حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

ثناء المؤمنين على الميت

ثناء المؤمنين على الميت

ثناء المؤمنين على الميت


(381) "مر بجنازة فأثني عليها خيرا، فقال نبي الله ﷺ: وجبت، وجبت، وجبت. ومر بجنازة فأثني عليها شرا، فقال نبي الله ﷺ: وجبت، وجبت، وجبت. قال عمر: فدى لك أبي وأمي، مر بجنازة، فأثني عليها خير، فقلت: وجبت، وجبت، وجبت، ومر بجنازة، فأثني عليها شر، فقلت: وجبت، وجبت، وجبت؟ فقال رسول الله ﷺ: من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض".

أخرجه البخاري (1367) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1507) -، وأحمد 3/ 281، والطيالسي (2175)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3303)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1442)، وابن حبان (3023) و (3027)، والبيهقي 4/ 74- 75 عن شعبة، ومسلم (949- 60) والنسائي (1932)، وفي "الكبرى" (2070)، وأحمد 3/ 186، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1442) عن إسماعيل ابن علية، وابن أبي شيبة 3/ 367- 368 [1]، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1442) عن هشيم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3304) من طريق عبد الوارث بن سعيد، أربعتهم عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.
وأخرجه البخاري (2642)، ومسلم (949)، وابن ماجه (1491)، وأحمد 3/ 186، وعبد بن حميد (1382)، وأبو يعلى (3352) و (3466)، وابن حبان (3025)، والبيهقي 10/ 123 و 209من طرق عن حماد بن زيد، ومسلم (949)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 291 من طريق جعفر بن سليمان، وأحمد 3/ 197، وعبد الرزاق" (19672)، والبيهقي 4/ 75، وفي "الآداب" (283)، والبغوي (1508) عن معمر، وأحمد 3/ 211، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3302) من طريق سليمان بن المغيرة، وأحمد 3/ 245، وعبد بن حميد (1357)، وأبو يعلى (3353) من طريق حماد بن سلمة، خمستهم عن ثابت البناني، عن أنس به.
وأخرجه الترمذي (1058)، وأحمد 3/ 179، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" (72)، وأبو يعلى (3760) و (3854)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3301) عن حميد الطويل، عن أنس:
"أن جنازة مرت بالنبي ﷺ، فقيل لها خيرا، وتتابعت الألسن لها بالخير، فقال النبي ﷺ: وجبت. ثم مرت جنازة أخرى، فقالوا لها شرا، وتتابعت الألسن لها بالشر. فقال النبي ﷺ: وجبت، أنتم شهداء الله في الأرض".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه البزار (866) كشف، والحاكم 1/ 377، والبيهقي في "الشعب" (8876)، وبيبي بنت عبد الصمد في "جزءها" (109)، والضياء في "المختارة" (2697) و (2698)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 439- 440 من طريق يونس بن محمد المؤدب، حدثنا حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس، عن أنس، قال:
"كنت قاعدا مع نبي الله ﷺ فمرت جنازة، فقال: ما هذه الجنازة؟ قالوا جنازة فلان الفلاني، كان يحب الله ورسوله ويعمل بطاعة الله ويسعى فيها، فقال: وجبت، وجبت، وجبت. ومرت أخرى فقال: ما هذه؟ قالوا: جنازة فلان الفلاني، كان يبغض الله ورسوله ويعمل بمعصية الله ويسعى فيها، فقال: وجبت، وجبت، وجبت. فقالوا: يا نبي الله قولك في الجنازة والثناء عليها، أثني على الأول خير، وأثني على الآخر شر، وقولك فيها وجبت؟ قال: نعم يا أبا بكر إن لله ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ" وأقره الذهبي.
وقال ابن حجر:
"هذا حديث حسن، أخرجه الحاكم عن أبي بكر النجاد، عن الحسن بن سلام، عن يونس بن محمد، وقال: صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه البزار مختصرًا، واستغربه.
ورجاله ثقات، لكن في حرب مقال، وإنما أخرج له مسلم في المتابعات، والله أعلم".

وله شواهد من حديث عمر بن الخطاب، وأبي هريرة، وأبي زهير الثقفي، وسلمة بن الأكوع، وكعب بن عجرة:

أما حديث عمر بن الخطاب:

فأخرجه البخاري (1368) و (2643)، والترمذي (1059)، والنسائي (1934)، وفي "الكبرى" (2072)، وأحمد 1/ 21- 22 و 30 و 45- 46، وابن أبي شيبة 3/ 368، والطيالسي (22)، والبزار (312)، وأبو يعلى (145)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3308)، وابن حبان (3028)، والبيهقي 4/ 75 و 10/ 123، والبغوي في "شرح السنة" (1506) عن داود بن أبي الفرات، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الدؤلي، قال:
"قدمت المدينة وقد وقع بها مرض، فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمرت بهم جنازة، فأثني على صاحبها خيرا، فقال عمر رضي الله عنه: وجبت، ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خيرا، فقال عمر رضي الله عنه: وجبت، ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شرا، فقال: وجبت، فقال أبو الأسود: فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي ﷺ: أيما مسلم، شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة. فقلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة. فقلنا: واثنان؟ قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أحمد 1/ 54 من طريق عمر بن الوليد الشني، عن عبد الله بن بريدة، قال:
"جلس عمر مجلسا كان رسول الله ﷺ يجلسه تمر عليه الجنائز، قال: فمروا بجنازة فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فأثنوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فقالوا خيرا، فقال: وجبت، ثم مروا بجنازة فقالوا: هذا كان أكذب الناس، فقال: إن أكذب الناس أكذبهم على الله، ثم الذين يلونهم، من كذب على روحه في جسده، قال: قالوا: أرأيت إذا شهد أربعة؟ قال: وجبت، قالوا: وثلاثة؟ قال: وجبت، قالوا: واثنين؟ قال: وجبت، ولأن أكون قلت واحدا أحب إلي من حمر النعم، قال: فقيل لعمر: هذا شيء تقوله برأيك، أم شيء سمعته من رسول الله ﷺ؟ قال: لا، بل سمعته من رسول الله ﷺ".
وعبد الله بن بريدة: لم يدرك عمر بن الخطاب، بينهما أبو الأسود الدؤلي كما تقدم آنفا.

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه أبو داود (3233)، والنسائي (1933)، وفي "السنن الكبرى" (2071)، وأحمد 2/ 466 و 470، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (357)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 307، وابن أبي شيبة 3/ 368، والطيالسي (2510)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3305)، وابن المقرئ في "معجمه" (1218)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 106 من طرق عن إبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، عن عامر بن سعد، عن أبي هريرة، قال:
"مروا على النبي ﷺ بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال: وجبت. ثم مروا عليه بجنازة، فأثنوا عليها شرا، فقال: وجبت. فقالوا: يا رسول الله، ما وجبت وجبت؟ قال: بعضكم شهداء على بعض".
وإسناده حسن.
وأخرجه ابن ماجه (1492)، وأحمد 2/ 261 و 498- 499 و 528، وابن أبي شيبة 3/ 368، وهناد في "الزهد" (367)، والبزار (7940)، وأبو يعلى (5979)، وابن حبان (3024) من طرق عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:
"مر على النبي ﷺ بجنازة، فأثني عليها خيرا في مناقب الخير، فقال: وجبت. ثم مروا عليه بأخرى، فأثني عليها شرا في مناقب الشر، فقال: وجبت، إنكم شهداء الله في الأرض".
وإسناده حسن أيضا.
وأخرجه أبو يعلى (6569)، والطبراني في "الأوسط" (2513) من طريق عبد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة به.
وإسناده ضعيف، عبد الله بن عمر هو العمري: ضعيف.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 169، والطبري في "التفسير" 2/ 631- 632 و 632 طبعة هجر، وابن أبي حاتم في "التفسير" (1334)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ 433 من طرق عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني عبد الله بن أبي الفضل المدني، حدثني أبو هريرة، قال:
"أتي النبي ﷺ بجنازة يصلي عليها، فقال الناس: نعم الرجل، فقال النبي ﷺ: وجبت. وأتي بجنازة أخرى، فقال الناس: بئس الرجل، فقال النبي ﷺ: وجبت. قال أبي بن كعب: ما قولك: وجبت؟ فقال: قال الله عز وجل: {لتكونوا شهداء على الناس}".
وعبد الله بن أبي الفضل المدني: قال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" (1077):
"مجهول".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2515) من طريق ربيعة بن كلثوم، قال: حدثني شيخ من أهل المدينة يكنى أبا أيوب، عن أبي هريرة، قال:
" كنا عند النبي ﷺ فأتي بجنازة، فأثنى الناس عليها خيرا، فقال النبي ﷺ: وجبت. ثم أتي بأخرى، فكأن الناس نالوا منه، فقال النبي ﷺ: وجبت. فقال أصحاب النبي ﷺ: أتي بفلان، فقال: وجبت، ثم أتي بفلان، فقال: وجبت، فسمعهم النبي ﷺ، فقال: ما هذا؟ فقال عمر: بأبي أنت وأمي، أتي بفلان، فأثنى الناس عليه كثيرا، فقلت: وجبت، ثم أتي بفلان، فأثنى الناس عليه شرا، فقلت: وجبت، فقال: أتي بأخيكم فشهدتم بما شهدتم، فوجبت شهادتكم، ثم أتي بأخيكم فلان، فشهدتم بما شهدتم، فوجبت شهادتكم، أنتم شهداء الله في الأرض، بعضكم على بعض".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي أيوب المدني إلا ربيعة بن كلثوم بن جبر".
أبو أيوب المدني إن كان هو سليمان بن يسار الهلالي فهو ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة، وإن كان محمد بن قيس المدني، فهو ثقة أيضا لكن قيل: إن روايته عن أبي هريرة مرسلة، وإن كان غيرهما فلم أعرفه، والله أعلم.

وأما حديث أبي زهير الثقفي:

فأخرجه ابن ماجه (4221)، وأحمد 3/ 416 و 6/ 466، وابن أبي شيبة 14/ 510، وفي "المسند" (603)، وعبد بن حميد (442)، والفاكهي في "أخبار مكة" (2908)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1601) و (1602)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3306) و (3307)، والدولابي في "الكنى" (197)، والروياني (1540)، وابن حبان (7384)، والطبراني 20/ (382)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 28- 29، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 92)، والحاكم 1/ 120 و 4/ 436، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5971) و (6801)، والبيهقي 10/ 123، وفي "الزهد الكبير" (807)، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 91 و 91- 92 من طرق عن نافع بن عمر الجمحي، عن أمية بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه، قال:
"خطبنا رسول الله ﷺ بالنباوة، أو البناوة، قال: والنباوة من الطائف، قال: يوشك أن تعرفوا أهل الجنة، من أهل النار. قالوا: بم ذاك؟ يا رسول الله قال: بالثناء الحسن، والثناء السيئ، أنتم شهداء الله بعضكم على بعض".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد" وأقره الذهبي.

وأما حديث سلمة بن الأكوع:

فأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 368، وهناد في "الزهد" (369)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (10055)، والروياني (1153) و (1160)، والطبراني 7/ (6262) من طريق موسى بن عبيدة، والطبري في "التفسير" 2/ 632- 633 من طريق عكرمة بن عمار، والطبراني 7/ (6259) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، ثلاثتهم عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال:
" كنا مع النبي ﷺ، فمر عليه بجنازة، فأثنى عليها بثناء حسن، فقال: وجبت. ومر عليه بجنازة أخرى، فأثنى عليها دون ذلك، فقال: وجبت. قالوا: يا رسول الله ما وجبت؟ قال: الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض، فما شهدتم عليه وجب. ثم قرأ: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}".
وإسناده حسن لغيره، فقد تابع موسى بنَ عبيدة: عكرمةُ بن عمار، وأما متابعة أبي مريم فلا قيمة لها لأنه متهم بالوضع.

وأما حديث كعب بن عجرة:

فأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 19/ (344) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الرحمن بن أبي عمرو، عن المسور بن رفاعة القرظي، عن كعب بن عجرة، قال:
"شهدت مع رسول الله ﷺ مجلسين: أما أحدهما فأتي بجنازة فقيل: هذا فلان، وبئس الرجل، وأثني عليه شرا، فقال رسول الله ﷺ: تعلمون ذلك؟ فقالوا: نعم، قال: وجبت. وأما الآخر فأتي بجنازة رجل، فقالوا: هذا فلان، وأثنوا عليه خيرا، فقال: تعلمون ذلك؟ فقالوا: نعم، قال: وجبت".
وإسناده ضعيف جدا، شيخ ابن عياش هو عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة: قال أبو داود: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث، واهي الحديث.
وقال الدارقطني: حمصي متروك.
ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش.

يستفاد من الحديث

أولًا: استحباب توكيد الكلام المهتم بتكراره ليحفظ وليكون أبلغ.

ثانيًا: جواز ذكر المرء بما يعلمه إذا وقعت الحاجة إليه، والمعتبر في ذلك شهادة أهل الفضل والصدق.

ثالثًا: فضيلة هذه الأمة، حيث كانت شهداء الله تعالى في أرضه، كما قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}.

رابعًا: إعمال الحكم بالظاهر.

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
_______________________________________
1 - وتحرّف في مطبوعه (أنس) إلى (الحسن).

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015