حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

القراءة في صلاة العيدين

القراءة في صلاة العيدين


القراءة في صلاة العيدين


(155) "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين، وفي الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى}، و {هل أتاك حديث الغاشية}، قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة، في يوم واحد، يقرأ بهما أيضا في الصلاتين".

أخرجه مسلم (878) من حديث النعمان بن بشير، وقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (153).

وله شواهد من حديث عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسمرة بن جندب:

أما حديث عبد الله بن عباس:

فأخرجه ابن ماجه (1283)، وعبد الرزاق في "المصنف" (5705)، وابن أبي شيبة 2/ 177، وعبد بن حميد (687)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 413، والطبراني 10/ (10788)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 329-330 من طرق عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس، قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب و {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الآخرة بفاتحة الكتاب و {هل أتاك حديث الغاشية}".
وإسناده ضعيف من أجل موسى بن عبيدة بن نشيط.

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 177 حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عمارة الصيدلاني، عن مولى لأنس قد سماه، قال:
"انتهيت مع أنس يوم العيد، حتى انتهينا إلى الزاوية، فإذا مولى له يقرأ في العيد بـ : {سبح اسم ربك الأعلى}، و{هل أتاك حديث الغاشية}، فقال أنس: إنهما للسورتان اللتان قرأ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه الطيالسي (2159) حدثنا عمارة بن زاذان، قال: كنا عند ثابت وعنده شيخ، فذكرنا ما يقرأ في العيدين، فقال الشيخ: صحبت أنس بن مالك إلى الزاوية يوم عيد، وإذا مولى له يصلي بهم ... فذكره.
وإسناده ضعيف، مداره على عمارة بن زاذان الصيدلاني: ضعفه الدارقطني وغيره.
وقال الإمام أحمد: يروي عن أنس أحاديث مناكير.
وأيضا فيه من أبهم.
وأخرج الطبراني في "الأحاديث الطوال" (27)، وفي "الأوسط" (7619)، وفي "الدعاء" (2179) حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا أبي، حدثنا مجاشع بن عمرو، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك مطولا، وفيه "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب، و {سبح اسم ربك الأعلى}، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب، و {هل أتاك حديث الغاشية}".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 213:
"رواه الطبراني في (الأوسط)، وفيه مجاشع بن عمرو، قال ابن معين: قد رأيته أحد الكذابين".

وأما حديث سمرة بن جندب:

فأخرجه النسائي في "الكبرى" (1787)، وأحمد 5/ 19، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 29 [1]، وابن حزم في "المحلى" 5/ 82، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 135 من طريق مسعر، والنسائي في "الكبرى" (1787)، وأحمد 5/ 19، وابن أبي شيبة 2/ 176، والسراج في "حديثه" (2059)، والطبراني 7/ (6774)، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 29، وابن حزم في "المحلى" 5/ 82، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 135 من طريق سفيان الثوري، وأحمد 5/ 7، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 413، وابن الجوزي في "التحقيق" (824) من طرق عن شعبة، وأحمد 5/ 14، والبزار (4528)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 413، والطبراني 7/ (6776)، والبيهقي 3/ 294-295 من طرق عن المسعودي، وابن أبي شيبة 2/ 176، والبزار (4529)، والطبراني 7/ (6777) من طريق الحجاج بن أرطاة، خمستهم عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة بن جندب:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين بـ {سبح اسم ربك الأعلى}، و {هل أتاك حديث الغاشية}".
وإسناده صحيح.
وأخرجه الطبراني 7/ (6778) من طريق حجاج بن أرطاة، والطبراني أيضا (6773) من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن زيد بن عقبة به.

وفي الباب عن أبي واقد الليثي:

أخرجه مسلم (891-14)، وأبو داود (1154)، والترمذي (534)، والنسائي في "الكبرى" (11486)، وعبد الرزاق في "المصنف" (5703)، والشافعي 1/ 158، والفريابي في "أحكام العيدين" (138) و (139)، وابن المنذر في "الأوسط" (2173)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 414، وابن حبان (2820)، والطبراني 3/ (3305)، والدارقطني 2/ 382، وابن حزم في "المحلى" 5/ 82، والبيهقي 3/ 294، وفي "السنن الصغير" (701)، والبغوي في "شرح السنة" (1107) عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 180) عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد الله بن عبد الله:
"أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـ {ق والقرآن المجيد}، و {اقتربت الساعة وانشق القمر}".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
قلت: صحيح لغيره أو حسن لذاته، وهذا الإسناد منقطع، فإن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عمر: مرسل. قاله أبو زرعة.
وتابع مالكا: سفيان بن عيينة:
أخرجه الترمذي (535)، والنسائي (1567)، وفي "الكبرى" (1786)، وابن ماجه (1282)، وأحمد 5/ 217-218، وعبد الرزاق في "المصنف" (5703)، وابن أبي شيبة 2/ 176 و 14/ 265، والحميدي (849)، وأبو يعلى (1443) و (1446)، والسراج في "حديثه" (2058)، والطبراني (3305) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا ضمرة بن سعيد، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، يقول:
"خرج عمر يوم عيد، فسأل أبا واقد الليثي: بأي شيء قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم؟ قال: بـ {ق} و {اقتربت}".
وخالف مالكا وابنَ عيينة: فليحُ بن سليمان فوصله:
أخرجه مسلم (891-15)، والنسائي في "الكبرى" (11487)، وأحمد 5/ 291، وأبو يعلى (1447)، وابن خزيمة (1440)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 413، والطبراني 3/ (3306)، والبيهقي 3/ 394 من طريق فليح بن سليمان، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثي، قال:
"سألني عمر بن الخطاب: عما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم العيد؟ فقلت: بـ {اقتربت الساعة}، و {ق والقرآن المجيد}".
وهذا شاذ، فليح بن سليمان: صدوق كثير الخطأ، وقد خالف من هما أوثق منه بل الواحد منهما لا يعدل به جماعة من الثقات فكيف بفليح؟!
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 343، والطبراني 3/ (3298) من طريق سعيد بن كثير بن عفير قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن أبي واقد الليثي، وعائشة رضي الله عنها:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالناس يوم الفطر والأضحى، فكبر في الأولى سبعا، وقرأ {ق والقرآن المجيد}، وفي الثانية خمسا، وقرأ {اقتربت الساعة وانشق القمر}".
وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة ساء حفظه بعد احتراق كتبه.
وأخرجه أبو بكر النيسابوري في "الزيادات على كتاب المزني" (127) - وعنه الدارقطني 2/ 382 -، والحاكم 1/ 298 من طريق إسحاق بن عيسى، عن ابن لهيعة، حدثنا خالد بن يزيد، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في العيدين اثنتي عشرة تكبيرة سوى تكبيرة الاستفتاح، يقرأ بـ {ق والقرآن المجيد}، و {اقتربت الساعة}".
وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة: صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، وإسحاق بن عيسى الطباع روى عنه قبل احتراق كتبه، فقد أخرج ابن عدي في "الكامل" 5/ 238 من طريق أبي بكر الأثرم، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا إسحاق بن عيسى، قال:
"احترقت كتب ابن لهيعة سنة تسع وستين، ولقيته أنا سنة أربع وستين ومئة".

يستفاد من مجموع الأحاديث


أولًا
: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة العيدين بـ {سبح اسم ربك الأعلى}، و {هل أتاك حديث الغاشية}.


ثانيًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة العيدين بـ {ق والقرآن المجيد}، و {اقتربت الساعة وانشق القمر}.


ثالثًا: أنه لا يتعين قراءة بعينها في صلاة العيدين، قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" 24/ 219:
"مهما قرأ به - يعني في صلاة العيدين - جاز كما تجوز القراءة في نحوها من الصلوات، لكن إذا قرأ بقاف واقتربت أو نحو ذلك مما جاء في الأثر كان حسنا".


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
25 - ذو الحجة - 1439 هجري.
________________________________
[1] - تحرّف في مطبوعه (مسعر) إلى (سعيد)، وتحرّف فيه أيضا (معبد) إلى (معين)!

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015