال: حدثنا حماد بن زاذان، قال: سمعت ابن مهدي، قال: حديث الأعمش: (من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة...) ليس من صحيح حديث الأعمش".
وذكر الخلاف في رفعه ووقفه الدارقطني في "العلل" (1134) ثم قال:
"والموقوف أشبههما بالصواب".
ونقل ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 32 عن ابن المديني أنه قال:
"قال يحيى بن سعيد: قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي".
وذكر الحافظ في "الفتح" 1/ 545 أن سمويه رواه في "فوائده" من حديث أم حبيبة بإسناد حسن، ولم أقف عليه، فالموجود بين أيدينا من "فوائد سمويه" بعضا من الثالث، فالله أعلم.

وأما حديث عمرو بن عبسة السلمي:

فأخرجه النسائي (688)، وفي "الكبرى" (769)، وأحمد 4/ 386، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1328)، والطبراني في "مسند الشاميين" (1162) من طريق بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن عمرو بن عبسة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى مسجدا يذكر الله فيه بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة".
وإسناده ضعيف، بقية وهو ابن الوليد: يدلس تدليس التسوية، ولم يصرّح في جميع السند، إنما صرّح بالتحديث عن شيخه فقط عند الإمام أحمد، وابن أبي عاصم.

وأما حديث واثلة بن الأسقع:

فأخرجه أحمد 3/ 490 - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 10/ 231 -، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 71، والطبراني 22/ (213)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 168، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 319، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/ 229، وابن عساكر 10/ 231-232 عن الهيثم بن خارجة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (920)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 168، والطبراني 22/ (213) عن هشام بن عمار، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 244، والطبراني 22/ (213) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 319 -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 10/ 231 من طريق سليمان بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عن أبي عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني، عن بشر بن حيان، قال: جاء واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدنا، قال: فوقف علينا فسلم، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من بنى مسجدا يصلى فيه، بنى الله عز وجل له في الجنة أفضل منه".
وقال العقيلي:
"ولا يتابع عليه - يعني: الحسن بن يحيى الخشني".
وقال ابن عدي:
"ولا أعلم يروي هذا الحديث بهذا الإسناد غير الحسن بن يحيى الخشني".
والحسن بن يحيى الخشني: ليس بشيء.
وبشر بن حيان: مجهول، لم يرو عنه غير الحسن بن يحيى، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 71، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 354، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ووثقه ابن حبان 4/ 70!

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه البزار (8639) حدثنا محمد بن مسكين، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله بيتا يعبد الله فيه من مال حلال بني الله له بيتا في الجنة".
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 126 عن إبراهيم بن محمد، والطبراني في "الأوسط" (5059) حدثنا محمد بن النضر الأزدي، والبيهقي في "الشعب" (2676) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 121 من طريق إسماعيل بن عبد الله العبدي، أربعتهم عن سعيد بن سليمان به، وزادوا: "من در وياقوت".
وأخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (354) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ 288 -، وابن عدي في "الكامل" 4/ 272، والبيهقي في "الشعب" (2676) عن بشر بن الوليد الكندي، حدثنا سليمان بن داود اليمامي به.
وقال البزار:
"وأحاديث سليمان بن داود اليمامي لا نعلم أحدا شاركه فيها، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو عندي ليس بالقوي لأن أحاديثه تدل عليه إن شاء الله".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا سليمان بن داود، تفرد به: سعيد بن سليمان!، ولا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد".
قلت: لم يتفرّد به سعيد بن سليمان، فقد تابعه بشر بن الوليد الكندي - كما تقدّم آنفا - لكن الذي تفرّد به هو سليمان بن داود اليمامي وهذا الأخير على ضعفه قد خالفه أبانُ بن يزيد العطار:
فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 126 من طريقه عن يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة:
"من بنى لله مسجدا بنى الله له أوسع منه في الجنة".
ومحمود بن عمرو الأنصاري: مجهول الحال.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (508):
"سئل أبو زرعة عن حديث رواه سعيد بن سليمان، عن سليمان بن داود اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيصلى الله عليه وسلم قال: (من بنى بيتا يعبد الله فيه من مال حلال، بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت)؟
قال أبو زرعة: هذا الحديث من حديث أبي هريرة وهم.
قال ابن أبي حاتم: ولم يشبع الجواب، ولم يبين علة الحديث بأكثر مما ذكره، والذي عندي: أن الصحيح على ما رواه أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد بن السكن، عن النبيصلى الله عليه وسلم، وعن يحيى، عن محمود بن عمرو، عن أبي هريرة، موقوف.
وسمعت أبي يقول: هو محمود بن عمرو بن يزيد بن السكن".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4641) حدثنا عبيد الله بن محمد بن شبيب القرشي، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن عبد الله الكوفي، قال: حدثنا أبي، عن المثنى بن الصباح، عن عطاء بن أبي رباح، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن المحرر بن أبي هريرة إلا عطاء، تفرد به: المثنى بن الصباح".
وإسناده ضعيف، المثنى بن الصباح: ضعيف.
ومحمد بن سليمان بن عبد الله الكوفي: ضعيف أيضا.
وأبوه: لم أجد له ترجمة.
وعبيد الله بن محمد بن شبيب: لم أجد له ترجمة أيضا.

وأما حديث جابر:

فأخرجه ابن ماجه (738)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 332، وابن خزيمة (1292)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1557) من طريق عبد الله بن وهب، عن إبراهيم بن نشيط، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة، أو أصغر، بنى الله له بيتا في الجنة".
وزاد البخاري، وابن خزيمة: "من حفر ماء لم يشرب منه كبد حرّى [4] من جن ولا إنس ولا سبع ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة".
وإسناده صحيح.

وأما حديث أبي قرصافة جندرة بن خيشنة:

فأخرجه الطبراني 3/ (2521)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6961) - مختصرا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ 110 [5] من طريق أيوب بن علي، حدثنا زياد بن سيار، عن عزة بنت عياض، قالت: سمعت أبا قرصافة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة. قال رجل: يا رسول الله، وهذه المساجد التي تبنى في الطريق؟ قال: نعم، وإخراج القمامة منها مهور حور العين".
وإسناده محتمل التحسين [6]، عزة بنت عياض: ذكرها ابن حبان في "الثقات" 5/ 289.
وزياد بن سيار: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 357، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 534، ووثقه ابن حبان 4/ 255، وقال في "مشاهير علماء الأمصار" (900):
"أحاديثه مستقيمة إذا كان دونه ثقة".
وأيوب بن علي بن هَيْصَم: قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 252:
"روى عنه أبي، سئل أبي عنه؟ فقال: شيخ".

وأما حديث نبيط بن شريط:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2215)، وفي "الصغير" (66) حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: حدثني أبي إسحاق، عن أبيه، عن جده نبيط بن شريط، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة".
وقال الطبراني:
"لا يروى عن نبيط إلا بهذا الإسناد، تفرد به ولده عنه".
وإسناده تالف، أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط: قال الذهبي في "الميزان" 1/ 83:
"لا يحل الاحتجاج به، فإنه كذاب".

وأما حديث عمر بن مالك:

فأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 684 من طريق عمر بن محمد بن الحسن الأسدي، عن أبيه، عن نصر، عن علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن عمر بن مالك - قال: وكانت له صحبة - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من بنى لله مسجدا بنى الله تعالى له بيتا في الجنة".
وقال ابن الأثير:
"ورواه سفيان، عن علي بن زيد فقال: عمرو بن مالك - أو مالك بن عمرو. ورواه هشيم عن علي فقال: عمرو بن مالك".
وإسناده ضعيف، علي بن زيد هو ابن جدعان: ضعيف.
ونصر: لم أتبيّنه.

وأما حديث أسماء بنت يزيد:

فأخرجه أحمد 6/ 461 عن سويد بن عمرو، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 126، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1554)، والطبراني 24/ (468)، وفي "الأوسط" (8459) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7511) - من طرق عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن أسماء بنت يزيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى لله عز وجل مسجدا، بنى الله له أوسع منه في الجنة".
ولفظ الطبراني: "من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا أبان، تفرد به: موسى بن إسماعيل، ولا يروى عن أسماء بنت يزيد إلا بهذا الإسناد".
وليس كما قال رحمه الله تعالى، فلم يتفرّد به: موسى بن إسماعيل، فقد تابعه سويد بن عمرو، وإسناده ضعيف، محمود بن عمرو الأنصاري: مجهول الحال.

وأما حديث معاذ:

فأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (135)، والرافعي في "أخبار قزوين" 4/ 16-17 من طريق عمرو بن صبيح أبي عثمان الليثي، عن عاصم بن سليمان، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن الوليد بن عباس، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة، ومن علق فيه قنديلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يطفأ ذلك القنديل، ومن بسط فيه حصيرا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى ينقطع ذلك الحصير، ومن أخذ منه قذاة كان له كفلان من الأجر".
وإسناده تالف، عاصم بن سليمان الكوزي: قال ابن حبان:
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب".
وأخرجه الشاشي (1388)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 126 - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (682) - والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/ 701-702، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 26/ 439 و 63/ 152 من طريق عمرو بن صبيح الليثي (وعند ابن حبان: عمر بن صبيح القيسي)، قال: حدثنا عاصم بن سليمان الكوزي، عن برد بن سنان، عن مكحول به.

وأما حديث أبي أمامة:

فأخرجه الطبراني 8/ (7889) من طريق هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة أوسع منه".
وإسناده ضعيف، علي بن يزيد الألهاني: ضعيف.
وعثمان بن أبي العاتكة: ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني.

وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى:

فأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" (13) رواية الحصكفي - ومن طريقه الرافعي في "أخبار قزوين" 1/ 438 - قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
"من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة".
وإسناده ضعيف، أبو حنيفة: فقيه أهل العراق، وإمام أهل الرأي لكن لا تقوم الحجة بما ينفرد به.

وأما حديث عبد الله بن عمر:

فأخرجه البزار (5995)، والطبراني في "الأوسط" (6167)، وأبو الحسن السكري في "الفوائد المنتقاة" - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 241 - من طريق الحكم بن ظهير، عن ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة".
ولفظ البزار: "من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة".
وإسناده ضعيف جدا، الحكم بن ظهير: متروك.
وشيخه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري: سيء الحفظ.

يستفاد من الحديث

فضل من بنى لله تعالى مسجدًا.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
13 - جمادي الأولى -1441 هجري.

_______________________________________
1 - وأضاف محقق "مسند أبي يعلى" الشيخ حسين سليم أسد في هذا الموضع من إسناده: (يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد)، وقال:
"سقط من الأصل، واستدرك من مصادر التخريج!".
قلت: وهذا خطأ منه، فقد رواه ابن حبان عن شيخه أبي يعلى فلم يذكره في إسناده - وانظر "مسند أبي يعلى" طبعة دار القبلة (248)، وطبعة دار التأصيل (249)، و "الأحاديث المختارة" (244)، و "الأمالي المطلقة" لابن حجر 1/ 105، و "إتحاف الخيرة" (942) و (4298) - فلا وجود لأي سقط.
وجاء في "مسند أبي يعلى": (أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد، عن عمر، أو عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي، عن عمر).

2 - وأخرجه البيهقي 2/ 437 من طريقه موقوفا.

3 - وقال الطبراني (يعني: ابن عيينة) والذي يظهر لي أنه الثوري، فليس هذا من حديث ابن عيينة، ولا أشار أحدٌ من الأئمة إلى ذلك، وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 6/ 275 رواية مؤمل بن إسماعيل: عن الثوري، والله أعلم.

4 - أي: عطشى، وهي فعلى من الحر، تأنيث (حران)، وهما للمبالغة، يريد: أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش كما في "لسان العرب" 4/ 178.

5 - سقط من مطبوعه (عزة).

6 - وحسّن إسناده الحافظ في "الفتح" 1/ 545، وأخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" كما في "الجامع الكبير" 1/ 81 رقم (185).

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015