
الأعمال التي لا ينقطع أجرها بعد الموت
(382) "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
أخرجه مسلم (1631)، وأبو داود في "سننه" رواية أبي الحسن بن العبد كما في "تحفة الأشراف" (13975)، والترمذي (1376)، والنسائي (3651)، وفي "الكبرى" (6445)، وأحمد 2/ 372، والبخاري في "الأدب المفرد" (38)، والدارمي (559)، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (430)، وأبو يعلى (6457)، وابن خزيمة (2494)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (246)، وابن حبان (3016)، وفي "الثقات" 1/ 8- 9، والطبراني في "الدعاء" (1251)، والبيهقي 6/ 278، وفي "المدخل" (362)، وفي "الشعب" (3173)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 70، والبغوي في "شرح السنة" (139) من طرق عن إسماعيل بن جعفر - وهو في "حديثه" (243) - حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أبو داود (2880)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (247)، وأبو عوانة (5824)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (1317)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2172)، والبيهقي 6/ 278، وفي "المدخل" (361)، وفي "السنن الصغير" (2331)، وفي "الدعوات الكبير" (646)، وفي "المعرفة" (12865)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 51/ 113 من طريق سليمان بن بلال، وأبو عوانة (5825)، والطبراني في "الدعاء" (1253)، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (82)، والشجري في "الأمالي الخميسية" (350) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وأبو عوانة (5825)، وابن الجارود (370)، والطبراني في "الدعاء" (1250) [1]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 69 من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، والدولابي في "الكنى" (1055)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"1/ 445 من طريق أبي سعيد سابق البربري، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (602)، والطبراني في "الدعاء" (1255) من طريق مسلم بن خالد، والطبراني في "الدعاء" (1252) من طريق شبل بن العلاء، والطبراني في "الدعاء" (1254) من طريق نصر بن حاجب، والشجري في "الأمالي الخميسية" (351) من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثمانيتهم عن العلاء بن عبد الرحمن به.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1256) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري القاضي، حدثنا محمد بن عبيد الله العمري، حدثنا إبراهيم بن صرمة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به.
وإسناده ضعيف جدا، عبيد الله بن محمد العمري القاضي: كذبه النسائي.
وإبراهيم بن صرمة: متروك.
وأخرجه ابن ماجه (242)، والذهلي في "المنتخب من حديث الزهري" (22)، وابن خزيمة (2490)، والبيهقي في "الشعب" (3174) من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، أخبرنا الزهري، حدثني أبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علما علمه ونشره، أو ولدا صالحا تركه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا كراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته".
وإسناده ضعيف، مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي: لين الحديث.
وله شواهد من حديث أبي قتادة، وأبي أمامة، وابن مسعود، وسلمان، وأنس:
أما حديث أبي قتادة:
فأخرجه النسائي في "الكبرى" (10863)، وابن ماجه (241)، والدينوري في "المجالسة" (3500)، وابن حبان (93)، وابن بشران في "أماليه" (757) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلم يعمل به من بعده".
وأخرجه أبو الحسن بن سلمة في "زوائده" على "ابن ماجه" تحت الحديث (241)، وابن خزيمة (2495)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 70 من طريق يزيد بن سنان الرهاوي، وابن حبان (4902)، والطبراني في "الأوسط" (3472)، وفي "المعجم الصغير" (395) من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد الحراني،كلاهما عن زيد بن أبي أنيسة، عن فليح بن سليمان، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن أبي قتادة به.
فأدخلا بين الزيدين: فليحا، وهو صدوق كثير الخطأ، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (47)، وقد سأل أبو طالب الإمامَ أحمد كما في "الوقوف والترجل" (265) عن هذا الحديث، فقال:
"زيد بن أسلم عن عبد الله بن أبي قتادة، ما أغرب هذا من حديث.
قلت: سمع زيد بن أبي أنيسة من زيد بن أسلم؟
قال: ما أدري".
وأما حديث أبي أمامة الباهلي:
فأخرجه أحمد 5/ 260 و 269 - ومن طريقه ابن عساكر في "تعزية المسلم" (100) - عن حسن بن موسى الأشيب، والآجري في "أخلاق العلماء" (ص 43) من طريق قتيبة بن سعيد، كلاهما عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: مرابط في سبيل الله، ومن علم علما أجري له مثل ما علم، ورجل تصدق بصدقة فأجرها له ما جرت، ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له".
وفي رواية قتيبة: "ورجل ترك أولادا صغارا فهم يدعون له".
وإسناده ضعيف، ابن لهيعة: سيئ الحفظ.
وخالد بن أبي عمران: قال أبو حاتم: لم يسمع من أبي أمامة.
وأخرجه أحمد 5/ 269 من طريق عبد الله بن المبارك، أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عمن حدثه، عن أبي أمامة الباهلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أربع تجري عليهم أجورهم بعد الموت: رجل مات مرابطا في سبيل الله، ورجل علم علما فأجره يجري عليه ما عمل به، ورجل أجرى صدقة فأجرها يجري عليه ما جرت عليهم، ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له".
فتبيّن أن بين خالد بن أبي عمران وأبي أمامة مَن أُبهم.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (433)، والروياني (1223)، والطبراني 8/ (7831) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة به.
وإسناده ضعيف جدا، علي بن يزيد هو ابن أبي هلال الألهاني: واهي الحديث.
وعبيد الله بن زحر هو الضمري الإفريقي: ضعيف.
وأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (432) من طريق إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبان بن صالح، عن عامر بن سعد، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أربع من عمل الأحياء يجري للأموات: رجل ترك عقبا صالحا فيدعو فيبلغه دعاؤهم، ورجل تصدق بصدقة جارية له من بعده أجرها ما جرت، ورجل علم علما يعمل به من بعده فله مثل أجر من عمل به من غير أن ينتقص من عمله شيئا، ورجل مرابط ينمى له عمله إلى يوم الحساب".
وإسناده ضعيف جدا، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: متروك.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 267 من طريق محمد بن أبي حميد، عن عون بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"ثلاث تجري للمؤمن في قبره: عالم ترك علما يعمل به فهو يجري له ما عمل به، ورجل تصدق بصدقة فهو يجري له ما عمل بما جرت لأهلها، ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له".
ومحمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي: متفق على ضعفه.
وأما حديث سلمان:
فأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (431)، والطبراني 6/ (6181)، وفي "مسند الشاميين" (3530) و (3531) من طريق إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله، عن مكحول، عن شرحبيل بن السمط، عن سلمان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"أربع من عمل الأحياء يجري للأموات: رجل ترك عقبا صالحا فيدعو فيبلغه دعاؤهم، ورجل تصدق بصدقة جارية له من بعده أجرها ما جرت، ورجل علم علما يعمل به من بعده فله مثل أجر من عمل به من غير أن ينتقص من عمله شيئا، ورجل مرابط ينمى له عمله إلى يوم الحساب".
وإسناده ضعيف جدا، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: متروك.
وأما حديث أنس:
فأخرجه البزار (7289)، وابن أبي داود في "المصاحف" (ص 463)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 247، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 343- 344، والبيهقي في "الشعب" (3175) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سبع يجري للعبد أجرهن من بعد موته، وهو في قبره: من علم علما، أو كرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته".
وعند ابن أبي داود: "عن قتادة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس".
وإسناده ضعيف جدا، محمد بن عبيد الله العرزمي: مجمع على تركه.
يستفاد من الحديث
أولًا: أن عمل الميت ينقطع بموته، وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها، فإن الولد من كسبه، وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية وهي الوقف.ثانيًا: فضيلة الزواج لرجاء ولد صالح.
ثالثًا: صحة أصل الوقف، وعظيم ثوابه.
رابعًا: فضيلة العلم والحث على الاستكثار منه، والترغيب في توريثه بالتعليم، والتصنيف، والإيضاح، وأنه ينبغي أن يختار من العلوم الأنفع فالأنفع.
خامسًا: أن الدعاء يصل ثوابه إلى الميت.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
_________________________________
1 - وأخطأ محقق "الدعاء" للطبراني، فقد قال: "محمد بن جعفر هذا هو المعروف بغندر، روى عن شعبة، عن العلاء".
وبناءا على هذا الخطأ أضاف من عنده شعبة في الاسناد، والحديث بإسناده عند أبي عوانة (5825)، وابن الجارود (370)، وقد خلا أيضا من ذكر شعبة، والصحيح أنه محمد بن جعفر بن أبي كثير.
1 - وأخطأ محقق "الدعاء" للطبراني، فقد قال: "محمد بن جعفر هذا هو المعروف بغندر، روى عن شعبة، عن العلاء".
وبناءا على هذا الخطأ أضاف من عنده شعبة في الاسناد، والحديث بإسناده عند أبي عوانة (5825)، وابن الجارود (370)، وقد خلا أيضا من ذكر شعبة، والصحيح أنه محمد بن جعفر بن أبي كثير.
إرسال تعليق