
صحة صلاة المفترض خلف المتنفل
(260)
"كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي فيؤم قومه، فصلى ليلة مع
النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم أتى قومه فأمهم فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجل
فسلم ثم صلى وحده وانصرف، فقالوا له: أنافقت؟ يا فلان، قال: لا، والله ولآتين رسول
الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا
رسول الله إنا أصحاب نواضح نعمل بالنهار وإن معاذا صلى معك العشاء، ثم أتى فافتتح
بسورة البقرة فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ، فقال: يا معاذ أفتان
أنت؟ اقرأ بكذا واقرأ بكذا".
متفق عليه من حديث جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما، وقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (149).
وفي الباب عن جابر أيضا، وعائشة:
أما حديث جابر:
فأخرجه البخاري (4136) معلقا،
ومسلم (843-311)، وأحمد 3/ 364، وابن أبي شيبة 2/ 464-465، وأبو عوانة (2427)،
والطحاوي 1/ 315، وفي "شرح مشكل الآثار" (4220)، وابن حبان (2884)، وأبو
نعيم في "دلائل النبوة" (146)، والبيهقي 3/ 259، وفي "دلائل
النبوة" 3/ 275، والبغوي في "شرح السنة" (1095) من طريق أبان بن
يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر، قال:
"كنا مع النبي صلى الله
عليه وسلم بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه
وسلم، فجاء رجل من المشركين وسيف النبي صلى الله عليه وسلم معلق بالشجرة، فاخترطه،
فقال: تخافني؟ قال: لا. قال: فمن يمنعك مني؟ قال: الله. فتهدده أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم، وأقيمت الصلاة، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا، وصلى بالطائفة
الأخرى ركعتين، وكان للنبي صلى الله عليه وسلم أربع، وللقوم ركعتان".
وأخرجه مسلم (843-312)، وابن
خزيمة (1352)، وأبو عوانة (2428)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2827)
من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن جابرا أخبره:
"أنه صلى مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم صلاة الخوف، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحدى الطائفتين
ركعتين، ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع
ركعات، وصلى بكل طائفة ركعتين".
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"
(2348) من طريق عمران القطان، عن يحيى به.
وأخرجه أحمد 3/ 364-365 و
390، وعبد بن حميد (1096)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 3/ 980،
وأبو يعلى (1778)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 315، وابن حبان (2883)،
وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" 1/ 243، والحاكم 3/
29-30، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 375-376 من طرق عن أبي عوانة،
حدثنا أبو بشر، عن سليمان بن قيس، عن جابر بن عبد الله، قال:
"قاتل رسول الله صلى
الله عليه وسلم محارب خصفة بنخل، فرأوا من المسلمين غرة، فجاء رجل منهم يقال له:
غورث بن الحارث، حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، فقال: من
يمنعك مني؟ قال: الله. فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
من يمنعك مني؟ قال: كن كخير آخذ، قال: أتشهد أن لا إله إلا الله. قال: لا، ولكني
أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، قال: فذهب إلى
أصحابه، قال: قد جئتكم من عند خير الناس، فلما كان الظهر أو العصر صلى بهم صلاة
الخوف، فكان الناس طائفتين طائفة بإزاء عدوهم، وطائفة صلوا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فصلى بالطائفة الذين كانوا معه ركعتين، ثم انصرفوا، فكانوا مكان أولئك
الذين كانوا بإزاء عدوهم، وجاء أولئك، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، فكان للقوم ركعتان ركعتان، ولرسول الله صلى
الله عليه وسلم أربع ركعات".
وأخرجه الطبري في
"التفسير" 7/ 414- طبعة هجر، وفي "تهذيب الآثار" 1/ 264 -
مسند عمر، والطحاوي 1/ 317، وابن حبان (2882) من طريق قتادة، عن سليمان بن قيس به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط
الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: لم يرويا شيئا لـ
(سليمان بن قيس اليشكري)، وقال الإمام البخاري:
"سليمان بن قيس اليشكري:
روى عنه أبو بشر وقتادة، وغير واحد، وما لأحد من هؤلاء سماع من سليمان
اليشكري".
وأخرجه النسائي في
"الكبرى" (522) من طريق عبد الوارث، والشافعي 1/ 176 - ومن طريقه
البيهقي في "المعرفة" (5742) و (6759) -، وابن خزيمة (1353) عن إسماعيل
ابن علية، كلاهما عن يونس، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الخوف، فصلى بطائفة ركعتين، والآخرون يقبلون على
عدوهم، ثم سلم ثم جاء الآخرون فصلى بهم ركعتين، ثم سلم، فكانت لرسول الله صلى الله
عليه وسلم أربع ركعات، وللناس ركعتين ركعتين".
وقال ابن خزيمة:
"قد اختلف أصحابنا في
سماع الحسن من جابر بن عبد الله".
تنبيه: سقط شيخ ابن خزيمة من مطبوعة الأعظمي، ويُنظر "إتحاف المهرة" (2621).
وأخرجه النسائي (1554)، وفي
"الكبرى" (1955) أخبرنا عمرو بن علي، والبيهقي 3/ 259 من طريق أبي
الأشعث، كلاهما عن عبد الأعلى، قال: حدثنا يونس، عن الحسن، قال: حَدَّثَ جابرٌ:
بنحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 464
حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن سئل عن صلاة الخوف؟ فقال: نُبِّئْتُ عن جابر
به.
وأخرجه النسائي (1552)، وفي
"الكبرى" (1953) من طريق عمرو بن عاصم، والبيهقي 3/ 86 و 259 من طريق
سليمان بن حرب، وابن المنذر في
"الأوسط" (2349)، والدارقطني 2/ 412 من طريق الحجاج بن منهال، ثلاثتهم
عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم صلى بطائفة من أصحابه ركعتين، ثم سلم، ثم صلى بأخرى أيضا ركعتين، ثم
سلم".
وقال البيهقي:
"هكذا روياه، عن الحسن،
عن جابر وخالفهما أشعث فرواه، عن الحسن، عن أبي بكرة، ووافقه على ذلك أبو حرة
الرقاشي.
أخرجه أبو داود (1248)،
والنسائي (836) و (1551) و (1555)، وفي "الكبرى" (521) و (912) و (1952)
و (1956)، وأحمد 5/ 39 و 49، والبزار (3658)، والطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 315، وابن حبان (2881)، والدارقطني 2/ 412، وابن حزم في "المحلى" 4/
226، والبيهقي 3/ 86 و 259، وفي "السنن الصغير" (672)، وفي
"المعرفة" (6761) من طريق الاشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن، عن
أبي بكرة، قال:
"صلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم في خوف: الظهر، فصف بعضهم خلفه، وبعضهم بإزاء العدو، فصلى ركعتين، ثم
سلم، فانطلق الذين صلوا معه فوقفوا موقف أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلوا خلفه، فصلى
بهم ركعتين، ثم سلم، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا، ولأصحابه ركعتين
ركعتين".
وأخرجه الطيالسي (918) - ومن
طريقه البزار (3659)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 315 - حدثنا أبو
حرة، عن الحسن، عن أبي بكرة:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم صلى بأصحابه صلاة الخوف، فصلى ركعتين، ثم انطلق هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء
أولئك فصلى بهم ركعتين، فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا وللقوم ركعتين
ركعتين".
وأخرجه أبو نعيم في
"أخبار أصبهان" 2/ 361 من طريق بكر بن بكار، حدثنا أبو حرة به بنحوه.
وأما حديث عائشة:
فأخرجه الإسماعيلي في "معجم شيوخه" (190) حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن السري بن يحيى
التميمي ابن أخي هناد بن السري بالكوفة، حدثنا محمد بن إسحاق العامري، حدثنا عبيد
الله، عن أبي الأحوص، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت:
"كان النبي صلى الله
عليه وسلم إذا رجع من المسجد صلى بنا".
وإسناده صحيح، إسناده من
المغيرة وهو ابن مقسم الضبي إلى صحابيّ الحديث على شرط الشيخين.
وباقي رجاله ثقات، أبو الأحوص
هو سلام بن سليم: ثقة متقن.
وعبيد الله هو ابن موسى بن
أبي المختار: ثقة.
ومحمد بن إسحاق البكائي
العامري: روى عنه جمعٌ ووثقه ابن حبان 9/ 125.
وإبراهيم بن السري بن يحيى
التميمي: قال السهمي:
"سألت أبا الحسن محمد بن
أحمد بن حماد الحافظ بالكوفة، عن إبراهيم بن السري بن يحيى بن المقرىء؟ فقال: كان
ثقة، وكان صاحب أخبار".
يستفاد من الحديث
صحة صلاة المفترض خلف
المتنفل، قال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 369:
"ومثل ذلك أيضا - يعني
صلاة معاذ بقومه - حديث أبي بكرة في صلاة الخوف صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطائفة
ركعتين ثم بطائفة ركعتين وهو مسافر خائف، فعلمنا أنه في الثانية متنفل، وقد أجمعوا
أنه جائز أن يصلي النافلة خلف من يصلي الفريضة إن شاء، وفي ذلك دليل على أن النيات
لا تراعى في ذلك، والله أعلم".
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام.
إرسال تعليق