
إذا كان الكفن قصيرًا لا يعم بدن الميت
(394) "هاجرنا مع النبي ﷺ نريد وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأخذ من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد، وترك نمرة، فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فأمرنا رسول الله ﷺ أن نغطي رأسه، ونجعل على رجليه شيئا من إذخر، ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها".أخرجه البخاري (1276) و (3897) و (3913) و (3914) و (4047) و (4082) و (6432) و (6448)، ومسلم (940)، وأبو داود (2876) و (3155)، والترمذي (3853)، والنسائي (1903)، وفي "الكبرى" (2041)، وأحمد 5/ 109 و 111- 112 و 6/ 395، وابن أبي شيبة 3/ 260 و 14/ 393، وعبد الرزاق (6195)، والحميدي (155)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 121- 122، وابن السري في "الزهد" 2/ 387- 388، والبلاذري في "أنساب الأشراف" 9/ 409- 410، والبزار (2132)، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/ 277 مسند ابن عباس، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/ 39- 40، وابن الجارود (522)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4046) و (4047)، والشاشي (1004)، وابن المنذر في "الأوسط" (2972)، وابن الأعرابي في "معجمه" (867)، وفي "الزهد" (114)، وابن حبان (7019)، والطبراني 4/ (3656- 3664)، وفي "الأوسط" (3466)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (878)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2102) و (2103)، والبيهقي 3/ 401 و 4/ 7، وفي "دلائل النبوة" 3/ 299-300، وفي "الأسماء والصفات" 2/ 105- 106، وفي "الشعب" (9917)، وفي "المعرفة" (7380)، والبغوي في "شرح السنة" (1479) من طرق عن الأعمش، قال: سمعت شقيق بن سلمة، قال: حدثنا خباب، قال: فذكره.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه الطبراني 4/ (3656) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أحمد بن يحيى الأحول، حدثنا أبو عبيدة بن معن المسعودي، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن مسروق، قال: سمعت خباب بن الأرت به.
فزاد في إسناده مسروقا، وفيه أحمد بن يحيى الأحول: ضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان في "الثقات: 8/ 24:
"يخطئ ويخالف".
وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 162:
"ليس بشيء".
ومحمد بن عثمان بن أبى شيبة: فيه اختلاف كثير، ودافع عنه العلّامة المعلمي في "التنكيل" 2/ 694 - 696.
وأخرجه الطبراني 4/ (3694) من طريق خالد بن يوسف السمتي، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن الشعبي، عن خباب بن الأرت، قال:
"لم يكن أحد إلا أعطى ما سألوه يوم عذبهم المشركون إلا خباب بن الأرت كانوا يضجعونه على الرضف فلم يستقلوا منه شيئا، قال: فأتى بكفنه فنشر عليه قباطي بيضا فبكى، فقالوا: ما يبكيك يا أبا عبد الله فأنت صاحب رسول الله ﷺ؟ قال: ذكرت مصعب بن عمير لم يتعجل شيئا من طيباته، كفن في بردة، فلم يجد شيئا يكفن فيه، وكان إذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، حتى جعلنا عليه من الإذخر ومن نبات الأرض".
وإسناده ضعيف، خالد بن يوسف السمتي: ضعيف.
وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن عوف:
أخرجه البخاري (1274) و (1275) و (4045)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 5/ 322 و 13/ 390، وابن المبارك في "الزهد" (521)، وفي "الجهاد" (96)، وابن أبي الدنيا في "الجوع" (178)، والبرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف" (26)، والبزار (1009)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4048)، وابن حبان (7018)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 100، والبيهقي 3/ 401 و 4/ 7 و 14، وفي "دلائل النبوة" 3/ 299، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 740- 741 من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال:"أتي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يوما بطعامه، فقال: قتل مصعب بن عمير وكان خيرا مني، فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، وقتل حمزة - أو رجل آخر - خير مني، فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة، لقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي".
يستفاد من الحديث
أولًا: إذا كان الكفن قصيرًا لا يعم بدن الميت ستر به عورته، وما بقي من ستر عورته غطي به صدره ورأسه.ثانيًا: أن الكفن يكون من رأس المال.
ثالثًا: أنه يستحب إذا لم يوجد ساتر البتة لبعض البدن أو لكله أن يغطى بالإذخر، فإن لم يوجد فما تيسر من نبات الأرض وقد كان الإذخر مستعملا لذلك عند العرب كما يدل عليه قول العباس: إلا الإذخر يا رسول الله، فإنا نجعله في مساكننا وقبورنا.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام.
إرسال تعليق