
من أدعية الصلاة (5)
(208) "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: تدرون بما دعا؟ فقالوا الله ورسوله أعلم، فقال: والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى".
صحيح - أخرجه أبو
داود (1495)، والنسائي (1300)، وفي "الكبرى" (1224) و (7654)، وفي
"النعوت" (43)، وأحمد 3/ 158 و 245، والبخاري في "الأدب
المفرد" (705)، والحسين المروزي في "زياداته" على "الزهد لابن
المبارك" (1171)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (175)، وابن حبان
(893)، والطبراني في "الدعاء" (116)، وابن منده في "التوحيد"
(230) و (336)، والحاكم 1/ 503-504، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص
346)، والبيهقي في "السنن الصغير" (461)، وفي "الأسماء
والصفات" (28) و (271)، وفي "الدعوات الكبير" (126) و (231)،
والبغوي في "شرح السنة" (1258)، وقوام السنة في "الترغيب"
(1324)، وفي "الحجة" (3) و (44)، وعبد الغني المقدسي في " أخبار
الصلاة" (134)، والضياء في "المختارة" (1884) و (1885)، وفي
"العدة" (16) من طرق عن خلف بن خليفة، عن حفص بن أخي أنس، عن أنس، قال:
كنت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم جالسا ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد وتشهد فقال في دعائه: فذكره.
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم" وأقره الذهبي!
إسناده حسن، وليس على شرط مسلم فلم يرو الإمام مسلم لحفص بن أخي أنس
شيئا وهو صدوق.
وله طرق عن أنس:
1 - أخرجه الترمذي (3544)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات"
(1632) من طريق يونس بن محمد، قال: حدثنا سعيد بن زربي، عن عاصم الأحول، وثابت، عن
أنس، قال:
"دخل النبي صلى الله
عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه: اللهم لا إله إلا أنت
المنان بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون بم دعا الله؟ دعا الله باسمه
الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى".
وقال الترمذي:
"هذا حديث غريب من هذا الوجه وقد روي من غير هذا الوجه عن
أنس".
سعيد بن زربي: ضعيف.
2 - أخرجه أحمد
3/ 265، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 27، والطحاوي في "شرح
مشكل الآثار" (174)، والطبراني في "الصغير" (1038)، والخطيب في "الأسماء
المبهمة" (ص 347)، والضياء في "المختارة" (1514) من طريق عبد
العزيز بن مسلم، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أنس به.
وفيه عند بعضهم: مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بأبي عياش زيد بن صامت الزرقي وهو يصلي...فذكره.
عبد العزيز بن مسلم مولى آل
رفاعة: مجهول الحال.
وأخرجه ابن منده في "التوحيد" (309)، والحاكم 1/ 504،
والبيهقي في "الأسماء والصفات" (34) من طريق عبد الله بن وهب قال: حدثني عياض بن عبد الله الفهري، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن أنس بن
مالك به، وليس فيه التصريح بالداعي.
وعياض بن عبد الله: فيه لين.
3 - أخرجه ابن ماجه (3858)، وأحمد 3/ 120، وابن أبي شيبة 10/ 272 و 14/
31، والضياء في "المختارة" (1552) و (1553) عن وكيع، عن أبي خزيمة، عن
ابن سيرين، عن أنس بن مالك، قال:
"سمع النبي صلى الله
عليه وسلم رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك،
المنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، فقال: لقد سأل الله باسمه
الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب".
أبو خزيمة: إن كان هو العبدي البصري نصر بن مرداس، فهو صدوق، وإن كان
يوسف بن ميمون المخزومي، فهو ضعيف.
4 - أخرجه الحسين
المروزي في "زياداته" على "الزهد لابن المبارك" (1172) أخبرنا
سفيان بن عيينة، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه
وسلم بنحوه.
وأخرجه الحارث في
"العوالي" (23) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"
(2984)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 347)، وابن بشكوال في "غوامض
الأسماء المبهمة" (ص 314) - حدثنا سعيد بن عامر، عن أبان بن أبي عياش، عن
أنس: أن أبا عياش الزرقي، قال: اللهم إني أسألك ... فذكره.
وأخرجه الطبراني 5/ (4722)،
وفي "الدعاء" (117) من طريق حماد بن سلمة أن أبان بن أبي عياش أخبرهم عن
أنس بن مالك، عن أبي طلحة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل... فذكره.
وإسناده ضعيف جدا، أبان بن أبي عياش: متروك الحديث.
غريب الحديث
(المنان) أي: الْمُنعم الْمُعطي، من الْمَنّ وهو العطاء، لا من
الْمِنّة، وكثيرا ما يرِد الْمَنّ في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبُه،
ولا يطلبُ الجزاء عليه، وهو من أبنية المبالغة، كالوهابِ والعلاّم. "شرح سنن
أبي داود" للعيني 5/ 407.
(بديع السموات والأرض) أي: مُبدِعهما ومُخْترعهما، لا عن أصل ومادة.
"شرح سنن أبي داود" للعيني 5/ 407.
يستفاد من الحديث
أولًا: مشروعية هذا
الدعاء بعد التشهد.
ثانيًا: فضل هذا
الدعاء، وأن فيه اسم الله العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، قال ابن
حبان:
"الأعظمية الواردة في الأخبار إنما يراد بها مزيد الثواب الداعي
بذلك، وقيل: المراد بالاسم الأعظم كل اسم من أسماء الله دعا العبد به ربه مستغرقا
بحيث لا يكون في فكره حالتئذ غير الله، فإن من تأتَّى له ذلك استجيب له".
ثالثًا: استفتاح
الدعاء بالثناء على الله تعالى.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
5 - شعبان - 1440 هجري.
إرسال تعليق