حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

غربة الإسلام

غربة الإسلام

غربة الإسلام


"بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء".

حديث صحيح - جاء من حديث أبي هريرة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو، وأبي الدرداء، وأبي أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن مسعود، وعمرو بن عوف المزني، وجابر بن عبد الله، وسهل بن سعد، وعبد الرحمن بن سنة، وسلمان، وعبد الله بن عباس.

أما حديث أبي هريرة:

فأخرجه مسلم (145)، وابن ماجه (3986)، وأبو عوانة 1/101-102، وأبو يعلى 11/ 52، والآجري في "الغرباء" (4)، وابن منده (423)، والبيهقي في "الزهد" (204)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/307، وفي "شرف أصحاب الحديث" (37)، وابن عدي في "الكامل" 2/196 من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة: فذكره.
وله طرق أخرى عن أبي هريرة:
1 - أخرجه أحمد 2/ 389، وابن أبي شيبة 13/237، والطحاوي في "شرح المشكل" (691)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2777)، وابن منده في "الإيمان" (422) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ:
"إن الدين بدأ غريبا، وسيعود الدين كما بدأ، فطوبى للغرباء ".
2 - أخرجه إسحاق بن راهويه (408)، ومن طريقه الطبراني في "مسند الشاميين" (2364) عن كلثوم، حدثنا عطاء، عن أبي هريرة به.
وهذا إسناد ضعيف، فيه علتان:
الأولى: أنه منقطع، فإن عطاء الخراساني لم يلق أبا هريرة.
والثانية: فيه كلثوم وهو ابن محمد بن أبي سدرة.
قال أبو حاتم: يتكلمون فيه.
وقال ابن عَدِي: كلثوم حلبي يحدث عن عطاء الخراساني بمراسيل وعن غيره مما لا يتابع عليه.
وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/28، وقال:
"يروي عن عطاء الخراساني، روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، يُعتبر حديثه إذا روى عن غير عطاء الخراساني".
قلت: وهذا منه فلا يُعتبر به.
وله طريق أخرى تالفة عن أبي هريرة:
ذكرها ابن أبي حاتم في "العلل" (1966) بقوله:
"سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي أويس، قال: حدثني أبي، عن عمر بن شيبة بن أبي كثير مولى أشجع، وثور بن زيد، وخاله موسى بن ميسرة، الديليين، وغيرهم، عن نعيم المجمر، وعن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رفعوا الحديث - قال النبي ﷺ:
( يعود الإسلام كما بدأ - أي: إنه بدأ غريبا وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء، فقيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس؟ ).
قال أبي: عمر بن شيبة مجهول، وهذا حديث موضوع".
قلت: قول أبي حاتم موضوع، أي: بهذا الإسناد وإلا فالحديث صحيح بلا شك كما تقدم وله شواهد كثيرة كما سيأتي.

وأما حديث سعد بن أبي وقاص:

فأخرجه أحمد 1/184، وكذا عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند"، ومن طريقه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (290)، والدورقي (92)، والبزار (3286 – كشف)، وأبو يعلى (756) من طرق عن عبد الله بن وهب، أخبرني أبو صخر، أن أبا حازم، حدثه عن ابن لسعد بن أبي وقاص، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت رسول الله ﷺ، وهو يقول:
"إن الإيمان بدأ غريبا وسيعود كما بدأ، فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس، والذي نفس أبي القاسم بيده ليأرزن الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها".
وجاء التصريح باسم ابن سعد:
أخرجه ابن منده في "الإيمان" (424) من طريق أحمد بن صالح، حدثنا
عبد الله بن وهب، قال: حدثني أبو صخر حميد بن زياد، عن أبي حازم سلمة ابن دينار، عن ابن سعد هو عامر، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس، والذي نفسي بيده إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها".
قلت: وهذا إسناد حسن في الشواهد، لأجل أبي صخر، وهو حميد بن زياد، أبو المخارق المدني الخراط: وهو صدوق يهم.
وقال الهيثمي في "المجمع"1/184:
"رواه أحمد والبزار وأبو يعلى، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح".

وأما حديث عبد الله بن عمرو:

فأخرجه أحمد 2/ 177 و 222، وابنُ المبارك في "الزهد" (775)، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 517، والآجري في "الغرباء"(6) و (52) والطبراني في "الأوسط" (8985) و (8986)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (203) من طرق عن ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن جندب بن عبد الله، أنه سمع سفيان بن عوف، يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي، قال: قال رسول الله ﷺ ذات يوم ونحن عنده:
"طوبى للغرباء، فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: أناس صالحون، في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم.
قال: وكنا عند رسول الله ﷺ يوما آخر حين طلعت الشمس، فقال رسول الله ﷺ: سيأتي أناس من أمتي يوم القيامة، نورهم كضوء الشمس، قلنا: من أولئك يا رسول الله؟ فقال: فقراء المهاجرين، والذين تتقى بهم المكاره، يموت أحدهم وحاجته في صدره، يحشرون من أقطار الأرض".
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 278:
"رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وقال: أناس صالحون قليل، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف".
قلت: الرواة عنه ابن المبارك وابن المقرئ، وروايتهما عنه صحيحة كما قال الحافظ، لكن جندب بن عبد الله وهو العدواني المصري وليس الوالبي كما ترجمه الحسيني في "الإكمال" (ص 71)، وكذا الحافظ في "تعجيل المنفعة" 1/ 397،
فقالا:
"جندب بن عبد الله الوالبي الكوفي عن سفيان بن عوف القاري وعنه الحارث ابن يزيد قال العجلي كوفي تابعي ثقة".
وفي "ترتيب الثقات" 1/ 100:
"جندب بن عبد الله الوالبي كوفي تابعي ثقة".
ووقعت نسبته في "الزهد" لابن المبارك، وعند الطبراني (العدواني)، وعند يعقوب ابن سفيان (العدوي)، ونسبه الحافظ عند ترجمة شيخه سفيان بن عوف من "التعجيل" 1/ 590 بـــ (العدواني)، وفرّق الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" 1/ 626 بين الوالبي، والعدواني فنقل توثيق العجلي في ترجمة الوالبي،
ثم ذكر تحته العدواني المصري فيتبيّن من هذا أن نقل توثيق العجلي في "تعجيل المنفعة"، وفي "الإكمال" ليس في محلّه إذ العجلي وثّق الوالبي ولم يوثّق العدواني.
وشيخه سفيان بن عوف: ذكره الفسوي في ثقات التابعين من أهل مصر، ووثقه ابنُ حبان 4/ 320، وقال:
"يروي عن عبد الله بن عمرو، روى عنه جندب بن عبد الله".
ووقعت نسبته عند يعقوب بن سفيان، والطبراني (القاري)، فالإسناد حسن في الشواهد.

وأما حديث أبي الدرداء، وأبي أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك:

فأخرجه الآجري في "الغرباء" (5)، والهروي في "ذم الكلام" 1/64، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 2/288، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 225-226، والطبراني (7659)، والبيهقي في " الزهد الكبير" (199)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 505، مطولًا ومختصرًا من طريق كثير بن مروان الشامي، حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي الذي كان بالباب قال: حدثني أبو الدرداء، وأبو أمامة الباهلي وأنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع - قالوا:
"خرج علينا رسول الله ﷺ، فقال: إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء، قالوا: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، ولا يمارون في دين الله، ولا يكفرون أهل القبلة بذنب" واللفظ للبيهقي.
وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 156:
"وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف جدا".
قال ابن حبان:
"منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب".
قلت: وعبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي هو مثل كثير إن لم يكن شرٌ منه.
قال مهنى بن يحيى كما في "تاريخ بغداد" 11/ 449، و"موسوعة أقوال الإمام أحمد" 2/ 301:
"سألت أحمد بن حنبل، عن عبد الله بن يزيد بن آدم، يحدث عن أبي أمامة؟ قال: كان قدم هاهنا أيام أبي جعفر - يعني قدم بغداد - قلت: كيف هو؟ قال: أحاديثه موضوعة.
قلت: من أين هو؟ قال: من الشام".
وله طرق عن أنس يصحُّ الحديث عنه بمجموعها.
أخرجها ابن ماجه (3987)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (690)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 256، والطبراني في "الأوسط" (1925)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" 1/ 171، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 183، بلفظ:
"إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء".
وجاء من حديث واثلة بن الأسقع بإسناد تالف:
أخرجه تمام في "فوائده" (1706 – الروض البسام) من طريق سليمان بن سلمة: حدثنا مُؤمَّل بن سعيد بن يوسف الرحبي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن واثلة بن الأسقع، عن النبيِّ ﷺ، قال:
"بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبًا".
وسليمان بن سلمة الخبائري: متروك كما في "ديوان الضعفاء" (1755). وشيخه مؤمل بن سعيد: قال فيه البخاري في " التاريخ الكبير" 8/ 49:
"منكر الحديث".

وأما حديث عبد الله بن عمر:

فأخرجه مسلم (146)، وابن منده في "الإيمان" 1/502، وأبو نعيم في "المستخرج" 1/ 212، والبيهقي في "الزهد الكبير" (201) من عاصم بن محمد العمري، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، قال:
"إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها".
وله طريق أخرى عن ابن عمر:
أخرجه البزار (5898) من طريق جرير، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، قال:
"بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن ليث إلا جرير".
قلت: وليث هو ابن أبي سليم صدوق اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك
كما في "التقريب".
وقال الهيثمي في "كشف الأستار":
"هو في الصحيح خلا قوله (فطوبى للغرباء)".
تنبيه: وقع في طبعة "مسند الشهاب" (1054)
"جرير وليث عن نافع".
وهو خطأ، فجعلها الشيخ حمدي عبد المجيد الكردي متابعة لليث!، ولعله توهّم أن جريرا هو ابن حازم لأن له رواية عن نافع، وليس الأمر كذلك إنما هو جرير بن عبد الحميد.
وقد تُوبع ليث ولكن لا يفرح بها:
أخرجه تمام في "الفوائد" (1089) من طريق بشر بن عبيد الدارسي، حدثنا زهير بن مروان، عن أيوب، عن نافع به.
وقال تمام:
"لم يسند زهير غيره".
قلت: وإسناده ضعيف جدًا، لأجل بشر بن عبيد.
قال الذهبي في "الميزان" 1/ 320:
" كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الائمة، بين الضعف جدا".
وذكره ابن حبان في " الثقات" 8/ 141-142
وزهير بن مروان لم أجد مَنْ ترجم له.
متابعة أخرى:
أخرجه أبو الليث السمرقندي في "تنبيه الغافلين" (196)، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" 13/125 من طريق الكوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال:
"خرج رسول الله ﷺ ذات يوم إلى المسجد، فإذا قوم يتحدثون أضحكهم حديثهم، فوقف فسلم فقال: اذكروا هاذم اللذات، الموت.
وخرج ﷺ بعد ذلك خرجة أخرى، فإذا قوم يتحدثون ويضحكون فقال: أما والذي نفسي بيده، لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا.
قال: وخرج رسول الله ﷺ أيضا فإذا قوم يتحدثون ويضحكون فسلم، ثم قال: ألا إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا فطوبى للغرباء يوم القيامة، قيل له: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال ﷺ: الذين إذا فسد الناس صلحوا".
وكوثر بن حكيم: متروك كما في "ديوان الضعفاء" (3492).
وله طريق أخرى عن ابن عمر:
أخرجه تمام في "الفوائد" (1088)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (200) من طريق يحيى بن المتوكل قال: حدثتني أمي أنها سمعت سالم بن عبد الله بن عمر، - قال يحيى: وقد رأيت سالما يحدث عن أبيه - أنه سمع رسول الله ﷺ، يقول: "إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء، ألا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمنا" واللفظ للبيهقي:
ولفظ تمام: "إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء، وليأرز الإسلام بين هذين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها".
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، فيه يحيى بن المتوكل الباهلي: صدوق يخطئ كما في "التقريب".
وأخرجه ابن وضاح في " البدع والنهي عنها" 2/125 من هذا الوجه ، وسقط من إسناده ابن عمر.

وأما حديث أبي سعيد الخدري:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7283) من طريق الشاذكوني، حدثنا سلم بن قتيبة، حدثنا محمد بن مهزم، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ:
"بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن محمد بن مهزم إلا سلم بن قتيبة، تفرد به الشاذكوني".
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/ 278:
"رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه عطية وهو ضعيف".
قلت: إعلاله بالشاذكوني أولى من إعلاله بالعوفي، والشاذكوني هو سليمان بن داود بن بشر: متروك كما في "التقريب".
وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (1742):
" قال ابن معين: كان يكذب، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: متروك.

وأما حديث عبد الله بن مسعود:

فأخرجه ابن أبي شيبة 13/236، وفي "المسند" (260)، وعنه أحمد 1/ 398، وكذا ابنه عبد الله، وأبو يعلى (4975)، والآجري في "الغرباء" (2)، وعنه ابن بشران في "الأمالي" (1227)، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (170)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 175، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (ص 23)، والبغوي في "شرح السنة" 1/ 118 عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء؟ قال: النزاع من القبائل".
وأخرجه الترمذي (2629)، والبزار (2069) عن أبي كريب، قال: حدثنا حفص به.
وقرن البزار بأبي كريب: ابراهيم بن يوسف.
وأخرجه ابن ماجه (3988) عن سفيان بن وكيع قال: حدثنا حفص به.
والدارمي (2755)، والشاشي (729) عن زكريا بن عدي، حدثنا حفص به.
والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (686)، والطبراني 10/ (10081) من طريق عمر بن حفص بن غياث، والطحاوي (687) من طريق يوسف بن منازل الكوفي، كلاهما عن حفص بن غياث به.
وليس عند الطبراني "النزاع من القبائل".
والآجري في "الغرباء" (1)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (288) عن محمد بن آدم المصيصي، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء. قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس".
والبيهقي في "الزهد" (206) من طريق سهل بن عثمان العسكري أبي مسعود، حدثنا حفص بن غياث به.
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود، إنما نعرفه من حديث حفص بنِ غياث، عن الأعمش، وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك ابن نضلة الجشمي، تفرد به حفص!".
وله طرق أخرى عن الأعمش:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 280، والسهمي في "تاريخ جرجان" (339)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (688) من طريق أبي خالد الأحمر، عن الأعمش به.
وقال ابن عدي:
"لا يعرف هذا الحديث إلا بحفص بن غياث عن الأعمش، وبه يعرف، وحكم الناس بأنه حديثه عن الأعمش".
وقال البزار:
"رواه عن الأعمش أبو خالد، ويوسف بن خالد، وغيرهما".
وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (551) حدثنا محمد، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، قال: قال رسول الله ﷺ مرسلًا.
وقد تقدم وصله عن جمع من الثقات من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، وقد يكون سقط من المخطوط عبد الله، ومهما يكن فإنه تفرّد به أبو إسحاق السبيعي: وهو ثقة مكثر عابد، اختلط بأخرة كما في "التقريب"، وهو أيضا مدلس وقد عنعنه، والحديث صحيح سوى قوله "النزاع من القبائل".

وأما حديث عمرو بن عوف المزني:

فأخرجه الترمذي (2630)، والبزار (3397)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 350، وأبو نعيم في "الحلية" 2/10، والقضاعي في "مسند الشهاب" 2/ 138، والبيهقي في "الزهد الكبير" (205)، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (ص 23)، وابن عبد البر في "فضل العلم"
2/ 997، والصابوني في "عقيدة السلف" (51) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله ﷺ، قال:
"إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي".
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وفي بعض النسخ: "حسن صحيح".
قلت: ولعله صححه لغيره، فإن في إسناده كثير بن عبد الله المزني المدني
قال الحافظ الذهبي في "الميزان" 3/ 407:
"قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال الشافعي وأبو داود: ركن من أركان الكذب، وضرب أحمد على حديثه.
وقال الدارقطني، وغيره: متروك.
وقال أبو حاتم: ليس بالمتين.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال مطرف بن عبد الله المدني: رأيته، وكان كثير الخصومة، لم يكن أحد من أصحابنا يأخذ عنه.
قال له ابن عمران القاضي: يا كثير، أنت رجل بطال تخاصم فيما لا تعرف، وتدعي ما ليس لك، وما لك بينة، فلا تقربني إلا أن تراني تفرغت لأهل البطالة.
وقال ابن حبان: له عن أبيه، عن جده، نسخة موضوعة.
وأما الترمذي فروى من حديثه (الصلح جائز بين المسلمين)، وصححه، فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وأما حديث جابر بن عبد الله:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4915) و (8716)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (689)، وابن بشران في " أماليه "(198)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (173)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (198) من طرق عن عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني يحيى بن سعيد قال: كتب إليّ خالد بن أبي عمران قال: حدثني أبو عياش قال: سمعت جابر ابن عبد الله، يقول: قال رسول الله ﷺ:
"إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء. قال: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون حين يفسد الناس".
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/278:
"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف، وقد وثق".
قلت: وله طريق أخرى عن خالد بن أبي عمران:
قال الطبراني في "الأوسط" (8977) حدثنا المقدام، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران به.
قلت: شيخ الطبراني، المقدام بن داود الرعيني: ضعفه الدارقطني.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (4227):
"صويلح، قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه".
وابن لهيعة: صدوق، خلط بعد احتراق كتبه.
قلت: ومدار الحديث على أبي عياش بن النعمان المعافري، المصري، وهو مجهول الحال، ويشهد له الحديث التالي فيصير به حسنا بهذا اللفظ.

وأما حديث سهل بن سعد:

فأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/ 595، وابن عدي في "الكامل" 2/196، والطبراني 6/ (5867)، وفي "الأوسط" (3056)، وفي "الصغير" (290)، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (1055): من طريق بكر بن سليم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء. قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن أبي حازم عن سهل إلا بكر".
قلت: وبكر بن سليم الصواف، قال فيه ابن عدي:
"يحدث، عن أبِي حازم عن سهل بن سعد وعن غيره ما لا يوافقه أحد عليه".
وقال أبو حاتم: يُكَتب حديثه.
وذكره ابن حِبّان في "الثقات"، فالحديث حسن بما قبله.
ووقع في طبعة "شرح أصول الاعتقاد" للالكائي (174): (أبو هريرة) بدل (سهل بن سعد)، وهو خطأ، ولم يتنبه المحقق له مع أنه نقل قول الطبراني ولكنه ذكره مختصرًا.

وأما حديث عبد الرحمن بن سنة:

فأخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائده" على "المسند" 4/73-44، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 452، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 4/ 1854، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" 2/ 126، وابن عدي في "الكامل" 5/ 499 من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة، عن يوسف بن سليمان، عن جدته ميمونة، عن عبد الرحمن بن سنة، أنه سمع النبي ﷺ، يقول:
"بدأ الإسلام غريبا، ثم يعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء. قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، والذي نفسي بيده لينحازن الإيمان إلى المدينة كما يحوز السيل، والذي نفسي بيده ليأرزن الإسلام إلى ما بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها".
قلت: وإسناده ضعيف جدا، فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك كما في "التقريب".
وشيخه يوسف بن سليمان ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 381، والحسيني في "الإكمال" (1012)، ولم يذكرا في الرواة عنه سوى إسحاق، وقال الحسيني:
" مجهول".
وكذا ميمونة جدة يوسف بن سليمان، لم أجد مَنْ ترجم لها سوى الحسيني في "الإكمال" (1486) ولم يزد على قوله:
"ميمونة، عن عبد الرحمن بن سنة، وعنها حفيدها يوسف بن سليمان".
فهي مجهولة أيضا.
وقال ابن عدي في "الكامل" 5/498:
"قال البُخارِيّ عبد الرحمن بن سنة عن النبي ﷺ حديثه ليس بالقائم.
وقال ابن عدي: ولا أعلم لعبد الرحمن بن سنة غير هذا الحديث، ولا يعرف إلا من هذه الرواية التي ذكرتها".
قلت: جاءت رواية أخرى عن عبد الرحمن بن سنة، وسيأتي الكلام عليها، وإسماعيل بن عياش: صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم كما في "التقريب".
وهذه عن غير أهل بلده، لكنه لم يتفرّد به، فقد قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 4/ 1854:
"ورواه عمر بن عبد الواحد، ويحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة".
وعزاه الهيثمي في "المجمع" 7/ 278 إلى عبد الله والطبراني وقال:
"وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك".
تنبيه: جاء في طبعة "الكامل" تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، الطبعة الأولى (يوسف بن سليم)، بدل (يوسف بن سليمان) وهو خطأ.
وله طريق أخرى عن عبد الرحمن بن سنة:
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 82-83 حدثنا عبد الله بن
محمد بن مندويه، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق البزاز، حدثنا أبو سيار، حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، حدثني ابن سنة، أن رسول الله ﷺ قال:
"إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى يومئذ للغرباء".
وهذا إسناد جيد، رجاله موثّقون عند أبي نعيم، وأبو سيار هو الحافظ محمد ابن عبد الله بن المستورد، وأحمد بن شبيب روايته عن أبيه عن يونس عن الزهري مستقيمة.
قال ابن عدي في "الكامل" 5/47:
"حدث شبيب عن يونس، عن الزهري نسخة الزهري أحاديث مستقيمة.
حدثنا ابن العراد، حدثنا يعقوب بن شيبة سمعت علي بن المديني يقول: شبيب ابن سعيد بصري ثقة، كان من أصحاب يونس كان يختلف في تجارة إلى مصر، وكتابه كتاب صحيح قال علي: وقد كتبها عن ابنه أحمد بن شبيب".

وأما حديث سلمان:

فأخرجه الطبراني 6/ (6147) من طريق عبيس بن ميمون، عن عون بن أبي شداد، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا".
قلت: وهذا اسناد ضعيف جدًا، فيه عبيس بن ميمون: منكر الحديث متروك، وشيخه عون بن أبي شداد ضعّفه أبو داود، ووثقه ابن معين، وقال الحافظ:
"مقبول" يعني حيث يُتابع وإلا فلين الحديث.

وأما حديث عبد الله بن عباس:

فأخرجه الطبراني 11/ (11074)، وفي "الأوسط" (5806) من طريق جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء".
قلت: وهذا إسناد ضعيف لأجل ليث وهو ابن أبي سليم: صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك كما في "التقريب".
وقال الهيثمي في "المجمع" 7/278:
"فيه ليث بن أبي سليم مدلس".


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حســـــــــــن التمـــــــــام.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015