
فرض الجمعة والوعيد لمن تركها تهاونا
(300) "رواح الجمعة واجب على كل محتلم".
صحيح - أخرجه النسائي (1371)، وفي "الكبرى" (1672)، وفي
"كتاب الجمعة" (9)، وأبو عروبة الحراني في "جزءه" - رواية
الأنطاكي: من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثني المفضل بن فضالة، عن عياش بن عباس،
عن بكير بن الأشج، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
وأخرجه أبو داود (342)، وابن
خزيمة (1721)، وابن الجارود في "المنتقى" (287)، والطحاوي في "شرح
المعاني" 1/ 116، وابن حبان (1220) عن يزيد بن خالد الرملي، وابن خزيمة
(1721)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 116، وأبو عوانة (2696) ط الجامعة
الإسلامية، والطبراني 23/ (334)، وفي "الأوسط" (4816)، وأبو نعيم في
"الحلية" 8/ 322، وفي "معرفة الصحابة" (7404)، والبيهقي 3/
172 و 187، وفي "المعرفة" (6287) [1]
من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 116 من
طريق عبد الله بن عباد البصري، وابن المنذر في "الأوسط" (1732) من طريق
فضالة بن المفضل، أربعتهم عن المفضل بن فضالة بن عبيد به، ولفظه:
"على كل محتلم رواح
الجمعة، وعلى من راح إلى الجمعة الغسل".
وعند الطبراني في
"الكبير" - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7404) -:
"والغسل كاغتساله من الجنابة".
وإسناده صحيح، وقال الدارقطني
في "العلل" (3940):
"يرويه بكير بن الأشج،
واختلف عنه:
فرواه عياش بن عباس القتباني،
عن بكير، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة.
وخالفه مخرمة بن بكير، فرواه
عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو المحفوظ".
هذه الرواية التي ذكرها
الإمام الدارقطني لم أجدها في شيء من دواوين السنة، وهي ليست بعلة قادحة في صحة
الحديث إذ غاية ما فيها أن الراوي أسقط صحابيّ الحديث، وهو رواية صحابي عن صحابي،
فالحديث متصل، ومن الممكن أن يكون ابن عمر رواه مرة عن أخته حفصة، ورواه مرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا نقول بهذا لأن مخرج الحديث واحدٌ إذ مداره على
بكير بن الأشج، وإذا ما أردنا ترجيح إحداهما على الأخرى، لكان الأولى رواية عياش
بن عباس، لأمور:
الأول: أن عياش بن عباس
القتباني أوثق من مخرمة بن بكير - خصوصا في بكير -، فقد وثقه ابن معين، وابن حبان.
وقال أبو حاتم: صالح.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال البزار: مشهور.
وأما مخرمة بن بكير فضعفه ابن
معين، ووثقه الإمام أحمد وابن المديني وابن سعد وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح
الحديث.
وقال النسائي: ليس به بأس.
والثاني: أنه لا يحتج بحديثه
من غير روايته عن أبيه، لأن مخرمة لم يسمع من أبيه إلا حديث الوتر فيما قاله أبو
داود.
وقال الإمام أحمد، وابن معين:
حديثه عن أبيه كتاب، ولم يسمعه منه.
وقال ابن حبان: يحتج بحديثه
من غير روايته عن أبيه، لأنه لم يسمع من أبيه.
والثالث: أن الزيادة أولى من
النقصان، فإن عياشا زاد في إسناده حفصة، وهذا إن دلّ فهو دليل على زيادة علم عنده
بخلاف من نقص في إسناده.
والرابع: أن الأئمة الذين التزموا الصحة في كتبهم كابن خزيمة وأبي عوانة وابن الجارود وابن حبان قد اعتمدوا رواية عياش بن عباس القتباني، ومن المعروف عند المشتغلين بهذا العلم الشريف أن كل ما رواه أبو دواد في "سننه" وسكت عنه فهو صالح عنده، ومن المعروف أيضا أن الأصل في كل حديث رواه النسائي ولم يتعقبه بشيء فهو لا علة له عنده، وأن الأصل فيه الصحة، والله أعلم.
وفي الباب عن طارق بن شهاب، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وابن عباس، ومولى لآل الزبير، وتميم الداري، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وأبي هريرة أيضا وابن عمر، وأبي الجعد الضمري، وسمرة بن جندب، وأسامة بن زيد، ويحيى بن أسعد بن زرارة، ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعقبة بن عامر، وحارثة بن النعمان:
أما حديث طارق بن شهاب:
فأخرجه أبو داود (1067) - ومن طريقه البيهقي 3/ 172، وفي "السنن الصغير" (607)، وفي "المعرفة" (6366)، وفي "الخلافيات" (2739) - حدثنا عباس بن عبد العظيم، حدثني إسحاق بن منصور، حدثنا هريم، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"الجمعة حق واجب على كل
مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض".
وقال أبو داود:
"طارق بن شهاب قد رأى
النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا".
وهو حديث صحيح، طارق بن شهاب:
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، فتكون روايته مرسل صحابي.
وأخرجه الحاكم 1/ 288 - وعنه البيهقي في "المعرفة" (6364)، وفي فضائل الأوقات" (263)، وفي "الخلافيات" (2740) - من طريق عبيد بن محمد العجلي، قال: حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثني إسحاق بن منصور، قال: حدثنا هريم بن سفيان، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط
الشيخين!...ورواه ابن عيينة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ولم يذكر أبا موسى في
إسناده، وطارق بن شهاب ممن يعد في الصحابة".
قلت: ليس على شرط أحدهما،
وعبيد العجل: اسمه الحسين بن محمد بن حاتم وهو ثقة، وقال البيهقي:
"أسنده عبيد بن محمد،
وأرسله غيره...هذا هو المحفوظ مرسل، وهو مرسل جيد".
وأخرجه الطبراني 8/ (8206)، وفي "الأوسط" (5679) من طريق ابن أبي شيبة، والدارقطني 2/ 305، والبيهقي 3/ 183 من طريق إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الكوفي، كلاهما عن إسحاق بن منصور، عن هريم بن سفيان، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وأما حديث عبد الله بن عمرو:
فأخرجه أبو داود (1056)،
والمروزي في "الجمعة وفضلها" (67)، والدارقطني 2/ 311، وأبو نعيم في
"الحلية" 7/ 104، والبيهقي 3/ 173 من طريق قبيصة، حدثنا سفيان، عن محمد
بن سعيد الطائفي، عن أبي سلمة بن نبيه، عن عبد الله بن هارون، عن عبد الله بن
عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"الجمعة على من سمع
النداء".
وقال أبو داود:
"روى هذا الحديث جماعة،
عن سفيان، مقصورا على عبد الله بن عمرو، ولم يرفعوه، وإنما أسنده قبيصة".
وقال أحمد بن محرز كما في
"تاريخ ابن معين" 1/ 114 - رواية ابن محرز:
"سمعت يحيى بن معين،
يقول: قبيصة، ليس بحجة في سفيان".
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة كما
في "الجرح والتعديل" 7/ 126:
"سئل يحيى بن معين عن
حديث قبيصة؟ فقال: ثقة، إلا في حديث الثوري، ليس بذلك القوي".
وقال ابن القطان في
"بيان الوهم والإيهام" 3/ 400:
"وأبو سلمة بن نبيه:
مجهول لا يعرف بغير هذا، ولم أجد له ذكرا في شيء من مظان وجوده ووجود أمثاله.
ومحمد بن سعيد الطائفي: هو
عند ابن أبي حاتم مجهول الحال، لم يزد في ذكره إياه على أن الثوري يروي عنه، وهو
يروي عن طاووس، وعبد الله بن هارون".
قلت: محمد بن سعيد الطائفي: ثقة، روى عنه جمعٌ، ووثقه ابن حبان، والدارقطني في "سننه" 5/ 127، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 173، وقال الدارقطني في "سننه" 2/ 311:
"قال لنا ابن أبي داود:
محمد بن سعيد هو الطائفي ثقة".
وقال ابن أبي وارة في
"كتاب التفرد" إثر حديث له كما في تهذيب التهذيب" 9/ 191:
"محمد بن سعيد:
ثقة".
وقول ابن القطان أن الطائفي
يروي عن عبد الله بن هارون: هذا خطأ وقع في "كتاب الجرح والتعديل" 5/
193، أو سقط منه أبو سلمة بن نبيه، وقد تنبّه لهذا العلامة المعلمي.
وأخرجه الدارقطني 2/ 311 -
ومن طريقه البيهقي 3/ 173 - من طريق هشام بن خالد، حدثنا الوليد، عن زهير بن محمد،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"إنما الجمعة على من سمع
النداء".
وإسناده ضعيف، زهير بن محمد:
رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، وهذه منها.
وهشام بن خالد بن زيد: ثقة
لكن خالفه أبو عامر موسى بن عامر:
فأخرجه ابن المنذر في
"الأوسط" (1761) معلقا عن الوليد بن مسلم، والبيهقي 3/ 173 من طريق أبي
عامر موسى بن عامر، عن الوليد بن مسلم، قال: أخبرني زهير بن محمد، عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو: موقوفا، وزاد: "فمن سمعة فلم يأته
فقد عصى ربه".
وموسى بن عامر: ثقة مكثر عن
الوليد بن مسلم.
وأخرجه الدارقطني 2/ 311 من
طريق محمد بن الفضل بن عطية، عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي
صلى الله عليه وسلم، قال:
"الجمعة على من بمدى
الصوت".
وإسناده تالف، محمد بن الفضل
بن عطية: كذبوه.
وحجاج هو ابن أرطأة: ضعيف.
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (202) - ومن طريقه ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر"
2/ 42 -، والدارقطني في "غرائب مالك" كما في لسان الميزان 1/ 267 عن
أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري، والدارقطني في "غرائب مالك"
كما في لسان الميزان 1/ 267 من طريق إسحاق بن الحسن الطحان، كلاهما عن إبراهيم بن
حماد بن أبي حازم المديني، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن
أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خمسة لا جمعة عليهم:
المرأة، والمسافر، والعبد، والصبي، وأهل البادية".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
مالك إلا إبراهيم بن حماد بن أبي حازم".
وقال الدارقطني:
"تفرّد به إبراهيم وكان
ضعيفًا".
وقال ابن حجر:
"تفرده بهذا عن مالك مما
يدخل في قبيل المنكر، لكون الرواة عن مالك كثيرين جدا، ولم يوجد هذا عند أحد
منهم".
والطريق إليه ضعيفة، إسحاق بن
الحسن الطحان: لم أجد له ترجمة.
وأحمد بن محمد بن الحجاج بن
رشدين: ضعيف.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (7710) حدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا علي بن غزوان الحراني،
حدثنا عبد العظيم بن رغبان الحمصي، حدثنا أبو معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فعليه الجمعة، إلا عبدا أو امرأة أو صبيا، ومن استغنى بلهو أو تجارة
استغنى الله عنه، والله غني حميد".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن سعيد المقبري إلا أبو معشر، تفرد به
عبد العظيم بن حبيب".
وإسناده ضعيف، أبو معشر نجيح
المدني: ضعيف، أسن واختلط.
وعبد العظيم بن حبيب بن
رغبان: قال الدارقطني: ليس بثقة، كثير الغلط.
وعلي بن غزوان الحراني، وشيخ
الطبراني محمد بن عبد الرحمن أبو السائب المخزومي: لم أجد من ترجمهما.
وفي "كنز العمال"
(27426) وعزاه لعبد الرزاق: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا
يدخل حليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب
عليها الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلا صبيا
أو امرأة أو مملوكا، ومن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني
حميد".
وهذا مرسل ضعيف، وقد تقدّم
بيان حال أبي معشر آنفا.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 109
حدثنا هشيم، عن ليث، عن محمد بن كعب القرظي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
"من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلا على امرأة، وصبي، أو مملوك، أو مريض".
وليث هو ابن أبي سليم: ضعيف،
وهو عند عبد الرزاق (5200) عن معمر، عن ليث به مطولا.
وأخرجه الشافعي 1/ 130، وفي "الأم" 1/ 217 - ومن طريقه البيهقي 3/ 173، وفي "المعرفة" (6284) - أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني سلمة بن عبد الله الخطمي، عن محمد بن كعب، أنه سمع رجلا من بني وائل يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"تجب الجمعة على كل مسلم
إلا امرأة أو صبيا أو مملوكا".
وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن
محمد: متروك.
وأخرجه أبو نعيم في
"معرفة الصحابة" (7154) من طريق ابن وهب، حدثنا ابن لهيعة، عن سلمة بن
عبد الله به.
وسلمة بن عبد الله، ويقال:
ابن عبيد الله بن محصن الأنصاري الخطمي: مجهول.
وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه أبو نعيم في
"الحلية" 7/ 240-241، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 262 من طريق حفص بن عمر بن ميمون أبي إسماعيل
الأبلي، حدثنا شعبة، ومسعر، قالا: حدثنا أبو السفر، حدثنا ابن عباس، أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لأصحابه:
"جددوا الإيمان في
قلوبكم، من كان على حرام حول منه إلى غيره، ومن أحسن من محسن وقع ثوابه على الله،
ومن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا، وملائكته عشرا، ومن دعا بدعوات ليست بإثم،
ولا قطيعة رحم استجيب له، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم
الجمعة، إلا أن تكون امرأة أو عبدا أو صبيا أو مسافرا، ومن استغنى بلهو أو تجارة
استغنى الله عنه، والله غني حميد".
وقال أبو نعيم:
"تفرد به الهيثم، عن
حفص، عن مسعر. وأبو السفر اسمه سعيد بن محمد".
وإسناده تالف، حفص بن عمر بن
ميمون: سمع منه أبو حاتم الرازي، وقال: كان شيخا كذابا.
وقال العقيلي في
"الضعفاء" 1/ 275:
"يحدث عن شعبة، ومسعر،
ومالك بن مغول، والأئمة بالبواطيل".
وقال الدارقطني: متروك.
وفي الباب عن ابن عباس أيضا:
"من ترك الجمعة من غير
ضرورة، كتب منافقا في كتاب لا يمحى، ولا يبدل".
أخرجه الشافعي 1/ 129، وفي "الأم" 1/ ٢٣٩ - ومن طريقه
البيهقي
في "المعرفة"
(6665)، والرافعي في "أخبار قزوين" 3/ 308 - أخبرنا إبراهيم بن محمد،
قال: حدثني صفوان بن سليم، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد [2]،
عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن
محمد بن أبي يحيى: متروك.
وأخرج الشاموخي في "حديثه"
(28) [3]
من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن عوف، عن سعيد بن أبي الحسن، عن ابن عباس، أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"من ترك أربع جمع
متواليات من غير عذر، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره".
وإسناده ضعيف، الحسن بن أبي
جعفر: ضعيف الحديث مع عبادته وفضله، والصحيح أنه موقوف على ابن عباس:
أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 154 عن هشيم بن بشير، وعبد الرزاق (5169) عن جعفر بن سليمان الضبعي، وأبو يعلى (2712) من طريق سفيان بن حبيب، والخلال في "السنة" (1598)، والبيهقي في "الشعب" (2746) من طريق الثوري، والخلال في "السنة" (1602) و (1604) من طريق محمد بن جعفر، وروح بن عبادة، ويحيى القطان، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 242 من طريق عبد الله بن المبارك، والبيهقي في "الشعب" (2746) من طريق سعيد بن عامر، والبيهقي في "الشعب" (2747) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عشرتهم عن عوف الأعرابي، عن سعيد بن أبي الحسن، عن ابن عباس، قال:
"من ترك الجمعة ثلاث جمع
متواليات، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره".
وعند بعضهم: "من ترك
الجمعة أربع جمع...".
وأما حديث مولى لآل الزبير:
فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 109
حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، والبيهقي 3/ 184 من طريق يحيى بن فصيل الغنوي، كلاهما
عن الحسن بن صالح بن حي، عن أبيه، عن أبي حازم، مولى لآل الزبير، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
"الجمعة واجبة على كل حالم
إلا أربعة: الصبي، والعبد، والمرأة، والمريض".
وإسناده ضعيف، فيه من أُبهم.
وأما حديث تميم الداري:
فأخرجه البخاري في
"التاريخ الكبير" 2/ 337، والقزاز في "جزءه" - مخطوط،
والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 222، والطبراني 2/ (1257)، والبيهقي 3/ 183،
وفي "فضائل الأوقات" (266)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"
1/ 109، والأطرابلسي في "كتاب المعجم" (328) من طرق عن محمد بن طلحة، عن
الحكم، عن ضرار، عن أبي عبد الله الشامي، عن تميم الداري، عن النبي صلى الله عليه
وسلم، قال:
"الجمعة واجبة إلا على
امرأة، أو صبي، أو مريض، أو عبد، أو مسافر".
وقال البخاري:
"ولم يتابع عليه - يعني:
الحكم أبا عمرو -".
وقال العقيلي:
"لا يتابع عليه - يعني:
ضرارا -".
وفي "العلل" لابن
أبي حاتم (613):
"قال أبو زرعة: هذا حديث
منكر".
وقال ابن القطان في
"بيان الوهم والإيهام" 3/ 160-161:
"أبو عبد الله الشامي:
مجهول [4]،
ولم يزد ابن أبي حاتم في ذكره إياه على أن قال: روى عن تميم الداري، روى عنه ضرار
ابن عمر. وإنما أخذ ذلك من هذا الإسناد،
والحكم أبو عمرو بن عمرو، روى
عنه محمد بن طلحة بن مصرف، قال فيه أبو حاتم: شيخ مجهول [5].
ومحمد بن طلحة بن مصرف، قال
ابن حنبل: لا بأس به، إلا أنه لا يكاد يقول في شيء من حديثه: حدثنا.
وقال ابن أبي خيثمة عن ابن
معين: إنه صالح.
وقال عنه إسحاق بن منصور: إنه
ضعيف.
وقال عنه عبد الله بن أحمد:
كان يقال: ثلاثة يتقى حديثهم: محمد بن طلحة بن مصرف، وأيوب بن عتبة، وفليح بن سليمان،
قلت له: سمعت هذا؟ قال: سمعته من أبي كامل مظفر بن مدرك، وكان رجلا صالحا.
فهذا كما ترى حديث فيه ثلاثة،
يعتل بكل واحد منهم، ضرار رابعهم".
وأما حديث جابر بن عبد الله:
فأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 8/ 182 - ومن طريقه البيهقي 3/ 184، وفي "الشعب"
(2753) -، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 295-296 من طريق كامل بن
طلحة، والدارقطني 2/ 305 - ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (788) -،
وابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" 2/ 33 من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما
عن ابن لهيعة، حدثنا معاذ بن محمد الأنصاري، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قال:
"من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة إلا مريض، أو مسافر، أو صبي، أو مملوك، ومن
استغنى عنها بلهو أو تجارة، استغنى الله عنه، والله غني حميد".
وقال ابن حجر:
"هذا حديث غريب".
وقال ابن عدي:
"ومعاذ هذا غير معروف،
وابن لهيعة يحدث، عن أبي الزبير عن جابر بنسخة وهذا رواه عن معاذ بن محمد، عن أبي
الزبير، ومعاذ لا أعرفه إلا من هذا الحديث".
وقال الحافظ في "تهذيب
التهذيب" 10/ 193:
"وقال ابن المديني في (العلل)
في مسند أبي في حديث (أول ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة): رواه مالك
بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي، عن أبيه، عن جده، حديث مدني، وإسناده مجهول كله،
ولا نعرف محمدا، ولا أباه، ولا جده".
وأخرجه السهمي في "تاريخ
جرجان" (ص 191-192) من طريق
الحسين بن محمد الآبسكوني، عن
محمد بن بندار أبي عبد الله السباك، حدثنا أحمد بن أبي طيبة، حدثنا أبو طيبة، عن
أبي الزبير، عن جابر: فذكره مطولا.
وإسناده ضعيف، أبو طيبة عيسى
بن سليمان الجرجاني: ضعفه ابن معين، وساق له ابن عدي عدة مناكير، ثم قال:
"وأبو طيبة: رجل صالح،
لا أظن أنه كان يتعمد الكذب، لكن لعله شبه عليه".
والحسين بن محمد الآبسكوني:
لم يذكر السهمي في ترجمته إلا هذا الحديث، وذكره السمعاني في "الأنساب"
1/ 64، وقال:
"روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ على سبيل الإجازة والكتابة".
وفي الباب عن جابر أيضا:
"من ترك الجمعة ثلاثا من
غير ضرورة طبع الله على قلبه".
أخرجه النسائي في
"الكبرى" (1669)، وفي "الجمعة" (7)، وابن ماجه (1126)، وابن
خزيمة (1856)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3183)، وابن المنذر في
"الأوسط" (1731)، والحاكم 1/ 292، والبيهقي 3/ 247، وفي
"الشعب" (2744)، وفي "الخلافيات" (2742) من طريق ابن أبي ذئب،
وابن ماجه (1126)، وأحمد 3/ 332، والخلال في "السنة" (1605) من طريق
زهير بن محمد، والطبراني في "الأوسط" (273) من طريق سعيد بن أبي أيوب،
والحاكم 1/ 292 من طريق سليمان بن بلال، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/
240 من طريق عبد الله بن جعفر، والخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق"
(256) من طريق ابن جريج [6]،
ستتهم عن أسيد بن أبي أسيد البراد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن جابر بن عبد
الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وخالفهم جميعا الدراوردي:
فأخرجه أحمد 5/ 300، والطحاوي
في "شرح مشكل الآثار" (3184)، والحاكم 2/ 488، وابن عبد البر في
"التمهيد" 16/ 240 من طريق الدراوردي، عن أسيد، عن عبد الله بن أبي
قتادة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"من ترك الجمعة ثلاث
مرات، من غير ضرورة، طبع على قلبه".
وقال أبو حاتم الرازي كما في
"العلل" (582):
"ابن أبي ذئب أحفظ من
الدراوردي، وكأنه أشبه، وكأن الدراوردي لزم الطريق".
وقال الدارقطني في
"العلل" (3263):
"رواه ابن أبي ذئب،
وزهير بن محمد، وابن جريج، عن أسيد بن أبي أسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن
جابر.
وخالفهم الدراوردي، وسليمان
بن بلال، روياه عن أسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه.
والذي قبله أصح".
وأخرج أبو يعلى (2198)، والبيهقي في "الشعب" (2752) عن سفيان بن وكيع، حدثنا أبي، عن سعيد بن عبيد الأزدي، حدثنا الفضل الرقاشي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فقال:
"عسى رجل تحضره الجمعة
وهو على قدر ميل من المدينة فلا يحضر الجمعة. قال: ثم قال في الثانية: عسى رجل
تحضره الجمعة وهو على قدر ميلين من المدينة فلا يحضرها. وقال في الثالثة: عسى يكون
على قدر ثلاثة أميال من المدينة فلا يحضر الجمعة، ويطبع الله على قلبه".
وإسناده ضعيف جدا، الفضل
الرقاشي: ساقط.
وسفيان بن وكيع: ضعيف.
وأخرج ابن ماجه (1081)،
والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 298، والطبراني في "الأوسط" (1261)،
وفي "الأحاديث الطوال" (21)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 298 و
299، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1933)، والقضاعي في "مسند
الشهاب" (723)، والبيهقي 3/ 90 و 171، وفي "الشعب" (2754)، وفي
"فضائل الأوقات" (261) و (262)، وقوام السنة في "الترغيب" (944)
من طريق عبد الله بن محمد العدوي، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن
عبد الله، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا أيها الناس توبوا
إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي
بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا
وتجبروا، واعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا، في يومي هذا، في
شهري هذا، من عامي هذا إلى يوم القيامة، فمن تركها في حياتي أو بعدي، وله إمام
عادل أو جائر، استخفافا بها، أو جحودا لها، فلا جمع الله له شمله، ولا بارك له في
أمره، ألا ولا صلاة له، ولا زكاة له، ولا حج له، ولا صوم له، ولا بر له حتى يتوب، فمن
تاب تاب الله عليه، ألا لا تؤمن امرأة رجلا، ولا يؤم أعرابي مهاجرا، ولا يؤم فاجر
مؤمنا، إلا أن يقهره بسلطان، يخاف سيفه وسوطه".
وإسناده تالف، عبد الله بن
محمد العدوي: متروك، ورماه وكيع بالوضع.
وعلي بن زيد بن جدعان: ضعيف.
وأخرجه عبد بن حميد (1136)،
والقضاعي في "مسند الشهاب" (724) من طريق بقية بن الوليد، عن حمزة بن
حسان، عن علي بن زيد به.
وحمزة بن حسان: مجهول، وقال
الحافظ في "لسان الميزان" 8/ 184:
"وشيوخ بقية المجهولون
لا يعرج عليهم".
وأخرجه الدارقطني في
"العلل" 13/ 358 - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 266
- من طريق مهنأ بن يحيى الشامي أبي عبد الله، قال: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن
سفيان الثوري، عن علي بن زيد به.
وقال الدارقطني:
"هذا حديث غريب من حديث
سفيان الثوري عن علي بن زيد بن جدعان، تفرد به زيد بن أبي الزرقاء عنه، وتفرد به
مهنأ بن يحيى، عن زيد".
وقال الخطيب:
"وهذا الحديث إنما يحفظ
من رواية بقية بن الوليد، عن حمزة بن حسان، عن علي بن زيد، ولا نحفظه عن الثوري
بوجه من الوجوه".
وقال الذهبي في
"الميزان" 4/ 197:
"انفرد - يعني: مهنأ بن
يحيى الشامي - عن زيد بن أبي الزرقاء بحديث في الجمعة، قال الأزدي: منكر الحديث.
وقال الدارقطني: ثقة
نبيل".
وتعقبه الحافظ في "لسان
الميزان" 8/ 183 فقال:
"وذكره ابن حبان في
(الثقات)، وقال: حدثنا عنه شيوخنا وكان من خيار الناس من جلساء أحمد بن حنبل وبشر
الحافي، مستقيم الحديث.
والحديث الذي أشار إليه
المصنف رواه عن مهنأ جماعة منهم: يحيى بن صاعد وعبد الله بن زياد بن خالد وعلي بن
الحسين بن حربويه، رواه الأزدي عنهم...وقال ابن عبد البر: لهذا الحديث طرق ليس فيها
ما يقوم به حجة إلا أن مجموعها يدل على بطلان قول من حمل على العدوي أو مهنأ بن
يحيى".
وأخرجه أبو يعلى (1856) -
وعنه ابن عدي في "الكامل" 5/ 299 - حدثنا عبد الغفار بن عبد الله، حدثنا
المعافى بن عمران، حدثنا الفضيل بن مرزوق، حدثني الوليد رجل من أهل الخير والصلاح،
عن محمد بن علي، عن سعيد بن المسيب به.
ولم أعرف الوليد.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (7246) من طريق موسى بن عطية الباهلي، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن
عطية، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به.
وعطية وهو ابن سعد العوفي:
ضعيف، وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 170:
"وفيه موسى بن عطية
الباهلي ولم أجد من ترجمه".
وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (88) عن عبد
الله بن أحمد الدورقي، وأبو بكر البغدادي البَزّاز في "الجزء الأول من
فوائده" (530) مطبوع ضمن مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية: عن محمد بن
غالب بن حرب، كلاهما حدثنا
يونس بن موسى كديم، حدثنا الحسن بن حماد الكوفي، حدثنا عبد الله بن محمد العدوي،
قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول على المنبر: حدثني عبادة بن عبادة بن عبد الله،
عن طلحة بن عبيد الله به مرفوعا.
وإسناده تالف، عبد الله بن محمد العدوي: متروك، ورماه وكيع بالوضع،
وقد تقدّمت آنفا روايته إياه
عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله.
ويونس بن موسى كديم: هو والد
محمد الكديمي المتهم بالكذب، لم أجد له ترجمة.
وعبادة بن عبادة بن عبد الله:
لم أجده.
وأخرجه الضياء المقدسي في
"المنتقى من مسموعاته بمرو" - مخطوط: من طريق نصر بن حماد، عن محمد بن
مطرف الغساني، عن زيد بن أسلم، عن جابر به.
وإسناده تالف، نصر بن حماد بن
عجلان البجلي: قال ابن معين كذاب.
وقال مسلم: ذاهب الحديث.
وقال أبو زرعة وصالح جزرة: لا
يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم وأبو الفتح
الأزدي: متروك الحديث. واتهمه الأزدي بوضع حديث عن شعبة.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الساجي: يعد من الضعفاء.
وقال ابن حبان: كان يخطئ
كثيرا، ويهم في الإسناد، فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي
في الحديث.
وأما حديث عبد الله بن مسعود:
فأخرجه مسلم (652)، وقد تقدّم
تخريجه تحت الحديث رقم (246)، ولفظه:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أحرق على
رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم".
وأما حديث
أبي هريرة، وابن عمر:
فأخرجه مسلم (865)، والطبراني
في "الأوسط" (406)، وفي "مسند الشاميين" (2865)، وأبو نعيم في
"المستخرج" (1948)، والبيهقي 3/ 171، وفي "السنن الصغير"
(599)، وفي "الشعب" (2748)، وفي "فضائل الأوقات" (257)، وابن
عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 64 من طريق أبي توبة الربيع بن نافع،
والدارمي (1570) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1054) - عن يحيى بن
حسان، والبيهقي في "الشعب" (2748)، وقوام السنة في "الترغيب"
(936)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 63-64 من طريق محمد بن شعيب بن
شابور، ثلاثتهم عن معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، قال: حدثني الحكم
بن ميناء، أن عبد الله بن عمر، وأبا هريرة حدثاه، أنهما سمعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم، يقول على أعواد منبره:
"لينتهين أقوام عن ودعهم
الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين".
وأخرجه ابن خزيمة (1855) من
طريق الربيع بن نافع، عن أبي توبة، عن معاوية بن سلام به لكنه ذكر أبا سعيد الخدري
بدلا عن ابن عمر.
وهذا الإسناد في خطأين:
الأول: الربيع بن نافع، عن
أبي توبة، والصواب: (الربيع بن نافع أبو توبة)، وهو على الصواب في "إتحاف
المهرة" (5197).
والثاني: ذكرُ أبي سعيد
الخدري بدلا عن ابن عمر.
وأخرجه أحمد 1/ 238، وابن أبي شيبة 2/ 154، وأبو يعلى (5742)، وابن
حبان (2785)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 65 عن
يزيد بن هارون، وأحمد 1/ 335 عن عبد الصمد، والبيهقي 3/ 172 من طريق الطيالسي (وهو في "مسنده" (2064) و (2858) )، وأبو علي الرَّفَّاء في "الفوائد" (54) - مطبوع ضمن مجموع فيه ثلاثة أجزاء حديثية: من طريق الهياج، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 65 من طريق معاذ بن هشام، خمستهم (يزيد بن هارون، وعبد الصمد بن عبد الوارث، والطيالسي، وهياج بن بسطام، ومعاذ بن هشام) عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر، وابن عباس أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال وهو على أعواد المنبر:
"لينتهين أقوام عن ودعهم
الجمعات، أو ليختمن الله عز وجل على قلوبهم، وليكتبن من الغافلين".
وقال البيهقي:
"ورواية معاوية بن سلام
عن أخيه زيد أولى أن تكون محفوظة".
وأخرجه ابن ماجه (794) من
طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحكم
بن ميناء، أخبرني ابن عباس، وابن عمر: فذكره، وعنده بلفظ: "الجماعات"
بدلا عن: "الجمعات"، وليس بين يحيى بن أبي كثير وبين الحكم بن ميناء
أحد.
وأخرجه النسائي في
"الكبرى" (1671)، وفي "كتاب الجمعة" (8)، وابن عساكر في
"تاريخ دمشق" 15/ 64-65 من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن
زيد، عن أبي سلام به.
قال علي بن المبارك: ثم كتب
به إلي، عن ابن عمر، وأبي هريرة، بلفظ: "الجمعات".
وأخرجه أحمد 1/ 254، وأبو
يعلى (5766) [7]،
وابن عساكر 15/ 66 [8]
عن عفان، عن أبان العطار، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد، عن أبي سلام، عن الحكم
بن ميناء، عن ابن عباس، وعن ابن عمر به.
وأخرجه أحمد 1/ 335، وابن
عساكر 15/ 66 عن هدبة بن خالد، حدثنا أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير،
عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء به.
فلم يذكر زيدا في إسناده.
وأخرجه النسائي (1370)، وفي
"الكبرى" (1670)، وفي "كتاب الجمعة" (7)، وقوام السنة في
"الترغيب" (935) من طريق حَبان، عن أبان، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن
الحضرمي بن لاحق، عن زيد، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، أنه سمع ابن عباس وابن
عمر به.
وأخرجه ابن المنذر في
"الأوسط" (1730) من طريق موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان، قال: حدثنا
يحيى بن أبي كثير، عن زيد، عن أبي سلام، عن الحضرمي بن لاحق، عن الحكم به.
وأخرجه البيهقي 3/ 171 من
طريق عبيد الله بن موسى، أخبرنا أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن
سلام، عن الحضرمي بن لاحق، عن الحكم به.
وقال ابن أبي حاتم في
"العلل" (596):
"وسألت أبي عن حديث رواه
أبان العطار، عن يحيى، عن زيد، عن أبي سلام، عن الحضرمي، عن الحكم بن ميناء، أنه
سمع ابن عمر وابن عباس، سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، قال:
(لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات .. الحديث)؟
قال أبي: رواه معاوية بن
سلام، عن أخيه زيد، عن أبي سلام، ولم يذكر فيه الحضرمي، عن الحكم بن ميناء، عن ابن
عمر، وابن عباس [9].
قال أبي: والحضرمي بن لاحق،
رجل من أهل المدينة، وليس لرواية أبي سلام عنه معنى، وإنما يشبه أن يكون يحيى لم
يسمعه من زيد فرواه عن الحضرمي، عن زيد، فوهم الذي حدث به، والله أعلم".
وأخرجه أبو يعلى (5765)، وابن
عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ 66 و 67 من طريق أيوب، عن يحيى بن أبي كثير،
عمن حدثه [10]،
عن ابن عمر، وابن عباس به.
وأخرجه عبد الرزاق (5168) عن
معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن ميناء: مرسلا.
وقال معمر: ربما قال: الحكم
بن ميناء، عن ابن عمر وابن عباس أو أحدهما.
وأخرجه أبو نعيم في
"أخبار أصبهان" 2/ 213 من طريق فرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن نافع،
عن ابن عمر (وحده) به.
وفرج بن فضالة: ضعيف.
وأما حديث أبي الجعد الضمري:
فأخرجه أبو داود (1052)، والنسائي (1369)، وفي "الكبرى" (1668)، وفي "كتاب الجمعة" (5)، وأحمد 3/ 424-425، والمروزي في "الجمعة وفضلها" (60)، وابن خزيمة (1858)، وابن الجارود (288)، والخلال في "السنة" (1596)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 209، والحاكم 1/ 280، والبيهقي في "الخلافيات" (2741)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 240، وابن أبي الصقر الأنباري في "مشيخته" (96)، وقوام السنة في "الترغيب" (934)، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 189 عن يحيى بن سعيد القطان، والترمذي (500)، والبغوي في "شرح السنة" (1053) من طريق عيسى بن يونس، وابن ماجه (1125)، وابن أبي شيبة 2/ 154، وفي "المسند" (551)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (975)، وابن خزيمة (1858)، وأبو يعلى (1600)، والدولابي في "الكنى" (143)، والطبراني 22/ (915)، والحاكم 3/ 624، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6723)، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 190 عن يزيد بن هارون، وابن ماجه (1125)، وابن أبي شيبة 2/ 154، وفي "المسند" (551)، وابن خزيمة (1857) عن ابن إدريس، وابن ماجه (1125)، وابن أبي شيبة 2/ 154، وفي "المسند" (551) عن محمد بن بشر، والدارمي (1693)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3182)، وأبو عمرو السمرقندي في "الفوائد المنتقاة" (64)، والبيهقي 3/ 247، وفي "السنن الصغير" (600)، وفي "الشعب" (2743)، وفي "فضائل الأوقات" (260) عن يعلى بن عبيد، والطوسي في "مختصر الأحكام" (337)، وابن حبان (2786) من طريق يزيد بن زريع، وابن خزيمة (1858) من طريق المعتمر بن سليمان، وعبد الوهاب الثقفي، وابن خزيمة (1858)، والبيهقي 3/ 247، والبغوي في "شرح السنة" (1053) من طريق إسماعيل بن جعفر ( وهو في "حديثه" (232) )، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3182) من طريق العلاء بن محمد بن سيار، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (976)، والطبراني 22/ (918) من طريق محمد بن فليح، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 209 من طريق علي بن مسهر، والدارقطني في "العلل" 8/ 21 من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، وابن مردويه في "ما انتقاه من حديث الطبراني لأهل البصرة" (60) من طريق القاسم بن معن، والطبراني 22/ (917)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 209، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1011) و (6724) من طريق زائدة بن قدامة، والبيهقي 3/ 172، وفي "فضائل الأوقات" (259) من طريق محمد بن جعفر، والبيهقي في "المعرفة" (6667) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، كلهم جميعا عن محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان، عن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ترك ثلاث جمع تهاونا
بها طبع الله على قلبه".
وزاد الطوسي: "وجعل قلبه
قلب منافق".
ولفظ الطبراني: "من ترك
ثلاث جمعات متواليات تهاونا بها طبع الله على قلبه".
وعند ابن الجارود: "عن
أبي الجعد عمرو بن بكر الضمري رضي الله عنه وكانت له صحبة".
وقال الدولابي:
"سمعت عبد الله بن عبد
الرحيم يقول: اسم أبي الجعد الضمري: عمرو بن بكر فيما يقال، ويقال: إن عثمان
استقضاه على البصرة، وقتل مع عائشة يوم الجمل".
وقال ابن قانع:
"عمرو بن بكر أبو الجعد الضمري بن جنادة بن عبد بن كعب بن
ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن
كنانة".
وقال الترمذي:
"حديث حسن، وسألت محمدا
- يعني: البخاري - عن اسم أبي الجعد الضمري فلم يعرف اسمه، وقال: لا أعرف له عن
النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث [11]،
ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث محمد بن عمرو".
وقال ابن حبان في
"الثقات" 3/ 16:
"اسمه الأدرع".
وقال ابن عبد البر في
"الاستيعاب" 4/ 1620:
"اختلف في اسمه، فقيل:
اسمه أدرع. وقيل: جنادة. وقيل: عمرو بن بكر".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط
مسلم ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
قلت: لم يحتج الإمام مسلم
بمحمد بن عمرو، إنما روى له في المتابعات، وهو حسن الحديث.
وأخرجه ابن خزيمة (1857)،
والدولابي في "الكنى" (144)، وابن حبان (258)، والطبراني 22/ (916)،
وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 209، وابن أبي الصقر الأنباري في
"مشيخته" (97) من طريق الثوري، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن عبيدة بن
سفيان به، بلفظ: "من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر فهو منافق".
ولفظ الدولابي، والطبراني،
وابن قانع: "من ترك الجمعة ثلاثا تهاونا بها، طبع على قلبه".
وأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 8/ 316، والطبراني في "الأوسط" (2828)، وأبو طاهر
المخلص في "سبعة مجالس من أماليه" (74)، وابن عبد البر في "التمهيد"
16/ 241 من طريق أبي معشر المدني، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ترك ثلاث جمع
متواليات من غير علة، طبع الله على قلبه، وهو منافق".
وأبو معشر المدني: ضعيف، وقال
الطبراني:
"ورواه الناس عن محمد بن
عمرو عن عبيدة بن سفيان عن أبي الجعد الضمري".
وقال الدارقطني في
"العلل" (1384):
"وهم فيه - يعني: أبا معشر - والصحيح عن محمد بن عمرو، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك قال الثوري، ويحيى القطان، وغيرهما: عن محمد بن عمرو، وهو الصواب".
وأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 8/ 316 من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به.
وقد عرفتَ حال أبي معشر آنفا.
وأخرجه الطيالسي (2557) عن
وهيب، عن سهيل بن أبي صالح، عن صفوان بن سليم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم:
"من ترك ثلاث جمع
متواليات من غير عذر طبع الله على قلبه".
وإسناده حسن، إن كان سمعه
صفوان من أبي هريرة، وصفوان بن أبي يزيد، ويقال: ابن سليم: روى عنه جمع، ووثقه ابن
حبان 6/ 470.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (464)
أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عمن، سمع أبا هريرة به.
وأخرجه ابن ماجه (1127)، وأبو
يعلى (6450)، وابن خزيمة (1859)، والحاكم 1/ 292، والبيهقي في "الشعب"
(2751) من طريق معدي بن سليمان، حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا هل عسى أحدكم أن
يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميل أو ميلين، فيتعذر عليه الكلأ، فيرتفع، ثم تجيء
الجمعة فلا يجيء ولا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها، وتجيء الجمعة فلا يشهدها،
حتى يطبع على قلبه".
وإسناده ضعيف، معدي بن
سليمان: ضعيف وكان عابدا.
وابن عجلان: ثقة إلا أنه
اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.
وأما حديث سمرة بن جندب:
فأخرجه أبو داود (1053)، وفي
"مسائله للإمام أحمد" (ص 394)، والنسائي (1372)، وفي "الكبرى"
(1673)، وفي "الجمعة" (10)، وأحمد 5/ 8 و 14، والبخاري في "التاريخ
الكبير" 4/ 176، وابن أبي شيبة 2/ 154، والطيالسي (943)، وابن خزيمة (1861)،
والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4239)، والعقيلي في "الضعفاء"
3/ 484، والروياني (854)، وابن حبان (2788) و (2789)، والطبراني 7/ (6979)،
والحاكم 1/ 280، والبيهقي 3/ 248، وفي "الشعب" (2756)، والمزي في
"تهذيب الكمال" 23/ 557 عن همام بن يحيى، والبخاري في "التاريخ الكبير"
4/ 176-177 من طريق حجاج الأحول، كلاهما عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن سمرة،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ترك الجمعة من غير
عذر فليتصدق بدينار فإن لم يجد فبنصف دينار".
وفي لفظ: "من فاتته
الجمعة، فليتصدق...الحديث".
وقال البخاري:
"ولا يصح حديث قدامة في
الجمعة".
وقال أبو داود:
"وهكذا رواه خالد بن
قيس، وخالفه في الإسناد ووافقه في المتن".
وقال ابن خزيمة:
"إن صح الخبر، فإني لا
أقف على سماع قتادة، عن قدامة بن وبرة، ولست أعرف قدامة بعدالة ولا جرح".
وإسناده ضعيف، قدامة بن وبرة:
مجهول، وقال البخاري: لم يصح سماعه من سمرة.
وأخرجه أبو داود في
"مسائله للإمام أحمد" (ص 395)، والبيهقي 3/ 248 من طريق سعيد بن بشير،
عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن سمرة: موقوفا، وبلفظ:
"من فاتته الجمعة،
فليتصدق بدرهم أو نصف درهم، أو مد حنطة أو نصف مد".
وسعيد بن بشير: ضعيف.
وأخرجه أبو داود (1054)، وفي "مسائله
للإمام أحمد" (ص 394)، والروياني (855)، والحاكم 1/ 280 من طريق أيوب أبي
العلاء، والحاكم 1/ 280، والبيهقي 3/ 248 من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن
قدامة بن وبرة: مرسلا، وبلفظ:
"من فاتته الجمعة من غير
عذر فليتصدق بدرهم، أو نصف درهم، أو صاع حنطة، أو نصف صاع".
وقال الإمام أحمد:
"همام عندنا أحفظ من
أيوب أبي العلاء".
وقال الإمام أحمد:
"ورواه خالد بن قيس، عن
قتادة فوافق هماما في متن الحديث وخالفه في إسناده".
أخرجه أبو داود في
"مسائله للإمام أحمد" (ص 394)، وابن ماجه (1128)، والنسائي في
"الكبرى" (1674)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 177،
والروياني (809)، والطبراني 7/ (6911)، والبيهقي 3/ 248 من طريق خالد بن قيس، عن
قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ترك جمعة متعمدا
فليتصدق بدينار، فإن لم يجد فنصف دينار".
وقال البيهقي:
"كذا قال، ولا أظنه إلا
واهما في إسناده لاتفاق من مضى على خلافه فيه، فأما المتن فإنه يشهد بصحة رواية
همام، وكان محمد بن إسماعيل البخاري لا يراه قويا قدامة بن وبرة لم يثبت سماعه من
سمرة".
وقال أبو حاتم الرازي كما في
"العلل" (577):
"يروون هذا الحديث عن
قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وأما حديث أسامة بن زيد:
فأخرجه الطبراني 1/ (422) من
طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي، حدثنا هشام بن بلال [12]،
عن محمد بن مسلم الطائفي، عن معمر، عن جابر،
عن أبي عثمان، عن أسامة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ترك ثلاث جمعات من
غير عذر كتب من المنافقين".
وقال الدارقطني كما في
"أطراف الغرائب والأفراد" (566):
"غريب من حديث أبي عثمان
عنه، تفرد به محمد بن مسلم، عن معمر".
وقال الهيثمي في
"المجمع" 2/ 193:
"وفيه جابر الجعفي وهو
ضعيف عند الأكثرين".
وهشام بن بلال: لم أجد له
ترجمة، وقال الهيثمي في موضع آخر من "المجمع" 10/ 337:
"هشام بن بلال: لم
أعرفه".
وأما حديث يحيى بن أسعد بن زرارة:
فأخرجه مسدد كما في
"المطالب العالية" (717)، والمروزي في "الجمعة وفضلها" (61)
عن يحيى بن سعيد، وابن أبي شيبة كما في "المطالب العالية" (405) – وعنه ابن
أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2197) حدثنا غندر، والخلال في
"السنة (1597) من طريق وكيع، ثلاثتهم عن شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن
عمه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من ترك الجمعة ثلاثا،
طبع على قلبه، وجعل قلبه قلب منافق".
ولفظ الخلال: "من ترك
الجمعة ثلاثا تهاونا بها من غير عذر، طبع على قلبه، وجعل قلبه قلب منافق".
وإسناده صحيح، عم محمد بن عبد
الرحمن هو يحيى بن أسعد بن زرارة، وهذا المحفوظ عن شعبة، وقد خالفهم عبد الملك بن
إبراهيم الجدي - إن ثبت عنه -:
فأخرجه أبو يعلى (7167) حدثنا
محمد بن الخطاب، حدثنا الجدي، أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن محمد بن عبد
الرحمن به.
فأدخل سعد بن إبراهيم بين
شعبة ومحمد بن عبد الرحمن، ومحمد بن الخطاب هو البَلَدي الزاهد سكن الموصل: ذكره
ابن حبان في "الثقات" 9/ 139، وقال:
"يروي عن المؤمل بن
إسماعيل، وأبي نعيم، والكوفيين، حدثنا عنه أبو يعلى وأهل الموصل".
وليس هو محمد بن الخطاب بن
جبير البصري، فهذا إنما يروي عنه أبو يعلى بواسطة منصور بن أبي مزاحم.
وأخرجه الطبراني كما في
"المجمع" 2/ 193 - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (203) -
حدثنا محمد بن العباس الأخرم الأصبهاني، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا محمد بن
عقبة أخو الوليد بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن
زرارة، عن ابن أبي أوفى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سمع النداء يوم
الجمعة ولم يأتها ثم سمع النداء فلم يأتها ثلاثا، طبع الله على قلبه فجعل قلب
منافق".
وقال الهيثمي:
"رواه الطبراني في
(الكبير) وفيه من لم يعرف".
قلت: بل رجاله كلهم ثقات ومعروفون،
أبو إسحاق هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، لكن رواه أصحاب شعبة من مسند
يحيى بن أسعد بن زرارة.
وأما حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
فأخرجه عبد الرزاق (5165) - ومن طريقه العدني في "الإيمان" (4) [13] - عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا أعلمه إلا رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من سمع الأذان ثلاث
جمعات ثم لم يحضر كتب من المنافقين".
وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي خيثمة، وأبو
القاسم البغوي كما في "الإصابة" 7/ 74، وأبو يعلى كما في "جامع
المسانيد" لابن كثير - وعنه ابن حبان في "الثقات" 8/ 465 - من طريق
أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي زرارة
الأنصاري مرفوعا به.
وأما حديث عقبة بن عامر:
فأخرجه أحمد 4/ 155، ويعقوب
بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 507، وابن بطة في "الإبانة
الكبرى" (417) و (418) عن أبي عبد الرحمن، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل،
قال: لم أسمع من عقبة بن عامر إلا هذا الحديث.
قال ابن لهيعة: وحدثنيه يزيد
بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول:
"هلاك أمتي في الكتاب
واللبن. قالوا: يا رسول الله، ما الكتاب واللبن؟ قال: يتعلمون القرآن فيتأولونه
على غير ما أنزل الله، ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع وَيَبْدُونَ".
وأخرجه أحمد 4/ 146 حدثنا حسن
بن موسى، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب" (ص 325)، وأبو يعلى
(1746)، والهروي في "ذم الكلام" (199)، البيهقي في "المدخل إلى علم
السنن" 2/ 465، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 1199
من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب"
(ص 325) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبّار، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل،
عن عقبة بن عامر به.
وعند الإمام أحمد:
"يتعلمه المنافقون ثم يجادلون به الذين آمنوا".
وأخرجه الروياني (239) من
طريق ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة به، لكنه لم يذكر الجمع.
وإسناده جيد، أبو عبد الرحمن
هو عبد الله بن يزيد المقرئ: وسماعه من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، وله طرق عن أبي
قبيل:
أ - أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 507،
والبيهقي في "المدخل إلى علم السنن" 2/ 465، وفي "الشعب"
(2749)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 1201 عن أبي صالح،
عن ليث بن سعد، عن أبي قبيل، عن عقبة بن عامر، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"أخوف ما أخاف على أمتي
الكتاب واللبن، فأما اللبن فينتجعه أقوام لحبه ويتركون الجماعات والجُمعات، وأما
الكتاب فيفتح لأقوام يجادلون به الذين آمنوا".
وأبو صالح هو كاتب الليث:
صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة كما في "التقريب".
ب - أخرجه أحمد 4/ 156 حدثنا زيد بن الحباب، حدثني أبو السمح، حدثني أبو
قبيل، أنه سمع عقبة بن عامر، يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إني أخاف على أمتي
اثنتين: القرآن واللبن، أما اللبن فيبتغون الريف ويتبعون الشهوات ويتركون الصلوات،
وأما القرآن فيتعلمه المنافقون فيجادلون به المؤمنين".
وأخرجه ابن عبد البر في
"جامع بيان العلم وفضله" 2/ 1201 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه به
إلا أنه أُقحم معاوية بن صالح بين زيد بن الحباب وأبي السمح.
وأخرجه الطبراني 17/ (818) من
طريق أبي كريب، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا أبو السمح، حدثنا أبو قبيل، قال: سمعت
عقبة بن عامر: فذكره.
وأخرجه البخاري في "خلق
أفعال العباد" (ص 118) من طريق يزيد بن الحارث، عن أبي السمح به.
وإسناده ضعيف أبو السمح هو
درَّاج بن سمعان: ضعيف صاحب مناكير.
جـ - أخرجه الروياني (240)، والحاكم 2/ 374، والبيهقي في
"الشعب" (2703) من طريق عبد الله بن وهب، حدثنا مالك بن خير الزبادي، عن
أبي قبيل، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
"سيهلك من أمتي أهل
الكتاب وأهل اللبن. قال عقبة: ما أهل الكتاب يا رسول الله؟ قال: قوم يتعلمون كتاب
الله يجادلون به الذين آمنوا. قال: فقلت: ما أهل اللبن يا رسول الله؟ قال: قوم
يتبعون الشهوات ويضيعون الصلوات".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد
ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
د - أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (695) و (725) حدثنا بقية
بن الوليد، عن معاوية بن سعيد التجيبي، عن أبي قبيل، عن عقبة بن عامر رضي الله
عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لأنا أخوف على أمتي في
اللبن أخوف مني عليهم في الخمر. قالوا: وكيف يا رسول الله؟ قال: يحبون اللبن
فيتباعدون من الجماعات ويضيعونها".
ونعيم بن حماد: صدوق يخطئ
كثيرا.
وبقية بن الوليد: يدلس تدليس
التسوية ولم يصرح بالتحديث في بقية رجال السند.
وأما حديث حارثة بن النعمان:
فأخرجه أحمد 5/ 433-434،
والطبراني 3/ (3229-3232)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1965) و
(1966) و (1967)، والبيهقي 3/ 247 من طرق عن عمر مولى غفرة، يحدث عن ثعلبة بن أبي
مالك، عن حارثة بن النعمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يتخذ أحدكم السائمة
فيشهد الصلاة في جماعة، فتتعذر عليه سائمته فيقول: لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلأ
من هذا، فيتحول ولا يشهد إلا الجمعة، فيتعذر عليه سائمته، فيقول: لو طلبت لسائمتي
مكانا هو أكلأ من هذا، فيتحول فلا يشهد الجمعة ولا الجماعة، فيطبع على قلبه".
وعمر مولى غفرة: ضعيف.
يستفاد من الحديث
أولًا: التصريح بأن الرواح إنما يجب على المحتلم، وقد جاء الاستثناء في
الحديث الصحيح: "الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو
امرأة، أو صبي، أو مريض".
ثانيًا: أنه لا رخصة لغير المعذور إذا كان ذكرًا بالغًا عاقلًا حرًا مقيمًا،
وقد ذكر الغزالي أنه رأى بمكة بعض العلماء المتفردين لا يحضر المسجد الحرام في
الجماعات، مع قربه منه، وسلامة حاله، فحاوره في ذلك، فذكر من عذره أن ما يجده من
الثواب لا يغني بما يلحقه من الآثام والتبعات في الخروج للمسجد ولقاء الناس، فكيف
الحال اليوم إذ صارت المساجد مؤسسات حكومية خاضعة لحكومات طاغوتية؟، فإمام المسجد
وخطيبه موظف حكومي، يأتمر بأمر هذه الحكومات، ولا يقول إلا بما تمليه عليه حكومته،
فيورد الناس المهالك ويدخلهم في مواطن الردة، والعياذ بالله تعالى، فالضر واقع من
هؤلاء لا محالة.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
1 - وسقط من مطبوعه: يحيى بن
بكير.
2 - تحرّف (معبد) في "مسند الشافعي" إلى: (سعيد).
3 - راوي هذا الجزء عن
الْمُصنِّف هو محمد بن الحسن بن باكير الفارسي، وقد قال فيه الحافظ الذهبي في
"الميزان" 3/ 521:
"محمد بن الحسن بن باكير
الشيرازي الكاتب الشيعي راوي ذاك الجزء عن الشاموخي، قال ابن ناصر: حاله أشهر من
أن يذكر، صاحب المظالم، لا تحل الرواية عنه".
4 - قال الحافظ الذهبي في
"الميزان" 4/ 544:
"لا يعرف".
5 - وقال الأزدي: كذاب ساقط.
كما في "لسان الميزان" 3/ 250.
6 - وأخرجه الخطيب في
"المتفق والمفترق" (546) من طريق ابن جريج، عن راشد بن أبي راشد، عن عبد
الله بن أبي قتادة، عن جابر به.
وراشد بن أبي راشد: ذكره ابن
حبان في "الثقات" 6/ 303، وقال:
"يروي عن عبد الله بن
أبي قتادة، روى عنه ابن جريج".
7 - وجاء إسناده هكذا (يحيى بن
أبي كثير، عن زيد أبي سلام، عن الحكم بن ميناء...).
8 - وجاء إسناده هكذا (يحيى بن
أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن الحكم...).
9 - ولم أجد هذه الطريق،
والحديث معروف من رواية معاوية بن سلام من مسند أبي هريرة وابن عمر، ولا ذكر لابن
عباس فيها.
10 - وتحرّف في مطبوع أبي يعلى
إلى (محمد)، وجاء على الصواب في طبعة دار التأصيل (5780)، والتصويب من "تاريخ
دمشق"، وقال الدارقطني في "العلل" 13/ 152: "قال الثقفي، وابن
علية: عن أيوب، عن يحيى، عمن حدثه، عنهما".
وقال المزي في "تحفة
الأشراف" (6696): "رواه إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير،
عمن حدثه، عن ابن عباس، وابن عمر".
11 - له حديث آخر: أخرجه ابن
أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (977)، والبزار (1074) - كشف، وابن
الأعرابي في "المعجم" (14)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"
(594)، والطبراني 22/ (919)، وفي "الأوسط" (5576)، وابن قانع في
"معجم الصحابة" 2/ 209، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6725)،
والضياء في "فضائل بيت المقدس" (6) من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، حدثنا
عبثر بن القاسم، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي
الجعد الضمري قال: قال رسول الله r:
"لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد الأقصى".
وإسناده حسن.
12 - وفي مطبوعه (هشام بن هلال)
وهو تحريف.
13 - ولم يذكر العدني الرجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
إرسال تعليق