
فتح الباب عند الحاجة إليه
(188) "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت والباب عليه مغلق، فجئت، فمشى حتى فتح لي، ثم رجع إلى مقامه، ووصفت أن الباب في القبلة".
إسناده حسن - أخرجه أبو داود (922)، والترمذي (601) - ومن طريقه البغوي في
"شرح السنة" (747) -، والنسائي (1206)، وفي "الكبرى" (528) و
(1130)، وأحمد 6/ 31 و 183 و 234، وإسحاق بن راهويه (620) و (1147)، والطيالسي
(1571)، وأبو يعلى (4406) - ومن طريقه ابن حبان (2355) -، والطبراني في "مسند
الشاميين" (363)، والدارقطني 2/ 450، والبيهقي 2/ 265، وفي "السنن الصغرى"
(901)، وفي "المعرفة" (4210) من طريق برد بن سنان، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة به.
وفي لفظ: "فمشى في القبلة
إما عن يمينه، وإما عن يساره، حتى فتح لي...".
وعند النسائي، وإسحاق (1147)،
وأبي يعلى: "يصلي تطوعا".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب".
وأخرجه الدارقطني 2/ 449 من طريق
محمد بن حميد، حدثنا حكام بن سلم، عن عنبسة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
"كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي، فإذا استفتح إنسان الباب فتح له ما كان في قبلته أو عن يمينه أو عن
يساره، ولا يستدبر القبلة".
وإسناده ضعيف من أجل محمد بن حميد
الرازي.
وأخرجه ابن الأعرابي في
"المعجم" (1989) حدثنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الله بن يحيى
الثقفي، حدثنا سليم بن أخضر، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:
"كنت أستفتح الباب والنبي
صلى الله عليه وسلم يصلي فإما أخذ عن يمينه، وإما تراد وراءه حتى يفتح لي الباب، ثم
يعود إلى صلاته".
أبو رفاعة عبد الله بن محمد: وثقه
الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 83، وذكره ابن حبان في "الثقات"
8/ 369، وقال:
"كان يخطئ".
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"
3/ 80 من طريق داود بن منصور النسائي، والطبراني في "الأوسط" (8652) من طريق
عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث، عن عبد الرحيم بن خالد بن زيد، عن يونس بن يزيد،
عن الأوزاعي، عن أم كلثوم بنت أسماء، عن عائشة، قالت:
"جئت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذات يوم وهو في المسجد قائما يصلي، والباب مجاف مما يلي القبلة، متنحيا من
المسجد، فاستفتحت، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتي أهوى بيده ففتح الباب،
ثم مضى على صلاته".
وقال العقيلي:
"عبد الرحيم بن خالد الأيلي،
عن يونس: مجهول بالنقل ولا يتابع على حديثه بهذا الإسناد...وقد روي هذا عن عائشة بإسناد
غير هذا أصلح من هذا الإسناد".
وفي الباب عن عائشة، وابن عباس، وجابر، وسهل بن سعد، وأبي برزة:
أما حديث عائشة:
فأخرجه البخاري (1212)، ومسلم
(901-3)، والنسائي (1472)، وفي "الكبرى" (1870)، وأبو عوانة (2448) و
(2449)، وابن حبان (2841)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2029)، والبيهقي 2/
265 و 3/ 341، وفي "عذاب القبر" (83) من طريق يونس، عن الزهري، عن عروة،
قال: قالت عائشة:
"خسفت الشمس، فقام النبي
صلى الله عليه وسلم فقرأ سورة طويلة، ثم ركع فأطال، ثم رفع رأسه، ثم استفتح بسورة أخرى،
ثم ركع حتى قضاها وسجد، ثم فعل ذلك في الثانية، ثم قال: إنهما آيتان من آيات الله،
فإذا رأيتم ذلك فصلوا، حتى يفرج عنكم، لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته، حتى لقد
رأيت أريد أن آخذ قطفا من الجنة، حين رأيتموني جعلت أتقدم، ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها
بعضا، حين رأيتموني تأخرت، ورأيت فيها عمرو بن لحي وهو الذي سيب السوائب".
وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه البخاري (29) و (431) و
(748) و (1052) و (3202) و (5197)، ومسلم (907)، وأبو داود (1189)، والنسائي
(1493)، وفي "السنن الكبرى" (1891)، وأحمد 1/ 298 و 358-359، والشافعي
1/ 163 و 164، وفي "السنن المأثورة" (47)، وعبد الرزاق في "المصنف"
(4925)، والدارمي (1528)، وابن خزيمة (1377)، وأبو عوانة (2458)، والطحاوي 1/ 327،
وفي "شرح مشكل الآثار" (851) و (3179) و (5688) و (5689) و (5924)، وابن
الجارود في "المنتقى" (248)، وابن المنذر في "الأوسط" (2892)،
وابن حبان (2832) و (2853)، والطبراني في
"الدعاء" (2226)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2262)، والبيهقي
3/ 321 و 335 و 7/ 294، وفي "المعرفة" (4208) و (7039) و (7040)، وفي
"البعث والنشور" (192)، والبغوي في "شرح السنة" (1140) تاما ومختصرا
عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 186-187) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار،
عن عبد الله بن عباس، أنه قال:
"خسفت الشمس، فصلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم، والناس معه: فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة، قال: ثم ركع
ركوعا طويلا، ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا وهو
دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا
طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع
ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال: إن الشمس
والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فاذكروا
الله. قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا، ثم رأيناك تكعكعت؟ فقال:
إني رأيت الجنة، فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت
النار فلم أر كاليوم منظرا قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء. قالوا: لم يا رسول الله؟
قال: لكفرهن. قيل: أيكفرن بالله؟ قال: ويكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى
إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط".
وأخرجه مسلم (907-17) من طريق
حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم به، وفيه: "قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا
في مقامك هذا، ثم رأيناك كففت...الحديث".
وأما حديث جابر:
فأخرجه مسلم (904-9) و (904)،
وأبو داود (1179)، والنسائي (1478)، وفي "الكبرى" (1876)، وأحمد 3/ 374،
والطيالسي (1861)، وابن خزيمة (1380) و (1381)، وأبو عوانة (2445)، والطبراني في
"الدعاء" (2228)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2264)، وأبو
نعيم في "الحلية" 6/ 283، والبيهقي 3/ 323، وفي "المعرفة"
(7067)، وفي "عذاب القبر" (84)، وفي "البعث والنشور" (190) عن
هشام الدستوائي، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال:
"كسفت الشمس على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه،
فأطال القيام، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع
فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوا من ذاك، فكانت أربع ركعات، وأربع سجدات، ثم
قال: إنه عرض علي كل شيء تولجونه، فعرضت علي الجنة، حتى لو تناولت منها قطفا أخذته
- أو قال: تناولت منها قطفا - فقصرت يدي عنه، وعرضت علي النار، فرأيت فيها امرأة من
بني إسرائيل تعذب في هرة لها، ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ورأيت
أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار، وإنهم كانوا يقولون: إن الشمس والقمر لا
يخسفان إلا لموت عظيم، وإنهما آيتان من آيات الله يريكموهما، فإذا خسفا فصلوا حتى تنجلي".
وأخرجه مسلم (904-10)، وأبو داود
(1178)، وأحمد 3/ 318، وابن أبي شيبة 2/ 467-468، وعبد بن حميد (1012)، وأبو عوانة
(2415) و (2443) و (2444)، وابن خزيمة (1386)، وابن المنذر في "الأوسط"
(2901)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 328، وابن حبان (2843) و (2844)، والطبراني في "الدعاء"
(2221) و (2232)، والبيهقي 3/ 325-326 و 326، وفي "المعرفة" (7107)، وفي
"عذاب القبر" (85)، وفي "البعث والنشور" (191)، وابن بشكوال في
"غوامض الأسماء المبهمة" (ص 285-286) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان،
عن عطاء، عن جابر، قال:
"كسفت الشمس على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فقال الناس: إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقام النبي صلى الله عليه
وسلم، فصلى بالناس ست ركعات في أربع سجدات كبر، ثم قرأ، فأطال القراءة، ثم ركع نحوا
مما قام، ثم رفع رأسه، فقرأ دون القراءة الأولى، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه،
فقرأ قراءة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه، فانحدر للسجود،
فسجد سجدتين، ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد، ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول
من التي بعدها، إلا أن ركوعه نحو من قيامه، ثم تأخر في صلاته، وتأخرت الصفوف معه، ثم
تقدم فقام في مقامه، وتقدمت الصفوف، فقضى الصلاة، وقد طلعت الشمس، فقال: يا أيها الناس،
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم شيئا
من ذلك فصلوا حتى تنجلي، إنه ليس من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، ولقد جيء
بالنار، فذلك حين رأيتموني تأخرت، مخافة أن يصيبني من لفحها، حتى قلت: أي رب، وأنا
فيهم، ورأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فطن به،
قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها
فلم تطعمها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا، وجيء بالجنة، فذلك حين رأيتموني
تقدمت حتى قمت في مقامي، فمددت يدي، وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم
بدا لي أن لا أفعل".
وقال البيهقي:
"من نظر في هذه القصة وفي
القصة التي رواها أبو الزبير عن جابر علم أنها قصة واحدة، وأن الصلاة التي أخبر عنها
إنما فعلها يوم توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اتفقت رواية عروة
بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة، ورواية عطاء بن يسار وكثير بن عباس، عن ابن
عباس، ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو، ورواية أبي الزبير عن جابر
بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما صلاها ركعتين في كل ركعة ركوعين)،
وفي حكاية أكثرهم قوله صلى الله عليه وسلم يومئذ: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله،
لا تنخسفان لموت أحد ولا لحياته) دلالة على أنه إنما صلاها يوم توفي ابنه، فخطب وقال
هذه المقالة ردا لقولهم: إنما كسفت لموته، وفي اتفاق هؤلاء العدد مع فضل حفظهم دلالة
على أنه لم يزد في كل ركعة على ركوعين، كما ذهب إليه الشافعي ومحمد بن إسماعيل البخاري
رحمهما الله تعالى".
وأما حديث سهل بن سعد:
فمتفق عليه، وقد تقدّم تخريجه
برقم (183)، فيه قصة صلاة أبي بكر بالناس حين ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني
عمرو بن عوف ليصلح بينهم وفيه: "فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في
الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما
أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله عز وجل على ما أمره
به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم
النبي صلى الله عليه وسلم فصلى".
وأما حديث أبي برزة:
فأخرجه البخاري (1211)، وأحمد
4/ 420 و 423، والروياني في "مسنده" (1320)، وابن حبان في كتاب "الصلاة"
كما في "إتحاف المهرة" (17057)، والبيهقي 2/ 266 من طريق شعبة، حدثنا الأزرق
بن قيس، قال:
"كنا بالأهواز نقاتل الحرورية،
فبينا أنا على جرف نهر إذا رجل يصلي، وإذا لجام دابته بيده، فجعلت الدابة تنازعه وجعل
يتبعها - قال شعبة: هو أبو برزة الأسلمي - فجعل رجل من الخوارج يقول: اللهم افعل بهذا
الشيخ، فلما انصرف الشيخ، قال: إني سمعت قولكم وإني غزوت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ست غزوات - أو سبع غزوات - وثماني وشهدت تيسيره، وإني إن كنت أن أراجع مع
دابتي أحب إلي من أن أدعها ترجع إلى مألفها فيشق عليّ".
وأخرجه البخاري (6127)، وابن خزيمة
(866) من طريق حماد بن زيد، عن الأزرق بن قيس، قال:
"كنا على شاطئ نهر بالأهواز
قد نضب عنه الماء، فجاء أبو برزة الأسلمي على فرس، فصلى وخلى فرسه، فانطلقت الفرس،
فترك صلاته وتبعها حتى أدركها، فأخذها ثم جاء فقضى صلاته، وفينا رجل له رأي، فأقبل
يقول: انظروا إلى هذا الشيخ ترك صلاته من أجل فرس، فأقبل فقال: ما عنفني أحد منذ فارقت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن منزلي متراخ، فلو صليت وتركته، لم آت أهلي
إلى الليل، وذكر أنه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم فرأى من تيسيره".
واستدركه الحاكم رحمه الله تعالى
1/ 255 على الشيخين، وفاته أنه في "صحيح البخاري".
وأخرجه البزار (3862) و
(4512) من طريق السندي بن عبدويه، قال: حدثنا جسر بن جعفر، عن الأزرق بن قيس، قال:
سمعت أبا برزة الأسلمي رضي الله عنه، يقول:
"غزوت مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم غزوة كذا وغزوة كذا حتى عد ثماني غزوات فما رأينا منه إلا التيسير والتخفيف".
وإسناده ضعيف، جسر بن جعفر البصري:
ذكره النباتي في "الحافل"، وقال: لين. قاله البستي كما في "لسان الميزان"
2/ 435.
وقال الحافظ:
"وأظنه انقلب عليه وإنما
هو جعفر بن جسر بن فرقد".
يستفاد من الحديث
أولًا: إباحة المشي في الصلاة للحاجة، وهذا يستفاد من مجموع أحاديث الباب.
ثانيًا: أن المستحب لمن صلى في مكان بابه للقبلة أن يغلق الباب عليه ليكون سترة
للمار بين يديه ولأن غلق الباب أستر.
ثالثًا: إخفاء بعض صلاة التطوع عن الآدميين.
رابعًا: أن أهل البيت يستأذنون إذا وجدوا الباب مغلقا.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
3 - جمادي الآخرة - 1440 هجري.
إرسال تعليق