
ضعف حديث من كان له إمام فقراءته له قراءة
"مَنْ كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
ضعيف - رُوي من حديث جابر بن عبد الله، وابن عباس، وأبي سعيد، وابن عمر، وأبي هريرة، وأنس، والنواس بن سمعان، وابن مسعود:
أما حديث جابر بن عبد الله:
فأخرجه أحمد 3/ 339 ، والدارقطني 2/ 122، وابن الجوزي في "التحقيق" (527) عن الأسود بن عامر شاذان، وعبد بن حميد (1050-المنتخب)، والدارقطني 2/ 122، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 334، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (344) عن أبي نعيم الفضل بن دُكين، والدارقطني 2/ 122 عن أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي، وابن ماجه (850) عن عبيد الله بن موسى الكوفي، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 217، وابن عدي 2/ 542، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (395) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي، وابن عدي 2/ 542 عن سلمة بن عبد الملك العَوْصي ( كلهم : الأسود بن عامر، وأبو نعيم، ومالك بن غسان، وعبيد الله بن موسى، وأحمد ابن عبد الله ) عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي، عن جابر الجعفي، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من كان له إمام، فإن قراءة الإمام له قراءة".
وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه جابر بن يزيد الجعفي متهم بالكذب، كذبه زائدة وابن معين وجماعة، وقال أبو حنيفة:
"لم أر أكذب منه".
وأبو الزبير وهو محمد بن مسلم المكي: مدلس، ولم يصرح بسماعه من جابر.
وأخرجه أحمد 3/ 339 حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا حسن بن صالح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان له إمام، فقراءته له قراءة".
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 377 عن مالك بن إسماعيل، عن حسن بن صالح به.
والحسن بن صالح لم يسمعه من أبي الزبير، بينهما جابر الجعفي وقد عرفتَ حاله، وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه.
قال الألباني في "الإرواء" 2/ 270:
"الظاهر أن الحسن بن صالح على ثقته كان يضطرب فيه".
قلت: قد أخرجه الدارقطني 2/ 122 من طريق مالك بن إسماعيل بإثبات الجعفي.
وأخرجه ابن الجوزي في "التحقيق" 1/ 363 من طريق أحمد بن حنبل، حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حسن بن صالح، عن جابر، عن أبي الزبير، عن جابر به.
فأثبت الجعفي في إسناده، فخلوّ الإسناد من الجعفي خطأ قطعا والله أعلم.
ورُوي من طريق الحسن بن صالح مقرونا بالجعفي ليث بن أبي سليم:
أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (1755)، والدارقطني 2/ 122، وابن عدي في "الكامل" 7/ 237، والبيهقي 2/ 160، وفي "القراءة خلف الإمام" (345)، وابن الجوزي في "التحقيق" (528) عن العباس الدوري، عن يحيى بن أبى بكير، وإسحاق بن منصور السلولي، وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 217 ، وابن عدي 6/ 2107 ، عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرطوسي، والبيهقي في "القراءة" (343) عن سعيد بن مسعود المروزي، والدارقطني 2/ 122 عن محمد بن سعد العوفي ثلاثتهم عن إسحاق بن منصور وحده)، (كلاهما يحيى بن أبى بكير، وإسحاق بن منصور السلولي ) عن الحسن بن صالح، عن ليث، وجابر، عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال ابن عدي:
"وهذا معروف بجابر الجعفي، عن أبي الزبير، يرويه عنه الحسن بن صالح إلا أن إسحاق بن منصور، ويحيى بن أبي بكير، رويا عن الحسن بن صالح، عن ليث وجابر فجمع بينهما".
وقال الدارقطني:
"جابر، وليث ضعيفان".
وقال أبو نعيم: مشهور من حديث الحسن بن صالح".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى":
"جابر الجعفي وليث بن أبي سليم لا يحتج بهما، وكل من تابعهما على ذلك أضعف منهما أو من أحدهما".
وقال في "القراءة":
"قال لنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه: ليث بن أبي سليم وجابر بن يزيد الجعفي ممن لا تقوم الحجة برواية واحد منهما، خصوصا إذا خالفا الثقات وتفردا بمثل هذا الخبر المنكر عن مثل أبي الزبير محمد بن مسلم المكي في اشتهاره وكثرة أصحابه وجرحهما جميعا أشهر من أن يطول الكتاب بذكره...".
وله طرق أخرى عن أبي الزبير:
أخرجه البيهقي في "القراء خلف الإمام" (347) من طريق محمد بن أشرس، حدثنا عبد الله بن عمر، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
ثم أخرجه البيهقي (348) من طريق محمد بن أشرس، حدثنا بشر بن القاسم، حدثنا عبد الله بن لهيعة، فذكره.
ومدار الحديث على محمد بن أشرس: وهو متروك كما قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (3606).
وابن لهيعة سيء الحفظ.
وفيه أيضا عنعنة أبي الزبير.
وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في "الموطأ" (ص: 61)، والطبراني في "االأوسط" (7903)، والدارقطني 2/ 259، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (727)، وفي "التحقيق" (475)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (346)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 13/ 95 من طريق سهل بن العباس الترمذي، حدثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى خلف إمام، فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال الطبراني:
"لم يرفع هذا الحديث أحد ممن رواه عن ابن علية إلا سهل بن العباس، ورواه غيره موقوفا".
وقال الدارقطني:
"هذا حديث منكر، وسهل بن العباس متروك".
وقال البيهقي:
"قال أبو عبد الله – الحاكم -: هذا الخبر باطل بهذا الإسناد، ولو صح مثل هذا من حديث أيوب السختياني عن أبي الزبير عن جابر لكان كالأخذ باليد ولما اختلف فيه أحد، وإنما الحمل فيه على سهل بن العباس هذا فإنه مجهول لا يعرف، وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ عقيب هذا الحديث، قال: هذا منكر، وسهل بن العباس متروك وروى من وجه آخر عن أبي الزبير أضعف مما قبله".
وقال ابن الجوزي: " هذا حديث لا يصح والترمذي متروك".
وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص:32) حدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا علي بن جعفر بن محمد بن حبيب التمار، حدثنا علي بن إشكاب، حدثنا إسحاق الأزرق، عن أبي حنيفة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له إمام، فقراءة الإمام له قراءة".
قال الدارقطني في "العلل" 13/ 372:
" قال قائل فيه: عن أبي حنيفة، عن أبي الزبير، عن جابر ووهم فيه، وإنما رواه إسحاق الأزرق، عن أبي حنيفة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن جابر ...".
قلت: وعلي بن جعفر بن محمد بن حبيب التمار: لم أجد له ترجمة.
وأبو حنيفة النعمان بن ثابت الإمام فقيه العراق، ضعفه عبد الله بن المبارك، وأحمد، والنسائي، والدارقطني، وابن عدي، وآخرون من جهة حفظه.
وله طريق آخر عن جابر:
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 218، وابن عدي في "الكامل"
9/ 125، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (349) عن جعفر ابن الحجاج وجماعة، والدارقطني 2/ 114 عن أبي بكر النيسابوري: كلهم عن بحر بن نصر، قال: حدثنا يحيى بن سلام، قال: حدثنا مالك، عن أبي نعيم وهب بن كيسان، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فلم يصل إلا وراء الإمام".
وقال ابن عدي:
"وهذا الحديث عن مالك بهذا الإسناد لم يرفعه عن مالك غير يحيى بن سلام وهذا الحديث في الموطأ من قول جابر موقوف".
وقال الدارقطني:
"يحيى بن سلام ضعيف والصواب موقوف".
وقال البيهقي:
"قال لنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه: وهم يحيى بن سلام على مالك بن أنس في رفع هذا الخبر، ويحيى بن سلام كثير الوهم وقد روى مالك بن أنس هذا الخبر في الموطأ عن وهب بن كيسان عن جابر من قوله".
وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "لسان الميزان" 4/ 373، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (352) من طريق عاصم بن عصام خزان، عن يحيى بن نصر بن حاجب، عن مالك، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال الدارقطني:
"عاصم بن عصام لا يعرف".
قلت: أبو عصمة عاصم بن عصام البيهقي خزان، ذكره ابن حبان في "كتاب المجروحين" 3/ 154 بقوله: "خزان هذا ثقة من أصحاب أحمد بن حنبل رحمه الله من أهل بيهق".
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 6/ 347:
"قيل: كان مجُاب الدعوة".
قال البيهقي:
"قال أبو عبد الله - الحاكم -: يحيى بن نصر بن حاجب غير مستنكر منه مثل هذه الرواية، فقد روى عن مالك وغيره من الأئمة ما لم يتابع.
قال: خلط يحيى بن نصر في هذا الحديث من وجهين أحدهما في رفعه والآخر في تغيير لفظه، وله من ذلك أخوات كثيرة، ولأجل ذلك سقط عن حد الاحتجاج برواياته".
قلت: يحيى بن نصر بن حاجب: ضعيف
قال أبو زرعة: ليس بشيء.
وقال: مهنى: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: كان جهميا يقول قول أبي جهم.
وقال أبو حاتم: يلينه عندي قدم رجاله.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 193:
"سئل أبي عنه فقال: تكلم الناس فيه".
وقال العقيلي: منكر الحديث.
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 483: ليس بالقوي.
وأما ابن عدي فأورد في "الكامل" 9/ 111-114 شيئا من حديثه، وقال: أرجو أنه لا بأس به.
وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (350) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو سعد محمد بن جعفر الخصيب الهروي من كتابه، حدثنا عبد الله بن محمود السعدي، حدثنا إسماعيل بن موسى السدي، حدثنا مالك بن أنس، عن وهب بن كيسان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج إلا وراء الإمام".
وقال البيهقي:
"قال أبو عبد الله: وهم الراوي عن إسماعيل السدي في رفعه بلا شك فيه، فقد خالفه الثبت عن إسماعيل بن موسى".
ثم أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (351) من طرق عن السري بن خزيمة، حدثنا إسماعيل بن موسى السدي، حدثنا مالك بن أنس، عن وهب ابن كيسان، عن جابر.
وقال البيهقي:
" قال السري بن خزيمة: وليس بمرفوع قال:(كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج إلا وراء الإمام) قال لنا أبو عبد الله فيما قرئ عليه: سمعت أبا
عبد الله يقول: سمعت السري بن خزيمة يقول: لا أجعل في حل من روى عني هذا الخبر مرفوعا، فإنه في كتابي موقوف، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ في "التاريخ" قال: ذكر هذا الحديث لأبي عبد الله بن يعقوب فقال: هذا كذب، سمعت السري بن خزيمة يحدث به موقوفا ثم قال: ما حدثت بهذا الحديث إلا هكذا، فمن ذكره عني مسندا فقد كذب، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله بن يعقوب يقول: سمعت إبراهيم بن محمد الصيدلاني يقول: سمعت إسماعيل بن بنت السدي يقول: قلت لمالك في هذا الحديث: مرفوع هو؟ فقال: خذوا برجله.
قال البيهقي: هذه الحكاية عن مالك تكذب رواية من رواه مرفوعا، وروايتها عن أبي عبد الله الحافظ، عن إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم، عن السري بن خزيمة هذا الحديث وقول السري فيه: وليس بمرفوع يكذب رواية الرجل الذي جمع الأخبار في هذه المسألة وروي هذا الحديث عن شيخ له، عن أبي الحسين ابن الخشاب، عن إبراهيم بن عصمة، عن السري بن خزيمة مرفوعا، والله يعصمنا من أمثال ذلك تعصبا لرأيه وميلا إلى هواه، وروي هذا الحديث من وجه آخر أضعف مما ذكرنا مرفوعا".
وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (353) من طريق محمد بن أشرس، حدثنا إبراهيم بن رستم، وعلي بن الجارود بن يزيد، قالا: حدثنا مالك بن أنس، عن أبي نعيم وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب إلا أن يكون وراء الإمام".
وقال البيهقي:
"محمد بن أشرس هذا مرمي بالكذب، ولا يحتج بروايته إلا من غلب عليه هواه، نعوذ بالله من متابعة الهوى وهذا الحديث في الموطأ الذي صنفه مالك بن أنس وتداوله أهل العلم إلى يومنا هذا موقوف وأنكر فيما روينا عنه رفعه، فكيف يقبل من قوم لم تثبت عدالتهم بل اشتهروا برواية المناكير؟ روايته مرفوعا وبالله التوفيق".
وقال "السنن الكبرى" 2/ 160 - بعد أن أخرجه من طريق ابن بكير حدثنا مالك، عن أبي نعيم وهب بن كيسان أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره موقوفا -:
"هذا هو الصحيح عن جابر من قوله غير مرفوع، وقد رفعه يحيى بن سلام وغيره من الضعفاء، عن مالك وذاك مما لا يحل روايته على طريق الاحتجاج به".
وهو في "الموطأ" 1/ 84 عن وهب بن كيسان عن جابر موقوفا.
وأخرجه عن مالك موقوفا:
الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 218، والدارقطني 2/ 114 من طريق ابن وهب، أن مالكا أخبره، عن وهب بن كيسان، عن جابر، نحوه موقوفا.
وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (354) من طريق القعنبي عن مالك به موقوفا.
وأخرجه الترمذي (313) من طريق معن قال: حدثنا مالك، عن أبي نعيم وهب بن كيسان، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
"من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل، إلا أن يكون وراء الإمام".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح".
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 48:
"لم يرو هذا الحديث أحد من رواة الموطأ مرفوعا، وإنما هو في الموطأ موقوف على جابر من قوله، وانفرد يحيى بن سلام برفعه عن مالك ولم يتابع على ذلك، والصحيح فيه أنه من قول جابر".
طريق آخر عن جابر:
أخرجه الدارقطني 2/ 107 من طريق إسحاق الأزرق، والبيهقي في "القراءة" (335)، والخطيب في "الموضح" 2/ 401، وفي "الفقيه والمتفقه" 1/ 225 - 226 عن محمد بن الحسن الشيباني وهو عنده في "الموطأ" (117)، والدارقطني 2/ 110، وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة (ص 226) من طريق أسد بن عمرو، عن أبي حنيفة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال الدارقطني:
" لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة غير أبي حنيفة، والحسن بن عمارة وهما ضعيفان".
قلت: وهذا الحديث له طرق كثيرة عن أبي حنيفة استوعبها أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" فأخرجه (ص 226) من طريق سعيد بن مسروق، و (ص 210 و 227) من طريق سعد بن الصلت، و (ص 227) من طريق إبراهيم بن طهمان، و(ص 227) من طريق يعقوب بن إبراهيم، و(ص 227) من طريق زيد الحرشي، و(ص 227) من طريق أبي يحيى الحماني، و(ص 228) من طريق مكي بن إبراهيم، و(ص 226) من طريق أبي يوسف ، و (ص 228) من طريق المقرئ ( قال أبو نعيم : كلهم قال: عن أبي الحسن، وقال أبو يوسف، وإبراهيم بن طهمان، والمقرئ، والليث، عن أبي حنيفة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه صلى ورجل من خلفه نفر، فجعل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاه عن القراءة خلف نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى خلف الإمام، فإن قراءة الإمام له قراءة".
هذا لفظ عمرو بن عون، عن أبي يوسف، وقال ابن ياسين: عن مكي، عن أبي الحسن موسى بن أبي عائشة، واختلف أصحاب أبي حنيفة عليه في هذا الإسناد، فقال بعضهم: عن عبد الله بن شداد، عن أبي الوليد، عن جابر، وممن رواه كروايته أبو يوسف، وممن تفرد: زفر من روايته عن ابن حكيم، وإسحاق الأزرق، ويونس بن بكير، وجابر، ومصعب، وخلف ابن ياسين حدثنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا محمد بن عمرو بن شهاب، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن المغيرة، أخبرنا الحكم بن أيوب، عن زفر، عن أبي حنيفة، عن موسى ابن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن أبي الوليد، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
ورواه أبو أسد، عن الفضل بن موسى، وعبد الله بن الزبير، وقال بعضهم: عن أبي الحسن، عن أبي الوليد، عن جابر، ولم يذكر ابن شداد".
وقال الحاكم في "علوم الحديث" (ص 178):
"عبد الله بن شداد هو بنفسه، أبو الوليد، ومن تهاون بمعرفة الأسامي، أورثه مثل هذا الوهم".
قلت: الظاهر من الأسانيد أن أبا الوليد ليس هو عبد الله بن شداد وإن كان هو يُكنى بأبي الوليد، ولكنه شيخ له وهو مجهول كما سيأتي عن الحفّاظ:
قال البيهقي في "القراءة":
" قال أبو الحسن الدارقطني: أبو الوليد هذا مجهول ...
هذا هو الصحيح عن الليث بن سعد عن يعقوب، وكذلك رواه خلف بن أيوب، عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة، والحكم بن أيوب، عن زفر، عن أبي حنيفة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن أبي الوليد، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مختصرا في قراءة الإمام له قراءة.
وفي رواية الليث بن سعد وهو أحد الأئمة، عن يعقوب بن أبي يوسف دليل على أن قصة سبح اسم ربك الأعلى، إنما رواها أبو حنيفة عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن جابر، وليس فيها أن "قراءته له قراءة" وهي القصة التي رواها عمران بن حصين، ونحن نذكرها إن شاء الله وأما القصة التي فيها "فإن قراءته له قراءة" فإن أبا حنيفة إنما رواها عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن أبي الوليد، عن جابر وهو رجل مجهول كما قال الدارقطني رحمه الله، ولا تقوم به حجة، ومن روى هذا الحديث عن أبي بكر الحارثي عن الدارقطني وأسقط من إسناده أبا الوليد أو رواه عن الحاكم أبي عبد الله عن أبي علي الحافظ وأسقط من إسناده ابن شداد وأوهم أن أبا الوليد كنية ابن شداد فإنه لم يسلك سبيل الصدق في رواية الحديث، وله من إسقاط بعض المتون ليستقيم له ما يقصده من الاحتجاج أشباه كثيرة لا أحب ذكرها والله يعصمنا من أمثال ذلك بفضله ورحمته، وروى أبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة الإمام هذا الحديث عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، كما رواه أبو بكر بن زياد النيسابوري وهو أحد الأئمة في الفقه والحديث، ثم قال ابن خزيمة: أبو الوليد مجهول لا يدرى من هو كما قال: الدارقطني قال: وفي قصة سبح اسم ربك الأعلى دليل على أن الرجل قرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم سبح اسم ربك الأعلى جهرا لا خفيا لأن في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ منكم سبح اسم ربك الأعلى؟ فإن كان كره قراءة الرجل خلفه فإنما كره جهره بالقراءة ومخالجته قراءته، وأما خبر أبي الوليد عن جابر ففيه أنه أومأ إليه رجل، والعراقيون ينهون عن الإيماء في الصلاة بما يفهم عن المومئ، ومن أبو الوليد فيحتج به على أخبار ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويترك له النظر والمقاييس؟ قال: وذكر جابر في هذا الخبر خطأ فاحش.
قال البيهقي: وكذلك ذكر أبي الوليد قبله إنما الخبر عن عبد الله بن شداد عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه أهل العلم وحفاظهم ومتقنوهم وأهل المعرفة بالأخبار عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، شعبة ابن الحجاج عالم أهل زمانه بالحديث، وسفيان الثوري إمام أهل العراق في الحديث ومتقنهم وحافظهم ولم يكن بالعراقيين في عصرهما مثلهما في حفظ الحديث وإتقانه، وابن عيينة حافظ أهل الحرم ولم يكن بحرم الله مكة في زمانه أحفظ منه رووا هذا الخبر وجماعة غيرهم ليس فيه ذكر جابر.
وذكر شيخنا أبو عبد الله الحافظ عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ أنه قال: هما قصتان رواهما أبو حنيفة عن موسى بن أبي عائشة واختلفت رواته عنه فيهما كما ذكرنا فأما قصة سبح اسم ربك الأعلى، فإنها راجعة إلى حديث زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين، وأما قصة: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" فرواها منصور بن المعتمر، وشعبة بن الحجاج، وسفيان بن سعيد الثوري، وسفيان بن عيينة، وأبو عوانة، وشريك بن عبد الله النخعي، وزائدة بن قدامة، وأبو إسحاق الفزاري، وجرير، وغيرهم، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا.
وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه قال: قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ رحمه الله روى هذا الخبر سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وشريك، وأبو خالد الدالاني، وأبو الأحوص، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الدارقطني: وهو الصواب".
وجاء مقرونا بأبي حنيفة الحسن بن عمارة:
أخرجه الدارقطني 2/ 111، وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص 226-227)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (338) من طريق يونس بن بكير، حدثنا أبو حنيفة، والحسن بن عمارة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله ابن شداد بن الهاد، عن جابر بن عبد الله، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الظهر والعصر، فلما انصرف قال:
"من قرأ خلفي بـ سبح اسم ربك الأعلى؟ فلم يتكلم أحد، فردد ذلك ثلاثا، فقال رجل: أنا يا رسول الله قال: لقد رأيتك تخالجني أو قال: تنازعني القرآن، من صلى منكم خلف إمام فقراءته له قراءة".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 110 من طريق يونس بن بكير، عن الحسن بن عمارة (وحده).
وقال الدارقطني:
"ولم يذكر في هذا الإسناد جابرا غير أبي حنيفة ورواه يونس بن بكير، عن أبي حنيفة، والحسن بن عمارة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ...
وقال: "الحسن بن عمارة متروك الحديث، وروى هذا الحديث سفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل بن يونس، وشريك، وأبو خالد الدالاني، وأبو الأحوص، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب".
وقال ابن عدي:
"وهذا لم يوصله فزاد في إسناده جابر غير الحسن بن عمارة، وأبو حنيفة وبأبي حنيفة أشهر منه من الحسن بن عمارة، وقد روى هذا الحديث عن موسى بن أبي عائشة غيرهما، فأرسلوه مثل جرير، وابن عيينة، وأبو الأحوص، وشعبة والثوري، وزائدة، وزهير، وأبو عوانة، وابن أبي ليلى، وشريك، وقيس، وغيرهم، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا".
وقد جاء عن أبي حنيفة مرسلا:
أخرجه البيهقي 2/ 160، وفي "القراءة خلف الإمام" (336) و (337) مقرونا بأبي حنيفة سفيان الثوري، وشعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي في "السنن الكبرى":
" وكذلك رواه غيره، عن سفيان بن سعيد الثوري، وشعبة بن الحجاج، وكذلك رواه منصور بن المعتمر، وسفيان بن عيينة، وإسرائيل بن يونس، وأبو عوانة، وأبو الأحوص، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم، من الثقات الأثبات، ورواه الحسن بن عمارة، عن موسى موصولا، والحسن بن عمارة متروك".
وقال البيهقي في "القراءة خلف الامام" (ص 148):
"وروى عن طلحة رجل مجهول عن موسى بن أبي عائشة موصولا".
أخرجه في "القراءة خلف الامام" (339) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو علي الحافظ، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، حدثنا ابن وهب، حدثني الليث بن سعد، عن طلحة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أبي الوليد، عن جابر، أن رجلا صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر يعني فقرأ، فأومى إليه رجل فنهاه فأبى، فلما انصرف قال: أتنهاني أن أقرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم؟ فتذاكرا ذلك حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى خلف إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وهذا إسناد ضعيف جدا، وفيه علتان:
الأولى: أبو الوليد: مجهول.
الثانية: طلحة: مجهول أيضا.
قال الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 462:
"وطلحة وأبو الوليد لا يعرفان ولم يروه هكذا إلا عبد الملك بن شعيب".
وله طريق أخرى عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعا:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (342) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد حامد الفقيه ببخارى، حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد السلمي، حدثنا العباس بن عزيز بن سيار القطان المروزي، حدثنا عتيق بن محمد النيسابوري، حدثنا حفص بن عبد الرحمن، عن أبي شيبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الله بن شداد، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
" هذه الرواية إن سلمت من العباس القطان هذا فإني لا أعرفه بعد العد فلا تسلم من أبي شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي قال أحمد بن حنبل رحمه الله: أبو شيبة ليس بشيء منكر الحديث.
وقال يحيى بن معين: عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي: متروك، وجرحه أيضا البخاري وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهما من أهل العلم بالحديث وإذا كنا لا نقبل رواية المجهولين فكيف نقبل رواية المجروحين؟!".
وقال الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/ 544:
"إن حديث عبادة هو الصحيح ، وأما حديث جابر فتفرد بوصل إسناده عن موسى بن أبي عائشة: أبو حنيفة، وقيل عن الحسن بن عمارة كذلك، والحسن ضعيف جدا، والمحفوظ أن أبا حنيفة تفرد بوصله، وخالفه الثقات الحفاظ، منهم: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وزائدة بن قدامة، وأبو عوانة الوضاح، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وشريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وأبو إسحاق الفزاري، ووكيع بن الجراح فرووه، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكروا فيه جابرا، والقول قولهم، فلا تثبت بالحديث حجة، لأنه مرسل" .
عبد العزيز، عن أبي سهيل، عن عون، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تكفيك قراءة الإمام خافت أو جهر".
وقال الدارقطني:
"عاصم ليس بالقوي، ورفعه وهم".
وقال أيضا:
"قال أبو موسى: قلت: لأحمد بن حنبل: في حديث ابن عباس هذا في القراءة؟، فقال: هكذا منكر".
قلت: عاصم بن عبد العزيز، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 493: "فيه نظر". ويُنظر أيضا "الضعفاء" 3/ 338 للعقيلي، و "تهذيب التهذيب" 5 / 46.
وقال أبو زرعة، والنسائي، والدارقطني: ليس بالقوي، يُنظر "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" 2/ 389 و "الميزان" 2/ 353، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 129:
"كان ممن يخطئ كثيرا فبطل الاحتجاج به إذا انفرد".
وقال البيهقي:
" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه قال: عاصم بن عبد العزيز الأشجعي الغالب على حديثه الوهم والخطأ قال: وقال أبو علي الحسين بن علي الحافظ: عون بن عبد الله هو عندي ابن عبد الله بن عتبة لم يسمع من ابن عباس شيئا وهو عندي وهم، فقد روي عن ابن عباس بخلافه وروى بإسناد مظلم عن المسيب بن شريك عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا، وهو إن سلم محمد قبل المسيب فلا يسلم منه، فإنه ضعيف ولا من الحسن بن عمارة فإنه متروك، وروى بإسناد آخر مجهول عن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أما تكتفون بقراءتي؟ إن الإمام ضامن للصلاة" ولسنا نقبل رواية المجهولين، ثم هو منقطع الضحاك لم يلق ابن عباس ".
"من كان له إمام، فقراءة الإمام له قراءة".
وقال ابن عدي:
"وهذه الأحاديث التي أمليتها - ومنها هذا الحديث - مع سائر رواياته التي لم أذكرها، عامتها مما لا يتابع إسماعيل أحد عليها، وهو ضعيف وله عن مسعر غير حديث منكر، لا يتابع عليه".
قلت: علة هذا الحديث أبو هارون العبدي عمارة بن جوين: متروك، ومنهم من كذبه، ولقد توبع إسماعيل بن عمرو عليه:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7579) من طريق عامر بن ابراهيم، عن النضر ابن عبد الله، ثنا الحسن بن صالح به.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن صالح، عن أبي هارون إلا النضر بن
عبد الله، تفرد به: عامر بن إبراهيم".
قلت: قد رواه إسماعيل بن عمرو عن الحسن بن صالح، والنضر بن عبد الله: مجهول، وقد تقدّم معنا حديث الحسن بن صالح، والاضطراب في إسناد هذا الحديث عند تخريج حديث جابر.
وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (439) من طريق عبد الله بن أيوب القربي، أنبأ شيبان، أنبأ الربيع بن بدر، أنبأ أبو هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
"سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل خلف الإمام لا يقرأ شيئا أيجزئه ذلك؟ قال: نعم".
وإسناده ضعيف جدا، أبو هارون العبدي، والربيع بن بدر، وعبد الله بن أيوب القربي، ثلاثتهم قد تُرك حديثهم.
وقال البيهقي:
"جابر الجعفي متروك ورفعه في روايته غير ظاهر".
قلت: إنما يرويه الحسن بن صالح من حديث جابر بن عبد الله، وقد تقدّم معنا تخريجه وبيان الاضطراب في إسناده.
وله طرق أخرى عن نافع:
وهو الثاني عنه:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (390) أخبرنا أبو عبد الله، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الكريم الذهلي بمرو، أخبرنا محمد بن عبدة، فيما قرئ عليه، أخبرنا عبدان، عن خارجة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وهذا إسناد تالف، خارجة بن مصعب: متروك، قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 288:
"كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره، ويروي ما سمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج بخبره".
وقال البيهقي:
" قال لنا أبو عبد الله رحمه الله فيما قرئ عليه: هذا الحديث ليس لرفعه أصل من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع ولا من حديث أيوب السختياني بوجه، وخارجة بن مصعب السرخسي، قد قيل: إنه كان يدلس عن جماعة من الكذابين مثل غياث بن إبراهيم وغيره فكثرت المناكير في حديثه، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: خارجة بن مصعب ليس هو بشيء.
وروينا عن أحمد بن حنبل: أنه نهى عن الكتابة عنه.
وروينا عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال: خارجة بن مصعب أبو الحجاج الخراساني تركه وكيع كان يدلس عن غياث بن إبراهيم ولا يعرف صحيح حديثه من غيره".
ومحمد بن عبدة: متهم بالكذب.
وأبو جعفر محمد بن علي بن عبد الكريم الذهلي: لم أجد له ترجمة.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 354 من طريق أحمد بن علي بن سلمان المروزي قال حدثنا محمد بن عبدة، قال: حدثنا خارجة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
أحمد بن علي بن سلمان المروزي: متروك يضع الحديث، قاله الدارقطني.
وسقط من إسناده عبدان! وقد تقدّم بيان حال محمد بن عبدة وخارجة بن مصعب.
وأخرجه الدارقطني 2/ 260، وابن منده في "مجالس من أماليه" (234)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (391) من طريق عبد الله بن عثمان، حدثنا خارجة بن مصعب، فذكره بإسناده نحوه.
وقال الدارقطني:
"رفعه وهم، والصواب عن أيوب، وعن ابن علية أيضا" يعني موقوفا على ابن عمر.
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (342) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد حامد الفقيه ببخارى، حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد السلمي، حدثنا العباس بن عزيز بن سيار القطان المروزي، حدثنا عتيق بن محمد النيسابوري، حدثنا حفص بن عبد الرحمن، عن أبي شيبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الله بن شداد، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
" هذه الرواية إن سلمت من العباس القطان هذا فإني لا أعرفه بعد العد فلا تسلم من أبي شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي قال أحمد بن حنبل رحمه الله: أبو شيبة ليس بشيء منكر الحديث.
وقال يحيى بن معين: عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي: متروك، وجرحه أيضا البخاري وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهما من أهل العلم بالحديث وإذا كنا لا نقبل رواية المجهولين فكيف نقبل رواية المجروحين؟!".
وقال الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 1/ 544:
"إن حديث عبادة هو الصحيح ، وأما حديث جابر فتفرد بوصل إسناده عن موسى بن أبي عائشة: أبو حنيفة، وقيل عن الحسن بن عمارة كذلك، والحسن ضعيف جدا، والمحفوظ أن أبا حنيفة تفرد بوصله، وخالفه الثقات الحفاظ، منهم: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وزائدة بن قدامة، وأبو عوانة الوضاح، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وشريك بن عبد الله، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وأبو إسحاق الفزاري، ووكيع بن الجراح فرووه، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكروا فيه جابرا، والقول قولهم، فلا تثبت بالحديث حجة، لأنه مرسل" .
وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه الدارقطني 2/ 122 و126، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (432) و (433) من طريق أبي موسى الأنصاري، حدثنا عاصم بنعبد العزيز، عن أبي سهيل، عن عون، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تكفيك قراءة الإمام خافت أو جهر".
وقال الدارقطني:
"عاصم ليس بالقوي، ورفعه وهم".
وقال أيضا:
"قال أبو موسى: قلت: لأحمد بن حنبل: في حديث ابن عباس هذا في القراءة؟، فقال: هكذا منكر".
قلت: عاصم بن عبد العزيز، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 493: "فيه نظر". ويُنظر أيضا "الضعفاء" 3/ 338 للعقيلي، و "تهذيب التهذيب" 5 / 46.
وقال أبو زرعة، والنسائي، والدارقطني: ليس بالقوي، يُنظر "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" 2/ 389 و "الميزان" 2/ 353، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 129:
"كان ممن يخطئ كثيرا فبطل الاحتجاج به إذا انفرد".
وقال البيهقي:
" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه قال: عاصم بن عبد العزيز الأشجعي الغالب على حديثه الوهم والخطأ قال: وقال أبو علي الحسين بن علي الحافظ: عون بن عبد الله هو عندي ابن عبد الله بن عتبة لم يسمع من ابن عباس شيئا وهو عندي وهم، فقد روي عن ابن عباس بخلافه وروى بإسناد مظلم عن المسيب بن شريك عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا، وهو إن سلم محمد قبل المسيب فلا يسلم منه، فإنه ضعيف ولا من الحسن بن عمارة فإنه متروك، وروى بإسناد آخر مجهول عن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أما تكتفون بقراءتي؟ إن الإمام ضامن للصلاة" ولسنا نقبل رواية المجهولين، ثم هو منقطع الضحاك لم يلق ابن عباس ".
وأما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 524، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (438) حدثنا محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث المكتب، حدثنا إسماعيل بن عمرو، وحدثنا الحسن بن صالح، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من كان له إمام، فقراءة الإمام له قراءة".
وقال ابن عدي:
"وهذه الأحاديث التي أمليتها - ومنها هذا الحديث - مع سائر رواياته التي لم أذكرها، عامتها مما لا يتابع إسماعيل أحد عليها، وهو ضعيف وله عن مسعر غير حديث منكر، لا يتابع عليه".
قلت: علة هذا الحديث أبو هارون العبدي عمارة بن جوين: متروك، ومنهم من كذبه، ولقد توبع إسماعيل بن عمرو عليه:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7579) من طريق عامر بن ابراهيم، عن النضر ابن عبد الله، ثنا الحسن بن صالح به.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن صالح، عن أبي هارون إلا النضر بن
عبد الله، تفرد به: عامر بن إبراهيم".
قلت: قد رواه إسماعيل بن عمرو عن الحسن بن صالح، والنضر بن عبد الله: مجهول، وقد تقدّم معنا حديث الحسن بن صالح، والاضطراب في إسناد هذا الحديث عند تخريج حديث جابر.
وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (439) من طريق عبد الله بن أيوب القربي، أنبأ شيبان، أنبأ الربيع بن بدر، أنبأ أبو هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
"سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل خلف الإمام لا يقرأ شيئا أيجزئه ذلك؟ قال: نعم".
وإسناده ضعيف جدا، أبو هارون العبدي، والربيع بن بدر، وعبد الله بن أيوب القربي، ثلاثتهم قد تُرك حديثهم.
وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 334، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (395) أخبرنا إبراهيم، حدثنا أحمد، حدثنا الحسن بن صالح، عن جابر الجعفي، عن نافع، عن ابن عمر مثل رواية جابر.وقال البيهقي:
"جابر الجعفي متروك ورفعه في روايته غير ظاهر".
قلت: إنما يرويه الحسن بن صالح من حديث جابر بن عبد الله، وقد تقدّم معنا تخريجه وبيان الاضطراب في إسناده.
وله طرق أخرى عن نافع:
وهو الثاني عنه:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (390) أخبرنا أبو عبد الله، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الكريم الذهلي بمرو، أخبرنا محمد بن عبدة، فيما قرئ عليه، أخبرنا عبدان، عن خارجة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وهذا إسناد تالف، خارجة بن مصعب: متروك، قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 288:
"كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره، ويروي ما سمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج بخبره".
وقال البيهقي:
" قال لنا أبو عبد الله رحمه الله فيما قرئ عليه: هذا الحديث ليس لرفعه أصل من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع ولا من حديث أيوب السختياني بوجه، وخارجة بن مصعب السرخسي، قد قيل: إنه كان يدلس عن جماعة من الكذابين مثل غياث بن إبراهيم وغيره فكثرت المناكير في حديثه، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: سمعت العباس بن محمد الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: خارجة بن مصعب ليس هو بشيء.
وروينا عن أحمد بن حنبل: أنه نهى عن الكتابة عنه.
وروينا عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال: خارجة بن مصعب أبو الحجاج الخراساني تركه وكيع كان يدلس عن غياث بن إبراهيم ولا يعرف صحيح حديثه من غيره".
ومحمد بن عبدة: متهم بالكذب.
وأبو جعفر محمد بن علي بن عبد الكريم الذهلي: لم أجد له ترجمة.
وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 354 من طريق أحمد بن علي بن سلمان المروزي قال حدثنا محمد بن عبدة، قال: حدثنا خارجة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
أحمد بن علي بن سلمان المروزي: متروك يضع الحديث، قاله الدارقطني.
وسقط من إسناده عبدان! وقد تقدّم بيان حال محمد بن عبدة وخارجة بن مصعب.
وأخرجه الدارقطني 2/ 260، وابن منده في "مجالس من أماليه" (234)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (391) من طريق عبد الله بن عثمان، حدثنا خارجة بن مصعب، فذكره بإسناده نحوه.
وقال الدارقطني:
"رفعه وهم، والصواب عن أيوب، وعن ابن علية أيضا" يعني موقوفا على ابن عمر.
وقال ابن منده:
"غريب من حديث أيوب السختياني مرفوعا".
الثالث:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (400) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنه ذكر له حديث عن أبي بكر الحفيد وذلك فيما أجاز له قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الهمداني، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا القاسم ابن عبد الواحد، حدثنا بكر بن حمزة قاضي قيسارية، حدثنا أبو حنيفة، عن نافع، عن ابن عمر:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القراءة خلف الإمام".
وقال البيهقي:
" إسناد مظلم ... قال أبو عبد الله رحمه الله: وأنا أتعجب من مسلم يستحل أن يضع على إمامه مثل هذا الكذب الصراح الذي راويه داخل في قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين قال: ولسنا نعرف محمد بن الحسين الهمداني، ولا محمد بن عبد الرحمن، ولا القاسم ابن عبد الواحد ولا بكر بن حمزة، وأبو حنيفة رحمه الله بريء من هذه الرواية الموضوعة عليه فإن روايته عن نافع قليلة وأحاديث معدودة لا تخفى على أهل النقل، ولو كان لمثل هذا الخبر أصل عن أصحاب أبي حنيفة متى كانوا يتعلقون بالمرسل الذي رووه عن موسى بن أبي عائشة؟".
الرابع:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (399) أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثني أبو سعيد محمد بن أحمد الخفاف، حدثنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن ياسين، حدثنا محمد بن الحسين الخزاعي، حدثنا محمد بن
عبد الرحمن بن شيبة الكوفي، حدثنا أبي، عن أبيه شيبة بن إسحاق، عن إدريس بن يزيد الأودي، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
"وفي هذا الإسناد قوم مجهولون ولم يكلفنا الله تعالى أن نأخذ ديننا عمن لا نعرفه، وإذا وقف القاضي في قبول شهادة من لا يعرفه على درهم حتى يعرفه فأولى بنا أن نقف في رواية من لا نعرفه في مثل هذا الأمر العظيم حتى نعرفه".
الخامس:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (396) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، في "التاريخ" أخبرنا أحمد بن علي بن عبد الرحيم، فيما عرضناه عليه من أصل كتابه أن جعفر بن سهل المذكر حدثهم، حدثنا عثمان بن عبد الله القرشي، حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى وراء إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
"قال: لنا أبو عبد الله: عثمان بن عبد الله هذا الذي زعم أنه قرشي كذاب وقح ظاهر الكذب، وقدم خراسان فحدث عن مالك بن أنس، والليث بن سعد وابن لهيعة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وغيرهم، بأحاديث أكثرها موضوعة، وذكر شيخنا عدة أحاديث من وضعه ونسب جعفر بن سهل هذا أيضا إلى الكذب، وذلك بين لمن تأمل روايته، وعثمان بن عبد الله هذا ذكره أبو أحمد بن عدي الحافظ في عداد من يضع الحديث، نعوذ بالله من الخذلان والحديث في "الموطأ" موقوف في باب ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر".
السادس:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (393) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الهروي، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر، حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد التميمي، حدثنا سويد بن سعيد أبو محمد حفظا، حدثنا علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا عبد الله الهروي، يقول: سمعت المنكدري، يقول: سمعت أبا عبد الرحمن التميمي، يقول هذا: أستخير الله تعالى أن أضرب على حديث سويد كله من أجل هذا الحديث الواحد في القراءة خلف الإمام، سويد بن سعيد تغير في آخر عمره، وكثرت المناكير في حديثه، وهذا الحديث عن أصحاب عبيد الله بن عمر موقوف غير مرفوع".
قلت: ومَنْ دون سويد بن سعيد أيضا ضعفاء:
أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد التميمي: مجهول.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر: قال الحاكم: له أفراد وعجائب.
وأبو عبد الله الحسين بن محمد الهروي: قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنّه ليس بحُجّة، وضعّفه أبو عبد الله بن أبي ذُهَل الهَرَوِي.
وقال الحاكم: وسُئل عنه: كذّاب، لا يُشتَغَل به. يُنظر "تاريخ الإسلام" 8/ 372 للذهبي.
وله طريقان آخران عن ابن عمر:
الأول:
أخرجه الدراقطني 2/ 113، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (403) حدثنا ابن مخلد، حدثنا محمد بن هشام بن البختري، حدثنا سليمان ابن الفضل، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن أبيه، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من كان له إمام فقراءته له قراءة".
وقال الدارقطني:
"محمد بن الفضل متروك".
قلت: محمد بن الفضل: متهم بالكذب، وسليمان بن الفضل: ضعيف أيضا، وتوبع محمد بن الفضل عليه:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (401) و (402) من طريقين عن سويد بن نصر، عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم، عن الفضل بن عطية، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
"أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول في عقيب هذا الخبر: هذا كذب باطل، وأبو عصمة نوح بن أبي مريم كذاب.
قال البيهقي: حال أبي عصمة في خروجه عن حد الاحتجاج برواياته لكثرة ما وجد من المناكير في أحاديثه أشهر من أن يحتاج ها هنا إلى نقل قول أهل العلم بالحديث فيه وقد تابعه محمد بن الفضل بن عطية في هذه الرواية عن أبيه وهو أضعف منه".
وله طريق أخرى عن سالم:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" 8/ 139، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (404) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، أخبرنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه - شك في رفعه - قال: "من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال ابن عدي بعد أن ذكر عدة روايات من طريق معاوية:
"وهذه الأحاديث التي أمليت غير محفوظة ولمعاوية غير ما ذكرت، عن الزهري وغيره وعامة رواياتها فيها نظر".
وقال البيهقي:
"معاوية بن يحيى الصرفي ضعيف لا يحتج به وقد شك في رفعه، ورفعه بهذا الإسناد باطل، والمحفوظ عن معمر وابن جريج عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: يكفيك قراءة الإمام فيما يجهر".
قال الساجى في معاوية بن يحيى: ضعيف الحديث جدا، وكان اشترى كتابا للزهري من السوق، فروى عن الزهري.
قلت: ويحيى الحماني: قال البخاري:
"رماه أحمد بن حنبل وابن نمير " يعني: بالكذب.
وقال الحافظ:
"حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث".
الثاني:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (405) أخبرنا أبو سهل بن نصرويه، حدثنا أبو الحسن الطغامجي (كذا، والصواب: الطغامي بفتح الطاء هذه النسبة إلى طغامى من سواد بخارى، وهو مجهول)، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الماستني (كذا، والصواب الماستيني نسبة إلى قرية ماستين قرية ببخارى)، حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج، حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القراءة خلف الإمام، فقال: "الإمام يقرأ ".
وقال البيهقي:
"ورفعه بهذا الإسناد باطل لا أصل له، والحمل فيه على هذا الماستيني، ورواه شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر موقوفا بمعناه".
"من كان له إمام فقراءته له قراءة".
وقال الدارقطني:
"أبو يحيى التيمي، ومحمد بن عباد ضعيفان"
وقال في موضع:
"لا يصح هذا عن سهيل، تفرد به محمد بن عباد الرازي، عن إسماعيل وهو ضعيف".
وقال الخطيب:
"ولا يصح وأبو يحيى هذا ضعيف سكن الري وليس بالكوفي".
قلت: فرّق الخطيب بين الكوفي والتيمي، والكوفي هو إسماعيل بن إبراهيم الأحول، أبو يحيى التيمي الكوفي روى له الترمذي وابن ماجه وهو ضعيف أيضا.
وقال البيهقي:
" وروينا عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله أنه قال: إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي الكوفي قال ابن نمير ضعيف جدا".
فلم يفرّق بينهما البيهقي، ومهما يكن فكلاهما ضعيف.
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
"قال: لنا أبو عبد الله – الحاكم -: فسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: كان عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ يثبج الحديث قال: ولست أرتاب فيما ذكره أبو أحمد من حاله فقد رأيت في حديثه عن الثقات من الأحاديث الموضوعة ما يطول بذكره الكتاب وليس يخفى حاله على أهل الصنعة قال: وأرى جماعة من المتروكين يلتجئون في هذه المناكير والموضوعات إلى الحسن بن سهل البصري عن قطن بن صالح الدمشقي ولم يخرج لنا حديثهما عن الثقات فكنا نقف على حالهما، ثم ذكر شيخنا أبو عبد الله من منكرات حديثهما ما يستدل به على حالهما في الجرح، وقد ذكر من جمع في هذه المسألة أخبارا رواية عبد الله بن محمد وذكرها أيضا عن أحمد بن محمد بن ياسين عن الحسن بن سهل وهي إن سلمت من عبد الله الأستاذ فلن تسلم من الحسن بن سهل فآثار الوضع ظاهرة على رواياته، والله المستعان".
قلت: قطن بن صالح الدمشقي: قال أبو الفتح الأزدي:
"كذاب".
وقال الحافظ أبو الفضل المقدسي في كتاب "تكملة الكامل في معرفة الضعفاء":
"قطن بن صالح الدمشقي، روى عن شعبة بن الحجاج أحاديث مناكير".
وعبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي البخاري الفقيه عرف بالأستاذ: قال الذهبي في "الميزان" 2/ 497: "قال ابن الجوزي: قال أبو سعيد الرواس: يتهم بوضع الحديث.
وقال أحمد السليماني: كان يضع هذا الإسناد على هذا المتن، وهذا المتن على هذا الإسناد، وهذا ضرب من الوضع.
وقال حمزة السهمي: سألت أبا زرعة أحمد بن الحسين الرازي عنه فقال: ضعيف.
وقال الحاكم: هو صاحب عجائب وأفراد عن الثقات.
وقال الخطيب: لا يحتج به.
وقال الخليلي:
"يعرف بالأستاذ، له معرفة بهذا الشأن، وهو لين ضعفوه، حدثنا عنه الملاحمى، وأحمد بن محمد البصير بعجائب".
وقال الحافظ في "اللسان" 4/ 579:
"وبقية كلام الخليلي: كان يدلس.
وقال الخطيب: كان صاحب عجائب ومناكير وغرائب وليس بموضع الحجة".
وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (2297):
" يأتي بعجائب واهية".
وله طريق أخرى عن أنس هي أوهى من هذه:
أخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 202-203 أخبرنا جعفر بن أحمد بن مسلمة السلمي بنيسابور، قال: حدثنا عثمان بن عبد الله الأموي، قال: حدثنا غنيم، عن أنس بن مالك، فذكر ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد منها:
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال:
"في نسخة كتبناها عنه بهذا الإسناد أكثرها موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب فكيف الاحتجاج بها، وهذا شيخ لعل أصحاب الحديث قل ما يقع عندهم حديثه وأكثر حديثه عند أصحاب الرأي".
وقال: "غنيم بن سالم شيخ يروي عن أنس بن مالك العجائب روى عنه المجاهيل والضعفاء لا يعجبني الرواية عنه، فكيف الاحتجاج به؟! وكيف يجوز الاحتجاج بمن يخالف الثقات في الروايات ثم لا يوجد من دونه أحد من الأثبات".
وقال الذهبي في "الميزان":
"الظاهر أن هذا هو يغنم بن سالم أحد المشهورين بالكذب، وإنما صغره بعضهم، نعم، وعثمان متهم بالوضع أيضا، والله أعلم".
وقال الحافظ في "اللسان" 6/ 309:
"وقد قال ابن طاهر في ذيل الكامل: له، عَن أَنس نسخة موضوعة، وقد سبقه إلى ذلك ابن حبان وقال: قل ما يوجد حديثه عند أصحاب الحديث وإنما يوجد عند أصحاب الرأي، والظاهر أنه يَغْنَم كما ظن المؤلف، وقد أخرج ابن عَدِي في أثناء ترجمة يَغْنَم بن سالم من طريق عثمان بن عبد الله الشامي، حدثنا غنيم بن سالم من ولد قنبر مولى علي، عَن أَنس حديثا فوضح أنهما واحد".
وعثمان بن عبد الله الأموي الشامي: متهم بالكذب، رماه بالوضع ابن عدي، والدارقطني وغيرهما، وانظر "الميزان" 3/ 41-42.
"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، وكان عن يميني رجل من الأنصار فقرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى يساري رجل من مزينة يلعب بالحصا، فلما قضى صلاته قال: من قرأ خلفي؟! قال الأنصاري: أنا يا رسول الله قال: فلا تفعل، من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة. وقال للذي يلعب بالحصا: هذا حظك من صلاتك".
وقال البيهقي:
"هذا إسناد باطل فيه من لا يعرف، ومحمد بن إسحاق هذا إن كان هو العكاشي فهو كذاب يضع الحديث على الأوزاعي وغيره من الأئمة، ولو كان عند الناس مالك عن يحيى عن سعيد بن المسيب مثل هذا الحديث لما فزع من لم ير القراءة خلف الإمام إلى رواية ابن شداد وغيره وينبغي لمن يحتج بمثل هذا الإسناد وقد نظر في علم الحديث أن يستحي من ربه عز وجل وبالله التوفيق".
"صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فقرأ سورة ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ فلما فرغ من صلاته قال: من قرأ خلفي؟! فسكت القوم ثم عاود النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ خلفي؟! قال رجل: أنا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما لي أنازع القرآن؟ إذا صلى أحدكم خلف الإمام فليصمت فإن قراءته له قراءة وصلاته له صلاة".
وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (367) من طريق جبير بن محمد الواسطي، وأحمد بن عبد الله السرمراي، قالا: حدثنا محمد بن الهيثم بن يزيد أبو جعفر الواسطي، حدثنا أحمد بن محمد العجلاني، مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه حدثنا سفيان الثوري به.
وقال الخطيب:
"قال سليمان – الطبراني -: لم يروه عن الثوري إلا أحمد بن عبد الله بن ربيعة، وهو شيخ مجهول".
وقال البيهقي:
"قال أبو عبد الله -الحاكم-: العجلاني هذا لا نعرفه ولم نسمع بذكره إلا في هذا الخبر".
وقال الحافظ في "اللسان " 1/ 500:
"هذا حديث منكر بهذا السياق".
قلت: ومحمد بن الهيثم الواسطي لم أجد له ترجمة، وهذا آخر ما وقفتُ عليه من طرق هذا الحديث، وقد تبيّن ضعفه إذ كل طرقه معلولة وأن أكثرها شديدة الضعف غير صالحة للانجبار بغيرها، وعلى فرض ثبوت هذا الخبر فالجمع ممكن قال الإمام البخاري في "القراءة خلف الإمام" (ص 9-10):
" فلو ثبت الخبران كلاهما لكان هذا مستثنى من الأول لقوله: "لا يقرأن إلا بأم الكتاب"، وقوله: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " جملة، وقوله: "إلا بأم القرآن" مستثنى من الجملة كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" ثم قال في أحاديث أخرى: "إلا المقبرة"، وما استثناه من الأرض، والمستثنى خارج من الجملة، وكذلك فاتحة الكتاب خارج من قوله: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" مع انقطاعه".
"غريب من حديث أيوب السختياني مرفوعا".
الثالث:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (400) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنه ذكر له حديث عن أبي بكر الحفيد وذلك فيما أجاز له قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الهمداني، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا القاسم ابن عبد الواحد، حدثنا بكر بن حمزة قاضي قيسارية، حدثنا أبو حنيفة، عن نافع، عن ابن عمر:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القراءة خلف الإمام".
وقال البيهقي:
" إسناد مظلم ... قال أبو عبد الله رحمه الله: وأنا أتعجب من مسلم يستحل أن يضع على إمامه مثل هذا الكذب الصراح الذي راويه داخل في قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين قال: ولسنا نعرف محمد بن الحسين الهمداني، ولا محمد بن عبد الرحمن، ولا القاسم ابن عبد الواحد ولا بكر بن حمزة، وأبو حنيفة رحمه الله بريء من هذه الرواية الموضوعة عليه فإن روايته عن نافع قليلة وأحاديث معدودة لا تخفى على أهل النقل، ولو كان لمثل هذا الخبر أصل عن أصحاب أبي حنيفة متى كانوا يتعلقون بالمرسل الذي رووه عن موسى بن أبي عائشة؟".
الرابع:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (399) أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثني أبو سعيد محمد بن أحمد الخفاف، حدثنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن ياسين، حدثنا محمد بن الحسين الخزاعي، حدثنا محمد بن
عبد الرحمن بن شيبة الكوفي، حدثنا أبي، عن أبيه شيبة بن إسحاق، عن إدريس بن يزيد الأودي، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
"وفي هذا الإسناد قوم مجهولون ولم يكلفنا الله تعالى أن نأخذ ديننا عمن لا نعرفه، وإذا وقف القاضي في قبول شهادة من لا يعرفه على درهم حتى يعرفه فأولى بنا أن نقف في رواية من لا نعرفه في مثل هذا الأمر العظيم حتى نعرفه".
الخامس:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (396) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، في "التاريخ" أخبرنا أحمد بن علي بن عبد الرحيم، فيما عرضناه عليه من أصل كتابه أن جعفر بن سهل المذكر حدثهم، حدثنا عثمان بن عبد الله القرشي، حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من صلى وراء إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
"قال: لنا أبو عبد الله: عثمان بن عبد الله هذا الذي زعم أنه قرشي كذاب وقح ظاهر الكذب، وقدم خراسان فحدث عن مالك بن أنس، والليث بن سعد وابن لهيعة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وغيرهم، بأحاديث أكثرها موضوعة، وذكر شيخنا عدة أحاديث من وضعه ونسب جعفر بن سهل هذا أيضا إلى الكذب، وذلك بين لمن تأمل روايته، وعثمان بن عبد الله هذا ذكره أبو أحمد بن عدي الحافظ في عداد من يضع الحديث، نعوذ بالله من الخذلان والحديث في "الموطأ" موقوف في باب ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر".
السادس:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (393) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الهروي، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر، حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد التميمي، حدثنا سويد بن سعيد أبو محمد حفظا، حدثنا علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا عبد الله الهروي، يقول: سمعت المنكدري، يقول: سمعت أبا عبد الرحمن التميمي، يقول هذا: أستخير الله تعالى أن أضرب على حديث سويد كله من أجل هذا الحديث الواحد في القراءة خلف الإمام، سويد بن سعيد تغير في آخر عمره، وكثرت المناكير في حديثه، وهذا الحديث عن أصحاب عبيد الله بن عمر موقوف غير مرفوع".
قلت: ومَنْ دون سويد بن سعيد أيضا ضعفاء:
أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد التميمي: مجهول.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر: قال الحاكم: له أفراد وعجائب.
وأبو عبد الله الحسين بن محمد الهروي: قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنّه ليس بحُجّة، وضعّفه أبو عبد الله بن أبي ذُهَل الهَرَوِي.
وقال الحاكم: وسُئل عنه: كذّاب، لا يُشتَغَل به. يُنظر "تاريخ الإسلام" 8/ 372 للذهبي.
وله طريقان آخران عن ابن عمر:
الأول:
أخرجه الدراقطني 2/ 113، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (403) حدثنا ابن مخلد، حدثنا محمد بن هشام بن البختري، حدثنا سليمان ابن الفضل، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن أبيه، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من كان له إمام فقراءته له قراءة".
وقال الدارقطني:
"محمد بن الفضل متروك".
قلت: محمد بن الفضل: متهم بالكذب، وسليمان بن الفضل: ضعيف أيضا، وتوبع محمد بن الفضل عليه:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (401) و (402) من طريقين عن سويد بن نصر، عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم، عن الفضل بن عطية، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
"أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول في عقيب هذا الخبر: هذا كذب باطل، وأبو عصمة نوح بن أبي مريم كذاب.
قال البيهقي: حال أبي عصمة في خروجه عن حد الاحتجاج برواياته لكثرة ما وجد من المناكير في أحاديثه أشهر من أن يحتاج ها هنا إلى نقل قول أهل العلم بالحديث فيه وقد تابعه محمد بن الفضل بن عطية في هذه الرواية عن أبيه وهو أضعف منه".
وله طريق أخرى عن سالم:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" 8/ 139، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (404) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، أخبرنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه - شك في رفعه - قال: "من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة".
وقال ابن عدي بعد أن ذكر عدة روايات من طريق معاوية:
"وهذه الأحاديث التي أمليت غير محفوظة ولمعاوية غير ما ذكرت، عن الزهري وغيره وعامة رواياتها فيها نظر".
وقال البيهقي:
"معاوية بن يحيى الصرفي ضعيف لا يحتج به وقد شك في رفعه، ورفعه بهذا الإسناد باطل، والمحفوظ عن معمر وابن جريج عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: يكفيك قراءة الإمام فيما يجهر".
قال الساجى في معاوية بن يحيى: ضعيف الحديث جدا، وكان اشترى كتابا للزهري من السوق، فروى عن الزهري.
قلت: ويحيى الحماني: قال البخاري:
"رماه أحمد بن حنبل وابن نمير " يعني: بالكذب.
وقال الحافظ:
"حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث".
الثاني:
أخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (405) أخبرنا أبو سهل بن نصرويه، حدثنا أبو الحسن الطغامجي (كذا، والصواب: الطغامي بفتح الطاء هذه النسبة إلى طغامى من سواد بخارى، وهو مجهول)، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الماستني (كذا، والصواب الماستيني نسبة إلى قرية ماستين قرية ببخارى)، حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج، حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القراءة خلف الإمام، فقال: "الإمام يقرأ ".
وقال البيهقي:
"ورفعه بهذا الإسناد باطل لا أصل له، والحمل فيه على هذا الماستيني، ورواه شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر موقوفا بمعناه".
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (176)، والدارقطني 2/ 125 و260، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (426)، والخطيب في "المتفق والمفترق" (207) من طريق محمد بن عباد الرازي، حدثنا أبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي، عن سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من كان له إمام فقراءته له قراءة".
وقال الدارقطني:
"أبو يحيى التيمي، ومحمد بن عباد ضعيفان"
وقال في موضع:
"لا يصح هذا عن سهيل، تفرد به محمد بن عباد الرازي، عن إسماعيل وهو ضعيف".
وقال الخطيب:
"ولا يصح وأبو يحيى هذا ضعيف سكن الري وليس بالكوفي".
قلت: فرّق الخطيب بين الكوفي والتيمي، والكوفي هو إسماعيل بن إبراهيم الأحول، أبو يحيى التيمي الكوفي روى له الترمذي وابن ماجه وهو ضعيف أيضا.
وقال البيهقي:
" وروينا عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله أنه قال: إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي الكوفي قال ابن نمير ضعيف جدا".
فلم يفرّق بينهما البيهقي، ومهما يكن فكلاهما ضعيف.
وأما حديث أنس:
فأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (388) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: وقد رووا هذا الخبر بإسناد موضوع لشعبة عن قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثني أخونا أبو نصر البخاري بنيسابور، حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن سهل البصري ببلخ، حدثنا قطن بن صالح، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال البيهقي:
"قال: لنا أبو عبد الله – الحاكم -: فسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: كان عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ يثبج الحديث قال: ولست أرتاب فيما ذكره أبو أحمد من حاله فقد رأيت في حديثه عن الثقات من الأحاديث الموضوعة ما يطول بذكره الكتاب وليس يخفى حاله على أهل الصنعة قال: وأرى جماعة من المتروكين يلتجئون في هذه المناكير والموضوعات إلى الحسن بن سهل البصري عن قطن بن صالح الدمشقي ولم يخرج لنا حديثهما عن الثقات فكنا نقف على حالهما، ثم ذكر شيخنا أبو عبد الله من منكرات حديثهما ما يستدل به على حالهما في الجرح، وقد ذكر من جمع في هذه المسألة أخبارا رواية عبد الله بن محمد وذكرها أيضا عن أحمد بن محمد بن ياسين عن الحسن بن سهل وهي إن سلمت من عبد الله الأستاذ فلن تسلم من الحسن بن سهل فآثار الوضع ظاهرة على رواياته، والله المستعان".
قلت: قطن بن صالح الدمشقي: قال أبو الفتح الأزدي:
"كذاب".
وقال الحافظ أبو الفضل المقدسي في كتاب "تكملة الكامل في معرفة الضعفاء":
"قطن بن صالح الدمشقي، روى عن شعبة بن الحجاج أحاديث مناكير".
وعبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي البخاري الفقيه عرف بالأستاذ: قال الذهبي في "الميزان" 2/ 497: "قال ابن الجوزي: قال أبو سعيد الرواس: يتهم بوضع الحديث.
وقال أحمد السليماني: كان يضع هذا الإسناد على هذا المتن، وهذا المتن على هذا الإسناد، وهذا ضرب من الوضع.
وقال حمزة السهمي: سألت أبا زرعة أحمد بن الحسين الرازي عنه فقال: ضعيف.
وقال الحاكم: هو صاحب عجائب وأفراد عن الثقات.
وقال الخطيب: لا يحتج به.
وقال الخليلي:
"يعرف بالأستاذ، له معرفة بهذا الشأن، وهو لين ضعفوه، حدثنا عنه الملاحمى، وأحمد بن محمد البصير بعجائب".
وقال الحافظ في "اللسان" 4/ 579:
"وبقية كلام الخليلي: كان يدلس.
وقال الخطيب: كان صاحب عجائب ومناكير وغرائب وليس بموضع الحجة".
وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (2297):
" يأتي بعجائب واهية".
وله طريق أخرى عن أنس هي أوهى من هذه:
أخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 202-203 أخبرنا جعفر بن أحمد بن مسلمة السلمي بنيسابور، قال: حدثنا عثمان بن عبد الله الأموي، قال: حدثنا غنيم، عن أنس بن مالك، فذكر ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد منها:
"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".
وقال:
"في نسخة كتبناها عنه بهذا الإسناد أكثرها موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب فكيف الاحتجاج بها، وهذا شيخ لعل أصحاب الحديث قل ما يقع عندهم حديثه وأكثر حديثه عند أصحاب الرأي".
وقال: "غنيم بن سالم شيخ يروي عن أنس بن مالك العجائب روى عنه المجاهيل والضعفاء لا يعجبني الرواية عنه، فكيف الاحتجاج به؟! وكيف يجوز الاحتجاج بمن يخالف الثقات في الروايات ثم لا يوجد من دونه أحد من الأثبات".
وقال الذهبي في "الميزان":
"الظاهر أن هذا هو يغنم بن سالم أحد المشهورين بالكذب، وإنما صغره بعضهم، نعم، وعثمان متهم بالوضع أيضا، والله أعلم".
وقال الحافظ في "اللسان" 6/ 309:
"وقد قال ابن طاهر في ذيل الكامل: له، عَن أَنس نسخة موضوعة، وقد سبقه إلى ذلك ابن حبان وقال: قل ما يوجد حديثه عند أصحاب الحديث وإنما يوجد عند أصحاب الرأي، والظاهر أنه يَغْنَم كما ظن المؤلف، وقد أخرج ابن عَدِي في أثناء ترجمة يَغْنَم بن سالم من طريق عثمان بن عبد الله الشامي، حدثنا غنيم بن سالم من ولد قنبر مولى علي، عَن أَنس حديثا فوضح أنهما واحد".
وعثمان بن عبد الله الأموي الشامي: متهم بالكذب، رماه بالوضع ابن عدي، والدارقطني وغيرهما، وانظر "الميزان" 3/ 41-42.
وأما حديث النواس بن سمعان:
فأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (442) أخبرنا القاضي أبو عمرو محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم رحمه الله، أنبأ أبو الحسين عبد الواحد بن الحسن، بنيسابور أنبأ الحسين بن بهان العسكري، أنبأ عبد الله بن حماد، أنبأ سليمان ابن سلمة، عن محمد بن إسحاق الأندلسي، أنبأ مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن النواس بن سمعان، قال:"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، وكان عن يميني رجل من الأنصار فقرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى يساري رجل من مزينة يلعب بالحصا، فلما قضى صلاته قال: من قرأ خلفي؟! قال الأنصاري: أنا يا رسول الله قال: فلا تفعل، من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة. وقال للذي يلعب بالحصا: هذا حظك من صلاتك".
وقال البيهقي:
"هذا إسناد باطل فيه من لا يعرف، ومحمد بن إسحاق هذا إن كان هو العكاشي فهو كذاب يضع الحديث على الأوزاعي وغيره من الأئمة، ولو كان عند الناس مالك عن يحيى عن سعيد بن المسيب مثل هذا الحديث لما فزع من لم ير القراءة خلف الإمام إلى رواية ابن شداد وغيره وينبغي لمن يحتج بمثل هذا الإسناد وقد نظر في علم الحديث أن يستحي من ربه عز وجل وبالله التوفيق".
وأما حديث عبد الله بن مسعود:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "اللسان" 1/ 500، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 424 حدثنا علي بن روحان البغدادي، حدثنا محمد بن الهيثم الواسطي، عن أحمد بن عبد الله بن ربيعة بن العجلان، حدثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود قال:"صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فقرأ سورة ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ فلما فرغ من صلاته قال: من قرأ خلفي؟! فسكت القوم ثم عاود النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ خلفي؟! قال رجل: أنا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما لي أنازع القرآن؟ إذا صلى أحدكم خلف الإمام فليصمت فإن قراءته له قراءة وصلاته له صلاة".
وأخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (367) من طريق جبير بن محمد الواسطي، وأحمد بن عبد الله السرمراي، قالا: حدثنا محمد بن الهيثم بن يزيد أبو جعفر الواسطي، حدثنا أحمد بن محمد العجلاني، مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه حدثنا سفيان الثوري به.
وقال الخطيب:
"قال سليمان – الطبراني -: لم يروه عن الثوري إلا أحمد بن عبد الله بن ربيعة، وهو شيخ مجهول".
وقال البيهقي:
"قال أبو عبد الله -الحاكم-: العجلاني هذا لا نعرفه ولم نسمع بذكره إلا في هذا الخبر".
وقال الحافظ في "اللسان " 1/ 500:
"هذا حديث منكر بهذا السياق".
قلت: ومحمد بن الهيثم الواسطي لم أجد له ترجمة، وهذا آخر ما وقفتُ عليه من طرق هذا الحديث، وقد تبيّن ضعفه إذ كل طرقه معلولة وأن أكثرها شديدة الضعف غير صالحة للانجبار بغيرها، وعلى فرض ثبوت هذا الخبر فالجمع ممكن قال الإمام البخاري في "القراءة خلف الإمام" (ص 9-10):
" فلو ثبت الخبران كلاهما لكان هذا مستثنى من الأول لقوله: "لا يقرأن إلا بأم الكتاب"، وقوله: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " جملة، وقوله: "إلا بأم القرآن" مستثنى من الجملة كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" ثم قال في أحاديث أخرى: "إلا المقبرة"، وما استثناه من الأرض، والمستثنى خارج من الجملة، وكذلك فاتحة الكتاب خارج من قوله: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" مع انقطاعه".
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
إرسال تعليق