حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

تنزيه قبلة المسجد عما يلهي المصلي

تنزيه قبلة المسجد عما يلهي المصلي


تنزيه قبلة المسجد عما يلهي المصلي



(133) "لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي".

إسناده صحيح - أخرجه أبو داود (2030)، وأحمد 4/ 68 و  5/ 380، وعبد الرزاق في "المصنف" (9083) - ومن طريقه الطبراني 9/ (8396) - والحميدي (565)، وابن أبي شيبة 2/ 46، وفي "المسند" (715)، والأزرقي في "أخبار مكة" 1/ 223، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 211، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (611)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1794)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 255، والبيهقي 2/ 438، وابن عبد البر في "الإستذكار" 1/ 531، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 38/ 380 و 57/ 384 و 384-385، وأبو موسى المديني في "اللطائف" (655)، والمزي في "تهذيب الكمال" 27/ 424 عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا منصور بن عبد الرحمن الحجبي، قال: أخبرني خالي مسافع بن شيبة، عن أمي صفية بنت شيبة، قالت: أخبرتني امرأة من بني سليم ولدت عامة أهل دارهم، أنها سألت عثمان بن طلحة عن دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بعد دخوله الكعبة فقال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن كنت رأيت قرني الكبش في البيت فنسيت أن آمرك أن تخمرهما، فخمرهما فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي".
وهذا إسناد رواته ثقات إلا أن الحافظ في "التقريب" (8818)، قال:
"السلمية امرأة من بني سليم عن عثمان بن طلحة في تخمير قرني الكبش لا تعرف".
وهذا فيه نظر لأن الحافظ نفسه قال في ترجمة صفية بنت شيبة "لها رؤية" فمن باب أولى وأولى أن تكون المروي عنها بهذه الصفة لأمور:
الأول: أن صفية بنت شيبة كانت في حجرها ذكره أبو زرعة في "التاريخ" (ص 515). 
والثاني: جاء في بعض ألفاظ هذا الحديث "أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة"، وهو محتمل لشهودها هذه القصة.
والثالث: أنه جاء في لفظ عند أبي القاسم البغوي كما في "معجم الصحابة" (1793) "وكانت قد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقد يكون هذا من تصرف محقق "معجم البغوي" فقد جاءت هذه اللفظة في رواية محمد بن عبد الرحمن الحجبي وهو ضعيف كما سيأتي، لا سيما أنه وضعها بين معكوفتين، ثم راجعت طبعة أخرى للمعجم (2512) فثبت أنه من تصرف المحقق، وأن الصواب "وكانت قد ولدت عامتنا"، وهذا اللفظ أيضا يدل على أنها أكبر من صفية.
وحسّن الحافظ الذهبي إسناده في "اختصار السنن الكبرى" (3809).
وأخرجه أحمد 4/ 68 و  5/ 379-380، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 211-212، والطبراني 25/ (254) مختصرا، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7998)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 38/ 380-381 من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه، عن أم عثمان ابنة سفيان، وهي أم بني شيبة الأكابر، قال محمد بن عبد الرحمن: وقد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بشيبة ففتح، فلما دخل البيت ورجع، وفرغ ورجع شيبة، إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجب، فأتاه فقال: إني رأيت في البيت قرنا فغيبه".
قال منصور: فحدثني عبد الله بن مسافع، عن أمي، عن أم عثمان بنت سفيان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في الحديث: "فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يلهي المصلين" وهو عند أبي نعيم دون الإسناد الثاني.
وهذا إسناد ضعيف، فيه محمد بن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث القرشي، أخو منصور بن عبد الرحمن: قال ابن عدي: يسرق الحديث ضعيف.
وقال الدارقطني: متروك.

غريب الحديث


(خمرهما) التخمير: بالخاء المعجمة، التغطية.

(قرني الكبش) قيل: هما قرنا الكبش الذي فدي به إسماعيل عليه السلام، وكانا معلّقين داخل البيت.

يستفاد من الحديث


أولًا: كراهة الصلاة في الأمكنة التي فيها تصاوير أو نقوش، ونحوه مما يلهي المصلي.

ثانيًا: كراهة تزيين الجدار أو غيره مما يستقبله المصلي بنقش أو تصوير أو غيرهما، وقد تقدّم الكلام على حديث عائشة رضي الله عنها برقم (107)، وفيه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي".
وأيضا فيه حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "أميطي عنا قرامك هذا، فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي" أخرجه البخاري (374) و (5959)، وغيره.
قال ابن رجب في "فتح الباري" 2/ 428:
"وقد نص أحمد على كراهة أن يكون في القبلة شيء معلق من مصحف أو غيره، وروي عن النخعي، قال: كانوا يكرهون ذلك.
وعن مجاهد، قال: لم يكن ابن عمر يدع شيئا بينه وبين القبلة إلا نزعه: سيفا ولا مصحفا.
ونص أحمد على كراهة الكتابة في القبلة لهذا المعنى، وكذا مذهب مالك، وقد ذكر البخاري تعليقا عن عمر، أنه أمر ببناء المسجد، وقال: (أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس)".

ثالثًا: أن تخمير التصاوير مزيل لكراهة الصلاة في المكان الذي هي فيه لارتفاع العلة، وهي اشتغال قلب المصلي بالنظر إليها.

رابعًا: جواز الصلاة في الكعبة.


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
6 - شوال - 1439 هجري.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015