
أميتوا الباطل بالسكوت عنه
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"أميتوا الباطل بالسكوت عنه".
لا أصل له بهذا اللفظ، ولكن جاء عنه بلفظ : "إن لله عبادا يميتون الباطل بهجره".
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 55 : حدثنا الحسن بن علان الوراق، حدثنا عبد الله بن عبيد المقرئ، ثنا محمد بن عثمان، حدثنا يوسف بن أبي أمية الثقفي، ثنا الحكم بن هشام، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن الزبير، قال: قال عمر بن الخطاب:
"إن لله عبادا يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحق بذكره، رغبوا فرعبوا، ورهبوا فرهبوا، خافوا فلا يأمنون، أبصروا من اليقين ما لم يعاينوا فخلطوه بما لم يزايلوه، أخلصهم الخوف فكانوا يهجرون ما ينقطع عنهم لما يبقى لهم، الحياة عليهم نعمة والموت لهم كرامة، فزوجوا الحور العين، وأخدموا الولدان المخلدين".
قلت : وهذا إسناد ضعيف، وفيه علل:
الأولى: عبد الملك بن عمير القبطي الكوفي تابعي مشهور من الثقات، مشهور بالتدليس وصفه الدارقطني وابن حبان وغيرهما به ، ولم يصرح بالتحديث.
الثانية: يوسف بن أبي أمية الثقفي: مجهول حال .
الثالثة: محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أبو جعفر العبسي الكوفي : قال عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل: كذاب.
وقال ابن خراش: كان يضع الحديث.
وقال مطين: هو عصا موسى تلقف ما يأفكون.
وقال الدارقطني: يقال إنه أخذ كتاب غير محدث .
وقال البرقانى: لم أزل أسمعهم يذكرون أنه مقدوح فيه.
الرابعة : عبد الله بن عبيد المقرئ : لم أجد له ترجمة.
وله طريق أخرى عن عمر:
أخرجه أبو يوسف في "الخراج" (ص: 23) حدثني بعض أشياخنا عن عبد الملك بن مسلم عن عثمان بن عطاء الكلاعي، عن أبيه قال: خطب عمر الناس ... وفيه:"واعلموا أن لله عبادا يميتون الباطل بهجره".
وإسناده مسلسل بالمجاهيل .
وهل يجوز لأحد عنده علم أن يسكت عن الباطل، ألم يكن السلف يردون الباطل ويصدونه بكل ما آتاهم الله من حجج فيرجع صاحبه خاسئا مدحورا، وقد ذكر الله لنا مقالات أهل الباطل رغم قبحها وشناعتها لتفنيدها والرد عليها والتحذير منها، {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} وقال سبحانه {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم، وقوله {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}، وغير ذلك من الأدلة.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
إرسال تعليق