
لا وتران في ليلة
(364) "لا وتران في ليلة".
حسن - أخرجه أبو داود (1439) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 3/ 76، والبيهقي 3/ 36 - عن مسدد بن مسرهد، والنسائي (1679)، وفي "الكبرى" (1392) عن هناد بن السري، وابن خزيمة (1101) عن أحمد بن المقدام العجلي، وابن حبان (2449) من طريق نصر بن علي الجهضمي، والضياء في "المختارة" (166) من طريق محمد بن زياد بن فروة، خمستهم عن ملازم بن عمرو، حدثنا عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق، قال:
"زارنا أبي طلق بن علي
في يوم من رمضان، فأمسى بنا وقام بنا تلك الليلة، وأوتر بنا، ثم انحدر إلى مسجد
فصلى بأصحابه حتى بقي الوتر، ثم قدم رجلا فقال له: أوتر بهم، فإني سمعت رسول الله ﷺ
يقول: لا وتران في ليلة".
وإسناده حسن، قيس بن طلق:
صدوق، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه الترمذي (470) عن هناد
بن السري، وابن عبد البر في "الاستذكار" 2/ 118 من طريق ابن أبي شيبة -
وهو في "مصنفه" 2/ 286 -، والطحاوي 1/ 342 من طريق أبي الوليد، والطحاوي
1/ 342، وابن المنذر في "الأوسط" (2699) من طريق أبي نعيم الفضل بن
دكين، وابن عبد البر في "الاستذكار" 2/ 118 من طريق علي بن المديني،
خمستهم عن ملازم بن عمرو، قال: حدثني عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق بن علي، عن
أبيه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"لا وتران في
ليلة".
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
وأخرجه أحمد 4/ 23 - ومن
طريقه الضياء في "المختارة" (167) - عن عفان، عن ملازم بن عمرو السحيمي،
عن عبد الله بن بدر، وسراج بن عقبة، كلاهما عن قيس بن طلق:
"أن أباه طلق بن علي
أتانا في رمضان وكان عندنا حتى أمسى، فصلى بنا القيام في رمضان، وأوتر بنا، ثم
انحدر إلى مسجد ريمان فصلى بهم حتى بقي الوتر، فقدم رجلا فأوتر بهم وقال: سمعت نبي
الله ﷺ يقول: لا وتران في ليلة".
وأخرجه أحمد 5/ 459 من طريق
محمد بن جابر الحنفي، عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي، عن النبي ﷺ، قال:
"لا وتران في
ليلة".
ليس فيه قيس بن طلق، وإسناده
ضعيف، محمد بن جابر الحنفي: ضعيف، وله في إسناده اضطراب آخر:
فأخرجه أحمد 4/ 23 من طريقه
عن عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ:
"لا يكون وتران في
ليلة".
فجعله من حديث والد طلق بن علي.
وأخرجه أحمد 5/ 459،
والطيالسي (1191) - ومن طريقه المروزي في "قيام الليل" (ص 308) -، وابن
سعد في "الطبقات الكبرى" 5/ 552، والطحاوي 1/ 342، والطبراني 8/ (8247) عن أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق، عن طلق بن علي
به.
وأيوب بن عتبة: وإن كان ضعيفا
فقد تابعه عبد الله بن بدر، وسراج بن عقبة كما تقدّم آنفا.
يستفاد من الحديث
أنه لا وتران في ليلة، وقال
ابن عبد البر في "الاستذكار" 2/ 118:
"روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه من وجوه أنه كان يوتر قبل النوم ثم إن قام صلى ركعتين ركعتين ولم يعد الوتر، وروي ذلك عن طائفة من الصحابة أيضا منهم عمار بن ياسر، وعائذ بن عمرو، وعائشة أم المؤمنين، كانت عائشة تقول في ذلك أوتران في ليلة؟! إنكارا منها لنقض الوتر، وقال بذلك من التابعين جماعة منهم علقمة وأبو مجلز وطاوس والنخعي، وهو قول مالك والأوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي ثور، والحجة لهم قوله ﷺ (لا وتران في ليلة) ... فإن قيل: إن من شفع الوتر بركعة فلم يوتر في ركعة، قيل له محال أن يشفع ركعة قد سلم منها ونام مصليها وتراخى الأمر فيها وقد كتبها الملك الحافظ وترا، فكيف تعود شفعا؟ هذا ما لا يصح في قياس ولا نظر، والله أعلم".
وقال ابن دقيق العيد في
"إحكام الأحكام" 1/ 318:
"ولم يبق إلا مخالفة
ظاهر قوله عليه السلام (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا) ولا يحتاج إلى الاعتذار،
وهو محمول على الاستحباب، كما أن الأمر بأصل الوتر كذلك، وترك المستحب أولى من
ارتكاب المكروه".
إرسال تعليق