
مخالفة الطريق إذا خرج في العيدين
(342) "كان رسول الله ﷺ إذا خرج إلى العيد رجع من غير الطريق الذي ذهب فيه".أخرجه البخاري (986) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، والبيهقي 3/ 308 من طريق يونس بن محمد، كلاهما عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: فذكره.
ولفظ البخاري: "كان النبي ﷺ إذا كان يوم عيد خالف الطريق".
وأخرجه الترمذي (541)، والدارمي (1613)، وابن المنذر في "الأوسط" (2190)، والبيهقي 3/ 308 عن محمد بن الصلت، وابن ماجه (1301)، والبيهقي 3/ 308 من طريق أبي تميلة، وأحمد 3/ 338، وابن خزيمة (1468) - وعنه ابن حبان (2815) -، والحاكم 1/ 296، والبيهقي 3/ 308، وفي "السنن الصغير" (704)، والبغوي (1108) عن يونس بن محمد، ثلاثتهم عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن أبي هريرة به.
وقال البخاري:
"وحديث جابر أصح".
وقال الترمذي:
"حديث أبي هريرة حسن غريب، وروى أبو تميلة ويونس بن محمد هذا الحديث عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله... وحديث جابر كأنه أصح".
وفي الباب عن ابن عمر، وأبي رافع، وسعد القرظ، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عباس:
أما حديث ابن عمر:
فأخرجه أبو داود (1156)، وابن ماجه (1299)، وأحمد 2/ 109، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 2/ 109، والحاكم 1/ 296، والبيهقي 3/ 308، وفي "المعرفة" (6959)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 484 من طرق عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر:"أن رسول الله ﷺ كان يخرج إلى العيدين من طريق، ويرجع من طريق أخرى".
وإسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري، وتحرّف في مطبوع "ابن ماجه" إلى عبيد الله بن عمر، وانظر "تحفة الأشراف" (7722).
وأما حديث أبي رافع:
فأخرجه ابن ماجه (1300) حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب، قال: حدثنا مندل، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده:"أن النبي ﷺ كان يأتي العيد ماشيا، ويرجع في غير الطريق الذي ابتدأ فيه".
وأخرجه البزار (3880) حدثنا محمد بن معمر، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا مندل به، بلفظ: "أن النبي ﷺ اغتسل للعيدين، وجاء إلى العيد ماشيا، ورجع في غير الطريق الذي خرج فيه".
وأخرجه الطبراني 1/ (943) من طريق يحيى الحماني، حدثنا مندل بن علي به، بلفظ: "أن النبي ﷺ كان يخرج إلى العيدين ماشيا، ويصلي بغير أذان ولا إقامة، ثم يرجع ماشيا في طريق آخر".
وأخرجه ابن ماجه (1297) حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب به بلفظ: "أن رسول الله ﷺ كان يأتي العيد ماشيا".
وإسناده ضعيف، مندل بن علي، ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع: ضعيفان.
وأما حديث سعد القرظ:
فأخرجه ابن ماجه (1298) حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد، قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جده:"أن النبي ﷺ كان إذا خرج إلى العيدين سلك على دار سعيد بن أبي العاص، ثم على أصحاب الفساطيط، ثم انصرف في الطريق الأخرى: طريق بني زريق، ثم يخرج على دار عمار بن ياسر، ودار أبي هريرة إلى البلاط".
وأخرجه ابن ماجه (1294)، والبيهقي 3/ 281 من طريق أبي يحيى الحراني، كلاهما (ابن ماجه، وأبو يحيى الحراني) عن هشام بن عمار به، بلفظ: "أن النبي ﷺ كان يخرج إلى العيد ماشيا، ويرجع ماشيا".
وأخرجه الطبراني 6/ (5448)، والحاكم 3/ 607 من طريق الحميدي، والطبراني 6/ (5448)، وفي "المعجم الصغير" (1170-1174) من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ به، بلفظ: "أن رسول الله ﷺ أمر بلالا أن يدخل أصبعيه في أذنيه، وقال: إنه أرفع لصوتك. وأن أذان بلال كان مثنى ومثنى، وتشهده مضعف، وإقامته مفردة، وقد قامت الصلاة مرة واحدة، وأنه كان يؤذن يوم الجمعة للجمعة على عهد رسول الله ﷺ، إذا كان الفيء مثل الشراك، وأن رسول الله ﷺ كان إذا خرج إلى العيدين سلك على دار سعد بن أبي وقاص، ثم على أصحاب الفساطيط، ثم بدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم كبر في الأولى سبعا قبل القراءة، وفي الآخرة خمسا قبل القراءة، ثم خطب الناس، ثم انصرف من الطريق الآخر: من طريق بني زريق، فذبح أضحيته عند طرف الزقاق بيده بشفرة، ثم خرج على دار عمار بن ياسر ودار أبي هريرة بالبلاط، وكان يخرج إلى العيدين ماشيا، ويرجع ماشيا، وكان يكبر بين أضعاف الخطبة، ويكثر التكبير في الخطبة للعيدين، وكان إذا خطب في الحرب، خطب على قوس، وإذا خطب في الجمعة، خطب على عصا، وأن بلالا كان إذا كبر بالأذان استقبل القبلة، ثم يقول: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، مرتين، أشهد أن محمدا رسول الله مرتين، ويستقبل القبلة، ثم ينحرف عن يمين القبلة، فيقول: حي على الصلاة، مرتين، ثم ينحرف عن يسار القبلة، فيقول: حي على الفلاح، مرتين، ثم يستقبل القبلة، فيقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
وإسناده ضعيف، سعد بن عمار بن سعد: مجهول.
وابنه عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ: ضعيف.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص:
فأخرجه البزار (1115) من طريق خالد بن إلياس، عن مهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه:"أن النبي ﷺ كان يخرج إلى العيد ماشيا، ويرجع ماشيا في طريق غير الطريق الذي خرج فيه".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وخالد بن إلياس: هذا فليس بالقوي، والمهاجر بن مسمار: رجل مشهور صالح الحديث روى عنه حاتم بن إسماعيل وغيره".
وإسناده ضعيف جدا، خالد بن إلياس: متروك.
وأما حديث عبد الله بن عباس:
فأخرجه الطبراني 10/ (10708) من طريق سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس:"أن رسول الله ﷺ كان يكبر في العيدين ثنتي عشرة، في الأولى سبعا، وفي الثانية خمسا، وكان يذهب في طريق ويرجع من أخرى".
وإسناده ضعيف جدا، سليمان بن أرقم: متروك.
وأخرجه عبد الرزاق (5679) عن ابن أبي يحيى، عن الحارث، عن أبي إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، عن ابن عباس، - أحسبه قد بلغ به النبي ﷺ -: "أنه كان يكبر في الأضحى والفطر سبعا في الأولى، وخمسا في الآخرة".
وهذا تحريف في إسناده فقد أخرجه عبد الرزاق (4894)، والشافعي في "الأم" 1/ 285 عن إبراهيم بن محمد (وهو نفسه ابن أبي يحيى)، عن أبي الحويرث، عن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، عن ابن عباس:
"عن النبي ﷺ أظن أنه كان يكبر في الفطر والأضحى والاستسقاء سبعا في الأولى، وخمسا في الآخرة".
وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى: متروك، والحديث معروف من حديث هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، عن ابن عباس، وانظر تخريج الحديث رقم (336).
يستفاد من الحديث
استحباب إذا خرج إلى العيد رجع من غير الطريق الذي ذهب فيه.كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
إرسال تعليق