حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الإقعاء على القدمين بين السجدتين

الإقعاء على القدمين بين السجدتين

الإقعاء على القدمين بين السجدتين


(168) عن طاووس، قال: "قلنا لابن عباس، في الإقعاء على القدمين؟ فقال: هي السنة. قال: فقلنا: إنا لنراه جفاء بالرجُل؟ فقال ابن عباس: هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم".

أخرجه مسلم (536)، والترمذي (283)، وأحمد 1/ 313، وابن خزيمة (680)، وأبو عوانة (1892)، وابن المنذر في "الأوسط" (1485)، والبيهقي في "المعرفة" (3583) عن عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (3035) ) عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع طاووسا، يقول: فذكره.
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن".
واستدركه الحاكم 1/ 272 على مسلم فوهم!
وأخرجه مسلم (536)، وأحمد 1/ 313، وأبو عوانة (1892)، والبيهقي 2/ 119 عن محمد بن بكر، عن ابن جريج به.
وأخرجه أبو داود (845)، وأبو عوانة (1893)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 276 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج به.
وله طريق أخرى عن أبي الزبير:
أخرجه الدولابي في "الكنى" (449) حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة، قال: حدثني أبو الزبير، قال: سمعت طاووسا يقول:
"رأيت عبد الله بن عباس يستوي على أطراف أصابعه في الصلاة بين كل سجدتين من كل ركعة فسألته عن ذلك؟ فقال: هي السنة. فقلت: يا أبا عباس قد كنا نقول: إن ذلك من الجفاء؟ قال: بل هي السنة".
وهذا إسناد حسن، عبد الله بن يزيد المقرئ سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، وانظر كتابنا "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (33).
وأخرجه أحمد 1/ 313 عن يحيى بن إسحاق السيلحيني، أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن طاووس، قال:
"رأيت ابن عباس يجثو على صدور قدميه، فقلت: هذا يزعم الناس أنه من الجفاء؟ قال: هو سنة نبيك صلى الله عليه وسلم".
وله طرق عن طاووس:
أ - أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3030)، وابن أبي شيبة 1/ 285، والطبراني 11/ (10950)، والبيهقي 2/ 119 من طريق ليث، عن طاووس، عن ابن عباس قال:
"من السنة أن تمس أليتيك عقبيك في الصلاة".
وزاد عبد الرزاق "بين السجدتين".
ولفظ ابن أبي شيبة "من السنة أن تضع أليتيك على عقبيك في الصلاة".
وإسناده ضعيف من أجل ليث بن أبي سليم.
ب - أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3033)، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1487)، والطبراني 11/ (11010) عن ابن عيينة، عن
إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس قال: سمعت ابن عباس يقول:
"من السنة تمس عقبيك أليتك. قال طاووس: رأيت العبادلة يفعلونه: ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير".
وإسناده على شرط الشيخين.
جـ - أخرجه الطبراني 11/ (11015) حدثنا أحمد بن النضر العسكري، حدثني عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال:
"من السنة في الصلاة أن تضع أليتيك على عقبيك بين السجدتين".
ولم يتبيّن لي أيهما عبد الكريم؟!، فهل هو عبد الكريم بن مالك الجزري: الثقة، أم عبد الكريم بن أبي المخارق: الضعيف؟! فكلاهما يروي عن طاووس، وعنهما ابن عيينة.
وأخرجه البزار (4842) من طريق زكريا بن إسحاق، عن عبد الكريم به.
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم أحدا يحدث به عن عبد الكريم إلا زكريا بن إسحاق، وهو ثقة مكي".
وليس كما قال رحمه الله فقد تابعه ابن عيينة كما تقدّم آنفا.
وله طريقان آخران عن ابن عباس:
1 - أخرجه عبد الرزاق (3032)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 276 معلقا عن عمر بن حوشب قال: أخبرني عكرمة، أنه سمع ابن عباس يقول:
"الإقعاء في الصلاة هو السنة".
وإسناده ضعيف، عمر بن حوشب: مجهول.
2 - أخرجه البيهقي 2/ 119 من طريق يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني - عن انتصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه
 وصدور قدميه بين السجدتين إذا صلى - عبد الله بن أبي نجيح المكي، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج، قال: سمعت عبد الله بن عباس يذكره.
قال: فقلت له: يا أبا العباس، والله إن كنا لنعد هذا جفاء ممن صنعه؟ قال: فقال: إنها لسنة.
وهذا إسناد حسن.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8752)، والبيهقي 2/ 119 عن الليث بن سعد، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن عجلان، أن أبا الزبير المكي، أخبره:
"أنه رأى عبد الله بن عمر إذا سجد حين يرفع رأسه من السجدة الأولى يقعد على أطراف أصابعه، ويقول: إنه من السنة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا ابن عجلان، ولا رواه عن ابن عجلان إلا سعيد بن أبي هلال، ولا رواه عن سعيد إلا خالد بن يزيد، تفرد به: الليث".
وصحّح إسناده الحافظ في "التلخيص" 1/ 464.

غريب الحديث

(جفاء بالرجل) قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 5/ 19:
"بِالرَّجُلِ: ضبطناه بفتح الراء وضم الجيم أي: بالإنسان، وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم، قال: وضبطه أبو عمر بن عبد البر بكسر الراء وإسكان الجيم، قال أبو عمر: ومن ضم الجيم فقد غلط، ورد الجمهور على ابن عبد البر وقالوا: الصواب الضم وهو الذي يليق به إضافة الجفاء إليه، والله أعلم".
وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 465:
"ويؤيد ما ذهب إليه أبو عمر ما روى أحمد في (مسنده) في هذا الحديث بلفظ: "جفاء بالقدم"، ويؤيد ما ذهب إليه الجمهور ما رواه ابن أبي خيثمة بلفظ: "لنراه جفاء بالمرء"، فالله أعلم بالصواب".

يستفاد من الحديث

مشروعية الإقعاء بين السجدتين، وهو أن يجعل أليتيه على عقبيه بين السجدتين، قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 19:
"الإقعاء نوعان:
أحدهما: أن يلصق أليتيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرض كإقعاء الكلب، هكذا فسره أبو عبيدة معمر بن المثنى وصاحبه أبو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة، وهذا النوع هو المكروه الذي ورد فيه النهي.
والنوع الثاني: أن يجعل أليتيه على عقبيه بين السجدتين، وهذا مراد ابن عباس بقوله: سنة نبيكم، وقد نص الشافعي في البويطي والإملاء على استحبابه في الجلوس بين السجدتين، وحمل حديث ابن عباس عليه جماعات من المحققين، منهم البيهقي والقاضي عياض وآخرون رحمهم الله تعالى، قال القاضي: وقد روي عن جماعة من الصحابة والسلف أنهم كانوا يفعلونه".

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
9 - ربيع الثاني - 1440 هجري.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015