حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الصلاة على القبر

الصلاة على القبر

الصلاة على القبر

(415) "صلى النبي ﷺ على رجل بعد ما دفن بليلة، قام هو وأصحابه وكان سأل عنه، فقال: من هذا؟ فقالوا: فلان دفن البارحة، فصلوا عليه".
وفي لفظ: "أتى رسول الله ﷺ قبرا، فقالوا: هذا دفن - أو دفنت - البارحة، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فصفنا خلفه، ثم صلى عليها".
وفي لفظ: "أن رسول الله ﷺ أتى على قبر حديث عهد بدفن، فقال: قبر من هذا؟ فقيل: قبر فلان، فصلى عليه، وأنا فيمن صلى عليه".

متفق عليه من حديث ابن عباس، وقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (377).

وفي الباب عن أبي هريرة، ويزيد بن ثابت، ورجال من أصحاب النبي ﷺ، وأنس بن مالك، وجابر، وعامر بن ربيعة، وبريدة الأسلمي، وأبي سعيد الخدري، وحصين بن وحوح، وأبي قتادة:

أما حديث أبي هريرة:

"أن رجلا أسود أو امرأة سوداء كان يقم المسجد فمات، فسأل النبي ﷺ عنه، فقالوا: مات، قال: أفلا كنتم آذنتموني به دلوني على قبره - أو: قبرها - فأتى قبرها فصلى عليها".
متفق عليه، وقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (229).

وأما حديث يزيد بن ثابت:

"أنهم خرجوا مع رسول الله ﷺ ذات يوم فرأى قبرا جديدا، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذه فلانة مولاة بني فلان، فعرفها رسول الله ﷺ، ماتت ظهرا وأنت نائم قائل فلم نحب أن نوقظك بها، فقام رسول الله ﷺ، وصف الناس خلفه، وكبر عليها أربعا، ثم قال: لا يموت فيكم ميت ما دمت بين أظهركم إلا آذنتموني به، فإن صلاتي له رحمة".
وقد تقدّم تخريجه أيضا تحت الحديث رقم (407).

وأما حديث رجال من أصحاب النبي ﷺ:

فقد تقدّم تخريجه أيضا تحت الحديث رقم (404)، وفيه: "فانطلقوا مع رسول الله ﷺ حتى قاموا على قبرها، فصفوا وراء رسول الله ﷺ كما يصف للصلاة على الجنائز، فصلى عليها رسول الله ﷺ وكبر أربعا كما يكبر على الجنائز".

وأما حديث أنس:

فأخرجه أحمد 3/ 150، والبزار (6857)، والدارقطني 2/ 443، والضياء في "المختارة" (1742) و (1743) عن أبي داود الطيالسي، عن أبي عامر الخزاز، عن ثابت، عن أنس:
"أن أسود كان ينظف المسجد، فمات فدفن ليلا وأتى النبي ﷺ فأخبر، فقال: انطلقوا إلى قبره. فانطلقوا إلى قبره، فقال: إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة، وإن الله ينورها بصلاتي عليها. فأتى القبر فصلى عليه، وقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، إن أخي مات، ولم تصل عليه، قال: فأين قبره؟ فأخبره، فانطلق رسول الله ﷺ مع الأنصاري".
وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (2568) حدثنا حماد بن زيد، وأبو عامر الخزاز صالح بن رستم، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة به.
وأخرجه البيهقي 4/ 46 من طريق خالد بن خداش، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس به.
وأخرجه مسلم (955)، وابن ماجه (1531)، وأحمد 3/ 130، وأبو يعلى (3454)، وفي "المعجم" (306)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1485)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (423)، وابن المنذر في "الأوسط" (3103)، وابن حبان (3084)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (384)، والقطيعي في "الألف دينار" (49) و (167)، والدارقطني 2/ 444، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 193و 9/ 222- 223، وفي "المستخرج" (2141)، والبيهقي 4/ 46، والخليلي في "الارشاد" 3/ 829، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ و 270 و 270-271، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 346- 347 و 10/ 278 من طريق شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك:
"أن النبي ﷺ صلى على قبر بعدما قبر".
وقال أبو القاسم البغوي:
"حدثني عبد الله بن أحمد، قال: سألت أبي عن حبيب بن الشهيد، فقال: ثقة.
وقال: حدثني محمد بن علي، قال: سمعت أحمد بن حنبل، وذكر حبيب بن الشهيد، فقال: كان ثبتا ثقة، قال: وهو عندي يقوم مقام يونس، وابن عون، قال: وكان قليل الحديث".
وقال البزار:
"وهذا الحديث قد رواه شعبة عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس...ولا نعلم روى هذا الحديث عن حبيب إلا شعبة وإنما ذكرناه، عن أبي عامر، وإن كان دون حبيب لأن أبا عامر أتم كلاما له".
وقال البيهقي 4/ 46- 47:
"وقد رواه ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، وهو محفوظ من الوجهين جميعا".
وقال الدارقطني في "العلل" (2221):
"يرويه ثابت البناني، واختلف عنه:
فرواه يونس بن عبيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.
حدث به إبراهيم بن طهمان، عن حجاج بن حجاج، عنه، قال ذلك: حفص بن عبد الله النيسابوري، عن إبراهيم بن طهمان.
وخالفه ابن حميد الرازي، فرواه عن كنانة بن جبلة، عن إبراهيم بن طهمان، عن حجاج بن حجاج، عن قتادة، ويونس، وثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.
وقول حفص أصح من قول كنانة.
ورواه حماد بن سلمة، وحماد بن واقد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.
وزاد أبو عمر الضرير، عن حماد بن سلمة فيه ألفاظا، أدرجها في الحديث، وهو قوله: إن هذه القبور مظلمة ممتلئة ظلمة إلى آخر الكلام.
ورواه حماد بن زيد، واختلف عنه:
فرواه عفان بن مسلم، وعارم بن الفضل، وسليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد بن حساب، وأبو الربيع الزهراني، ويونس المؤدب، عن حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.
وفصلوا هذا الكلام فجعلوه من قول ثابت البناني، أنه بلغه عن النبي ﷺ، وقولهم أشبه بالصواب.
ورواه مسدد، ولوين، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد، وأدرجا هذا الكلام من حديث أبي رافع، عن أبي هريرة، لم يضبطاه عن حماد.
ورواه أحمد بن عبدة، عن حماد، مختصرا.
وخالفهم خالد بن خداش المهلبي، فرواه عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ، بالكلام الأول والثاني جميعا.
وكذلك قيل عن هدبة بن خالد، عن حماد بن زيد.
وروى الصلاة على القبر حبيب بن الشهيد، وأبو عامر الخزاز، عن ثابت، عن أنس، عن النبي ﷺ.
سئل عن خالد بن خداش، فقال: ثقة وربما وهم".
وقال الدارقطني في "العلل" أيضا (2360):
"اختلف فيه على ثابت البناني:
فرواه حبيب بن الشهيد، وأبو عامر الخزاز، عن ثابت، عن أنس.
وكذلك قال خالد بن خداش، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس.
وخالفهم يونس بن عبيد، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، فرووه عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، وهو أشبه بالصواب".
قلت: وهو متفق عليه من حديث ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، وقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (229).

وأما حديث عن جابر:

فأخرجه النسائي (2025) [1]، وفي "الكبرى" (2163) - وعنه الدولابي في "الكنى" (570)، والطبراني في "الأوسط" (1678)، والمزي في "تهذيب الكمال" 10/ 100 - أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (2928) من طريق محمد بن زيد بن أبي أسامة، كلاهما عن أبي أسامة زيد بن علي، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر:
"أن النبي ﷺ صلى على قبر امرأة بعد ما دفنت".
وإسناده حسن.

وأما حديث عامر بن ربيعة:

فأخرجه ابن ماجه (1529)، وأحمد 3/ 444- 445، وابن أبي شيبة 3/ 361-362، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 267 و 268 و 268-269، والضياء في "المختارة" (219) و (220) من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، عن محمد بن زيد التيمي، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، قال:
"مر رسول الله ﷺ بقبر فقال: ما هذا القبر؟ قالوا: قبر فلانة، قال: أفلا آذنتموني. قالوا: كنت نائما فكرهنا أن نوقظك، قال: فلا تفعلوا فادعوني لجنائزكم فصف عليها، فصلى".
وقال الحافظ في "المطالب العالية" (876):
"إسناده حسن، وقد أخرجه ابن ماجه باختصار".
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 193 من طريق عمرو بن حكام، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 193 من طريق عمران بن أبان، كلاهما عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة به.
وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (489)، و "المطالب العالية" (877) عن أبي الوليد الطيالسي، حدثنا شعبة، حدثنا أبو بكر بن حفص، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة: مرسلا.

وأما حديث بريدة الأسلمي:

فأخرجه ابن ماجه (1532)، والروياني (43)، والبيهقي 4/ 48، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 208، والمزي في "تهذيب الكمال" 28/ 598 عن محمد بن حميد الرازي، والطبراني في "الأوسط" (5554) من طريق سهل بن زنجلة الرازي، كلاهما عن مهران بن أبي عمر، عن أبي سنان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه:
"أن النبي ﷺ صلى على ميت بعد ما دفن".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن علقمة بن مرثد إلا أبو سنان، وتفرد به مهران، ولا يروى عن بريدة إلا بهذا الإسناد".
ومهران: صدوق له أوهام سيء الحفظ.

وأما حديث أبي سعيد الخدري:

فأخرجه ابن ماجه (1533) من طريق سعيد بن شرحبيل، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، قال:
"كانت سوداء تقم المسجد، فتوفيت ليلا، فلما أصبح رسول الله ﷺ، أخبر بموتها، فقال: ألا آذنتموني بها؟ فخرج بأصحابه، فوقف على قبرها، فكبر عليها، والناس من خلفه، ودعا لها، ثم انصرف".
وإسناده ضعيف، ابن لهيعة: سيء الحفظ.

وأما حديث حصين بن وحوح:

فأخرجه أبو داود (3159)، وابن أبي عاصم في "السنة" (558)، وفي "الآحاد والمثاني" (2139)، والبغوي في "معجم الصحابة" (518)، والطبراني 4/ (3554)، وفي "الأوسط" (8168)، وفي "الدعاء" (1190)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (72)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2203) و (2204) و (3930)، والبيهقي 3/ 386، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 272 - 273، والمزي في "تهذيب الكمال" 6/ 549 تاما ومختصرا من طريق عيسى بن يونس، قال: حدثنا سعيد بن عثمان البلوي، عن عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن حصين بن وحوح:
"أن طلحة بن البراء، لما لقي النبي ﷺ قال: يا رسول الله، مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمرا، فعجب لذلك النبي ﷺ وهو غلام، فقال له النبي ﷺ عند ذلك: فاقتل أباك. قال: فخرج موليا ليفعل، فدعاه، فقال: إني لم أبعث بقطيعة رحم. فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي ﷺ يعوده في الشتاء في برد وغيم، فلما انصرف قال لأهله: إني لأرى طلحة قد حدث فيه الموت، فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه، وعجلوه فإنه لا تنبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله. فلم يبلغ النبي ﷺ بني سالم بن عوف حتى توفي وجن عليه الليل، وكان فيما قال: ادفنوني ولا تدعوا لي رسول الله ﷺ؛ فإني أخوف ما أخاف عليه اليهود أن يصاب في شيء، فأخبر النبي ﷺ حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره فصف وصف الناس معه، ثم رفع يديه، فقال: اللهم الق طلحة يضحك إليك وتضحك إليه. ثم انصرف".
وإسناده ضعيف، عروة، ويقال: عزرة بن سعيد الأنصاري: مجهول.
ووالده مجهول أيضا.
وسعيد بن عثمان البلوي: مجهول أيضا.
وقال الحافظ قال ابن حجر في "الإصابة" 5/ 409:
"اتفقوا على أنه من مسند حصين، لكن أخرجه ابن السكن من طريق يزيد بن موهب، عن عيسى بن يونس، فقال فيه: عن حصين، عن طلحة بن البراء، أنه سمع النبي ﷺ يقول: (لا ينبغي لجسد مسلم أن يترك بين ظهراني أهله)".
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (74) ذكر أبو عبد الملك المدني بن أبي معشر، ذكر أبو معشر، ذكر محمد بن كعب، قال:
"كان طلحة بن البراء رجلا من بني أنيف أتى رسول الله ﷺ، فقال: أبايعك على أن تقتل أباك. قال: فأمسك بيده، قال: ثم جاء مرة أخرى فقال: أبايعك على أن تقتل أباك. فأمسك بيده، ثم جاء مرة أخرى فقال: أبايعك على أن تقتل أباك. فبايعه، فأمره ألا يقتله، قال: ثم إن طلحة اشتكى شكوى فأدنف، قال: فجاءه رسول الله ﷺ يعوده فرأى به الموت فقال لبعض من عنده: إذا نزل به الموت فآذنوني حتى أشهده وأصلي عليه. قال: فنزل به الموت من الليل، فقال بعض من عنده: آذنوا رسول الله، فقال: لا تفعلوا، قالوا: ولم يا طلحة والناس يستشفعون برسول الله ﷺ إذا حضرهم الموت؟ قال: أخشى أن تصيبه نكبة أو تلدغه عقرب أو تنهشه حية، قال: وألقى الله بذلك، قال: فتركوه حتى أصبح، فلما مات آذنوا رسول الله ﷺ، فقال: ألم أقل لكم: إذا نزل به الموت فآذنوني؟ فقالوا: أردنا يا رسول الله أن نفعل فمنعنا وقال: أخشى أن تصيبه نكبة، أو تلدغه عقرب، أو تنهشه حية فألقى الله بذاك، فقال رسول الله ﷺ: اللهم الق طلحة بن البراء تضحك إليه ويضحك إليك".
وهذا على إرساله، فيه أبو معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي: ضعيف، أسن واختلط.

وأما حديث أبي قتادة الأنصاري:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1964) من طريق محمد بن جامع العطار، قال: حدثنا حماد بن واقد الصفار، قال: حدثنا ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعدما دفن".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن أبي قتادة إلا حماد بن واقد".

وقال الهيثمي في "المجمع" 3/ 36:

"رواه الطبراني في (الأوسط) وفيه محمد بن جامع العطار: وهو ضعيف".

قلت: وحماد بن واقد الصفار: ضعيف أيضا.

وأخرجه الحارث كما في "بغية الباحث" (273) حدثنا يعقوب بن محمد، وابن المنذر في "الأوسط" (2927) من طريق إبراهيم بن حمزة، والحاكم 1/ 353 - وعنه البيهقي 3/ 384 و 6/ 276 - من طريق نعيم بن حماد، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه:

"أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة سأل عن البراء بن معرور، فقالوا: توفي وأوصى بثلثه لك يا رسول الله، وأوصى أن يوجه إلى القبلة لما احتضر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصاب الفطرة وقد رددت ثلثه على ولده. ثم ذهب فصلى عليه، فقال: اللهم اغفر له وارحمه، وأدخله جنتك، وقد فعلت".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح".

قلت: أنّى له الصحة وهو مرسل.

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 620 أخبرنا محمد بن عمر، حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أمه، عن أبيه: بنحوه.

وإسناده ضعيف جدا، محمد بن عمر الواقدي: متروك.

وأخرجه مسدد كما في "المطالب العالية" (875) حدثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب، عن حميد بن هلال، قال:

"إن البراء بن معرور رضي الله عنه توفي قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فلما قدم صلى عليه".

وقال الحافظ"

"إسناده صحيح إلا أنه مرسل".

وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 619، والبيهقي 4/ 49 من طريق حماد بن سلمة، أخبرني أبو محمد بن معبد بن أبي قتادة:

"أن البراء بن معرور كان أول من استقبل القبلة، وكان أحد السبعين النقباء، فقدم المدينة قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يصلي نحو القبلة فلما حضرته الوفاة، أوصى بثلث ماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعه حيث شاء، وقال: وجهوني في قبري نحو القبلة، فقدم النبي صلى الله عليه وسلم بعد سنة، فصلى عليه هو وأصحابه ورد ثلث ميراثه على ولده".

وقال البيهقي:

 "هكذا وجدته في كتابي، والصواب بعد شهر والله أعلم، وهذا مرسل وقد رويناه في هذا الكتاب عن عبد العزيز الدراوردي، عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه موصولا دون التأقيت".

يستفاد من الحديث

أولًا: جواز الصلاة على الميت بعد دفنه، قال ابن حبّان في "صحيحه" 7/ 357:
"قد يتوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الصلاة على القبر غير جائزة للفظة التي في خبر أبي هريرة (فإن الله ينورها عليهم رحمة بصلاتي)، واللفظة التي في خبر يزيد بن ثابت (فإن صلاتي عليهم رحمة)، وليست العلة ما يتوهم المتوهمون فيه أن إباحة هذه السنة للمصطفى ﷺ خاصة دون أمته، إذ لو كان ذلك لزجرهم ﷺ عن أن يصطفوا خلفه، ويصلوا معه على القبر، ففي ترك إنكاره ﷺ على من صلى على القبر أبين البيان لمن وفقه الله للرشاد والسداد أنه فعل مباح له ولأمته معا دون أن يكون ذلك بالفعل لهم دون أمته
في ترك إنكاره ﷺ على من صلَّى معه على القبر بيان جواز ذلك لغيره، وأنّه ليس من خصائصه".
وقال الصنعاني في "سبل السلام" 1/ 480-481:
"واختلف القائلون بالصلاة على القبر في المدة التي تشرع فيها الصلاة، فقيل: إلى شهر بعد دفنه. وقيل: إلى أن يبلى الميت، لأنه إذا بلي لم يبق ما يصلى عليه. وقيل: أبدا، لأن المراد من الصلاة عليه الدعاء وهو جائز في كل وقت.
قلت: هذا هو الحق إذ لا دليل على التحديد بمدة، وأما القول بأن الصلاة على القبر من خصائصه ﷺ فلا تنهض، لأن دعوى الخصوصية خلاف الأصل".

ثانيًا: جواز الدفن ليلا، قال القسطلاني في "إرشاد الساري" 2/ 437:
"وأما حديث مسلم: زجر النبي ﷺ أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلّى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، فالنهي فيه إنما هو عن دفنه قبل الصلاة عليه".

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
________________________________
[1] - وسقط من مطبوعه (ابن جريج)، وهو سقط قديم، لأن المزي لم يذكره في "تحفة الأشراف" (2407)، ولم يذكر في "تهذيب الكمال" 5/ 395- 396 حبيب بن أبي مرزوق فيمن روى عن ابن جريج، وقال المزي في "التحفة":
" هكذا رواه أبو بكر بن السني عن النسائي وقال ابنه أبو موسى عبد الكريم وأبو الحسن بن حيوية والحسن بن الخضر الأسيوطي وأبو القاسم الطبراني عن النسائي بإسناده عن حبيب بن أبي مروزق عن ابن جريج عن عطاء، وكذلك رواه أبو عروبة الحراني عن المغيرة بن عبد الرحمن، وكذلك رواه محمد بن أبي أسامة الرقي عن أبيه".

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015