
إقبال الإِمام على الْمأمومين بِوجهه، وانصرافه من الصلاة من الجهتين
أخرجه البخاري (845) و (1386) و (2085) و (2791) و (3236) و (6096)،
ومسلم (2275)، والترمذي (2294)، وأحمد 5/ 14-15، وأبو عوانة (10038) و (10051) و
(10052) - طبعة الجامعة الإسلامية، وابن حبان (4659)، والطبراني 7/ (6988) و
(6989) و (6990)، والبيهقي 2/ 187 و 188 و 5/ 275، وفي "عذاب القبر" (ص
76-77)، وفي "القضاء والقدر" (626)، والبغوي في "شرح السنة"
(2053) من طرق مطولا ومختصرا عن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبو رجاء، عن سمرة بن
جندب، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: من رأى منكم الليلة رؤيا؟ قال: فإن رأى أحد قصها، فيقول: ما شاء الله، فسألنا يوما فقال: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قلنا: لا، قال: لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي، فأخرجاني إلى الأرض المقدسة، فإذا رجل جالس، ورجل قائم، بيده كلوب من حديد، - قال بعض أصحابنا عن موسى -: إنه يدخل ذلك الكلوب في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر - أو صخرة - فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه، فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه، فضربه، قلت: من هذا؟ قالا: انطلق فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم على وسط النهر – قال يزيد، ووهب بن جرير: عن جرير بن حازم - وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه، فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر، فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى انتهينا إلى روضة خضراء، فيها شجرة عظيمة، وفي أصلها شيخ وصبيان، وإذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها، فصعدا بي في الشجرة، وأدخلاني دارا لم أر قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ وشباب، ونساء، وصبيان، ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل فيها شيوخ، وشباب، قلت: طوفتماني الليلة، فأخبراني عما رأيت، قالا: نعم، أما الذي رأيته يشق شدقه، فكذاب يحدث بالكذبة، فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة، والذي رأيته يشدخ رأسه، فرجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة، والذي رأيته في الثقب فهم الزناة، والذي رأيته في النهر آكلوا الربا، والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام، والصبيان، حوله، فأولاد الناس والذي يوقد النار مالك خازن النار، والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل، فارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا فوقي مثل السحاب، قالا: ذاك منزلك، قلت: دعاني أدخل منزلي، قالا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملت أتيت منزلك" والسياق للبخاري (1386).
وفي لفظ: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بنا الصبح أقبل
على الناس بوجهه...الحديث".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وفي الباب عن البراء بن عازب، ويزيد بن الأسود، وزيد بن خالد الجهني، وأنس بن مالك، وهلب الطائي، وعبد الله بن مسعود، وابن عمرو:
أما حديث البراء بن عازب:
فأخرجه مسلم (709) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة"
(704) -، والبيهقي 2/ 182 من طريق ابن أبي زائدة، ومسلم (709)، وابن ماجه (1006)،
وأحمد 4/ 290 و 4/ 304، وابن أبي شيبة 1/ 341، وابن خزيمة (1563)، وأبو عوانة
(2090) عن وكيع، وأبو داود (615)، وابن خزيمة (1563) و (1565)، وأبو عوانة (2090)،
والروياني (285) و (413) من طريق أبي أحمد الزبيري، والنسائي (822)، وفي
"الكبرى" (898) من طريق عبد الله بن المبارك، والروياني (336) من طريق
خلاد بن يحيى الكوفي، وأحمد 4/ 290، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير"
2/ 972 - السفر الثاني، وأبو عوانة (2090)، والبيهقي 2/ 182 عن أبي نعيم الفضل بن
دكين، ستتهم عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، عن البراء، قال:
"كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحببنا أن
نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث - أو
تجمع - عبادك".
وأخرجه ابن خزيمة (1564) حدثنا عبد الجبار بن العلاء، حدثنا سفيان،
عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن يزيد بن البراء، عن أبيه، قال:
"كان يعجبنا أن نصلي مما يلي يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لأنه كان يبدأ بالسلام عن يمينه".
وأخرجه عبد الرزاق (2478) عن ابن عيينة، عن مسعر، عن عدي بن ثابت، عن
البراء بن عازب، قال:
"يعجبني أن أصلي مما على [1]
يمين النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان إذا سلم أقبل علينا بوجهه - أو قال -
يبدؤنا بالسلام".
فلم يذكر ابن البراء في إسناده، وجعل بدل (ثابت بن عبيد): عدي بن
ثابت، وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (1412):
"تفرد به ابن عيينة عن مسعر عن عدي، وتفرد به عبد الرزاق عن ابن
عيينة، والمحفوظ عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن ابن البراء عن البراء".
وأما حديث يزيد بن الأسود الخزاعي:
فقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (245)، وفيه: "فكان إذا انصرف
انحرف".
وفي لفظ: "ثم انحرف جالسا، واستقبل الناس بوجهه".
وأما حديث زيد بن خالد الجهني:
فأخرجه البخاري (846)، و (1038)، وفي "الأدب المفرد"
(907)، ومسلم (71)، وأبو داود (3906)، والنسائي في "الكبرى" (1846) و
(10695)، وفي "عمل اليوم والليلة" (925)، وأحمد 4/ 117، والشافعي 1/ 15،
وأبو عوانة (66)، وابن حبان (188) و (6132)، وابن منده في "الإيمان" (503)،
والبيهقي 2/ 188 و 3/ 357-358، وفي "الأسماء والصفات" 1/ 532، وفي
"المعرفة" (7218)، والبغوي في "شرح السنة" (1169) عن مالك
(وهو في "الموطأ" 1/ 192)، والبخاري (4147)، والطبراني 5/ (5216)، وابن
منده في "الإيمان" (506)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 131
من طريق سليمان بن بلال، وعبد الرزاق (21003) - وعنه أحمد 4/ 115، والطبراني 5/
(5213) -، والحميدي (813) عن معمر، وابن منده في "الإيمان" (504)، وفي
"التوحيد" (45)، وابن بشران في "الأمالي" (915) من طريق محمد
بن جعفر بن أبي كثير، أربعتهم عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
بن مسعود، عن زيد بن خالد الجهني، أنه قال:
"صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية
على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: هل تدرون ماذا قال
ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال:
مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا،
فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب".
وأخرجه البخاري (7503)، والنسائي (1525)، وفي "الكبرى"
(1847) و (10694)، وفي "عمل اليوم والليلة" (924)، وأحمد 4/ 116،
والحميدي (813)، والبزار (3771)، وأبو عوانة (67)، والطبراني 5/ (5215)، وابن منده
في "الإيمان" (505) عن ابن عيينة، وابن أبي الدنيا في "المطر
والرعد والبرق" (68)، والبزار (3771) عن الدراوردي، وأبو القاسم البغوي في
"الجعديات" (2893)، والطبراني 5/ (5214) من طريق عبد العزيز بن عبد الله
بن أبي سلمة، ثلاثتهم عن صالح بن كيسان به، بلفظ:
"مطر الناس ذات ليلة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما أصبحوا قال: ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة؟...الحديث".
وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه البخاري (600) و (661) و (847) و (5869)، ومسلم (640) من طرق
عن أنس بن مالك، قال:
"أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ذات ليلة إلى شطر الليل، ثم خرج علينا، فلما صلى أقبل علينا بوجهه، فقال: إن الناس قد صلوا ورقدوا، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة".
وعن أنس أيضا:
"صلى بنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم ذات يوم، فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه، فقال: أيها الناس، إني
إمامكم، فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود...الحديث".
وسيأتي تخريجه برقم (276).
وفي الباب عن أنس أيضا:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينصرف عن يمينه".
أخرجه مسلم (708-61)، وأحمد 3/ 133 و 179، والدارمي (1352)، وابن أبي
شيبة 1/ 305، وأبو يعلى (4042) و (4043)، وأبو عوانة (2088)، وابن حبان (1996)،
وفي "كتاب الصلاة" كما في "إتحاف المهرة" (347)، وابن عدي في
"الكامل" 1/ 448، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 217،
والبيهقي 2/ 295، وفي "السنن الصغير" (668) من طرق عن سفيان الثوري، عن
السدي، عن أنس: فذكره.
وأخرجه الدارمي (1351) من طريق إسرائيل، عن السدي به.
وأخرجه مسلم (708-60)، والنسائي (1359)، وفي "الكبرى"
(1284)، وأحمد 3/ 281، وأبو عوانة (2089)، وأبو الشيخ في "طبقات
المحدثين" 3/ 440، وأبو نعيم في "المستخرج" (1596)، وفي
"أخبار أصبهان" 1/ 205، والبيهقي 2/ 295 من طريق أبي عوانة، عن السدي،
قال:
"سألت أنسا: كيف أنصرف إذا صليت؟ عن يميني، أو عن يساري؟ قال:
أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه".
وأخرجه أحمد 3/ 217 - ومن طريقه القطيعي في "جزء الألف
دينار" (22) -، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 205 من طريق الحسن
بن صالح بن حي، عن السدي، قال:
"سألت أنسا عن الانصراف؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ينصرف عن يمينه".
وأما حديث هلب الطائي:
فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (129)، وفيه: "رأيت النبي صلى
الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة، ورأيته ينصرف عن يمينه وعن
شماله".
وأما حديث عبد الله بن مسعود:
فأخرجه البخاري (852)، وأبو داود (1042)، وأحمد 1/ 429 و 464،
والدارمي (1350)، والطيالسي (282)، وابن خزيمة (1714)، والشاشي (419) و (422)،
وابن حبان (1997)، والبيهقي 2/ 294-295 عن شعبة، ومسلم (707-59)، وأحمد 1/ 383 و
429، وابن أبي شيبة 1/ 304-305، وفي "المسند" (250)، والبزار (1639) عن
أبي معاوية الضرير، ومسلم (707-59)، وابن ماجه (930)، وابن أبي شيبة 1/ 304-305،
وفي "المسند" (250)، وابن خزيمة (1714) عن وكيع، ومسلم (707)، وابن
خزيمة (1714) من طريق عيسى بن يونس، ومسلم (707)، وأبو يعلى (5174)، والشاشي (424)
من طريق جرير، وأحمد 1/ 383، والشاشي (421) عن ابن نمير، والنسائي (1360)، وفي
"الكبرى" (1285)، وابن ماجه (930)، وأحمد 1/ 383 و 429 عن يحيى القطان،
والشافعي 1/ 100، والحميدي (127)، والطبراني 10/ (10163)، والبيهقي في
"المعرفة" (4287)، والبغوي في "شرح السنة" (702) عن ابن
عيينة، وابن خزيمة (1714)، والشاشي (423)، والبيهقي 2/ 294-295 من طريق أبي أسامة
حماد بن أسامة، وابن خزيمة (1714) من طريق ابن فضيل، وأبو عوانة (2087)، والطبراني
10/ (10162) من طريق زائدة، وأبو عوانة (2087)، والشاشي (418) و (420) من طريق أبي
يحيى الحماني، والطبراني 10/ (10164) من طريق جعفر بن الحارث أبي الأشهب الكوفي،
والبيهقي قي "السنن الصغير" (665) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، كلهم
جميعا عن الأعمش، قال: سمعت عمارة بن عمير، يحدث عن الأسود، عن عبد الله، قال:
"لا يجعلن أحدكم للشيطان جزءا من صلاته يراه عليه حتما ألا
ينصرف إلا عن يمينه، فقد رأيت أكثر انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
يساره".
وأخرجه الخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" 1/ 600 من
طريق أبي نعيم، عن سفيان يعني الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، عن
عبد الله به.
وأخرجه الطبراني 10/ (10161) من طريق عبد الرزاق ( وهو في
"المصنف" (3208) [2]) عن الثوري، عن الأعمش، عن رجل، عن الأسود به.
والرجل هو عمارة بن عمير، هذا هو المحفوظ عن الأعمش.
وأخرجه الطبراني 10/ (10165) من طريق الحجاج بن أرطأة، عن الأعمش، عن
عمارة بن عمير، عن المستورد العجلي، عن ابن مسعود به.
والحجاج: ضعيف، وقال أبو حاتم كما في "العلل" (331):
"هذا خطأ، إنما هو عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن
ابن مسعود، ليس للمستورد معنى".
كذا قال الإمام أبو حاتم، وقد قال البزار في "مسنده"
(1639) بعد أن رواه من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود،
عن ابن مسعود:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن
مسعود، ولا نعلم له طريقا إلا عن الأسود، إلا حديثا أخطأ فيه زياد بن عبد الله،
فرواه عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله".
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 347 من طريق محمد بن
يحيى، حدثني أبو الحجاج من حفظه، حدثنا أبو غسان، عن عبد الرحمن بن حميد، عن
الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر، عن ابن مسعود به.
وهذا غير محفوظ، ويغلب على الظن أنه من أبي الحجاج واسمه: يوسف بن
إبراهيم بن شبيب بن مزيد: قال الحافظ الذهبي:
"لم يشتهر ذِكره لأنّه مات قبل أوان الرّواية، وكان يعارض
الحافظ أحمد بن الفُرات في زمانه".
وباقي رجاله كلهم ثقات، عبد الرحمن بن حميد هو الرؤاسي، وأبو غسان هو
النهدي، ومحمد بن يحيى هو ابن منده.
وأخرجه أحمد 1/ 408 و 459، والبزار (1640)، وابن حبان (1999)، وأبو
الفضل الزهري في "حديثه" (305) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي
حبيب، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود حدثه، عن أبيه، أن ابن مسعود
حدثه:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامة ما ينصرف من الصلاة
على يساره إلى الحجرات".
وإسناده حسن.
وأخرجه أحمد 1/ 459 من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال:
حدثني عن انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد
النخعي، عن أبيه، قال:
سمعت رجلا يسأل عبد الله بن مسعود عن انصراف رسول الله صلى الله عليه
وسلم من صلاته عن يمينه كان ينصرف أو عن يساره؟ قال: فقال عبد الله بن مسعود:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصرف حيث أراد، كان أكثر
انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته على شقه الأيسر إلى حجرته".
وأخرجه الطبراني 10/ (9975)، وفي "الأوسط" (5625) من طريق
أبي كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث، عن أبيه، عن بكر بن
وائل، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:
"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن بيوته لعلى يساره
فإذا صلى الصلاة أخذ إلى بيوته عن يساره".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن بكر بن وائل إلا يعلى بن الحارث، ولا عن يعلى إلا
ابنه، تفرد به أبو كريب".
وإسناده ضعيف، أبو حمزة هو الأعور.
وأما حديث ابن عمرو:
فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (228) وهو حديث حسن، وفيه:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حافيا وناعلا، وينصرف عن يمينه وعن
شماله، ويصوم في السفر ويفطر".
غريب الحديث
(إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه) المعنى: إذا صلى صلاة ففرغ منها،
أقبل علينا، لضرورة أنه لا يتحول عن القبلة قبل فراغ الصلاة.
يستفاد من الحديث
أن الإمام يستقبل الناس بوجهه إذا سلم، قال الزين بن المنير كما في
"الفتح" 2/ 334:
"استدبار الإمام المأمومين إنما هو لحق الإمامة، فإذا انقضت
الصلاة زال السبب، فاستقبالهم حينئذ يرفع الخيلاء والترفع على المأمومين، والله
أعلم".
وقيل: الحكمة فيه تعريف الداخل بأن الصلاة انقضت، إذ لو استمر على
حاله لأوهم أنه في التشهد مثلا.
1 - كذا في الطبعات الثلاث:
دار التأصيل، والمكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية.
وأورده في "أطراف
الغرائب والأفراد" (1412) من طريق عبد الرزاق، وفيه: "يلي".
2 - ليس في أصل مطبوعات
"المصنف"، منها طبعة المكتب الإسلامي، ودار الكتب العلمية: (رجل)،
واستُدرك في طبعة دار التأصيل (3243) عن الطبراني، وقال الحافظ المزي في
"التحفة" (9177):
"رواه عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن رجل، عن الأسود".
إرسال تعليق