
تخريج حديث إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة
"إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".صحيح - جاء من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي عبد ربه، عن معاوية رضي الله عنه مرفوعا، وله عنه طرق:
الطريق الأولى: الوليد بن مسلم:
أخرجه ابن ماجه (4035)، وابن أبي عاصم في " ذكر الدنيا والزهد فيها" (146) - طبعة دار الريان، وأبو حمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 5/ 394، والطبراني في "مسند الشاميين" (607)، وابن سمعون في "الأمالي" (8)، وابن الجوزي في "ذم الهوى" (497)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 49، والمزي في "تهذيب الكمال" 34 /38-39 من طريق الوليد بن مسلم، سمعت ابن جابر، يقول: قال: سمعت أبا عبد ربه، يقول: سمعت معاوية، يقول: سمعت النبي ﷺ، يقول:
"لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة "، وزاد المزي:
"إنما الأعمال بخواتيمها، كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
وهو بهذا اللفظ عند أبي يعلى (7362) عن أبي همّام عن الوليد به،
وابن حبان (1818) - موارد: من طريق هشام بن عمار عن الوليد به.
وأخرجه عبد بن حميد (414) - المنتخب: حدثني يحيى بن بشر، حدثنا الحكم بن المبارك، عن الوليد بن مسلم، أخبرنا ابن جابر، حدثني أبو عبد ربه، قال: سمعت معاوية، يقول: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"إنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا فسد أعلاه فسد أسفله".
وإسناده حسن إلى أبي عبد ربه.
الطريق الثانية: عبد الله بن المبارك:
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (596)، وعنه أحمد 4/ 94، وابن أبي الدنيا في "الزهد" (194)، والطبراني 19/ (866)، وفي "مسند الشاميين" (607) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني أبو عبد ربه، قال: سمعت معاوية يقول على هذا المنبر: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا طاب أعلاه، طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
وأخرجه الداني في "السنن الواردة في الفتن" (67) من طريق ابن المبارك، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا أبو عبد ربه، قال: سمعت معاوية رحمه الله على هذا المنبر، يقول: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، فأعدوا للبلاء صبرا".
وإسناده ضعيف، شيخ الداني: محمد بن خليفة ضعيف.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1175) أخبرنا محمد بن أبي سعيد، أنبا أزهر بن أحمد، أنبا محمد بن معاذ، أنبا الحسين بن الحسن، أنبا ابن المبارك، أنبا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا أبو عبد رب العزة، قال: سمعت معاوية، على المنبر، يقول: قال رسول الله ﷺ:
"إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
وأخرجه الطبراني 19/ (866) حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عارم أبو النعمان، حدثنا عبد الله بن المبارك به، دون قوله: "وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
وأخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (ص: 99) من طريق ابن صاعد، حدثنا الحسين المروزي، حدثنا ابن المبارك، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني أبو هريرة، قال: سمعت معاوية يقول على هذا المنبر: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، إنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
والمحفوظ عن المبارك أنه من حديث أبي عبد ربه عن معاوية.
الطريق الثالثة: صدقة بن خالد:
أخرجه ابن حبان (1819) - موارد، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 162، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 18/ 74 - 75 و60/ 348 من طريق هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا ابن جابر، حدثنا أبو عبد ربه، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، يقول: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة، وإنما العمل كالوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله" واللفظ لأبي نعيم.
وقال ابن عساكر:
"وهذا هو المحفوظ كذا رواه جماعة عن ابن جابر منهم الوليد، والوليد بن مرثد".
وأخرجه ابن عساكر 23/ 386 من طريق صالح بن محمد، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، والوليد بن مسلم، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
والطريق إليه فيها مجهول.
وقال أبو نعيم:
"رواه الوليد بن مسلم، عن ابن عباس مثله، لم يروه عن معاوية إلا أبو عبد رب".
الطريق الرابعة: الحسين بن الحسن:
أخرجه ابن عساكر 67/ 49 من طريق الحسين بن الحسن، أخبرنا عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، حدثني أبو عبد ربه، قال: سمعت معاوية، يقول على هذا المنبر: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
قال: "والمحفوظ عبد ربه".
قلت: وإسناده إلى عبد ربه جيد، وأبو عبد ربه، ويقال أَبُو عبد رب العزة مولى ابن غيلان الثقفي، ويقال مولى بني عذرة. قيل: اسمه عبد الجبار بن عبيد اللَّه ابن سلمان، وقيل: عبد الرحمن بن أبي عبد اللَّه، وقيل: قسطنطين، وقيل: فلسطين، وليس بشيء.
وقال أبو زرعة الدمشقي، عن أَبِي مسهر: كان روميا اسمه قسطنطين، فَلَمَّا أسلم سمي عبد الرحمن.
وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 372، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال الذهبي في ترجمته:
"صدوق".
وقال الحافظ: "مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث.
الطريق الخامسة: الوليد بن مزيد العذري:
أخرجه ابن حبان (690)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 50 من طريق العباس بن الوليد، أخبرني أبي، حدثنا ابن جابر، قال: سمعت
أبا عبد رب، يقول: سمعت معاوية على هذا المنبر، يقول: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة".
الطريق السادسة: بشر بن بكر:
أخرجه ابن حبان (2899): من طريق محمد بن مسكين اليمامي، قال: حدثنا بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني أبو عبد رب، عن معاوية، قال رسول الله ﷺ:
"ما بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 50 من طريق إبراهيم بن محمد ابن إبراهيم، حدثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري، حدثنا الربيع، حدثنا بشر بن بكر، حدثني ابن جابر، حدثني أبو عبد رب، قال: سمعت معاوية على المنبر يعني منبر دمشق يقول: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة".
قال: وسمعت أبا عبد رب، يقول: سمعت معاوية على هذا المنبر، يقول:
"إن العمل كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
ثم روى ابن عساكر هذا الشطر مرفوعًا من طريق أبي عبد الله الهروي، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا بشر بن بكر، حدثنا ابن جابر، عن أبي عبد رب الزاهد، قال: سمعت معاوية، يقول: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"إنما القلب كالوعاء إذا قام أسفله قام أعلاه وإذا خبث أسفله خبث أعلاه".
الطريق السابعة: يزيد بن يوسف:
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 5/ 394، وأبو طاهر السلفي في "المشيخة البغدادية" - مخطوط، والمخلص في "المنتقى من حديثه" (9)، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (3) من طريق يزيد بن يوسف، عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي عبد ربه، قال: سمعت معاوية، يقول على المنبر: قال رسول الله ﷺ:
"لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة فأعدوا للبلاء صبرا".
ويزيد بن يوسف: واه.
الطريق الثامنة: محمد بن شابور:
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (45)، والدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 863 عن محمد بن شابور، عن ابن جابر، عن أبي عبد رب الدمشقي، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، يقول: قال رسول الله ﷺ:
"ألا أنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة".
وله طريق أخرى عن معاوية:
أخرجه الدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 661، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 129 من طريق أبي توبة، قال: حدثنا محمد بن مهاجر، عن أبي صالح النعمان بن أبي شمر قال: سمعت معاوية على هذا المنبر، يقول:
" أعدوا للبلاء صبرا فوالله إن بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة".
واسناده جيد، أبو توبة هو الربيع بن نافع ثقة حجة، ومحمد بن مهاجر من رجال مسلم، والنعمان له ترجمة في "تاريخ دمشق"، ووثقه ابن حبان 5/ 474، وله شاهد من حديث جابر:
أخرجه ابن أبي عاصم في " ذكر الدنيا والزهد فيها " (147)، ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية" 2/ 237 أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، أخبرنا محمد ابن طلحة، أخبرنا المنكدر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ:
"لم يبق من الدنيا إلا فتنة تنتظر، أو كل محزن".
وإسناده ضعيف، فإن محمد بن طلحة: صدوق يخطئ، وشيخه لين الحديث.
وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري:
أخرجه ابن منده في "الأمالي" (12) أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي، حدثنا محمد بن إبراهيم أبو أمية، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني، قال: كتب إلي سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى، يذكر عن أبيه، عن جده رفعه، قال: قال رسول الله ﷺ:
"لم يبق من الدنيا إلا فتنة منتظرة، أو كل محزن".
وهذا اسناد رجاله ثقات سوى محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الخزاعي: صدوق صاحب حديث، يهم كما قال الحافظ.
"ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة".
قال: وسمعت أبا عبد رب، يقول: سمعت معاوية على هذا المنبر، يقول:
"إن العمل كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
ثم روى ابن عساكر هذا الشطر مرفوعًا من طريق أبي عبد الله الهروي، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا بشر بن بكر، حدثنا ابن جابر، عن أبي عبد رب الزاهد، قال: سمعت معاوية، يقول: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"إنما القلب كالوعاء إذا قام أسفله قام أعلاه وإذا خبث أسفله خبث أعلاه".
الطريق السابعة: يزيد بن يوسف:
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 5/ 394، وأبو طاهر السلفي في "المشيخة البغدادية" - مخطوط، والمخلص في "المنتقى من حديثه" (9)، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (3) من طريق يزيد بن يوسف، عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي عبد ربه، قال: سمعت معاوية، يقول على المنبر: قال رسول الله ﷺ:
"لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة فأعدوا للبلاء صبرا".
ويزيد بن يوسف: واه.
الطريق الثامنة: محمد بن شابور:
أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (45)، والدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 863 عن محمد بن شابور، عن ابن جابر، عن أبي عبد رب الدمشقي، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، يقول: قال رسول الله ﷺ:
"ألا أنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة".
وله طريق أخرى عن معاوية:
أخرجه الدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 661، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 129 من طريق أبي توبة، قال: حدثنا محمد بن مهاجر، عن أبي صالح النعمان بن أبي شمر قال: سمعت معاوية على هذا المنبر، يقول:
" أعدوا للبلاء صبرا فوالله إن بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة".
واسناده جيد، أبو توبة هو الربيع بن نافع ثقة حجة، ومحمد بن مهاجر من رجال مسلم، والنعمان له ترجمة في "تاريخ دمشق"، ووثقه ابن حبان 5/ 474، وله شاهد من حديث جابر:
أخرجه ابن أبي عاصم في " ذكر الدنيا والزهد فيها " (147)، ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية" 2/ 237 أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، أخبرنا محمد ابن طلحة، أخبرنا المنكدر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ:
"لم يبق من الدنيا إلا فتنة تنتظر، أو كل محزن".
وإسناده ضعيف، فإن محمد بن طلحة: صدوق يخطئ، وشيخه لين الحديث.
وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري:
أخرجه ابن منده في "الأمالي" (12) أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي، حدثنا محمد بن إبراهيم أبو أمية، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني، قال: كتب إلي سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى، يذكر عن أبيه، عن جده رفعه، قال: قال رسول الله ﷺ:
"لم يبق من الدنيا إلا فتنة منتظرة، أو كل محزن".
وهذا اسناد رجاله ثقات سوى محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الخزاعي: صدوق صاحب حديث، يهم كما قال الحافظ.
كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
29 - شوال - 1436 هجري.
إرسال تعليق