
شدة الموت
(372) "إن المؤمن يموت بعرق الجبين".
صحيح - أخرجه الترمذي (982)، والنسائي (1828)، وفي "الكبرى" (1967)، وابن ماجه (1452)، وأحمد 5/ 350 و 357 و 360، والطيالسي (846)، والبزار (4384)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (896)، وابن حبان (3011)، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (63) - انتقاء ابن فورك، والحاكم 1/ 361، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 223، والبيهقي في "الشعب" (9735) و (9736)، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/ 421 من طرق عن المثنى بن سعيد الضبعي، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وفي رواية: "دخل بريدة الأسلمي على رجل بخراسان وهو في الموت فإذا جبينه يرشح، فقال بريدة: الله أكبر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن يموت بعرق الجبين".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن، وقد قال بعض أهل الحديث: لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة".
وقال الحاكم:
"هذا حديث على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: ليس شرطهما، ولا أحدهما، فلم يخرجا شيئا من حديث قتادة عن ابن بريدة، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 12:
"ولا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة".
ولم يتفرّد به قتادة فقد تابعه كهمس بن الحسن عند النسائي (1829)، وفي "الكبرى" (1968)، والبزار (4385) عن محمد بن معمر، عن يوسف بن يعقوب الضبعي، قال: حدثنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة به.
ورجاله رجال البخاري.
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 124 حدثنا دران بن سفيان القطان بالبصرة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا المثنى بن سعيد القصير، عن قتادة، عن أبي بردة: مرسلا.
وقال ابن قانع:
"أخطأ في قوله: عن أبي بردة".
وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود:
أخرجه الترمذي (980)، وأحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (777) و (778)، والبزار (1548)، والشاشي (343) و (344) و (345)، والطبراني 10/ (10049)، وفي "الأوسط" (5902)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 235، والبيهقي في "الشعب" (9736)، والشجري في "أماليه" (2938)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1488) من طريق حسام بن المصك، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، غزا خراسان فأقام بها سنتين يصلي ركعتين ولا يجمع، وحضرت ابن عم له الوفاة فذهب يعوده فإذا هو يرشح، فقال: الله أكبر، الله أكبر، حدثني ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"موت المؤمن عرق الجبين، وما من مؤمن إلا وله ذنوب يكافأ بها فيبقى عليه بقية يشدد عليه بها الموت، ولا يحب موتا كموت الحمار. يعني: الفجاءة".
وفي لفظ: "إن نفس المؤمن تخرج رشحا، ولا أحب موتا كموت الحمار".
وإسناده ضعيف، حسام بن المصك الأزدي: ضعيف، يكاد أن يترك.
وقال البيهقي:
"خالفه يونس بن عبيد عن أبي معشر فوقفه على عبد الله".
أخرجه البزار (1546)، والطبراني في "الأوسط" (1507) عن إسحاق بن زياد الأيلي، عن معلى بن أسد العمي، عن يزيد بن زريع، عن يونس بن عبيد، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس به.
وإسحاق بن زياد الأيلي: ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 119، لكنه تفرّد برفعه عن معلى بن أسد، عن يزيد بن زريع، وقد رواه مسدد بن مسرهد، ومحمد بن عبد الملك القرشي، عن يزيد بن زريع، فوقفاه، وتابع يزيد بنَ زريع على وقفه: إسماعيلُ ابن علية:
فأخرجه مسدد كما في "المطالب العالية" (779)، والبزار (1547) عن محمد بن عبد الملك القرشي، كلاهما (مسدد بن مسرهد، ومحمد بن عبد الملك القرشي) عن يزيد بن زريع، حدثنا يونس عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود: موقوفا.
وأخرجه أحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (779) عن إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد به.
وقال الدارقطني في "العلل" (777):
"والموقوف أصح".
وأخرجه البزار (1530)، والطبراني 10/ (10015) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 59، والشجري في "أماليه" (2926) - من طريق الحجاج بن نصير، قال: حدثنا القاسم بن مطيب، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"موت المؤمن بعرق الجبين".
ولفظ الطبراني: "إن نفس المؤمن تخرج رشحا، وإن نفس الكافر تسيل كما تخرج نفس الحمار، وإن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت ليكفر بها، وإن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزى بها".
وإسناده ضعيف، الحجاج بن نصير: ضعيف.
والقاسم بن مطيب: فيه لين.
والمحفوظ عن الأعمش وقفه:
فأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 370- 371 عن أبي معاوية الضرير، وعبد الرزاق (6772)، والبيهقي في "الشعب" (9738) عن سفيان الثوري، ووكيع بن الجراح في "الزهد" (92) ثلاثتهم عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال:
"إن نفس المؤمن تخرج رشحًا، وإنه قد يكون عمل السيئة فيشدد عليه عند الموت ليكون بها، وإن نفس الكافر، والفاجر ليخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار، وإنه قد يكون عمل الحسنة فهون عليه عند الموت ليكون بها".
ورواه سفيان بن عيينة، ومحمد بن عبيد الطنافسي، عن الأعمش موقوفا كما في "العلل" للدارقطني (777).
وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 370 حدثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة، قال:
"كانوا عند رجل من أصحاب عبد الله وهو مريض، فعرق جبينه، فذهب رجل يمسح عن جبينه العرق، فضرب يده، قال سفيان: إنهم كانوا يستحبون العرق للميت".
وهذا مقطوع.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 9/ 14 حدثنا حمزة بن إسماعيل الطبري، حدثنا يحيى بن عاصم البلخي، حدثنا حفص بن داود، حدثنا أبو خزيمة، حدثنا خالد (كذا) بن حسان أبو حسان، حدثنا يحيى البكاء، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"إن المؤمن يموت بعرق الجبين".
وإسناده ضعيف جدا، حمزة بن إسماعيل الطبري: قال الدارقطني: كذاب.
ويحيى بن مسلم البكاء: ضعيف.
وخُلَيْد بن حسان، أبو حسان الهَجَري: قال ابن حبان: يخطئ ويهم.
وقال السليماني: فيه نظر.
وأخرجه الطبراني 10/ (10417) من طريق سليمان بن أيوب صاحب البصري، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله رفعه قال:
"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإن نفس المؤمن تخرج رشحا، ونفس الكافر تخرج من شدقه، كما تخرج نفس الحمار".
وخالفه عارم، وحبان بن هلال عن حماد بن زيد فوقفاه:
أخرجه الطبراني 9/ (8866) من طريق عارم أبي النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:
"إن المؤمن يخرج نفسه رشحا، وإن الكافر يخرج نفسه في شدقه كما يخرج نفس الحمار".
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (10) من طريق حبان بن هلال، عن حماد بن زيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:
"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".
"مات النبي صلى الله عليه وسلم وإنه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه الترمذي (979)، وفي "الشمائل" (389)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (895)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 229 من طريق مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن عبد الرحمن بن العلاء، عن أبيه، عن ابن عمر، عن عائشة، قالت:
"ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 229- 230، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 538 من طريق عمر بن حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، عن العلاء بن اللجلاج، عن ابن عمر، عن عائشة، قالت:
"لا أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال الترمذي:
"وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، وقلت له: من عبد الرحمن بن العلاء؟ فقال: هو ابن العلاء بن اللجلاج، وإنما عرفه من هذا الوجه".
"لقنوا موتاكم لا إله إلا الله".
وفي الباب عن عائشة، وابن مسعود:
أما حديث عائشة:
فأخرجه البخاري (4446)، والنسائي (1830)، وفي "الكبرى" (1969) و (7069)، وأحمد 6/ 64 و 77، والطبراني 23/ (83)، وفي "الأوسط" (8786)، والبيهقي في "الشعب" (9733)، والبغوي في "شرح السنة" (1466) و (3827)، وفي "الأنوار" (1199) من طرق عن الليث بن سعد، قال: حدثني ابن الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت:"مات النبي صلى الله عليه وسلم وإنه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه الترمذي (979)، وفي "الشمائل" (389)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (895)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 229 من طريق مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن عبد الرحمن بن العلاء، عن أبيه، عن ابن عمر، عن عائشة، قالت:
"ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 229- 230، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 538 من طريق عمر بن حفص بن عمر بن ثابت الأنصاري، عن أبيه، عن العلاء بن اللجلاج، عن ابن عمر، عن عائشة، قالت:
"لا أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال الترمذي:
"وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، وقلت له: من عبد الرحمن بن العلاء؟ فقال: هو ابن العلاء بن اللجلاج، وإنما عرفه من هذا الوجه".
وأخرج البخاري (5646)، ومسلم (2570)، والنسائي في "الكبرى" (7050) و (7442)، وابن ماجه (1622)، وأحمد 6/ 181، والبيهقي في "الشعب" (9734) من طرق عن سفيان الثوري، ومسلم (2570)، وأبو يعلى (4536) من طريق جرير،كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
"ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه البخاري (5646)، وابن أبي الدنيا في "الكفارات" (8) من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (2570)، وأحمد 6/ 172 عن محمد بن جعفر، ومسلم (2570) من طريق معاذ العنبري، ومسلم (2570) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو محمد الفاكهي في "الفوائد" (215) عن بدل بن المحبر، خمستهم عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة به.
وخالفهم الطيالسي، وأبو عامر العقدي فلم يذكرا مسروقا في إسناده
أخرجه الترمذي (2397) من طريق الطيالسي - وهو في "مسنده" (1640) -، وابن حبان (2918) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت أبا وائل، عن عائشة به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرج الترمذي (978) وفي "الشمائل" (388)، والنسائي في "الكبرى" (7064) و (10866)، وفي "عمل اليوم والليلة" (1093)، وفي "الوفاة" (25)، وأحمد 6/ 64 و 70 و 77 و 151، وابن أبي شيبة 10/ 258، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 258، والطبراني 23/ (83)، والربعي في "وصايا العلماء عند حضور الموت" (ص 27)، والحاكم 2/ 465 و 3/ 56- 57، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 207، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 217، والمزي في "تهذيب الكمال" 29/ 68، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 249 من طرق عن الليث بن سعد، وأبو يعلى (4510) و (4688)، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (32)، وابن بشران في "أماليه" (166) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن يزيد بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء، فيدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول: اللهم أعني على سكرات الموت".
وقال الترمذي:
"حديث غريب".
في إسناده موسى بن سرجس: مجهول، لم يوثقه أحدٌ، ولم يرو عنه غير يزيد بن الهاد، وأما رواية يزيد بن أبي حبيب عنه، فهو خطأ من ابن ماجه، فقد أخرجه (1623) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن موسى بن سرجس به.
وقال الحافظ في "النكت الظراف" 12/ 286- 287:
"هذا حال يخالف جميع أصحاب الليث، فإنهم قالوا عنه، عن يزيد بن الهاد كما قال قتيبة، وقد أخرجه أحمد عن يونس بن محمد ومنصور بن سلمة وهاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن الليث، كما قال قتيبة، فوقع الاختلاف فيه على يونس، لا من يونس، فاحتمل أن يكون من ابن ماجه فلعله كان في أصله عن أبي بكر به غير منسوب، فنسبه من قبل نفسه لكون الليث مصريا ويزيد بن أبي حبيب كذلك، ثم راجعت (مسند ابن أبي شيبة) فوجدت الأمر كما ظننت، فأخرجه في مسند عائشة: حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث، حدثنا يزيد، عن موسى بن سرجس... فذكره، ويزيد هذا هو ابن عبد الهاد، لا ابن أبي حبيب، وقد حمل شيخنا في (شرح الترمذي) فيه على يونس، ونسبه إلى الشذوذ، وأن قتيبة وابن وهب أحفظ منه، ولا ذنب ليونس فيه، ولم يذكر شيخنا ممن رواه إلا هذين، وقد رواه أحمد عن هاشم بن القاسم ومنصور بن سلمة، وأخرجه الحاكم في تفسير سورة ق من (المستدرك) من طريق قتيبة، عن الليث، وفي المغازي من (المستدرك) من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، ومن طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبيه، عن الليث، كذلك، ولله الحمد".
وأخرجه البخاري (4449) و (6510)، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (31)، والطبراني 23/ (78)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 206- 207، والبغوي في "شرح السنة" (3826)، وفي "الأنوار" (1196)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 5/ 102 من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة، أخبره أن عائشة كانت تقول:
"إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل علي عبد الرحمن، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم. فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم. فلينته، فأمرّه، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه، يقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات. ثم نصب يده، فجعل يقول: في الرفيق الأعلى. حتى قبض ومالت يده".
"دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يصيبه أذى من مرض، فما سواه إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها".
وأخرجه مسلم (2571) عن أبي بكر بن أبي شيبة - وهو في "مصنفه" 3/ 229، وفي "مسنده" (263) -، ومسلم (2571)، والنسائي في "الكبرى" (7461) عن أبي كريب محمد بن العلاء، وأحمد 1/ 38، والطيالسي (368)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 207، وابن حبان (2937) من طريق هناد بن السري - وهو عنده في "الزهد" (410) -، وابن حبان (2937) من طريق عثمان بن أبي شيبة، والبيهقي 3/ 372 و 7/ 68، وفي "الشعب" (9316) من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثمانيتهم (ابن أبي شيبة، وأبو كريب، والإمام أحمد، والطيالسي، وابن سعد، وهناد بن السري، وعثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي) عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش به.
وقد خالف هذا الجمع: عمرو بن علي الفلاس في إسناده ومتنه:
فأخرجه البزار (1653) عنه، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، عن عبد الله، قال:
"دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فوضعت يدي عليه، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدا، قال: إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا الأجر - أحسبه قال -: وإني أوعك كما يوعك رجلان منكم".
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 208، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (68)، والبزار (1519) عن النضر بن إسماعيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال:
"دخل ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فوضع يده عليه، فقال: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا فقال: إني لأوعك وعك رجلين منكم، قال: قلت: يا رسول الله ذلك بأن لك أجرين؟ قال: أما إنه ليس من عبد مسلم يصيبه أذى فما فوقه إلا حط الله عنه من خطاياه كما تحط الشجرة ورقها".
وإسناده ضعيف، النضر بن إسماعيل بن حازم البجلي: ليس بالقوي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (225) من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا إسرائيل، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، وهمام بن الحارث، عن ابن مسعود به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1933)، والدارقطني في "العلل" 5/ 155 من طريق يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن الأعمش به.
وقال الدارقطني في "العلل" (785):
"يرويه الأعمش واختلف عنه:
فرواه النضر بن إسماعيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
ورواه شريك، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، وهمام، عن عبد الله، قال ذلك يزيد بن هارون، عن شريك.
ورواه عمرو بن عبد الغفار، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله.
ورواه أبو معاوية، وجرير، وعبيدة بن حميد، وابن فضيل، وعيسى بن يونس، والثوري، وابن نمير، ويعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله، وهو الصحيح".
أن المؤمن يؤجر في النزع.
"ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه البخاري (5646)، وابن أبي الدنيا في "الكفارات" (8) من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (2570)، وأحمد 6/ 172 عن محمد بن جعفر، ومسلم (2570) من طريق معاذ العنبري، ومسلم (2570) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو محمد الفاكهي في "الفوائد" (215) عن بدل بن المحبر، خمستهم عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة به.
وخالفهم الطيالسي، وأبو عامر العقدي فلم يذكرا مسروقا في إسناده
أخرجه الترمذي (2397) من طريق الطيالسي - وهو في "مسنده" (1640) -، وابن حبان (2918) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عن شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت أبا وائل، عن عائشة به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرج الترمذي (978) وفي "الشمائل" (388)، والنسائي في "الكبرى" (7064) و (10866)، وفي "عمل اليوم والليلة" (1093)، وفي "الوفاة" (25)، وأحمد 6/ 64 و 70 و 77 و 151، وابن أبي شيبة 10/ 258، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 258، والطبراني 23/ (83)، والربعي في "وصايا العلماء عند حضور الموت" (ص 27)، والحاكم 2/ 465 و 3/ 56- 57، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 207، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 217، والمزي في "تهذيب الكمال" 29/ 68، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 249 من طرق عن الليث بن سعد، وأبو يعلى (4510) و (4688)، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (32)، وابن بشران في "أماليه" (166) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن يزيد بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء، فيدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول: اللهم أعني على سكرات الموت".
وقال الترمذي:
"حديث غريب".
في إسناده موسى بن سرجس: مجهول، لم يوثقه أحدٌ، ولم يرو عنه غير يزيد بن الهاد، وأما رواية يزيد بن أبي حبيب عنه، فهو خطأ من ابن ماجه، فقد أخرجه (1623) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن موسى بن سرجس به.
وقال الحافظ في "النكت الظراف" 12/ 286- 287:
"هذا حال يخالف جميع أصحاب الليث، فإنهم قالوا عنه، عن يزيد بن الهاد كما قال قتيبة، وقد أخرجه أحمد عن يونس بن محمد ومنصور بن سلمة وهاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن الليث، كما قال قتيبة، فوقع الاختلاف فيه على يونس، لا من يونس، فاحتمل أن يكون من ابن ماجه فلعله كان في أصله عن أبي بكر به غير منسوب، فنسبه من قبل نفسه لكون الليث مصريا ويزيد بن أبي حبيب كذلك، ثم راجعت (مسند ابن أبي شيبة) فوجدت الأمر كما ظننت، فأخرجه في مسند عائشة: حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث، حدثنا يزيد، عن موسى بن سرجس... فذكره، ويزيد هذا هو ابن عبد الهاد، لا ابن أبي حبيب، وقد حمل شيخنا في (شرح الترمذي) فيه على يونس، ونسبه إلى الشذوذ، وأن قتيبة وابن وهب أحفظ منه، ولا ذنب ليونس فيه، ولم يذكر شيخنا ممن رواه إلا هذين، وقد رواه أحمد عن هاشم بن القاسم ومنصور بن سلمة، وأخرجه الحاكم في تفسير سورة ق من (المستدرك) من طريق قتيبة، عن الليث، وفي المغازي من (المستدرك) من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، ومن طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أبيه، عن الليث، كذلك، ولله الحمد".
وأخرجه البخاري (4449) و (6510)، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (31)، والطبراني 23/ (78)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 206- 207، والبغوي في "شرح السنة" (3826)، وفي "الأنوار" (1196)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 5/ 102 من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة، أخبره أن عائشة كانت تقول:
"إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل علي عبد الرحمن، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم. فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه: أن نعم. فلينته، فأمرّه، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه، يقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات. ثم نصب يده، فجعل يقول: في الرفيق الأعلى. حتى قبض ومالت يده".
وأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه البخاري (5647) و (5661)، ومسلم (2571)، والنسائي في "الكبرى" (7441)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2208) من طريق سفيان الثوري، والبخاري (5660)، ومسلم (2571)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (2)، وأبو يعلى (5164)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 128، والبغوي في "شرح السنة" (1431) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (5648) من طريق أبي حمزة السكري، والبخاري (5667)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2209) من طريق عبد العزيز بن مسلم القسملي، ومسلم (2571)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 128 من طريق عيسى بن يونس، ومسلم (2571)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 128 من طريق يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، والنسائي في "الكبرى" (7463)، وأحمد 1/ 441 من طريق شعبة، وأحمد 1/ 455، والبيهقي 7/ 68، وفي "الشعب" (9315) عن محمد بن عبيد، والدارمي (2771)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 207، والشاشي (834)، والبيهقي 3/ 372، وفي "الشعب" (9315)، والبغوي في "شرح السنة" (1432) عن يعلى بن عبيد، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (69) من طريق عبيدة بن حميد، والشاشي (833) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 128 من طريق علي بن مسهر، كلهم جميعا عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله، قال:"دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم. قال: فقلت: ذلك أن لك أجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يصيبه أذى من مرض، فما سواه إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها".
وأخرجه مسلم (2571) عن أبي بكر بن أبي شيبة - وهو في "مصنفه" 3/ 229، وفي "مسنده" (263) -، ومسلم (2571)، والنسائي في "الكبرى" (7461) عن أبي كريب محمد بن العلاء، وأحمد 1/ 38، والطيالسي (368)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 207، وابن حبان (2937) من طريق هناد بن السري - وهو عنده في "الزهد" (410) -، وابن حبان (2937) من طريق عثمان بن أبي شيبة، والبيهقي 3/ 372 و 7/ 68، وفي "الشعب" (9316) من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثمانيتهم (ابن أبي شيبة، وأبو كريب، والإمام أحمد، والطيالسي، وابن سعد، وهناد بن السري، وعثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي) عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش به.
وقد خالف هذا الجمع: عمرو بن علي الفلاس في إسناده ومتنه:
فأخرجه البزار (1653) عنه، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، عن عبد الله، قال:
"دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فوضعت يدي عليه، فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدا، قال: إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا الأجر - أحسبه قال -: وإني أوعك كما يوعك رجلان منكم".
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 2/ 208، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (68)، والبزار (1519) عن النضر بن إسماعيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال:
"دخل ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فوضع يده عليه، فقال: يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا فقال: إني لأوعك وعك رجلين منكم، قال: قلت: يا رسول الله ذلك بأن لك أجرين؟ قال: أما إنه ليس من عبد مسلم يصيبه أذى فما فوقه إلا حط الله عنه من خطاياه كما تحط الشجرة ورقها".
وإسناده ضعيف، النضر بن إسماعيل بن حازم البجلي: ليس بالقوي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (225) من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا إسرائيل، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، وهمام بن الحارث، عن ابن مسعود به.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1933)، والدارقطني في "العلل" 5/ 155 من طريق يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن الأعمش به.
وقال الدارقطني في "العلل" (785):
"يرويه الأعمش واختلف عنه:
فرواه النضر بن إسماعيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله.
ورواه شريك، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الأسود، وهمام، عن عبد الله، قال ذلك يزيد بن هارون، عن شريك.
ورواه عمرو بن عبد الغفار، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله.
ورواه أبو معاوية، وجرير، وعبيدة بن حميد، وابن فضيل، وعيسى بن يونس، والثوري، وابن نمير، ويعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله، وهو الصحيح".
يستفاد من الحديث
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
إرسال تعليق