
ما يجزئ من القراءة لمن لا يحسن القرآن
(142)
"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني لا أستطيع آخذ
شيئا من القرآن، فعلمني ما يجزئني، قال: قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،
والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال: يا رسول الله، هذا لله عز وجل، فما لي؟
قال: قل اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني وارزقني. ثم أدبر وهو ممسك كفيه، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم:
أما هذا، فقد ملأ يديه من الخير".
حسن - أخرجه أبو داود (832)، وأحمد 4/ 353، وعبد الرزاق (2747)، والحميدي (717)،
وعبد بن حميد (524)، والبزار (3347)، وابن المنذر في "الأوسط" (1948)، وابن
حبان (1808)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 494)، والطبراني في
"الدعاء" (1711)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 345، والكناني في
"جزء البطاقة" (6)، وابن المقرئ في "المعجم" (172)، والدارقطني
2/ 89، والبيهقي 1/ 381، وفي "القراءة خلف الإمام" (185)، والبغوي في
"شرح السنة" (610) من طريق أبي خالد الدالاني، والنسائي (924)، وفي
"الكبرى" (998)، وأحمد 4/ 356، وأبو يوسف في "الآثار" (51)، وابن
أبي شيبة 10/ 291 و 13/ 452، والحميدي (717)، والبزار (3345)، وابن خزيمة (544) [1]،
وابن الجارود في "المنتقى" (189)، وابن المنذر في "الأوسط"
(1948)، والطبراني في "الدعاء" (1712)، وابن حبان (1808) و (1809)، وابن
قانع في "معجم الصحابة" 2/ 84، وابن عدي في "الكامل" 1/ 345، وابن
منده في "التوحيد" (268)، والحاكم 1/ 241، وابن بشران في "الأمالي"
(936)، والدارقطني 2/ 88، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 227، والبيهقي 2/
381، وفي "الشعب" (609) عن مسعر بن كدام، وأحمد 4/ 382، والطيالسي (851)،
والبزار (3346)، والطبراني في "الدعاء" (1713)، وابن عدي في "الكامل"
1/ 345، والبيهقي 2/ 381، وفي "الدعوات الكبير" (123)، وفي "المعرفة"
(4781)، وفي "القراءة خلف الإمام" (184) عن المسعودي، وابن أبي شيبة 10/
417 من طريق حجاج بن أرطأة، أربعتهم عن إبراهيم السكسكي، عن عبد الله بن أبي أوفى،
قال: فذكره.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3025) حدثنا إسحاق بن داود الصواف قال:
حدثنا يحيى بن غيلان قال: حدثنا عبد الله بن بزيع، عن سفيان بن عيينة، عن منصور بن
المعتمر، عن إبراهيم به.
وهذا غير محفوظ من حديث منصور بن المعتمر، وآفته عبد الله بن بزيع فإنه ضعيف،
وشيخ الطبراني لم أجد له ترجمة.
وزاد البزار، والدارقطني "قل بسم الله...".
وعند البزار "فشكى إليه نسيان القرآن".
وقال النسائي:
"إبراهيم السكسكي ليس بذاك القوي".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
قلت: إبراهيم السكسكي ممن انتقى له البخاري في "صحيحه" من رواية العوام
بن حوشب عنه، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 3/ 306:
"ضعفوا إبراهيم السكسكي، فلم يأتوا بحجة، وهو ثقة، وقد أخرج له البخاري".
وقال الحافظ ابن عبد الهادي: صالح الحديث.
وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" (ص 32):
"حديثه حسن".
وقد توبع عليه:
أخرجه ابن حبان (1810)، وابن المقرئ في "المعجم" (172) من طريق الفضل
بن موفق قال: حدثنا مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن ابن أبي أوفى به.
والفضل بن موفق: قال أبو حاتم: كان شيخا صالحا، ضعيف الحديث، وكان قرابة لابن
عيينة.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/ 113 من طريق خالد بن نزار، حدثنا سفيان
الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى:
"أن النبي
صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال: يا رسول الله، إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن، فعلمني ما يجزيني، قال:
قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم. فقبض على يمينه فقال: هذا لله، فما لي يا رسول الله؟ قال: "قل اللهم
اغفر لي وارحمني وتب علي وارزقني. قال: وقبض على الأخرى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما هذا فقد ملأ يديه من الخير".
وخالد بن نزار: قال فيه ابن حبان:
"يغرب ويخطئ".
وللشطر الأول منه شاهد من حديث رفاعة بن رافع:
أخرجه أبو داود (861) حدثنا عباد بن موسى الختلي، ومن طريقه البيهقي 2/ 380،
والنسائي (667)، وفي "الكبرى" (1643)، وابن خزيمة (545)، ومن طريقه أبو نعيم
في "معرفة الصحابة" (2714)، والحاكم 1/ 243، ومن طريقه البيهقي 2/ 380، وفي
"المعرفة" (4767) عن علي بن حجر، وابن المقرئ في "الأربعين"
(30) من طريق أبي عمر الدوري المقرئ، والطيالسي (1469) - ومن طريقه أبو نعيم في
"معرفة الصحابة" (2714)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"
(183) - والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 321، والحاكم 1/ 243، ومن طريقه
البيهقي 2/ 380، وفي "المعرفة" (4767) عن قتيبة، والطحاوي في "شرح المعاني"
1/ 232، وفي "شرح مشكل الآثار" (1593) و (2244) و (6073) من طريق علي بن
معبد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6074) من طريق حجاج بن إبراهيم، سبعتُهم
(عباد بن موسى، وعلي بن حجر،
وأبو عمر الدوري المقرئ، وقتيبة، والطيالسي، وعلي بن معبد، وحجاج بن إبراهيم)
عن إسماعيل بن جعفر، حدثنا يحيى بن علي بن يحيي بن خلاد بن رافع الزرقي، عن أبيه، عن
جده، عن رفاعة بن رافع: فذكره مطولا، وفيه "فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد
الله، وكبره وهلله...الحديث".
وأخرجه الترمذي (302)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (553) حدثنا
علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن يحيى بن علي بن يحيى، عن جده، عن رفاعة بن رافع
به.
فسقط من إسناده (عن أبيه).
وقد أخرجه الحاكم 1/ 243، ومن طريقه البيهقي 2/ 380، وفي "المعرفة
" (4767) من طريق الترمذي حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، وعلي بن حجر السعدي، قالا:
حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي، عن أبيه، عن
جده، عن رفاعة بن رافع به.
وقال البيهقي في "المعرفة":
"هذا هو الصحيح بهذا الإسناد".
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
قلت: يعني حسن لغيره، فإن إسناده ضعيف لجهالة يحيى بن علي بن يحيى، فلم يرو عنه
غير إسماعيل بن جعفر ولم يوثقه غير ابن حبان 7/ 612، وجهله الذهبي في "الميزان"
4/ 399، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 30:
"لا تعرف له حال".
وقد استوفيت تخريجه في هذا الكتاب برقم (32).
يستفاد من الحديث
حديث رفاعة بن رافع مع حديث الباب دليل على أن هذه الأذكار قائمة مقام الفاتحة
وغيرها لمن لا يستطيع أن يتعلم القرآن، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/
207:
"الأصل أن الصلاة لا تجزي إلاّ بقراءة فاتحة الكتاب لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا
صلاة إلاّ
بفاتحة الكتاب) ومعقول أن وجوب قراءة فاتحة الكتاب إنما هو على من أحسنها دون من لا
يحسنها، فإذا كان المصلي لا يحسنها وكان يحسن شيئا من القرآن غيرها، كان عليه أن يقرأ
منه قدر سبع آيات لأن أولى الذكر بعد فاتحة الكتاب ما كان مثلاً لها من القرآن، فإن
كان رجل ليس في وسعه أن يتعلم شيئا من القرآن لعجز في طبعه أو سوء حفظه أو عجمة لسان
أو آفة تعرض له، كان أولى الذكر بعد القرآن ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم من
التسبيح والتحميد
والتهليل والتكبير".
وقال المظهري في "المفاتيح في شرح المصابيح" 2/ 140-141:
"اعلم أن هذه الواقعة لا يجوز أن تكون
في جميع الأزمان، لأن مَنْ يقدر على تعلم هذه الكلمات يقدر على تعلم الفاتحة لا محالةَ،
بل تأويله: لا أستطيع أن أتعلم شيئًا من القرآن في هذه الساعة، وقد دخل عليَّ وقت الصلاة،
فقال رسول الله عليه السلام: "قل سبحان الله ... " إلى آخره. فمن دخل عليه
وقتُ صلاة مفروضة، ولم يعلم الفاتحةَ، ويعلم شيئًا من التسبيحات، لزمه أن يقولها في
تلك الصلاة بدلَ الفاتحة، فإذا فرغ من تلك الصلاة، لزمه أن يتعلم الفاتحةَ، فمن لم
يعلم الفاتحة، وعلم شيئًا من القرآن، لزمه أن يقرأ ما يعلم من القرآن...".
وروى مسلم في "صحيحه" (2137) من
حديث سمرة بن جندب مرفوعا "أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله،
ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت".
كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
28 - شوال- 1439 هجري.
________________________
[1] - تحرّف في مطبوعه
(مسعر) إلى (معمر)!
إرسال تعليق