
من أدعية الصلاة (6)
(207) "اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم".
صحيح - أخرجه النسائي (1304)، وفي "الكبرى" (1228) من طريق سليمان
بن حرب، وابن حبان (1974) من طريق كامل بن طلحة، والطبراني 7/ (7180)، وفي "الدعاء"
(627) من طريق أبي عمر الضرير، والطبراني 7/ (7180) من طريق موسى بن إسماعيل، أربعتهم
عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد بن أوس: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يقول في صلاته: فذكره.
وسقط من إسناده رجل من بني حنظلة:
أخرجه الترمذي (3407)، والطبراني
7/ (7175) من طريق سفيان، عن الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة،
قال:
صحبت شداد بن أوس في سفر، فقال:
ألا أعلمك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول: فذكره.
وأخرجه أحمد 4/ 125 حدثنا يزيد
بن هارون، والطبراني 7/ (7178)، وفي "الدعاء" (628) و (629)، وعبد الغني
المقدسي في "أخبار الصلاة" (137) من طريق بشر بن المفضل، والطبراني 7/
(7176) و (7177) من طريق خالد بن عبد الله، ثلاثتهم عن الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير،
عن الحنظلي، عن شداد بن أوس به.
وعند الطبراني (7178)، وفي الموضع الثاني من "الدعاء" له:
"عن أبي العلاء، عن رجل من بني مجاشع، عن شداد".
وعند أحمد "كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعلمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا، أو قال في دبر صلاتنا".
وأخرجه الطبراني 7/ (7179)، وفي
"الدعاء" (626)، وعبد الغني المقدسي في "أخبار الصلاة" (137) من
طريق عدي بن الفضل، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير، عن رجلين
قد سماهما، عن شداد بن أوس به.
وله طرق أخرى عن شداد:
1 - أخرجه أحمد 4/ 123 عن روح، وابن أبي شيبة 10/ 271، والخرائطي في
"فضيلة الشكر لله على نعمته" (5) عن عيسى بن يونس، وأبو شعيب الحراني في
"الفوائد المنتقاة" - مخطوط، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 266 و
6/ 77-78، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 2/ 76 من طريق يحيى بن عبد الله،
ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن شداد بن أوس، أنه قال: احفظوا عني ما أقول،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
"إذا كنز الناس الذهب والفضة
فاكنزوا هذه الكلمات، اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك
شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما
تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب".
وقال الحافظ:
"ورجاله من رواة الصحيح،
إلا أن في سماع حسان بن عطية من شداد نظر، وقد رواه سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي،
فأدخل بين حسان وشداد رجلاً".
أخرجه ابن حبان (935)، والطبراني
7/ (7157)، وفي "الدعاء" (630)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 266،
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 73/ 150 من طريق سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعي،
عن حسان بن عطية، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، عن شداد بن أوس به.
وسويد بن عبد العزيز ضعيف، وخالف
أصحاب الأوزاعي فأدخل مسلم بن مشكم بين حسان بن عطية وبين شداد رضي الله عنه.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد"
(843) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 22/ 412 - حدثنا الأوزاعي،
عن حسان بن عطية، قال: بلغني أن شداد بن أوس مختصرا.
2 - أخرجه الطبراني
7/ (7135)، وفي "الدعاء" (631)، وأبو الحسين الكلابي في "حديثه"
- مخطوط، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 266-267، وقوام السنة في "الترغيب"
(1289)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 56/ 274، وعبد الغني المقدسي في
"أخبار الصلاة" (137) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن يزيد الرحبي،
عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس به.
وهذا إسناد حسن، محمد بن يزيد
الرحبي الدمشقي: روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان 9/ 35، وباقي رجاله ثقات، ورواية إسماعيل
بن عياش هنا عن أهل بلده.
3 - أخرجه أبو نعيم في "الحلية"
1/ 267 من طريق أبي معشر، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، قال:
شيع شداد غزاة فدعوه إلى سفرتهم، فقال: لو كنت أكلت طعاما منذ بايعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى أعلم من أين هؤلاء لأكلت، ولكن عندي هدية، سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول:
"إذا رأيت الناس يكنزون الذهب
والفضة فقل: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وعزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن
عبادتك، وأسألك قلبا تقيا، ولسانا صادقا نقيا".
وإسناده ضعيف، محمد بن عبد الله الشعيثي: لم يدرك أحدا من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم قاله أبو حاتم.
وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن
المدني: ضعيف.
4 - أخرجه الحاكم 1/ 508، والبيهقي في "الدعوات" (243) من طريق
أبي الحسن محمد بن سنان القزاز، حدثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، حدثنا عكرمة
بن عمار، قال: سمعت شدادا أبا عمار، يحدث عن شداد بن أوس وكان بدريا، عن محمد صلى
الله عليه وسلم، قال:
"يا شداد إذا رأيت الناس
يكنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك التثبيت في الأمور، وعزيمة
الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وخلقا مستقيما،
وأستغفرك لما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، إنك أنت علام الغيوب".
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم" وأقره الذهبي!
محمد بن سنان القزاز: ضعيف، ولم
يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة.
5 - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (632) حدثنا حفص بن عمر الرقي،
حدثنا حفص بن عمر الحوضي، حدثنا مُرجّى بن رجاء، عن حسين بن ذكوان، عن عبد الله بن
بريدة، عن بشير بن كعب العدوي، عن شداد بن أوس الأنصاري رضي الله عنه قال: قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
"يا شداد بن أوس إذا كنز
الناس الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة
على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك الغنيمة من كل بر، والسلامة من كل
إثم، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم،
وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما
إلا فرجته، ولا كربا إلا نفسته، ولا ضرا إلا كشفته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عدوا إلا
أهلكته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".
وإسناده جيد، شيخ الطبراني حفص
بن عمر الرقي: قال أبو أحمد الحاكم: حدث بغير حديث لم يتابع عليه.
فتعقبه الذهبي في "السير" 13/ 406 بقوله:
"احتج به أبو عوانة...وهو صدوق في نفسه، وليس بمتقن".
وذكره ابن حِبّان في "الثقات" 8/ 201، وقال:
"رُبما أخطأ".
وتحرّف في مطبوعه إلى عمرو!
وقال الدارقطني في "العلل" (2144):
"ثقة".
وقال الخليلي في "الإرشاد" 2/ 373-374:
"كان يحفظ، وينفرد برفع حديث".
وجاء من حديث البراء بإسناد ضعيف
جدا:
أخرجه الطبراني 2/ (1172)، وفي
"الأوسط" (7408)، وفي "الدعاء" (633) - وعنه أبو نعيم في
"معرفة الصحابة" (1167)، وفي "أخبار أصبهان" 2/ 27 - حدثنا محمد
بن أبان، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا موسى بن مطير، عن أبي إسحاق قال: قال
لي البراء بن عازب: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
"إذا رأيت الناس قد تنافسوا الذهب والفضة، فادع بهذه الدعوات: اللهم
إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، والصبر على
بلائك، وأسألك حسن عبادتك، والرضا بقضائك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك
من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا موسى بن مطير، تفرد به:
إسماعيل بن عمرو".
وإسناده ضعيف جدا، موسى بن مطير: متروك الحديث.
وإسماعيل بن عمرو البجلي: ضعيف.
يستفاد من الحديث
أولًا: طلب العبد من
ربه لأهم الأمور الدينية، قال الحافظ ابن رجب في "شرح حديث شداد" 1/ 339
- مجموع رسائله -:
"قوله صلى الله عليه وسلم (أسألك الثبات في الأمر) المراد بالأمر:
الدين والطاعة، فسأل الثبات على الدين إلى الممات {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}، الذين قالوا: ربنا الله كثير، ولكن أهل الاستقامة قليل، كان عمر يقول
في خطبته: "اللهم اعصمنا بحفظك، وثبتنا على أمرك".
فالاستقامة والثبات، لا قدرة للعبد عليه بنفسه، فلذلك يحتاج أن يسأل ربه...".
ثانيًا: أن العبد يحتاج
إلى الاستعانة بالله تعالى، والتوكل عليه في تحصيل العزم، وفي العمل بمقتضى العزم بعد
حصول العزم.
ثالثًا: سؤال الله تعالى
شكر نعمه، ومن شكرها التحدث بها، قال الله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث}، وأن لا يستعان
بالنعم إلا على طاعة الله عز وجل، وأن يحذر من استعمالها في شيء من معاصيه.
رابعًا: حسن العبادة،
وحسنها إتقانها والإتيان بها على أكمل وجوهها، قال الحافظ ابن رجب في "شرح حديث
شداد" 1/ 352 - مجموع رسائله:
"كان السلف يوصون بإتقان العمل وتحسينه دون الإكثار منه، فإن العمل
القليل مع التحسين والإتقان، أفضل من الكثير مع الغفلة وعدم الإتقان.
قال بعض السلف: إن الرجلين ليقومان في الصف، وبين صلاتيهما كما بين السماء
والأرض.
كم بين من تصعد صلاته لها نور وبرهان كبرهان الشمس، وتقول: حفظك الله
كما حفظتني، وبين من تلف صلاته كما يلف الثوب الخلق، فيضرب بها وجه صاحبها، وتقول:
ضيعك الله كما ضيعتني؟!
ولهذا قال ابن عباس وغيره: صلاة ركعتين في تفكر، خير من قيام ليلة والقلب
ساه".
خامسًا: قال ابن رجب:
"متى طهر اللسان من الكذب، طهر من غيره من الكلام السيئ المحرم، واستقام حال العبد
كله، ومتى لم يستقم اللسان فسد حال العبد كله...وروي عن طائفة من السلف أن اللسان ترجمان
القلب، والقلب ملك الأعضاء، وبقية الجوارح جنوده، فإذا صلح الملك وترجمانه صلحت الجنود
كلها، وإذا فسد فسدت الجنود كلها.
فإذا كان الملك سليما من الهوى، والترجمان صادقا أمينا، فالرعية معهما
في عافية، وإن كان الملك جائرا، والترجمان غير أمين، فلا تسأل عن فساد حال الرعية معهما،
ومتى كان الترجمان غير أمين فقد يلبس، ولكن حال الجائر لا يخفى!
وفي "الصحيحين" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا
وهي القلب".
سادسًا: اختيار النبي صلى
الله عليه وسلم الجوامع من الدعاء، قال ابن رجب: "قوله صلى الله عليه وسلم: (وأسألك
من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم) هذا سؤال جامع لطلب كل خير، والاستعاذة من
كل شر، وسواء علمه الإنسان أو لم يعلمه، وهذا السؤال العام، بعد سؤال تلك الأمور الخاصة
من الخير، هو من باب ذكر العام بعد الخاص، وقد كان النبيصلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع
من الدعاء، ويأمر بها".
سابعًا: ختم الدعاء بالاستغفار
فإنه خاتمة الأعمال الصالحة.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
2 - شعبان - 1440 هجري.
إرسال تعليق