
الخطبة قائما والقعود بين الخطبتين
(313) "كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما، ثم يقعد، ثم يقوم كما تفعلون الآن".
أخرجه البخاري (920) و (928)،
ومسلم (861)، والترمذي (506)، والنسائي (1416)، وفي "الكبرى" (1733) و
(1734)، وابن ماجه (1103)، وأحمد 2/ 35، والشافعي 1/ 144، وعبد الرزاق (5261) و
(5653) [1]،
والدارمي (1558)، وابن خزيمة (1781)، وابن الجارود (295)، وابن المنذر في
"الأوسط" (1794)، والطبراني 12/ (13296)، والدارقطني 2/ 336، وتمام في
"الفوائد" (330)، والبيهقي 3/ 197، وفي "السنن الصغير" (622)،
وفي "المعرفة" (6424) و (6427)، وابن عبد البر في "التمهيد"
2/ 166، والبغوي (1072) من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:
فذكره.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أبو داود (1092)،
وأحمد 2/ 91 و 98، وابن أبي شيبة 2/ 114، والطيالسي (1969)، والبيهقي 3/ 205، وابن
عبد البر في "التمهيد" 2/ 166 من طرق عن عبد الله بن عمر العمري، عن
نافع به.
ولفظ أبي داود:
"كان النبي صلى الله
عليه وسلم يخطب خطبتين، كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ - أراه قال: المؤذن - ثم
يقوم، فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب".
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (7523) من طريق زنيج، حدثنا إسحاق، عن المغيرة بن زياد، عن
نافع، عن ابن عمر، قال:
"كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم الجمعة يقوم على المنبر قومتين، ويجلس جلستين، كان إذا خرج جلس،
فإذا أذن المؤذن قام فخطب، ثم جلس فاستراح، ثم قام فخطب".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
المغيرة بن زياد إلا إسحاق بن سليمان".
وإسناده صالح للاعتبار،
فالمغيرة بن زياد البجلي: وثقه ابن معين وجماعة، وقال الإمام أحمد: ضعيف الحديث،
له أحاديث منكرة.
وقال النسائي، والدارقطني:
ليس بالقوي.
ووهّاه ابن حبان.
وانظر "تقريب الرواة
المختلف فيهم عند ابن شاهين" (53).
وفي الباب عن جابر بن سمرة، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبي هريرة:
أما حديث جابر بن سمرة:
فأخرجه مسلم (862-34)، وأبو
داود (1094)، وابن أبي شيبة 2/ 54 و 112 و 14/ 238، والطيالسي (824)، والدارمي
(1559)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 94،
وابن المنذر في "الأوسط" (1793)، والطبراني 2/ (1985)، والبيهقي 3/ 210،
وفي "السنن الصغير" (623)، والبغوي في "الأنوار" (637)، وفي
"التفسير" (2211) من طرق عن أبي الأحوص، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال:
"كانت للنبي صلى الله
عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن، ويذكر الناس".
وأخرجه مسلم (866-41)،
والترمذي (507)، والنسائي (1582)، وفي "الكبرى" (1800)، وابن أبي شيبة 2/
114، والدارمي (1557)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على
"المسند" 5/ 94، وابن المنذر في "الأوسط" (1796) [2]،
والسراج في "حديثه" (2723)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (474)،
وابن حبان (2802)، والطبراني 2/ (1984)، وأبو نعيم في "المستخرج"
(1949)، والبيهقي 3/ 207، والبغوي في "شرح السنة" (1077)، وفي "الأنوار" (636)، وفي
"التفسير" (2212) من طرق عن أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، عن جابر بن
سمرة، قال:
"كنت أصلي مع النبي صلى
الله عليه وسلم، فكانت صلاته قصدا، وخطبته قصدا".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وله طرق عن سماك:
أ - أخرجه أبو داود (1101)، والنسائي (1418) و (1584)، وفي "الكبرى" (1802)، وابن ماجه (1106)، وأحمد 5/ 87 و 93 و 98 و 102 و 106 و 107، وعبد الرزاق (5256)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 100، وابن خزيمة (1448)، وابن الجارود في "المنتقى" (296)، وأبو عوانة (2745) و (2757) و (2758) و (2765) طبعة الجامعة الإسلامية، وابن المنذر في "الأوسط" (1801)، والطبراني 2/ (1884)، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 166 عن الثوري، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول:
"كان النبي صلى الله
عليه وسلم يجلس بين الخطبتين من يوم الجمعة ويخطب، وكانت صلاته قصدا، وخطبته قصدا،
ويقرأ آيات من القرآن على المنبر".
وفي لفظ: "كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يخطب قائما، ويجلس بين الخطبتين، ويقرأ آيات، ويذكر
الناس".
وإسناده صحيح على شرط مسلم.
ب - أخرجه أحمد 5/ 91 و 92 و 93، والطبراني 2/ (1928) و (1930) من طريق زائدة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال:
"كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما، فمن حدثك أنه جلس فكذبه، قال: وقال جابر: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين، يخطب ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب، وكانت
خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته قصدا".
جـ - أخرجه مسلم (862-35)، وأبو داود (1093)، وأحمد 5/ 90 و 100، وأبو عوانة (2746) طبعة الجامعة الإسلامية، والطبراني 2/ (1934)، والبيهقي 3/ 197 [3] من طرق عن أبي خيثمة زهير بن معاوية، عن سماك، قال: أنبأني جابر بن سمرة:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يخطب قائما، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائما، فمن نبأك أنه كان يخطب
جالسا فقد كذب، فقد والله صليت معه أكثر من ألفي صلاة".
د - أخرجه ابن ماجه (1105)، والنسائي (1574)، وأحمد 5/ 88 و 101، والطيالسي (793)، وابن حبان (2801)، والطبراني 2/ (1886) و (1887)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 137-138 من طرق عن شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة، يقول:
"رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يقعد ثم يقوم فيخطب".
هـ - أخرجه الطيالسي (809) عن قيس بن الربيع، عن سماك، قال: قلت لجابر بن سمرة كيف كان يخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
"من حدثك أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم خطب قاعدا فَكَذِّبْهُ، فأنا شهدته يخطب قائما، قلت: فكيف كانت
خطبته؟ قال: كان قصدا، كان يقرأ آيات من كتاب الله ويتكلم بكلمات يعظ بهن
الناس".
وأخرجه الطبراني 2/ (2021) من
طريق الطيالسي به، بلفظ: "كانت خطبته قصدا وصلاته قصدا".
و - أخرجه النسائي (1417)، وفي "الكبرى" (1735)، وعبد الرزاق
(5257)، والطبراني 2/ (1911) عن إسرائيل بن يونس، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر
بن سمرة يقول:
"رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما، ثم يقعد فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب خطبة
أخرى فمن حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب قاعدا فقد كذب".
وأخرجه أبو عوانة (2747) طبعة
الجامعة الإسلامية: من طريق زكريا بن أبي زائدة، وإسرائيل، عن سماك بن حرب، عن
جابر بن سمرة، قال:
"كنت أصلي مع النبي صلى
الله عليه وسلم الصلوات، فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا".
وأخرجه ابن حبان (2803)، وابن
الأعرابي في "المعجم" (679)، والطبراني 2/ (2003) و (2004) من طريق
زكريا بن أبي زائدة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:
"كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب على المنبر، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب، فيجلس بين الخطبتين يقرأ من
كتاب الله، ويذكر الناس".
وأخرجه مسلم (866-42)، وابن
الأعرابي (677)، والطبراني 2/ (2005)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1950)
من طريق زكريا، حدثني سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:
"كنت أصلي مع النبي صلى
الله عليه وسلم الصلوات فكانت صلاته قصدا، وخطبته قصدا".
ز - أخرجه أبو داود (1095)، والنسائي (1583)، وفي "الكبرى"
(1801)، وأحمد 5/ 90، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على
"المسند" 5/ 97، وأبو يعلى (7441)، وأبو عوانة (2747) طبعة الجامعة
الإسلامية، والطبراني 2/ (1973) من طرق عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري،
حدثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:
"رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطب قائما، ثم يقعد قعدة لا يتكلم، ثم يقوم يخطب خطبة أخرى على
منبره، فمن حدثك أنه يراه يخطب قاعدا فلا تصدقه".
حـ - أخرجه النسائي (1415)، وفي "الكبرى" (1742)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 93 من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال:
"جالست النبي صلى الله
عليه وسلم فما رأيته يخطب إلا قائما ويجلس، ثم يقوم فيخطب الخطبة الآخرة".
ط - أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 99-100، وأبو يعلى (7452)، والطبراني 2/ (1950) تاما ومختصرا من طريق شريك النخعي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال:
"من حدثك أنه رأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يخطب قاعدا قط فلا تصدقه، قد رأيته أكثر من مائة مرة،
فرأيته يخطب قائما، ثم يجلس فلا يتكلم بشيء، ثم يقوم فيخطب خطبته الأخرى، قلت: كيف
كانت خطبته؟ قال: كانت قصدا، كلاما يعظ به الناس، ويقرأ آيات من كتاب الله
تعالى".
وأخرجه الطبراني 2/ (1949) من
طريق شريك به، بلفظ: "كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قصدا وخطبته
قصدا".
يـ - أخرجه أحمد 5/ 92، والطبراني 2/ (1965)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 138 من طرق عن حماد بن سلمة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال:
"كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب قائما".
ك - أخرجه أحمد 5/ 108، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 100، والطبراني 2/ (2042) عن عمر بن عبيد الطنافسي، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال:
"ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلا قائما".
لـ - أخرجه ابن خزيمة (1447) من طريق حفص بن جميع العجلي، حدثنا سماك بن
حرب، عن جابر بن سمرة السوائي قال: سمعته يقول:
"رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما، ثم يقعد قعدة لا يتكلم، ثم يقوم فيخطب خطبة
أخرى، فمن حدثكم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قاعدا فقد كذب".
وحفص بن جميع العجلي: ضعيف.
م - أخرجه الطبراني 2/ (1991)، وفي "المعجم الأوسط" (5385) من طريق محمد بن ورد بن عبد الله، قال: حدثني أبي، عن عدي بن الفضل، عن داود بن أبي هند، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يخطب خطبتين يجلس بينهما".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا عدي بن الفضل، تفرد
به
ورد بن عبد الله".
وإسناده ضعيف جدا، عدى بن
الفضل التيمي: متروك.
ن - أخرجه الطبراني 2/ (2001) من طريق محمد بن حسان البرجماني، حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا جعفر بن الحارث، عن سماك بن حرب، عن جابر، قال:
"ما رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطب قط إلا قائما في يوم الجمعة، فكان يخطب ثم يقعد ثم يقوم
فيخطب، كان يخطب خطبتين بينهما قعدة".
وإسناده ضعيف، جعفر بن الحارث الواسطي: صدوق
كثير الخطأ، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (64).
س - أخرجه الطبراني 2/ (2012) من طريق الحسن بن صالح بن صالح بن حي، عن سماك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة، قال:
"لم يكن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطب وهو جالس إلا وهو قائم".
ع - أخرجه الطبراني 2/ (2051) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا عمرو بن ثابت، حدثني سماك بن حرب، عن جابر، قال:
"من حدثك أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر الناس جالسا فكذبه، قال جابر: وأنا شاهد أنه
كان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب خطبة الآخرة، قال: فقلت: كيف كانت خطبته؟
قال: كلاما يعظ به الناس ويقرأ آيات من كتاب الله، وكانت قصدا، وكانت صلاته قصدا
بنحو من {الشمس وضحاها}، {والسماء والطارق} إلا صلاة الغداة وصلاة الظهر،
فإن بلالا كان يؤذن حين تدحض الشمس، وربما أخر الإقامة قليلا، وربما عجلها، فأما
الأذان فلا يخرم عن الوقت، والعصر نحوا مما تصلون، والمغرب نحوا مما تصلون،
والعشاء الآخرة يؤخرها عن صلاتكم قليلا".
وإسناده ضعيف، عمرو بن ثابت
هو ابن أبي المقدام الكوفي: واهي الحديث.
ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة:
فيه اختلاف كثير، ودافع عنه العلّامة المعلمي في "التنكيل" 2/ 694 -
696.
ف - أخرجه أبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (502)، والحاكم 1/ 286، وتمام في "الفوائد" (198)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 53/ 336 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة السوائي، قال:
"من حدثك أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يخطب جالسا على المنبر فكذبه، فأنا شهدته كان يخطب قائما، ثم
يجلس، ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى. قال: قلت: كيف كانت خطبته؟ قال: كلام يعظ به
الناس، ويقرأ آيات من كتاب الله ثم ينزل، وكانت قصدا - يعني خطبته - وكانت صلاته
قصدا بنحو {الشمس وضحاها}، {والسماء والطارق} إلا صلاة الغداة، وصلاة الظهر
كان يؤذن بلال حيث تدحض الشمس، فإن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام وإلا
سكت حتى يخرج، والعصر نحوا مما تصلون، والمغرب نحوا مما تصلون، والعشاء الآخرة
يؤخرها عن صلاتكم قليلا".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط
مسلم! ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما خرج لفظتين مختصرتين من حديث أبي الأحوص، عن
سماك: (كان يخطب خطبتين بينهما جلسة، وكانت صلاته قصدا)".
قلت: لم يرو مسلم لعمرو بن
أبي قيس شيئا.
ص - أخرجه أحمد 1/ 324 و 5/ 89 - ومن طريقه القطيعي في "جزء الألف دينار" (13) - من طريق سليمان بن قرم، عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال:
"رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطب قائما، فمن حدثك أنه رآه قط يخطب إلا قائما فقد كذب، ولكنه
ربما خرج ورأى الناس في قلة فجلس، ثم يثوبون، ثم يقوم فيخطب قائما".
وإسناده ضعيف، سليمان بن قرم:
سيء الحفظ.
ق - أخرجه الطبراني 2/ (2026) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني،
حدثنا أبو معاوية، عن حجاج، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم خطب قائما ثم قعد".
وإسناده ضعيف، الحجاج هو ابن
أرطاة: ضعيف.
وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه أحمد 1/ 256-257، وابن
أبي شيبة 2/ 113، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند"
1/ 256-257، وأبو يعلى (2490) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والطبراني 11/
(12091) من طريق سعد بن الصلت، كلاهما عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أنه كان يخطب يوم
الجمعة قائما، ثم يقعد، ثم يقوم فيخطب".
وإسناده ضعيف، وفيه ثلاث علل:
الأولى: الحكم: لم يسمع من
مقسم إلا أربعة أحاديث وليس هذا منها.
والثانية: الحجاج هو ابن
أرطاة: ضعيف.
والثالث: أنه قد اضطرب فيه
الحجاج:
فأخرجه البزار (640) - كشف
الأستار: من طريق أبي معاوية، عن الحجاج، عن الحكم، عن ابن عباس به، فلم يذكر
مقسما.
وأخرجه أبو يعلى (2620) من
طريق ابن أبي ليلى، والحجاج بن أرطاة، عن الحكم به، وزاد ابن أبي ليلى حرفا، قال:
"فجلس جلوسا
خفيفا".
وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد
الرحمن: سيئ الحفظ.
وأخرجه الطبراني في
"المعجم الأوسط" (6740) من طريق هشام بن عمار، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن
محمد بن عجلان، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يخطب يوم الجمعة خطبتين، يجلس بينهما".
وإسناده ضعيف، الحسين بن عبد
الله: ضعيف، وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا حاتم بن إسماعيل!، تفرد به
هشام بن عمار".
وليس كما قال رحمه الله
تعالى، فقد أخرجه الطبراني نفسه 11/ (11517)، وابن بشران في "أماليه"
(923) من طريق سعيد بن أبي مريم، أخبرنا نافع بن يزيد، عن محمد بن عجلان به.
وأخرجه الطبراني 11/ (11579)
حدثنا أحمد بن رشدين، حدثنا روح بن صلاح، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن داود بن
الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:
"خطب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم الجمعة قائما".
وإسناده ضعيف جدا، شيخ
الطبراني: متهم بالكذب.
وداود بن الحصين: ثقة إلا في
عكرمة.
وروح بن صلاح المصري: ضعّفه
ابن عدي، والدارقطني.
وذكره ابن يونس في تاريخ
الغرباء، فقال: من أهل الموصل قدم مصر وحدث بها رويت عنه مناكير.
وأما حديث جابر بن عبد الله:
فأخرجه الطحاوي في "شرح
مشكل الآثار" (1490) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، والبيهقي 3/ 198 مختصرا
من طريق إسحاق بن محمد الفروي، كلاهما عن سليمان بن بلال، قال: حدثنا جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن جابر، قال:
" كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائما خطبتين، فكان الجواري إذا
نكحوا يمرون بالكبر والمزامير فيشتد الناس، ويدَعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قائما، فعاتبهم الله عز وجل، فقال: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها
وتركوك قائما}".
وإسناده صحيح.
وأخرجه الشافعي 1/ 144، وفي "الأم" 1/ 229 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (6423) - أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: أخبرني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة خطبتين قائما يفصل بينهما بجلوس".
وإسناده ضعيف جدا، شيخ الشافعي: متروك.
وأخرجه مسلم (863-38)،
والترمذي (3311)، وعبد بن حميد (1111) مختصرا، وأبو يعلى (1979) - وعنه ابن حبان
(6877) -، وابن خزيمة (1852) من طريق هشيم، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، وأبي
سفيان، عن جابر، قال:
"بينما النبي صلى الله
عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما إذ قدمت عير المدينة، فابتدرها أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى لم يبق منهم إلا اثنا عشر رجلا فيهم أبو بكر، وعمر، ونزلت هذه
الآية {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}".
وزاد أبو يعلى:
"فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح". لسال بكم الوادي النار".
وأخرجه مسلم (863-36)، وأبو
يعلى (1888)، وابن خزيمة (1823)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 24-25 [4]،
والبيهقي 3/ 181، وفي "المعرفة" (6417) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن
حصين، عن سالم، عن جابر:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام، فانفتل الناس حتى لم يبق إلا
اثنا عشر رجلا، فأنزلت هذه الآية التي في الجمعة {وإذا رأوا تجارة أو لهوا
انفضوا إليها وتركوك قائما}".
وأخرجه مسلم (863)، وأحمد 3/
313، وابن أبي شيبة 2/ 113، والبيهقي في "الشعب" (6074) عن عبد الله بن
إدريس، عن حصين، عن سالم، عن جابر، قال:
"أقبلت عير بتجارة يوم
جمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فانصرف الناس ينظرون، وبقي رسول الله صلى
الله عليه وسلم في اثني عشر رجلا فنزلت هذه الآية:
{وإذا رأوا
تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}".
وأخرجه البخاري (936) و
(2058)، وأحمد 3/ 370، والبيهقي 3/ 181 من طريق زائدة، عن حصين، عن سالم بن أبي
الجعد، حدثنا جابر بن عبد الله، قال:
"بينما نحن نصلي الجمعة
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت عير تحمل طعاما، قال: فالتفتوا فانصرفوا
حتى ما بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا، فنزلت: {وإذا
رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}".
وعند البخاري: "بينما
نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت...الحديث".
وأخرجه البخاري (2064)، وابن
الجارود (292)، والبيهقي 3/ 182 من طريق محمد بن فضيل، وعبد بن حميد (1110) من
طريق سليمان بن كثير، كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن به.
وأخرجه الدارقطني 2/ 307،
والبيهقي 3/ 182 من طريق علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي
الجعد، عن جابر بن عبد الله قال:
"بينما رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطبنا يوم الجمعة إذ أقبلت عير تحمل الطعام حتى نزلوا بالبقيع،
فالتفتوا إليها وانفضوا إليها وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس معه إلا
أربعون رجلا، أنا فيهم، قال: فأنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم {وإذا
رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}".
وعلي بن عاصم: ضعيف، وقال
الدارقطني:
"لم يقل في هذا الإسناد
إلا أربعين رجلا غير علي بن عاصم عن حصين، وخالفه أصحاب حصين، فقالوا: لم يبق مع
النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا".
وقال البيهقي:
"والأشبه أن يكون الصحيح
رواية من روى أن ذلك كان في الخطبة، وقول من قال: نصلي معه الجمعة، أراد به
الخطبة، وكأنه عبر بالصلاة، عن الخطبة، وحديث كعب بن عجرة يدل على ذلك أيضا".
قلت: يعني بحديث كعب بن عجرة
هو أنه دخل المسجد، وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا، فقال كعب: انظروا إلى هذا
الخبيث يخطب قاعدا، وقد قال الله عز وجل: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا
إليها وتركوك قائما}.
وأخرجه البخاري (4899)، ومسلم
(863-37)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 25، وابن المنذر في
"الأوسط" (1860) من طريق خالد الطحان، حدثنا حصين، عن سالم بن أبي
الجعد، وعن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال:
"أقبلت عير يوم الجمعة،
ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم، فثار الناس إلا اثني عشر رجلا، فأنزل الله:
{وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}".
وأخرجه الدولابي في
"الكنى" (1878) من طريق أبي المنذر أسد بن عمرو البجلي، عن حصين بن عبد
الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله - في قوله {وإذا رأوا تجارة
أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} - قال:
"قدمت عير المدينة تحمل
طعاما في يوم جمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فخرجوا إليها
وانصرفوا حتى لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا فأنزل الله جل
ثناؤه هذه الآية".
وأسد بن عمرو البجلي: لا يحتج به، وهو صالح للاعتبار، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" برقم (2).
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه الشافعي 1/ 144، وفي "الأم" 1/ 229 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (6428) - أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثني صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة:
"عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر: أنهم كانوا يخطبون يوم الجمعة خطبتين على المنبر قياما، يفصلون بينهما بجلوس، حتى جلس معاوية في الخطبة الأولى، فخطب جالسا وخطب في الثانية قائما".
وإسناده ضعيف جدا، شيخ الشافعي: متروك.
يستفاد من الحديث
أولًا: أن الإمام لا يخطب يوم الجمعة إلا قائما، وقال ابن عبد البر في
"الاستذكار" 2/ 61:
"أجمعوا أن الخطبة لا
تكون إلا قائما لمن قدر على القيام، فإن أعيا وجلس للراحة لم يتكلم حتى يعود
قائما".
ثانيًا: أن الجمعة تتكون من خطبتين يفصل بينهما بقعدة لا يتكلم فيها.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
_________
1 - جاء في مطبوعه بهذا الرقم
(عن معمر، عن عبد الله بن عمر...)، ومعمر إنما يرويه عن عبيد الله بن عمر، وجاء
على الصواب في طبعة دار التأصيل (5724).
2 - وتحرّف في مطبوعه (أبو
الأحوص) إلى أبي الأسود.
3 - وجاء في مطبوعه: (أبو
خيثمة عن زهير) وهو تحريف، وصوابه: أبو خيثمة زهير.
4 - وتحرّف في مطبوعه (حصين)
إلى: (جرير).
إرسال تعليق