حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

إمامة العبد

إمامة العبد

إمامة العبد

(257) "لما قدم المهاجرون الأولون العصبة - موضع بقباء - قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا".


أخرجه البخاري (692)، وأبو داود (588) - ومن طريقه البيهقي 3/ 89-، وابن المنذر في "الأوسط" (1932)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 176 من طريق أنس بن عياض، وأبو داود (588) - ومن طريقه البيهقي 3/ 89 -، وابن أبي شيبة 1/ 344، وابن خزيمة (1511)، وابن الجارود في "المنتقى" (307) عن ابن نمير، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه، قال: فذكره.
 واللفظ للبخاري، وزاد أبو داود، وابن أبي شيبة، وابن الجارود، وابن خزيمة: "وفيهم عمر بن الخطاب، وأبو سلمة بن عبد الأسد".
وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 367 - ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 462-463 - من طريق الدراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أنه قال:
"قدمنا من مكة فنزلنا العصبة: عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، فكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة لأنه كان أكثرهم قرآنا".
وله طريقان آخران عن نافع:
1 - أخرجه البخاري (7175)، وعبد الرزاق (3807) - ومن طريقه الطبراني 7/ (6371) -، وابن أبي شيبة 1/ 343، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 14/ 398،  وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 176، والبيهقي 3/ 89 عن ابن جريج، أن نافعا، أخبره أن ابن عمر رضي الله عنهما، أخبره قال:
"كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد، وعامر بن ربيعة".
وقال البيهقي:
"كذا قال في هذا وفيما قبله: وفيهم أبو بكر وعمر، ولعله في وقت آخر فإنه إنما قدم أبو بكر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن تكون إمامته إياهم قبل قدومه وبعده، وقول الراوي: وفيهم أبو بكر، أراد بعد قدومه، والله أعلم".
2 - أخرجه الطبراني 7/ (6372) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3438) - حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا يحيى بن عثمان الحمصي، حدثنا محمد بن حمير، حدثنا شعيب بن أبي الأشعث، عن هشام بن عروة، عن نافع، عن ابن عمر:
"أن سالما مولى أبي حذيفة كان يؤم المهاجرين الذين هاجروا إلى المدينة فيهم عمر وغيره من المهاجرين، لأنه كان أكثرهم قرآنا".
وإسناده ضعيف، شعيب بن أبي الأشعث: قال أبو حاتم الرازي: مجهول.

وله شاهد من حديث أبي سعيد مولى أبي أسيد:

أخرجه عبد الرزاق (3822) عن الثوري، وإسماعيل بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعد مولى بني أسيد، قال:
"تزوجت وأنا مملوك، فدعوت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر، وابن مسعود، وحذيفة، فحضرت الصلاة، فتقدم حذيفة ليصلي بنا، فقال له أبو ذر أو غيره: ليس ذلك لك، فقدموني وأنا مملوك فأممتهم".
وإسناده ضعيف، أبو سعيد مولى أبي أسيد: مجهول، لم يرو عنه غير أبي نضرة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان 5/ 588-589.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 217، وصالح في "مسائل الإمام أحمد" (716) عن محمد بن فضيل، عن داود بن أبي هند به، وفيه أن أبا ذر هو من تقدّم ليصلي بهم، فقيل له: وراءك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 217 و 4/ 311 و 10/ 394 حدثنا ابن إدريس، وصالح في "مسائل الإمام أحمد بن حنبل" (716) من طريق أبي معاوية، وابن المنذر في "الأوسط" (1946) من طريق حماد، ثلاثتهم عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد، قال:
"تزوجت وأنا مملوك فدعوت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ابن مسعود، وأبو ذر وحذيفة، قال: وأقيمت الصلاة قال: فذهب أبو ذر ليتقدم فقالوا: إليك، قال: أو كذلك؟ قالوا: نعم، قال: فتقدمت إليهم وأنا عبد مملوك وعلموني، فقالوا: إذا أدخل عليك أهلك فصل عليك ركعتين ثم سل الله تعالى من خير ما دخل عليك وتعوذ به من شره ثم شأنك وشأن أهلك".
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 5/ 588-589، والبيهقي 3/ 67، وفي "المعرفة" (5930) من طريق سليمان التيمي، قال: حدثنا أبو نضرة، قال: سمعت أبا سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري يقول:
"كان في بيت أبي ذر وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان، فحضرت الصلاة فتقدم أبو ذر، فجذبه حذيفة، فالتفت إلى ابن مسعود، فقال: كذلك يا ابن مسعود؟ قال: نعم، قال: فقدموني وكنت أصغرهم فصليت بهم. قال ابن المعتمر: وكان مملوكا يومئذ" واللفظ لابن حبان.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2087) من طريق وهب بن جرير، والبيهقي 3/ 126 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن هشام، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد به.
وأخرجه عبد الرزاق (3818) عن معمر، عن قتادة:
"أن أبا سعيد صنع طعامًا، ثم دعا أبا ذر، وحذيفة، وابن مسعود، فحَضَرت الصلاة، فتقدم أبو ذر ليصلي بهم، فقال له حذيفة: وراءك، رب البيت أحقُّ بالإمامة، فقال له أبو ذر: كذلك يا ابن مسعود؟ قال: نعم. قال: فتأخَّر أبو ذر".
وهذا مرسل.

وفي الباب من حديث أنس، وأبي ذر، وأم الحصين الأحمسية، والعرباض بن سارية:

أما حديث أنس:

فأخرجه البخاري (693) و (696) و (7142)، وابن ماجه (2860)، وأحمد 3/ 114 و 171، والطيالسي (2200)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1413)، والبزار (7374)، وأبو يعلى (4176)، والآجري في "الشريعة" (65)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2295)، والبيهقي 2/ 88 و 8/ 155، وفي "الشعب" (6965)، وفي "المعرفة" (16521)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 347، والبغوي في "شرح السنة" (2452) من طرق عن شعبة، حدثني أبو التياح، عن أنس، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة".
وفي لفظ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة".

وأما حديث أبي ذر:

فأخرجه مسلم (648-240) و (1837)، وأبو داود (431)، وابن ماجه (1256) و (2862)، والبخاري في "الأدب المفرد" (113)، وأبو عوانة (1526)، والطحاوي 1/ 363، والبيهقي 2/ 301 و 3/ 88 و 8/ 155 و 185، وفي "الشعب" (6966) تاما ومختصرا من طريق شعبة، عن أبي عمران، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال:
"إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا مجدع الأطراف، وأن أصلي الصلاة لوقتها، فإن أدركت القوم وقد صلوا كنت قد أحرزت صلاتك، وإلا كانت لك نافلة".
وفي لفظ لابن ماجه، والبيهقي 3/ 88: "أنه انتهى إلى الربذة، وقد أقيمت الصلاة، فإذا عبد يؤمهم، فقيل هذا أبو ذر، فذهب يتأخر، فقال أبو ذر: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف".
وزاد البخاري، وأبو عوانة، والبيهقي في "الشعب": "وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منه بمعروف".
وهي عند مسلم (2625-142) و (143)، وغيره.
وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (27)، وابن حبان (5964) من طريق شعبة به، وفيه قصة.

وأما حديث أم الحصين الأحمسية:

فأخرجه مسلم (1838)، والنسائي (4192)، وفي "الكبرى" (7767)، وابن ماجه (2861)، وأحمد 4/ 69-70 و 381 و 6/ 402 و 403، وإسحاق بن راهويه (2391) و (2392)، وابن أبي شيبة 12/ 214، والطيالسي (1759)، وعبد بن حميد (1561)، والخلال في "السنة" (52)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1062)، وفي "الآحاد والمثاني" (3288)، وأبو عوانة (7097) و (7098) و (7099)، والطبراني 25/ (384)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2293)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7908)، والبيهقي 8/ 155، وفي "السنن الصغير" (3141) عن شعبة، عن يحيى بن حصين، قال: سمعت جدتي تحدث أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع وهو يقول:
"ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا".
وفي لفظ: "عبد حبشي".
وأخرجه مسلم (1298-311) و (1838-4)، وأبو عوانة (3552) و (3553) و (7100)، والفاكهي في "أخبار مكة" (2635)، وابن حبان (4564)، والطبراني 25/ (380)، وفي "الأوسط" (1165)، وابن حزم في "حجة الوداع" (142) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن حصين، عن جدته أم الحصين، قال: سمعتها تقول:
"حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا كثيرا: ثم سمعته، يقول:
"إن أمر عليكم عبد مجدع - حسبتها قالت: أسود - يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا".
وأخرجه أحمد 4/ 70 و 5/ 381 و 6/ 402، وأبو يوسف في "الخراج" (ص 19)، وعبد بن حميد (1560)، والطبراني 25/ (377) و (378) و (379) و (381)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2294)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7906) من طرق عن أبي إسحاق، عن يحيى بن حصين به.
وأخرجه الترمذي (1706)، وأحمد 6/ 402 و 402-403 و 403، وإسحاق بن راهويه (2397) و (2398)، والحميدي (359)، وابن أبي شيبة 12/ 214، وابن زنجويه في "الأموال" (28)، والخلال في "السنة" (53)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1063)، وفي "الآحاد والمثاني" (3289)، والطبراني 25/ (382)، والحاكم 4/ 186، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7909) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث العبدي، عن أم الحصين به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أم حصين".
وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد" وأقره الذهبي.
وأخرجه الطبراني 25/ (381)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7906) من طريق أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث به.

وأما حديث العرباض بن سارية:

فأخرجه الترمذي (2676)، وابن ماجه (44)، وأحمد 4/ 126، والدارمي (95)، وحرب الكرماني في "المسائل" 3/ 1068، والمروزي في "السنة" (69) و (72)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ 2/ 344، وابن أبي عاصم في "السنة" (31) و (32) و (54)، والطبراني 18/ (617)، والآجري في "الشريعة" (86)، والحاكم 1/ 95 - 96، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 220، وفي "معرفة الصحابة" (5554)، والبغوي في "شرح السنة" (102)، وابن أبي زَمَنِين في "أصول السنة" (5) مختصرا، والهروي في "ذم الكلام" 4/ 25، والجورقاني في "الأباطيل والصحاح" (288)، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 305 - 306 من طريق خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية، قال:
"وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، إنه من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة"
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح".
وقال البزار كما في "جامع بيان العلم" لابن عبد البر:
"هذا حديث ثابت صحيح".
وقال الحاكم:
"هذا إسناد صحيح على شرطهما جميعا، ولا أعرف له علة".
وقال أيضا:
"وقد احتج البخاري بعبد الرحمن بن عمرو، وثور بن يزيد، وروي هذا الحديث في أول كتاب الاعتصام بالسنة والذي عندي أنهما رحمهما الله توهما أنه ليس له راو عن خالد بن معدان غير ثور بن يزيد، وقد رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث المخرج حديثه في الصحيحين، عن خالد بن معدان" وأقره الذهبي!
قلت: لم يخرج البخاري لعبد الرحمن بن عمرو شيئا، وهو حسن الحديث فقد روى عنه جمع، وذكره مسلمة في الطبقة الأولى من التابعين، ووثقه ابن حبان 5/ 111، وقال الذهبي في "الكاشف" (3277)، وفي "تاريخ الإسلام" 3/ 88:
"صدوق".
وقال البغوي:
"هذا حديث حسن".
وقال الحافظ أبو نعيم كما في "جامع العلوم والحكم":
"هو حديث جيد من صحيح حديث الشاميين".
وقال الهروي:
"وهذا من أجود حديث في أهل الشام وأحسنه".
وقال الجورقاني:
"هذا حديث صحيح ثابت مشهور ... وقد روى هذا الحديث، عن العرباض بن سارية جماعة من التابعين، منهم: حجر بن حجر، ويحيى بن أبي مطاع، وجبير بن نفير، وعبد الله ابن أبي بلال، والمهاجر بن حبيب وغيرهم".
وقال ابن عبد البر:
"حديث عرباض حديث ثابت".
وقال الحافظ ضياء الدين المقدسي في "إتباع السنن" (ص 20):
"حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد".
وقال ابن كثير في "تحفة الطالب" (ص 135):
"وصححه أيضا الحافظ أبو نعيم الأصفهاني - وقد تقدم النقل عنه - والدغولي.
وقال شيخ الإسلام الأنصاري: هو أجود حديث في أهل الشام، وأحسنه".
وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاقتضاء" 2/ 83، وفي "مجموع الفتاوى" 20/ 309 و 28/ 493 و 35/ 19.
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 13/ 171 - ط دار الحديث:
"هذا حديث عال، صالح الإسناد".
وله طريقان آخران عن عبد الرحمن بن عمرو:
أ - أخرجه ابن ماجه (43)، وأحمد 4/ 126، وابن أبي عاصم في "السنة" (33) و (48) و (56)، والطبراني 18/ (619)، وفي "مسند الشاميين" (2017)، والآجري في "الشريعة" (88)، والحاكم 1/ 96، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5554)، والهروي في "ذم الكلام وأهله" 4/ 27، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (2303) و (2304) من طريق معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، أنه سمع العرباض بن سارية قال:
"وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله، إن هذه لموعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم، فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة، وإن عبدا حبشيا، عضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد".
ب - أخرجه ابن أبي عاصم (30) من طريق إسماعيل بن عياش، والطبراني 18/ (620) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما (بقية، وإسماعيل بن عياش) عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي به.
وقال الحاكم:
"وقد تابع عبد الرحمن بن عمرو على روايته، عن العرباض بن سارية ثلاثة من الثقات الأثبات من أئمة أهل الشام منهم حجر بن حجر الكلاعي".
فأخرجها ابن ماجه (42)، والمروزي في "السنة" (71)، وابن أبي عاصم (26) و (55)، والطبراني 18/ (622)، وفي "الأوسط" (66)، والحاكم 1/ 97، وتمام في "الفوائد" (225) من طريق عبد الله بن العلاء بن زبر، عن يحيى بن أبي المطاع، قال: سمعت العرباض بن سارية، يقول:
"قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فوعظنا موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقيل يا رسول الله: وعظتنا موعظة مودع، فاعهد إلينا بعهد، فقال: عليكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبدا حبشيا، وسترون من بعدي اختلافا شديدا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والأمور المحدثات، فإن كل بدعة ضلالة".
يحيى بن أبي مطاع: صدوق، وأشار دحيم إلى أن روايته عن العرباض مرسلة.
قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم":
"وهذا في الظاهر إسناد جيد متصل، ورواته ثقات مشهورون، وقد صرح فيه بالسماع، وقد ذكر البخاري في " تاريخه" - 8/ 306 -: أن يحيى بن أبي المطاع سمع من العرباض اعتمادا على هذه الرواية، إلا أن حفاظ أهل الشام أنكروا ذلك، وقالوا: يحيى بن أبي المطاع لم يسمع من العرباض، ولم يلقه، وهذه الرواية غلط، وممن ذكر ذلك أبو زرعة الدمشقي، وحكاه عن دحيم، وهؤلاء أعرف بشيوخهم من غيرهم، والبخاري - رحمه الله - يقع له في تاريخه أوهام في أخبار أهل الشام".
وأما متابعة جبير بن نفير:
فأخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (34) و (49)، والطبراني 18/ (642) من طريق شعوذ الأزدي، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن العرباض بن سارية به.
وشعوذ الأزدي: مجهول الحال.
وأما متابعة ابن أبي بلال:
فأخرجها أحمد 4/ 127 حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، عن عرباض بن سارية به.
قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان:
الأولى: ابن أبي بلال اسمه عبد الله، قال المزي:
"ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"، روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وروى له ابن ماجه، وسماه: خالد بن أبي بلال، وهو وهم".
قلت: وقع عند ابن ماجه (4093) خالد بن أبي بلال، وصوابه: (خالد، عن ابن أبي بلال)، فخالد هو ابن معدان، وقد تفرّد بالرواية عنه فهو مجهول العين.
وأخرجه الطبراني 18/ (624) حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، حدثنا حيوة بن شريح به، وتحرف في المطبوع عبد الله بن أبي بلال إلى عبد الرحمن!
والثانية: بقية بن الوليد: يدلس تدليس التسوية كما هو معروف عنه، فلا بدّ من تصريحه بالتحديث في كل طبقات السند، وهذه العلة مدفوعة فقد جاء من غير طريقه:
أخرجه أحمد 4/ 127 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال به.
ورجاله ثقات.
وقال الحاكم في "المستدرك" 1/ 97:
"ومنهم - يعني ممن تابع عبد الرحمن بن عمرو السلمي - معبد بن عبد الله بن هشام القرشي وليس الطريق إليه من شرط هذا الكتاب فتركته".
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (55) و ( 56)، ومن طريقه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (2984)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7146)، وابن منيع كما في "المطالب العالية" (2984) من طريقين عن سعيد بن خثيم، عن رجل، من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وقعوا إلى الشام قال: فذكر نحوه.
وسعيد بن خثيم صدوق كما في "التقريب" لكن جاء في "التاريخ الكبير" 3/ 470 للبخاري: "سعيد بن خثيم رجل من سليط عن رجل من أهل الشام عن رجل له صحبة: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم - نحو حديث عرباض بن سارية - قاله لنا موسى حدثنا جعفر بن حيان". ففيه إبهام التابعي.


يستفاد من الحديث


صحّة إمامة العبد.


كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015