
صفة أخرى للاستسقاء
(337) "أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله ﷺ قائم يخطب، فاستقبل رسول الله ﷺ قائما، ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله ﷺ يديه، ثم قال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا. قال أنس: ولا والله، ما نرى في السماء من سحاب، ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت، فلا والله، ما رأينا الشمس ستا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة، ورسول الله ﷺ قائم يخطب، فاستقبله قائما، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر. قال: فأقلعت، وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: سألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ فقال: ما أدري".
أخرجه البخاري (1013) و (1014) و (1016) و (1017) و (1019)، ومسلم (897-8)، والنسائي (1504) و (1515) و (1518)، وفي "الكبرى" (1818) و (1831) و (1837)، ومالك في "الموطأ" 1/ 191، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" (387)، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق" (65)، وابن خزيمة (1788)، وأبو عوانة (2489) و (2490) و (2491)، والطحاوي 1/ 321-322 و 322، وابن حبان (992) و (2857)، والطبراني في "الدعاء" (958) و (2187) و (2189)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (371)، والبيهقي 3/ 344 و 354، وفي "المعرفة" (7169)، وفي "الدعوات الكبير" (546) عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك: فذكره.
وفي لفظ: "جاء رجل إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله هلكت المواشي، وانقطعت السبل، فادع الله فدعا رسول الله ﷺ، فمطروا من جمعة إلى جمعة، فجاء رجل إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله تهدمت البيوت وتقطعت السبل، وهلكت المواشي، فقال رسول الله ﷺ: اللهم على رءوس الجبال والآكام، وبطون الأودية، ومنابت الشجر. فانجابت عن المدينة انجياب الثوب".
وله طرق عن أنس:
1 - أخرجه البخاري (933) و (1018) و (1033)، ومسلم (897-9)، والنسائي (1528)، وفي "الكبرى" (1852)، وأحمد 3/ 256، وابن الجارود (256)، وأبو عوانة (2493) و (2494)، والطبراني في "الدعاء" (957)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (370)، والبيهقي 3/ 221 و 354، وفي "دلائل النبوة" 6/ 139، والبغوي (1167) من طرق عن الأوزاعي، حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال:
"أصاب الناس سنة على عهد رسول الله ﷺ، فبينا رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يوم الجمعة، فقام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع رسول الله ﷺ يديه، وما نرى في السماء قزعة، والذي نفسي بيده، ما وضعها حتى ثار سحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال غيره فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع رسول الله ﷺ يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت حتى صارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي ولم يجئ أحد من ناحية إلا أخبر بالجود".
2 - أخرجه البخاري (1029) معلقا، وأبو عوانة (2497)، والبيهقي 3/ 357، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 41 من طريق أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر، عن سليمان، قال: قال يحيى بن سعيد: سمعت أنس بن مالك يقول:
"أتى أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله ﷺ يوم الجمعة فقال: يا رسول الله، هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس، فرفع رسول الله ﷺ يديه يدعو الله، فرفع الناس أيديهم مع رسول الله ﷺ يدعون، فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى، فأتى الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، لثق المسافر، ومنع الطريق".
وإسناده صحيح، سليمان هو ابن بلال، وأبو بكر هو عبد الحميد بن أبي أويس.
وأخرجه النسائي (1516)، وفي "الكبرى" (1836)، وابن خزيمة (1417) من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة، والطبراني في "الدعاء" (2188) من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي، كلاهما عن وهيب بن خالد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك، أن النبي ﷺ قال:
"اللهم اسقنا".
وإسناده صحيح.
3 - أخرجه مسلم (897-11)، وأحمد 3/ 194، وعبد بن حميد (1282)، والطحاوي 1/ 322، وأبو عوانة (2498) و (2500)، والطبراني في "الدعاء" (2182)، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 246) من طرق عن سليمان بن المغيرة، والطبراني في "الدعاء" (2182) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، كلاهما عن ثابت، قال: قال أنس:
"إني لقاعد عند المنبر يوم الجمعة ورسول الله ﷺ يخطب، إذ قال بعض أهل المسجد: يا رسول الله، حبس المطر، هلكت المواشي، ادع الله أن يسقينا، قال أنس: فرفع يديه رسول الله ﷺ، وما أرى في السماء من سحاب، فألف الله بين السحاب، فوبلتنا، حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي أهله، فمطرنا سبعا، وخرج رسول الله ﷺ يخطب في الجمعة المقبلة، إذ قال بعض أهل المسجد: يا رسول الله، تهدمت البيوت، حبس السفار، ادع الله أن يرفعها عنا، قال: فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. قال: فتقور ما فوق رأسنا منها، حتى كأنا في إكليل يمطر ما حولنا ولا نمطر".
وأخرجه البخاري (1021)، ومسلم (897-10)، والنسائي (1517)، وفي "الكبرى" (1835)، وأبو يعلى (3334)، وابن خزيمة (1423)، وأبو عوانة (2495)، وابن حبان (2858)، والطبراني في "الدعاء" (2182)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (720)، والبيهقي 3/ 353 من طريق عبيد الله بن عمر العمري، والبخاري (932) و (3582)، وأبو داود (1174)، وأبو عوانة (2496)، والطبراني في "الدعاء" (2182)، والبيهقي 3/ 356، وفي "دلائل النبوة" 6/ 140 من طريق يونس بن عبيد، كلاهما عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك بنحوه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (592)، وفي "الدعاء" (2182) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن، وثابت، عن أنس به.
وإسناده ضعيف، مبارك بن فضالة: قال يحيى القطان: ولم أقبل منه شيئا إلا شيئا يقول فيه: حدثنا.
وقال أبو زرعة: إذا قال: حدثنا فهو ثقة.
وقال أبو داود: إذا قال مبارك: حدثنا فهو ثبت، وكان يدلس.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2601) من طريق عمران القطان، عن الحسن، عن أنس به.
وإسناده ضعيف، عمران القطان: ضعفه أبو داود، والنسائي.
وقال ابن معين: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم.
وأخرجه مسلم (895-5)، والنسائي في "الكبرى" (1441)، وأحمد 3/ 184 و 209 و 216 و 259، وابن أبي شيبة 10/ 379، والطيالسي (2160) - ومن طريقه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1396) -، وعبد بن حميد (1304)، وأبو يعلى (3502)، وأبو عوانة (2482) و (2483)، وابن حبان (877)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 244، والبيهقي 3/ 357، وفي "الدعوات الكبير" (308)، وفي "دلائل النبوة" 1/ 247 عن شعبة، عن ثابت، قال: سمعت أنسا، يقول:
"كان رسول الله ﷺ يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه. قال شعبة: فذكرت ذلك لعلي بن زيد، فقال: إنما ذلك في الاستسقاء، قلت له: سمعته من أنس؟ فقال: سبحان الله".
وأخرجه أحمد 3/ 271، وأبو يعلى (3509) عن عفان بن مسلم، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس:
"أن الناس قالوا: يا رسول الله، هلك المال أقحطنا يا رسول الله، وهلك المال فاستسق لنا، فقام يوم الجمعة وهو على المنبر، فاستسقى - ووصف حماد: بسط يديه حيال صدره، وبطن كفيه مما يلي الأرض - وما في السماء قزعة، فما انصرف حتى أهمت الشاب القوي نفسه أن يرجع إلى أهله، فمطرنا إلى الجمعة الأخرى، فقالوا: يا رسول الله، تهدم البنيان، وانقطع الركبان، ادع الله أن يكشطها عنا، فضحك رسول الله ﷺ، وقال: اللهم حوالينا، ولا علينا. فانجابت حتى كانت المدينة كأنها في إكليل".
وإسناده على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم (896)، وأبو داود (1171)، وأحمد 3/ 123 و 153 و 241، وعبد بن حميد (1293) و (1338)، وأبو يعلى (3534)، وابن خزيمة (1412)، وأبو عوانة (2486) و (2487) و (2488)، وابن المنذر في "الأوسط" (2225)، والبيهقي 3/ 357 من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس:
"أن رسول الله ﷺ استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء".
وزاد أبو داود، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والبيهقي: "حتى رأيت بياض إبطيه".
وزاد البيهقي: "وهو على المنبر".
وفي لفظ لأحمد 3/ 123: "أن رسول الله ﷺ، كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض".
وعند أبي يعلى: "كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه".
ولفظ عبد بن حميد (1293): "أن رسول الله ﷺ استسقى فدعا هكذا وبسط يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجهه".
4 - أخرجه مسلم (897-12)، وأبو عوانة (2499) من طريق حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك، حدثه أنه سمع أنس بن مالك، يقول:
"جاء أعرابي إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، هلكت الماشية، فادع الله أن يسقينا، قال أنس: فأنشأت سحابة مثل رجل الطائر وأنا أنظر إليها، ثم انتشرت في السماء، ثم أمطرت، فما زلنا نمطر حتى جاء ذلك الأعرابي في الجمعة الأخرى فقال: يا رسول الله، هلكت الماشية، وسقطت البيوع، فادع الله أن يكشفها عنا، فقال رسول الله ﷺ: اللهم حوالينا ولا علينا. فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى".
وزاد مسلم: "يوم الجمعة، وهو على المنبر".
5 - أخرجه البخاري (1015) و (6093) و (6342)، وابن المنذر في "الأوسط" (2214) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، والبخاري (6093)، والطبراني في "الدعاء" (2181) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأحمد 3/ 261، وأبو عوانة (2501)، وابن الأعرابي في "المعجم" (2256) [1]، والطبراني في "الدعاء" (2181) من طريق شيبان النحوي، ثلاثتهم عن قتادة، عن أنس بن مالك:
"أن رجلا جاء إلى النبي ﷺ يوم الجمعة، وهو يخطب بالمدينة، فقال: قحط المطر، فاستسق ربك، فنظر إلى السماء وما نرى من سحاب، فاستسقى، فنشأ السحاب بعضه إلى بعض، ثم مطروا حتى سالت مثاعب المدينة، فما زالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع، ثم قام ذلك الرجل أو غيره، والنبي ﷺ يخطب، فقال: غرقنا، فادع ربك يحبسها عنا، فضحك، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا. مرتين أو ثلاثا، فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يمينا وشمالا، يمطر ما حوالينا ولا يمطر منها شيء، يريهم الله كرامة نبيه ﷺ وإجابة دعوته".
6 - أخرجه البخاري (932) و (3582)، وأبو داود (1174)، وأبو عوانة (2496)، والطبراني في "الدعاء" (2182)، والبيهقي 3/ 356، وفي "دلائل النبوة" 6/ 140 من طريق حماد بن زيد، وأبو يعلى (3929) من طريق زكريا بن يحيى بن عمارة، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال:
"أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله ﷺ، فبينا هو يخطب يوم جمعة، إذ قام رجل فقال: يا رسول الله هلكت الكراع، هلكت الشاء، فادع الله يسقينا، فمد يديه ودعا، قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريح أنشأت سحابا، ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره، فقال يا رسول الله: تهدمت البيوت فادع الله يحبسه، فتبسم، ثم قال: حوالينا ولا علينا. فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل".
7 - أخرجه النسائي (1527)، وفي "الكبرى" (1851)، وأحمد 3/ 104 و 187، وابن أبي شيبة 2/ 486 و 10/ 346 و 379 و 11/ 480-481، والبخاري في "الأدب المفرد" (612)، وفي "رفع اليدين" (93)، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" (55)، وعبد بن حميد (1417)، وأبو يعلى (3863)، وابن خزيمة (1789)، والطحاوي 1/ 322 و 323، وابن المنذر في "الأوسط" (2215)، وابن حبان (2859)، والبغوي (1168) عن حميد الطويل، عن أنس، قال:
"قحط المطر عاما، فقام بعض المسلمين إلى رسول الله ﷺ يوم جمعة وهو قائم يخطب، فقال: يا نبي الله قحط المطر، وأجدبت الأرض، وهلك المال، قال: فرفع رسول الله ﷺ يديه، وما نرى في السماء سحابة، فمد يديه حتى رأيت بياض إبطيه يستسقي الله، فما صلينا الجمعة حتى أهم الشاب القريب الدار الرجوع إلى أهله، فدامت جمعة، فلما كانت الجمعة التي تليها، فقالوا: يا رسول الله تهدمت البيوت، واحتبست الركبان فتبسم رسول الله ﷺ لسرعة ملالة ابن آدم، ثم قال بيده: اللهم حوالينا ولا علينا. فتكشطت عن المدينة".
وإسناده صحيح.
8 - أخرجه عبد الرزاق (4910) عن معمر، عن شيخ لهم، عن أنس، قال:
"استسقى رسول الله ﷺ مرة فمطر الناس ثلاثا أو ما شاء الله، ثم لم يقلع عنهم، قال: فقيل: يا رسول الله، تهدمت الحيطان، وتقطعت الركبان، وخشينا الغرق قال: فدعا فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. قال: فرأيت السحاب انصدع من المدينة حتى كانت منه مثل الطوق، وما حوله مظلم أعلم أنه ممطور".
وإسناده ضعيف، فيه مَنْ أُبهم.
9 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7619)، وفي "الدعاء" (2179)، وفي "الأحاديث الطوال" (27) حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي، حدثنا أبي، حدثنا مجاشع بن عمرو، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال:
"قحط الناس على عهد رسول الله ﷺ فأتاه المسلمون فقالوا: يا رسول الله قحط المطر ويبس الشجر وهلكت المواشي وأسنت الناس فاستسق لنا ربك، فقال: إذا كان يوم كذا وكذا فاخرجوا معكم بصدقات. فلما كان ذلك اليوم خرج رسول الله ﷺ والناس معه يمشي ويمشون عليهم السكينة والوقار، حتى أتوا المصلى فتقدم النبي ﷺ وصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة، وكان رسول الله ﷺ يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و {سبح اسم ربك الأعلى} وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و {هل أتاك حديث الغاشية}، فلما قضى صلاته استقبل القبلة بوجهه، وقلب رداءه ثم جثا على ركبتين، ثم رفع يديه فكبر تكبيرة قبل أن يستسقي ثم قال: اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا وحيا ربيعا وحنا طبقا غدقا مغدقا عاما هنيا مريا مريعا مرتعا وابلا شاملا مسبلا مجللا دائما دررا نافعا غير ضار عاجلا غير رايث، غيثا اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد، اللهم أنزل في أرضنا زينتها، وأنزل علينا في أرضنا سكنها، اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا تحيي به بلدة ميتا واسقه مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرا. قال: فما برحنا حتى أقبل قزع من السحاب فالتأم بعضه إلى بعض ثم مطرت عليهم سبعة أيام ولياليهن لا يقلع عن المدينة، فأتاه المسلمون فقالوا: يا رسول الله قد غرقت الأرض وتهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله أن يصرفها عنا، فضحك رسول الله ﷺ وهو على المنبر حتى بدت نواجذه تعجبا لسرعة ملالة ابن آدم، ثم رفع يديه ثم قال: حوالينا ولا علينا، اللهم على رؤوس الظراب ومنابت الشجر وبطون الأودية وظهور الآكام. فتصدعت عن المدينة حتى كانت في مثل الترس يمطر مراعيها ولا يمطر فيها قطرة".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 213:
"رواه الطبراني في (الأوسط)، وفيه مجاشع بن عمرو، قال ابن معين: قد رأيته أحد الكذابين".
10 - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2180)، وفي "الأحاديث الطوال" (28)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 468-470، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 140-142 و 142، وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (238) من طريق سعيد بن خثيم، حدثنا مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال:
"جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يصطبح، وأنشده:
أتيناك والعذراء تدمى لبانها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل
وألقى بكفيه الشجاع استكانة ... من الجوع ضعفا ما يمر وما يحلي
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا ... سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل
وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
فقام رسول الله ﷺ يجر رداءه حتى صعد المنبر ثم رفع يديه إلى السماء فقال: اسقنا غيثا مغيثا مريا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رايث نافعا غير ضار تملأ به الضرع وتنبت به الزرع وتحيي به الأرض بعد موتها. فوالله ما رد يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأوراقها وجاء أهل البطاح يعجون: يا رسول الله الغرق، فقال رسول الله ﷺ: حوالينا ولا علينا. فانجاب السحاب عن السماء حتى أحدق بالمدينة كالإكليل، فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه، ثم قال: لله أبو طالب لو كان حيا قرت عيناه، من ينشدنا قوله؟ فقام علي بن أبي طالب، فقال: يا رسول الله كأنك أردت قوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله يبزى محمد ... ولما نقاتل دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل
فقال رسول الله ﷺ: أجل. فقام رجل من كنانة فقال:
لك الحمد والحمد ممن شكر ... سقينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه دعوة ... أجيبت وأشخص منه البصر
ولم يك إلا كقلب الرداء ... وأسرع حتى رأينا المطر
دفاق العزالي وجم البعاق ... أغاث به الله عليا مضر
وكان كما قاله عمه ... أبو طالب ذو رداء وغرر
ويسقي بك الله صوب الغمام ... وهذا العيان لذاك الخبر
فمن يشكر الله يلقى المزيد ... ومن يكفر الله يلق الغير
فقال رسول الله ﷺ: إن يك شاعر قد أحسن فقد أحسنت".
وإسناده ضعيف، مسلم الملائي: واه.
11 - أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 359 من طريق عثمان بن عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عمرو، عن كثير بن خنيس، عن أنس بن مالك، قال:
"جاء رجل إلى رسول الله ﷺ وهو جالس على المنبر، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يسقينا، فرفع يديه فاستسقى...الحديث".
وإسناده ضعيف جدا، عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: قال ابن معين كما في "معرفة الرجال" لابن محرز (66):
"هذا كذاب خبيث، ليس هذه الكتب كتبه، سرقها".
قلت: وهذا الجرح مما يستدرك على الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" 5/ 883، فقد قال في ترجمة عثمان بن عبد الوهاب:
"ولا أعلم فيه جرحا".
"استسقى رسول الله ﷺ مرة فمطر الناس ثلاثا أو ما شاء الله، ثم لم يقلع عنهم، قال: فقيل: يا رسول الله، تهدمت الحيطان، وتقطعت الركبان، وخشينا الغرق قال: فدعا فقال: اللهم حوالينا ولا علينا. قال: فرأيت السحاب انصدع من المدينة حتى كانت منه مثل الطوق، وما حوله مظلم أعلم أنه ممطور".
وإسناده ضعيف، فيه مَنْ أُبهم.
9 - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7619)، وفي "الدعاء" (2179)، وفي "الأحاديث الطوال" (27) حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي، حدثنا أبي، حدثنا مجاشع بن عمرو، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال:
"قحط الناس على عهد رسول الله ﷺ فأتاه المسلمون فقالوا: يا رسول الله قحط المطر ويبس الشجر وهلكت المواشي وأسنت الناس فاستسق لنا ربك، فقال: إذا كان يوم كذا وكذا فاخرجوا معكم بصدقات. فلما كان ذلك اليوم خرج رسول الله ﷺ والناس معه يمشي ويمشون عليهم السكينة والوقار، حتى أتوا المصلى فتقدم النبي ﷺ وصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة، وكان رسول الله ﷺ يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و {سبح اسم ربك الأعلى} وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و {هل أتاك حديث الغاشية}، فلما قضى صلاته استقبل القبلة بوجهه، وقلب رداءه ثم جثا على ركبتين، ثم رفع يديه فكبر تكبيرة قبل أن يستسقي ثم قال: اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا وحيا ربيعا وحنا طبقا غدقا مغدقا عاما هنيا مريا مريعا مرتعا وابلا شاملا مسبلا مجللا دائما دررا نافعا غير ضار عاجلا غير رايث، غيثا اللهم تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد، اللهم أنزل في أرضنا زينتها، وأنزل علينا في أرضنا سكنها، اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا تحيي به بلدة ميتا واسقه مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرا. قال: فما برحنا حتى أقبل قزع من السحاب فالتأم بعضه إلى بعض ثم مطرت عليهم سبعة أيام ولياليهن لا يقلع عن المدينة، فأتاه المسلمون فقالوا: يا رسول الله قد غرقت الأرض وتهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله أن يصرفها عنا، فضحك رسول الله ﷺ وهو على المنبر حتى بدت نواجذه تعجبا لسرعة ملالة ابن آدم، ثم رفع يديه ثم قال: حوالينا ولا علينا، اللهم على رؤوس الظراب ومنابت الشجر وبطون الأودية وظهور الآكام. فتصدعت عن المدينة حتى كانت في مثل الترس يمطر مراعيها ولا يمطر فيها قطرة".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 213:
"رواه الطبراني في (الأوسط)، وفيه مجاشع بن عمرو، قال ابن معين: قد رأيته أحد الكذابين".
10 - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2180)، وفي "الأحاديث الطوال" (28)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 468-470، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 140-142 و 142، وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (238) من طريق سعيد بن خثيم، حدثنا مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال:
"جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يصطبح، وأنشده:
أتيناك والعذراء تدمى لبانها ... وقد شغلت أم الصبي عن الطفل
وألقى بكفيه الشجاع استكانة ... من الجوع ضعفا ما يمر وما يحلي
ولا شيء مما يأكل الناس عندنا ... سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل
وليس لنا إلا إليك فرارنا ... وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
فقام رسول الله ﷺ يجر رداءه حتى صعد المنبر ثم رفع يديه إلى السماء فقال: اسقنا غيثا مغيثا مريا مريعا غدقا طبقا عاجلا غير رايث نافعا غير ضار تملأ به الضرع وتنبت به الزرع وتحيي به الأرض بعد موتها. فوالله ما رد يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بأوراقها وجاء أهل البطاح يعجون: يا رسول الله الغرق، فقال رسول الله ﷺ: حوالينا ولا علينا. فانجاب السحاب عن السماء حتى أحدق بالمدينة كالإكليل، فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه، ثم قال: لله أبو طالب لو كان حيا قرت عيناه، من ينشدنا قوله؟ فقام علي بن أبي طالب، فقال: يا رسول الله كأنك أردت قوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله يبزى محمد ... ولما نقاتل دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل
فقال رسول الله ﷺ: أجل. فقام رجل من كنانة فقال:
لك الحمد والحمد ممن شكر ... سقينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه دعوة ... أجيبت وأشخص منه البصر
ولم يك إلا كقلب الرداء ... وأسرع حتى رأينا المطر
دفاق العزالي وجم البعاق ... أغاث به الله عليا مضر
وكان كما قاله عمه ... أبو طالب ذو رداء وغرر
ويسقي بك الله صوب الغمام ... وهذا العيان لذاك الخبر
فمن يشكر الله يلقى المزيد ... ومن يكفر الله يلق الغير
فقال رسول الله ﷺ: إن يك شاعر قد أحسن فقد أحسنت".
وإسناده ضعيف، مسلم الملائي: واه.
11 - أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 359 من طريق عثمان بن عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عمرو، عن كثير بن خنيس، عن أنس بن مالك، قال:
"جاء رجل إلى رسول الله ﷺ وهو جالس على المنبر، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يسقينا، فرفع يديه فاستسقى...الحديث".
وإسناده ضعيف جدا، عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي: قال ابن معين كما في "معرفة الرجال" لابن محرز (66):
"هذا كذاب خبيث، ليس هذه الكتب كتبه، سرقها".
قلت: وهذا الجرح مما يستدرك على الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" 5/ 883، فقد قال في ترجمة عثمان بن عبد الوهاب:
"ولا أعلم فيه جرحا".
يستفاد من الحديث
الاكتفاء بصلاة الجمعة في الاستسقاء.كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
_____________________________________1 - وسقط من مطبوعه (شيبان).
إرسال تعليق