حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

السجدة الثانية، وجلسة الاستراحة، والاعتماد على الأرض للقيام

السجدة الثانية، وجلسة الاستراحة، والاعتماد على الأرض للقيام

السجدة الثانية، وجلسة الاستراحة، والاعتماد على الأرض للقيام


(170) "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها".

تقدّم تخريجه برقم (32)، وهذه الرواية عند البخاري (6251) من طريق عبد الله بن نمير، حدثنا عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة:
"أن رجلا دخل المسجد... الحديث"، وذكر البخاري (6252) متابعا لابن نمير، وهو يحيى القطان، وفي رواية أبي أسامة عنده (6667) حدثنا عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة:
"أن رجلا دخل المسجد فصلى... الحديث" وفيه: "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تستوي وتطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تستوي قائما، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها".
وقد أشار البخاري إلى رواية أبي أسامة هذه تحت الحديث رقم (6251)، وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 279:
"وكلام البخاري ظاهر في أن أبا أسامة خالف ابن نمير لكن رواه إسحاق بن راهويه في (مسنده) عن أبي أسامة كما قال ابن نمير بلفظ: (ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم اقعد حتى تطمئن قاعدا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم اقعد حتى تطمئن قاعدا ثم افعل ذلك في كل ركعة) وأخرجه البيهقي من طريقه وقال: كذا قال إسحاق بن راهويه عن أبي أسامة، والصحيح رواية عبيد الله بن سعيد أبي قدامة ويوسف بن موسى، عن أبي أسامة بلفظ (ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تستوي قائما) ثم ساقه من طريق يوسف بن موسى كذلك".
وقال بعض الشارحين: "المراد بالقيام الجلوس لأنّه بالنسبة إلى السجدة كأنه قيام فتتَّفق الروايتان".

ويشهد للجلوس بعد السجدة الثانية حديث مالك بن الحويرث، وعبد الله بن عمر:

أما حديث مالك بن الحويرث:

فأخرجه البخاري (823)، وأبو داود (844)، والترمذي (287)، والنسائي (1152)، وفي "الكبرى" (742)، وابن خزيمة (686)، والطحاوي 4/ 354، وفي "شرح مشكل الآثار" (6070)، وابن حبان (1934)، والدارقطني 2/ 151، والبيهقي 2/ 123، وفي "المعرفة" (3603)، وفي "الخلافيات" (1771)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 255-256، والبغوي في "شرح السنة" (668) من طريق هشيم، قال: أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، قال: أخبرنا مالك بن الحويرث الليثي:
"أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وله طريقان آخران عن خالد الحذاء:
أ - أخرجه النسائي (1153)، وفي "الكبرى" (743)، والشافعي 1/ 94، وفي "الأم" 1/ 139، وفي "السنن المأثورة" (11)، وابن أبي شيبة 1/ 396، وابن خزيمة (687)، وابن المنذر في "الأوسط" (1506)، وابن حبان (1935)، والطبراني 19/ (642)، والبيهقي 2/ 124 و 135، وفي "المعرفة" (3600)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 256 عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، قال:
"كان مالك بن الحويرث يأتينا فيقول: ألا أحدثكم عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيصلي في غير وقت صلاة، فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية في أول ركعة استوى قاعدا ثم قام فاعتمد على الأرض".
ب - أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (204) من طريق وهيب، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه، قال:
"جاءنا في مسجدنا فصلى بنا فقال: أريد أن أريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قال: إذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض ثم قام".
وله طريق أخرى عن أبي قلابة:
أخرجه البخاري (677) و (802) و (818) و (824)، وأبو داود (842) و (843)، والنسائي (1151)، وفي "الكبرى" (741)، وأحمد 3/ 436 و 5/ 53-54، والشافعي 1/ 94، وفي "الأم" 1/ 139، وفي "السنن المأثورة" (10)، والطحاوي 4/ 354، وفي "شرح مشكل الآثار" (6069)، والدولابي في "الكنى" (224) و (400)، وابن المنذر في "الأوسط" (1505)، والطبراني 19/ (633) و (634)، والدارقطني 2/ 151، والبيهقي 2/ 97 و 121 و 123-124، وفي "المعرفة" (3599) و (3607)، وفي "الخلافيات" (1772)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 255 من طريق أيوب، عن أبي قلابة، قال:
"جاءنا مالك بن الحويرث فصلى بنا في مسجدنا هذا، فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة، ولكن أريد أن أريكم كيف رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، قال أيوب: فقلت لأبي قلابة: وكيف كانت صلاته؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا - يعني عمرو بن سلمة - قال أيوب: وكان ذلك الشيخ يتم التكبير، وإذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض، ثم قام".
وفي لفظ "إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة في الركعة الأولى قعد، ثم قام".

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 525 حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يونس بن بكير، عن الهيثم، عن عطية بن قيس، عن الأزرق بن قيس:

"رأيت ابن عمر يعجن في الصلاة، يعتمد على يديه إذا قام، فقلت له؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4007) حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثنا الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة، عن الأزرق بن قيس به.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الأزرق إلا الهيثم، تفرد به: يونس بن بكير".
الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة: لم أجده، وقال الألباني في "الصحيحة" 3/ 381:
"فأخشى أن يكون وقع في الرواية شيء من التحريف...ثم ذكر رواية إبراهيم الحربي.
وقال: والحربي ثقة إمام حافظ، فروايته مقدمة على رواية علي بن سعيد الرازي، فإن هذا وإن وثقه مسلمة بن قاسم فقد قال الدارقطني: "ليس بذاك"، فقوله في الإسناد: "الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة " يكون من أوهامه إن كان محفوظا عنه، والصواب قول الحربي: "الهيثم، عن عطية بن قيس". والهيثم هذا هو ابن عمران الدمشقي، وثقه ابن حبان، وقد روى عنه جمع من الثقات".
قلت: وهو كما قال، فحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن، فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 577، وقال:
"يروى عن عطية بن قيس، روى عنه الهيثم بن خارجة".
وروى عنه أيضا: هشام بن عمار، ومحمد بن وهب بن عطية الدمشقي، وداود بن رشيد، وسليمان بن شرحبيل، ويونس بن بكير، وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل، ومحمود بن خالد السلمي، وسريج بن النعمان، والوليد بن شجاع، وأبو مروان بشر بن وهب السراج، ومعاذ بن عبد الحميد، وإسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب، وسكت عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 82-83، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 74/ 114-115،
وذكر الهيثمي في "المجمع" 9/ 60 حديثا هو أحد رواته، وقال:
"رجاله ثقات".
وهذا الذي وقع من الخطأ باسم (الهيثم) جاء نحوه عند الطبراني في "الأوسط" (3347) من رواية عبد الحميد الحماني.
وله طريق أخرى عن الأزرق بن قيس:
أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 395، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1508) حدثنا وكيع، عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، قال:
"رأيت ابن عمر ينهض في الصلاة ويعتمد على يديه".
وقال ابن المنذر:
"وهكذا فعل مكحول، وعمر بن عبد العزير، وابن أبي زكريا، والقاسم أبو عبد الرحمن، وأبو مخرمة، وبه قال مالك والشافعي وأحمد بن حنبل".
وأما دعوى أنه يفعل ذلك لكبر سنِّه فيرده ما أخرجه البيهقي 2/ 135 من طريق معاذ بن نجدة، حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا حماد هو ابن سلمة، عن الأزرق بن قيس، قال:
"رأيت ابن عمر إذا قام من الركعتين اعتمد على الأرض بيديه. فقلت: لولده ولجلسائه: لعله يفعل هذا من الكبر؟ قالوا: لا، ولكن هذا يكون".
وقال البيهقي:
"وروينا عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يعتمد على يديه إذا نهض، وكذلك كان يفعل الحسن وغير واحد من التابعين".
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2964) و (2969)، وابن أبي شيبة 1/ 395 عن عبد الله بن عمر، عن نافع:
"عن ابن عمر أنه كان يقوم إذا رفع رأسه من السجدة معتمدا على يديه قبل أن يرفعهما".
ولفظ ابن أبي شيبة "أنه كان يعتمد على يديه".
والعمري: ضعيف.

يستفاد من الحديث


أولًا: أن جلسة الاستراحة بعد السجدة الثانية من الركعة الأولى والثالثة سنة، قال ابن حزم في "المحلى" 4/ 124:
"ونستحب لكل مصل إذا رفع رأسه من السجدة الثانية ان يجلس متمكنا ثم يقوم من ذلك الجلوس إلى الركعة الثانية والرابعة".

ثانيًا: أنه إذا قام إلى الركعة الثانية، والرابعة يعتمد بيديه على الأرض، قال الإمام الشافعي في "الأم" 1/ 139:
"وبهذا - يعني: حديث مالك بن الحويرث - نأخذ فنأمر من قام من سجود، أو جلوس في الصلاة أن يعتمد على الأرض بيديه معا اتباعا للسنة، فإن ذلك أشبه للتواضع وأعون للمصلي على الصلاة وأحرى أن لا ينقلب، ولا يكاد ينقلب، وأي قيام قامه سوى هذا كرهته له ولا إعادة فيه عليه، ولا سجود سهو...".

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
11 - ربيع الثاني - 1440 هجري.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015